المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الترغيب في سؤال العفو والعافية - فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب - جـ ١٣

[حسن بن علي الفيومي]

فهرس الكتاب

- ‌فصل في عيش السلف

- ‌الترغيب في البكاء من خشية الله تعالى

- ‌الترغيب في ذكر الموت وقصر الأمل

- ‌الترغيب في الخوف وفضله

- ‌الترغيب في الرجاء وحسن الظن بالله سيما عند الموت

- ‌كتاب الجنائز وما يتقدمها

- ‌التَّرْغِيب فِي سُؤال الْعَفو والعافية

- ‌التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من رأى مبتلى

- ‌التَّرْغِيب فِي الصَّبْر سِيمَا لمن ابْتُلِيَ فِي نَفسه أَو مَاله وَفضل الْبلَاء وَالْمَرَض والحمى وَمَا جَاءَ فِيمَن فقد بَصَره

- ‌التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من آلمه شَيْء من جسده

- ‌التَّرْهِيب من تَعْلِيق التمائم والحروز

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْحجامَة وَمَتى يحتجم]

- ‌[التَّرْغِيب فِي عِيَادَة المرضى وتأكيدها وَالتَّرْغِيب فِي دُعَاء الْمَرِيض]

- ‌[التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يدعى بِهن للْمَرِيض وكلمات يقولهن الْمَرِيض]

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْوَصِيَّة وَالْعدْل فِيهَا والترهيب من تَركهَا أَوالمضارة فِيهَا وَمَا جَاءَ فِيمَن يعْتق ويَتَصَدَّق عِنْد الْمَوْت]

- ‌التَّرْهِيب من كَرَاهِيَة الْإِنْسَان الْمَوْت وَالتَّرْغِيب في تلقيه بالرضى وَالسُّرُور إِذا نزل حبا للقاء الله عز وجل

- ‌فائدة فيها بشرى:

- ‌[التَّرْغِيب فِي كَلِمَات يقولهن من مَاتَ لَهُ ميت]

- ‌[التَّرْغِيب فِي حفر الْقُبُور وتغسيل الْمَوْتَى وتكفينهم]

- ‌[التَّرْغِيب فِي تشييع الْمَيِّت وَحُضُور دَفنه]

- ‌التَّرْغِيب فِي كَثرَة الْمُصَلِّين على الْجِنَازَة وَفِي التَّعْزِيَة

- ‌[التَّرْغِيب فِي الْإِسْرَاع بالجنازة وتعجيل الدّفن]

- ‌فوائد يختم بها الباب:

- ‌[التَّرْغِيب فِي الدُّعَاء للْمَيت وإحسان الثَّنَاءعَلَيْهِ والترهيب من سوي ذَلِك]

الفصل: ‌الترغيب في سؤال العفو والعافية

‌التَّرْغِيب فِي سُؤال الْعَفو والعافية

5133 -

عَن أنس رضي الله عنه أَن رجلًا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء أفضل قَالَ سل رَبك الْعَافِيَة والمعافاة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ثمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي فَقَالَ يَا رَسُول الله أَي الدُّعَاء أفضل فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك قَالَ فَإِذا أَعْطَيْت الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وأعطيتها فِي الْآخِرَة فقد أفلحت. رواه الترمذي

(1)

واللفظ له وابن أبي الدنيا

(2)

كلاهما من حديث سلمة بن وردان عن أنس، وقال الترمذي:"حديث حسن"

(3)

.

قوله: "أنس رضي الله عنه" هو ابن مالك، تقدم الكلام على مناقبه رضي الله تعالى عنه.

(1)

أخرجه الترمذي (3512)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث سلمة بن وردان.

(2)

لم أجده.

(3)

وأخرجه أحمد 3/ 127 (12291)، والبخاري في الأدب المفرد (637)، وابن ماجه (3848)، والطبراني في الدعاء (1298)، والبيهقي في الدعوات الكبير (286)، وقال المناوي في كشف المناهج والتناقيح (2/ 347): وسلمة بن ورد ضعفه أحمد، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 361): سلمة ضعيف، لكن الجملة الأولى في سؤال العافية والمعافاة لها شاهد من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه بسند صحيح، مخرج في الروض (917) وغيره، وانظر: ضعيف سنن الترمذي (ص: 458)، وضعيف ابن ماجه (برقم 839)، وضعيف الجامع الصغير وزيادته برقم (3269)، ومشكاة المصابيح (2490).

ص: 316

قوله رضي الله عنه: "أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الدعاء أفضل قال سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا" الحديث قاله البيهقي في الشعب

(1)

. قال الحليمي رحمهما الله تعالى

(2)

: "ومن جوامع الكلم الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم قوله للرجل الذي سأله أن يعلمه ما يدعو به: "سل ربك العافية"، وفي حديث آخر: "سل ربك اليقين والعافية"، وذلك أنه ليس من شيء مما يعمل للآخرة يتلقى بالنقص وليس شيء من أمر الدنيا يهيأ إلا مع العافية وهي الأمن والصحة وفراغ القلب، فجمع أمر الآخرة كله في كلمة، وأمر الدنيا في كلمة أخرى". والمراد بجوامع الدعاء الكلمات اليسيرة الجامعة المعاني الكبيرة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم:"أعطيت جوامع الكلم"،

(3)

بجوامع الكلم"

(4)

.

قال الهروي

(5)

جوامع الكلم القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة، وكلامه صلى الله عليه وسلم كان قليل اللفظ كثير المعاني. وفي

(1)

شعب الإيمان (3/ 39).

(2)

المنهاج في شعب الإيمان (2/ 78).

(3)

أخرجه مسلم (5)(523) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون".

(4)

أخرجه مسلم (6 - 523) عن أبي هريرة.

(5)

شرح النووي على مسلم (5/ 5).

ص: 317

سنن أبي داود

(1)

رحمه الله تعالى بإسناد جيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك.

قوله صلى الله عليه وسلم: "سل ربك العافية" العافية أن يسلم من الأسقام والبلايا، وهي الصحة، ضد المرض، ونظيرها الثاغية الراغية، من الثغاء والرغاء. "والمعافاة في الدنيا والآخرة" هي أن يعافيك الله تعالى من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم، وقيل هي مفاعلة من العفو، وهو أن يعفو عن الناس ويعفو هم عنه، قاله في نهاية الغريب

(2)

، وهو كلام نفيس عجيب، ومنه الحديث:"تعافوا عن الحدود فيما بينكم"

(3)

، أي تجاوزوا عنها، "ولا ترفعوها إليّ، فإنّي متى علمتها أقمتها"،

(1)

أخرجه الطيالسي (1491)، وابن أبي شيبة (10/ 199)، وأحمد في مسنده 6/ 148 (25151) و 6/ 188 (25555)، وأبو داود (1482) والطحاوي في مشكل الآثار (6029)، وابن حبان (867)، والطبراني في الأوسط (4946)، وفي الدعاء (50)، والحاكم في المستدرك 1/ 539، والبيهقي في الدعوات (276) وصححه الحاكم، وسكت عنه الذهبي انظر: الأذكار (ص 893)، ورياض الصالحين (1466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4949). وقال النووي في الأذكار والرياض: إسناده جيد. قال الألباني صحيح أبي داود (1332): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم.

(2)

النهاية (3/ 265).

(3)

أخرجه أبو داود (4376)، ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى (8/ 331)، وأخرجه النسائي (8/ 70)، وفي السنن الكبرى (7372، 7373)، والطبراني في الأوسط (6212)، والدارقطني في السنن (3/ 113)، والحاكم في المستدرك (4/ 383). =

ص: 318

انتهى، قاله ابن الأثير في النهاية

(1)

.

قوله رحمه الله تعالى في الكلام على الحديث: "رواه الترمذي واللفظ له وابن أبي الدنيا كلاهما من حديث سلمة بن وردان عن أنس، وقال الترمذي: حديث حسن"، سلمة بن وردان ضعف، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، عامة ما عنده عن أنس منكر، وقال معاوية بن صالح عن يحيى ليس حديثه بذاك وحسن الترمذي حديثه.

5134 -

وَعَن أبي بكرٍ رضي الله عنه أَنه قَامَ على الْمِنْبَر ثمَّ بَكَى فَقَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام أول على الْمِنْبَر ثمَّ بَكَى فَقَالَ: سلوا الله الْعَفو والعافية فَإِن أحدًا لم يُعْط بعد الْيَقِين خيرا من الْعَافِيَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ

(2)

من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن عقيل وَقَالَ حَدِيث حسن غَرِيب وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ

(3)

من طرق وَعَن

= وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. والبيهقي في سننه (8/ 331)، وقال الحافظ في الفتح (12/ 87): سنده إلى عمرو بن شعيب صحيح - قلت: لكن قال البخاري: ابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب. "ترتيب علل الترمذي الكبير"(186). وصححه الألباني في الصحيحة (1638)، وقال في صحيح الجامع الصغير وزيادته (1/ 568) (حسن). انظر: المشكاة (3568).

(1)

النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 265).

(2)

وأخرجه ابن أبي شيبة (29182)، وأحمد 1/ 3 (6)، والترمذي (3558)، والبزار (34)، وأبو يعلى (86)، (87) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 324) وقال: حسن صحيح، وضعيف سنن الترمذي (3558).

(3)

أخرجه الحميدي (2) و (7)، وأحمد (1/ 3 و 5 و 7 و 8)، والبخاري في الأدب المفرد (724)، وابن ماجه (3849)، والبزار (1/ 202) والنسائي في عمل اليوم والليلة (879) =

ص: 319

جمَاعَة من الصَّحَابَة وَأحد أسانيده صَحِيح

(1)

.

قوله: "وعن أبي بكر رضي الله عنه"، هو أبو بكر بن أبي قحافة

(2)

، وأبو بكر اسمه عبد الله، وأبو قحافة بضم القاف، اسمه عثمان بن عامر التيمي، أسلم يوم

= (880) وفي (881). وفي (882) وفي (883) وقال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذه الألفاظ عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن أبي بكر عنه، وهذا الإسناد من أحسن إسناد يروى عن أبي بكر في ذلك عنه.

(1)

وله طرق عن أبي بكر:

1 -

عن أبي هريرة، قال: قام أبو بكر

خرجه أحمد (1/ 4) والنسائي في عمل اليوم والليلة (886) عن أبي هريرة، فذكره.

2 -

عن الحسن، أن أبا بكر خطب الناس أخرجه أحمد (1/ 8) وهو مرسل كما هو ظاهر.

3 -

عن جبير بن نفير، قال: قام أبو بكر أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (884) وهو مرسل أيضا كما هو ظاهر.

4 -

عن أبي عبيدة، قال: قام أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعام، فقال أخرجه أحمد (1/ 8 و 11) عن سفيان، حدثنا عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، فذكره. وهو مرسل كما هو ظاهر.

5 -

عن عمر، قال: إن أبا بكر

أخرجه أحمد (1/ 9)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (885) عن حميد بن عبد الرحمن، أن عمر قال، فذكره.

6 -

عن يحيى بن جعدة قال: قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول، والعهد قريب يقول: سلوا الله اليقين والعافية. أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29793) و رجاله ثقات لكنه مرسل كما هو ظاهر.

(2)

هو عبد الله بن عثمان وهو أبو قحافة، بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره القرشي التيمي، أبو بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه في الغار. انظر: تهذيب الكمال (15/ 282 ت 3418)، وحلية الأولياء: 1/ 28 - 38، والاستيعاب: 3/ 963، وأسد الغابة: 3/ 205، والإصابة: 2/ الترجمة 4817.

ص: 320

الفتح، وعاش إلى خلافة عمر، وله سبع وتسعون سنة، وليس في الصحابة من في نسله ثلاثة بطون صحابيون إلا هو، قاله الكرماني

(1)

، وتقدم الكلام عليهما مبسوطا في كتاب الجمعة وغيره.

قوله صلى الله عليه وسلم: "سلوا الله العفو والعافية" الحديث، العفو هو محو الذنب من كتاب الحفظة، والعافية تقدم ذكره في الحديث. وروى سفيان ابن عيينة عن عمرو بن دنيار عن يحيى بن جعدة رحمهم الله تعالى: قال أبو بكر رضي الله تعالى عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصيف عام أول والعهد قريب يقول: "اسألوا الله العفو والعافية"

(2)

. وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: سمعت أبا بكر رضي الله تعالى عنه على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا اليوم عام أول، واستعبر أبا بكر فبكى ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يُؤتَوا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فسلوا الله العافية

(3)

. وسأله العباس: علِّمني شيئا أسأل الله عز وجل. قال: "سل الله العافية في الدنيا والآخرة"، رواه الترمذي وقال حسن صحيح

(4)

.

(1)

الكواكب الدراري (4/ 130).

(2)

أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29793)، عن يحيى بن جعدة قال: قال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول، والعهد قريب يقول: سلوا الله اليقين والعافية. ورجاله ثقات لكنه مرسل كما هو ظاهر.

(3)

أخرجه أحمد 1/ 4 (10)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (886) عن أبي هريرة، فذكره.

(4)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (726)، والترمذي (3514). وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وعبد الله بن الحارث بن نوفل قد سمع من العباس بن عبد المطلب. =

ص: 321

قوله في الكلام على الحديث: "رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمد بن عقيل وقال: حديث حسن غريب، ورواه النسائي من طرق، وعن جماعة من الصحابة. وأحد أسانيده صحيح"، وعبد الله بن محمد بن عقيل ضعفه ابن معين وقال ابن خزيمة: لا أحتج به، وقال أبو حاتم وغيره: لين الحديث، وقال الترمذي: صدوق تكلم فيه من قبل حفظه واحتج به أحمد وإسحاق والحميدي وغيرهم.

5135 -

وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من دَعْوَة يَدْعُو بهَا العَبْد أفضل من اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْعَفو والعافية

(1)

.

5136 -

وَفِي رِوَايَة اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك المعافاة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، رَوَاهُ ابْن مَاجَه بِإِسْنَاد جيد

(2)

.

قوله: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه"، وفي اسمه اختلاف كثير وأشهره عبد الرحمن بن صخر

(3)

. تقدم الكلام عليه مبسوطا رضي الله تعالى عنه.

= وصححه الألباني في المشكاة (2490/ التحقيق الثاني)، الصحيحة (1523).

(1)

لم أجد هذا اللفظ عند ابن ماجه. وإنما أخرجه (2957) عن أبى هريرة بلفظ: وكل به سبعون ملكا، فمن قال: اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، قالوا: آمين. وقال الألباني: ضعيف، المشكاة (2590)، وضعيف الترغيب (721).

(2)

أخرجه ابن ماجه (3851) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1138) وصحيح الترغيب (3388).

(3)

عبد الرحمن بن صخر الدوسي أبو هريرة. هو مشهور بكنيته. وهذا أشهر ما قيل في اسمه =

ص: 322

قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من اللهم إني أسألك العفو والعافية"، الحديث. "قوله العفو والعافية فإن"، الشر الماضي يزول بالعفو، والحاضر بالعافية، والمستقبل بالمعافاة لتضمنها دوام العافية، فالعافية من أجلّ نعم الله تعالى على عبده، فيتعين مراعاتها وحفطها، وطريق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أكمل الطرق، وحاله أكمل الأحوال صلى الله عليه وسلم

(1)

.

5137 -

وَعَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أَبِيه أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله كيفَ أَقُول حِين أسأَل رَبِّي قَالَ قل اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وَعَافنِي وارزقني وَيجمع أَصَابِعه إِلَّا الْإِبْهَام فَإِن هَؤُلَاءِ تجمع لَك دنياك وآخرتك رواه مسلم

(2)

.

= واسم أبيه، إذ قال النووي: إنه أصح. والذي اجتمع في اسم أبيه خمسة عشر قولا:

وعند التأمل لا تبلغ الأقوال عشرة خالصة ومزجها من جهة صحة النقل إلى ثلاثة: عمير، وعبد الله، وعبد الرحمن الأولان محتملان في الجاهلية والإسلام، وعبد الرحمن في الإسلام خاصة. وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا. وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقي بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر. والمعتمد في وفاة أبي هريرة قول هشام بن عروة. وقد تردد البخاري فيه، فقال: مات سنة سبع وخمسين. انظر: طبقات ابن سعد: 2/ 362 - 364 و 4/ 325، 341 الاستيعاب: 4/ 1768، حلية الأولياء: 1/ 385 - 376، أسد الغابة: 6/ 318، سير أعلام النبلاء (2/ 578)، الإصابة في تمييز الصحابة (4/ 267 ت 5156)، (7/ 348 ت 10680).

(1)

الآداب الشرعية (2/ 368).

(2)

أخرجه مسلم (36 - 2697).

ص: 323

قوله: "الأشجعي"

(1)

، تقدم الكلام على ترجمته رضي الله تعالى عنه.

قوله: "اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني"، هذا الذكر يقال بين السجدتين، وزاد في رواية:"واهدني"، كما روى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:"وارزقني"، رواه أبو داود في سننه

(2)

، وروى غير ذلك.

قال أصحاب الشافعي رحمه الله تعالى: وأيّ شيء قال من الذكر فحسن

(3)

، والله تعالى أعلم.

(1)

هو: طارق بن أشيم بن مسعود الأشجعي الأشجعي انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد: 6/ 37، وتاريخ البخاري الكبير: 4/ الترجمة 3113، والجرح والتعديل: 4/ الترجمة 2126، وثقات ابن حبان: 2/ 202، وأسد الغابة: 3/ 48، والاستيعاب: 2/ 745،، أسد الغابة (2/ 451) - الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 379).

(2)

سنن أبي داود (850) من طريق حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين:"اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني". وأخرجه ابن ماجه (898)، والترمذي (284) و (285)، البزار (5128)، والطبراني (12349 و 12363)، وابن المنذر في الأوسط (1481)، وابن عدي في الكامل (8/ 695)، والحاكم 1/ 262 و 271، والبيهقي 2/ 122، والبغوي (667) من طريق حبيب بن أبي ثابت، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، وهكذا روي عن علي، وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق: يرون هذا جائزا في المكتوبة والتطوع. وقال النووي في الخلاصة (1334 - 1335): رواه أبو داود، والترمذي، وآخرون بإسناد حسن. وقال الحاكم: هو صحيح الإسناد. وقال البدر المنير (3/ 672) هذا الحديث صحيح وقال الألباني في تخريج الكلم الطيب (98)(إسناده جيد)، وقال في صحيح أبي داود (796): حسن.

(3)

النجم الوهاج (2/ 152).

ص: 324

5138 -

وَعَن ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: يَا عَبَّاس يَا عَم النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَكثر من الدُّعَاء بالعافية.

رَوَاهُ ابْن أبي الدُّنْيَا

(1)

وَالْحَاكِم

(2)

وَقَالَ: صَحِيح على شَرط البُخَارِيّ

(3)

قوله: "ابن عباس رضي الله عنهما"

(4)

، تقدم الكلام على مناقبه مبسوطا رضي الله تعالى عنهما.

قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "يا عباس يا عم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من الدعاء بالعافية" الحديث، تقدم الكلام على أعمامه صلى الله تعالى عليه وسلم كم هم قريبا، وأن أصغرهم سنا العباس، وأسنهما الحارث، وأسلم منهم حمزة والعباس، وتقدم أيضا الكلام على العافية في حديث أنس رضي الله تعالى عنه أول الباب، والله تعالى أعلم. وحديث أنس

(5)

الذي بعده

(1)

ابن أبي الدنيا في الشكر (153).

(2)

الحاكم (1/ 529).

(3)

أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (11/ 330 رقم 11908)، والبيهقي في الدعوات الكبير (236). وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وقد روي بلفظ آخر. ووافقه الذهبي. وصححه الألباني في الصحيحة (1523) وصحيح الترغيب (3390).

(4)

طبقات ابن سعد 2/ 365، الاستيعاب: 933، أسد الغابة 3/ 290، سير أعلام النبلاء (3/ 331)، تاريخ الإسلام 3/ 30، تذكرة الحفاظ 1/ 37، الإصابة 2/ 330.

(5)

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة. قالوا: فماذا نقول يا رسول الله؟ قال: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة. أخرجه الترمذي (3512)، وابن ماجه (3848)، وقال الترمذي: حديث حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3269). وسبق تخريجه.

ص: 325

وحديث ابن عمر

(1)

رضي الله تعالى عنهم تقدم معناهما في الأحاديث التي تم تفسيرها والله تعالى أعلم.

5139 -

وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة قَالُوا فَمَاذَا نقُول يَا رَسُول الله قَالَ سلوا الله الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث حسن

(2)

.

(1)

وحديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما سئل الله شيئًا أحب إليه من العافية. رواه الترمذي وقال: حديث غريب، وابن أبي الدنيا والحاكم، وقال: صحيح الإسناد.

[قال الحافظ]: رووه كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وهو ذاهب الحديث عن موسى بن عقبة عن نافع عنه. أخرجه الترمذي (3515 و 3548)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبى بكر وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه.

وقال بشار عواد: ولم نجد لهذا الحديث في هذا الموضع من جامع الترمذي أثرا في شيء من النسخ والشروح التي بين أيدينا، ولا ذكره المزي هنا، وإنما موضعه عقيب الحديث (3548) وهو حديث (3549) من طبعتنا فراجعه. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (29168)، ومن طريقه الطبراني في الدعاء (1296)، والترمذي (3515 و 3548) والعقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 324)، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم (1567) وابن عدي في الكامل:(4/ 1605)، والحاكم (1833). والبيهقي في الدعوات الكبير (285) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما سئل الله شيئا أحب إليه من العافية" وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1979): ضعيف).

(2)

أخرجه الترمذي (3594). وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1978).

ص: 326

5140 -

وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَا سُئِلَ الله شَيْئا أحب إِلَيْهِ من الْعَافِيَة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حَدِيث غَرِيب وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالْحَاكِم فِي حَدِيث وَقَالَ: صَحِيح الْإِسْنَاد

(1)

.

قَالَ الْحَافِظ: رَوَوْهُ كلهم من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الْمليكِي وَهُوَ ذَاهِب الحَدِيث عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَنهُ.

5141 -

وَعَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن علمت لَيْلَة الْقدر مَا أَقُول فِيهَا قَالَ: قولي اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْو تحب الْعَفو فَاعْفُ عني. رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ

(2)

وَقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح وَالْحَاكِم

(3)

وَقَالَ: صَحِيح على شَرطهمَا

(4)

.

(1)

أخرجه الترمذي (3548) و (3549)، والحاكم (1/ 498). وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: فيه عبد الرحمن المليكي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب (1013) و (1979).

(2)

أخرجه الترمذي (3513) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(3)

أخرجه الحاكم في المستدرك (1942) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وفيه نظر لما سيأتي من الكلام على سنده ..

(4)

وأخرجه أحمد (6/ 258)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (877)، والطبراني في الدعاء (916) عن الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، فذكره. وفي رواية أحمد: عن ابن بريدة ولم يسمه.

وهذا السند معل فقد ذكره الدارقطني في العلل (3860) وقال وخالفه إسحاق الأزرق: عن الثوري، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة.، وقول الأزرق أصح. وروي عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة؛ أخرجه أحمد (6/ 171 و 6/ 183 و 6/ 208)، وابن =

ص: 327

قوله: "عن عائشة"

(1)

، تقدم الكلام على مناقبها مبسوطا في غير ما موضع من هذا التعليق. قولها رضي الله تعالى عنها: "اللهم إنك عفو تحب العفو

= ماجه (3850)، والترمذي (3513)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (872). وفي (873)، وابن راهويه (1361)، والبيهقي في الشعب (3700) عن كهمس بن الحسن. وأخرجه أحمد (6/ 182 و 6/ 183)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (875) وفي (876) والقضاعي في مسند الشهاب (1474)، والبيهقي في الشعب (3701) عن الجريري كلاهما عن عبد الله بن بريدة، فذكره. وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (874) والبغوي في التفسير (8/ 491) من طريق المعتمر. قال: سمعت كهمسا، عن ابن بريدة؛ إن عائشة قالت: يا نبي الله

وهذا صورته سورة المرسل.

قال الدارقطني في كتاب الطلاق من سننه (3/ 233): عبد الله بن بريدة لم يسمع من عائشة، والموقوف: رواه النسائي في الكبرى (10714) وفي عمل اليوم والليلة (878) عن مسروق عن عائشة قالت: لو علمت أي ليلة ليلة القدر لكان دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية. ورواه البيهقي في السنن (6/ 219).

وقال ابن علان في كتاب الفتوحات الربانية (4/ 346): قال الحافظ: وابن بريدة هذا هو سليمان كما جزم به المزي وغيره، وقد جاء من طريق أخيه عبد الله وهي أشهر .... قال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه الحاكم من الوجهين وصححه وفي ذلك نظر فإن البيهقي جزم في كتاب الطلاق من السنن بأن عبد الله بن بريدة لم يسمع من عائشة. وقال الحافظ في "البلوغ" (1/ 141): صححه الترمذي والحاكم.

وقال النووي في "الأذكار"(1/ 162) قال الترمذي: حديث حسن صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (3337).

(1)

طبقات ابن سعد: 8/ 58 - 81، حلية الأولياء: 2/ 43، الاستيعاب: 4/ 1881، أسد الغابة: 7/ 188، سير أعلام النبلاء (2/ 135)، تاريخ الإسلام: 2/ 294، الإصابة: 13/ 38.

ص: 328

فاعف عني"، الحديث.

العفو: من أسمائه تعالى وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يحب العفو فيحب أن يعفو عن عباده ويحب من عباده أن يعفوَ بعضهم عن بعض، فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه وعفوه أحبّ إليه من عقوبته. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أعوذ برضاك من سخطك وعفوك من عقوبتك. قال يحيى بن معاذ رحمه الله تعالى: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يبتل بالذنب أكرم الناس عليه. يشير إلى أنه ابتلى كثيرا من أوليائه وأحبابه بشيء من الذنوب ليعاملهم بالعفو، فإنه سبحانه وتعالى يحب العفو. قال بعض السلف الصالح: لو علمت أحب الأعمال إلى الله تعالى لأجهدت نفسه فيه. فرأى قائلا يقول له في منامه: إنك تريد ما لا يكون، إن الله تعالى يحب أن يعفو ويغفر، وإنما أحبّ أن يعفو ليكون العباد كلهم تحت عفوه، ولا يدل على أحد منهم بعمل.

وقد جاء في حديث ابن عباس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينظر ليلة القدر إلى المؤمنين من أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فيعفو عنهم ويرحمهم إلا أربع: مدمن خمر وعاقا ومشاحنا وقاطع رحم".

(1)

لمَّا عرف

(1)

أخرجه قوام السنة الترغيب والترهيب (1768)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (880) من طريق القاسم بن الحكم العرني، عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة"، فذكر حديثًا طويلًا فيه الشاهد. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 101): رواه الشيخ =

ص: 329

العارفون جلاله خضعوا، ولما سمع المذنبون بعفوه طمعوا، ما ثمَّ إلا عفو الله عز وجل أو النار، لولا طمع المذنبين في العفو لاحترقت قلوبهم "ق: 5" باليأس من الرحمة ولكن إذا ذكرت عفو الله استروحت إلى برد عفوه كان بعض المتقدمين يقول في دعائه: اللهم إن ذنوبي قد عظمت فجلت عن الصفة وإنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني وقال آخر منهم:

جرمي عظيم وعفوك كثير

فاجمع بين جرمي وعفوك يا كريم

يا كبيرالذنب عفو

الله من ذنبك أكبر

أكبر الأوزار في

جنب عفو الله يصغر

وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الإجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالا ولا مقالا فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر قال يحيى بن معاذ:

ليس بعارف من لم يكن

غاية أمله من الله العفو

إن كنت لا أصلح للقرب

فشأنك عفو عن الذنب

كان مطرف يقول في دعائه: اللهم ارض عنا فإن لم ترض عنا فاعف عنا من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في

= ابن حيان في كتاب الثواب، والبيهقي، وليس في إسناده من أجمع على ضعفه. وتعقبه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (594) قال: نعم لكنه منقطع؛ بين الضحاك بن مزاحم وابن عباس، والراوي عنه لين، وآثار الوضع والصنع عليه لائحة، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 191).

ص: 330

العفو ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة.

يا رب عبدك قد أتا

ك وقد أساء وقد هفا

يكفيه منك حياؤه

من سوء ما قد أسلفا

حمل الذنوب على الذنو

ب الموبقات وأسرفا

وقد استجار بذيل عفو

ك من عقابك ملحفا

رب اعف وعافه

فلأنت أولى من عفا

انتهى، قاله ابن رجب في كتابه اللطائف

(1)

رحمه الله تعالى وغفر لنا وله وعفا عنا وعنه].

(1)

لطائف المعارف لابن رجب (ص: 205 - 206).

ص: 331