الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التَّرْغِيب فِي الدُّعَاء للْمَيت وإحسان الثَّنَاءعَلَيْهِ والترهيب من سوي ذَلِك]
5334 -
عَن عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا فرغ من دفن الْمَيِّت وقف عَلَيْهِ فَقَالَ اسْتَغْفرُوا لأخيكم واسألوا لَهُ بالتثبيت فَإِنَّهُ الْآن يسْأَل رواه أبو داود
(1)
.
قوله: "عن عثمان بن عفان" عفان يحتمل الصرف وعدمه وتقدم الكلام على مناقبه رضي الله عنه. قوله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل" هذا الحديث لا يدل على وجوب تلقين الميت عند الدفن كما هو عادة بعض الناس، وأورد الغزالي في الإحياء
(2)
والإمام الطبري في كتابه المسمى بكتاب الأدعية حديثا
(1)
أخرجه: أبو داود (3221)، وأخرجه أيضا عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة (1425)، وفي زياداته على فضائل الصحابة لأبيه (773)، والبزار (445)، وابن المنذر في الأوسط 5/ 458، الحاكم (1372) والبيهقي (4/ 56) والضياء المقدسي في المختارة (388)، والمزي في تهذيب الكمال 30/ 147 - 148 وقال الحاكم: صحيح الإسناد. والحديث حسنه النووي في الخلاصة (2/ 1028) في الأذكار 147. قال ابن الملقن في الخلاصة (1/ 274) رواه البزار وأبو داود والحاكم والبيهقي من رواية عثمان بن عفان قال الحاكم صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (4760)، وأحكام الجنائز (1/ 156)، التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (5/ 87)، وصحيح الترغيب والترهيب (3511).
(2)
لم أجده في المطبوع.
في تلقين الميت عند الدفن ولم يصححه بعض المحدثين
(1)
وسيأتي ذكره.
وأما قوله عليه السلام لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله، المراد عند الموت لا بعد الموت، فلو لقّن أحد الميت عند الدفن لم يكن فيه حرج لأنه ليس فيه إلا ذكر الله وعرض الاعتقاد على الميت والحاضرين ودعاء الميت والمسلمين وفيه إرغام [لمنكري] البعث والحشر وكل ذلك معنى حسن
(2)
، اهـ.
قال النووي رحمه الله: ورُوِّينا عن عمرو بن العاصي رضي الله عنه قال: إذا دفتنموني فأقيموا عند قبري قدر ما ينحر جزور ويفرق لحمها حتى أستأنس بكم وأعلم ماذا أراجع رسل ربي، أخرجه مسلم
(3)
. قال الإمام الشافعي في الأم والقديم
(4)
: ويستحب أن يقرأ عنده شيء من القرآن وإن ختم القرآن كله كان حسنا. وقال الآجري في كتاب النصيحة يستحب الوقوف بعد الدفن قليلا والدعاء للميت مستقبل وجهه بالتفات فقال: اللهم هذا عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيرا وقد أجلسته لتسأله اللهم فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا، اللهم ارحمه وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره، اهـ، قاله في التذكرة
(5)
.
واستحب القاضي حسين والمتولي ونصر المقدسي وغيرهم تلقين الميت
(1)
المفاتيح (1/ 235).
(2)
المفاتيح (1/ 235).
(3)
صحيح مسلم (121).
(4)
الأم للشافعي (1/ 123).
(5)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 335).
بعد الدفن لأنه صلى الله عليه وسلم لقن ولده إبراهيم ولم يزل أهل الشام على العمل بالتلقين ويقعد الملقِّن عند رأس القبر ولا يُلقّن ميت طفل فيقول يا عبد الله بن أمة الله أو يا فلان ابن حواء اذكر ما خرجت عليه أو اثبت على ما كنت عليه من شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وبالقرآن إماما وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانا، لأن الخبر ورد بذلك
(1)
وهو ما روى الطبراني
(2)
عن أبي أمامة الباهلي قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا مات
(1)
كفاية النبيه (5/ 148).
(2)
الدعاء للطبراني (1214)، والمعجم الكبير للطبراني (8/ 249/ 7979)، والربعي ابن زبر وصايا العلماء عند حضور الموت (ص: 47)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 324)، (3/ 45) رواه الطبراني في الكبير، وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 270) وإسناده صالح. وقد قواه الضياء في أحكامه وضعفه الألباني في إرواء الغليل (753) وقال ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد (1/ 504) فهذا حديث لا يصح رفعه، ولكن قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: فهذا الذي يصنعونه إذا دفن الميت يقف الرجل، ويقول: يا فلان بن فلانة، اذكر ما فارقت عليه الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله. فقال ما رأيت أحدا فعل هذا إلا أهل الشام، حين مات أبو المغيرة، جاء إنسان فقال ذلك، وكان أبو المغيرة يروي فيه عن أبي بكر بن أبي مريم، عن أشياخهم، أنهم كانوا يفعلونه، وكان ابن عياش يروي فيه.
قلت: يريد حديث إسماعيل بن عياش، هذا الذي رواه الطبراني عن أبي أمامة. وقد ذكر سعيد بن منصور في سننه عن راشد بن سعد، وضمرة بن حبيب، وحكيم بن عمير، قالوا: إذا سوي على الميت قبره، وانصرف الناس عنه، فكانوا يستحبون أن يقال للميت عند =
أحد من إخوانكم فسوّيتم التراب على قبره فليقم أحدكم على رأس قبره ثم ليقل يا فلان بن فلانة فإنه يسمعه ولا يجيب ثم يقول يا فلان بن فلانة فيستوي قاعدا ثم يقول يا فلان بن فلانة فإنه يقول أرشدنا يرحمك الله ولكن لا تشعرون، فليقل: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ويقول: انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته ويكون الله حجيجه دونهما. فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه، قال ينسبه إلى أمه حواء، إسناده صحيح وقد قوّاه [الضياء] في أحكامه، قال النووي في الروضة
(1)
: والخبر في التلقين ضعيف لكن أحاديث الفضائل يُتسامح فيها، وقد اعتضد بشواهد صحيحة والله أعلم. التلقين عن القاضي حسين والمتولي في مختصر الكفاية
(2)
.
= قبره: يا فلان! قل: لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله ثلاث مرات، يا فلان! قل: ربي الله وديني الإسلام، نبيي محمد، ثم ينصرف ..
(1)
المجموع شرح المهذب (5/ 304)، فتاوى النووي (ص: 75)، وقال: رواه الطبراني في معجمه وهو حديث ضعيف، ولكن يُستأنس به، وقد اتفق علماء الحديث وغيرهم على المسامحة في أحاديث الفضائل والترغيب والترهيب، وقد بسطتُ هذا بشواهد من الأحاديث بينتها في شرح المهذب، ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا في زمن من يُقتدى به إلى الآن وهذا التلقين إِنما هو في حق الميت المكلف وأما الصبي فلا يلقن، والله أعلم.
(2)
مختصر الكفاية (لوحة 53/ مخ 2176 ظاهرية).
فائدة: ذكر الإمام القرطبي أن أبا حامد الغزالي قال في الدرة الفاخرة في كشف علوم الآخرة
(1)
: وقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه
(2)
أنه قال: يا رسول الله [ما أول] ما يلقى الميت إذا دخل قبره: قال يا ابن مسعود ما سألني عنه أحد إلا أنت: فأول من يناديه ملك اسمه رومان [يجوس] خلال المقابر فيقول يا عبد الله اكتب عملك فيقول: ليس معي دواة ولا قرطاس، فيقول: هيهات كفنك قرطاسك ومدادك ريقك وقلمك إصبعك فيقطع له قطعة من كفنه ثم يجعل العبد يكتب وإن كان غير كاتب في الدنيا فيذكر [حينئذ] حسناته وسيئاته كيوم واحد ثم يطوي الملك تلك الرقعة ويعلقها في عنقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(3)
: قال الله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} أي عمله فإذا فرغ من ذلك دخل عليه فتانا القبر وهما ملكان أسودان يخرقان الأرض [بأنيابهما] لهما شعور مسدولة يجرّانها على الأرض كلامهما كالرعد القاصف وأعينهما كالبرق الخاطف ونفسهما كالريح العاصف بيد كل واحد منهما مقمع من حديد، الحديث. فإذا أبصرتهما النفس ارتعدت وولت هاربة فتدخل في منخر الميت فيحيى الميت من الصدر ويكون [كهيئته] عند الغرغرة ولا يقدر على حراك غير أنه يسمع وينظر. قال فيسألانه بعنف وينهرانه بجفاء وقد صار التراب له كالماء حيث ما تحرك انفسح فيه، [ووجد
(1)
الدرة الفاخرة (ص 23 - 24).
(2)
التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: 353).
(3)
لم أجده.
فرجة]، فيقال له: من ربك وما دينك ومن نبيك وما قبلتك؟ فمن وفقه الله وثبته بالقول الثابت فيقول لهما: من وكلكما علي ومن أرسلكما إلي، وهذا لا يقوله إلا علماء الأحبار، فيقول أحدهما للآخر: صدق وكفي شرّنا، ثم يضربان عليه القبر كالقبة العظيمة ويفتحان له بابا إلى الجنة من تلقاء يمينه ثم يفرشان له من حريرها ولا يزال في فرح وسرور ما بقيت الدنيا حتى تقوم الساعة ويسأل متى تقوم الساعة فليس إليه شيء أحب إليه من قيامها، اهـ.
فائدة أخرى: جاء في حديث البخاري
(1)
ومسلم
(2)
سؤال الملكين وكذلك في حديث الترمذي ونصّ على اسميهما ونعتيهما، وجاء في حديث في أبي داود سؤال ملك واحد ولا تعارض في ذلك والحمد لله بل كل ذلك صحيح المعنى بالنسبة إلى الأشخاص، فرب شخص يأتيانه جميعا ويسألانه جميعا في حال واحدة عند انصراف الناس عنه ليكون السؤال عليه أهون والفتنة في حقه أشد وأعظم وذلك بحسب ما اقترف من الآثام واقترف من سيء الأعمال. وآخر يأتيانه قبل انصراف الناس عنه، آخر يأتيه أحدهما على الانفراد فيكون ذلك أخف في السؤال وأقل في المراجعة والمراجعة والجواب لما عمل من صالح الأعمال. وقد يحتمل حديث أبي داود وجها آخر وهو أن الملكين يأتيانه جميعا ويكون السائل أحدهما وإن تشاركا في الإتيان، فيكون الراوي اقتصر على الملك السائل وترك غيره لأنه لم يقل في
(1)
صحيح البخاري (1369).
(2)
صحيح مسلم (74)(2871).
الحديث أنه لا يأتيه إلى قبره إلا ملك واحد ولو قاله هكذا صريحا لكان الجواب عنه ما قدمناه من أحوال الناس والله تعالى أعلم.
وقد يكون من الناس من يوقى فتنتهما ولا يأتيه أحد منهما. واختلفت الأحاديث أيضا في كيفية السؤال والجواب وذلك بحسب اختلاف أحوال الناس فمنهم من يقتصر على سؤاله عن بعض اعتقاداته ومنهم من يسأل عن كلها فلا تناقص ووجه آخر وهو: أن يكون بعض الرواة اقتصر على بعض السؤال وأتى به غيره على الكمال فيكون الإنسان مسؤولا عن الجميع كما جاء في حديث البراء وسيأتي ذلك في غير هذا الباب؛ قاله القرطبي
(1)
. وهو أن السؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار أو يختص باسم المنافق؟ فقال أبو عمر ابن عبد البر في كتاب التمهيد
(2)
: والآثار الدالة على أن الفتنة في القبر لا تكون إلا لمؤمن أو منافق ممن كان منسوبًا إلى أهل القبلة ودين الإسلام بظاهر الشهادة.
وأما الكافر الجاحد المبطل فليس ممن يسأل عن ربه ودينه ونبيه، وإنما يسأل عن هذا أهل الإسلام، فيثبت الله الذين آمنوا ويرتاب المبطلون. والقرآن والسنة تدل على خلاف هذا القول وأن السؤال للكافر والمسلم، قال الله تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
(1)
التذكرة (ص 357 - 358).
(2)
ابن عبد البر في التمهيد (22/ 252).
الْآخِرَةِ}، وقد ثبت في الصحيح
(1)
أنها نزلت في عذاب القبر حين يسأل من ربك وما دينك وما نبيك؟ ويؤيد ذلك ما في الأحاديث. وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل. فيقول: لا أدري، الحديث. قاله ابن قيم الجوزية
(2)
....
في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ هل يكشف له حتى يرى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فالجواب: أن هذا لم يرد في حديث صحيح وإنما ادعاه بعض من لا يحتج به بغير مستند إلا من جهة قوله: في هذا الرجل، وأن الإشارة هنا تكون للحاضر، وهذا لا معنى له لأنه حاضر في الذهن والله تعالى أعلم. قاله الحافظ العسقلاني الشهير ابن حجر
(3)
.
أيضا هل يسمع الميت التلقين؟ فالجواب: نعم لوجود الاتصال لأن لكل روح اتصال بجسدها وهو اتصال معنوى لا يشبه الاتصال في الحياة، بل أشبه شئ به حال النائم وإن كان هو أشد حالا من حال النائم انفصالا، ولا يقاس على حال الحي إذا كان في قعر بئر مردوم مثلا فإنه لا يسمع كلام من هو على البئر والله تعالى أعلم. قاله الحافظ العسقلاني أيضا
(4)
.
(1)
مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة (1/ 43).
(2)
الروح (ص 54).
(3)
إرشاد السارى (2/ 464).
(4)
فتاوى ابن حجر (ص 21 - 22)، وشرح الصدور (ص 239).
وكان على هذا السؤال عند تلقين الميت لكن [
…
]
(1)
وفي كل خير والله تعالى أعلم ....
أجمع العلماء على أن الدعاء للأموات ينفعهم ويصلهم ثوابه، واحتجوا بقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} الآية، وغير ذلك من الآيات المشهورة بمعناها، وبالأحاديث المشهورة كقوله صلى الله عليه وسلم:
(2)
"اللهم اغفر لحينا وميتنا" وغير ذلك
(3)
.
واختلف العلماء في وصول ثواب قراءة القرآن فالمشهور من مذهب الشافعي وجماعة أنه لا يصل، ومذهب الإمام أحمد بن حنبل من العلماء وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل ثواب قراءة القرآن فالمختار أن قول القارئ بعد فراغه: اللهم أوصل ثواب ما قرأته إلى فلان، والله تعالى أعلم. قاله النووي
(4)
. وتقدم في هذا المعنى وفي الصدقة أبسط من هذا.
روى الإمام أحمد في كتاب الزهد
(5)
أنه قال: إن الموتى يفتنون في قبورهم سبعة أيام فكانوا يستحيون أن يطعم عنهم تلك الأيام، والله تعالى أعلم.
(1)
عبارة غير واضحة.
(2)
سبق.
(3)
الأذكار (ص 164 - 165).
(4)
الأذكار (ص 165).
(5)
أخرجه أحمد في الزهد كما في المطالب العالية (834)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 11) من طريق الإمام أحمد.
5335 -
وَعَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ مروا على النَّبِي صلى الله عليه وسلم بِجنَازَة فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه
(1)
.
قوله رحمه الله تعالى: "عن أبى هريرة" تقدمت ترجمته.
قوله صلى الله عليه وسلم "وجبت" أي الجنة، "وجبت" أي النار. قال أهل اللغة الثناء بتقديم الثاء وبالمد يستعمل في الخير ولا يستعمل في الشر. وفيه لغة شاذة أنه يستعمل في الشر أيضا. وأما النثاء بتقديم النون وبالقصر فيستعمل في الشر خاصة. وإما استعمل الثناء الممدود هنا في الشر مجازا لتجانس الكلام كقوله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} ، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ}
(2)
، وما أحسن ما صنع مسلم بإلحاق هذا الحديث بحديث أبي قتادة رضي الله عنه
(3)
أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه". فقالوا: يا رسول الله ما المستريح وما المستراح منه؟ فقال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب"، ومعنى هذا الحديث أن
(1)
ابن ماجه (1492)، وأبو داود (3233).
وقال البوصيري في المصباح (2/ 30): هذا إسناد صحيح رجاله محتج بهم في الصحيحين، وأخرجه النسائي (4/ 50)، وأحمد (7552) و (10013)، وابن حبان (3024) والطيالسي (314: 2388).
والبزار في مسنده - كما في كشف الأستار (867)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 376)(3512)، وصحيح وضعيف سنن أبي داود (3233)
(2)
شرح النووي على مسلم (7/ 20).
(3)
صحيح البخاري (6512)، ومسلم (61)(950).
الموتى قسمان: مستريح ومستراح منه، ونصب الدنيا تعبها. وأما استراحة العباد من الفاجر فمعناه اندفاع أذاه عنهم، وأذاه يكون بوجوه منها: ظلمه لهم، ومنها ارتكابه للمنكرات. فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك، وربما نالهم ضرورة وإن سكتوا عنه أثموا. واستراحة الدواب منه كذلك لأنه يؤذيها بضربها ويحملها ما لا تطيقه ويجيعها في بعض الأوقات وغير ذلك. واستراحة العباد والشجر قيل لأنها تمنع القطر بمعصيته، قاله الداودي. وقال الباجي: يغصبها ويمنعها حقها من الشرب وغيره
(1)
، قاله في الديباجة.
5336 -
وَعَن أنس رضي الله عنه قَالَ مر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا خير فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَجَبت وَجَبت وَجَبت وَمر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا شَرّ فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم وَجَبت وَجَبت وَجَبت فَقَالَ عمر فدَاك أبي وَأمي مر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا خير فَقلت وَجَبت وَجَبت وَجَبت وَمر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا شَرّ فَقلت وَجَبت وَجَبت وَجَبت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عَلَيْهِ خيرا وَجَبت لَهُ الْجنَّة وَمن أثنيتم عَلَيْهِ شرا وَجَبت لَهُ النَّار أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَاللَّفْظ لَهُ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجه
(2)
.
قوله: "عن أنس" تقدم الكلام على مناقبه.
(1)
شرح النووي على مسلم (7/ 20 - 21).
(2)
أخرجه البخاري (1367)، ومسلم (60 - 94)، وابن ماجه (1491)، والترمذي (1058)، والنسائي 4/ 82 (1948).
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما هذه الجنازة؟ " فذكر الحديث إلى قوله: "وجبت وجبت وجبت" الحديث، هكذا وقع الحديث في الأصول: وجبت ثلاثا. قوله صلى الله عليه وسلم: "فأثنى عليها خير وأثنى عليها شر" هكذا وقع في بعض الأصول مرفوع ووقع في بعض الأصول: "خيرا وشرا"، بالنصب بإسقاط الجار أي فأثنى بخير وبشر، ففي هذا الحديث استحباب توكيد الكلام المهتم بتكراره ليحفظ ويكون أبلغ
(1)
. وأما معنى الحديث: قال النووي
(2)
: ففيه قولان للعلماء: أحدهما: أن هذا الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل والصدق والعدالة وكان ثناؤهم مطابقا لأفعاله فيكون من أهل الجنة لأن الفسقة قد يثنون على الفاسق فلا يدخل في الحديث. وكذلك لو كان القائل فيه عدوا له وإن كان فاضلا لأن شهادته عليه في حياته كانت غير مقبولة وإن كان عدلا. وكذلك الحكم في الآخر على ما تقدم. وقيل ذلك فيمن علم الله تعالى أنه لا يحمله الحسد والعداوة أو فرط المحبة وكثرة الإطراء والغلو المذموم فيقول ما ليس فيه من خير أو شر. ولكن إنما ذلك لمن وفق الله ممن يريد بقوله .. وقال بعضهم: في تكرار "أنتم شهداء الله في الأرض" ثلاثا إشارة إلى القرون الثلاثة الذي قال عليه الصلاة والسلام فيهم: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، والأظهر فيه التأكيد على ما تقرر، وأنه صلى الله عليه وسلم كان]
(3)
(1)
شرح النووي على مسلم (7/ 19).
(2)
شرح النووي على مسلم (7/ 19).
(3)
هكذا في النسخة الهندية وسقط هذان اللوحان من الأصل.
إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، اهـ.
قال النووي
(1)
: والثانى هو الصحيح المختار أنه على عمومه وإطلاقه وأن كل مسلم مات فألهم الله تعالى الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا وإن لم تكن أفعاله تقتضيه فلا تحتم عليه العقوبة بل هو في خطر المشيئة
(2)
فاذا ألهم الله عز وجل الناس الثناء عليه استدللنا بذلك على أنه سبحانه وتعالى قد شاء المغفرة له وبهذا تظهر فائدة الثناء وإلا فلا فائدة له وقد أثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم له فائدة.
فإن قيل كيف مكنوا بالثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره في قوله لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا
(3)
وبقوله صلى الله عليه وسلم اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساوئهم
(4)
فالجواب عنه من وجوه ذكرها الإمام القرطبي
(5)
:
(1)
شرح النووي على مسلم (7/ 19 - 20).
(2)
في الحاشية: المشيئة مهموزة الإرادة وفد شئت الشئ أشاؤه قاله ابن الأثير. النهاية (2/ 517).
(3)
أخرجه البخاري (1393) و (6516).
(4)
أخرجه أبو داود (4900)، والترمذي (1019)، وابن حبان (3020). وضعفه الألباني في المشكاة (1678)، الروض (485).
(5)
المفهم (8/ 84 - 85).
أحدهما: أن هذا الذي تحدث عنه بالشر كان مستظهرا به ومشهورا به، فيكون ذلك من باب "لا غيبة في فاسق".
وثانيها: أن محل النهي إنما هو فيما بعد الدفن، وأما قبله فمسوغ؛ ليتعظ به الفساق، وهذا كما يكره لأهل الفضل الصلاة على المعلنين بالبدع والكبائر.
وثالثها: أن الذي أثنى عليه الصحابة بالشر يحتمل أن يكون من المنافقين، ظهرت عليه دلائل النفاق، فشهدت الصحابة بما ظهر لهم، ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم:"أوجبت له النار"، والمسلم لا تجب له النار، وهذا هو مختار عياض.
وهذا هو الصواب في الجواب.
ورابعها: أن يكون النهي عن سب الأموات متأخرا عن هذا الحديث، فيكون ناسخا والله تعالى أعلم.
قوله في الحديث: "فقال عمر: فداك أبي وأمي، مر بجنازة، فأثني عليها خيرا" الحديث الفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح فهو مقصور قاله الكرمانى
(1)
.
5337 -
وَعَن أبي الْأسود قَالَ قدمت الْمَدِينَة فَجَلَست إِلَى عمر بن الْخطاب رضي الله عنه فمرت بهم جَنَازَة فَأَثْنوا على صَاحبهَا خيرا فَقَالَ عمر رضي الله عنه وَجَبت ثمَّ مر بِأُخْرَى فَأَثْنوا على صَاحبهَا خيرا فَقَالَ عمر وَجَبت ثمَّ مر بالثالثة
(1)
الكواكب الدراري (22/ 43).
فَأَثْنوا على صَاحبهَا شرا فَقَالَ عمر وَجَبت قَالَ أَبُو الْأسود فَقلت مَا وَجَبت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ قلت كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَيّمَا مُسلم شهد لَهُ أَرْبَعَة نفر بِخَير أدخلهُ الله الْجنَّة قَالَ فَقُلْنَا وَثَلَاثَة فَقَالَ وَثَلَاثَة فَقُلْنَا وَاثْنَانِ قَالَ وَاثْنَانِ ثمَّ لم نَسْأَلهُ عَن الْوَاحِد رَوَاهُ البُخَارِيّ
(1)
.
قوله: "وعن أبي الأسود الدؤلي" اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلبس، بفتح الحاء المهملة وبالباء الموحدة وإسكان اللام بينهما، ابن نفاثة، بضم النون وتخفيف الفاء وبثاء مثلثة، ابن على بن الدول، ويقال: اسمه ظالم بن عمرو بن ظالم، وقيل: اسمه عمرو بن ظالم، وقيل: عثمان بن عمرو، وقيل: عمرو بن سفيان.
وقال الواقدي: اسمه عويمر بن ظويلم، وهو بصرى، كان قاضى البصرة. سمع عمر ابن الخطاب، وعليا، والزبير، وأبا ذر، وعمران بن الحصين، وأبا موسى الأشعرى، وابن عباس، وولى البصرة. قال يحيى بن معين، وأحمد بن عبد الله: هو ثقة. روى له البخاري ومسلم، وهو أول من تكلم في النحو
(2)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "أيما مسلم شهد له أربعة نفر بخير أدخله الله الجنة. قال فقلنا: وثلاثة؟ قال: وثلاثة. قال فقلنا: واثنان؟ قال: واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد"، الحديث.
(1)
صحيح البخاري (1368).
(2)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 175 - 176).
أعلى البينات الأربع في إقامة حدّ خاص فمتى شهد لمسلم أربعة من المسلمين أدخله الله الجنة لأنهم شهداء الله تعالى في أرضه، ثم لما سألوه عن الاثنين وهي البينة الوسطى أجابهم إلى ذلك لأن الأموال تثبت بها وثواب الجنة جزاء الأعمال فهي بمنزلة المال ولم يسألوه [عن الواحد] إذ لا يثبت لنا شيء بشهادة الواحد بل يثبت علينا كصيام شهر رمضان
(1)
والله أعلم.
قال: أبو محمد عبد الحق صاحب العاقبة
(2)
: وهذا الحديث مخصوص والله أعلم، والذي قبله وهو قوله مر بجنازة فأثنى عليها خير الحديث يعطي العموم كما تقدم وأن من كثرت شهوده وانطلقت ألسنة الناس فيه بالخير والثناء الصالح كانت له الجنة وغير مستنكر إذا أحب الله عبدا أن يلقي على ألسنة المسلمين الثناء عليه وفي قلوبهم المحبة له قال الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
(3)
، تفسيرها كما قال [عليه الصلاة والسلام:"إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام فقال: إن الله عز وجل يحب فلان فأحبوه. قال فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض". وذكر في البغضاء مثل ذلك، رواه مسلم
(4)
وغيره.
(1)
انظر عقد الجواهر الثمينة (3/ 1043 - 1044)، والتوضيح (10/ 147)، وعمدة القارى (8/ 197).
(2)
العاقبة في ذكر الموت (ص 157 - 159).
(3)
سورة مريم: 96.
(4)
صحيح مسلم (157 - (2637).
قال:]
(1)
الحافظ عبد الحق وقد شوهد رجال من المسلمين علماء وصالحون كثر الثناء عليهم فصرفت القلوب إليهم في حياتهم وبعد مماتهم ومنهم من كثر المشيعون لجنازته وكثر الحاملون لها والمشتغلون بها وربما كثر الله الخلق من الجن والإنس أو غيرهم ويكونوا في صور الناس، ثم روي بإسناده أنه لما مات عمرو بن قيس [الملائي] بناحية فارس اجتمع لجنازته من الخلق ما لا يُحصى كثرة فلما دفن نظروا فلم يجدوا واحدا وكان سفيان الثوري يتبرك بالنظر إلى عمرو بن قيس وهو ممن روى له مسلم والأربعة ولما مات الإمام أحمد صلى عليه ما لا يحصى عددا فأمر المتوكل أن يمسح موضع الصلاة عليه من الأرض فوجد موقف ذلك ألفي ألف وثلاثمائة ألف ونحوها، وصلى على قبره ما لا يحصى عددا ولما مات الأوزاعي صلى عليه ما لا يحصى عددا وروي أنه أسلم في ذلك اليوم من أهل الذمة ثلاثون ألفا لما رأوا من كثرة الخلق في جنازته ولما رأوا من العجب ذلك اليوم، ولما مات سهل بن عبد الله التستري انكبّ الناس على جنازته وحضرها من الخلق ما لا يعلمه إلا الله، ورئيت فيها الملائكة تنزل من السماء تتمسح بجنازته ويقال أن الكعبة لم تخل من طائف يطوف بها إلا يوم مات المغيرة بن حكيم فإنها خلت لانحشار الناس تبركا بها ورغبة في الصلاة عليها وقد شوهد من جنائز الصالحين من تشيعه الطير وتسير معها حيث سارت حدّث بذلك الثقات ذو النون المصري وغيره اهـ.
(1)
وسقطت هذه الفقرة من الأصل.
5338 -
وَعَن أنس رضي الله عنه أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من مُسلم يَمُوت فَيشْهد لَهُ أَرْبَعَة أهل أَبْيَات من جِيرَانه الأدنين إِنَّهُم لَا يعلمُونَ إِلَّا خيرا إِلَّا قَالَ الله قد قبلت علمكُم فِيهِ وغفرت لَهُ مَا لَا تعلمُونَ رَوَاهُ أَبُو يعلى وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
.
قوله: "عن أنس" تقدم. قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يموت يشهد له أربعة أهل أبيات" الحديث، يستحب ذكر الميت بما يعلمه فيه من الخير لعله يغفر له بشهادتهم فيه كما في هذا الحديث، والحكمة في ذكر من تقدم من الكفار [بما] وقع منهم ليكون ذلك تخويفا لنا بأن الأصفياء وقعت مؤاخذتهم بالقليل فكيف نبارز بالعظائم منا وإذا مات أحدنا [لا يدري] ما ختم له وأيضا فقد علم أنهم مغفور لهم فلا نقص فيهم والله أعلم.
(1)
أخرجه أحمد 3/ 242 (13541) وأبو يعلى (3481) وفي المعجم (86) وعنه ابن حبان (3026) والحاكم (1/ 378) وأبو نعيم في الحلية (9/ 252) والبيهقي في الشعب (9121) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 4) رواه أحمد وأبو يعلى
…
ورجال أحمد رجال الصحيح، قلت لأنس حديث في الصحيح غير هذا. وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 131) رواه أبو يعلى وعنه ابن حبان في صحيحه وهو في الصحيح والسنن الأربعة بغير هذا اللفظ، ورواه البخاري وغيره من حديث عمر بن الخطاب. وقال الحافظ في فَتح البَاري (3/ 474): رواه أحمد وابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعا، ولأحمد من حديث أبي هريرة نحوه وقال: ثلاثة بدل أربعة، وفي إسناده من لم يسم، وله شاهد من مراسيل بشير بن كعب أخرجه أبو مسلم الكجي حسن، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3515) حسن لغيره.
5339 -
وروى أَحْمد عَن شيخ من أهل الْبَصْرَة لم يسمه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يرويهِ عَن ربه عز وجل مَا من عبد مُسلم يَمُوت فَيشْهد لَهُ ثَلَاثَة أَبْيَات من جِيرَانه الأدنين بِخَير إِلَّا قَالَ الله عز وجل قد قبلت شَهَادَة عبَادي على مَا علمُوا وغفرت لَهُ مَا أعلم
(1)
.
5340 -
وَرُوِيَ عَن عَامر بن ربيعَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ العَبْد وَالله يعلم مِنْهُ شرا وَيَقُول النَّاس خيرا قَالَ الله عز وجل لملائكته قد قبلت شَهَادَة عبَادي على عَبدِي وغفرت لَهُ علمي فِيهِ. رواه البزار
(2)
.
قوله: "عن عامر بن ربيعة" هو عامر بن ربيعة ابن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل بن عبد الله العنزي العدوي، حليف الخطاب بن نفيل والد عمر بن الخطاب، وقال ابن سعد: ولما حالف الخطاب تبناه، فكان يقال: عامر بن الخطاب؛ حتى نزل قوله تعالى: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}
(3)
فرجع عامر إلى نسبه، فقيل عامر بن
(1)
أخرجه أحمد 2/ 384 (8989) و 2/ 408 (9295). قال الهيثمي في المجمع 3/ 4: رواه أحمد، وفيه راو لم يسم. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3516). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
(2)
أخرجه البزار في مسنده (865)، والضياء المقدسي في المنتقى من مسموعاته بمرو (ق 130/ 1). وقال الهيثمي (3/ 5): رواه البزار، وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيري، وهو متروك الحديث. وقال الألباني ضعيف الترغيب والترهيب (2/ 398): ضعيف جدًا، وفي السلسلة الضعيفة (6448): موضوع.
(3)
سورة الأحزاب، الآية:5.
ربيعة، وعامر من الطبقة الأولى من المهاجرين، أسلم قديما قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى الحبشة الهجرتين، وكانت معه امرأته ليلى بنت أبي حثمة العدوية، وهاجر إلى المدينة، فلم يقدمها أحد قبله إلا أبو سلمة بن عبد الأسد، وزوجة عامر أول ظعينة قدمت المدينة مهاجرة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين يزيد بن المنذر الأنصاري، وشهد عامر بدرًا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم مع عمر الجابية في سنة ست عشرة، وعقد عمر لواءه ودفعه إلى عامر أسند عامر بن ربيعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث، فأخرج له أحمد في "المسند" أحد عشر حديثا، وأخرج عنه في "الصحيحين" حديثان متفق عليهما، وروى عامر عن أبي بكر وعمر، وروى عنه ابن عمر، وابنه عبد الله بن عامر، وابن الزبير عبد الله وغيرهم، وليس في الصحابة من اسمه عامر بن ربيعة غيره.
قال ابن سعد: قال محمد بن عمر: كان موت عامر بن ربيعة بعد قتل عثمان بأيام، وكان قد لزم بيته فلم يشعر الناس إلا بجنازته وقد أخرج، وقيل: إنه مات قبل قتل عثمان بأيام
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات العبد والله يعلم منه شرا ويقول النار خيرا، قال الله لملائكته: قد قبلت شهادة عبادي على عبدي وغفرت له علمي فيه" وفي الحديث أيضا عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرًا وهو يسمع وأهل النار من ملأ الله أذنيه من ثناء
(1)
مرآة الزمان (6/ 59 - 60).
الناس شرا وهو يسمع"، انفرد به ابن ماجه
(1)
وأبو نعيم
(2)
، اهـ. [قال عليه الصلاة والسلام: إذا أحب الله عبدا دعا جبريل عليه السلام فقال: إن الله عز وجل يحب فلانا فأحبّوه، قال: فيحبّه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وذكر في البغضاء مثل ذلك. رواه مسلم
(3)
وغيره]
(4)
.
5341 -
وَعَن أبي قَتَادَة رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا دعِي إِلَى جَنَازَة سَأل عَنْهَا فَإِن أثني عَلَيْهَا خير قَامَ فصلى عَلَيْهَا وَإِن أثني عَلَيْهَا غير ذَلِك قَالَ لأَهْلهَا شَأْنكُمْ بهَا وَلم يصل عَلَيْهَا رَوَاهُ أَحْمد وَرُوَاته رُوَاة الصَّحِيح
(5)
.
5342 -
وَعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اذْكروا محَاسِن مَوْتَاكُم وَكفوا عَن مساويهم رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان فِي صَحِيحه
(1)
سنن ابن ماجه (4224).
(2)
وأخرجه الطبراني (12787)، وأبو نعيم في الحلية 3/ 80، والبيهقي في الزهد الكبير (808)، والمزي في تهذيب الكمال 20/ 192، وقال أبو نعيم: غريب من حديث أبي الجوزاء، لم يرفعه ولم يسنده إلا مسلم عن أبي هلال، وقال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات. وأبو الجوزاء هو أويس بن عبد الله الربعي. وأبو هلال هو محمد بن سليم. وقال الألباني: حسن صحيح.
(3)
صحيح مسلم (157)(2637).
(4)
سقطت هذه الفقرة من النسخة الهندية في هذا الموضع وتقدم قريبا موضعها.
(5)
أخرجه أحمد 5/ 299 (22555) و 5/ 300 (22556)، وابن حبان (3057)، والحاكم (1/ 364). قال الهيثمي في المجمع 3/ 4: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في أحكام الجنائز (1/ 84)، وصحيح الترغيب (3517). ولم يدرج الشارح تحته شرحا.
كلهم من رِوَايَة عمرَان بن أنس الْمَكِّيّ عَن عَطاء عَنهُ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث غَرِيب سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول عمرَان بن أنس مُنكر الحَدِيث قَالَ الْحَافِظ وَتقدم حَدِيث أم سَلمَة الصَّحِيح قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا حضرتم الْمَيِّت فَقولُوا خيرا فَإِن الْمَلَائِكَة يُؤمنُونَ على مَا تَقولُونَ رواه أبو داود
(1)
والترمذي
(2)
. حديث غريب، سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: عمران بن أنس منكر الحديث.
[قال الحافظ] وتقدم حديث أم سلمة الصحيح قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا حضرتم الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
(3)
.
قوله: "وعن ابن عمر" تقدم الكلام على مناقبه رضي الله عنه. قوله صلى الله عليه وسلم: "اذكروا محاسن موتاكم وكفّوا عن مساويهم" الحديث، فيه الأمر بالكف عن سب الأموات. قال العلماء: لا يجوز غيبة الميت، وقد ورد في بعض الأخبار أن
(1)
أخرجه أبو داود (4900)، والترمذي (1019)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (22/ 308)، وفي البيهقي الكبرى (4/ 75)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (235) والطبراني في المعجم الأوسط (3601)، وفي المعجم الصغير (الروض الداني 461)، وابن حبان (3020)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. سمعت محمدا يقول عمران بن أنس المكى منكر الحديث وروى بعضهم عن عطاء عن عائشة. قال وعمران بن أبى أنس مصرى أقدم وأثبت من عمران بن أنس المكى. وفي ترجمته ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (5/ 283) قال البخاري منكر الحديث وقال العقيلي لا يتابع على حديثه، والحديث ضعفه النووي في الخلاصة (2/ 944).
(2)
الترمذي (1019).
(3)
صحيح مسلم (919).
من اغتاب ميتا فكأنما اغتاب نبيا، وقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1)
لا تسبّوا الموتى فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا، وروى غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبّوا الموتى فتؤذوا الأحياء
(2)
.
5343 -
وَعَن مُجَاهِد قَالَ قَالَت عَائِشَة رضي الله عنها مَا فعل يزِيد بن قيس لَعنه الله قَالُوا قد مَاتَ قَالَت فأستغفر الله فَقَالُوا لَهَا مَا لَك لعنته ثمَّ قلت أسْتَغْفر الله قَالَت إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا تسبوا الْأَمْوَات فَإِنَّهُم أفضوا إِلَى مَا قدمُوا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ دون ذكر الْقِصَّة وَلأبي دَاوُد إِذا مَاتَ صَاحبكُم فَدَعوهُ لَا تقعوا فِيهِ رواه ابن حبان في صحيحه
(3)
، وهو عند البخاري
(1)
البخاري (1393).
(2)
مسند أحمد (18209)، (18210) وأخرجه الترمذي (1982) وقد اختلف أصحاب سفيان في هذا الحديث، فروى بعضهم مثل رواية الحفري، وروى بعضهم، عن سفيان، عن زياد بن علاقة، قال: سمعت رجلا يحدث عند المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.، وأخرجه ابن حبان (3022) والطبراني في المعجم الكبير للطبراني (20/ 420/ 1013)، وابن أبي شيبة (13/ 350)، وهئاد في الزهد (2/ 559)، والخرائطي في مساوئ الأخلاق (95)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 81)، والحاكم (1/ 385)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال النووي في خلاصة الأحكام (2/ 1039) رواه الترمذي بإسناد حسن أو صحيح.، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (ص: 1015): ورجاله ثقات إلا أن بعضهم أدخل بين المغيرة وبين زياد بن علاقة رجل لم يسم. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 76): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7312). في السلسلة الصحيحة (2379)، والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (5/ 43)(3011)، والروض النضير (357)، والتعليق الرغيب (4/ 135).
(3)
صحيح ابن حبان (3021)، وأخرجه النسائي (4/ 53)، وصححه الألباني في صحيح =
دون ذكر القصة
(1)
. ولأبي داود: إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه
(2)
.
قوله: "وعن مجاهد" هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر، ويقال: ابن جبير، بالتصغير، المكى المخزومي، مولاهم مولى عبد الله بن أبى السائب، ويقال: مولى السائب ابن أبى السائب، ويقال: مولى قيس بن الحارث، وهو تابعى، إمام، متفق على جلالته وإمامته. سمع ابن عمر، وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وغيرهم من الصحابة، رضى الله عنهم. وسمع من التابعين طاووسا، وابن أبى ليلى، ومصعب بن سعد، وآخرين.
روى عنه طاووس، وعكرمة، وعمرو بن دينار، وعبد الله بن أبى نجيح، وخلائق لا يحصون. واتفق العلماء على إمامته، وجلالته، وتوثيقه، وهو إمام في الفقه، والتفسير، والحديث.
قال مجاهد: عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة. وقال خصيف: كان أعلمهم بالتفسير مجاهد. وقال أبو حاتم: لم يسمع مجاهد عائشة. ومناقبه كثيرة مشهورة. وقال ابن بكير: توفى مجاهد سنة إحدى ومائة، وهو ابن ثلاث وثماثين سنة، وقيل: توفى سنة مائة، وقيل: سنة ثنتين ومائة، وقيل:
= الترغيب والترهيب (3518)، وصحيح الجامع الصغير وزيادته (7311)، والروض النضير (1/ 437)، والصحيحة (2397)، والتعليق الرغيب (4/ 175).
(1)
صحيح البخاري (1393)، (6516).
(2)
سنن أبي داود (4899) وأخرجه الطيالسي في مسنده (1446)، والدارمي في سننه (2260)، والترمذي (4233)، وابن حبان (3018)(3019) و (4177).
سنة ثلاث ومائة
(1)
.
قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تسبّوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا"، وفي رواية أبي داود: إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه
(2)
، الحديث.
الإفضاء الإسراع فمعنى أفضوا أي وصلوا أو صاروا إلى ما قدموا من خير وشر فإن كانوا من أهل السعادة فقد صاروا إليها فينبغي عليكم تبعة من سبّهم وإن كانوا من أهل الشقاء فتتحملون من أوزارهم بالسبّ. وفي الحديث النهي عن سبّ الأموات كالأحياء، وهو حرام فيهما، وإنما خصص الأموات لأنهم في محل أن يرحموا وليس في محل المؤاخذة لانقطاع حياتهم وخراب أيديهم وأيضا فإن مجازاتهم على أعمالهم لا تزيد بسب الأحياء لهم فإنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، وهذا معنى قوله: فإنهم أفضوا إلى ما قدّموا، أي من خير وشر.
ومن أسباب النهي أيضا: أن الأحياء يتأذون بذلك كما جاء: لا تسبّوا الموتى فتؤذوا الأحياء فيقع الإنسان بسبّهم في إثمين إثم لأذى الحي وإثم لذكر الميت بالسب والأذى. فقوله: "لا تسبّوا الأموات" عام مخصوص [بذلك، وممن] يغلب شره [لوحظ به الفساق]، [نعم] إن كان الميت كافرا فيجوز ذلك لأنه عدو لله وللمؤمنين وعذابه في ازدياد إلى أبد الآبدين والله
(1)
تهذيب الأسماء واللغات (2/ 83).
(2)
أخرجه أبو داود (4899)، والترمذي (3895)، وابن حبان (3018) و (3019) عن عائشة. وصححه الألباني في الصحيحة (285).
أعلم. قاله في شرح الإلمام
(1)
.
قال النووي في أذكاره
(2)
: قال العلماء: يحرم سب الميت المسلم الذي ليس معلنا بفسقه وأما الكافر [والمعلم] بفسقه من المسلمين ففيه خلاف للسلف وجاءت فيه نصوص متقابلة وحاصله أنه ثبت في النهي عن سب الأموات أحاديث صحيحة مشهورة معروفة، وجاء في [التخصيص] في سبّ الأشرار أشياء كثيرة منها ما قصه الله علينا في كتابه العزيز وأمرنا بتلاوته وإشاعة قراءته، ومنها أحاديث كثيرة في الصحيح كالحديث الذي ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن لحي وقصة أبي رغال الذي كان يسرق الحاج بمحجنه وقصة ابن جذعان وغيرهم، ومنها الحديث الصحيح المذكور في الجنازة لما مرت فأثنوا عليها شرا فلم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بل قال: وجبت. وتقدم الكلام على ذلك. قاله في الأذكار
(3)
. واختلف العلماء في الجمع بين هذه النصوص على أقوال أصحها وأظهرها [أموات الكفار] يجوز ذكر مساويهم، وأما ذكر أموات المسلمين المعلنين بفسق أو بدعة أو نحوهما فيجوز ذكرهم بذلك إذا كان فيه مصلحة لحاجة إليه للتحذير من حالهم والتنفير من قبول ما قالوه والاقتداء بهم فيما فعلوه وإن لم تكن حاجة لم يجز، وعلى هذا التفصيل تنزل النصوص، وقد أجمع العلماء على جرح المجروح من
(1)
لم أجده في المطبوع.
(2)
الأذكار للنووي (ص: 295).
(3)
الأذكار للنووي (ص: 295).
الرواة
(1)
، اهـ. ولهذا ما زال المحدثون يذكرون الرواة بما فيهم من الكذب وسوء الحفظ وغيره ولا يكون ذلك حراما والله أعلم.
خاتمة: روى الطبراني في كتاب الدعاء
(2)
من حديث أنس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى جنازة فقال: الله أكبر صدق الله ورسوله هذا ما وعد الله ورسوله اللهم زدنا إيمانا وتسليما كتب له عشرون حسنة. ومن حديث نافع
(3)
قال: كان ابن عمر رضي الله عنه إذا رآى جنازة قال: هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله، اللهم زدنا إيمانا وتسليما.
قال البندنيجي والقاضي الإمام أبو المحاسن الروياني من أصحابنا في كتابه البحر: ويستحب لمن مرت به جنازة أن يدعو لها وأن يثني عليها بالخير إن كانت أهلا للثناء ولا يجازف في ثنائه وأن يقول من رآها سبحان الحي الذي لا يموت أو سبحان الملك القدوس، اهـ. قاله في هادي النبيه
(4)
.
* * *
(1)
الأذكار (ص 295).
(2)
الدعاء للطبراني (1161). السيوطي الزيادات على الموضوعات (2/ 611) سليمان بن عمرو أبو داود النخعي كذاب.
(3)
الدعاء للطبراني (1160).
(4)
هادى النبيه (لوحة 74/ مخ 2121).