الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الثامنة والخمسون رمي المؤمنين بالفساد في الأرض]
الثامنة والخمسون رمي المؤمنين بالفساد في الأرض شاهد هذه المسألة آيات كثيرة، حاصلها أن المخالفين لهم من المؤمنين مفسدون في الأرض.
انظر إلى قولهم في أوائل سورة " البقرة "[الآية: 11] ، كيف ادَّعَوْا أنهم هم مصلحون، وقد رد الله عليهم بقوله:{أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 12]
وهكذا من هو على شاكلة أولئك من الذين استحلوا غيهم، وتمكنت بدعهم من قلوبهم.
ومن يَكُ ذا فَمٍ مُرٍّ مَرِيضٍ
…
يَجِدْ مرا به الماء الزُّلَالَا
نسأله تعالى أن يثبت قلوبنا على دينه القويم، وأقدامنا على الصراط المستقيم (1) .
(1) قال الله تعالى: "وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون"[الأعراف: 127] .
يخبر تعالى عما تمالأ عليه فرعون وملؤه، وما أضمروه لموسى عليه السلام وقومه من الأذى والبغضة، (وقال الملأ من قوم فرعون) أي: لفرعون (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض)، أي: يفسدوا أهل رعيتك، ويدعوهم إلى عبادة ربهم دونك، يا لله العجب! صار هؤلاء يشفقون من إفساد موسى وقومه! إلا إن فرعون وقومه هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، ولهذا قالوا:(ويذرك وآلهتك) قاله ابن كثير في " تفسيره ".
وقال تعالى: "قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا"[الأعراف: 128]، فالمطلوب إذا عند شدة الأذى من الحكام: الاستعانة بالله والصبر؛ حتى يجعل الله للمؤمنين المتقين مخرجا، ويمكِّن للمؤمنين في الأرض. انتهى نقلا من " التفسير الوجيز على هامش الكتاب العزيز "(ص 165) .