الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الفخز بالأحساب والاستسقاء بالأنواء والطعن في الأنساب والنياحة]
الحادية والثمانون الفخز بالأحساب الثانية والثمانون الاستسقاء بالأنواء الثالثة والثمانون الطعن في الأنساب الرابعة والثمانون النياحة أقول: هذه المسائل الأربع دليل بطلانها حديث واحد، وهو ما رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم، بسنده إلى أبي مالك الأشعري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال (1)«أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، [والنياحة] "، و [قال: "] النابحة - أو قال: النائحة - إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب» (2) .
الفخر في الأحساب: افتخارهم بمفاخر الآباء.
والطعن في الأنساب: إدخالهم العيب في أنساب الناس؛ تحقيرا لآبائهم، وتفضيلا لآباء أنفسهم على آباء غيرهم.
(1) في الأصل: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثه قال) والتصويب من صحيح مسلم.
(2)
مسلم في (كتاب الجنائز: 2160) وما بين معكوفتين منه، وقوله:(والنابحة أو قال: النائحة) ليست في مسلم على الشك، وإنما: وقال: " النائحة إذا لم تتب. . . " الحديث.
والاستسقاء بالنجوم: اعتقادهم نزول المطر بسقوط نجم في المغرب مع الفجر، وطلوع آخر يقابله من المشرق، فقد كانوا يقولون: مُطِرْنا بِنَوْء كذا، وقال تعالى:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} [الواقعة: 82]
وهذا مفصل في كتب الأنواء بما لا مزيد عليه.
ومعنى قوله في النائحة: " وعليها سربال من قطران ": أن الله تعالى يجازيها بلباس من قطران؛ لأنها كانت تلبس الثياب السود.
وقوله: " درع من جرب " يعني: يُسَلَّط على أعضائها الجربُ والحكةُ، حيث يغطي بدنها تغطية الدرع - وهو القميص -؛ لأنها كانت تجرح بكلماتها المحرقة قلوب ذوي المصيبات.
فهذا الحديث دل على بطلان ما كان عليه أهل الجاهلية من هذه الخصال الرديئة.
وورَّاثُهم (1) اليوم من هذه الأمة تجاوزوا فيها أسلافهم، وزادوا في الطنبور نغمات، فتراهم يفتخرون بمزايا آبائهم وهم بمراحل عنهم، فهذا يقول: كان جدي الشيخ الفلاني، وهذا يقول: جدي العالم الرباني، إلى غير ذلك.
وكذلك الطعن في الأنساب، فهذا يقول: إن آباء فلان لم يكونوا من العترة الطاهرة.
وكذلك الاستسقاء بالأنواء، ولم يعتقد كثير من الناس أن ما كان من فعل رب الأرض والسماء.
وهكذا النوح على الأموات، فقد اتخذه كثير من الناس من أفضل الأعمال، وسبب الوصول إلى مرضاة ذي الجلال، لا سيما من اتخذ المآتم الحسينية في كل عام، فهناك من البدع ما تكل عن نقله ألسنة الأقلام، والويل كل الويل لمن أنكر شيئا من ذلك، فإنهم يوردونه موارد العطب والمهالك، والأمر لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(1) في الأصل: " وورثهم " ولعل الصواب ما أثبته.