الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الرابعة والستون النقص من العبادة]
الرابعة والستون النقص منها كتركهم الوقوف قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] أي: من عرفة، لا من مزدلفة (1) .
والخطاب عامٌّ، والمقصود إبطال ما كان عليه الْحُمْس من الوقوف بِجَمْعٍ.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكانت سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله سبحانه: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199] » (2) .
ومعناها: ثم أفيضوا أيها الْحُجَّاج من مكان أفاض جنس الناس منه قديما وحديثا، وهو عرفة، لا من مزدلفة.
[الخامسة والستون تَعَبُّدُهم بترك أكل الطيبات من الرزق وترك زينة الله التي أخرج لعباده]
الخامسة والستون تَعَبُّدُهم بترك أكل الطيبات من الرزق، وترك زينة الله التي أخرج لعباده قال تعالى في سورة " الأعراف " [31 - 32] :
(1) فكانوا يتركون الوقوف بعرفة مع علمهم أنها من مشاعر إبراهيم عليه السلام، لكن ابتدعوا من عندهم الوقوف بمزدلفة، وقالت عائشة رضي الله عنها:" كان الناس يُفيضون من عرفات، وكانت الحمس يفيضون من المزدلفة، يقولون: لا نفيض إلا من الحرم، فلما نزلت (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) رجعوا إلى عرفات " رواه مسلم في (الحج: 2955) . وكان من توفيق الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة أنه كان يقف بعرفة مع الناس كما رواه مسلم برقم (2956) .
(2)
رواه البخاري في (التفسير سورة البقرة: 4520)، ومسلم في (الحج: 2954) .
وسبب النزول - على ما رُوِيَ عن ابن عباس - أنه كان أناس من الأعراب يطوفون بالبيت عراة، حتى إن كانت المرأة لتطوف بالبيت وهي عريانة فتعلق على سُفْلها سُيُورا مثل هذه السيور التي تكون على وجه الحمر من الذناب، وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كله
…
وما بدا منه فلا أحله
فأنزل الله تعالى هذه الآية: {يَا بَنِي آدَمَ} [الأعراف: 31] إلخ.
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا} [الأعراف: 31] مما طاب لكم.
قال الكلبي: " كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إلا قوتا، ولا يأكلون دسما في أيام حجهم، يعظمون بذلك حجهم، فقال المسلمون: يا رسول الله نحن أحق بذلك، فأنزل الله تعالى الآية ".
ومنه يظهر وجه ذكر الأكل والشرب هنا.
{وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31] بتحريم الحلال، كما هو المناسب لسبب النزول أو بالتعدي إلى الحرام.
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ} [الأعراف: 32] من الثياب وكل ما يُتَجَمَّل به.
{وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} [الأعراف: 32] أي: من المستَلَذَّات، وقيل: المحَلَّلَات من المآكل والمشارب كلحم الشاة وشحمها ولبنها.
{قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الأعراف: 32] أي: هي لهم بالأصالة لمزيد كرامتهم على الله تعالى، والكفرة - إن شاركوهم فيها - فبالتبع.
{خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف: 32] لا يشاركهم فيها غيرهم.