الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - باب في اعتزال النساء في المساجد عن الرجال
462 -
قال أبو داود: حدثنا عبد اللَّه بن عمرو أبو معمر: ثنا عبد الوارث: ثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تركنا هذا الباب للنساء".
قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات.
وقال غير عبد الوارث: قال عمر، وهو أصح.
• شاذ، والمحفوظ: موقوف على عمر بإسناد منقطع.
أعاده أبو داود في نفس الكتاب، في باب التشديد في خروج النساء إلى المسجد، برقم (571)، ثم قال:"رواه إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، قال: قال عمر:. . .، وهذا أصح".
أخرجه من طريق أبي داود: ابن حزم في المحلى (3/ 131)، وابن عبد البر في التمهيد (23/ 397).
وأخرجه من طريق أبي معمر المقعد: الطبراني في الأوسط (1/ 303/ 1018)، وأبو بكر الباغندي في جزء من أماليه (12)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 103)، وابن بشران في الأمالي (843)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 121).
قال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (1/ 287): "هذا يُروى عن نافع قال: قال عمر؟ وهو: أصح عندهم"، وانظر: بيان الوهم (5/ 439/ 2614).
قلت: هكذا رواه عبد الوارث بن سعيد التنُّوري [وهو: بصري، ثقة ثبت]، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:. . . فذكره.
خالفه: إسماعيل ابن علية، فوقفه على عمر بن الخطاب، ولم يذكر في الإسناد: ابن عمر.
***
463 -
قال أبو داود: حدثنا محمد بن قدامة بن أعين: ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بمعناه.
وهو أصح.
• موقوف على عمر بإسناد منقطع.
قلت: وهو كما قال أبو داود؛ فإن إسماعيل ابن علية: ثقة، ثبت، إمام، حجة، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو: من أثبت الناس في أيوب، بل قدَّمه بعضهم في أيوب
على حماد بن زيد [انظر: شرح العلل (2/ 700)، التهذيب (1/ 140) وغيرهما]؛ فروايته أصح من رواية عبد الوارث.
ويعضد رواية ابن علية: ما رواه بكير بن عبد الله بن الأشج [ثقة ثبت، إمام، وهو: مدني، نزل مصر]، عن نافع: أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخَل من باب النساء.
***
464 -
قال أبو داود: حدثنا قتيبة -يعني: ابن سعيد-: ثنا بكر -يعني: ابن مضر-، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن نافع: أن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخَل من باب النساء.
• موقوف على عمر بإسناد منقطع.
أخرجه من طريق أبي داود: ابن حزم في المحلى (3/ 131).
وهذا إسناد مصري صحيح إلى نافع، رجاله ثقات أئمة، رجال الشيخين.
وهو يقوي القول بشذوذ رواية عبد الوارث المتصلة المرفوعة.
وعليه فالمحفوظ: موقوف على عمر، بإسناد منقطع، فإن نافعًا: لم يدرك عمر، قال أحمد بن حنبل والترمذي:"نافع عن عمر: منقطع"[التهذيب (4/ 211)، جامع الترمذي (203)]، وقال ابن عبد البر:"نافع: لم يلق عمر"[التمهيد (5/ 4)]، [وانظر: تحفة التحصيل (325)].
فإن قيل: توبع عبد الوارث على روايته المتصلة المرفوعة متابعة قاصرة؛ فقد روى أبو داود الطيالسي في مسنده (3/ 368/ 1938)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (1/ 313):
قال أبو داود: حدثنا عبد الله بن نافع، عن أبيه، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بنى المسجد جعل بابًا للنساء، وقال:"لا يَلِجَنَّ من هذا الباب من الرجال أحد".
قال نافع: فما رأيت ابن عمر داخلًا من ذلك الباب، ولا خارجًا منه.
فيقال: عبد الله بن نافع: قال فيه البخاري وأبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان وغيرهم: "منكر الحديث"، وقال ابن المديني:"روى أحاديث منكرة"، وقال النسائي والدارقطني:"متروك"، فأكثرهم ضعفه جدًّا [انظر: التهذيب (2/ 444)، الميزان (2/ 513)، أسامي الضعفاء (174)، المجروحين (2/ 20)، وغيرها]؛ فلا تصلح رواية مثله لمعارضة رواية بكير بن الأشج عن نافع، أو رواية ابن علية عن أيوب عن نافع؛ إذ هي رواية منكرة لا يلتفت إليها، فأنى لها أن تعضد رواية عبد الوارث!.
• وقد وجدت طريقًا آخر لأثر عمر:
قال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 60/ 130): قال لي عبد الله بن يزيد: عن حيوة،