المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الخاء المعجمة - لسان العرب - جـ ١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة الناشر]

- ‌تَرْجَمَة الْمُؤلف رحمه الله

- ‌مُقَدّمَة الطبعة الأولى

- ‌مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

- ‌بَاب تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة

- ‌بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌ا

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الدال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ب

- ‌حرف الباء

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي المعجمة

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضأب

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: ‌فصل الخاء المعجمة

القصير، وقيل: العظيم. والحِنطِئُ: الْقَصِيرُ، وَبِهِ فسَّر السُّكَّرِيُّ قَوْلَ الأَعلم الهذلي:

والحِنْطِئُ، الحِنْطِيُّ، يُمنَحُ

بالعَظيمةِ والرَّغائِبْ

والحِنطِيّ: الَّذِي غِذاؤُه الحِنْطة، وَقَالَ: يُمنَح أَي يُطْعَمُ وَيُكْرَمُ ويُرَبَّبُ، وَيُرْوَى يُمْثَجُ أَي يُخْلَط.

‌فصل الخاء المعجمة

خبأ: خَبَأَ الشيءَ يَخْبَؤُه خَبْأً: سَتَرَه، وَمِنْهُ الخابِيةُ وَهِيَ الحُبُّ، أَصلها الْهَمْزَةُ، مِنْ خَبَأْتُ، إلَّا أَن الْعَرَبَ تَرَكَتْ هَمْزَةٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تَرَكَتِ الْعَرَبُ الْهَمْزَ فِي أَخْبَيْتُ وخَبَّيْتُ وَفِي الخابيةِ لأَنها كَثُرَتْ فِي كَلَامِهِمْ، فَاسْتَثْقَلُوا الْهَمْزَ فِيهَا. واخْتَبأَتْ: اسْتَتَرتْ. وَجَارِيَةٌ مُخْبَأَةٌ أَي مُسْتَتِرة؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: امرأَة مُخَبَّأَةُ، وَهِيَ المُعْصِرُ قَبْلَ أَنْ تَتَزَوَّج، وَقِيلَ: المُخَبَّأَةُ مِنَ الجَواري هِيَ المُخَدَّرة الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا؛ في حَدِيثِ

أَبي أُمامةَ: لَمْ أَرَ كاليَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ.

المُخَبَّأَة: الجاريةُ الَّتِي فِي خِدْرها لَم تَتَزَوَّج بعدُ لأَنَّ صِيانتها أَبلغ مِمَّنْ قَدْ تَزَوَّجَتْ. وَامْرَأَةٌ خُبَأَةٌ مِثْلُ هُمَزة: تَلْزَمُ بيتَها وتسْتَتِرُ. والخُبَأَةُ: المرأَةُ تَطَّلِعُ ثُمَّ تَخْتَبِئُ؛ وَقَوْلُ الزِّبْرقان بْنِ بدرٍ: إِنَّ أَبْغَضَ كَنائِنِي إليَّ الطُّلَعَةُ الخُبَأَةُ: يَعْنِي الَّتِي تَطَّلِعُ ثُمَّ تَخْبأُ رَأْسَهَا؛ وَيُرْوَى: الطُّلَعةُ القُبَعةُ؛ وَهِيَ الَّتِي تَقْبَعُ رأْسها أَي تُدْخِلُه، وَقِيلَ: تَخْبَؤُه؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ: خُبَأَةٌ خيرٌ مِنْ يَفَعة سَوْءٍ، أَي بِنْتٌ تَلْزَمُ الْبَيْتَ، تَخْبَؤُ نَفسها فِيهِ، خَيْرٌ مِنْ غُلَامِ سَوْءٍ لَا خَيْرَ فِيهِ. والخَبْءُ: مَا خُبِئَ، سُمِّيَ بِالْمَصْدَرِ، وَكَذَلِكَ الخَبِيءُ، عَلَى فَعِيل؛ وَفِي التَّنْزِيلِ: الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

؛ الخَبْءُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ المطَر، والخَبْءُ الَّذِي فِي الأَرض هُوَ النَّبات، قَالَ: وَالصَّحِيحُ، وَاللَّهُ أَعلم: أَنَّ الخَبْءَ كلُّ مَا غَابَ، فَيَكُونُ الْمَعْنَى يَعْلَمُ الغيبَ فِي السَّمَاوَاتِ والأَرض، كَمَا قَالَ تَعَالَى: وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ صَيَّادٍ: خَبَأْتُ لَكَ خَبْأً

؛ الخَبْءُ: كُلُّ شَيْءٍ غائِبٍ مَسْتُورٍ، يُقَالُ: خَبَأْتُ الشيءَ خَبْأً إِذَا أَخفَيْتَه، والخَبْءُ والخَبِيءُ والخَبِيئَةُ: الشيءُ المَخْبُوءُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ تَصِفُ عُمَرَ: ولَفَظَت خَبِيئَها

أَي مَا كَانَ مَخْبُوءاً فِيهَا مِنَ النَّبَاتِ، تَعْنِي الأَرض، وفَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والخَبْءُ: مَا خَبَأْتَ مِنْ ذَخيرة ليومٍ مَا. قَالَ الفرَّاء: الخَبْءُ، مَهْمُوزٌ، هُوَ الغَيْب غَيْبُ السَّمَاوَاتِ والأَرض، والخُبْأَةُ والخَبِيئةُ، جَمِيعًا: مَا خُبِئَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

اطْلُبوا الرِّزقَ فِي خَبايا الأَرض

، قِيلَ مَعْنَاهُ: الحَرْثُ وإثارةُ الأَرضِ لِلزِّرَاعَةِ، وأَصله مِنَ الخَبْء الَّذِي قَالَ اللَّهُ عز وجل: يُخْرِجُ الْخَبْءَ

. وَوَاحِدَةُ الخَبايا: خَبِيئةٌ، مِثْلُ خطِيئة وخَطايا وأَراد بالخَبايا: الزَّرعَ لأَنه إِذَا ألقَى الْبَذْرَ فِي الأَرض، فَقَدْ خَبَأَه فِيهَا. قَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: ازْرَعْ، فَإِنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَتَمَثَّلُ بِهَذَا الْبَيْتِ:

تَتَبَّعْ خَبَايَا الأَرض، وادْع مَلِيكَها،

لَعَلَّكَ يَوْماً أَن تُجابَ وتُرْزَقا

وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مَا خَبَأَه اللَّهُ فِي مَعادن الأَرض. وَفِي حَدِيثِ

عُثْمَانَ رضي الله عنه، قَالَ: اخْتَبَأْتُ عِنْدَ اللَّهِ خِصالًا: إنِّي لَرابِعُ الإِسلام وَكَذَا وَكَذَا

، أَي ادَّخَرْتها وجَعَلْتُها عِنْدَهُ لِي. والخِباءُ، مَدَّته هَمْزَةٌ: وَهُوَ سِمَةٌ تُوضَعُ فِي مَوْضِعٍ

ص: 62

خَفِيٍّ مِنَ النَّاقَةِ النَّجِيبة، وَإِنَّمَا هِيَ لُذَيْعةٌ بِالنَّارِ، وَالْجَمْعُ أَخْبِئَةٌ، مَهْمُوزٌ. وَقَدْ خَبِئَت النارُ وأَخْبَأَها المُخْبِئُ إِذَا أَخْمدَها. والخِباء: مِنَ الأَبنية، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَصله مِنْ خَبَأْت. وَقَدْ تَخَبَّأْت خِباءً، وَلَمْ يَقُلْ أَحد إنَّ خِباء أَصله الْهَمْزُ إِلَّا هُوَ، بَلْ قَدْ صُرِّح بِخِلَافِ ذَلِكَ. والخَبِيءُ: مَا عُمِّيَ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ حُوجِيَ بِهِ. وَقَدِ اخْتَبَأَه. وخَبِيئَةُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ خَبِيئةُ بِنْتُ رِياح بْنِ يَرْبوع بن ثعْلَبَةَ.

ختأ: خَتَأَ الرجُلَ يَخْتَؤُه خَتْأً: كَفَّه عَنِ الأَمر. واخْتَتأَ مِنْهُ: فَرِقَ. واختَتأَ لَهُ اختِتاءً: خَتَلَه؛ قَالَ أَعرابي: رأَيت نَمِراً فاخْتَتَأَ لِي؛ وَقَالَ الأَصمعي: اخْتَتَأَ: ذَلَّ؛ وَقَالَ مَرَّةً: اخْتَتَأَ: اخْتَبأَ، وأَنشد:

كُنَّا، ومَن عَزَّ بزَّ، نَخْتَبس

الناسَ، وَلَا نَخْتَتِي لِمُخْتَبِسِ

أَي لمُغتَنِم، مِنَ الخُباسةِ وَهُوَ الغَنِيمةُ. أَبو زَيْدٍ: اخْتَتَأْت اختِتاءً إِذَا مَا خِفْتَ أَن يَلْحَقَكَ مِنَ المَسَبَّة شَيْءٌ، أَو مِنَ السُّلْطَانِ. واخْتَتَأَ: انْقمعَ وذَلَّ؛ وَإِذَا تغيَّر لوْنُ الرَّجُلِ مِنْ مَخافةِ شَيْءٍ نَحْوَ السلطانِ وَغَيْرِهِ فَقَدِ اخْتَتَأَ؛ واخْتَتَأَ الشيءَ: اخْتَطَفَه، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَفازة مُختَتِئَةُ: لَا يُسمع فِيهَا صَوْت وَلَا يُهتدى فِيهَا. واخْتَتَأَ مِنْ فُلَانٍ: اختَبأَ مِنْهُ، واسْتَتَر خَوفاً أَو حَياءً؛ وأَنشد الأَخفش لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ:

وَلَا يُرْهِبُ، ابنَ العَمِّ، مِنِّي صَوْلةٌ،

وَلَا أَخْتَتِي مِنْ صَوْلةِ المُتَهَدِّدِ

وإنِّي، إنْ أَوْعَدْتُه، أَوْ وَعَدْتُه،

لَيَأْمَنُ مِيعادِي، ومُنْجِزُ مَوْعِدِي

وَيُرْوَى:

لمُخْلِفُ مِيعادي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي

قَالَ: إِنَّمَا تَرَكَ هَمْزَهُ ضَرُورَةً. وَيُقَالُ: أَراكَ اختَتَأْت مِنْ فُلَانٍ فَرَقاً؛ وَقَالَ الْعَجَّاجُ:

مُخْتَتِئاً لشَيِّئانَ مِرْجَمِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصل اختَتَأَ مَنْ خَتَا لونه يَخْتُو خُتُوّاً إذا تَغَيَّرَ مِنْ فَزَع أَو مَرَضٍ، فَعَلَى هَذَا كَانَ حَقُّهُ أَن يُذكر فِي خَتا من المعتل.

خجأ: الخَجَأُ: النِّكَاحُ، مَصْدَرُ خَجَأْتها، ذَكَرَهَا فِي التَّهْذِيبِ، بِفَتْحِ الْجِيمِ، مِنْ حُرُوفٍ كُلُّهَا كَذَلِكَ مِثْلُ الكَلَإِ والرَّشَإِ والحَزَإِ «1» لِلنَّبْتِ، وَمَا أَشبهها. وخَجَأَ الْمَرْأَةَ يَخْجَؤُها خَجَأً: نَكَحها. وَرَجُلٌ خُجَأَةٌ أَي نُكَحَةٌ كَثِيرُ النِّكَاحِ. وَفَحْلٌ خُجَأَة: كَثِيرُ الضِّراب؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَهُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ قاعِياً عَلَى كُلِّ ناقةٍ؛ وَامْرَأَةٌ خُجَأَة: مُتَشَهِّيَةٌ لِذَلِكَ. قَالَتِ ابْنَةُ الخُسِّ: خيرُ الفُحُولِ البازِلُ الخُجَأَةُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ:

وسَوْداءَ، مِنْ نَبْهانَ، تَثْنِي نِطاقَها،

بأَخْجَى قَعُورٍ، أَو جَواعِرِ ذِيبِ «2»

وَقَوْلُهُ: أَو جَوَاعِرِ ذِيبِ أَراد أَنها رَسْحاء، وَالْعَرَبُ تَقُولُ: مَا عَلِمتُ مِثْلَ شارفٍ خُجَأَةٍ أَي مَا صادَفْتُ أَشدَّ

(1). قوله [والحزإ] هو هكذا في التهذيب أيضاً ونقر عنه.

(2)

. قوله [وسوداء إلخ] ليس من المهموز بل من المعتل وعبارة التهذيب في خ ج ي قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: الأخجى هنُ المرأة إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْمَاءِ فاسداً قعوراً بعيد المسبار وهو أخبث له. وأنشد وسوداء إلخ. وأورده في المعتل من التكملة تبعاً له.

ص: 63

مِنْهَا غُلْمةً. والتَّخاجُؤُ: أَن يُؤَرِّم اسْتَه ويُخْرِجَ مُؤَخَّرهُ إِلَى مَا وَراءه؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

دَعُوا التَّخاجُؤَ، وامْشُوا مِشْيةً سُجُحاً،

إِنَّ الرِّجالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ

والعَصْبُ: شِدَّة الخَلْق، وَمِنْهُ رَجُلٌ مَعْصُوب أَي شَدِيدٌ؛ والمِشْيةُ السُّجُحُ: السَّهْلة؛ وَقِيلَ: التَّخاجُؤُ فِي المَشْي: التَّباطُؤُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الْبَيْتُ فِي الصِّحَاحِ: دَعُوا التَّخاجِىءَ، وَالصَّحِيحُ: التَّخاجُؤُ، لأَن التَّفاعُلَ فِي مَصْدَرِ تَفاعَلَ حَقُّهُ أَن يَكُونَ مَضْمُومَ الْعَيْنِ نَحْوَ التَّقاتُلِ والتَّضارُبِ، وَلَا تَكُونُ الْعَيْنُ مَكْسُورَةً إلَّا فِي الْمُعْتَلِّ اللَّامِ نَحْوَ التَّغازِي والتَّرامِي؛ وَالصَّوَابُ فِي الْبَيْتِ: دَعُوا التَّخاجُؤَ، وَالْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ أَيضاً، كَمَا هُوَ فِي الصِّحَاحِ، دَعُوا التَّخاجِئَ؛ وَقِيلَ: التَّخاجُؤُ مشْيَةٌ فِيهَا تَبَخْتُر. والخُجَأَة: الأَحمق، وَهُوَ أَيضاً المُضْطَرِبُ. وَهُوَ أَيضاً الكَثِير اللحْمِ الثَّقِيلُ. أَبو زَيْدٍ: إِذَا أَلَحَّ عَلَيْكَ السائلُ حَتَّى يُبْرِمَكَ ويُمِلَّك قُلْتَ: أَخْجَأَنِي إخْجاءً وأَبْلَطَني. شَمِرٌ: خَجَأْتُ خُجُوءاً: إِذَا انْقَمَعت؛ وخَجِئْتُ: إِذَا اسْتَحْيَيْتَ. والخَجَأُ: الفُحْشُ، مَصْدَرُ خَجِئْتُ.

خذأ: خَذِئَ لَهُ وخَذَأَ لَهُ يَخْذَأُ خَذَأً وخَذْءاً وخُذُوءاً: خَضَعَ وانْقادَ لَهُ، وَكَذَلِكَ اسْتَخْذَأْتُ لَهُ، وتركُ الْهَمْزِ فِيهِ لُغَةٌ. وأَخْذَأَه فُلَانٌ أَي ذلَّله. وَقِيلَ لأَعرابي: كَيْفَ تَقُولُ اسْتَخْذَيْت لِيُتَعَرَّفَ منه الهمزُ؟ فقال: الْعَرَبُ لَا تَسْتَخْذِئُ، وهَمَزَه. والخَذَأُ، مَقْصُورٌ: ضَعْفُ النَّفْسِ.

خرأ: الخُرْءُ، بِالضَّمِّ: العَذِرةُ. خَرِئَ خِرَاءَةً وخُرُوءَةً وخَرْءاً: سَلَحَ، مِثْلُ كَرِهَ كَرَاهةً وكَرْهاً. وَالِاسْمُ: الخِراءُ، قَالَ الأَعشى:

يَا رَخَماً قاظَ عَلَى مَطْلُوبِ،

يُعْجِلُ كَفَّ الخارئِ المُطِيبِ

وشَعَر الأَسْتاهِ فِي الجَبُوبِ

مَعْنَى قَاظَ: أَقام، يُقَالُ: قَاظَ بِالْمَكَانِ: أَقامَ بِهِ فِي القَيْظ. والمُطِيب: المُسْتَنْجِي. والجَبُوبُ: وجهُ الأَرض. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ الكُفَّارَ قَالُوا لسَلْمانَ: إِنَّ مُحَمَّدًا يُعَلِّمُكم كلَّ شيءٍ حَتَّى الخِراءةَ. قَالَ: أَجَلْ، أَمَرَنا أَن لَا نَكْتَفِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثةِ أَحْجارٍ.

ابْنُ الأَثير: الخِراءةُ، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ: التَّخَلي والقُعود لِلْحَاجَةِ؛ قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وأَكثر الرُّواة يَفْتَحُونَ الْخَاءَ، قَالَ: وَقَدْ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِالْفَتْحِ مَصْدَرًا وَبِالْكَسْرِ اسْمًا. وَاسْمُ السَّلْحِ: الخُرْءُ. وَالْجَمْعُ خُرُوءٌ، فُعُول، مِثْلَ جُنْدٍ وجُنُودٍ. قَالَ جَوَّاسُ بْنُ نُعَيْمٍ الضَّبِّي يَهْجُو؛ وَقَدْ نَسَبَهُ ابْنُ القَطَّاعِ لجَوَّاس بْنِ القَعْطَلِ وَلَيْسَ لَهُ:

كأَنَّ خُروءَ الطَّيْرِ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ،

إِذَا اجْتَمَعَتْ قَيْسٌ، مَعًا، وتَمِيمُ

مَتَى تَسْأَلِ الضَّبِّيَّ عَنْ شَرِّ قَوْمه،

يَقُلْ لَكَ: إنَّ العائذِيَّ لَئِيمُ

كَأَنَّ خروءَ الطَّيْرِ فوقَ رُؤُوسِهم أَي مِنْ ذُلِّهم. وَمِنْ جَمْعِهِ أَيضاً: خُرْآنٌ، وخُرُؤٌ، فُعُلٌ، يُقَالُ: رَمَوْا بِخُرُوئهم وسُلُوحِهم، ورَمَى بخُرْآنِه وسُلْحانِه.

ص: 64

وخُروءَةٌ: فُعولةٌ، وَقَدْ يُقَالُ ذَلِكَ للجُرَذِ والكَلْب. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: طُلِيتُ بشيءٍ كأَنه خُرْءُ الْكَلْبِ؛ وخُرُوءٌ: يَعْنِي النَّوْرَةَ، وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ للنَّحل والذُّباب. والمَخْرَأَةُ والمَخْرُؤَةُ: مَوْضِعُ الخِراءة. التَّهْذِيبُ: والمَخْرُؤَةُ: الْمَكَانُ الَّذِي يُتَخَلَّى فِيهِ، وَيُقَالُ للمَخْرَج: مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ.

خسأ: الخاسِئُ مِنَ الكِلاب والخَنازِير وَالشَّيَاطِينِ: البعِيدُ الَّذِي لَا يُتْرَكُ أَن يَدْنُوَ مِنَ الإِنسانِ. والخاسِئُ: المَطْرُود. وخَسَأَ الكلبَ يَخْسَؤُه خَسْأً وخُسُوءاً، فَخَسَأَ وانْخَسَأَ: طَرَدَه. قَالَ:

كالكَلْبِ إِنْ قِيلَ لَهُ اخْسَإِ انْخَسَأْ

أَي إِنْ طَرَدْته انْطَرَدَ. اللَّيْثُ: خَسَأْتُ الكلبَ أَي زَجَرْتُه فقلتُ لَهُ اخْسَأْ، وَيُقَالُ: خَسَأْتُه فَخَسَأَ أَي أَبْعَدْتُه فَبَعُد. وَفِي الْحَدِيثِ:

فَخَسَأْتُ الكلبَ

أَي طَرَدْتُه وأَبْعَدْتُه. والخاسِئُ: المُبْعَدُ، وَيَكُونُ الخاسِئُ بِمَعْنَى الصاغِرِ القَمِئِ. وخَسَأَ الكلبُ بنَفْسِه يَخْسَأُ خُسُوءاً، يَتعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وَيُقَالُ: اخْسَأْ إِلَيْكَ واخْسَأْ عنِّي، وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ عز وجل: قال اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ

: مَعْنَاهُ تَباعُدُ سَخَطٍ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْيَهُودِ: كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ*

أَي مَدْحُورِين. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مُبْعَدِين. وَقَالَ ابْنُ أَبي إِسحاق لبُكَيْرِ بْنِ حَبِيبٍ: مَا أَلحَن فِي شَيْءٍ. فَقَالَ: لَا تَفْعَلْ. فَقَالَ: فخُذْ عليَّ كَلِمةً. فَقَالَ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ، قُلْ كَلِمهْ؛ ومرَّت بِهِ سِنَّوْرةٌ فَقَالَ لَهَا: اخْسَيْ. فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأْتَ إِنَّمَا هُوَ: اخْسَئِي. وَقَالَ أَبو مَهْدِيَّةَ: اخْسَأْنانِّ عَنِّي. قَالَ الأَصمعي: أَظنه يَعْنِي الشَّيَاطِينَ. وخَسَأَ بصَرُه يَخْسَأُ خَسْأً وخُسُوءاً إِذَا سَدِرَ وكَلَّ وأَعيا. وَفِي التَّنْزِيلِ: [يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً، وَهُوَ حَسِيرٌ]

وَقَالَ الزَّجَّاجُ: خاسِئاً، أَي صاغِراً، مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ. وتخاسَأَ القومُ بِالْحِجَارَةِ: تَرامَوْا بِهَا. وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ مُخاسأَةٌ.

خطأ: الخَطَأُ والخَطاءُ: ضدُّ الصَّوَابِ. وَقَدْ أَخْطَأَ، وَفِي التَّنْزِيلِ:[وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ]

عدَّاه بِالْبَاءِ لأَنه فِي مَعْنَى عَثَرْتُم أَو غَلِطْتُم؛ وَقَوْلُ رؤْبة:

يَا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ، أَو نَسِيتُ،

فأَنْتَ لَا تَنْسَى، وَلَا تمُوتُ

فَإِنَّهُ اكْتَفَى بِذِكْرِ الكَمال والفَضْل، وَهُوَ السَّبَب مِنَ العَفْو وَهُوَ المُسَبَّبُ، وَذَلِكَ أَنّ مِنْ حَقِيقَةِ الشَّرْطِ وَجَوَابِهِ أَن يَكُونَ الثَّانِي مُسَبَّباً عَنِ الأَول نَحْوُ قَوْلِكَ: إِنْ زُرْتَنِي أَكْرَمْتُك، فَالْكَرَامَةُ مُسَبَّبةٌ عَنِ الزِّيَارَةِ، وَلَيْسَ كونُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَيْرَ ناسٍ وَلَا مُخْطِئٍ أمْراً مُسبَّباً عَنْ خَطَإِ رُؤْبَةَ، وَلَا عَنْ إِصَابَتِهِ، إِنَّمَا تِلْكَ صِفَةٌ لَهُ عزَّ اسْمُهُ مِنْ صِفَاتِ نَفْسِهِ لَكِنَّهُ كَلَامٌ مَحْمُولٌ عَلَى مَعْنَاهُ، أَي: إِنْ أَخْطَأْتُ أَو نسِيتُ، فاعْفُ عَنِّي لنَقْصِي وفَضْلِك؛ وَقَدْ يُمَدُّ الخَطَأُ وقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً

. وأَخْطَأَ وتَخَطَّأَ بِمَعْنًى، وَلَا تَقُلْ أَخْطَيْتُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُهُ. وأَخْطَأَه «3» وتَخَطَّأَ لَهُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وتَخَاطَأَ كِلَاهُمَا: أَراه أَنه مُخْطِئٌ فِيهَا، الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حَكَاهَا فِي الجُمل. وأَخْطَأَ الطَّرِيقَ: عَدَل عَنْهُ. وأَخْطَأَ الرَّامِي الغَرَضَ: لَمْ يُصِبْه.

(3). قوله [وأخطأه] ما قبله عبارة الصحاح وما بعده عبارة المحكم ولينظر لم وضع المؤلف هذه الجملة هنا.

ص: 65

وأَخْطَأَ نَوْؤُه إِذَا طَلَبَ حَاجَتَهُ فَلَمْ يَنْجَحْ وَلَمْ يُصِبْ شَيْئًا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: أَنه سُئل عَنْ رَجُل جعلَ أَمْرَ امرَأَتِه بيدِها فَقَالَتْ: أَنتَ طالِقٌ ثَلَاثًا. فَقَالَ: خَطَّأَ اللهُ نَوْأَها أَلَّا طَلَّقَتْ نَفسَها

؛ يُقَالُ لمَنْ طَلَبَ حَاجَةً فَلَمْ يَنْجَحْ: أَخْطَأَ نَوْؤُكَ، أَراد جَعَلَ اللَّهُ نَوْأَها مُخطِئاً لَا يُصِيبها مَطَرُه. وَيُرْوَى:

خَطَّى اللهُ نَوْأَها

، بِلَا هَمْزٍ، وَيَكُونُ مِنْ خَطَط، وَهُوَ مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنْ خَطَّى اللهُ عَنْكَ السوءَ أَي جَعَلَهُ يتَخَطَّاك، يُرِيدُ يَتَعدَّاها فَلَا يُمْطِرُها، وَيَكُونُ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ اللَّامِ، وَفِيهِ أَيضاً حَدِيثِ

عُثْمَانَ رضي الله عنه أَنه قَالَ لامْرأَة مُلِّكَتْ أَمْرَها فطلَّقت زَوجَها: إِنَّ اللَّهَ خَطَّأَ نَوْأَها

أَي لَمْ تُنْجِحْ فِي فِعْلها وَلَمْ تُصِب مَا أَرادت مِنَ الخَلاص. الفرَّاء: خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ، لُغتانِ «1» والخِطْأَةُ: أَرض يُخْطِئُها الْمَطَرُ ويُصِيبُ أُخْرى قُرْبَها. وَيُقَالُ خُطِّئَ عَنْكَ السُوءُ: إِذَا دَعَوْا لَهُ أَن يُدْفَعَ عَنْهُ السُّوءُ، وَقَالَ ابْنُ السِكِّيت: يُقَالُ: خُطِّئَ عَنْكَ السُّوءُ؛ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَطَأَ عَنْكَ السُّوءُ أَي أَخطَأَكَ البَلاءُ. وخَطِئَ الرجلُ يَخطَأُ خِطْأً وخِطْأَةً عَلَى فِعْلَةٍ: أَذنب. وخَطَّأَه تَخْطِئَةً وتَخْطِيئاً: نَسَبه إِلَى الخَطَإِ، وَقَالَ لَهُ أَخْطَأْتَ. يُقَالُ: إنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئْنِي، وَإِنْ أَصَبْتُ فَصَوِّبْنِي، وإِنْ أَسَأْتُ فَسَوِّئْ عليَّ أَي قُل لِي قَدْ أَسَأْتَ. وتَخَطَّأْتُ لَهُ فِي المسأَلة أَي أَخْطَأْتُ. وتَخَاطَأَه وتَخَطَّأَه أَي أَخْطَأَهُ. قَالَ أَوفى بْنُ مَطَرٍ الْمَازِنِيُّ:

أَلا أَبْلِغا خُلَّتي، جَابِرًا،

بأَنَّ خَلِيلَكَ لَمْ يُقْتَلِ

تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ،

وأَخَّرَ يَوْمِي، فَلَمْ يَعْجَلِ

والخَطَأُ: مَا لَمْ يُتَعَمَّدْ، والخِطْءُ: مَا تُعُمِّدَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

قَتْلُ الخَطَإِ دِيَتُه كَذَا وَكَذَا

هُوَ ضِدُّ العَمْد، وَهُوَ أَن تَقْتُلَ إِنْسَانًا بِفِعْلِكَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَقْصِدَ قَتْلَه، أَو لَا تَقْصِد ضرْبه بِمَا قَتَلْتَه بِهِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الخَطَإِ والخَطِيئةِ فِي الْحَدِيثِ. وأَخطَأَ يُخطِئُ إِذَا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَإِ عَمْداً وسَهواً؛ وَيُقَالُ: خَطِئَ بِمَعْنَى أَخْطَأَ، وَقِيلَ: خَطِئَ إِذَا تَعَمَّدَ، وأَخْطَأَ إِذَا لَمْ يَتَعَمَّدُ. وَيُقَالُ لِمَنْ أَراد شَيْئًا فَفَعَلَ غَيْرَهُ أَو فَعَلَ غَيْرَ الصَّوَابِ: أَخْطَأَ. وَفِي حَدِيثِ الكُسُوفُ:

فأَخْطَأَ بدِرْعٍ حَتَّى أُدْرِكَ بِرِدائه

، أَي غَلِطَ. قَالَ: يُقَالُ لِمَنْ أَراد شَيْئًا فَفَعَلَ غَيْرَهُ: أَخْطَأَ، كَمَا يُقَالُ لِمَنْ قَصَد ذَلِكَ، كأَنه في اسْتِعْجاله غَلِظَ فأخَذ دِرْعَ بَعْضِ نِسائهِ عوَض رِدَائِهِ. وَيُرْوَى: خَطا مِنَ الخَطْوِ: المَشْيِ، والأَوّل أَكثر. وَفِي حَدِيثِ الدَّجَّالِ:

أَنه تَلِدُه أُمُّه، فَيَحْمِلْنَ النساءُ بالخطَّائِين

، يُقَالُ: رَجُلٌ خَطَّاءٌ إِذا كَانَ مُلازِماً للخَطايا غيرَ تَارِكٍ لَهَا، وَهُوَ مِنْ أَبْنِية المُبالغَة، وَمَعْنَى يَحْمِلْن بالخَطَّائِينَ أَي بالكَفَرة والعُصاة الَّذِينَ يَكُونُونَ تَبَعاً

(1). قوله [خَطِئَ السَّهْمُ وخَطَأَ لُغَتَانِ] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في صحاح الجوهري عن أبي عبيدة خَطِئَ وأَخْطَأَ لغتان بمعنى وعبارة المصباح قال أبو عبيدة: خَطِئَ خِطْأً من باب علم وأَخْطَأَ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد. وقال غيره خَطِئَ في الدين وأَخْطَأَ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وَقِيلَ خَطِئَ إِذَا تَعَمَّدَ إلخ. فانظره وسينقل المؤلف نحوه وكذا لم نجد فيما بأيدينا من الكتب خَطَأَ عنك السوءُ ثلاثياً مفتوح الثاني.

ص: 66

للدَّجال، وَقَوْلُهُ يَحْمِلْنَ النِّساءُ: عَلَى قَوْلِ مَنْ يَقُولُ: أَكَلُوني البَراغِيثُ، وَمِنْهُ قَوْلُ الْآخَرِ:

بِحَوْرانَ يَعْصِرْنَ السَّلِيطَ أَقارِبُهْ

وَقَالَ الأُموي: المُخْطِئُ: مَنْ أَراد الصَّوَابَ، فَصَارَ إِلَى غَيْرِهِ، والخاطِئُ: مَنْ تعمَّد لِمَا لَا يَنْبَغِي، وَتَقُولُ: لأَن تُخْطِئ فِي الْعِلْمِ أَيسَرُ مِنْ أَن تُخْطِئ فِي الدِّين. وَيُقَالُ: قَدْ خَطِئْتُ إِذَا أَثِمْتَ، فأَنا أَخْطَأُ وأَنا خاطِئٌ؛ قَالَ المُنْذِري: سمعتُ أَبا الهَيْثَم يَقُولُ: خَطِئْتُ: لِمَا صَنَعه عَمْداً، وَهُوَ الذَّنْب، وأَخْطَأْتُ: لِمَا صَنعه خَطَأً، غَيْرَ عَمْدٍ. قَالَ: والخَطَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: اسْمٌ مَنْ أَخْطَأْتُ خَطَأً وإخْطاءً؛ قَالَ: وخَطِئتُ خِطْأً، بِكَسْرِ الْخَاءِ، مَقْصُورٌ، إِذَا أَثَمْتَ. وأَنشد:

عِبادُك يَخْطَئُونَ، وأَنتَ رَبٌّ

كَرِيمٌ، لَا تَلِيقُ بِكَ الذُّمُومُ

والخَطِيئةُ: الذَّنْبُ عَلَى عَمْدٍ. والخِطْءُ: الذَّنْبُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً

؛ أَي إثْماً. وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ

، أَيْ آثِمِينَ. والخَطِيئةُ، عَلَى فَعِيلة: الذَّنْب، وَلَكَ أَن تُشَدّد الْيَاءَ لأَنَّ كُلَّ يَاءٍ سَاكِنَةٌ قَبْلَهَا كَسْرَةٌ، أَو وَاوٌ سَاكِنَةٌ قَبْلَهَا ضَمَّةٌ، وَهُمَا زَائِدَتَانِ لِلْمَدِّ لَا لِلْإِلْحَاقِ، وَلَا هُمَا مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ، فَإِنَّكَ تَقْلِبُ الْهَمْزَةَ بَعْدَ الْوَاوِ وَاوًا وَبَعْدَ الْيَاءِ يَاءً وتُدْغِمُ وَتَقُولُ فِي مَقْرُوءٍ مَقْرُوٍّ، وَفِي خَبِيءٍ خَبِيٍّ، بِتَشْدِيدِ الْوَاوِ وَالْيَاءِ، وَالْجَمْعُ خَطايا، نَادِرٌ؛ وَحَكَى أَبو زَيْدٍ فِي جَمْعِهِ خَطائئُ، بِهَمْزَتَيْنِ، عَلَى فَعائل، فَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْهَمْزَتَانِ قُلبت الثَّانِيَةُ يَاءً لأَن قَبْلَهَا كَسْرَةً ثُمَّ اسْتُثْقِلَتْ، وَالْجَمْعُ ثَقِيلٌ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ مُعْتَلٌّ، فَقُلِبَتِ الْيَاءُ أَلِفاً ثُمَّ قُلِبَتِ الْهَمْزَةُ الْأُولَى يَاءً لِخَفَائِهَا بَيْنَ الأَلفين؛ وَقَالَ اللَّيْثُ: الخَطِيئةُ فَعيلة، وَجَمْعُهَا كَانَ يَنْبَغِي أَن يَكُونَ خَطائِئَ، بِهَمْزَتَيْنِ، فَاسْتَثْقَلُوا الْتِقَاءَ هَمْزَتَيْنِ، فَخَفَّفُوا الأَخيرةَ مِنْهُمَا كَمَا يُخَفَّف جائئٌ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ، وكَرِهوا أَن تَكُونَ عِلَّتهُ مِثْلَ عِلَّةِ جائِئٍ لأَن تِلْكَ الْهَمْزَةَ زَائِدَةٌ، وَهَذِهِ أَصلية، فَفَرُّوا بِخَطايا إِلَى يَتَامى، وَوَجَدُوا لَهُ فِي الأَسماء الصَّحِيحَةِ نَظِيراً، وَذَلِكَ مِثْلُ: طاهرٍ وطاهِرةٍ وطَهارَى. وَقَالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّحْوِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ

، قَالَ: الأَصل فِي خَطَايَا كَانَ خَطايُؤاً، فَاعْلَمْ، فَيَجِبُ أَن يُبْدَل مِنْ هَذِهِ الْيَاءِ همزةٌ فَتَصِيرُ خَطائِيَ مِثْلَ خَطاعِعَ، فَتَجْتَمِعُ هَمْزَتَانِ، فقُلِبت الثَّانِيَةُ يَاءً فَتَصِيرُ خَطائِيَ مِثْلَ خَطَاعِيَ، ثُمَّ يَجِبُ أَن تُقْلب الْيَاءُ وَالْكَسْرَةُ إِلَى الْفَتْحَةِ والأَلف فَيَصِيرُ خَطاءا مَثَلَ خَطاعا، فَيَجِبُ أَن تُبْدَلَ الْهَمْزَةُ يَاءً لِوُقُوعِهَا بَيْنَ أَلِفَيْنِ، فَتَصِيرُ خَطايا، وَإِنَّمَا أَبدلوا الْهَمْزَةَ حِينَ وَقَعَتْ بَيْنَ أَلِفَيْنِ لأَنَّ الْهَمْزَةَ مُجانِسَة لِلْأَلِفَاتِ، فَاجْتَمَعَتْ ثَلَاثَةُ أَحرف مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ؛ قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَا مَذْهَبُ سِيبَوَيْهِ. الأَزهري فِي الْمُعْتَلِّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ*، قَالَ: قرأَ بَعْضُهُمْ خُطُؤَات الشَّيطان مِنَ الخَطِيئَةِ: المَأْثَمِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحداً مِنْ قُرّاء الأَمصار قرأَه بِالْهَمْزَةِ وَلَا مَعْنَى لَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ

؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ: أَنّ خَطِيئَته قولهُ: إِنَّ سارةَ أُخْتِي، وقولهُ: بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ؛ وقولهُ: إِنِّي سَقِيمٌ. قَالَ: وَمَعْنَى خَطيئتِي أَن الأَنبياء بَشَرٌ، وقَد يَجُوزُ أَن تَقَع عَلَيْهِمُ الخَطِيئةُ إلَّا أَنهم، صلواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لَا تَكُونُ مِنْهُمُ الكَبِيرةُ لأَنهم مَعْصُومُونَ، صَلواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجمعين. وَقَدْ أَخْطَأَ وخَطِئَ، لغَتان بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

ص: 67

يَا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا

أَي إذْ أَخْطَأْنَ كاهِلا؛ قَالَ: وَوَجْهُ الكَلامِ فِيهِ: أَخْطَأْنَ بالأَلف، فَرَدَّهُ إِلَى الثُّلَاثِيِّ لأَنه الأَصل، فَجَعَلَ خَطِئنَ بِمَعْنَى أَخْطَأْنَ، وَهَذَا الشِّعْرُ عَنَى بِهِ الخَيْلَ، وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَهَا ذِكْر، وَهَذَا مِثْلَ قَوْلِهِ عز وجل: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ. وَحَكَى أَبو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ عَنْ أَبي زَيْدٍ: أَخْطَأَ خاطِئةً، جاءَ بِالْمَصْدَرِ عَلَى لَفْظِ فاعِلةٍ، كالعافيةِ والجازيةِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ

. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، أَنهم نَصَبُوا دَجاجةً يَتَرامَوْنَها وَقَدْ جَعلُوا لِصاحِبها كُلَّ خاطئةٍ مِنْ نَبْلِهم

، أَي كُلَّ واحِدةٍ لَا تُصِيبُها، والخاطَئةُ هَهُنَا بِمَعْنَى المُخْطِئة. وقولُهم: مَا أَخْطَأَه إِنَّمَا هُوَ تَعَجُّبٌ مِن خَطِئَ لَا مِنْ أَخطَأَ. وَفِي المَثل: مَعَ الخَواطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ، يُضْرَبُ لِلَّذِي يُكثر الخَطَأَ ويأْتي الأَحْيانَ بالصَّواب. وَرَوَى ثَعْلَبٌ أَن ابنَ الأَعرابي أَنشده:

وَلَا يَسْبِقُ المِضْمارَ، فِي كُلِّ مَوطِنٍ،

مِنَ الخَيْلِ عِنْدَ الجِدِّ، إلَّا عِرابُها

لِكُلِّ امْرئٍ مَا قَدَّمَتْ نَفْسُه له،

خطاءَاتُها، إذا أَخْطأَتْ، أَو صَوابُها «1»

وَيُقَالُ: خَطِيئةُ يومٍ يمُرُّ بِي أَن لَا أَرى فِيهِ فُلَانًا، وخَطِيئةُ لَيْلةٍ تمُرُّ بِي أَن لَا أَرى فُلَانًا فِي النَّوْم، كَقَوْلِهِ: طِيل لَيْلَةٍ وَطِيلُ يَوْمٍ «2»

خفأ: خَفَأَ الرَّجُلَ خَفْأً: صَرَعَه، وَفِي التَّهْذِيبِ: اقْتَلعه وضَرب بِهِ الأَرضَ. وخَفَأَ فُلَانٌ بَيْتَه: قوَّضَه وأَلْقاه.

خلأ: الخِلاءُ فِي الإِبل كالحِرانِ فِي الدَّوابِّ. خَلأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خَلْأ وخِلاءً، بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ، وخُلُوءاً، وَهِيَ خَلُوءٌ: بَرَكَتْ، أَو حَرَنَتْ مِنْ غَيْرِ علةٍ؛ وَقِيلَ إِذَا لَمْ تَبْرَحْ مَكانَها، وَكَذَلِكَ الجَمَلُ، وَخَصَّ بعضُهم بِهِ الإناثَ مِنَ الْإِبِلِ، وَقَالَ فِي الْجَمَلِ: أَلَحَّ، وَفِي الْفَرَسِ: حَرَنَ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ: خَلأَ؛ يُقَالُ: خَلأَتِ الناقةُ، وأَلَحَّ الجَمَلُ، وحَرَنَ الفرسُ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن نَاقَةِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، خَلأَتْ بِهِ يومَ الحُدَيْبِية، فَقَالُوا: خَلأَتِ القَصْواءُ؛ فَقَالَ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: مَا خَلأَتْ، وَمَا هُو لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَها حابِسُ الفِيلِ.

قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ نَاقَةً:

بآرِزةِ الفَقارةِ لَمْ يَخُنْها

قِطافٌ فِي الرِّكاب، وَلَا خِلاءُ

وقال الرَّاجِزُ يَصِفُ رَحَى يَدٍ فاسْتعارَ ذَلِكَ لَهَا:

بُدِّلْتُ، مِن وَصْلِ الغَوانِي البِيضِ،

كَبْداءَ مِلْحاحاً عَلَى الرَّضيضِ،

تَخْلأُ إلَّا بيدِ القَبِيضِ

القَبِيضُ: الرَّجلُ الشديدُ القَبْضِ عَلَى الشَّيْءِ؛ والرَّضِيضُ: حِجارةُ المَعادِن فِيهَا الذهبُ وَالْفِضَّةُ؛ والكَبْداءُ الضَخْمةُ الوَسطِ: يَعْنِي رَحًى تَطْحَنُ حجارةَ المَعْدِنِ؛ وتَخْلَأُ: تَقُومُ فَلَا تَجْرِي. وخَلَأَ الإنسانُ يَخْلأُ خُلُوءاً: لَمْ يَبْرَحْ مكانَه، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: خَلَأَتِ الناقةُ تَخْلأُ خِلاءً، وَهِيَ ناقةٌ خالِئٌ بِغَيْرِ هَاءٍ، إِذَا بَرَكَتْ فَلَمْ تَقُمْ، فَإِذَا قَامَتْ وَلَمْ تَبْرَحْ قِيلَ: حَرَنَتْ تَحْرُنُ حِراناً، وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ: والخِلاءُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلنَّاقَةِ، وأَكثر مَا يكون

(1). قوله [خطاءاتها] كذا بالنسخ والذي في شرح القاموس خطاءتها بالإفراد ولعل الخاء فيهما مفتوحة.

(2)

. قوله [كقوله طيل ليلة إلخ] كذا في النسخ وشرح القاموس.

ص: 68