المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وأَنشد: إِذَا مَا رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ … إِلَى رَمْلِها، - لسان العرب - جـ ١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة الناشر]

- ‌تَرْجَمَة الْمُؤلف رحمه الله

- ‌مُقَدّمَة الطبعة الأولى

- ‌مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

- ‌بَاب تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة

- ‌بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌ا

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الدال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ب

- ‌حرف الباء

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي المعجمة

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضأب

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: وأَنشد: إِذَا مَا رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ … إِلَى رَمْلِها،

وأَنشد:

إِذَا مَا رأَتْ، شَمْساً، عَبُ الشمسِ شَمَّرَتْ

إِلَى رَمْلِها، والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُها «1»

قَالَا: نَسَبُهُ إِلَى عَبِ الشَّمْسِ، وَهُوَ ضَوْءُها. قَالَا: وأَما عَبْدُ شَمْسٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَغَيْرُ هَذَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ هُمْ عَبُ الشَّمْسِ ورأَيت عبَ الشَّمْسِ وَمَرَرْتُ بِعَبِ الشَّمْسِ، يُرِيدُونَ عبدَ شَمْسٍ. قَالَ: وأَكثر كَلَامِهِمْ رأَيت عبدَ شَمْسٍ، وأَنشد الْبَيْتَ:

إِذَا مَا رأَت، شَمْسًا، عَبُ الشمسِ شمَّرت

قَالَ: وعَبُ الشَّمْسِ ضَوْءُها. يُقَالُ: مَا أَحْسَنَ عبَها أَي ضَوْءَها. قَالَ: وَهَذَا قَوْلُ بَعْضِ النَّاسِ، وَالْقَوْلُ عِنْدِي مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ إِنه فِي الأَصل عَبْدُ شَمْسٍ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ: هَذَا بَلْخَبِيثة وَمَرَرْتُ بِبَلْخَبيثة. وَحُكِيَ عَنْ يُونُسَ: بَلْمُهَلَّب، يُرِيدُ بَنِي المُهَلَّبِ. قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَبُّ شَمْسٍ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ، يُرِيدُ عَبدَ شَمس. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَةِ عَبَا: وعبُ الشَّمْسِ: ضوءُها، نَاقِصٌ مِثْلُ دَمٍ، وَبِهِ سمي الرجل.

عدأ: العِنْدَأوةُ: العَسَرُ والالْتِواءُ يَكُونُ فِي الرِّجل. وَقَالَ اللِّحْياني: العِنْدَأْوة: أَدْهَى الدّواهِي. قَالَ: وَقَالَ بَعْضُهُمُ العِنْدَأْوةُ: المَكْرُ والخَدِيعةُ، وَلَمْ يَهْمِزْهُ بَعْضُهُمْ. وَفِي الْمَثَلِ: إنَّ تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوةً أَي خِلافاً وتَعَسُّفاً، يُقَالُ هَذَا للمُطْرِقِ الدَّاهِي السِّكِّيت والمُطاوِلِ ليَأْتِيَ بداهِيةٍ ويَشُدَّ شدّةَ لَيْثٍ غَيْرِ مُتَّقٍ. والطِّرِّيقة: الِاسْمُ مِنَ الإِطْراقِ، وَهُوَ السُّكُونُ والضَّعْفُ واللِّين. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ بناءٌ عَلَى فِنْعلوةٍ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ مِنْ العَداءِ، وَالنُّونُ وَالْهَمْزَةُ زَائِدَتَانِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: عِنْدَأْوةٌ فِعْلَلْوَةٌ، والأَصل قَدْ أُمِيتَ فِعْلُه، وَلَكِنْ أَصحاب النَّحْوِ يَتَكَلَّفُونَ ذَلِكَ باشتِقاقِ الأَمْثِلة مِنَ الأَفاعِيل، وَلَيْسَ فِي جَمِيعِ كَلَامِ الْعَرَبِ شيءٌ تَدْخُلُ فِيهِ الْهَمْزَةُ وَالْعَيْنُ فِي أَصل بِنَائِهِ إلَّا عِنْدَأْوةٌ وإمَّعَةٌ وعَباءٌ وعفاءٌ وعَماءٌ، فأَما عَظاءةٌ فَهِيَ لُغَةٌ فِي عَظايةٍ، وإعاءٌ لُغَةٌ فِي وعاءٍ. وَحَكَى شَمِرٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي: نَاقَةٌ عِنْدَأْوةٌ وقِنْدَأْوةٌ وسِنْدَأْوةٌ أَي جَرِيئةٌ.

‌فصل الغين المعجمة

غبأ: غَبَأَ لَهُ يَغْبَأُ غَبْأً: قَصَدَ، وَلَمْ يَعْرِفْهَا الرِّياشي بالغين المعجمة.

غرقأ: الغِرقئُ: قِشْر البَيض الَّذِي تَحْتَ القَيْضِ. قَالَ الفرّاءُ: هَمْزَتُهُ زَائِدَةٌ لأَنه مِنَ الغَرَق، وَكَذَلِكَ الْهَمْزَةُ فِي الكِرْفِئَةِ والطِّهْلِئةِ زَائِدَتَانِ.

‌فصل الفاء

فأفأ: الفَأْفاءُ، عَلَى فَعْلالٍ: الَّذِي يُكْثِر ترْدادَ الْفَاءِ إِذَا تَكلَّم. والفَأْفأَةُ: حُبْسةٌ فِي اللِّسَانِ وغَلَبة الْفَاءِ عَلَى الْكَلَامِ. وَقَدْ فَأْفَأَ. ورَجل فَأْفأٌ وفَأْفَاءٌ، يُمَدُّ وَيُقْصَرُ، وامرأَة فَأْفَأَةٌ، وَفِيهِ فَأْفَأَة. اللَّيْثُ: الفأْفَأَةُ فِي الْكَلَامِ، كأَنَّ الفاءَ يَغْلِبُ عَلَى اللِّسان، فَتَقُولُ: فَأْفَأَ فُلَانٌ فِي كَلَامِهِ فَأْفَأَةً. وَقَالَ الْمُبَرِّدُ: الفَأْفأَةُ: التَّرْدِيدُ فِي الفاءِ، وَهُوَ أَن يَتَرَدَّدَ فِي الْفَاءِ إِذَا تَكَلَّمَ.

فتا: مَا فَتِئْتُ وَمَا فَتَأْتُ أَذكره: لُغَتان، بِالْكَسْرِ والنصب. فَتَأَهُ فَتْأً وفُتُوءاً وَمَا أَفْتَأْتُ، الأَخيرة تَمِيميَّة، أَي مَا بَرِحْتُ وَمَا زِلْتُ، لَا يُسْتَعْمَل إلَّا فِي النَّفْي، وَلَا يُتَكَلَّم بِهِ إلَّا مَعَ الجَحْد، فَإِنِ استُعْمل بِغَيْرِ مَا وَنَحْوِهَا فَهِيَ مَنْوِيَّة عَلَى حَسَبِ مَا تَجيءُ عَلَيْهِ أَخَواتُها. قَالَ: وَرُبَّمَا حذفتِ العَرَبُ

(1). قوله [والجرهميّ] بالراء وسيأتي في عمد باللام وهي رواية ابن سيدة.

ص: 119

حَرْفَ الجَحْدِ مِنْ هَذِهِ الأَلفاظ، وَهُوَ مَنْوِيٌّ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: قالُوا تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ

، أَي مَا تَفْتَأُ. وقولُ ساعِدةَ بْنِ جُؤَيَّةَ:

أَنَدّ مِنْ قارِبٍ، رُوحٍ قَوائمهُ،

صُمٍّ حَوافِرُه، مَا يَفْتَأُ الدَّلَجَا

أَراد مَا يَفْتَأُ مِنَ الدَّلَجِ، فَحَذف وأَوْصَلَ. وَرُويَ عَنْ أَبي زَيْدٍ قَالَ: تَمِيمٌ تَقُولُ أَفْتَأْتُ، وَقَيْسٌ وَغَيْرُهُمْ يَقُولُونَ فَتِئْتُ. تَقُولُ: مَا أَفْتَأْتُ أَذكره إفْتاءً، وَذَلِكَ إِذَا كُنْتَ لَا تزالُ تَذْكره. وَمَا فَتِئْت أَذكره أَفْتَأُ فَتْأً. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب فَتِئْتُ عَنِ الأَمر أَفْتَأُ إِذا نَسِيتَه وانْقَدَعْتَ «1» .

فثأ: فَثَأَ الرجُلَ وفَثَأَ غَضَبَه يَفْثَؤُه فَثْأً: كَسَرَ غَضَبَه وسَكَّنه بقَول أَو غَيْره. وَكَذَلِكَ: فَثَأْتُ عَنِّي فُلَانًا فَثْأً إِذَا كَسَرْتَه عَنْكَ. وفَثِئَ هُوَ: انْكَسَرَ غضَبُه. وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثُؤُها فَثْأً وفُثُوءا، الْمَصْدَرَانِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: سَكَّن غَلَيانَها كَثَفأَها. وفَثَأَ الشيءَ يَفْثَؤُه فَثْأً: سَكَّنَ بَرْدَه بالتَّسْخِين. وفَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذَا سَخَّنْتَه، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا سَخَّنْتَه. وفَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثُوءاً: كَسَرَتْ بَرْدَه. وفَثَأَ القِدْرَ: سكَّن غَلَيانَها بماءٍ بارِدٍ أَو قَدْحٍ بالمِقْدحة. قَالَ الجَعْدِيُّ:

تَفُورُ عَلَيْنا قِدْرُهم، فَنُدِيمُها

ونَفْثَؤُها عَنَّا، إِذَا حَمْيُها غَلَا

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْكُمَيْتِ. وفَثَأَ اللبنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذَا أُغْليَ حَتَّى يَرْتَفِعَ لَهُ زُبْدٌ ويَتَقَطَّعَ، فَهُوَ فاثِئٌ. وَمِنْ أَمثالهم فِي اليَسِير مِنَ البرِّ: إنَّ الرَّثيئَة تَفْثَأُ الغَضَبَ، وأَصله أَنَّ رَجُلًا كَانَ غَضِبَ عَلَى قَوْمٍ، وَكَانَ مَعَ غَضَبِه جَائِعًا، فَسَقَوْه رَثِيئةً، فَسكَن غَضَبُه وكَفَّ عَنْهُمْ. وَفِي حَدِيثِ

زيادٍ: لَهُوَ أَحبُّ إِلَيَّ مِنْ رَثِيئةٍ فُثِئَتْ بسُلالةٍ

أَي خُلِطَتْ بِهِ وكُسِرَتْ حِدَّتُه. والفَثْءُ: الكَسْر، يُقَالُ: فَثَأْتُه أَفْثَؤُه فَثْأً. وأَفْثَأَ الحَرُّ: سكَنَ وفَتَرَ. وفَثَأَ الشيءَ عَنْهُ يَفْثَؤُه فَثْأً: كَفَّه. وعَدا الرجلُ حَتَّى أَفْثَأَ أَي حَتَّى أَعْيا وانْبَهَرَ وفَتَرَ، قَالَتِ الخَنساء:

أَلا مَنْ لِعَيْنٍ لَا تَجِفُّ دُموعُها،

إِذَا قُلْتُ أَفْثَتْ، تَسْتَهِلُّ، فَتَحْفِلُ

أَرادت أَفْثَأَتْ، فَخَفَّفَتْ.

فجأ: فَجِئَه الأَمْرُ وفَجَأَه، بِالْكَسْرِ وَالنَّصْبِ، يَفْجَؤُه فَجْأً وفُجَاءةً، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، وافْتَجَأَه وفاجأَه يُفاجئُه مُفَاجأَةً وفِجاءً: هَجَم عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَن يَشْعُر بِهِ، وَقِيلَ: إِذَا جَاءَهُ بَغْتةً مِنْ غَيْرِ تَقَدُّمِ سَبَبٍ. وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

كأَنهُ، إِذْ فاجأَه افْتِجاؤُهُ،

أَثْناءُ لَيْلٍ، مُغْدِفٍ أَثْناؤُهُ

وَكُلُّ مَا هَجَمَ عَلَيْكَ مِنْ أَمر لَمْ تَحْتَسِبْهُ فَقَدَ فَجأَك. ابْنُ الأَعرابي: أَفْجَأَ إِذَا صادَفَ صَدِيقَه عَلَى فَضِيحةٍ. الأَصمعي: فَجِئَتِ الناقةُ: عَظُمَ بَطْنُها، وَالْمَصْدَرُ الفَجَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ. والفُجاءةُ: أَبو قَطَرِيٍّ المازِنِيِّ. ولَقِيتُه فُجاءةً، وضَعُوه موضعَ الْمَصْدَرِ وَاسْتَعْمَلَهُ ثَعْلَبٌ بالأَلف وَاللَّامِ ومَكَّنهُ، فَقَالَ: إِذَا قُلْتَ خَرَجتُ فَإِذَا زيْدٌ، فهذا هو

(1). قوله [وانقدعت] كذا هو في المحكم أيضاً بالقاف والعين لا بالفاء والغين.

ص: 120

الفُجاءةُ، فَلَا يُدْرَى أَهو مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ، أَو هُوَ مِنْ كَلَامِهِ. والفُجاءةُ: مَا فاجأَكَ. ومَوْتُ الفُجاءةِ: مَا يَفْجَأُ الإِنسانَ مِنْ ذَلِكَ، وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ، وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَسُكُونِ الْجِيمِ مِنْ غَيْرِ مَدٍّ على المرّة.

فرأ: الفَرَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: حمارُ الوَحْشِ، وَقِيلَ الفَتيُّ مِنْهَا. وَفِي الْمَثَلِ: كلُّ صَيْدٍ فِي جَوْفِ الفَرَإِ «1» . وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن أَبا سُفْيَانَ استأْذَنَ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فحَجَبَه ثُمَّ أَذِن لَهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا كِدْتَ تأْذَنُ لِي حَتَّى تأْذَنَ لحِجارة الجُلْهُمَتَينِ. فَقَالَ: يَا أَبا سفيانَ أَنت كَمَا قَالَ القائلُ: كلُّ الصَّيْدِ فِي جَوْفِ الفَرَإ

، مَقْصُورٌ، وَيُقَالُ فِي جَوْفِ الفَرَاءِ، مَمْدُودٌ، وأَراد النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَالَهُ لأَبي سفيانَ تأَلُّفَه عَلَى الْإِسْلَامِ، فَقَالَ:

أَنتَ فِي الناسِ كحِمارِ الوَحْش فِي الصَّيْدِ

، يعني أَنها كلها مثلهُ. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: مَعْنَاهُ أَنه إِذَا حَجَبَكَ قَنِعَ كُلُّ مَحْجُوبٍ ورَضِي، لأَن كلَّ صَيْدٍ أَقلُّ مِنَ الحِمار الوَحْشِيِّ، فكلُّ صَيْدٍ لِصغَرِه يَدْخُلُ فِي جَوْفِ الْحِمَارِ، وَذَلِكَ أَنه حَجَبَه وأَذِنَ لِغَيْرِهِ. فيُضْرَبُ هَذَا الْمَثَلُ لِلرَّجُلِ يَكُونُ لَهُ حاجاتٌ، مِنْهَا وَاحِدَةٌ كَبِيرَةٌ، فَإِذَا قُضِيَتْ تِلْكَ الكَبيرةُ لَمْ يُبالِ أَن لَا تُقْضى بَاقِي حاجاتِه. وجمعُ الفَرَإ أَفْراء وفِراء، مِثْلُ جَبَلٍ وجبالٍ. قَالَ مَالِكِ بْنِ زُغْبَة الباهليُّ:

بضَرْبٍ، كآذانِ الفِراء فُضُولهُ،

وطَعْنٍ، كإِيزاغِ المخَاض، تَبُورُها

الإِيزاغُ: إِخراجُ البولِ دُفعةً دُفعةً. وتَبُورُها أَي تَخْتَبِرُها. وَمَعْنَى الْبَيْتِ أَنَّ ضَرْبَه يُصَيِّر فِيهِ لَحْماً مُعَلَّقاً كَآذَانِ الحُمُر. وَمَنْ تَرَكَ الْهَمْزَ قَالَ: فَرَا «2» . وَحَضَرَ الأَصمعي وأَبو عَمْرٍو الشيبانيُّ عِنْدَ أَبي السَّمْراء فأَنشده الأَصمعي:

بضربٍ، كَآذَانِ الفِراء فُضُولُهُ.

وطعنٍ كتَشْهاقِ العَفا، هَمَّ بالنَّهْقِ

ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى فَرْوٍ كَانَ بقُربه يُوهِمُ أَنَّ الشَّاعِرَ أَراد فَرْواً، فَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَراد الفَرْوَ. فَقَالَ الأَصمعي: هَكَذَا روايَتُكُم، فأَما قَوْلُهُمْ: أَنْكَحْنا الفَرا فَسَنَرى، فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى التَّخْفِيفِ البَدَليّ موافَقة لسَنَرى لأَنه مثلٌ والأَمثالُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْوَقْفِ، فَلَمَّا سكِّنَت الْهَمْزَةُ أُبدلت أَلفاً لِانْفِتَاحِ مَا قَبْلَهَا. وَمَعْنَاهُ: قَدْ طَلَبْنَا عاليَ الأُمور فسَنَرى أَعمالَنا بعدُ، قَالَ ذَلِكَ ثَعْلَبٌ. وَقَالَ الأَصمعي: يُضْرَبُ مَثَلًا لِلرَّجُلِ إِذَا غُرِّرَ بأَمر فَلَمْ يَرَ مَا يُحِبُّ أَي صَنَعْنا الحَزْم فَآلَ بِنَا إِلَى عاقبةِ سُوء. وَقِيلَ مَعْنَاهُ: أَنَّا قَدْ نَظَرْنا فِي الأَمر فَسَنَنْظُرُ عَمَّا ينكشف.

فسأ: فَسَأَ الثوبَ يَفْسَؤُه فَسْأً وفَسَّأَه فَتَفَسَّأَ: شَقَّه فتَشَقَّقَ. وتفسَّأَ الثوبُ أَي تَقَطَّع وبَلِيَ. وتَفَصَّأَ: مِثْلُهُ. أَبو زَيْدٍ: فَسَأْتُه بالعَصا إِذَا ضَرَبْتَ بِهَا ظهرَه. وفَسَّأْتُ الثَّوْبَ تَفْسئةً وتَفْسِيئاً: مَدَدْتُه حَتَّى تَفَزَّر. وَيُقَالُ: مَا لَكَ تَفْسأُ ثوبَك؟ وفَسَأَه يَفْسَؤُه فَسْأً: ضَرَبَ ظهرَه بالعَصا. والأَفْسَأُ: الأَبْزَخُ، وَقِيلَ هُوَ الَّذِي خَرج صدْرُه ونَتَأَتْ خَثْلَتُه، والأُنثى فَسْآءُ.

(1). قوله [في المثل إلخ] ضبط الفرأ في المحكم بالهمز على الأَصل وكذا في الحديث.

(2)

. قوله [ومن ترك الهمز إلخ] انظر بم تتعلق هذه الجملة.

ص: 121

والأَفْسأُ والمَفسُوءُ: الَّذِي كأَنه إِذَا مشَى يُرَجِّعُ اسْتَه. ابْنُ الأَعرابي: الفَسَأُ دُخول الصُّلْب، والفَقَأُ خُروجُ الصَدْر؛ وَفِي وَرِكَيْه فَسَأٌ. وأَنشد ثَعْلَبٌ:

قَدْ حَطَأَتْ أُمُّ خُثَيْمِ بأَدَنّ

«3» بِخارِج الخَثْلةِ، مَفْسوءِ القَطَنْ

وَفِي التَّهْذِيبِ:

بِناتِئِ الجَبْهةِ، مَفْسُوءِ القَطَنْ

عَدَّى حَطَأَتْ بِالْبَاءِ لأَنّ فِيهِ مَعْنَى فازَتْ أَو بَلَّتْ، وَيُرْوَى خَطَأَتْ، وَالِاسْمُ، مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، الفَسَأُ. وتفاسَأَ الرَّجل تفاسُؤًا، بِهَمْزٍ وَغَيْرِ هَمْزٍ: أَخرج عَجيزَته وَظَهْرَهُ.

فشأ: تَفَشَّأَ الشيءُ تَفَشُّؤًا: انتَشَر. أَبو زَيْدٍ: تَفَشَّأَ بِالْقَوْمِ المرضُ، بِالْهَمْزِ، تَفَشُّؤًا إِذَا انْتَشَر فِيهِمْ، وأَنشد:

وأَمْرٌ عظيمُ الشَّأْنِ، يُرْهَبُ هَوْلُهُ،

ويَعْيا بِهِ مَنْ كَانَ يُحْسَبُ راقِيا

تَفَشَّأَ إخْوانَ الثِّقَاتِ، فعَمَّهُم،

فأَسْكَتُّ عنِّي المُعْوِلات البواكِيا

ابْنُ بُزُرْجَ: الفَشْءُ: مِنَ الْفَخْرِ مِنْ أَفْشَأْتُ، وَيُقَالُ فَشَأْتُ.

فصأ: قَالَ فِي تَرْجَمَةِ فسأَ: تَفَسَّأَ الثَوْبُ أَي تَقَطَّعَ وبَلِيَ، وتَفَصَّأَ: مِثْلُهُ.

فضأ: أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي فِي بَابِ الْهَمْزِ: أَفْضَأْتُ الرجلَ أَطْعَمْته. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَنكر شَمِرٌ هَذَا الْحَرْفَ، قَالَ: وحَقَّ لَهُ أَن يُنْكِرَه لأَنّ الصوابَ أَقْضَأْته، بِالْقَافِ، إِذَا أَطعمتَه. وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

فطأ: الفَطَأُ: الفَطَسُ. والفُطْأَةُ: الفُطْسةُ. والأَفْطَأُ: الأَفْطَس. ورجلٌ أَفْطَأُ: بَيِّنُ الفَطَإ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: أَنه رأَى مُسَيْلِمَة أَصْفَر الْوَجْهِ أَفْطَأَ الأَنْفِ دَقِيقَ الساقَيْن.

والفَطَأُ والفُطْأَةُ: دخُولُ وسَطِ الظَّهْر، وَقِيلَ: دخُول الظَّهْرِ وخُروجُ الصَّدْرِ. فَطِئَ فَطَأً، وَهُوَ أَفْطَأُ، والأُنثى فَطْآءُ، وَاسْمُ الْمَوْضِعِ الفُطْأَةُ، وَبَعِيرٌ أَفْطَأُ الظَّهْرِ، كَذَلِكَ. وفَطِئَ الْبَعِيرُ إِذَا تَطامَن ظَهْرُه خِلْقةً. وفَطَأَ ظَهْرَ بَعِيرِهِ: حَمَلَ عليهِ ثِقْلًا فاطْمَأَنّ وَدَخَلَ. وتَفَاطَأَ فُلَانٌ، وَهُوَ أَشدُّ مِنَ التَّقاعُس، وتفاطأَ عَنْهُ: تأَخَّر. والفَطَأُ فِي سَنامِ البعِير. بَعيرٌ أَفْطَأُ الظَّهْرِ. والفعلُ فَطِئَ يَفْطَأُ فَطَأً. وفَطَأَ ظهرَه بِالْعَصَا يَفْطَؤُه فَطْأً: ضَرَبَهُ، وَقِيلَ هُوَ الضَّرْبُ فِي أَي عُضْوٍ كَانَ. وفَطَأَه: ضرَبه عَلَى ظَهْرِهِ، مِثْلُ حَطَأَه. أَبو زَيْدٍ: فَطأْتُ الرجلَ أَفْطَؤُه فَطْأً إِذَا ضَرَبْتَهُ بعَصاً أَو بظَهْر رجْلِك. وفَطَأَ بِهِ الأَرضَ: صَرَعه. وفَطَأَ بسَلْحه: رَمَى بِهِ، وَرُبَّمَا جاءَ بِالثَّاءِ. وفَطَأَ الشيءَ: شَدخَه. وفَطَأَ بِهَا: حَبَقَ. وفَطَأَ المرأَة يَفْطَؤُها فَطْأً: نَكَحَها. وأَفْطَأَ الرجلُ إِذَا جامَعَ جِماعاً كَثِيرًا. وأَفْطَأَ إِذَا اتَّسَعَت حالهُ. وأَفْطَأَ إِذَا سَاءَ خُلُقه بَعْدَ حُسْنٍ.

(3). قوله [بأدن] هو بالدال المهملة كما في مادة د ن ن ووقع في مادة ح ط أبالذال المعجمة تبعاً لما فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ.

ص: 122

وَيُقَالُ تَفَاطَأَ فُلَانٌ عَنِ القوم بعد ما حَمَلَ عَلَيْهِمْ تَفاطُؤاً وَذَلِكَ إِذَا انْكسر عَنْهُمْ ورجَعَ، وتَبازَخَ عَنْهُمْ تَبازُخاً فِي معناها.

فقأ: فَقَأَ العَينَ والبَثْرةَ وَنَحْوَهُمَا يَفْقَؤُهما فَقْأً وفَقَّأَها تَفْقِئةً فانْفَقَأَتْ وتَفَقَّأَتْ: كسَرَها. وَقِيلَ قَلعها وبَخَقَها، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَوْ أَنّ رَجُلًا اطَّلعَ فِي بَيتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إذْنهم ففَقَؤُوا عينَه لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ شَيْءٌ

، أَي شَقوها. والفَقْءُ: الشَّقُّ والبَخْصُ. وَفِي حَدِيثِ

مُوسَى عليه السلام: أَنه فَقَأَ عينَ مَلَكِ الموْتِ.

وَمِنْهُ الحديثُ:

كأَنما فُقِئَ فِي وجهِه حَبُّ الرُّمَّانِ

، أَي بُخِصَ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ رضي الله عنه: تَفَقَّأَتْ

أَي انْفَلَقَتْ وانْشَقَّتْ. وَمِنْ مَسَائِلِ الْكِتَابِ: تَفَقَأْتُ شَحْماً، بِنَصْبِهِ عَلَى التَّمْيِيزِ، أَي تَفَقَّأَ شَحْمِي، فنُقِل الْفِعْلُ فَصَارَ فِي اللَّفْظِ لَيٌّ، فَخَرَجَ الْفَاعِلُ، فِي الأَصل، مميِّزاً، وَلَا يَجُوزُ عَرَقاً تَصَبَّبتُ، وَذَلِكَ أَن هَذَا الْمُمَيِّزُ هُوَ الْفَاعِلُ فِي الْمَعْنَى، فَكَمَا لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْفَاعِلِ عَلَى الْفِعْلِ كَذَلِكَ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُ الْمُمَيِّزِ، إِذْ كَانَ هُوَ الْفَاعِلَ فِي الْمَعْنَى، عَلَى الْفِعْلِ؛ هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّي. وَقَالَ وَيُقَالُ لِلضَّعِيفِ الْوَادِعُ: إِنَّهُ لَا يُفَقِّئُ البيضَ. اللَّيْثُ: انْفَقَأَتِ العَينُ وانْفَقَأَتِ البَثْرةُ، وَبَكَى حَتَّى كَادَ يَنْفَقِئُ بطنُه: يَنْشَقُّ. وَكَانَتِ الْعَرَبُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا بَلغ إبلُ الرَّجُلِ مِنْهُمْ أَلفاً فَقَأَ عينَ بعِير مِنْهَا وسرَّحَه حَتَّى لَا يُنْتَفَع بِهِ. وأَنشد:

غَلَبْتُكَ بالمُفَقِّئِ والمُعَنَّى،

وبَيْتِ المُحْتَبي والخافِقاتِ

قَالَ الأَزهري: لَيْسَ مَعْنَى المُفَقِّئِ، فِي هَذَا الْبَيْتِ، مَا ذَهَب إِلَيْهِ اللَّيْثُ، وَإِنَّمَا أَراد بِهِ الْفَرَزْدَقُ قَوْلَهُ لِجَرِيرٍ:

ولستَ، وَلَوْ فَقَّأْتَ عَيْنَكَ، وَاجِدًا

أَباً لَكَ، إنْ عُدَّ المَساعي، كدارِمِ

وتَفَقَّأَتِ البُهْمَى تَفَقُّؤاً: انْشَقَّتْ لَفائفُها عَنْ نَوْرِها. وَيُقَالُ: فَقَأَت فَقْأً إِذَا تشقَّقت لفائفُها عَنْ ثَمرَتها. وتَفَقَّأَ الدُّمَّلُ والقَرْحُ وتَفَقَّأَتِ السحابةُ عَنْ مَائِهَا: تَشَقَّقتْ. وتَفَقَّأَت: تَبَعَّجَت بِمَائِهَا. قَالَ ابْنُ أَحمر:

تَفَقَّأَ فَوْقَهُ القَلَعُ السَّوارِي،

وجُنَّ الخازِبازِ بِهِ جُنُونا

الخازِبازِ: صَوْتُ الذُّباب، سُمِّيَ الذُّباب بِهِ، وَهُمَا صَوْتَانِ جُعِلا صَوْتًا وَاحِدًا لأَن صَوْتَهُ خازِبازِ، وَمَنْ أَعْرَبه نَزَّله مَنْزِلَةَ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ فَقَالَ: خازِبازُ. وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ تَفَقَّأَ فوقَه، عائدةٌ عَلَى قَوْلِهِ بِهَجْلٍ فِي الْبَيْتِ الَّذِي قَبْلَهُ:

بهَجْلٍ مِن قَساً ذَفِرِ الخُزامَى

«1» ، تَهادَى الجِرْبِياءُ بِهِ الحَنِينا

يَعْنِي فَوْقَ الهَجْل. والهَجْلُ: هُوَ المُطْمئِنُّ مِنَ الأَرض. والجِرْبِياء: الشَّمالُ. وَيُقَالُ: أَصابَتْنا فَقْأَةٌ أَي سَحَابَةٌ لَا رَعْدَ فِيهَا وَلَا بَرْقَ ومَطَرُها مُتقارِب. والفَقْءُ: السَّابِياءُ الَّتِي تَنْفَقِئُ عَنْ رأْس الْوَلَدِ. وَفِي الصِّحَاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ الْوَلَدِ، والجَمع فُقوءٌ. وَحَكَى كُرَاعٌ فِي جمعِه فاقِياء، قَالَ: وَهَذَا غَلَطٌ لأَن مِثْلَ هَذَا لَمْ يَأْتِ فِي الجَمْعِ. قَالَ: وأُرى الفاقِياء لُغَةً فِي الفَقْء كالسَّابِياء، وأَصله فاقِئاءُ، بالهمز، فكُرِه

(1). قوله [بهجل] سيأتي في قسأ عن المحكم بجوّ.

ص: 123

اجتماعُ الْهَمْزَتَيْنِ لَيْسَ بَيْنَهُمَا إلَّا أَلِفٌ، فقُلِبت الأُولى يَاءً. ابْنُ الأَعرابي: الفُقْأَةُ: جِلْدَةٌ رَقِيقة تَكُونُ عَلَى الأَنف فَإِنْ لَمْ تَكْشِفْها مَاتَ الْوَلَدُ. الأَصمعي: السَّابِياءُ: الْمَاءُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى رَأْسِ الْوَلَدِ. ابْنُ الأَعرابي: السابياءُ: السَّلَى الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الْوَلَدُ. وكَثُر سابِياؤهم العامَ، أَيْ كَثُر نِتاجُهم. والسُّخْد: دَمٌ وَمَاءٌ فِي السَّابِياءِ. والفَقْءُ: الْمَاءُ الَّذِي فِي المَشِيمة، وَهُوَ السُّخْدُ والسُّخْتُ والنُّخْطُ. وناقةٌ فَقْأَى، وَهِيَ الَّتِي يأْخذها داءٌ يُقَالُ لَهُ الحَقْوَةُ فَلَا تَبُولُ وَلَا تَبْعَرُ، وَرُبَّمَا شَرِقَتْ عَرُوقُها ولحمُها بالدَّمِ فانتَفَخَتْ، وَرُبَّمَا انْفَقَأَتْ كَرشُها مِنْ شِدَّةِ انْتِفاخِها، فَهِيَ الفَقِيءُ حِينَئِذٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن عُمَر رضي الله عنه قَالَ فِي ناقةٍ مُنْكَسِرَةٍ: مَا هِيَ بِكَذَا وَلَا كَذَا وَلَا هِيَ بِفَقِيءٍ فَتَشْرَق عُرُوقُها.

الفَقِيءُ: الَّذِي يأْخذه داءٌ فِي البَطْنِ كَمَا وصَفْناه، فَإِنْ ذُبِحَ وطُبِخَ امتَلأَت القِدْرُ مِنْهُ دَمًا، وفَعِيلٌ يُقَالُ لِلذِّكْرِ والأُنثى. والفَقَأُ: خُرُوج الصَّدْر. والفَسَأُ: دُخُولُ الصُّلْب. ابْنُ الأَعرابي: أَفْقَأَ إِذَا انخَسَفَ صَدْرُه مِنْ عِلَّة. والفَقْءُ: نَقْرٌ فِي حَجر أَو غَلْظٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ. وَقِيلَ هُوَ كالحُفْرةِ تَكُونُ فِي وسَط الأَرض. وَقِيلَ: الفَقْءُ كالحُفْرةِ فِي وَسَطِ الحَرَّةِ. والفَقْءُ: الحُفْرَةُ فِي الجَبَل، شَكَّ أَبو عُبَيْدٍ فِي الحُفْرةِ أَو الجُفْرةِ، قَالَ: وَهُمَا سواءٌ. والفَقِيءٌ كالفَقْءِ، وأَنشد ثَعْلَبٌ:

فِي صَدْرهِ مِثلُ الفَقيء المُطْمَئِنّ

وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ مِثْلُ الفُقَيْءِ، عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ. وَجَمْعُ الفَقِيءِ فُقْآنٌ. والمُفَقِّئَة: الأَودية الَّتِي تَشُقُّ الأَرض شَقّاً، وأَنشد لِلْفَرَزْدَقِ:

أَتَعْدِلُ دارِماً بِبَني كُلَيْبٍ،

وتَعْدِلُ، بالمُفَقِّئَةِ، الشِّعابا «1»

والفَقْءُ: مَوْضِعٌ.

فنأ: مالٌ ذُو فَنَإٍ أَي كَثْرة كفَنَعٍ. قَالَ: وأُرَى الْهَمْزَةَ بَدَلًا مِنَ الْعَيْنِ، وأَنشد أَبو العَلاء بَيْتَ أَبي محْجَنٍ الثَّقَفِيِّ:

وَقَدْ أَجُودُ، وَمَا مَالِي بِذي فَنَإٍ،

وأَكْتُمُ السِّرَّ، فِيهِ ضَرْبَةُ العُنُقِ

وَرِوَايَةُ يعقوبَ فِي الأَلفاظ: بِذي فَنَعٍ.

فيأ: الفَيْءُ: مَا كَانَ شَمْسًا فَنَسَخَه الظِّلُّ، وَالْجَمْعُ: أَفْيَاءٌ وفُيُوءٌ. قَالَ الشَّاعِرُ:

لَعَمْرِي، لأَنْتَ البَيتُ أَكْرَمُ أَهْلِهِ،

وأَقْعَدُ فِي أَفْيائِه بالأَصائِل

وفاءَ الفَيْءُ فَيْئاً: تَحوَّلَ. وتَفَيَّأَ فِيهِ: تَظَلَّلَ. وَفِي الصِّحَاحِ: الفَيْءُ مَا بَعْدَ الزوالِ مِن الظلِّ. قَالَ حُمَيْد بْنُ ثَوْر يَصِف سَرْحةً وَكَنَى بِهَا عَنِ امرأَة:

فَلَا الظِّلُّ مِنْ بَرْدِ الضُحَى تَستطيعُه،

وَلا الفَيْءُ مِن بَرْدِ العَشِيِّ تَذُوقُ

وَإِنَّمَا سُمِّيَ الظلُّ فَيْئًا لرُجُوعه مِن جانِب إِلَى جانِب.

(1). مما يستدرك به على المؤلف ما في التهذيب، قيل لِامْرَأَةٍ: إِنَّكِ لَمْ تُحْسِنِي الخرز فافْتَقِئِيهِ أَي أعيدي عليه. يقال: افْتَقَأْتُه أي أعدت عليه، وذلك أن يجعل بَيْنَ الْكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً كَمَا تُخَاطُ البَوَارِيُّ إِذَا أُعِيدَ عليه. والكلبة السَّيْرُ أَوِ الْخَيْطُ فِي الكلبة وَهِيَ مَثْنِيَّةٌ فَتُدْخَلُ فِي مَوْضِعِ الْخَرْزِ وَيُدْخِلُ الْخَارِزُ يَدَهُ فِي الْإِدَاوَةِ ثُمَّ يمد السير والخيط.

ص: 124

قَالَ ابْنُ السِّكِّيت: الظِّل: مَا نَسَخَتْه الشمسُ، والفَيْءُ: مَا نَسَخَ الشمسَ. وَحَكَى أَبو عُبيدةَ عَنْ رُؤْبَةَ، قَالَ: كلُّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشمسُ فَزالتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْءٌ وظِلٌّ، وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الشمسُ فَهُوَ ظِلٌّ. وتَفَيَّأَتِ الظِّلالُ أَي تَقَلَّبَتْ. وَفِي التَّنْزِيلِ العزيز: يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ

. والتَّفَيُّؤُ تَفَعُّلٌ مِنَ الفَيْءِ، وَهُوَ الظِّلُّ بالعَشِيِّ. وتَفَيُّؤُ الظِّلالِ: رجُوعُها بعدَ انْتِصَافِ النَّهَارِ وابْتعاثِ الأَشياءِ ظِلالَها. والتَّفَيُّؤُ لَا يَكُونُ إِلَّا بالعَشِيِّ، والظِّلُّ بالغداةِ، وَهُوَ مَا لَم تَنَلْه الشَّمْسُ، والفَيْءُ بالعَشِيِّ مَا انصَرَفَتْ عَنْهُ الشمسُ، وَقَدْ بَيَّنه حُمَيد بْنُ ثَور فِي وَصْفِ السَّرْحة، كَمَا أَنْشَدْنَاهُ آنِفاً. وتَفَيَّأَتِ الشجرةُ وفَيَّأَتْ وفاءَتْ تَفْيِئةً: كثرَ فَيْؤُها. وتَفَيَّأْتُ أَنا فِي فَيْئِها. والمَفْيُؤَةُ: مَوْضِعُ الفَيْءِ، وَهِيَ المَفْيُوءَةُ، جاءَت عَلَى الأَصل، وَحَكَى الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ: المَفِيئَةَ فيها. الأَزهري، الليث: المَفْيُؤَةُ هي المَقْنُؤَةُ مِنَ الفَيْءِ. وَقَالَ غَيْرُهُ يقال: مَقْنَأَةٌ ومَقْنُؤَةٌ لِلْمَكَانِ الَّذِي لَا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. قَالَ: وَلَمْ أَسمع مَفْيُؤَة بِالْفَاءِ لِغَيْرِ اللَّيْثِ. قَالَ: وَهِيَ تُشْبِهُ الصَّوَابَ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي قَنَأَ أَيضاً. والمَفْيُوءَةُ: هُوَ المَعْتُوه لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ مِنْ طُولِ لُزومِه الظِّلَّ. وفَيَّأَتِ المرأَةُ شَعَرَها: حَرَكَته مِنَ الخُيَلاءِ. والرِّيح تُفَيِّئُ الزَّرْعَ وَالشَّجَرَ: تحرِّكهما. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَثَل المؤْمن كَخَامَةِ الزَّرْعِ تُفَيِّئُها الرِّيحُ مرةَ هُنا وَمَرَّةً هُنَا.

وَفِي رِوَايَةٍ:

كالخامةِ مِنَ الزرعِ مِنْ حَيْثُ أَتَتْها الريحُ تُفَيِّئُها

أَي تُحَرِّكُها وتُمِيلُها يَمِينًا وشِمالًا. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِذَا رأَيتم الفَيْءَ على رؤوسهنَّ، يَعْنِي النساءَ، مِثْل أَسْنِمة البُخْتِ فأَعْلِمُوهنَّ أَن اللَّهَ لَا يَقْبَلُ لهُن صَلَاةً.

شَبَّه رؤُوسهنَّ بأَسْنِمة البُخْت لِكَثْرَةِ مَا وَصَلنَ بِهِ شعورَهنَّ حَتَّى صَارَ عَلَيْهَا مِنْ ذَلِكَ مَا يُفَيِّئُها أَي يُحَرِّكها خُيلاءً وعُجْباً، قَالَ نَافِعُ بْنُ لَقِيط الفَقْعَسِيّ:

فَلَئِنْ بَلِيتُ فَقَدَ عَمِرْتُ كأَنِّني

غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ

وفاءَ: رجَع. وفاءَ إِلَى الأَمْرِ يَفِيءُ وفاءَه فَيْئاً وفُيُوءاً: رَجَع إِلَيْهِ. وأَفاءَهُ غيرُه: رَجَعه. وَيُقَالُ: فِئْتُ إِلَى الأَمر فَيْئاً إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ النَّظَرَ. وَيُقَالُ لِلْحَدِيدَةِ إِذَا كَلَّتْ بَعْدَ حِدَّتِها: فاءَتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

الفَيءُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ

أَي العَطْفُ عَلَيْهِ والرُّجوعُ إِلَيْهِ بالبِرِّ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: أَفَأْتُ فُلَانًا عَلَى الأَمر إِفاءَةً إِذَا أَراد أَمْراً، فَعَدَلْتَه إِلَى أَمْرٍ غَيْرِهِ. وأَفَاءَ واسْتَفاءَ كَفَاءَ. قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

فَأَقْلَعَ مِنْ عَشْرٍ، وأَصْبَحَ مُزْنُه

أَفَاءَ، وآفاقُ السَّماءِ حَواسِرُ

وَيُنْشِدُ:

عَقُّوا بسَهْمٍ، وَلَمْ يَشْعُر بِهِ أَحَدٌ،

ثمَّ اسْتَفاؤُوا، وَقَالُوا حَبَّذا الوَضَحُ

أَي رَجَعوا عَنْ طَلَبِ التِّرَةِ إِلَى قَبُولِ الدِّيَةِ. وفلانٌ سَريعُ الفَيْءِ مِن غَضَبِه. وفاءَ مِنْ غَضَبِه: رَجَعَ، وإِنه لَسَرِيعُ الفَيْءِ والفَيْئَةِ والفِيئَةِ أَي الرُّجوع، الأَخيرتان عَنِ اللِّحيانِي، وإِنه لَحَسَنُ الفِيئَةِ، بِالْكَسْرِ مِثْلُ الفِيقَةِ، أَي حَسَنُ الرُّجوع. وَفِي حَدِيثِ

عائشةَ رضي الله عنها قَالَتْ عَنْ زَيْنَبَ: كلُّ خِلالِها مَحْمُودةٌ مَا عَدَا سَوْرَةً مِنْ حَدٍّ تُسْرِعُ مِنْهَا الفِيئَةَ

؛ الفِيئَةُ، بِوَزْنِ الفِيعَةِ؛ الحالةُ مِنَ الرُّجوعِ

ص: 125

عَنِ الشيءِ الَّذِي يَكُونُ قَدْ لابَسه الإِنسانُ وباشَرَه. وفاءَ المُولِي مِنِ امرأَتِه: كَفَّرَ يَمينَه ورَجَعَ إِلَيْهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

. قَالَ: الفَيْءُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى ثَلَاثَةِ مَعانٍ مَرْجِعُها إِلَى أَصل وَاحِدٍ وَهُوَ الرُّجُوعُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي المُولِين مِن نسائهم: فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

. وَذَلِكَ أَنَّ المُولي حَلَفَ أَنْ لَا يَطَأَ امرأَتَه فجعَل اللهُ مدةَ أَربعةِ أشْهُر بعدَ إِيلائهِ، فإِن جامَعها فِي الأَربعة أَشهر فَقَدْ فاءَ، أَي رَجَعَ عَمَّا حَلَفَ عليهِ مِنْ أَنْ لَا يُجامِعَها، إِلَى جِماعِها، وَعَلَيْهِ لحِنْثِه كَفَّارةُ يَمينٍ، وَإِنْ لَمْ يُجامِعْها حَتَّى تَنْقَضِي أَربعةُ أَشهر مِنْ يَوْمِ آلَى، فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَجَمَاعَةً مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم أَوقعوا عَلَيْهَا تَطْلِيقَةً، وَجَعَلُوا عَنِ الطَّلَاقِ انْقِضاءَ الأَشهر، وخَالفَهم الْجَمَاعَةُ الْكَثِيرَةُ مِنْ أَصْحابِ رَسُول اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهل الْعِلْمِ، وَقَالُوا: إِذَا انْقَضَتْ أَربعةُ أَشهر وَلَمْ يُجامِعْها وُقِفَ المُولي، فَإِمَّا أَنْ يَفِيء أَي يَجامِعُ ويُكفِّرَ، وإِمَّا أَنْ يُطَلِّقَ، فَهَذَا هُوَ الفَيءُ مِنَ الإِيلاءِ، وَهُوَ الرُّجوعُ إِلَى مَا حَلفَ أَنْ لَا يَفْعَلَه. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُكَرَّمِ: وَهَذَا هُوَ نَصُّ التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، فَإِنْ فاؤُ، فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ، فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

. وتَفَيَّأْتِ المرأَةُ لِزَوْجِهَا: تَثَنَّتْ عَلَيْهِ وتَكَسَّرَتْ لَهُ تَدَلُّلًا وأَلْقَتْ نَفْسَها عَلَيْهِ؛ مِنَ الفَيْءِ وَهُوَ الرُّجوع، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي الْقَافِ. قَالَ الأَزهري: وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَالصَّوَابُ تَفَيَّأَتْ، بِالْفَاءِ. وَمِنْهُ قَوْلُ الرَّاجِزِ:

تَفَيَّأَتْ ذاتُ الدَّلالِ والخَفَرْ

لِعابِسٍ، جَافِي الدَّلال، مُقْشَعِرّ

والفَيْءُ: الغَنِيمةُ، والخَراجُ. تَقُولُ مِنْهُ: أَفاءَ اللهُ عَلَى المُسْلِمينَ مالَ الكُفَّارِ يُفِيءُ إِفاءَةً. وَقَدْ تكرَّر فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الفَيْءِ عَلَى اخْتِلاف تَصرُّفِه، وَهُوَ مَا حَصل لِلمُسلِمينَ مِنْ أَموالِ الكُفَّار مِنْ غَيْرِ حَرْب وَلَا جِهادٍ. وأَصْلُ الفَيْءِ: الرُجوعُ، كأَنه كانَ فِي الأَصْل لَهُمْ فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، وَمِنْهُ قِيل للظِّلِّ الَّذِي يَكُونُ بعدَ الزوالِ فَيْءٌ لأَنه يَرْجِعُ مِنْ جانِب الغَرْب إِلَى جَانِبِ الشَّرْق. وَفِي الْحَدِيثِ:

جاءَتِ امرأَةٌ مِن الأَنصار بابْنَتيْنِ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ هَاتَانِ ابْنَتَا فُلانٍ قُتِلَ مَعَكَ يَوْمَ أُحُدٍ، وقد اسْتَفَاءَ عَمُّهما مالَهما ومِراثَهما

، أَي اسْتَرْجَعَ حَقَّهُما مِن المِيراث وجَعَلَه فَيْئاً لَهُ، وَهُوَ اسْتَفْعَلَ مِن الفَيْءِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

عُمر رضي الله عنه: فلَقَدْ رَأَيتُنا نَسْتَفِيءُ سُهْمانَهُما

أَي نأْخُذُها لأَنْفُسِنا ونَقْتَسِمُ بِهَا. وَقَدْ فِئْتُ فَيْئاً واسْتَفَأْتُ هَذَا المالَ: أَخَذْتُه فَيْئاً. وأَفَاءَ اللَهُ عَلَيْهِ يُفِيءُ إِفَاءَةً. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: مَا أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى

. التَّهْذِيبُ: الفَيْءُ مَا رَدَّ اللهُ تَعَالَى علَى أَهْلِ دِينِهِ مِنْ أَمْوالِ مَنْ خالَفَ دِينَه، بِلَا قِتالٍ، إِمَّا بأَنْ يُجْلَوا عَن أَوْطانِهِم ويُخَلُّوها لِلْمُسْلِمِينَ، أَو يُصالِحُوا عَلَى جِزْيَةٍ يُؤَدُّونَها عَن رُؤوسِهم، أَو مالٍ غَيْرِ الجِزْيةِ يَفْتَدُونَ بِهِ مِن سَفْكِ دِمائهم، فَهَذَا المالُ هُوَ الفَيْءُ. فِي كِتَابِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ. أَي لَمْ تُوجِفُوا عَلَيْهِ خَيْلًا وَلَا رِكاباً، نَزَلَتْ فِي أَموال بَنِي النَّضِيرِ حِينَ نَقَضُوا العَهْدَ وجُلُوا عَنْ أَوْطانِهم إِلَى الشَّامِ، فَقَسَمَ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، أَموالَهم مِن النَّخِيل وغَيْرِها فِي الوُجُوه الَّتِي أَراهُ اللَّهُ أَن

ص: 126