الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأَثير: هُوَ نوعٌ مِنَ تَمْرِ الْمَدِينَةِ، منسوبٌ إِلى ابْنِ طابٍ، رجلٍ مِنْ أَهلها. وَفِي حَدِيثِ
جَابِرٍ: وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابنِ طابٍ.
والطِّيَابُ: نَخْلَةٌ بِالْبَصْرَةِ إِذا أَرْطَبَتْ، فَتُؤخّر عَنِ اخْتِرافِها، تَساقَطَ عَنْ نَواه فبَقِيتِ الكِباسَةُ لَيْسَ فِيهَا إِلا نَوًى مُعَلَّقٌ بالتَّفاريق، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ كِبارٌ. قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا اخْتُرِفَتْ وَهِيَ مُنْسَبتَة لَمْ تَتْبَعِ النَّواةُ اللِّحاءَ، وَاللَّهُ أَعلم.
فصل الظاء المعجمة
ظأب: الظَّأْبُ: الزَّجَلُ. والظَّأْبُ والظَّأْمُ، مَهْمُوزَانِ: السِّلْفُ. تَقُولُ: هُوَ ظَأْبُه وظَأْمُه؛ وَقَدْ ظاءَبه وظَاءَمَه، وتَظاءَبا، وتَظاءَما إِذا تَزَوَّجْتَ أَنت امرأَة، وَتَزَوَّجَ هُوَ أُختها. اللِّحْيَانِيُّ: ظاءَبني فُلانٌ مُظاءَبةً، وظاءَمَني إِذا تَزَوَّجْتَ أَنت امرأَة وَتَزَوَّجَ هُوَ أُختها. وفلانٌ ظَأْبُ فلانٍ أَي سلْفُه، وَجَمْعُهُ أَظْؤُبٌ. وحُكي عَنْ أَبي الدُّقَيْشِ فِي جَمْعِهِ ظُؤُوبٌ. والظَّأْبُ: الكلامُ والجَلَبةُ والصَّوْتُ. ابْنُ الأَعرابي: ظَأَب إِذا جَلَّبَ، وظَأَب إِذا تَزَوَّجَ، وظَأَب إِذا ظَلَم. والأَعْرَفُ أَن الظَّأْب السِّلْفُ، مَهْمُوزٌ، وأَن الصوتَ والجَلَبة وصِياحَ التَّيْسِ، كُلُّ ذَلِكَ مَهْمُوزٌ. الأَصمعي قَالَ: سَمِعْتُ ظَأْبَ تَيْسِ فلانٍ وظَأْمَ تيسِه، وَهُوَ صياحُه فِي هِياجِه؛ وأَنشد لأَوْس بْنِ حَجَرٍ:
يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوى زَنِيمُ،
…
لَهُ ظَأْبٌ كَمَا صَخِبَ الغَرِيمُ
قَالَ: وَلَيْسَ أَوْسُ بنُ حَجَر هَذَا هُوَ التَّيْمِيَّ، لأَن هَذَا لَمْ يَجِئْ فِي شِعْرِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا البيت للمُعَلَّى بْنِ جَمالٍ العَبْدي. يَصُوعُ أَي يَسُوقُ ويَجْمَعُ. وعُنُوق: جَمْعُ عَناقٍ، للأُنثى مِنْ وَلد المَعزِ. والأَحْوى: أَراد بِهِ تَيْساً أَسْوَدَ. والحُوَّةُ: سوادٌ يَضْرِبُ إِلى حُمْرةٍ. والزَّنيم: الَّذِي لَهُ زَنَمتانِ في حَلْقه.
ظبب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ
الْبَرَاءِ: فَوَضَعْتُ ظَبِيبَ السَّيْفِ فِي بَطْنِه
؛ قَالَ: قَالَ الحَرْبِيُّ هَكَذَا رُوِي وإِنما هُوَ ظُبَةُ السَّيْفِ، وَهُوَ طَرَفُه، ويُجْمع عَلَى الظُّباةِ والظُّبِينَ. وأَما الضَّبِيبُ، بِالضَّادِ: فسيلانُ الدَّمِ مِنَ الْفَمِ وَغَيْرِهِ. وَقَالَ أَبو مُوسَى إِنما هُوَ بِالصَّادِّ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ.
ظبظب: التَّهْذِيبَ: أَما ظَبَّ فإِنه لَمْ يُستعمل إِلَّا مكرَّراً. والظَّبْظَابُ: كلامُ المُوعِدِ بِشَرٍّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
مُواغِدٌ جاءَ لَهُ ظَبْظابُ
قَالَ: والمُواغِدُ، بِالْغَيْنِ: المُبادِرُ المُتَهَدِّدُ. أَبو عَمْرٍو: ظَبْظَبَ إِذا صَاحَ. وَلَهُ ظَبْظابٌ أَي جَلَبةٌ؛ وأَنشد:
جاءَتْ، معَ الصُّبْحِ، لَهَا ظَبَاظِبُ،
…
فغَشِيَ الذَّارَةَ مِنها عَاكِبُ
ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ مَا بِهِ ظَبْظابٌ أَي مَا بِهِ قَلَبَةٌ. وَقِيلَ: مَا بِهِ شيءٌ مِنَ الوَجَع؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
كأَنَّ بِي سُلًّا، وَمَا بِيَ ظَبْظابْ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده [وَمَا مِنْ ظَبْظَابْ] وَبَعْدَهُ:
بِي، والبِلى أَنْكَرُ تِيكَ الأَوْصابْ
قَالَ ابْنُ بَري: وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى صِحَّةِ السِّلِّ، لأَنَّ الْحَرِيرِيَّ ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ دُرَّة الغَوَّاص، أَنه مِنْ غَلَطِ الْعَامَّةِ، وصوابُه عِنْدَهُ السُّلال. وَلَمْ يُصِبْ
فِي إِنكاره السِّلَّ، لِكَثْرَةِ مَا جاءَ فِي أَشْعار الفُصحاءِ؛ وَقَدْ ذَكَرَهُ سِيبَوَيْهِ فِي كِتَابِهِ أَيضاً. والأَوْصابُ: الأَسقام، الْوَاحِدُ وَصَبٌ. والأَصل فِي الظَّبْظاب بَثْرٌ يَخْرُجُ بَيْنَ أَشفار الْعَيْنِ، وَهُوَ القَمَعُ، يُدَاوى بِالزَّعْفَرَانِ. وَقِيلَ مَا بِهِ ظَبْظابٌ أَي مَا بِهِ عَيْب؛ قَالَ:
بُنَيَّتِي لَيْسَ بِهَا ظَبْظابُ
والظَّبْظابُ: البَثْرة فِي جَفْن الْعَيْنِ، تُدْعَى الجُدْجُدَ؛ وَقِيلَ: هُوَ بَثْرٌ يَخْرُجُ بِالْعَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الظَّبْظابُ الْبَثْرَةُ الَّتِي تَخْرُجُ فِي وُجُوهِ المِلاحِ. والظَّبْظابُ: دَاءٌ يُصِيبُ الإِبلَ. ابْنُ سِيدَهْ: الظَّبْظابُ أَصواتُ أَجْواف الإِبل من شدَّة الْعَطَشِ، حَكَاهَا ابْنُ الأَعرابي. والظَّبْظابُ: الصياحُ والجَلَبة. وظَباظِبُ الغَنم: لَبالِبُها، وَهِيَ أَصواتُها وجَلَبَتُها؛ وَقَوْلُهُ:[جاءَتْ معَ الشَّرْبِ لَهَا ظباظِبُ] يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهِ أَصواتَ أَجواف الإِبل من الْعَطَشِ، وَيَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بِهَا أَصوات مَشْيِهَا؛ وَقَوْلُهُ أَيضاً:[مُواغِدٌ جاءَ لَهُ ظَباظِبُ] فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ بالجَلَبة، وبأَنَّ ظَباظِبَ جمعُ ظَبْظَبَةٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ جَمْعَ ظَبْظابٍ، عَلَى حَذْفِ الياءِ لِلضَّرُورَةِ؛ كَقَوْلِهِ:
والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا
ظرب: الظَّرِبُ، بِكَسْرِ الراءِ: كلُّ مَا نَتأَ مِنَ الْحِجَارَةِ، وحُدَّ طَرَفُه؛ وَقِيلَ: هو الجَبَل المُنْبَسِط؛ وَقِيلَ: هُوَ الجَبَلُ الصَّغِيرُ؛ وَقِيلَ: الرَّوابي الصِّغَارُ، والجمعُ: ظِرابٌ؛ وَكَذَلِكَ فُسِّرَ فِي الْحَدِيثِ:
الشَّمْسُ عَلَى الظِّرَابِ.
وَفِي حَدِيثِ الاستسقاءِ:
اللَّهُمَّ عَلَى الْآكَامِ، والظِّرابِ، وبُطونِ الأَوْدية، والتِّلالِ.
والظِّرابُ: الرَّوابي الصِّغارُ، وَاحِدُهَا ظَرِبٌ، بِوَزْنِ كَتِفٍ، وَقَدْ يُجْمَعَ، فِي الْقِلَّةِ، عَلَى أَظْرُبٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: أَيْنَ أَهْلُكَ يَا مَسْعُودُ؟ فَقَالَ: بِهَذِهِ الأَظْرُبِ السَّوَاقِطِ
؛ السَّواقِطُ: الخاشعةُ المنخفضةُ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: رأَيتُ كأَني عَلَى ظَرِبٍ.
ويُصَغَّر عَلَى ظُرَيْبٍ. وَفِي حَدِيثِ
أَبي أُمامة فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ: حَتَّى ينزلَ عَلَى الظُّرَيْبِ الأَحمر.
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِذا غَسَقَ الليلُ عَلَى الظِّرابِ
؛ إِنما خَصَّ الظِّراب لِقَصرها؛ أَراد أَنّ ظُلْمة اللَّيْلِ تَقْرُبُ مِنَ الأَرض. اللَّيْثُ: الظَّرِبُ مِنَ الْحِجَارَةِ مَا كَانَ ناتِئاً فِي جَبَلٍ، أَو أَرضٍ خَرِبةٍ، وَكَانَ طَرَفُه الثَّانِي مُحَدَّداً، وإِذا كَانَ خِلْقَةُ الجَبَلِ كَذَلِكَ، سُمِّيَ ظَرِباً. وَقِيلَ: الظَّرِبُ أَصْغَرُ الإِكامِ وأَحَدُّه حَجراً، لَا يَكُونُ حَجَرُه إِلَّا طُرَراً، أَبيضُه وأَسْودُه وكلُّ لونٍ، وَجَمْعُهُ: أَظْرابٌ. والظَّرِبُ: اسْمُ رَجُلٍ، مِنْهُ. وَمِنْهُ سُمِّي عامِرُ بْنُ الظَّرِبِ العَدْوانيّ، أَحدُ فُرسانِ بَنِي حِمَّانَ بنِ عبدِ العُزَّى؛ وَفِي الصِّحَاحِ: أَحَدُ حُكَّامِ العَرَب. قَالَ مَعْدِيكرب، المعروفُ بغَلْفاءَ، يَرْثِي أَخاه شُرَحْبيلَ، وَكَانَ قُتِلَ يومَ الكُلابِ الأَوَّل:
إِنَّ جَنْبِي عَنِ الفِراشِ لَنابِ،
…
كَتَجافي الأَسَرّ فَوْقَ الظِّرابِ
مِنْ حديثٍ نَمَى إِليَّ، فَمَا تَرْقأُ
…
عَيْني، وَلَا أُسِيغُ شَرابِي
مِنْ شُرَحْبيلَ، إِذ تَعاوَرَهُ الأَرْماحُ
…
فِي حالِ صَبْوةٍ وشَبَاب
والكُلابُ: اسمُ ماءٍ. وَكَانَ ذَلِكَ اليومَ رَئِيسَ بَكْرٍ. والأَسَرُّ: الْبَعِيرُ الَّذِي فِي كِرْكِرَتِه
دَبْرَةٌ؛ وَقَالَ المُفَضَّلُ: المُظَرَّبُ الَّذِي لَوَّحَتْهُ الظِّرابُ؛ قَالَ رؤُبة:
شَدَّ الشَّظِيُّ الجَنْدَلَ المُظَرَّبا
وَقَالَ غَيْرُهُ: ظُرِّبَتْ حَوافِرُ الدابةِ تَظْريباً، فَهِيَ مُظَرَّبة، إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّتْ. وَفِي الْحَدِيثِ:
كَانَ لَهُ فرسٌ يُقَالُ لَهُ الظَّرِبُ
، تَشْبِيهًا بالجُبَيْل، لقُوَّته. وأَظْرابُ اللِّجَامِ: العُقَدُ الَّتِي فِي أَطْرافِ الحَديدِ؛ قَالَ:
بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ
وَهَذَا البيتُ ذِكْرَهُ الْجَوْهَرِيُّ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِ: والأَظْرابُ أَسْناخُ الأَسْنانِ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ:
ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحالةِ سابِحٍ،
…
بادٍ نَواجِذُه عنِ الأَظْرابِ
وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ للَبيد يَصِفُ فَرَسًا، وَلَيْسَ لِعَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ، وَكَذَلِكَ أَورده الأَزهري لِلَبِيدٍ أَيضاً، وَقَالَ: يَقُولُ يُقَطِّعُ حَلَقَ الرِّحالةِ بوثُوبِه، وتَبْدو نَواجِذُه، إِذا وَطِئَ عَلَى الظِّرابِ أَي كَلَح. يَقُولُ: هُوَ هَكَذَا، وَهَذِهِ قُوَّتُه، قَالَ: وَصَوَابُهُ ومُقَطِّعٌ، بِالرَّفْعِ، لأَن قَبْلَهُ:
تَهْدي أَوائِلَهُنَّ كلُّ طِمِرَّةٍ،
…
جَرْداءُ مثلُ هِراوةِ الأَعْزابِ
والنَّواجذُ، هَاهُنَا: الضَّواحِكُ؛ وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الْهَرَوِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نواجذُه
؛ قَالَ: لأَن جُلَّ ضَحِكِه كَانَ التَّبَسُّمَ. والنواجذُ: هُنَا: آخِرُ الأَضراس، وَذَلِكَ لَا يَبينُ عِنْدَ الضَّحِك. وَيُقَوِّي أَن الناجذَ الضاحكُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:
وَلَوْ سأَلَتْ عنِّي النَّوارُ وقَوْمُها،
…
إِذَنْ لَمْ تُوارِ الناجِذَ الشَّفَتانِ
وَقَالَ أَبو زُبَيْدٍ الطَّائِيُّ:
بارِزاً ناجذاه، قد بَرَدَ المَوْتُ،
…
عَلَى مُصْطَلاهُ، أَيَّ بُرودِ
والظُّرُبُّ، عَلَى مِثَالِ عُتُلٍّ: الْقَصِيرُ الغليظُ اللَّحِيمُ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ؛ وأَنشد:
يَا أُمَّ عبدِ اللهِ أُمَّ العبدِ،
…
يَا أَحسَنَ الناسِ مَناطَ عِقْدِ،
لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ
أَبو زَيْدٍ: الظَّرِباءُ، مَمْدُودٌ عَلَى فَعِلاءَ «3»: دَابَّةٌ شِبْهُ الْقِرْدِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: هُوَ الظَّرِبانُ، بِالنُّونِ، وَهُوَ عَلَى قَدْرِ الهِرِّ وَنَحْوِهِ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هُوَ الظَّرِبَى، مَقْصُورٌ، والظَّرِباءُ، مَمْدُودٌ، لَحْنٌ؛ وأَنشد قَوْلَ الْفَرَزْدَقِ:
فَكَيْفَ تُكَلِّمُ الظَّرِبَى، عَلَيْهَا
…
فِراءُ اللُّؤْمِ، أَرْباباً غِضابا
قَالَ: والظَّرِبَى جَمْعٌ، عَلَى غَيْرِ مَعْنَى التَّوْحِيدِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ الظَّرِبَى، مَقْصُورٌ، كَمَا قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وَرَوَى شَمِرٌ عَنْ أَبي زَيْدٍ: هِيَ الظَّرِبانُ، وَهِيَ الظَّرابِيُّ، بِغَيْرِ نُونٍ، وَهِيَ الظِّرْبَى، الظَّاءُ مَكْسُورَةٌ، وَالرَّاءُ جَزْمٌ، وَالْبَاءُ مَفْتُوحَةٌ، وَكِلَاهُمَا جِماعٌ: وَهِيَ دَابَّةٌ تُشْبِهُ الْقِرْدَ؛ وأَنشد:
لَوْ كنتُ فِي نارٍ جحيمٍ، لأَصْبَحَت
…
ظَرابِيُّ، مِنْ حِمّانَ، عنِّي تُثيرُها
(3). قوله [الظرباء ممدود إلخ] أي بفتح الظاء وكسر الراء مخفف الباء ويقصر كما في التكملة، وبكسر الظاء وسكون الراء ممدوداً ومقصوراً كما في الصحاح والقاموس.
قَالَ أَبو زَيْدٍ: والأُنثى ظَرِبانةٌ؛ وَقَالَ البَعِيثُ:
سَواسِيَةٌ سُودُ الوجوهِ، كأَنهم
…
ظَرابِيُّ غِربانٍ بمَجْرودةٍ مَحْلِ
والظَّرِبانُ: دُوَيْبَّة شِبْهُ الْكَلْبِ، أَصَمُّ الأُذنين، صِماخاه يَهْوِيانِ، طويلُ الخُرْطوم، أَسودُ السَّراة، أَبيضُ الْبَطْنِ، كَثِيرُ الفَسْوِ، مُنْتِنُ الرَّائِحَةِ، يَفْسُو فِي جُحْرِ الضَّبِّ، فيَسْدَرُ مِنْ خُبْث رَائِحَتِهِ، فيأْكله. وَتَزْعُمُ الأَعراب: أَنها تَفْسُو فِي ثَوْبِ أَحدهم، إِذا صَادَهَا، فَلَا تَذْهَبُ رَائِحَتُهُ حَتَّى يَبْلى الثوبُ. أَبو الْهَيْثَمِ: يُقَالُ هُوَ أَفْسى مِنَ الظَّرِبانِ؛ وَذَلِكَ أَنها تَفْسُو عَلَى بَابِ جُحْرِ الضَّبِّ حَتَّى يَخْرُجَ، فيُصادَ. الْجَوْهَرِيُّ فِي الْمَثَلِ: فَسا بَيْنَنا الظَّرِبانُ؛ وَذَلِكَ إِذا تَقاطَعَ القومُ. ابْنُ سِيدَهْ: قِيلَ هِيَ دَابَّةٌ شِبْهُ القِرْد، وَقِيلَ: هِيَ عَلَى قَدْرِ الهِرِّ وَنَحْوِهِ؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَجَّاج الزُّبَيْدِيّ التَّغْلَبيّ:
أَلا أَبْلِغا قَيْساً وخِنْدِفَ أَنني
…
ضَرَبْتُ كَثِيراً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ
يَعْنِي كَثِيرَ بْنَ شهاب المَذْحِجيّ، وكان معاويةُ وَلَّاهُ خُراسان، فاحْتازَ مَالًا، وَاسْتَتَرَ عِنْدَ هَانِئِ بْنِ عُروة المُراديّ، فأَخذه مِنْ عِنْدِهِ وَقَتَلَهُ. وَقَوْلُهُ مَضْرِبَ الظَّرِبانِ أَي ضَرَبْتُه فِي وَجْهِهِ، وَذَلِكَ أَن للظَّرِبان خَطّاً فِي وَجْهِهِ، فشَبَّه ضَرْبَتَهُ فِي وَجْهِهِ بالخَطِّ الَّذِي فِي وَجْهِ الظَّرِبانِ؛ وَبَعْدَهُ:
فَيَا لَيْتَ لَا يَنْفَكُّ مِخْطَمُ أَنفِه،
…
يُسَبُّ ويُخْزَى، الدَّهْرَ، كُلُّ يَمانِ
قَالَ: وَمَنْ رَوَاهُ ضَرَبْتُ عُبَيْداً، فَلَيْسَ هُوَ لعبد الله ابن حَجَّاج، وإِنما هُوَ لأَسَدِ بن ناغِصةَ، وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ عُبيداً بأَمر النُّعْمان يَوْمَ بُوسَةَ؛ وَالْبَيْتُ:
أَلا أَبلغا فِتْيانَ دُودانَ أَنَّني
…
ضَرَبْتُ عُبيداً مَضْرِبَ الظَّرِبانِ
غَداةَ تَوَخَّى المُلْكَ، يَلتَمِسُ الحِبا،
…
فَصادَفَ نَحْساً كانَ كالدَّبَرانِ
الأَزهري: قَالَ قرأْت بِخَطِّ أَبي الْهَيْثَمِ، قَالَ: الظِّربانُ دَابَّةٌ صَغِيرُ الْقَوَائِمِ، يَكُونُ طُولُ قَوَائِمِهِ قَدْرَ نِصْفِ إِصبع، وهو عريضٌ، يكون عُرْضُه شِبْرًا أَو فِتْرًا، وطُولُه مِقْدَارُ ذِرَاعٍ، وَهُوَ مُكَربَسُ الرأْس أَي مُجْتَمِعُهُ؛ قَالَ: وأُذناه كأُذُنَي السِّنَّوْر، وَجَمْعُهُ الظِّرْبَى. وَقِيلَ: الظِّرْبَى الواحدُ، وَجَمْعُهُ ظِرْبانٌ. ابْنُ سِيدَهْ: والجمعُ ظَرابينُ وظَرابِيُّ؛ الْيَاءُ الأُولى بَدَلٌ مِنَ الأَلف، وَالثَّانِيَةُ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ، وَالْقَوْلُ فِيهِ كَالْقَوْلِ فِي إِنسانٍ، وسيأْتي ذِكْرُهُ. الْجَوْهَرِيُّ: الظِّرْبَى عَلَى فِعْلَى، جَمْعٌ مِثْلُ حِجْلَى جَمْعُ حَجَلٍ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وَمَا جَعَلَ الظِّرْبَى، القِصارُ أُنوفُها،
…
إِلى الطِّمِّ مِنْ مَوْجِ البحارِ الخَضارمِ
وَرُبَّمَا مُدَّ وجُمع عَلَى ظَرابِيّ، مِثْلَ حِرْباءٍ وحَرابيّ، كأَنه جَمْعُ ظِرْباء؛ وَقَالَ:
وَهَلْ أَنتُم إِلّا ظَرابِيُّ مَذْحِجٍ،
…
تَفَاسَى وتَسْتَنْشِي بآنُفِها الطُّخْمِ
وظِرْبَى وظِرْباء: اسْمَانِ لِلْجَمْعِ، ويُشْتَمُ بِهِ الرجلُ، فَيُقَالُ: يَا ظَرِبانُ. وَيُقَالُ: تَشاتَما فكأَنما جَزَرا بَيْنَهُمَا ظَرِباناً؛ شَبَّهوا فُحْشَ تَشَاتُمِهِمَا بنَتْنِ الظَّربان. وَقَالُوا: هُمَا يَتنازعان جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي يَتَسابَّانِ، فكَأَنَّ بَيْنَهُمَا جِلْدَ ظَرِبانٍ، يَتَناولانِه ويَتَجاذَبانِه. ابْنُ الأَعرابي: مِنْ أَمثالهم: هُمَا يَتَماشَنانِ جِلْدَ الظَّرِبانِ أَي