الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُور العِلم ولم يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وثِيقٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ المُشْرِكِين
، أَي لَا تَسْتَشِيرُوهم وَلَا تأْخُذُوا آراءَهم. جَعَل الضوءَ مَثَلًا للرأْي عِنْدَ الحَيْرَةِ. وأَضأْتُ بِهِ البيتَ وضَوَّأْتُه بِهِ وضَوَّأْتُ عَنْهُ. اللَّيْثُ: ضَوَّأْتُ عَنِ الأَمر تَضْوِئَةً أَي حِدْتُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: لَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. أَبو زَيْدٍ فِي نَوَادِرِهِ: التَّضَوُّؤُ أَن يَقوم الإِنسانُ فِي ظُلْمةٍ حَيْثُ يَرى بِضَوْءِ النَّارِ أَهْلَها وَلَا يَرَوْنه. قَالَ: وعَلِقَ رَجُلٌ مِنَ العَرَب امرأَةً، فإِذا كَانَ اللَّيْلُ اجْتَنَح إِلَى حَيْثُ يَرَى ضَوْءَ نارِها فَتَضَوَّأَها، فَقيل لَها إِن فُلَانًا يَتَضَوَّؤُكِ، لِكَيْما تَحْذَره، فَلَا تُريه إِلَّا حَسَناً. فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِكَ حَسَرَتْ عَنْ يَدِها إِلَى مَنْكِبها ثُمَّ ضَرَبتْ بِكَفِّها الأُخْرى إبْطَها، وَقَالَتْ: يَا مُتَضَوِّئاهْ هَذِهِ فِي اسْتِكَ إِلَى الإِبْطِ. فَلَمَّا رأَى ذَلِكَ رَفَضَها. يُقَالُ ذَلِكَ عِنْدَ تَعْيِيرِ مَن لَا يُبَالي مَا ظَهَر مِنْهُ مِنْ قَبِيح. وأَضاءَ بِبَوْلِه: حَذَف بِهِ، حَكَاهُ عَنْ كُرَاعٍ فِي المُنَجَّد.
ضيأ: ضَيَّأَتِ المرأَةُ: كَثُرَ ولَدُها، وَالْمَعْرُوفُ ضَنَأَ. قَالَ: وأرى الأَوَّل تصحيفاً.
فصل الطاء المهملة
طأطأ: الطَّأْطَأَةُ مَصْدَرُ طَأْطَأَ رأْسَه طَأْطَأَةً: طامَنَه. وتَطَأْطَأَ: تَطامَنَ. وطَأْطَأَ الشيءَ: خَفَضَه. وطَأْطَأَ عَنِ الشَّيْءِ: خَفَض رأْسَه عَنْه. وكلُّ مَا حُطَّ فَقَدْ طُؤْطِئَ. وَقَدْ تَطَأْطَأَ إِذَا خَفَضَ رأْسَه. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ رضي الله عنه: تَطَأْطَأْت لَكُمْ تَطَأْطُؤَ الدُّلاةِ
أَي خَفَضْتُ لَكُمْ نَفْسِي كَتَطامن الدُّلاة، وَهُوَ جَمْعُ دالٍ: الَّذِي يَنْزِعُ بالدَّلْو، كقاضٍ وقُضاة، أَي كَمَا يخْفِضها المُسْتَقُون بالدِّلاءِ، وَتَوَاضَعْتُ لَكُمْ وانحَنَيْتُ. وطَأْطَأَ فرسَه: نَحزَه بِفَخِذَيْهِ وحَرَّكه للحُضْر. وطَأْطَأَ يَدَه بالعِنان: أَرسَلَها بِهِ للإِحْضار. وطَأْطَأَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ إِذَا وَضَع مِنْ قَدْره. قَالَ مَرَّارُ بْنُ مُنْقِذ:
شُنْدُفٌ أَشْدَفُ مَا وَرَّعْتَه،
…
وَإِذَا طُؤْطِئَ طَيَّارٌ، طِمِرْ
وطَأْطَأَ: أَسْرَعَ، وطَأْطَأَ فِي قَتْلِهِم: اشْتَدَّ وبالغَ. أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
ولَئِنْ طَأْطَأْتُ فِي قتْلِهِم،
…
لَتُهاضَنَّ عِظامِي عَنْ عُفُرْ
وطَأْطَأَ الرَّكْضَ فِي مَالِهِ: أَسْرَعَ إنْفاقَه وبالغَ فِيهِ. والطَأْطَاءُ: الجَملُ الخَرْبَصِيصُ، وَهُوَ القَصِيرُ السيرِ. والطَأْطاءُ: المُنْهَبِطُ مِنَ الأَرض يَسْتُرُ مَنْ كَانَ فِيهِ. قَالَ يَصِفُ وَحْشًا:
مِنْهَا اثْنَتان لِما الطَّأْطاءُ يَحْجُبُه،
…
والأُخْرَيانِ لِما يَبْدُو بِهِ القَبَلُ
والطَّأْطاءُ: المُطْمَئِنُّ الضَّيِّقُ، وَيُقَالُ لَهُ الصَّاعُ والمِعَى.
طتأ: أَهمله اللَّيْثُ. ابْنُ الأَعرابي: طتأَ إِذَا هَرَبَ «2» .
طثأ: ابْنُ الأَعرابي: طَثأَ إِذَا لَعِبَ بالقُلة. وطَثَأَ طَثْأً: أَلقَى مَا فِي جَوْفِه.
(2). قوله [طَتَأَ أهمله إلخ] هذه المادة أوردها الصاغاني والمجد في المعتل وكذا التهذيب غير أنه كثيراً لا يخلص المهموز من المعتل فظن المؤلف أنها من المهموز.
طرأ: طَرَأَ عَلَى الْقَوْمِ يَطْرَأُ طرْءاً وطُرُوءاً: أَتاهم مِن مَكانٍ، أَو طَلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَلَدٍ آخَر، أَو خَرَجَ عَلَيْهِمْ مِن مكانٍ بَعيدٍ فَجاءَةً، أَو أَتاهم مِنْ غَيْرِ أَن يَعْلَمُوا، أَو خَرج عَلَيْهِمْ مِنْ فَجْوةٍ. وَهُمُ الطُّرَّاءُ والطُّرَآءُ. وَيُقَالُ للغُرباء الطُّرآء، وَهُمُ الَّذِينَ يأْتُون مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَصله الْهَمْزُ مِنْ طَرَأَ يَطْرَأُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
طَرَأَ عَلَيَّ حزْبي مِن القرآنِ
، أَي وَرَدَ وأَقبل. يُقَالُ: طَرَأَ يَطْرَأُ، مَهْمُوزًا، إِذَا جاءَ مُفاجَأَةً، كأَنه فَجِئَه الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يُؤَدي فِيهِ وِرْدَه مِن القرآنِ، أَو جَعَلَ ابْتِداءَه فِيهِ طُرُوءاً مِنْهُ عَلَيْهِ. وَقَدْ يُترك الْهَمْزُ فِيهِ. فَيُقَالُ: طَرَا يَطْرُو طُرُوّاً. وطَرَأَ مِن الأَرض: خَرَجَ، وَمِنْهُ اشْتُقَّ الطُّرْآنِيُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طُرْآنُ جَبَلٌ فِيهِ حَمَامٌ كَثِيرٌ، إِلَيْهِ يُنْسَبُ الحمامُ الطُّرْآنِيُّ؛ لَا يُدْرَى مِن حَيْثُ أَتى. وَكَذَلِكَ أَمْرٌ طُرْآنِيٌّ، وَهُوَ نَسَبٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ يَذْكُرُ عَفافَه:
إنْ تَدْنُ، أَو تَنْأَ، فَلَا نَسِيُّ،
…
لِما قَضَى اللهُ، وَلَا قَضِيُ
«1» وَلَا مَعَ الماشِي، وَلَا مَشِيُّ
…
بِسِرِّها، وَذَاكَ طُرْآنِيُ
وَلَا مَشِيٌّ: فَعُولٌ مِنَ المَشْيِ. والطُّرْآنِيُّ يَقُولُ: هُوَ مُنْكَر عَجَبٌ. وَقِيلَ حَمامٌ طُرآنِيٌّ: منكَر، مِنْ طَرَأَ عَلَيْنَا فُلَانٌ أَي طَلَع وَلَمْ نَعرفه. قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: حَمامٌ طُورانِيٌّ، وَهُوَ خطأٌ. وَسُئِلَ أَبو حَاتِمٍ عَنْ قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ:
أَعارِيبُ طُورِيُّونَ، عَنْ كُلِّ قَرْيةٍ،
…
يَحِيدُون عَنْهَا مِنْ حِذارِ المَقادِرِ
فَقَالَ: لَا يَكُونُ هَذَا مِنْ طَرَأَ وَلَوْ كَانَ مِنْهُ لَقَالَ طَرْئِيُّون، الهمزةُ بَعْدَ الراءِ. فَقِيلَ لَهُ: مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: أَراد أَنهم مِنْ بِلَادِ الطُّور يَعْنِي الشَّامَ فَقَالَ طُورِيُّون كَمَا قَالَ الْعَجَّاجُ:
دانَى جَناحَيْهِ مِنَ الطُّور فَمَرْ
أَراد أَنه جاءَ مِنَ الشَّامِ. وطُرأَةُ السَّيْلِ: دُفْعَتُه. وطَرُؤَ الشيءُ طَراءَةً وطَراءً فَهُوَ طَرِيءٌ وَهُوَ خِلَافُ الذّاوِي. وأَطْرَأَ القومَ: مَدَحَهُم، نادرة، والأَعرف بالياء.
طسأ: إِذَا غَلب الدَّسمُ عَلَى قَلْبِ الْآكِلِ فاتَّخَمَ قِيلَ طَسِئَ يَطْسَأُ طَسْأً وطَسَاءً «2» ، فَهُوَ طَسِيءٌ: اتَّخَم عَنِ الدسَم. وأَطْسَأَه الشِّبَعُ. يُقَالُ طَسِئَت نَفْسُه، فَهِيَ طاسِئةٌ، إِذَا تَغَيَّرت عَنْ أَكل الدَّسم، فرأَيته مُتَكَرِّهاً لِذَلِكَ، يَهْمَزُ وَلَا يَهْمَزُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ الشَّيطان قَالَ: مَا حَسَدْتُ ابنَ آدَم إلَّا عَلَى الطُّسْأَةِ والحُقْوةِ.
الطُّسْأَةُ: التُّخَمَةُ والهيْضَةُ. يقال طَسِئَ إِذَا غَلب الدَّسَمُ على قَلْبه.
طشأ: رَجُلٌ طُشْأَةٌ: فَدْمٌ؛ عَيِيٌّ لَا يَضر وَلَا يَنْفَعُ.
طفأ: طَفِئَتِ النارُ تَطْفَأُ طَفْأً وطُفُوءاً وانطَفَأَتْ: ذهَبَ لَهَبُها. الأَخيرة عَنِ الزَّجَّاجِيِّ حَكَاهَا فِي كِتَابِ الجُمل.
(1). قوله [إن تدن إلخ] كذا في النسخ.
(2)
. قوله [وطَسَاءً] هو على وزن فعال في النسخ. وعبارة شارح القاموس على قوله وطَسَأ أي بزنة الفرح، وفي نسخة كسحاب لكن الذي في النسخ هو الذي في المحكم.
وأَطْفَأَها هُوَ وأَطْفَأَ الحَرْبَ؛ مِنْهُ عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كُلَّما أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ
، أَيْ أَهْمَدَها حَتَّى تَبْرُد، وَقَالَ:
وكانتْ بَيْنَ آلِ بَنِي عَدِيٍّ
…
«1» رَباذِيةٌ، فأَطْفَأَها زِيادُ
والنارُ إِذَا سَكَن لَهَبُها وجَمْرُها بعدُ فَهِيَ خامدةٌ، فَإِذَا سكنَ لَهبها وبرَدَ جَمْرُهَا فَهِيَ هامِدةٌ وطافِئةٌ. ومُطْفِئُ الجَمْر: الخامِس مِنْ أَيام الْعَجُوزِ. قَالَ الشَّاعِرُ:
وبآمِرٍ، وأَخِيهِ مؤْتَمِرٍ،
…
ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئِ الجمْرِ
ومُطْفِئةُ الرَّضْف: الشَّاةُ الْمَهْزُولَةُ. تَقُولُ الْعَرَبُ: حَدَسَ لَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرضْف، عن اللحياني.
طفنشأ: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ عَنِ الأُموي: الطَّفَنْشَأُ، مَقْصُورٌ مَهْمُوزٌ، الضَّعِيفُ مِنَ الرِّجَالِ. وَقَالَ شَمِرٌ: الطَّفَنْشَلُ، بِاللَّامِ.
طلفأ: المُطْلَنْفِئُ والطَّلَنْفَأُ والطَلَنْفَى: اللَّازقُ بالأَرضِ اللَّاطِئُ بِهَا وَقَدِ اطْلَنْفَأَ اطْلِنْفاءً واطْلَنْفَى: لَزِقَ بالأَرض. وجَملٌ مُطْلَنْفِئُ الشَّرَفِ أَي لازِقُ السَّنام. والمُطْلَنْفِئُ: اللاطِئُ بالأَرض. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ المُستَلْقِي عَلَى ظهره.
طنأ: الطِّنْءُ: التُّهمَةُ. والطِّنْءُ: المنْزِل. والطِّنْءُ: الفُجور. قَالَ الْفَرَزْدَقُ:
وضارِيةٌ مَا مَرَّ إلَّا اقْتَسَمْنَه،
…
عَلَيْهِنَّ خَوّاضٌ، إِلَى الطِّنْءِ، مِخْشَفُ
ابْنُ الأَعرابي: الطِّنْءُ: الرِّيبةُ. والطِّنْءُ: البِساطُ. والطِّنْءُ: المَيْلُ بالهَوَى. والطِّنْءُ: الأَرضُ البَيضاءُ. والطِّنْءُ: الرَّوْضة، وَهِيَ بقيَّة الْمَاءِ فِي الحَوض. وأَنشد الفرّاءُ:
كأَنَّ عَلَى ذِي الطِّنْءِ عَيْنًا بَصِيرةً
أَي عَلَى ذِي الرِّيبةِ. وَفِي النَّوَادِرِ: الطِّنْءُ شيءٌ يُتخذ لصَيد السِّباعِ مِثْلُ الزُّبْيَةِ. والطِّنْءُ فِي بَعْضِ الشِّعْرِ: اسْمٌ لِلرَّمَادِ الهامِد. والطِّنْءُ، بِالْكَسْرِ: الرِّيبة والتُّهمة والداءُ. وطَنأْتُ طُنُوءاً وزَنَأْتُ إِذَا اسْتَحْيَيْتُ. وطَنِئَ البعيرُ يَطْنَأُ طَنَأً: لَزق طِحالُهُ بِجَنْبِهِ وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. وطَنِئَ فُلَانٌ طَنَأً إِذَا كَانَ فِي صَدْرِهِ شيءٌ يَستَحْيي أَن يُخْرِجَهُ. وإِنه لَبَعيدُ الطِّنْءِ أَي الهِمَّةِ، عَنِ اللحياني. الطِّنْءُ: بقيَّةُ الرُّوحِ. يُقَالُ: تَرَكْتُهُ بِطِنْئِه أَي بحُشاشةِ نفْسِه، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: هَذِهِ حَيَّةٌ لَا تُطْنِئُ أَي لَا يَعِيش صاحِبُها، يُقتل مِنْ سَاعَتِهَا، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ، وأَصله الْهَمْزُ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ: رُميَ فُلَانٌ فِي طِنْئِه وَفِي نَيْطِه وَذَلِكَ إِذَا رُميَ فِي جَنازَتِه وَمَعْنَاهُ إِذَا مَاتَ. اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ طَنٍ وَهُوَ الَّذِي يُحَمُّ غِبّاً فيعظُمُ طِحالهُ، وَقَدْ طَنِيَ طَنًى. قَالَ: وَبَعْضُهُمْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ: طَنِئَ طَنَأً فهو طَنِئٌ.
طوأ: مَا بِهَا طُوئِيٌّ أَي أَحد. والطاءَةُ: الحَمْأَةُ. وَحَكَى كراعٌ: طَآةٌ كأَنه مَقْلُوبٌ. وطاءَ فِي الأَرض يَطُوءُ: ذَهَبَ. والطاءَةُ مِثْلُ الطَّاعَةِ: الإِبعاد فِي المَرْعَى. يُقَالُ: فَرَسٌ بَعيدُ الطاءَةِ. قَالَ: وَمِنْهُ أُخِذ طَيِّئٌ، مثل سيِّدٍ،
(1). قوله [بني عدي] هو في المحكم كذلك والذي في مادة ربذ أبي أبيّ.
أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ طَيِّئُ بْنُ أُدَدَ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلانَ بْنِ سَبَأ بْنِ حِمْير، وَهُوَ فَيْعِلٌ مِنْ ذَلِكَ، وَالنَّسَبُ إِلَيْهَا طائِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلَى الحِيرَةِ حارِيٌّ، وَقِيَاسُهُ طَيْئِيٌّ مِثْلُ طَيْعِيٍّ، فَقَلَبُوا الياءَ الأُولى أَلفاً وَحَذَفُوا الثَّانِيَةَ، كَمَا قِيلَ فِي النَّسَبِ إِلَى طَيِّبٍ طَيْبِيٌّ كراهيةَ الكسَرات وَالْيَاءَاتِ، وأَبْدَلوا الأَلف مِنَ الْيَاءِ فِيهِ، كَمَا أَبدلوها مِنْهَا فِي زَبَانِيٍّ. وَنَظِيرُهُ: لاهِ أَبوكَ، فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ. فأَما قَوْلُ مَنْ قَالَ: إِنه سُمِّيَ طَيِّئاً لأَنه أَوَّل مَنْ طَوَى الْمَنَاهِلَ، فغيرُ صَحِيحٍ فِي التَّصْرِيفِ. فأَما قَوْلُ ابْنِ أَصْرَمَ:
عاداتُ طَيٍّ فِي بَنِي أَسَدٍ،
…
رِيُّ القَنا، وخِضابُ كلِّ حُسام
إِنَّمَا أَراد عاداتُ طَيِّئٍ، فَحُذِفَ. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ طَيِّئَ، غَيْرَ مصروف، جعله اسماً للقبيلة.
ظأظأ: ظَأْظَأَ ظَأْظَأَةً، وَهِيَ حِكَايَةُ بَعْضِ كَلَامِ الأَعْلَمِ الشَّفةِ والأَهْتَم الثَّنايا، وَفِيهِ غُنَّة. أَبو عَمْرٍو: الظَّأْظاءُ: صَوت التَّيْس إِذَا نَبَّ.
ظمأ: الظَّمَأُ: العَطَشُ. وَقِيلَ: هُوَ أَخَفُّه وأَيْسَرُه. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أَشدُّه. والظَّمْآن: العَطْشانُ. وَقَدْ ظمِئَ فُلَانٌ يَظْمَأُ ظَمَأً وظَماءً وظَماءَةً إِذَا اشتدَّ عَطَشُه. وَيُقَالُ ظَمِئْتُ أَظْمَأُ ظَمْأً فأَنا ظامٍ وَقَوْمٌ ظِماءٌ. وَفِي التَّنْزِيلِ: لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ
. وَهُوَ ظَمِئٌ وظَمْآنُ والأُنثى ظَمْأَى، وَقَوْمٌ ظِماءٌ أَي عِطاشٌ. قَالَ الْكُمَيْتُ:
إلَيْكُم ذَوي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ
…
نَوازِعُ، مِنْ قَلْبِي، ظِماءٌ، وأَلْبُبُ
اسْتَعَارَ الظِّماء للنَّوازِعِ، وإِن لَمْ تَكُنْ أَشخاصاً. وأَظْمَأْتُه: أَعْطَشْتُه. وَكَذَلِكَ التَّظْمِئةُ. وَرَجُلٌ مِظْماءٌ مِعطاشٌ، عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. التَّهْذِيبُ: رَجُلٌ ظَمْآنُ وامرأَة ظَمْأَى لَا يَنْصَرِفَانِ، نَكِرَةٌ وَلَا مَعْرِفَةٌ. وظَمِئَ إِلَى لِقائه: اشْتاقَ، وأَصله ذَلِكَ. وَالِاسْمُ مِنْ جَمِيعِ ذَلِكَ: الظِّمْءُ، بِالْكَسْرِ. والظِّمْءُ: مَا بَيْنَ الشُّرْبَيْنِ والوِرْدَيْن، زَادَ غَيْرُهُ: فِي وِرْد الإِبل، وَهُوَ حَبْسُ الإِبل عَنِ الْمَاءِ إِلَى غَايَةِ الوِرْد. وَالْجَمْعُ: أَظْماءٌ. قَالَ غَيْلان الرَّبَعِي:
مُقْفاً عَلَى الحَيِّ قَصير الأَظماءْ
وظِمْءُ الحَياةِ: مَا بَيْنَ سُقُوط الْوَلَدِ إِلَى وَقْتِ مَوْتِه. وَقَوْلُهُمْ: مَا بَقِيَ مِنْهُ إلَّا قَدْرُ ظِمْءِ الحِمار أَي لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُره إلَّا اليسيرُ. يُقَالُ: إِنه لَيْسَ شيءٌ مِنَ الدوابِّ أَقْصَرَ ظِمْأً مِنَ الحِمار، وَهُوَ أَقل الدَّوَابِّ صَبْراً عَنِ العَطَش، يَرِدُ الماءَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الصَّيْفِ مَرَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيث بَعْضِهِمْ: حِينَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُري إلَّا ظِمْءُ حِمار أَي شيءٌ يَسِيرٍ. وأَقصَرُ الأَظْماء: الغِبُّ، وَذَلِكَ أَن تَرِدَ الإِبلُ يَوْمًا وتَصْدُرَ، فَتَكُونُ فِي الْمَرْعَى يَوْمًا وتَرِدُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ، وَمَا بَيْنَ شَرْبَتَيْها ظِمْءٌ، طَالَ أَو قَصُر. والمَظْمَأُ: مَوْضِعُ الظَّمإ مِنَ الأَرض. قَالَ الشَّاعِرُ:
وخَرْقٍ مَهارِقَ، ذِي لُهْلُهٍ،
…
أَجَدَّ الأُوامَ بِهِ مَظْمَؤُهْ
أَجدَّ: جَدَّد. وَفِي حَدِيثِ
مُعاذ: وإِن كَانَ نَشْر أَرض يُسْلِمُ عَلَيْهَا صاحِبُها فإِنه يُخْرَجُ مِنْهَا مَا أُعْطِيَ نَشرُها رُبعَ المَسْقَويِّ وعُشْرَ المَظْمئيِّ.
المَظْمَئِيُّ: الَّذِي تُسْقِيه السماءُ، والمَسْقَوِيُّ: الَّذِي يُسْقَى بالسَّيح، وَهُمَا مَنْسُوبَانِ إِلَى المَظْمإ