المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الباء الموحدة - لسان العرب - جـ ١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة الناشر]

- ‌تَرْجَمَة الْمُؤلف رحمه الله

- ‌مُقَدّمَة الطبعة الأولى

- ‌مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

- ‌بَاب تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة

- ‌بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌ا

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الدال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ب

- ‌حرف الباء

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي المعجمة

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضأب

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: ‌فصل الباء الموحدة

حَتَّى إِذَا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّها، حَتَّى لَا يَتَخَلَّف مِنْهَا شَيْءٌ. ومَآبةُ البِئْر: مِثْلُ مَباءَتِها، حَيْثُ يَجْتَمِع إِلَيْهِ الماءُ فِيهَا. وآبَه اللَّهُ: أَبْعَدَه، دُعاءٌ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ إِذَا أَمَرْتَه بِخُطَّةٍ فَعَصاكَ، ثُمَّ وقَع فِيمَا تَكْرَهُ، فأَتاكَ، فأَخبرك بِذَلِكَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَقُولُ لَهُ: آبَكَ اللهُ، وأَنشد «4»:

فآبَكَ، هَلَّا، واللَّيالِي بِغِرَّةٍ،

تُلِمُّ، وَفِي الأَيَّامِ عَنْكَ غُفُولُ

وَقَالَ الْآخَرُ:

فآبَكِ، ألَّا كُنْتِ آلَيْتِ حَلْفةً،

عَلَيْهِ، وأَغْلَقْتِ الرِّتاجَ المُضَبَّبا

وَيُقَالُ لِمَنْ تَنْصَحُه وَلَا يَقْبَلُ، ثُمَّ يَقَعُ فِيمَا حَذَّرْتَه مِنْهُ: آبَكَ، مِثْلَ وَيْلَكَ. وأَنشد سِيبَوَيْهِ:

آبَكَ، أيّهْ بِيَ، أَو مُصَدِّرِ

مِنْ حُمُر الجِلَّةِ، جَأْبٍ حَشْوَرِ

وَكَذَلِكَ آبَ لَك. وأَوَّبَ الأَدِيمَ: قَوَّرَه، عَنْ ثَعْلَبٍ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَنا عُذَيْقُها المُرَجَّبُ وحُجَيْرُها المُأَوَّبُ. قَالَ: المُأَوَّبُ: المُدَوَّرُ المُقَوَّرُ المُلَمْلَمُ، وَكُلُّهَا أَمثال. وفي ترجمة جلب بَيْتٍ لِلْمُتَنَخِّلِ:

قَدْ حالَ، بَيْنَ دَرِيسَيْهِ، مُؤَوِّبةٌ،

مِسْعٌ، لَهَا، بعِضاهِ الأَرضِ، تَهْزِيزُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: مُؤَوِّبةُ: رِيحٌ تأْتي عِنْدَ اللَّيْلِ. وآبُ: مِن أَسماءِ الشُّهُورِ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. ومَآبُ: اسْمُ موضِعٍ «5» مِنْ أَرْضِ البَلْقاء. قَالَ عبدُ اللَّهِ بْنُ رَواحةَ:

فَلَا، وأَبي مَآبُ لَنَأْتِيَنْها،

وإنْ كانَتْ بِهَا عَرَبٌ ورُومُ

أيب: ابْنُ الأَثير فِي حَدِيثِ

عِكْرِمَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ طالوتُ أَيَّاباً.

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: جاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنه السَّقاءُ

‌فصل الباء الموحدة

بأب: فَرَسٌ بُؤَبٌ: قَصير غليظُ اللَّحْمِ فسيحُ الخَطْوِ بَعيدُ القَدْرِ.

ببب: بَبَّةُ حِكَايَةُ صَوْتِ صَبِيٍّ. قَالَتْ هِنْدُ بنتُ أَبي سُفْيانَ تُرَقِّصُ ابْنها عبدَ اللهِ بنَ الحَرِث:

لأُنْكِحَنَّ بَبَّهْ

جارِيةً خِدَبَّهْ،

مُكْرَمةً مُحَبَّه،

تَجُبُّ أَهلَ الكَعْبه

أَي تَغْلِبُ نساءَ قُرَيْشٍ فِي حُسْنِها. وَمِنْهُ قَوْلُ الراجِز:

جَبَّتْ نِساءَ العالَمينَ بالسَّبَبْ

(4). قوله [وأنشد] أي لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ يخاطب قلبه: فآبك هلّا إلخ. وأنشد في الأَساس بيتا قبل هذا:

أخبرتني يا قلب أنك ذو عرا

بليلى فذق ما كنت قبل تقول

(5)

. قوله [اسم موضع] في التكملة مآب مدينة من نواحي البلقاء وفي القاموس بلد بالبلقاء.

ص: 221

وَسَنَذْكُرُهُ إِن شاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَفِي الصِّحَاحِ: بَبَّةُ: اسْمُ جَارِيَةٍ، وَاسْتَشْهَدَ بِهَذَا الرَّجَزِ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا سَهْوٌ لأَن بَبَّةَ هَذَا هُوَ لَقَبُ عبدِ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ بْنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالِي الْبَصْرَةِ، كَانَتْ أُمه لقَّبَتْه بِهِ فِي صِغَره لِكَثْرَةِ لَحْمِه، وَالرَّجَزُ لأُمه هِنْدَ، كَانَتْ تُرَقِّصُه بِهِ تُرِيدُ: لأُنْكِحَنَّه، إِذا بلَغَ، جارِيةً هَذِهِ صِفَتُهَا، وَقَدْ خَطَّأَ أَبو زَكَرِيَّا أَيضاً الجَوْهَريَّ فِي هَذَا الْمَكَانِ. غَيْرُهُ: بَبَّةُ لقَب رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَيُوصَفُ بِهِ الأَحْمَقُ الثَّقِيلُ. والبَبَّةُ: السَّمِينُ، وَقِيلَ: الشابُّ المُمْتَلئُ البَدنِ نَعْمةً، حَكَاهُ الهروِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. قَالَ: وَبِهِ لُقِّب عبدُ اللَّهِ بْنِ الْحَرِثِ لِكَثْرَةِ لَحْمِهِ فِي صِغَره، وَفِيهِ يَقُولُ الْفَرَزْدَقُ:

وبايَعْتُ أَقْواماً وفَيْتُ بعَهْدِهِمْ،

وبَبَّةُ قَدْ بايَعْتُه غيرَ نادِمِ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما: سَلَّم عَلَيْهِ فَتىً مِنْ قُرَيْشٍ، فَردَّ عَلَيْهِ مثْلَ سَلامِه، فَقَالَ لَهُ: مَا أَحْسِبُكَ أَثْبَتَّنِي. قَالَ: أَلسْتَ بَبَّةً؟

قَالَ ابْنُ الأَثير: يُقَالُ للشابِّ المُمْتَلِئِ البَدنِ نَعْمَةً وشَباباً بَبَّةٌ. والبَبُّ: الغلامُ السائلُ، وَهُوَ السَّمِينُ، وَيُقَالُ: تَبَبَّبَ إِذَا سَمِنَ. وبَبَّةُ: صَوتٌ مِنَ الأَصْوات، وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ، وَكَانَتْ أُمه تُرَقِّصه بِهِ. وَهُمْ عَلَى بَبَّانٍ وَاحِدٍ وبَبانٍ «1» أَي عَلَى طَريقةٍ. قَالَ: وأُرَى بَباناً مَحْذُوفًا مِنْ بَبَّانٍ، لأَنَّ فَعْلانَ أَكثر مِنْ فَعالٍ، وَهُمْ بَبَّانٌ واحِدٌ أَي سَواءٌ، كَمَا يُقَالُ بَأْجٌ واحِدٌ. قَالَ

عُمَرُ، رضي الله عنه: لَئن عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأُلْحِقَنَّ آخِرَ الناسِ بأَوَّلِهم حَتَّى يَكُونُوا بَبَّاناً واحِداً.

وَفِي طَرِيقٍ آخَرَ: إنْ عِشْتُ فَسَأَجْعَلُ الناسَ بَبَّاناً واحِداً، يُرِيدُ التَّسويةَ فِي القَسْمِ، وَكَانَ يُفَضِّل المُجاهِدِينَ وأَهل بَدْر فِي العَطاءِ. قَالَ أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ: يعني شيئا وَاحِدًا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَذَاكَ الَّذِي أَرَادَ. قَالَ: وَلَا أحْسِبُ الكلمةَ عَربيةً. قَالَ: وَلَمْ أَسمعها فِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبو سَعيد الضَّريرُ: لَا نَعْرفُ بَبَّاناً فِي كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ: وَالصَّحِيحُ عِنْدَنَا بَيَّاناً وَاحِدًا. قَالَ: وأَصلُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ إِذَا ذَكَرت مَنْ لَا يُعْرَفُ هَذَا هَيَّانُ بنُ بَيَّانَ، كَمَا يُقَالُ طامرُ بنَ طامِرٍ. قَالَ: فَالْمَعْنَى لأُسَوِّيَنَّ بَيْنَهُمْ فِي العَطاءِ حَتَّى يَكُونُوا شَيْئًا وَاحِدًا، وَلَا أُفَضِّلُ أَحداً عَلَى أَحد. قَالَ الأَزهريُّ: لَيْسَ كَمَا ظَنَّ، وَهَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ رَوَاهُ أَهلُ الإِتْقانِ، وكأَنها لُغَةٌ يمَانِيَةٌ، وَلَمْ تَفْشُ فِي كَلَامِ مَعَدٍّ. وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ: هَذَا الْحَرْفُ هَكَذَا سُمِعَ وناسٌ يَجْعلونه هيَّانَ بنَ بَيَّانَ. قَالَ: وَمَا أُراه مَحْفُوظًا عَنِ الْعَرَبِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: بَبَّانُ حَرْف رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ وأَبو مَعْشَرٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم عَنْ أَبيه سَمِعْتُ عُمَر، ومِثْلُ هؤُلاءِ الرُّواة لَا يُخْطِئُونَ فيُغَيِّرُوا، وبَبَّانُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَرَبِيًّا مَحْضاً، فَهُوَ صَحِيحٌ بِهَذَا الْمَعْنَى. وَقَالَ اللَّيْثُ: بَبَّانُ عَلَى تَقْدِيرِ فَعْلانَ، وَيُقَالُ عَلَى تَقْدِيرٍ فَعَّالٍ. قَالَ: وَالنُّونُ أَصلية، وَلَا يُصَرَّفُ مِنْهُ فِعْلٌ. قَالَ: وَهُوَ والبَأْجُ بِمَعْنًى وَاحِدٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَكَانَ رَأْيُ عمرَ، رضي الله عنه، فِي أَعْطِيةِ النَّاسِ التَّفْضِيلَ عَلَى السَّوابِقِ؛ وَكَانَ رأْيُ أَبي بكرٍ، رضي الله عنه، التَّسْوِيةَ، ثُمَّ رجَع عمرُ إِلَى رأْي أَبي بكر،

(1). قوله [وهم على ببان إلخ] عبارة القاموس وهم ببان واحد وعلى ببان واحد ويخفف انتهى فيستفاد منه استعمالات أربعة.

ص: 222

والأَصل فِي رُجُوعِهِ هَذَا الْحَدِيثُ. قَالَ الأَزهري: وبَبَّانُ كأَنها لُغَةٌ يمَانِيةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ

عُمَرَ، رضي الله عنه: لَوْلَا أَن أَتْرُكَ آخِرَ الناسِ بَبَّاناً وَاحِدًا مَا فُتِحَتْ عليَّ قَريةٌ إِلَّا قَسَمْتُها

أَي أَتركهم شَيْئًا وَاحِدًا، لِأَنَّهُ إِذَا قَسَمَ البِلادَ الْمَفْتُوحَةَ عَلَى الغانِمين بَقِيَ مَنْ لَمْ يَحْضُرِ الغَنِيمةَ ومَن يَجِيءُ بَعْدُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِغَيْرِ شيءٍ مِنْهَا، فَلِذَلِكَ ترَكَها لِتَكُونَ بَيْنَهُمْ جَمِيعهم. وَحَكَى ثَعْلَبٌ: الناسُ بَبَّانٌ واحِد لَا رأْسَ لَهُمْ. قَالَ أَبو عَلِيٍّ: هَذَا فَعَّالٌ مِنْ بَابِ كَوْكَبٍ، وَلَا يَكُونُ فَعْلانَ، لأَن الثَّلَاثَةَ لَا تَكُونُ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ. قَالَ: وبَبَّةُ يَرُدُّ قَوْلَ أَبي عَلِيٍّ.

بوب: البَوْباةُ: الفَلاةُ، عَنِ ابْنِ جِنِّيٍّ، وَهِيَ المَوْماةُ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: البَوْباةُ عَقَبةٌ كَؤُودٌ عَلَى طريقِ مَنْ أَنْجَدَ مِنْ حاجِّ اليَمَن، والبابُ مَعْرُوفٌ، والفِعْلُ مِنْهُ التَّبْوِيبُ، والجمعُ أَبْوابٌ وبِيبانٌ. فأَما قولُ القُلاخِ بْنِ حُبابةَ، وَقِيلَ لِابْنِ مُقْبِل:

هَتَّاكِ أَخْبِيةٍ، وَلَّاجِ أَبْوِبةٍ،

يَخْلِطُ بالبِرِّ مِنْهُ الجِدَّ واللِّينا «1»

فَإِنَّمَا قَالَ أَبْوِبةٍ لِلِازْدِوَاجِ لِمَكَانِ أَخْبِيةٍ. قَالَ: وَلَوْ أَفرده لَمْ يَجُزْ. وَزَعَمَ ابْنُ الأَعرابي وَاللِّحْيَانِيُّ أَنَّ أَبْوِبةً جَمْعُ بَابٍ مِنْ غَيْرِ أَن يَكُونَ إِتباعاً، وَهَذَا نَادِرٌ، لأَن بَابًا فَعَلٌ، وفَعَلٌ لَا يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعِلةٍ. وَقَدْ كَانَ الوزيرُ ابْنُ المَغْربِي يَسْأَلُ عَنْ هَذِهِ اللَّفْظَةِ عَلَى سبيلِ الامْتِحان، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُ لَفظَةً تُجْمع عَلَى أَفْعِلةٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ جَمْعِها الْمَشْهُورِ طَلَباً لِلِازْدِوَاجِ. يَعْنِي هَذِهِ اللفظةَ، وَهِيَ أَبْوِبةٌ. قَالَ: وَهَذَا فِي صناعةِ الشِّعْرِ ضَرْبٌ مِنَ البَدِيع يُسَمَّى التَّرْصِيعَ. قَالَ: وَمِمَّا يُسْتَحْسَنُ مِنْهُ قولُ أَبي صَخْرٍ الهُذلِي فِي صِفَة مَحْبُوبَتِه:

عَذْبٌ مُقَبَّلُها، خَدْل مُخَلْخَلُها،

كالدِّعْصِ أَسْفَلُها، مَخْصُورة القَدَمِ

سُودٌ ذَوائبُها، بِيض تَرائبُها،

مَحْض ضَرائبُها، صِيغَتْ عَلَى الكَرَمِ

عَبْلٌ مُقَيَّدُها، حالٍ مُقَلَّدُها،

بَضّ مُجَرَّدُها، لَفَّاءُ فِي عَمَمِ

سَمْحٌ خَلائقُها، دُرْم مَرافِقُها،

يَرْوَى مُعانِقُها مِنْ بارِدٍ شَبِمِ

واسْتَعار سُوَيْد بْنُ كَرَاعٍ الأَبْوابَ للقوافِي فَقَالَ:

أَبِيتُ بأَبْوابِ القَوافِي، كأَنَّما

أَذُودُ بِهَا سِرْباً، مِنَ الوَحْشِ، نُزَّعا

والبَوَّابُ: الحاجِبُ، وَلَوِ اشْتُقَّ مِنْهُ فِعْلٌ عَلَى فِعالةٍ لَقِيلَ بِوابةٌ بِإِظْهَارِ الْوَاوِ، وَلَا تُقْلَبُ يَاءً، لأَنه لَيْسَ بِمَصْدَرٍ مَحْضٍ، إِنَّمَا هُوَ اسْمٌ. قَالَ: وأَهلُ الْبَصْرَةِ فِي أَسْواقِهم يُسَمُّون السَّاقِي الَّذِي يَطُوف عَلَيْهِمْ بالماءِ بَيَّاباً. ورجلٌ بَوّابٌ: لَازِمٌ للْباب، وحِرْفَتُه البِوابةُ. وبابَ لِلسُّلْطَانِ يَبُوبُ: صَارَ لَهُ بَوَّاباً. وتَبَوَّبَ بَوَّاباً: اتَّخَذَهُ. وَقَالَ بِشْرُ بْنُ أَبِي خَازِمٍ:

فَمَنْ يَكُ سَائِلًا عَنْ بَيْتِ بِشْرٍ،

فإنَّ لَهُ، بجَنْبِ الرَّدْهِ، بابا

(1). قوله [هتاك إلخ] ضبط بالجر فِي نُسْخَةٍ مِنَ الْمُحْكَمِ وبالرفع في التكملة وقال فيها والقافية مضمومة والرواية:

ملء الثوابة فيه الجدّ واللين

ص: 223

إِنَّمَا عَنَى بالبَيْتِ القَبْرَ، وَلَمَّا جَعَله بَيْتًا، وَكَانَتِ البُيوتُ ذواتِ أَبْوابٍ، اسْتَجازَ أَن يَجْعل لَهُ بَابًا. وبَوَّبَ الرَّجلُ إِذَا حَمَلَ عَلَى العدُوّ. والبابُ والبابةُ، فِي الحُدودِ والحِساب وَنَحْوُهُ: الغايةُ، وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: بيَّنْتُ لَهُ حِسابَه بَابًا بَابًا. وباباتُ الكِتابِ: سطورهُ، وَلَمْ يُسمع لَهَا بواحدٍ، وَقِيلَ: هِيَ وجوهُه وطُرُقُه. قَالَ تَمِيم بْنُ مُقْبِلٍ:

بَنِي عامرٍ مَا تأْمُرون بشاعِرٍ،

تَخَيَّرَ باباتِ الكتابِ هِجائيا

وأَبوابٌ مُبَوَّبةٌ، كَمَا يُقَالُ أَصْنافٌ مُصَنَّفَةٌ. وَيُقَالُ هَذَا شيءٌ منْ بابَتِك أَي يَصْلُحُ لَكَ. ابْنُ الأَنباري فِي قَوْلِهِمْ هَذَا مِن بابَتي. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَغَيْرُهُ: البابةُ عِنْدَ العَرَب الوجْهُ، والباباتُ الوُجوه. وأَنشد بَيْتَ تَمِيمِ بْنِ مُقْبِلٍ:

تَخَيَّرَ باباتِ الكِتابِ هِجائِيا

قَالَ مَعْنَاهُ: تَخَيَّرَ هِجائي مِن وُجوه الْكِتَابِ؛ فَإِذَا قَالَ: الناسُ مِن بابَتِي، فَمَعْنَاهُ مِنَ الوجْهِ الَّذِي أُريدُه ويَصْلُحُ لِي. أَبو الْعُمَيْثِلِ: البابةُ: الخَصْلةُ. والبابِيَّةُ: الأُعْجوبةُ. قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

فَذَرْ ذَا، ولكِنَّ بابِيَّةً

وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي التَّهْذِيبِ:

ولكِنَّ بابِيَّةً، فاعْجَبوا،

وَعِيدُ قُشَيْرٍ، وأَقْوالُها

بابِيَّةٌ: عَجِيبةٌ. وأَتانا فُلَانٌ بِبابيَّةٍ أَي بأُعْجوبةٍ. وَقَالَ اللَّيْثُ: البابِيَّةُ هَدِيرُ الفَحْل فِي تَرْجِيعه «1» ، تكْرار لَهُ. وَقَالَ رؤْبة:

بَغْبَغَةَ مَرّاً وَمَرًّا بابِيا

وَقَالَ أَيْضًا:

يَسُوقُها أَعْيَسُ، هَدّارٌ، بَبِبْ،

إِذَا دَعاها أَقْبَلَتْ، لَا تَتَّئِبْ «2»

وَهَذَا بابةُ هَذَا أَي شَرْطُه. وبابٌ: مَوْضِعٌ، عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَنشد:

وإنَّ ابنَ مُوسى بائعُ البَقْلِ بالنَّوَى،

لَهُ، بَيْن بابٍ والجَرِيبِ، حَظِيرُ

والبُوَيْبُ: مَوْضِعٌ تِلْقاء مِصْرَ إِذَا بَرَقَ البَرْقُ مِنْ قِبَله لَمْ يَكَدْ يُخْلِفُ. أَنشد أَبو العَلاءِ:

أَلا إِنَّمَا كَانَ البُوَيْبُ وأَهلُه

ذُنُوباً جَرَتْ مِنِّي، وَهَذَا عِقابُها

والبابةُ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُورِ الرُّومِ. والأَبوابُ: ثَغْرٌ مِنْ ثُغُور الخَزَرِ. وَبِالْبَحْرَيْنِ مَوْضِعٌ يُعرف ببابَيْنِ، وَفِيهِ يَقُولُ قَائِلُهُمْ:

إِنَّ ابنَ بُورٍ بَيْنَ بابَيْنِ وجَمْ،

والخَيْلُ تَنْحاهُ إِلَى قُطْرِ الأَجَمْ

(1). قوله [اللَّيْثُ: الْبَابِيَّةُ هَدِيرُ الْفَحْلِ إلخ] الذي في التكملة وتبعه المجد البأببة أي بثلاث باءات كما ترى هدير الفحل. قال رؤبة:

إذا المصاعيب ارتجسن قبقبا

بخبخة مراً ومراً بأببا

انتهى فقد أورده كل منهما في مادة ب ب ب لا ب وب وسلم المجد من التصحيف. والرجز الذي أورده الصاغاني يقضي بأن المصحف غير المجد فلا تغتر بمن سوّد الصحائف.

(2)

. قوله [يسوقها أعيس إلخ] أورده الصاغاني أيضاً في ب ب ب.

ص: 224