المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

تَلَكُّؤاً: تباطَأْت عَنْهُ وتَوَقَّفْتُ واعْتَلَلْتُ عَلَيْهِ وامْتَنَعْتُ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: فَتَلَكَّأَتْ - لسان العرب - جـ ١

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة الناشر]

- ‌تَرْجَمَة الْمُؤلف رحمه الله

- ‌مُقَدّمَة الطبعة الأولى

- ‌مُقدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ

- ‌بَاب تَفْسِير الْحُرُوف الْمُقطعَة

- ‌بَاب ألقاب الْحُرُوف وطبائعها وخواصها

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌ا

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الدال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌ب

- ‌حرف الباء

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الثاء المثلثة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي المعجمة

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضأب

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء المثناة تحتها

الفصل: تَلَكُّؤاً: تباطَأْت عَنْهُ وتَوَقَّفْتُ واعْتَلَلْتُ عَلَيْهِ وامْتَنَعْتُ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ: فَتَلَكَّأَتْ

تَلَكُّؤاً: تباطَأْت عَنْهُ وتَوَقَّفْتُ واعْتَلَلْتُ عَلَيْهِ وامْتَنَعْتُ. وَفِي حَدِيثِ المُلاعَنةِ:

فَتَلَكَّأَتْ عِنْدَ الْخَامِسَةِ أَي توقَّفَت وتباطَأَتْ أَن تَقُولَها.

وَفِي حَدِيثِ

زِيادٍ: أُتِيَ برَجُل فَتَلَكَّأَ في الشّهادةِ.

لمأ: تَلَمَّأَتْ بِهِ الأَرضُ وَعَلَيْهِ تَلَمُّؤاً: اشْتَمَلت واسْتَوَت ووارَتْه. وأَنشد:

ولِلأَرْضِ كَمْ مِنْ صالِحٍ قَدْ تَلَمَّأَتْ

عَلَيْهِ، فَوارَتْه بلَمَّاعةٍ قَفْرِ

وَيُقَالُ: قَدْ أَلْمأْتُ عَلَى الشيءِ إِلْمَاءً إِذَا احْتَوَيْتَ عَلَيْهِ. ولَمَأَ بِهِ: اشْتَمَلَ عَلَيْهِ. وأَلْمَأَ اللِّصُّ عَلَى الشيءِ: ذَهَب بِهِ خُفْيةً. وأَلْمَأَ عَلَى حَقِّي: جَحَده. وذهَب ثَوْبِي فَمَا أَدْري مَنْ أَلمَأَ عَلَيْهِ. وَفِي الصِّحَاحِ: مَن أَلمَأَ بِهِ، حَكَاهُ يَعْقُوبُ فِي الجَحْد، قَالَ: وَيُتَكَلَّمُ بِهَذَا بِغَيْرِ جَحد. وَحَكَاهُ يَعْقُوبُ أَيضاً: وَكَانَ بالأَرض مَرْعًى أَو زَرْعٌ، فَهَاجَتْ بِهِ دَوابُّ، فأَلْمَأَتْه أَي تَرَكَتْه صعِيداً لَيْسَ بِهِ شَيْءٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فهاجَتْ بِهِ الرّياحُ، فأَلمأَتْه أَي تَرَكَتْه صَعِيداً. وَمَا أَدْرِي أَين أَلْمَأَ مِن بِلاد اللَّهِ أَي ذَهَب. وَقَالَ ابْنُ كَثْوةَ: مَا يَلْمَأُ فَمُه بِكَلِمَةٍ وَمَا يَجْأَى فَمُه بِكَلِمَةٍ، بِمَعْنَاهُ. وَمَا يَلْمَأُ فَمُ فُلَانٍ بِكَلِمَةٍ، مَعْنَاهُ: أَنه لَا يَسْتَعْظِمُ شَيْئًا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ قَبِيح. ولَمَأَ الشيءَ يَلْمَؤُه: أَخذَه بأَجْمَعِه. وأَلْمأَ بِمَا فِي الجَفْنة، وتَلَمَّأَ بِهِ، والتَمَأَه: اسْتَأْثَرَ بِهِ وغَلَب عَلَيْهِ. والتُمِئَ لونُه: تَغيَّر كالتُمِعَ. وَحَكَى بَعْضُهُمُ: الْتَمَأَ كالتَمَع. ولَمَأَ الشيءَ: أَبْصَرَه كَلَمَحَه. وَفِي حَدِيثِ الْمَوْلِدِ:

فَلَمَأْتُها نُوراً يُضِيءُ لَهُ مَا حَوْلَه كَإضاءَةِ البَدْرِ.

لَمَأْتُها أَي أَبْصَرْتُها ولَمَحْتُها. واللَّمءُ واللَّمحُ: سُرْعة إبصار الشيء.

لهلأ: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: تَلَهْلَأْتُ أَي نَكَصْتُ.

لوأ: التَّهْذِيبُ فِي تَرْجَمَةِ لَوَى: وَيُقَالُ لَوَّأَ اللَّهُ بِكَ، بِالْهَمْزِ، أَي شَوَّهَ بِكَ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وكنتُ أُرَجِّي، بَعْدَ نَعْمانَ، جابِراً،

فَلَوَّأَ، بالعَيْنَيْنِ والوجهِ، جابِرُ

أَي شَوَّه. وَيُقَالُ: هَذِهِ وَاللَّهِ الشَّوْهةُ واللَّوْأَة. وَيُقَالُ: اللَّوَّة، بِغَيْرِ همز.

ليأ: اللِّيَاءُ: حَبٌّ أَبيضُ مِثْلُ الحِمَّصِ، شديدُ البَياض يُؤْكل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: لَا أَدري أَلَهُ قُطْنِيَّةٌ أَم لا؟

‌فصل الميم

مأمأ: المَأْمَأَةُ: حِكايةُ صَوْتِ الشاةِ أَو الظَّبْي إِذَا وصَلَتْ صَوْتَها.

متأ: مَتَأَه بالعَصا: ضَرَبه بِهَا. ومَتَأَ الحَبْلَ يَمْتَؤُه مَتْأً: مدَّه، لُغَةٌ فِي مَتَوْتُه.

مرأ: المُرُوءَة: كَمالُ الرُّجُولِيَّة. مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءَةً، فَهُوَ مَرِيءٌ، عَلَى فعيلٍ، وَتمَرَّأَ، عَلَى تَفَعَّلَ: صَارَ ذَا مُروءَةٍ. وتَمَرَّأَ: تَكَلَّفَ المُروءَة. وتَمَرَّأَ بِنَا أَي طَلَب بإِكْرامِنا اسْمَ المُروءَةِ. وَفُلَانٌ يَتَمَرَّأُ بِنَا أَي يَطْلُبُ المُروءَةَ بنَقْصِنا أَو عَيْبِنَا. والمُرُوءَة: الإِنسانية، وَلَكَ أَن تُشَدّد. الفرَّاءُ: يُقَالُ مِنَ المُرُوءَةِ مَرُؤَ الرجلُ يَمْرُؤُ مُرُوءَةً،

ص: 154

ومَرُؤَ الطعامُ يَمْرُؤُ مَراءَةً، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا فَرْقٌ إِلَّا اخْتِلَافَ الْمَصْدَرَيْنِ. وكَتَب عمرُ بنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبي مُوسَى: خُذِ الناسَ بالعَرَبيَّةِ، فإِنه يَزيدُ فِي العَقْل ويُثْبِتُ المروءَةَ. وَقِيلَ للأَحْنَفِ: مَا المُرُوءَةُ؟ فَقَالَ: العِفَّةُ والحِرْفةُ. وَسُئِلَ آخَرُ عَنِ المُروءَة، فَقَالَ: المُرُوءَة أَن لَا تَفْعَلَ فِي السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيِي أَن تَفْعَلَه جَهْراً. وطعامٌ مَريءٌ هَنِيءٌ: حَمِيدُ المَغَبَّةِ بَيِّنُ المَرْأَةِ، عَلَى مِثَالِ تَمْرةٍ. وَقَدْ مَرُؤَ الطعامُ، ومَرَأَ: صَارَ مَرِيئاً، وَكَذَلِكَ مَرِئَ الطعامُ كما تقول فَقُهَ وفَقِهَ، بِضَمِّ الْقَافِ وَكَسْرِهَا؛ واسْتَمْرَأَه. وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ:

اسقِنا غَيْثاً مَرِيئاً مَرِيعاً.

يُقَالُ: مَرَأَني الطعامُ وأَمْرَأَني إِذَا لَمْ يَثْقُل عَلَى المَعِدة وانْحَدَر عَنْهَا طَيِّباً. وَفِي حَدِيثِ الشُّرْب:

فإِنه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ.

وَقَالُوا: هَنِئَنِي الطَّعامُ «1» ومَرِئَني وهَنَأَنِي ومَرَأَنِي، عَلَى الإِتْباعِ، إِذَا أَتْبَعُوها هَنَأَنِي قَالُوا مَرَأَنِي، فَإِذَا أَفردوه عَنْ هَنَأَنِي قَالُوا أَمْرَأَنِي، وَلَا يُقَالُ أَهْنَأَنِي. قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَمْرَأَنِي الطعامُ إِمْراءً، وَهُوَ طعامٌ مُمْرِئٌ، ومَرِئْتُ الطعامَ، بِالْكَسْرِ: اسْتَمْرأْتُه. وَمَا كَانَ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرُؤَ. وَهَذَا يُمْرِئُ الطعامَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: مَا كَانَ الطعامُ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرَأَ، وَمَا كَانَ الرجلُ مَرِيئاً وَلَقَدْ مَرُؤَ. وَقَالَ شَمِرٌ عَنْ أَصحابه: يُقَالُ مَرِئَ لِي هَذَا الطعامُ مَراءَةً أَي اسْتَمْرَأْتُه، وهَنِئَ هَذَا الطعامُ، وأَكَلْنا مِنْ هَذَا الطَّعَامِ حَتَّى هَنِئْنا مِنْهُ أَي شَبِعْنا، ومَرِئْتُ الطعامَ واسْتَمْرَأْته، وقَلَّما يَمْرَأُ لَكَ الطعامُ. وَيُقَالُ: مَا لَكَ لَا تَمْرَأُ أَي مَا لَك لَا تَطْعَمُ، وَقَدْ مَرَأْتُ أَي طَعِمْتُ. والمَرءُ: الإِطعامُ عَلَى بِنَاءِ دَارٍ أَو تَزْوِيجٍ. وكَلأٌ مَرِيءٌ: غَيْرُ وَخِيمٍ. ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءَةً، فَهِيَ مَرِيئةٌ: حَسُنَ هواءُها. والمَرِيءُ: مَجْرى الطَّعَامِ والشَّراب، وَهُوَ رأْس المَعدة والكَرِش اللاصقُ بالحُلْقُوم الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ وَيَدْخُلُ فِيهِ، وَالْجَمْعُ: أَمْرِئةٌ ومُرُؤٌ، مَهموزة بِوَزْنِ مُرُعٍ، مِثْلَ سَرِير وسُرُرٍ. أَبو عُبَيْدٍ: الشَّجْرُ مَا لَصِقَ بالحُلْقُوم، والمَرِيءُ، بِالْهَمْزِ غَيْرُ مُشدد. وَفِي حَدِيثِ

الأَحنَف: يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ نَعامٍ

«2» . المَرِيءُ: مَجْرى الطَّعام والشَّراب مِنَ الحَلْق، ضَرَبه مَثَلًا لِضيق العَيْشِ وَقِلَّةِ الطَّعَام، وَإِنَّمَا خَصَّ النَّعام لدقةِ عُنُقِه، ويُستدلُّ بِهِ عَلَى ضِيق مَريئه. وأَصلُ المَريءِ: رأْسُ المَعِدة المُتَّصِلُ بالحُلْقُوم وَبِهِ يَكُونُ اسْتِمْراءُ الطَّعَامِ. وَتَقُولُ: هُوَ مَرِيءُ الجَزُور وَالشَّاةِ لِلْمُتَّصِلِ بالحُلْقوم الَّذِي يَجْرِي فِيهِ الطعامُ والشرابُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَقرأَني أَبو بكر الإِياديّ: المريءُ لأَبي عُبَيْدٍ، فَهَمَزَهُ بِلَا تَشْدِيدٍ. قَالَ: وأَقرأَني الْمُنْذِرِيُّ: المَريُّ لأَبي الْهَيْثَمِ، فَلَمْ يَهْمِزْهُ وشدَّد الياءَ. والمَرْءُ: الإِنسان. تَقُولُ: هَذَا مَرْءٌ، وَكَذَلِكَ فِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ تَفْتَحُ الْمِيمَ، هَذَا هُوَ الْقِيَاسُ. وَمِنْهُمْ مَنْ يَضُمُّ الْمِيمَ فِي الرَّفْعِ وَيَفْتَحُهَا في النصب ويكسرها

(1). قوله [هنئني الطعام إلخ] كذا رسم في النسخ وشرح القاموس أيضاً.

(2)

. قوله [يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ إلخ] كذا بالنسخ وهو لفظ النهاية والذي في الأساس يأتينا ما يَأْتِينَا فِي مِثْلِ مَرِيءِ النعامة.

ص: 155

فِي الْخَفْضِ، يُتْبِعُهَا الْهَمْزَ عَلَى حَدِّ مَا يُتْبِعُون الرَّاء إِيَّاهَا إِذَا أَدخلوا أَلف الْوَصْلِ فَقَالُوا امْرُؤٌ. وَقَوْلُ أَبي خِراش:

جَمَعْتَ أُمُوراً، يُنْفِذُ المِرْءَ بَعْضُها،

مِنَ الحِلْمِ والمَعْرُوفِ والحَسَبِ الضَّخْمِ

هَكَذَا رَوَاهُ السُّكَّرِيُّ بِكَسْرِ الْمِيمِ، وَزَعْمَ أَن ذَلِكَ لُغَةُ هُذَيْلٍ. وَهُمَا مِرْآنِ صالِحان، وَلَا يُكَسَّرُ هَذَا الِاسْمُ وَلَا يُجْمَعُ عَلَى لَفْظِهِ، وَلَا يُجْمَع جَمْع السَّلامة، لَا يُقَالُ أَمْراءٌ وَلَا أَمْرُؤٌ وَلَا مَرْؤُونَ وَلَا أَمارِئُ. وَقَدْ وَرَدَ فِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: أَحْسِنُوا ملأَكُمْ أَيها المَرْؤُونَ.

قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ جَمْعُ المَرْءِ، وَهُوَ الرَّجل. وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبةَ لِطائفةٍ رَآهم: أَيْنَ يُرِيد المَرْؤُونَ؟ وَقَدْ أَنَّثوا فَقَالُوا: مَرْأَةٌ، وخَفَّفوا التَّخْفِيفَ الْقِيَاسِيَّ فَقَالُوا: مَرَةٌ، بِتَرْكِ الْهَمْزِ وَفَتْحِ الراءِ، وَهَذَا مطَّرد. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ قَالُوا: مَراةٌ، وَذَلِكَ قَلِيلٌ، وَنَظِيرُهُ كَمَاةٌ. قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَلَيْسَ بمُطَّرِد كأَنهم تَوَهَّمُوا حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ عَلَى الرَّاءِ، فَبَقِيَ مَرَأْةً، ثُمَّ خُفِّف عَلَى هَذَا اللَّفْظِ. وأَلحقوا أَلف الْوَصْلِ فِي المؤَنث أَيضاً، فَقَالُوا: امْرأَةٌ، فَإِذَا عرَّفوها قَالُوا: المَرأة. وَقَدْ حَكَى أَبو عَلِيٍّ: الامْرَأَة. اللَّيْثُ: امْرَأَةٌ تأْنيث امْرِئٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَنباري: الأَلف فِي امْرأةٍ وامْرِئٍ أَلف وَصْلٍ. قَالَ: وَلِلْعَرَبِ فِي المَرأَةِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ، يُقَالُ: هِيَ امْرَأَتُه وَهِيَ مَرْأَتُه وَهِيَ مَرَتُه. وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: أَنه يُقَالُ للمرأَة إِنَّهَا لَامْرُؤُ صِدْقٍ كالرَّجل، قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ. وَفِي حَدِيثِ

عليٍّ، كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ، لَمَّا تَزَوَّج فاطِمَة، رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا: قَالَ لَهُ يَهُودِيٌّ، أَراد أَن يَبْتَاعَ مِنْهُ ثِياباً، لَقَدْ تَزَوَّجْتَ امْرأَةً

، يُرِيد امْرَأَةً كامِلةً، كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ رَجُلٌ، أَي كامِلٌ فِي الرِّجال. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَقْتُلُون كَلْبَ المُرَيْئةِ

؛ هِيَ تَصْغِيرُ المرأَة. وَفِي الصِّحَاحِ: إِنْ جِئْتَ بأَلف الْوَصْلِ كَانَ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فَتْحُ الراءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، حَكَاهَا الفرَّاءُ، وَضَمُّهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ، وَإِعْرَابُهَا عَلَى كُلِّ حَالٍ. تقول: هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرِئٍ، معرَباً مِنْ مَكَانَيْنِ، وَلَا جَمْعَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: فِي النَّصْبِ تَقُولُ: هذا امْرَؤٌ ورأَيت امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرَئٍ، وَفِي الرَّفْعِ تقول: هذا امْرُؤٌ ورأَيت امْرُأً وَمَرَرْتُ بامْرُئٍ، وَتَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَةٌ، مَفْتُوحَةُ الراءِ عَلَى كُلِّ حَالٍ. قَالَ الْكِسَائِيُّ والفرَّاءُ: امْرُؤٌ مُعْرَبٌ مِنَ الراءِ وَالْهَمْزَةِ، وَإِنَّمَا أُعرب مِنْ مَكَانَيْنِ، والإِعراب الْوَاحِدُ يَكْفِي مِنَ الإِعرابين، أَن آخِرَهُ هَمْزَةٌ، وَالْهَمْزَةُ قَدْ تُتْرَكُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، فَكَرِهُوا أَن يَفْتَحُوا الراءَ وَيَتْرُكُوا الْهَمْزَةَ، فَيَقُولُونَ: امْرَوْ، فَتَكُونُ الرَّاءُ مَفْتُوحَةً وَالْوَاوُ سَاكِنَةً، فَلَا يَكُونُ، فِي الْكَلِمَةِ، علامةٌ لِلرَّفْعِ، فَعَرَّبوه مِنَ الراءِ لِيَكُونُوا، إِذَا تَرَكُوا الْهَمْزَةَ، آمِنين مِنْ سُقوط الإِعْراب. قَالَ الفرَّاءُ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُعْرِبُهُ مِنَ الْهَمْزِ وَحْدَه ويَدَعُ الراءَ مَفْتُوحَةً، فَيَقُولُ: قَامَ امرَؤٌ وَضَرَبْتُ امْرَأً وَمَرَرْتُ بامْرَئٍ، وأَنشد:

بِأَبْيَ امْرَؤٌ، والشامُ بَيْنِي وبَينَه،

أَتَتْنِي، بِبُشْرَى، بُرْدُه ورَسائِلُهْ

وَقَالَ آخَرُ:

أَنتَ امْرَؤٌ مِن خِيار الناسِ، قَدْ عَلِمُوا،

يُعْطِي الجَزيلَ، ويُعْطَى الحَمْدَ بالثَّمنِ

ص: 156

هَكَذَا أَنشده بِأَبْيَ، بِإِسْكَانِ الْبَاءِ الثَّانِيَةِ وَفَتْحِ الْيَاءِ. وَالْبَصْرِيُّونَ يُنْشِدُونَهُ بِبَنْيَ امْرَؤٌ. قَالَ أَبو بَكْرٍ: فإِذا أَسقطت الْعَرَبُ مِنِ امرئٍ الأَلف فَلَهَا فِي تَعْرِيبِهِ مَذْهَبَانِ: أَحدهما التَّعْرِيبُ مِنْ مَكَانَيْنِ، وَالْآخَرُ التَّعْرِيبُ مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ، فَإِذَا عَرَّبُوه مِنْ مَكَانَيْنِ قَالُوا: قَامَ مُرْءٌ وضربت مَرْءًا ومررت بمِرْءٍ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: قام مَرءٌ وضربت مَرْءًا وَمَرَرْتُ بمَرْءٍ. قَالَ: ونَزَلَ القرآنُ بتعْريبِه مِنْ مَكَانٍ وَاحِدٍ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ

، عَلَى فَتْحِ الْمِيمِ. الْجَوْهَرِيُّ المرءُ: الرَّجُلُ، تَقُولُ: هَذَا مَرْءٌ صالحٌ، وَمَرَرْتُ بِمَرْءٍ صالحٍ ورأَيت مَرْءًا صَالِحًا. قَالَ: وَضَمُّ الْمِيمِ لُغَةٌ، تَقُولُ: هَذَا مُرْؤٌ ورأَيت مُرْءًا وَمَرَرْتُ بمُرْءٍ، وَتَقُولُ: هذا مُرْءٌ ورأَيت مَرْءًا وَمَرَرْتُ بِمِرْءٍ، مُعْرَباً مِنْ مَكَانَيْنِ. قَالَ: وَإِنْ صَغَّرْتَ أَسقطت أَلِف الْوَصْلِ فَقُلْتَ: مُرَيْءٌ ومُرَيْئةٌ، وَرُبَّمَا سَمَّوُا الذِّئْبَ امْرَأً، وَذَكَرَ يُونُسُ أَن قَوْلَ الشَّاعِرِ:

وأَنتَ امْرُؤٌ تَعْدُو عَلَى كلِّ غِرَّةٍ،

فتُخْطِئُ فِيهَا، مرَّةً، وتُصِيبُ

يَعْنِي بِهِ الذِّئْبَ. وَقَالَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أَنا امْرُؤٌ لَا أُخْبِرُ السِّرَّ. وَالنِّسْبَةُ إِلَى امْرِئٍ مَرَئِيٌّ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، وَمِنْهُ المَرَئِيُّ الشَّاعِرُ. وَكَذَلِكَ النِّسْبَةُ إِلَى امْرِئِ القَيْس، وإِن شِئْتَ امْرِئِيٌّ. وامْرؤُ الْقَيْسِ مِنْ أَسمائهم، وَقَدْ غَلَبَ عَلَى الْقَبِيلَةِ، والإِضافةُ إِلَيْهِ امْرِئيّ، وَهُوَ مِنَ الْقِسْمِ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الإِضافة إِلَى الأَول دُونَ الثَّانِي، لأَن امْرَأً لَمْ يُضَفْ إِلَى اسْمِ عَلَمٍ فِي كَلَامِهِمْ إِلَّا فِي قَوْلِهِمُ امرؤُ الْقَيْسِ. وأَما الَّذِينَ قَالُوا: مَرَئِيٌّ، فكأَنهم أَضافوا إِلَى مَرْءٍ، فَكَانَ قِيَاسُهُ عَلَى ذَلِكَ مَرْئِيٌّ، وَلَكِنَّهُ نادرٌ مَعْدُولُ النَّسَبِ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذَا المَرَئِيُّ شَبَّ لَهُ بناتٌ،

عَقَدْنَ برأْسِه إبَةً وعارَا

والمَرْآةُ: مَصْدَرُ الشَّيْءِ المَرْئِيِّ. التَّهْذِيبِ: وَجَمْعُ المَرْآةِ مَراءٍ، بِوَزْنِ مَراعٍ. قَالَ: والعوامُّ يَقُولُونَ فِي جَمْعِ المَرْآةِ مَرايا. قَالَ: وَهُوَ خطأٌ. ومَرْأَةُ: قَرْيَةٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

فَلَمَّا دَخَلْنا جَوْفَ مَرْأَةَ غُلِّقَتْ

دساكِرُ، لَمْ تُرْفَعْ، لخَيْرٍ، ظلالُها

وَقَدْ قِيلَ: هِيَ قَرْيَةُ هِشَامٍ المَرئِيِّ. وأَما قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ:

لَا يَتَمَرْأَى أَحدُكم فِي الدُّنْيَا

، أَي لَا يَنْظُرُ فِيهَا، وَهُوَ يَتَمَفْعَلُ مِنَ الرُّؤْية، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ: لَا يَتَمَرَّأُ أَحدُكم بِالدُّنْيَا، مِن الشَّيْءِ المَرِيءِ.

مسأ: مَسَأَ يَمْسَأُ مَسْأً ومُسُوءًا: مَجَنَ، والماسِئُ: الماجِنُ. ومَسْءُ الطريقِ: وَسَطُه. ومَسَأَ مَسْأً: مَرَنَ عَلَى الشيءِ. ومَسَأَ: أَبْطَأَ. ومَسَأَ بَيْنَهُمْ مَسْأً ومُسُوءًا: حَرَّش. أَبو عُبَيْدٍ عَنِ الأَصمعي: الماسُ، خَفِيفٌ غَيْرُ مَهْمُوزٍ، وَهُوَ الَّذِي لَا يلتفِتُ إِلَى مَوْعِظةِ أَحد، وَلَا يَقبل قَوْلَه. يُقَالُ: رَجُلٌ ماسٌ، وَمَا أَمْساهُ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: كأَنه مَقْلُوبٌ، كَمَا قالوا هارٌ وهارٍ وهائرٌ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَيَحْتَمِلُ أَن يَكُونَ الماسُ فِي الأَصل ماسِئاً، وَهُوَ مَهْمُوزٌ في الأَصل.

مطأ: ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ الباهِلِيِّين تَقُولُ: مَطا الرجُلُ المرأَةَ ومَطَأَها، بِالْهَمْزِ، أَي وَطِئَها. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وشَطَأَها، بِالشِّينِ، بِهَذَا الْمَعْنَى لغة.

ص: 157

مكأ: المَكْءُ: جُحْر الثَّعْلَب والأَرْنَب. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ جُحْر الضَّبِّ. قَالَ الطِّرِمَّاح:

كَمْ بِهِ مِنْ مَكْءِ وحْشِيَّةٍ،

قِيضَ فِي مُنْتَثَلٍ أَو هَيامِ

عَنَى بالوَحْشِيَّةِ هُنَا الضَّبَّةَ، لأَنه لَا يَبِيضُ الثَّعلب وَلَا الأَرنب. إِنما تَبِيض الضَّبَّة. وقِيضَ: حُفِرَ وشُقَّ، ومَن رَوَاهُ مِنْ مَكْن وَحْشِيَّةٍ، وَهُوَ البَيْضُ، فقِيضَ عِنْدَهُ كُسِرَ قَيْضُه، فأُخْرِجَ مَا فِيهِ. والمُنْتَثَلُ: مَا يُخْرَج مِنْهُ مِنْ التُّراب. والهَيامُ: التُّراب الَّذِي لَا يَتَماسَكُ أَن يَسِيلَ مِنَ الْيَدِ.

ملأَ: مَلأَ الشيءَ يَمْلَؤُه مَلأً، فَهُوَ مَمْلُوءٌ، ومَلَّأَه فامْتَلأَ، وتَمَلَّأَ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ المِلأَةِ أَي المَلْءِ، لَا التَّمَلُّؤِ. وإِناءٌ مَلآنُ، والأُنثى مَلأَى ومَلآنةٌ، وَالْجَمْعُ مِلاءٌ؛ وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: إِناءٌ مَلًا. أَبو حَاتِمٍ يُقَالُ: حُبٌّ مَلآنُ، وقِرْبةٌ مَلأَى، وحِبابٌ مِلاءٌ. قَالَ: وَإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الْهَمْزَةَ، فَقُلْتَ فِي الْمُذَكَّرِ مَلانُ، وَفِي المؤَنث مَلًا. ودَلْوٌ مَلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

حَبَّذا دَلْوُك إذْ جاءَت مَلا

أَراد مَلأَى. وَيُقَالُ: مَلأْتُه مَلْأً، بِوَزْنِ مَلْعاً، فإِن خَفَّفْتَ قُلْتَ: مَلًا؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي مَلًا، غَيْرَ مَهْمُوزٍ، بِمَعْنَى مَلْءٍ:

وكائِنْ مَا تَرَى مِنْ مُهْوَئِنٍّ،

مَلا عَيْنٍ وأَكْثِبةٍ وَقُورِ

أَراد مَلْء عَيْنٍ، فَخَفَّفَ الْهَمْزَةَ. وَقَدِ امْتَلأَ الإِناءُ امْتِلاءً، وامْتَلأَ وتَمَلَّأَ، بِمَعْنًى. والمِلْءُ، بِالْكَسْرِ: اسْمٌ مَا يَأْخُذُهُ الإِناءُ إِذَا امْتَلأَ. يُقَالُ: أَعْطَى مِلأَه ومِلأَيْهِ وثلاثةَ أَمْلائه. وكوزٌ مَلآنُ؛ والعامَّةُ تَقُولُ: مَلًا مَاءً. وَفِي دُعَاءِ الصَّلَاةِ:

لكَ الحمدُ مِلْءَ السمواتِ والأَرضِ.

هَذَا تَمْثِيلٌ لأَنّ الكلامَ لَا يَسَعُ الأَماكِنَ، وَالْمُرَادُ بِهِ كَثْرَةُ الْعَدَدِ. يَقُولُ: لَوْ قُدِّر أَن تَكُونَ كلماتُ الحَمد أَجْساماً لبلَغت مِنْ كَثْرَتِهَا أَن تَمْلأَ السمواتِ والأَرضَ؛ وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ المرادُ بِهِ تَفْخِيمَ شأْنِ كَلِمَةِ الحَمد، وَيَجُوزُ أَن يرادَ بِهِ أَجْرُها وثَوابُها. وَمِنْهُ حَدِيثِ

إِسلام أَبي ذَرٍّ، رضي الله عنه: قَالَ لَنَا كلِمَةً تَمْلأُ الفمَ

أَي إِنها عَظِيمَةٌ شَنِيعةٌ، لَا يَجُوزُ أَن تُحْكَى وتُقالَ، فكأَنَّ الفَمَ مَلآنُ بِهَا لَا يَقْدِرُ عَلَى النُّطق. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

امْلَؤُوا أَفْواهَكم مِنَ القُرْآنِ.

وَفِي حَدِيثِ أُمّ زَرْعٍ:

مِلْءُ كِسائها وغَيْظُ جارَتِها

؛ أَرادت أَنها سَمِينة، فَإِذَا تغطَّت بِكسائها مَلأَتْه. وَفِي حَدِيثِ

عِمْرانَ ومَزادةِ الْمَاءِ: إِنَّهُ لَيُخَيَّلُ إِلينا أَنها أَشدُّ مِلأَةً مِنْهَا حِينَ ابْتُدِئَ فِيهَا

، أَي أَشدُّ امْتلاءً. يُقَالُ مَلأْتُ الإِناءَ أَمْلَؤُه مَلأً، والمِلْءُ الِاسْمُ، والمِلأَةُ أَخصُّ مِنْهُ. والمُلأَة، بِالضَّمِّ مِثَالُ المُتْعةِ، والمُلاءَةُ والمُلاءُ: الزُّكام يُصيب مِن امْتِلاءِ المَعِدة. وَقَدْ مَلُؤَ، فَهُوَ مَلِيءٌ، ومُلِئَ فُلَانٌ، وأَمْلأَه اللهُ إِمْلَاءً أَي أَزْكَمه، فَهُوَ مَمْلُوءٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، يُحمل عَلَى مُلِئَ. والمِلْءُ: الكِظَّة مِنْ كَثْرَةِ الأَكل. اللَّيْثُ: المُلأَةُ

ص: 158

ثِقَلٌ يَأْخُذُ فِي الرَّأْسِ كالزُّكام مِنَ امْتِلاءِ المَعِدة. وَقَدْ تَمَّلأَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ تَمَلُّؤاً، وتَمَلَّأَ غَيْظاً. ابْنُ السِّكِّيتِ: تَمَلَّأْتُ مِنَ الطَّعَامِ تَملُّؤاً، وَقَدْ تَملَّيْتُ العَيْشَ تَملِّياً إِذَا عِشْتَ مَلِيّاً أَي طَويلًا. والمُلْأَةُ: رَهَلٌ يُصِيبُ البعيرَ مِنْ طُول الحَبْسِ بَعْدَ السَّيْرِ. ومَلَّأَ فِي قَوْسِه: غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ. وأَمْلَأْتُ النَّزْعَ فِي القَوْسِ إِذَا شَدَدْتَ النَّزْعَ فِيهَا. التَّهْذِيبُ، يُقَالُ: أَمْلَأَ فُلَانٌ فِي قَوْسِه إِذَا أَغْرَقَ فِي النَّزْعِ، ومَلَأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذَا حَمَله عَلَى أَشَدِّ الحُضْرِ. ورَجل مَلِيءٌ، مَهْمُوزٌ: كَثِيرُ المالِ، بَيِّن المَلاء، يَا هَذَا، وَالْجَمْعُ مِلاءٌ، وأَمْلِئاءُ، بِهَمْزَتَيْنِ، ومُلَآءُ، كِلَاهُمَا عَنِ اللِّحْيَانِي وَحْدَهُ، وَلِذَلِكَ أُتِيَ بِهِمَا آخِرًا. وَقَدْ مَلُؤَ الرَّجُلُ يَمْلُؤُ مَلاءَةً، فَهُوَ مَلِيءٌ: صَارَ مَلِيئاً أَي ثِقةً، فَهُوَ غَنِيٌّ مَلِيءٌ بَيِّن المَلاءِ والمَلاءَةِ، مَمْدُودَانِ. وَفِي حَدِيثِ الدَّيْنِ:

إِذَا أُتْبِعَ أَحدُكم عَلَى مَلِيءٍ فلْيَتَّبِعْ.

المَلِيءٌ، بِالْهَمْزِ: الثِّقةُ الغَنِيُّ، وَقَدْ أُولِعَ فِيهِ النَّاسُ بِتَرْكِ الْهَمْزِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: لَا مَلِيءٌ وَاللَّهِ بإصْدارِ مَا ورَدَ عَلَيْهِ.

واسْتَمْلَأَ فِي الدَّيْنِ: جَعل دَيْنَه فِي مُلَآءَ. وَهَذَا الأَمر أَمْلَأُ بكَ أَي أَمْلَكُ. والمَلَأُ: الرُّؤَساءُ، سُمُّوا بِذَلِكَ لأَنهم مِلاءٌ بِمَا يُحتاج إِلَيْهِ. والمَلَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الْجَمَاعَةُ، وَقِيلَ أَشْرافُ الْقَوْمِ ووجُوهُهم ورؤَساؤهم ومُقَدَّمُوهم، الَّذِينَ يُرْجَع إِلَى قَوْلِهِمْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتصِمُ الملأُ الأَعْلى؟

يُرِيدُ الملائكةَ المُقَرَّبين. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ

. وَفِيهِ أَيضاً: وَقالَ الْمَلَأُ*

. وَيُرْوَى

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، سَمِعَ رَجُلًا مِنَ الأَنصار وَقَدْ رَجَعُوا مَن غَزْوةِ بَدْر يَقُولُ: مَا قَتَلْنا إِلَّا عجائزَ صُلْعاً، فَقَالَ عليه السلام: أُولئِكَ المَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ، لَوْ حَضَرْتَ فِعالَهم لاحْتَقَرْتَ فِعْلَكَ

؛ أَي أَشْرافُ قُرَيْشٍ، وَالْجَمْعُ أَمْلاء. أَبو الْحَسَنِ: لَيْسَ المَلَأُ مِن بَابِ رَهْطٍ، وَإِنْ كَانَا اسْمَيْنِ لِلْجَمْعِ، لأَن رَهْطاً لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ، والمَلَأُ وإِن كَانَ لَمْ يُكسر مالِئٌ عَلَيْهِ، فإنَّ مالِئاً مَنْ لَفْظِهِ. حَكَى أَحمد بْنُ يَحْيَى: رَجُلٌ مالِئٌ جَلِيلٌ يَمْلَأُ الْعَيْنَ بِجُهْرَتِه، فَهُوَ كعَرَبٍ ورَوَحٍ. وشابٌّ مالِئُ الْعَيْنِ إِذَا كَانَ فَخْماً حَسَناً. قَالَ الرَّاجِزُ:

بِهَجْمةٍ تَمْلَأُ عَيْنَ الحاسِدِ

وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَمْلَأُ لِعَيْنِي مِن فُلَانٍ، أَي أَتَمُّ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَنْظَراً وحُسْناً. وَهُوَ رَجُلٌ مالِئُ الْعَيْنِ إِذَا أَعْجَبَك حُسْنُه وبَهْجَتُه. وحَكَى: مَلَأَهُ عَلَى الأَمْر يَمْلَؤُه ومالأَهُ «3» ، وَكَذَلِكَ المَلَأُ إِنَّمَا هُمُ القَوْم ذَوُو الشَّارَةِ والتَّجَمُّع للإِدارة، فَفَارَقَ بابَ رَهْط لِذَلِكَ، والمَلَأُ عَلَى هَذَا صِفَةٌ غَالِبَةٌ. وَقَدْ مَالَأْتُه عَلَى الأَمر مُمَالَأَةً: ساعَدْتُه عَلَيْهِ وشايَعْتُه. وتَمَالَأْنا عَلَيْهِ: اجْتَمَعْنا، وتَمالَؤُوا عَلَيْهِ: اجْتَمعوا عَلَيْهِ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وتَحَدَّثُوا مَلَأً، لِتُصْبِحَ أُمّنا

عَذْراءَ، لَا كَهْلٌ ولا مَوْلُودُ

(3). قوله [وَحَكَى ملأَه عَلَى الأَمر إلخ] كذا في النسخ والمحكم بدون تعرض لمعنى ذلك وفي القاموس وملَأَه على الأَمر ساعده كمالأَه.

ص: 159

أَي تَشَاوَرُوا وتَحَدَّثُوا مُتَمالِئينَ عَلَى ذَلِكَ ليَقْتُلونا أَجمعين، فَتُصْبِحُ أُمنا كالعَذْراء الَّتِي لَا وَلَد لَهَا. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: يُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا تَتابَعُوا برَأْيِهم عَلَى أَمر قد تَمالَؤُوا عَلَيْهِ. ابْنُ الأَعرابي: مَالَأَه إِذَا عاوَنَه، ومَالَأَه إِذَا صَحِبَه أَشْباهُه. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثمانَ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ

؛ أَي مَا ساعَدْتُ وَلَا عاوَنْتُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: أَنه قَتَل سبعةَ نَفَرٍ بِرَجُلٍ قَتَلُوه غِيلةً

، وَقَالَ: لَو تَمالأَ عَلَيْهِ أَهلُ صَنْعاء لأَقَدْتُهم بِهِ. وَفِي رِوَايَةٍ: لَقَتَلْتُهم. يَقُولُ: لَوْ تضافَرُوا عليه وتَعاوَنُوا وتَساعَدُوا. المَلَأُ، مَهْمُوزٌ مَقْصُورٌ: الخُلُقُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الخُلُقُ المَلِيءُ بِمَا يُحْتاجُ إِلَيْهِ. وَمَا أَحسن مَلَأَ بَنِي فُلَانٍ أَي أَخْلاقَهم وعِشْرَتَهم. قَالَ الجُهَنِيُّ:

تَنادَوْا يَا لَبُهْثَةَ، إذْ رَأَوْنا،

فَقُلْنا: أَحْسِني مَلَأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي أَخْلاقاً يَا جُهَيْنةُ؛ وَالْجَمْعُ أَملاء. وَيُقَالُ: أَراد أَحْسِنِي ممالأَةً أَي مُعاوَنةً، مِنْ قَوْلِكَ مَالَأْتُ فُلاناً أَي عاوَنْتهُ وظاهَرْته. والمَلَأُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الخُلُقُ، يُقَالُ: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَي أَحْسِنُوا أَخْلاقَكم. وَفِي حَدِيثِ

أَبي قَتادَة، رضي الله عنه: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، لَمَّا تَكابُّوا عَلَى الْمَاءِ فِي تِلْكَ الغَزاةِ لِعَطَشٍ نالَهم؛ وَفِي طَرِيقٍ: لَمَّا ازدَحَمَ الناسُ عَلَى المِيضأَةِ، قَالَ لَهُمْ رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: أَحْسِنُوا المَلَأَ، فَكُلُّكُمْ سَيَرْوَى.

قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَكثر قُرّاء الحديث يَقْرَؤُونها أَحْسِنُوا المِلْءَ، بِكَسْرِ الْمِيمِ وَسُكُونِ اللَّامِ مِنْ مَلْءِ الإَناء، قَالَ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَنه قَالَ لأَصحابه حِينَ ضَرَبُوا الأَعرابيَّ الَّذِي بَالَ فِي المَسجد: أَحسنوا أَمْلاءَكم، أَي أَخْلاقَكم.

وَفِي غَرِيبِ أَبي عُبيدة: مَلَأً أَي غَلَبَةً «1» . وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ أَنهم ازْدَحَمُوا عَلَيْهِ فَقَالَ: أَحْسِنُوا أَمْلاءَكم أَيها المَرْؤُون.

والمَلَأُ: العِلْيةُ، وَالْجَمْعُ أَمْلاءٌ أَيضاً. وَمَا كَانَ هَذَا الأَمرُ عَنْ مَلإٍ منَّا أَي تشاوُرٍ وَاجْتِمَاعٍ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، حِين طُعِنَ: أَكان هَذَا عَنْ مَلإِ مِنْكُمْ

، أَي مُشاوَرةٍ مِنْ أَشرافِكم وجَماعَتِكم. والمَلَأُ: الطَّمَعُ والظَّنُّ، عَنِ ابْنِ الأَعْرابي، وَبِهِ فَسَّرَ قَوْلُهُ وتحَدَّثُوا مَلَأً، الْبَيْتُ الَّذِي تَقَدَّم، وَبِهِ فُسِّرَ أَيضاً قَوْلُهُ:

فَقُلْنا أَحْسِنِي مَلَأً جُهَيْنا

أَي أَحْسِنِي ظَنّاً. والمُلاءَة، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ، الرَّيْطة، وَهِيَ المِلْحفةُ، وَالْجَمْعُ مُلاءٌ. وَفِي حَدِيثِ الاستسقاءِ:

فرأَيت السَّحابَ يَتَمَزَّقُ كأَنه المُلاءُ حِينَ تُطْوَى.

المُلاءُ، بِالضَّمِّ وَالْمَدِّ: جَمْعُ مُلاءةٍ، وَهِيَ الإِزارُ والرَّيْطة. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِن الْجَمْعَ مُلَأٌ، بِغَيْرِ مَدٍّ، وَالْوَاحِدُ مَمْدُودٌ، والأَول أَثبت. شبَّه تَفَرُّقَ الْغَيْمِ وَاجْتِمَاعُ بَعْضِهِ إِلَى بَعْضٍ فِي أَطراف السَّمَاءِ بالإِزار إِذَا جُمِعَتْ أَطرافُه وطُوِيَ. وَمِنْهُ حَدِيثُ

قَيْلةَ: وَعَلَيْهِ أَسمالُ مُلَيَّتَيْنِ

، هُوَ تَصْغِيرُ مُلاءَة مُثَنَّاةُ الْمُخَفَّفَةِ الْهَمْزِ، وَقَوْلُ أَبي خِراش:

كأَنَّ المُلاءَ المَحْضَ، خَلْفَ ذَراعِه،

صُراحِيّةٌ والآخِنِيُّ المُتَحَّمُ

عَنَى بالمَحْضِ هُنَا الغُبارَ الخالِصَ، شبَّهه بالمُلاءِ من الثياب.

(1). قوله [ملأً أي غلبة] كذا هو في غير نسخة من النهاية.

ص: 160