المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الشين المهملة - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: ‌فصل الشين المهملة

زيخ: زَاخَ يَزِيخُ زَيْخاً وزَيَخاناً: جَارَ؛ قَالَ شَمِرٌ: زَاحَ وَزَاخَ، بِالْحَاءِ وَالْخَاءِ، بِمَعْنًى. وَحُكِيَ عَنْ أَعرابي مِنْ قَيْسٍ أَنه قَالَ: حَمَلُوا عَلَيْهِمْ فأَزاخُوهم عَنْ مَوْضِعِهِمْ أَي نَحَّوْهم؛ قَالَ وَيُرْوَى بَيْتُ لَبِيدٍ:

لَوْ يَقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه،

زاخَ عَنْ مِثْلِ مَقامي وزَحَل

قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: زَاحَ، بِالْحَاءِ، أَي ذَهَبَ، وَزَاحَتْ عِلَّتُهُ، وأَما زَاخَ، بِالْخَاءِ، فَهُوَ بِمَعْنَى جَارَ لا غير.

‌فصل الشين المهملة

سبخ: التَّسْبِيخُ: التَّخْفِيفُ، وَفِي الدُّعَاءِ: سَبَّخَ اللهُ عَنْكَ الشِّدّة. وَفِي الْحَدِيثِ

عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَن سَارِقًا سَرَقَ مِنْ بَيْتِ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، شَيْئًا فَدَعَتْ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بِدُعَائِكِ عَلَيْهِ

؛ أَي لَا تُخَفِّفي عَنْهُ إِثمه الَّذِي اسْتَحَقَّهُ بِالسَّرِقَةِ بِدُعَائِكَ عَلَيْهِ؛ يُرِيدُ أَن السَّارِقَ إِذا دَعَا عَلَيْهِ الْمَسْرُوقُ مِنْهُ خَفَّفَ ذَلِكَ عَنْهُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فَسَبِّخْ عَلَيْكَ الهَمَّ، وَاعْلَمْ بأَنه

إِذا قَدَّرَ الرحمنُ شَيْئًا فكائِنُ

وَهَذَا كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

مَنِ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ فَقَدِ انْتَصَرَ

؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَنْ خُفِّفَ عَنْهُ شَيْءٌ فَقَدْ سُبِّخَ عَنْهُ. وَيُقَالُ: اللَّهُمَّ سَبِّخْ عَنِّي الحُمَّى أَي خَفِّفْها وسُلَّها، وَلِهَذَا قِيلَ لِقِطَعِ القُطْن إِذا نُدِفَ: سَبائخ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَخطل يَذْكُرُ الْكِلَابَ:

فأَرْسَلُوهُنَّ يُذْرِينَ الترابَ، كَمَا

يُذْرِي سَبائخَ قُطنٍ نَدْفُ أَوْتارِ

وَيُقَالُ: سَبِّخْ عَنَّا الأَذَى يَعْنِي اكْشِفْه وَخَفِّفْهُ. وَالتَّسْبِيخُ أَيضاً: التَّسْكِينُ والسكونُ جَمِيعًا. قَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نَوْمِ اللَّيْلِ وَتَسْبِيخِ الْعُرُوقِ؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

لَمَّا رَمَوْا بِي والنَّقانِيقُ تَكِشْ،

فِي قَعْرِ خَرْقاءَ لَهَا جَوْبٌ عَطِشْ،

سَبَّخْتُ والماءُ بِعِطْفَيْها يَنِشْ

ابْنُ الأَعرابي: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى تَسْبِيخِ الْعُرُوقِ وإِساغة الرِّيقِ، بِمَعْنَى سُكُونِ الْعُرُوقِ مَنْ ضَرَبانِ أَلم فِيهَا. والسَّبْخُ والتَّسْبِيخُ: النَّوْمُ الشَّدِيدُ؛ وَقِيلَ: هُوَ رُقادُ كُلِّ سَاعَةٍ. وسَبَّخْتُ أَي نِمْتُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِن لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْخاً طَوِيلًا، قرأَ بِهَا يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ فَراغاً طَوِيلًا. الْفَرَّاءُ: هُوَ مِنْ تَسْبيخ الْقُطْنِ وَهُوَ تَوْسِعَتُهُ وَتَنْفِيشُهُ. يُقَالُ: سَبِّخِي قُطْنك أَي نَفِّشِيه ووَسِّعيه. ابْنُ الأَعرابي: مَنْ قرأَ سَبْحاً، فَمَعْنَاهُ اضْطِرَابًا ومعَاشاً، وَمَنْ قرأَ سَبْخاً أَراد رَاحَةً وَتَخْفِيفًا للأَبدان وَالنَّوْمَ. أَبو عمرو: السَّبْخُ النوم والفراع. الزَّجَّاجُ: السَّبْحُ والسَّبْخ قَرِيبَانِ مِنَ السَّواء. وتَسَبَّخَ الحَرُّ والغَضبُ وسَبَخَ: سَكَنَ وَفَتَرَ، وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: أَمْهِلْنا يُسَبَّخْ عَنَّا الحَرُّ

أَي يَخِفَّ. والسَّبِيخة: القُطْنة؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْقُطْنِ تُعَرَّضُ لِيُوضَعَ فِيهَا دَوَاءٌ وتُوضَعَ فَوْقَ جُرْحٍ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْقُطْنُ الْمَنْفُوشُ المَنْدُوفُ وَجَمْعُهَا سَبائخ وسَبِيخٌ؛ وأَنشد:

سَبَائخُ مِنْ بُرْسٍ وطُوطٍ وبَيْلَمٍ،

وقُنْفُعَةٌ فِيهَا أَلِيلُ وَحِيحِها

البُرْسُ: القطنُ. والطُّوطُ: قطنُ البَرْدِيّ. والبَيْلَمُ: قُطْنُ الْقَصَبِ. والقُنْفُعَة: القُنْفُذة. وَالْوَحِيحُ: ضَرْبٌ مِنَ الوَحْوَحة.

ص: 23

وَالسَّبِيخُ مِنَ الْقُطْنِ: مَا يُسَبَّخُ بَعْدَ النَّدْفِ أَي يُلَفُّ لِتَغْزِلَهُ المرأَة، والقِطْعة مِنْهُ سَبِيخة، وَكَذَلِكَ مِنَ الصُّوفِ وَالْوَبَرِ. وَقُطْنٌ سَبِيخٌ ومُسَبَّخٌ: مُفَدَّك، وَهُوَ مَا يُلَفُّ لِتَغْزِلَهُ المرأَة بَعْدَ النَّدْفِ. والسَّبْخُ: شِبْه الاستلال. والسَّبْخُ: سَلُّ الصُّوفِ وَالْقُطْنِ؛ وأَنشد فِي تَرْجَمَةٍ سَخَتَ:

وَلَوْ سَبَخْتَ الوَبَرَ العَمِيتا،

وبِعْتَهم طَحِينَكَ السِّخْتِيتا،

إِذاً رَجَوْنا لَكَ أَن تَلُوتا

تَقُولُ: سَبِيخةٌ مِنْ قُطْنٍ وعَمِيتةٌ مِنْ صُوفٍ وفَلِيلة مِنْ شَعَرٍ. وَيُقَالُ لِرِيشِ الطَّائِرِ الَّذِي يَسْقُط: سَبِيخٌ لأَنه يَنْسَلُّ فَيَسْقُطُ عَنْهُ. وَسَبَائِخُ الرِّيشِ وسَبِيخه: مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ وَهُوَ المُسَبَّخُ. والسَّبَخَةُ: أَرض ذَاتُ مِلْحٍ ونَزٍّ، وَجَمْعُهَا سِباخٌ؛ وَقَدْ سَبِخَتْ سَبَخاً فَهِيَ سَبِخةٌ وأَسْبَخَتْ. وَتَقُولُ: انْتَهَيْنَا إِلى سَبَخة يَعْنِي الْمَوْضِعَ، وَالنَّعْتُ أَرض سَبِخة. والسَّبَخةُ: الأَرض الْمَالِحَةُ. والسَّبَخُ: الْمَكَانُ يَسْبَخُ فَيُنْبِتُ المِلْحَ وتَسُوخُ فِيهِ الأَقدام؛ وَقَدْ سَبِخَ سَبَخاً، وأَرض سَبِخة: ذَاتُ سِباخ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَنه قَالَ لأَنس وَذَكَرَ الْبَصْرَةَ: إِن مَرَرْتَ بِهَا وَدَخَلْتَهَا فإِياك وسِباخَها

، هُوَ جَمْعُ سَبَخَة وَهِيَ الأَرض الَّتِي تَعْلُوهَا الْمُلُوحَةُ وَلَا تَكَادُ تُنْبِتُ إِلَّا بعضَ الشَّجَرِ. والسَّبَخَة: مَا يَعْلُو الماءَ مِنْ طُحْلُب وَنَحْوِهِ؛ وَيُقَالُ: قَدْ عَلَتْ هَذَا الْمَاءَ سَبَخَةٌ شَدِيدَةٌ كأَنه الطُّحْلُب مِنْ طُولِ التَّرْكِ. وحَفَروا فأَسْبَخُوا: بَلَغُوا السِّباخَ؛ تَقُولُ: حَفَر بِئْرًا فأَسْبَخَ إِذا انْتَهَى إِلى سَبَخة.

سخخ: السَّخَاخ، بِالْفَتْحِ: الأَرض الحُرَّة اللَّيِّنَةُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَدْ جَمَعَهَا القَطامِيُّ سَخاسِخَ؛ قَالَ يَصِفُ سَحَابًا ماطراً:

تَواضَعَ بال سَّخاسِخِ مِنْ مُنِيمٍ،

وجادَ العينَ، وافْتَرشَ الغِمارا

وسَخَّتِ الْجَرَادَةُ: غَرَزَتْ ذَنَبَها فِي الأَرض؛ وَفِي النَّوادر: يُقَالُ سُخَّ فِي أَسفل الْبِئْرِ أَي احْفِرْ. وسَخَّ فِي الأَرض وزَخَّ فِي الحَفْرِ والإِمعانِ فِي السيرِ جَمِيعًا؛ وَيُقَالُ: لَخَّ فِي البئر مثل سَخَّ.

سدخ: ضَرَبَهُ حَتَّى انْسَدَخَ أَي انبسط.

سربخ: السَّرْبَخُ: الأَرض الْوَاسِعَةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْبَعِيدَةُ؛ وَقِيلَ: هِيَ المَضِلَّة الَّتِي لَا يُهْتَدَى فِيهَا لِطَرِيقٍ؛ وَفِي حَدِيثِ جُهَيْشٍ:

وكائنْ قَطَعْنا إِليك مِنْ دَويَّة سَرْبَخٍ

أَي مَفَازَةٍ وَاسِعَةٍ بَعِيدَةِ الأَرجاء؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ:

وأَرض قَدْ قَطَعْتُ بِهَا القَواهِي

مِنَ الجِنَّانِ، سَرْبَخُها مَلِيعُ «3»

. وَقَالَ أَبو دُواد:

أَسْأَدَتْ ليْلةً وَيَوْمًا، فَلَمَّا

دَخَلَتْ فِي مُسَرْبَخٍ مَرْدُونِ

قَالَ: المَرْدُون الْمَنْسُوجُ بِالسَّرَابِ. والرَّدَنُ: الغَزْلُ. والسَّرْبَخَة: الخِفَّة والنَّزَقُ. وَفِي النَّوَادِرِ: ظَلِلْتُ اليومَ مُسَرْبَخاً ومُسَنْبَخاً أَي ظَلِلْتُ أَمشي فِي الظَّهِيرَةِ.

سلخ: السَّلْخُ: كَشْطُ الإِهابِ عَنْ ذِيهِ. سَلَخَ الإِهابَ يَسْلُخه ويَسْلَخه سَلْخاً: كَشَطه. والسَّلْخُ: مَا سُلِخَ عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

سُلَيْمَانَ، عَلَيْهِ

(3). قوله [قطعت بها القواهي] كذا بالأَصل بالقاف، ولعله جمع قاه، وهو الحديد الفؤاد. وقوله من الجنان: بيان له جمع جان كحائط وحيطان، والذي في الصحاح الهواهي، بهاءين

ص: 24

السَّلَامُ، والهُدْهُدِ: فَسَلَخوا موضعَ الماءِ كَمَا يُسْلَخُ الإِهابُ فَخَرَجَ الْمَاءُ

أَي حَفَرُوا حَتَّى وَجَدُوا الْمَاءَ. وَشَاةٌ سَلِيخٌ: كُشِطَ عَنْهَا جلدُها فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ اسمَها حَتَّى يُؤكل مِنْهَا، فإِذا أُكل مِنْهَا سُمِّيَ مَا بقيَ مِنْهَا شِلْواً قلَّ أَو كَثُرَ. والمَسْلوخ: الشَّاةُ سُلِخَ عَنْهَا الْجِلْدُ. والمَسْلوخة: اسْمٌ يَلْتَزِمُ الشَّاةَ الْمَسْلُوخَةَ بِلَا بُطونٍ وَلَا جُزارة. والمِسْلاخُ: الجِلْد. والسَّلِيخة: قَضِيبُ الْقَوْسِ إِذا جُرِّدَتْ مِنْ نَحْتِها لأَنها اسْتُخْرِجَتْ مِنْ سَلْخِها؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَكُلُّ شَيْءٍ يُفْلَقُ عَنْ قِشْر، فَقَدِ انْسَلَخَ. ومِسْلاخ الْحَيَّةِ وسَلْخَتها: جِلْدَتها الَّتِي تَنْسَلِخُ عَنْهَا؛ وَقَدْ سَلَخَتِ الحيةُ تسلَخُ سَلْخاً، وَكَذَلِكَ كُلُّ دَابَّةٍ تَنْسَرِي مِنْ جِلْدَتها كاليُسْرُوعِ وَنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ: مَا رأَيت امرأَة أَحبُّ إِليَّ أَن أَكونَ فِي مِسْلاخها مِنْ سَوْدةَ تَمَنَّتْ أَن تَكُونَ مِثْلَ هَدْيها وَطَرِيقَتِهَا.

والسِّلْخُ، بِالْكَسْرِ: الجِلْد. والسالخُ: الأَسْوَدُ مِنَ الْحَيَّاتِ شديدُ السَّوَادِ وأَقْتَلُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَيَّاتِ إِذا سَلَخَت جِلْدَها؛ قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ قَرْنَ ثَوْرٍ طَعَنَ بِهِ كَلْبًا:

فَكَرَّ بأَسْحَمَ مثلِ السِّنانِ،

شَوَى مَا أَصابَ بِهِ مَقْتَلُ

كأَنْ مُخَّ رِيقَتِه فِي الغُطَاطْ،

بِهِ سالخُ الجِلْدِ مُسْتَبْدَلُ

ابْنُ بُزُرْج: ذَلِكَ أَسودُ سالِخاً جَعَلَهُ مَعْرِفَةً ابْتِدَاءً مِنْ غَيْرِ مسأَلة. وأَسْوَدُ سالخٌ: غيرَ مُضَافٍ لأَنه يَسْلَخ جِلْدَهُ كلَّ عَامٍ، وَلَا يُقَالُ للأُنثى سَالِخَةٌ، وَيُقَالُ لَهَا أَسْوَدَةُ ولا توصف بسالخة، وأَسْوَدانِ سالخٌ لَا تُثَنَّى الصِّفَةُ فِي قَوْلُ الأَصمعي وأَبي زَيْدٍ، وَقَدْ حَكَى ابْنُ دُرَيْدٍ تَثْنِيَتَهَا، والأَول أَعرف، وأَساوِدُ سالخةٌ وسَوالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخةٌ، الأَخيرة نَادِرَةٌ. وسَلَخَ الحَرُّ جلدَ الإِنسان وسَلَّخه فانْسَلَخ وتَسَلَّخ. وسَلَخَت المرأَة عَنْهَا دِرْعَها: نَزَعَتْهُ؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

إِذا سَلَخَتْ عَنْهَا أُمامةُ دِرْعَها،

وأَعْجَبها رَابِي المَجَسَّةِ مُشْرِفُ

والسالخُ: جَرَبٌ يَكُونُ بِالْجَمَلِ يُسْلَخُ مِنْهُ وَقَدْ سُلِخَ، وَكَذَلِكَ الظَّلِيمُ إِذا أَصاب ريشَه داءٌ. واسْلَخَّ الرَّجُلُ إِذا اضْطَجَعَ. وَقَدِ اسْلَخَخْتُ أَي اضْطَجَعَتْ؛ وأَنشد:

إِذا غَدا القومُ أَبى فاسْلَخَّا

وانْسَلَخَ النَّهَارُ مِنَ اللَّيْلِ: خَرَجَ مِنْهُ خُرُوجًا لَا يَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ ضَوْئِهِ لأَن النَّهَارَ مُكَوَّر عَلَى الليل، فإِذا زال ضوؤه بَقِيَ اللَّيْلُ غَاسِقًا قَدْ غَشِيَ الناسَ؛ وَقَدْ سَلَخ اللهُ النهارَ مِنَ اللَّيْلِ يَسْلخُه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ

. وسَلَخْنا الشهرَ نَسْلَخُه ونَسْلُخُه سَلْخاً وَسُلُوخًا: خَرَجْنَا مِنْهُ وصِرْنا فِي آخِرِ يَوْمِهِ؛ وسَلَخَ هُوَ وانسَلخ. وجاءَ سَلْخَ الشَّهْرِ أَي مُنْسَلَخَه. التَّهْذِيبِ: يُقَالُ سَلَخْنا الشَّهْرَ أَي خَرَجْنَا مِنْهُ فسَلَخْنا كُلَّ لَيْلَةٍ عَنْ أَنفسنا جُزْءًا مِنْ ثَلَاثِينَ جُزْءًا حَتَّى تَكَامَلَتْ لَيَالِيَهُ فسلَخناه عَنْ أَنفسنا كلَّه. قَالَ: وأَهْلَلْنا هِلالَ شَهْرِ كَذَا أَي دَخَلْنَا فِيهِ وَلَبِسْنَاهُ فَنَحْنُ نَزْدَادُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى مضيِّ نِصْفِهِ لِباساً مِنْهُ ثُمَّ نَسْلَخُه عَنْ أَنفسنا كلَّه؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

إِذا مَا سَلَخْتُ الشهرَ أَهْلَلْتُ مثلَه،

كَفَى قاتِلًا سَلْخِي الشُّهورَ وإِهْلالي

ص: 25

وَقَالَ لَبِيدٌ:

حَتَّى إِذا سَلَخا جُمادَى ستَّةً،

جَزْءاً فطالَ صيامُه وصيامُها

قَالَ: وَجُمَادَى سِتَّةٌ هُوَ جُمَادَى الْآخِرَةِ وَهِيَ تَمَامُ سِتَّةِ أَشهر مِنْ أَول السَّنَةِ. وسَلَخْتُ الشَّهْرَ إِذا أَمضيته وَصِرْتَ فِي آخِرِهِ؛ وانسلَخَ الشهرُ مِنْ سَنته والرجلُ مِنْ ثِيَابِهِ والحيةُ مِنْ قِشْرِهَا والنهارُ مِنَ اللَّيْلِ. وَالنَّبَاتُ إِذا سَلَخ ثُمَّ عَادَ فاخْضَرَّ كلُّه، فَهُوَ سالخٌ مِنَ الحَمْض وَغَيْرِهِ؛ ابْنُ سِيدَهْ: سَلَخَ النباتُ عَادَ بَعْدَ الهَيْج واخْضَرَّ. وسَلِيخ العَرْفَج: مَا ضَخُمَ مِنْ يَبِيسه. وسَلِيخةُ الرِّمْثِ والعَرْفَج: مَا لَيْسَ فِيهِ مَرْعىً إِنما هُوَ خَشَبٌ يَابِسٌ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ للرِمْث والعَرْفَج إِذا لَمْ يَبْقَ فِيهِمَا مَرْعىً لِلْمَاشِيَةِ: مَا بَقِيَ مِنْهُمَا إِلا سَلِيخة. وسَلِيخةُ البانِ: دُهْنُ ثَمره قَبْلَ أَن يُربَّبَ بِأَفَاوِيهِ الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ ثَمَرُهُ بِالْمِسْكِ وَالطِّيبِ ثُمَّ اعْتُصِر، فَهُوَ مَنْشُوشٌ؛ وَقَدْ نُشَّ نَشّاً أَي اخْتَلَطَ الدهنُ بِرَوَائِحِ الطِّيبِ. والسَّلِيخة: شَيْءٌ مِنَ العِطْر تَرَاهُ كأَنه قِشْرٌ مُنْسَلخ ذُو شُعَبٍ. والأَسْلخُ: الأَصْلَعُ، وَهُوَ بِالْجِيمِ أَكثر. والمِسْلاخُ: النَّخْلَةُ الَّتِي يَنْتَثِر بُسْرُها وَهُوَ أَخضر. وَفِي حَدِيثِ مَا يَشْتَرِطُه الْمُشْتَرِي عَلَى الْبَائِعِ:

إِنه لَيْسَ لَهُ مِسْلاخ وَلَا مِحْضار

؛ المِسْلاخ: الَّذِي يَنْتَثِرُ بُسْرُه. وسَلِيخٌ مَلِيخٌ: لَا طَعْمَ لَهُ؛ وَفِيهِ سَلاخَة ومَلاخة إِذا كَانَ كَذَلِكَ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ.

سمخ: السِّماخ: الثَّقْبُ الَّذِي بَيْنَ الدُّجْرَيْنِ مِنْ آلَةِ الفَدَّان. والسِّماخ: لُغَةٌ فِي الصِّماخ وَهُوَ والِجُ الأُذُن عِنْدَ الدِّمَاغِ. وسَمَخَه يَسْمَخُه «1» سَمْخاً: أَصاب سِماخَه فعَقره. وَيُقَالُ: سَمَخَنِي بِحِدَّةِ صَوْتِهِ وَكَثْرَةِ كَلَامِهِ، وَلُغَةُ تَمِيمٍ الصَّمْخُ.

سملخ: السَّمالِخِيّ مِنَ الطَّعَامِ وَاللَّبَنِ: مَا لَا طَعْمَ لَهُ. والسَّمالِخِيُّ: اللبَنُ يُتْرَكُ فِي سِقاءٍ فيُحْقَنُ وطعمهُ طَعْمُ مَخْضٍ. وسُمْلُوخ النَّصِيِّ: مَا تَنْتَزِعُهُ مِنْ قُضْبانه الرَّخْصة؛ وَقَالَ النَّضْرُ: صُمْلُوخ الأُذُنِ وسُمْلُوخُها وَسَخها وَمَا يَخْرُجُ مِنْ قُشُورِهَا؛ وسَماليخُ النَّصِيِّ، أَماصِيخُه وَهُوَ مَا تَنْزِعُه مِنْهُ مثلَ القضيب.

سنخ: السِّنْخُ: الأَصل مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَالْجَمْعُ أَسْناخ وسُنُوخ. وسِنْخُ كُلِّ شَيْءٍ: أَصله؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةُ:

غَمْرُ الأَجارِيّ، كريمُ السِّنْحِ،

أَبْلَجُ لَمْ يُولَدْ بَنجْمِ الشُّحِ

إِنما أَراد السِنّخ فأَبدل مِنَ الْخَاءِ حَاءً لِمَكَانِ الشُّحِّ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ بِالْخَاءِ، وَجَمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْحَاءِ لأَنهما جَمِيعًا حَرْفَا حَلْق؛ وَرَجَعَ فُلَانٌ إِلى سِنْخِ الكَرَم وإِلى سِنْخِه الْخَبِيثِ. وسِنْخُ الْكَلِمَةِ: أَصلُ بِنَائِهَا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، عليه السلام: وَلَا يَظْمَأُ عَلَى التَّقْوَى سِنْخُ أَصلٍ

؛ والسِّنْخُ والأَصل وَاحِدٌ فَلَمَّا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ أَضاف أَحدهما إِلى الْآخَرِ. وَفِي حَدِيثِ الزُّهْري:

أَصلُ الْجِهَادِ وسِنْخُه الرِّباطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

يَعْنِي المُرابَطة عَلَيْهِ؛ وَفِي النَّوَادِرِ: سِنْخُ الحُمَّى. وَبَلَدٌ سَنِخٌ: مَحَمَّةٌ. وسِنْخُ السِّكِّينِ: طَرَف سِيلانِه الداخلُ فِي النِّصَابِ. وسِنْخُ النَّصْل: الْحَدِيدَةُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي رأْس السَّهْمِ. وسِنْخُ السَّيْفِ: سِيلانُه. وأَسْناخُ الثَّنَايَا والأَسْنانِ: أُصولها. والسَّناخَةُ:

(1). قوله [وسمخه يسمخه] بابه منع. وسمخ الزرع: طلع أولًا، وأنه لحسن السمخة، بالكسر، كأنه مأخوذ من السماخ العفاص

ص: 26