المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وريَدانة: لَيِّنَة الْهُبُوبِ؛ قَالَ: وهبَّت لَهُ ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت … له - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: وريَدانة: لَيِّنَة الْهُبُوبِ؛ قَالَ: وهبَّت لَهُ ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت … له

وريَدانة: لَيِّنَة الْهُبُوبِ؛ قَالَ:

وهبَّت لَهُ ريحُ الجَنُوبِ، وأَنشرت

له رَيْدَةٌ، يُحيي المُماتَ نَسِيمُها

وأَنشد اللَّيْثُ:

إِذا رَيدة مِنْ حَيْثُمَا نَفَحَتْ لَهُ،

أَتاه بريَّاها خَليلٌ يُواصله

وأَنشد الْجَوْهَرِيُّ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ:

جَرَتْ عَلَيْهَا كلُّ ريحٍ رَيْدَه،

هَوْجاءَ سَفْواءَ، نَؤُوجِ العَوْدَه

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِعَلْقَمَةَ التَّيْمِيِّ وَلَيْسَ لِهِمْيَانَ بْنِ قُحَافَةَ. وَقِيلَ: رِيحٌ رَيْدة كَثِيرَةُ الْهُبُوبِ، وَرِيحٌ رَادَةٌ إِذا كَانَتْ هَوْجَاءَ تَجِيءُ وَتَذْهَبُ. وَرِيحٌ رائدة: مثل رادة وكذلك رُواد. والتَّرييدُ فِي الْحَرْبِ: رَفْعُ الأَعضاد بالمِجْنَب. التَّهْذِيبُ: والرَّيدة اسْمٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ الارتياد والإِرادة. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ رَيدان، بِفَتْحِ الراءِ وَسُكُونِ الياءِ، أُطُم مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ لِآلِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلٍ.

‌فصل الزاي

زأد: زأَده يزْأَدُه زَأْداً وزَأَداً وزُؤْداً؛ مُخَفَّفٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وزُؤُوداً أَي أَفزعه، وَقِيلَ: اسْتَخَفَّهُ. الْكِسَائِيُّ: زُئِدَ الرجلُ زُؤْداً فَهُوَ مزْؤُود أَي مَذْعُورٌ إِذا فَزِعَ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَزُئِدَ أَي فَزِعَ، وسُئِف الرجلُ سَأْفاً مثله، وهو الزُّؤْدُ الزُّؤُدُ؛ وأَنشد:

يُضَحِّي إِذا العِيسُ أَدركْنا نكايَتها،

خرقاءَ يَعْتادُها الطوفانُ والزُّؤُدُ

زبد: الزُّبْدُ: زُبْدُ السمنِ قَبْلَ أَن يُسْلأَ، وَالْقِطْعَةُ مِنْهُ زُبْدَة وَهُوَ مَا خلُص مِنَ اللَّبَنِ إِذا مُخِضَ، وزَبَدُ اللَّبَنِ: رغْوتَه. ابْنُ سِيدَهْ: الزُّبْدُ، بِالضَّمِّ، خُلَاصَةُ اللَّبَنِ، وَاحِدَتُهُ زُبْدَة يَذْهَبُ بِذَلِكَ إِلى الطَّائِفَةِ، والزُّبْدة أَخص مِنَ الزُّبْدِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

فِيهَا عجوزٌ لَا تُساوي فَلْسا،

لَا تأْكلُ الزُّبْدة إِلا نَهْسا

يَعْنِي أَنه لَيْسَ فِي فَمِهَا سِنٌّ فَهِيَ تَنْهَس الزُّبْدَةَ، وَالزُّبْدَةُ لَا تُنهس لأَنها أَلين مِنْ ذَلِكَ، وَلَكِنَّ هَذَا تَهْوِيلٌ وإِفراط، كَقَوْلِ الْآخَرِ:

لَوْ تَمْضَغُ البَيْضَ إِذاً لَمْ يَنْفَلِقْ

وَقَدْ زَبَّدَ اللبنَ وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَطعمه الزُّبْدَ. وأَزبَدَ القومُ: كثُرَ زُبْدُهم؛ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَكَذَلِكَ كَلُّ شيءٍ إِذا أَردت أَطعَمْتهم أَو وهَبْت لَهُمْ قُلْتَ فَعَلْتُهُمْ بِغَيْرِ أَلف، وإِذا أَردت أَن ذَلِكَ قَدْ كَثُرَ عِنْدَهُمْ قُلْتَ أَفعَلوا. وَقَوْمٌ زَابِدُونَ: ذَوُو زُبْد، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْمٌ زَابِدُونَ كَثُرَ زُبدهم؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وتَزَبَّدَ الزُّبْدَة: أَخذها. وَكُلُّ مَا أُخِذ خَالِصُهُ، فَقَدَ تُزُبِّد. وإِذا أَخذ الرَّجُلُ صَفْوَ الشيءِ قِيلَ: تَزَبَّده. وَمِنْ أَمثالهم: قَدْ صَرَّحَ المحْضُ عَنِ الزَّبَد؛ يَعْنُونَ بالزَّبَد رَغْوَةَ اللَّبَنِ. وَالصَّرِيحُ: اللَّبَنُ الَّذِي تَحْتَهُ المحْضُ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلصِّدْقِ يَحْصُلُ بَعْدَ الْخَبَرِ الْمَظْنُونِ. وَيُقَالُ: ارتَجَنَتِ الزُّبْدَة إِذا اخْتَلَطَتْ بِاللَّبَنِ فَلَمْ تَخْلُصْ مِنْهُ؛ وإِذا خَلَصَتِ الزُّبْدَةُ فَقَدْ ذَهَبَ الِارْتِجَانُ، يُضْرَبُ هَذَا مَثَلًا للأَمر الْمُشْكِلِ لَا يُهتدى لإِصلاحه. وزَبَدَت المرأَة سقاءَها أَي مَخَضَته حَتَّى يَخْرُجَ زُبْدُه. وزُبَّاد اللَّبَنِ، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ. والزُّبَّادُ: الزُّبْدُ. وَقَالُوا فِي مَوْضِعِ الشدَّة: اختَلَط الخاثرُ بالزُّبَّاد أَي اخْتَلَطَ الْخَيْرُ بِالشَّرِّ وَالْجِيدُ

ص: 192

بِالرَّدِيءِ وَالصَّالِحُ بِالطَّالِحِ، وَذَلِكَ إِذا ارْتَجَنَ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِاخْتِلَاطِ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ. اللَّيْثُ: أَزْبَدَ الْبَحْرُ إِزباداً فَهُوَ مُزْبِدٌ وتَزَبَّدَ الإِنسان إِذا غضِب وَظَهَرَ عَلَى صِماغَيْه زَبدَتان. وزَبَّدَ شِدْق فُلَانٍ وتَزَبَّد بِمَعْنًى. والزَّبَد: زَبَد الْجَمَلِ الْهَائِجِ وَهُوَ لُغامُه الأَبيض الَّذِي تَتَلَطَّخُ بِهِ مَشَافِرُهُ إِذا هَاجَ. وَلِلْبَحْرِ زَبَد إِذا هَاجَ موجُه. الْجَوْهَرِيُّ: الزَّبَدُ زَبَد الماءِ وَالْبَعِيرِ والفضةِ وَغَيْرِهَا، والزُّبْدة أَخص مِنْهُ، تَقُولُ: أَزبَد الشرابُ. وبَحْرٌ مُزْبِدٌ أَي مَائِجٍ يَقْذِفُ بالزَّبَد، وزَبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعاب: طُفاوتُه وقَذاه، وَالْجَمْعُ أَزْباد. والزَّبْدة: الطَّائِفَةُ مِنْهُ. وزَبَد وأَزْبَدَ وتَزَبَّدَ: دَفَعَ بزَبَدِه. وزَبَدَه يَزْبِدُه زَبْداً: أَعطاه وَرَضَخَ لَهُ مِنْ مَالٍ. والزَّبْدُ، بِسُكُونِ الباءِ: الرِّفْد وَالْعَطَاءُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَهدى إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، هَدِيَّةً فردَّها وَقَالَ: إِنا لَا نَقْبَلُ زَبْد المشركين

أَي رِفْدَهم. الأَصمعي: يُقَالُ زَبَدْتُ فُلَانًا أَزْبِدُه، بِالْكَسْرِ، زَبْداً إِذا أَعطيته، فَإِنْ أَعطيته زُبداً قُلَتَ: أَزبُدُه زَبْداً، بِضَمِّ الباءِ، مِنْ أَزْبُده أَي أَطعمته الزُّبْد؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُشْبِهُ أَن يَكُونَ هَذَا الْحَدِيثُ مَنْسُوخًا لأَنه قَدْ قَبِلَ هَدِيَّةَ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ: أَهدى لَهُ الْمُقَوْقِسُ مارِيَة وَالْبَغْلَةَ، وأَهدى لَهُ أُكَيْدِرُ دومةَ فَقَبِلَ مِنْهُمَا، وَقِيلَ: إِنما ردَّ هَدِيَّتَهُ لِيَغِيظَه بِرَدِّهَا فَيَحْمِلُهُ ذَلِكَ عَلَى الإِسلام، وَقِيلَ: رَدَّهَا لأَن لِلْهَدِيَّةِ مَوْضِعًا مِنَ الْقَلْبِ وَلَا يَجُوزُ عَلَيْهِ أَن يَمِيلَ إِليه بِقَلْبِهِ فَرَدَّهَا قَطْعًا لِسَبَبِ الْمَيْلِ؛ قَالَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ مُنَاقِضًا لِقَبُولِ هَدِيَّةِ النَّجَاشِيِّ وأُكيدر دَوْمَةَ وَالْمُقَوْقِسِ لأَنهم أَهل كِتَابٍ. والزَّبْدُ: العَونُ والرِّفْد. أَبو عَمْرٍو: تَزَبَّدَ فُلَانٌ يَمِينًا فَهُوَ مُتَزَبِّد إِذا حَلَفَ بِهَا وأَسرع إِليها؛ وأَنشد:

تَزَبَّدَها حَذَّاءَ، يَعلم أَنه

هُوَ الكاذبُ الْآتِي الأُمور البُجاريا

الحذَّاءُ: الْيَمِينُ المنكرة. وتَزَبَّدَها: ابْتَلَعَهَا ابْتِلَاعَ الزُّبْدَة، وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ جَذَّها جَذَّ العَير الصِّلِّيانة. والزُّبَّاد: نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والزُّبَّادُ والزُّبَّادى والزُّباد كُلُّهُ نَبَاتٌ سُهْلي لَهُ وَرَقٌ عِرَاضٌ وسِنْفَة، وَقَدْ يَنْبُتُ فِي الجَلَدَ يأْكله النَّاسُ وَهُوَ طَيِّبٌ؛ وَقَالَ أَبو حَنَيِفَةَ: لَهُ وَرَقٌ صَغِيرٌ مُنْقَبِضٌ غُبر مِثْلُ وَرَقِ المَرْزَنْجُوش تَنْفَرِشُ أَفنانه. قَالَ وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: الزُّبَّادُ مِنَ الأَحرار. وَقَدْ زَبَّد القَتادُ وأَزبَد: نَدَرت خُوصتُه وَاشْتَدَّ عُوده وَاتَّصَلَتْ بَشَرته وأَثمر. قَالَ أَعرابي: تَرَكْتُ الأَرض مُخْضَرَّةً كأَنها حُوَلاءُ بِهَا فَصِيصَة رَقْطاء وعَرْفَجَة خاصِبة وقَتادة مُزْبِدَة وَعَوْسَجٌ كأَنه النَّعَامُ مِنْ سَوَادِهِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مُفَسَّرٌ فِي مَوَاضِعِهِ. وأَزْبَدَ السِّدرُ أَي نوَّر. وتَزْبيدُ الْقُطْنِ: تَنْفِيشُهُ. وزَبَّدت المرأَة القطنَ: نَفَشَتْهُ وجوَّدته حَتَّى يَصْلُحَ لأَن تَغْزِلَهُ. والزَّباد: مِثْلُ السِّنَّوْر «5» . الصَّغِيرِ يُجْلَبُ مِنْ نَوَاحِي الْهِنْدِ وَقَدْ يأْنس فَيُقْتَنَى وَيُحْتَلَبُ شَيْئًا شَبِيهًا بالزُّبْد، يَظْهَرُ عَلَى حَلَمَتِهِ بِالْعَصْرِ مِثْلَ مَا يَظْهَرُ عَلَى أُنوف الْغِلْمَانِ الْمُرَاهِقِينَ فَيَجْتَمِعُ، وَلَهُ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ وَهُوَ يَقَعُ فِي الطِّيبِ؛ كُلُّ ذَلِكَ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وزُبَيْدة: لَقَبُ امرأَة قِيلَ لَهَا زُبَيْدة لِنِعْمَةٍ كَانَتْ فِي

(5). قوله [والزباد مثل السنور] صريحه أنه دابة مثل السنور. وقال في القاموس: وغلط الفقهاء واللغويون في قولهم الزباد دابة يحلب منها الطيب، وإنما الدابة السنور، والزباد الطيب إلى آخر ما قال. قال شارحه: قال القرافي: ولك أن تقول إنما سموا الدابة باسم ما يحصل منها ومثل ذلك لا يعد غلطاً وإنما هو مجاز

ص: 193

بَدَنِهَا وَهِيَ أُم الأَمين محمد بن هرون، وَقَدْ سَمَّتْ زُبَيْداً وزابِداً ومُزَبِّداً وزَبْداً. التَّهْذِيبِ: وزُبَيْدُ قَبِيلَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْيَمَنِ. وزُبَيد، بِالضَّمِّ: بَطْنٌ مِنْ مَذْحِج رَهْطُ عَمْرِو بْنِ معديكرب الزُّبَيدي. وزَبِيدُ، بِفَتْحِ الزَّايِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. وزَبْيَدان: مَوْضِعٌ.

زبرجد: الزَّبَرْجَدُ والزَّبَرْدَجُ: الزُّمُرُّذ؛ وأَنشد:

تأْوي إِلى مِثْلِ الْغَزَالِ الأَغْيَد،

خُمْصانَة كالرَّشَإِ المُقَلَّدِ

دُرّاً مَعَ الياقوتِ والزَّبَرْجَدِ،

أَحْصَنَها فِي يافِع مُمَرَّدِ

أَراد بِالْيَافِعِ حِصْنًا طويلًا.

زرد: الزَّرْد والزَّرَد: حِلَقُ المِغْفَر وَالدِّرْعِ. والزَّرَدةُ: حَلْقَة الدِّرْعِ والسَّرْدُ ثقْبها، وَالْجَمْعُ زُرُودٌ. والزَّرَّادُ: صَانِعُهَا، وَقِيلَ: الزَّايُ فِي ذَلِكَ كُلِّهِ بَدَلٌ مِنَ السِّينِ فِي السَّرْد والسَّرَّاد. والزَّرْد مِثْلُ السَّرْد، وَهُوَ تَدَاخُلُ حِلَقِ الدِّرْعِ بَعْضِهَا فِي بَعْضٍ. والزرَد، بِالتَّحْرِيكِ: الدِّرْعُ الْمَزْرُودَةُ. وَزَرَدَهُ: أَخذ عُنُقَهُ. وَزرَده، بِالْفَتْحِ، يَزْرِدُه ويَزْرُده زَرْداً: خَنَقَهُ فَهُوَ مَزْرُود، والحَلْق مَزْرُود. والزِّرادُ: خَيْطٌ يُخْنَق بِهِ الْبَعِيرُ لِئَلَّا يَدْسَع بِجِرَّته فيملأَ رَاكِبَهُ. وزَرِدَ الشيءَ وَاللُّقْمَةَ، بِالْكَسْرِ، زَرَداً وزَرَده وازدَرَده زَرْداً: ابْتَلَعَهُ. أَبو عُبَيْدٍ: سَرَطْتُ الطَّعَامَ وزَرَدْتُه وازدَرَدْتُه ازْدِراداً. نَوَادِرُ الأَعراب: طَعَامٌ زَمِطٌ وزَرِدٌ أَي لَيِّنٌ سَرِيعُ الِانْحِدَارِ. والازدرادُ: الِابْتِلَاعُ. والمَزْرَدُ، بِالْفَتْحِ: الْحَلْقُ. والمَزْرَدُ: البُلْعُوم. وَيُقَالُ لِفَلْهَم المرأَة: إِنه لَزَرَدَان، لازْدِرادِه الأَيْرَ إِذا وَلَجَ فِيهِ؛ وَقَالَتْ جِلْفَةٌ مِنْ نساءِ الْعَرَبِ: إِنّ هَني لَزَرَدَانٌ مُعتدل؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ؛ سُمِّيَ الفَلهم زَرَداناً لأَنه يَزْدَرِدُ الأُيور أَي يَخْنُقُهَا لِضِيقِهِ. ومُزَرِّدُ بْنُ ضِرَارٍ: أَخو الشَّمَّاخِ الشَّاعِرِ. وزَرُودُ: مَوْضِعٌ، وَقِيلَ: زَرُودُ اسْمُ رَمْلٍ مُؤَنَّثٍ؛ قَالَ الكَلْحَبَة الْيَرْبُوعِيُّ:

فقُلْتُ لِكَأْسٍ: أَلْحميها فإِنما

حَلَلتُ الكَثِيبَ مِنْ زَرُودَ لأَفْزعا

زعد: الزَّعْدُ: الفَدْم العَيِيُّ.

زغد: زَغَد سِقاءَه يَزْغَدُه زَغْداً إِذا عَصَرَهُ حَتَّى تخرُجَ الزُّبْدَةُ مِنْ فَمِهِ وَقَدْ تَضَايَقَ بِهَا، وَكَذَلِكَ العُكَّة، والزُّبْدُ زَغِيد. وزَغَدَه أَي عَصَرَ حَلْقَهُ. وَيُقَالُ للزُّبْدَة: الزَّغيدة والنَّهيدة. وَيُقَالُ: زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا عَلَا فَمَ السّقاءِ فَعَصَرَهُ حَتَّى يَخْرُجَ، والزَّغْدُ: الهديرُ وَهُوَ الزُّغادِبُ والزَّغْدَب؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

بِرَجْسِ بَغْباغِ الْهَدِيرِ الزَّغْدِ

وزغَدَ البعيرُ يَزْغَدُ زَغْداً: هَدَر هَديراً كأَنه يَعْصِرُهُ أَو يَقْلَعهُ، مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ:

يَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِير زَغْدا

وَقِيلَ: الزَّغْدُ مِنَ الْهَدِيرِ الَّذِي لَا يَكَادُ يَنْقَطِعُ، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ، وَقِيلَ: مَا رُدِّد فِي الغَلصمة؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ وَقَوْلُهُ:

بَخٍ وبَخْباخ الهَدير الزَّغْد

يَتَوَجَّهُ عَلَى هَذَا كُلِّهِ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ:

قَلْخاً وبَخْباخ الهَديرِ الزَّغْدِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: كَذَا أَورده الْجَوْهَرِيُّ، وَالَّذِي في شعره:

جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد،

ص: 194

بعَدَدٍ عاتٍ عَلَى المُعْتَدِّ،

بَخٍ وبَخْباخِ الهَديرِ الزَّغْدِ

أَي جاؤُوا بإِبل وَارِدَةٍ فَوْقَ كُلِّ وِرْد. وَالْعَاتِي: الَّذِي يَعْتُو عَلَى مَنْ يَعُدُّهُ لِكَثْرَتِهِ. وَبَخٍ: كَلِمَةٌ تُقَالُ عِنْدَ الْمَدْحِ لِلشَّيْءِ وَتُكَرَّرُ لِلْمُبَالَغَةِ فِيهِ، وأَصلها التَّخْفِيفُ، وَقَدْ تُشَدَّدُ، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:

رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِدَاتِ؛

بَخٍ لَكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ

وَبَخٍ فِي الْبَيْتِ فِي صفة العدد أَي جاؤُوا بِعَدَدٍ ذِي بَخٍ أَي يَقُولُ فِيهِ الْعَادُّ إِذا عَدّه: بَخٍ بَخٍ. الأَزهري: الزَّغْدُ تَعْصير الفحْل هدِيرَه، وهَديرٌ زغَّاد؛ قَالَ رؤْبة:

داري وقَبْقاب الهَدير الزَّغَّاذ

وَقَالَ أَيضاً:

وزَبَداً مِنْ هَدْرِه زُغادِبا،

يُحْسَبُ فِي أَرآدِه غَنادِبا

والغُنْدُبَة: لَحْمَةٌ صُلْبة حَوْلَ الْحُلْقُومِ. الأَصمعي: إِذا أَفصح الْفَحْلُ بِالْهَدِيرِ قِيلَ هَدَر يَهْدِرُ هَدْراً، قَالَ: فإِذا جَعَلَ يَهْدِرُ هَدِيرًا كأَنه يَعصِرُه قِيلَ: زَغَد يَزْغَد زَغْداً؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

يَمُدُّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: ذَهَبَ أَحمد بْنُ يَحْيَى إِلى أَن الباءَ فِيهِ زَائِدَةٌ، وَذَلِكَ أَنه لَمَّا رَآهُمْ يَقُولُونَ هَدِيرٌ زَغْد وزَغْدَب اعْتَقَدَ زِيَادَةَ الْبَاءِ فِي زَغْدَبَ؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَهَذَا تَعَجْرُفٌ مِنْهُ وَسُوءُ اعْتِقَادٍ وَيَلْزَمُ مِنْ هَذَا أَن تَكُونَ الرَّاءُ فِي سِبَطْدٍ ودِمَثْر زَائِدَةً لِقَوْلِهِمْ سَبِط ودَمِث، قَالَ: وَسَبِيلُ مَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالُهُ أَن لَا يُحْفل بِهِ. وتَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة فِي الْفَمِ: ملأَته، وَقِيلَ: ذَهَبَتْ وجاءَت، وَالِاسْمُ الزَّغد. التهذيب: والزَّغد تَزَغُّد الشَّقْشَقَةِ وَهُوَ الزَّغْدَب وَرَجُلٌ زَغْدٌ: فَدْم عَيِيّ. وَنَهْرٌ زَغَّاد: كَثِيرُ الماءِ، وَقَدْ زَغَدَ وزَخَر وَزَغَرَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ؛ قَالَ أَبو الصَّخْرِ:

كأَنّ مَنْ حَلَّ فِي أَعْياصِ دَوْحَتِه،

إِذا توالَجَ فِي أَعْياص آسادِ

إِن خَافَ ثَمّ رَواياهُ عَلَى فَلَج،

مِنْ فضْلِه، صَخِبِ الآذيِّ زَغَّادِ

زغبد: الزَّغْبَدُ: الزُّبْد؛ التَّهْذِيبِ: وأَنشد أَبو حَاتِمٍ:

صَبَّحُونا بِزَغْبَدٍ وحَتِيٍّ،

بَعْدَ طِرْمٍ، وتامِكٍ وثُمالِ

الزَّغْبَدُ: الزُّبْدُ. والحَتيُّ: قِرْفُ المُقْلِ. والتامِك: مَا تَمَك مِنَ السَّنام وَارْتَفَعَ. وَالثِّمَالُ مِنَ الْحَلِيبِ: الرَّغْوَةُ، وَمِنَ الْحَامِضِ: الفُلاقُ الَّذِي يَبْقَى فِي أَسفل الإِناءِ؛ وأَنشد:

وقِمَعاً يكْسى ثُمالًا زَغْبَدا

زغرد: الزَّغْرَدَةُ: هَدِيرٌ يُرَدِّدُهُ الفحل في حلقه.

زفد: التَّهْذِيبُ فِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ صَمَّمْتُ الْفَرَسَ «1» فانْصَمَّ سَمْنًا، وحَشَوْتُه إِياه، وَزَفَدتُه إِياه، وزكَتُّه إِياه، وكله معناه الملء.

زند: الزَّنْدُ والزَّنْدَةُ: خَشَبَتَانِ يُسْتَقْدَحُ بِهِمَا، فَالسُّفْلَى زَنْدَةٌ والأَعلى زَنْدٌ؛ ابْنُ سِيدَهْ: الزَّنْدُ الْعُودُ الأَعلى الَّذِي يُقْتَدَحُ بِهِ النَّارُ، وَالْجَمْعُ أَزْنُدٌ وأَزْنادٌ وزُنودٌ وزِنادٌ، وأَزانِدُ جَمْعُ الْجَمْعِ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

أَقَبَّا الكُشُوح أَبيضانِ، كِلَاهُمَا

كَعَالِيَةِ الخَطِّيِّ، وَارِي الأَزانِدِ

(1). قوله [صممت الفرس إلخ] عبارة القاموس صمم الفرس العلف أمكنه منه فاحتقن فيه الشحم انتهى. وبه يظهر مرجع الضمير هنا وهو قوله إياه.

ص: 195

والزَّنْدَةُ: الْعُودُ الأَسفل الَّذِي فِيهِ الفُرْضَة، وَهِيَ الأُنثى، وإِذا اجْتَمَعَا قِيلَ زَندان وَلَمْ يُقَلْ زَنْدَتَانِ. والزِّناد: كالزَّنْدِ؛ عَنْ كُرَاعٍ. وإِنه لَوَارِي الزَّنْدِ ووَرِيُّه: يَكُونُ ذَلِكَ فِي الكرَم وَغَيْرِهِ مِنَ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

يَا قاتَلَ اللهُ صِبْيَانًا نباتُهُمُ

أُمُّ الهُنَيْدِيِّ مِنْ زَنْدٍ لَهَا وَارِي

عن رَحِمَهَا وإِنما هُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وَتَقُولُ لِمَنْ أَنجدك وأَعانك: ورَتْ بِكَ زِنادي. وملأَ سِقَاءَهُ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الزَّنْدِ أَي امتلأَ. وزَنَدَ السِّقَاءَ والإِناءَ زَنْداً وزَنَّدَهُما: ملأَهما، وَكَذَلِكَ الْحَوْضُ. وزَنَدَتِ الناقةُ زَنْداً، وَذَلِكَ أَن تُخْرِجَ رَحِمَهَا عِنْدَ الْوِلَادَةِ. والزَّندُ أَيضاً: حَجَرٌ تُلَفُّ عَلَيْهِ خِرَقٌ وَيُحْشَى بِهِ حياءُ النَّاقَةِ وَفِيهِ خَيْطٌ، فإِذا أَخذها لِذَلِكَ كَرْبٌ جَرُّوهُ فأَخرجوه فَتَظُنُّ أَنها وَلَدَتْ، وَذَلِكَ إِذا أَرادوا أَن يَظْأَرُوها عَلَى وَلَدِ غَيْرِهَا، فإِذا فُعِلَ ذَلِكَ بِهَا عَطَفَتْ. أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ للدُّرْجَةِ الَّتِي تُدَسُّ فِي حَيَاءِ النَّاقَةِ الزَّنْدُ والبَداهُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: زَنَدَتِ النَّاقَةُ إِذا كَانَ فِي حَيَائِهَا قَرَنٌ فَثَقَبُوا حَيَاءَهَا مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ، ثُمَّ جَعَلُوا فِي تِلْكَ الثُّقْبِ سُيُورًا وَعَقَدُوهَا عَقْدًا شَدِيدًا فَذَلِكَ التَّزْنِيدُ؛ وَقَالَ أَوس:

أَبَني لُبَيْنَى، إِنَّ أُمَّكُمُ

دَحَقَتْ، فَخَرَّقَ ثَفْرَها الزَّنْدُ

وَثَوْبٌ مُزَنَّدٌ: قَلِيلُ العَرْضِ. وأَصل التَّزْنِيدِ: أَن تُخَلِّ أَشاعر النَّاقَةِ بأَخلة صِغَارٍ ثُمَّ تَشُدُّ بِشَعَرٍ، وَذَلِكَ إِذا انْدَحَقَتْ رَحِمُهَا بَعْدَ الْوِلَادَةِ؛ عَنِ ابْنِ دُرَيْدٍ بِالنُّونِ وَالْبَاءِ. وَثَوْبٌ مُزَنَّدٌ: مُضَيَّقٌ. وَرَجُلٌ مُزَنَّدٌ إِذا كَانَ بَخِيلًا مُمْسِكًا. وَرَجُلٌ مُزنَّد: لَئِيمٌ، وَقِيلَ: هُوَ الدَّعِيُّ. وعطاءٌ مُزَنَّدٌ: قَلِيلٌ. وزَنَّدَ عَلَى أَهله: شَدَّ عَلَيْهِمْ. ابْنُ الأَعرابي: زَنَدَ الرجلُ إِذا كَذَبَ، وزَنَدَ إِذا بَخِلَ، وزَنَدَ إِذا عَاقَبَ فَوْقَ مَا لَهُ. أَبو عَمْرٍو: مَا يُزْنِدُك أَحد عَلَى فَضْلِ زِند، وَلَا يُزْنِدُك وَلَا يُزَنِّدُك أَيضاً، بِالتَّشْدِيدِ، أَي لَا يَزِيدُك. وَيُقَالُ: تَزَنَّد فُلَانٌ إِذا ضَاقَ صَدْرُهُ. وَرَجُلٌ مُزَنَّدٌ: سَرِيعُ الْغَضَبِ. والمُزَنَّدُ: الضَّيِّقُ الْبَخِيلُ. والتَّزَنُّد: التَّحَزُّق والتَّغَضُّب؛ قَالَ عَدِيٌّ:

إِذا أَنتَ فاكَهْتَ الرِّجَالَ فَلَا تَلَعْ،

وقُلْ مِثلَ مَا قَالُوا، وَلَا تَتَزَنَّدِ

وَقَدْ رُوِيَ بِالْيَاءِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. والزَّنْدان: طَرَفَا عَظْمَيِ السَّاعِدَيْنِ مُذَكَّرَانِ. غَيْرُهُ: وَالزَّنْدَانِ عَظْمَا السَّاعِدِ أَحدهما أَدق مِنَ الْآخَرِ، فَطَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الإِبهام هُوَ الْكُوعُ، وَطَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِي يَلِي الْخِنْصَرَ كُرْسُوعٌ، وَالرُّسْغُ مُجْتَمَعُ الزَّنْدَيْنِ وَمِنْ عِنْدِهِمَا تُقْطَعُ يَدُ السَّارِقِ. وَالزَّنْدُ: مَوْصِلُ طَرَفِ الذِّرَاعِ فِي الْكَفِّ وَهُمَا زَنْدَانِ: الْكُوعُ وَالْكُرْسُوعُ. وزِنادٌ: اسْمٌ. وَفِي حَدِيثِ

صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنه كَانَ يَعْمَلُ زَنَداً بِمَكَّةَ

؛ الزنَد، بِفَتْحِ النُّونِ، المُسَنَّاةُ مِنْ خَشَبٍ وَحِجَارَةٍ يُضَمُّ بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَقَدْ أَثبته الزَّمَخْشَرِيُّ بِالسُّكُونِ وَشَبَّهَهَا بِزَنْدِ السَّاعِدِ، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ وَالْبَاءِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ زَنْدَوَرْدَ، هُوَ بِسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ النُّونِ وَالرَّاءِ: نَاحِيَةٌ فِي أَواخر الْعِرَاقِ، وَلَهَا ذِكْرٌ كَبِيرٌ فِي الفتوح.

زهد: الزُّهد والزَّهادة فِي الدُّنْيَا وَلَا يُقَالُ الزُّهد إِلَّا في الدين خَاصَّةً، والزُّهد: ضِدُّ الرَّغْبَةِ وَالْحِرْصِ عَلَى الدُّنْيَا، وَالزَّهَادَةُ فِي الأَشياء كُلِّهَا: ضِدُّ الرَّغْبَةِ. زَهِدَ

ص: 196

وزَهَدَ، وَهِيَ أَعلى، يَزْهَدُ فِيهِمَا زُهْداً وزَهَداً؛ بِالْفَتْحِ عن سيبويه، وزهادة فَهُوَ زَاهِدٌ مِنْ قَوْمٍ زُهَّاد، وَمَا كَانَ زَهِيدًا وَلَقَدْ زَهَدَ وزَهِدَ يَزْهَدُ مِنْهُمَا جَمِيعًا، وَزَادَ ثَعْلَبٌ: وزَهُد أَيضاً، بِالضَّمِّ. وَالتَّزْهِيدُ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ: خِلَافُ التَّرْغِيبِ فِيهِ. وزَهَّدَه فِي الأَمر: رَغَّبَه عَنْهُ. وَفِي حَدِيثِ

الزُّهْرِيِّ وَسُئِلَ عَنِ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا فَقَالَ: هُوَ أَن لَا يَغْلِبَ الْحَلَالُ شُكْرَهُ وَلَا الْحَرَامُ صَبْرَهُ

؛ أَراد أَن لَا يَعْجَزَ وَيَقْصُرَ شُكْرُهُ عَلَى مَا رَزَقَهُ اللَّهُ مِنَ الْحَلَالِ، وَلَا صَبْرُهُ عَنْ تَرْكِ الْحَرَامِ؛ الصِّحَاحُ: يُقَالُ زَهِدَ فِي الشَّيْءِ وَعَنِ الشَّيْءِ. وَفُلَانٌ يَتَزَهَّدُ أَي يَتَعَبَّدُ، وَقَوْلُهُ عز وجل: وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ

؛ قَالَ ثَعْلَبٌ: اشْتَرَوْهُ عَلَى زُهْدٍ فِيهِ. والزَّهِيد: الْحَقِيرُ. وَعَطَاءٌ زَهِيدٌ: قَلِيلٌ. وازْدَهَدَ العطاءَ: استقلَّه. ابْنُ السِّكِّيتِ: يَقُولُونَ فُلَانٌ يَزْدَهِدُ عَطَاءَ مَنْ أَعطاه أَي يعدُّه زَهِيدًا قَلِيلًا. والمُزْهِدُ: الْقَلِيلُ الْمَالِ. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: أَفضل النَّاسِ مُؤْمِنٌ مُزْهِدٌ

؛ المُزْهِد: الْقَلِيلُ الشَّيْءِ وإِنما سُمِّيَ مُزْهِداً لأَن مَا عِنْدَهُ مِنْ قِلَّتِهِ يُزْهَدُ فِيهِ. وَشَيْءٌ زَهيد: قَلِيلٌ؛ قَالَ الأَعشى يَمْدَحُ قَوْمًا بِحُسْنِ مُجَاوَرَتِهِمْ جَارَةً لَهُمْ:

فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرَّهَا للغِنَى،

وَلَنْ يَتْرُكُوهَا لإِزْهَادِها

يَقُولُ: لَنْ يَتْرُكُوهَا لِقِلَّةِ مَالِهَا وَهُوَ الإِزهاد؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَعْنَى أَنهم لَا يُسَلِّمُونَهَا إِلى مَنْ يُرِيدُ هَتْكَ حُرْمَتِهَا لِقِلَّةِ مَالِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَيْسَ عَلَيْهِ حِسَابٌ وَلَا عَلَى مُؤْمِنٍ مُزْهِد.

وَمِنْهُ حَدِيثُ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ:

فَجَعَلَ يُزَهِّدُها

أَي يُقَلِّلُهَا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: إِنك لَزَهِيدٌ.

وَفِي حَدِيثِ

خَالِدٍ: كَتَبَ إِلى عُمَرَ، رضي الله عنه: أَن النَّاسَ قَدِ انْدَفَعُوا فِي الخمر وتزاهدوا الْحَدَّ

أَي احْتَقَرُوهُ وأَهانوه ورأَوه زَهِيدًا. وَرَجُلٌ مُزْهِدٌ: يُزْهَدُ فِي مَالِهِ لِقِلَّتِهِ. وأَزْهَدَ الرجلُ إِزْهاداً إِذا كَانَ مُزْهِداً لَا يُرْغَبُ فِي مَالِهِ لِقِلَّتِهِ. وَرَجُلٌ زَهِيدٌ وَزَاهِدٌ: لَئِيمٌ مَزْهُودٌ فيما عنده؛ وأَنشده اللِّحْيَانِيُّ:

يَا دَبْلُ مَا بِتُّ بِلَيْلٍ هَاجِدَا،

وَلَا عَدَوْتُ الرَّكْعَتَيْنِ سَاجِدَا،

مَخَافَةَ أَن تُنْفِدي المَزاوِدا،

وتَغْبِقي بَعْدِي غَبُوقاً بَارِدَا،

وتسأَلي القَرْضَ لَئِيمًا زاهِدا

وَيُقَالُ: خُذْ زَهْدَ مَا يَكْفِيكَ أَي قَدْرَ مَا يَكْفِيكَ؛ ومنه يقال: زَهَدْتُ النخلَ وزَهَّدْتُه إِذا خَرَصْتَه. وأَرض زَهاد: لَا تَسِيلُ إِلا عَنْ مَطَرٍ كَثِيرٍ. أَبو سَعِيدٍ: الزَّهَدُ الزَّكَاةُ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، حَكَاهُ عَنْ مُبْتَكِرٍ الْبَدَوِيِّ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ: وأَصله مِنَ الْقِلَّةِ لأَن زَكَاةَ الْمَالِ أَقل شَيْءٍ فِيهِ. الأَزهري: رَجُلٌ زَهِيدُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ يُقْنِعُهُ الْقَلِيلُ، وَرَغِيبُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ لَا يُقْنِعُهُ إِلا الْكَثِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

ولَلْبَخْلَةُ الأُولى، لِمَنْ كَانَ بَاخِلًا،

أَعفُّ، وَمَنْ يَبْخَلْ يُلَمْ ويُزَهَّد

يُزَهَّد أَي يُبَخَّل وَيُنْسَبُ إِلى أَنه زَهِيدٌ لَئِيمٌ. وَرَجُلٌ زَهِيدٌ وامرأَة زَهِيدٌ: قَلِيلَا الطُّعْمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: رَجُلٌ زَهِيدٌ وامرأَة زَهِيدَةٌ وَهُمَا الْقَلِيلَا الطُّعْم؛ وَفِيهِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: وامرأَة زَهِيدَةٌ قَلِيلَةُ الأَكل، وَرَغِيبَةٌ: كَثِيرَةُ الأَكل، وَرَجُلٌ زَهِيدُ الأَكل. وزَهَاد التِّلاع والشِّعاب: صِغَارُهَا؛ يُقَالُ: أَصابنا مَطَرٌ أَسال زَهَاد الغُرْضانِ، الْغُرْضَانُ: الشِّعَابُ الصِّغَارُ مِنَ الْوَادِي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهَا وَاحِدًا.

ص: 197

وَوَادٍ زَهِيدٌ: قَلِيلُ الأَخذ مِنَ الْمَاءِ. وَزَهِيدُ الأَرض: ضَيِّقُهَا لَا يَخْرُجُ مِنْهَا كَثِيرُ مَاءٍ، وَجَمْعُهُ زُهْدان. ابْنُ شُمَيْلٍ: الزَّهيد مِنَ الأَودية القليلُ الأَخذ لِلْمَاءِ، النَّزِلُ الَّذِي يُسيله الماءُ الْهَيِّنُ، لَوْ بَالَتْ فِيهِ عَناق سَالَ لأَنه قاعٌ صُلْبٌ وَهُوَ الحَشَادُ والنَّزِلُ. وَرَجُلٌ زَهيد: ضَيِّقُ الخُلُق، والأُنثى زَهِيدَةٌ. وَفِي التَّهْذِيبِ: اللِّحْيَانِيُّ: امرأَة زَهيدٌ ضَيِّقَةُ الْخُلُقِ، وَرَجُلٌ زَهِيدٌ مِنْ هَذَا. والزَّهْدُ: الحَزْرُ. وزَهَدَ النخلَ يَزْهَدُه زَهْداً: خَرَصَهُ وحزره.

زود: الزَّوْد: تأْسيس الزَّادِ وَهُوَ طَعَامُ السَّفَرِ وَالْحَضَرِ جَمِيعًا، وَالْجَمْعُ أَزواد. وَفِي الْحَدِيثِ:

قَالَ لِوَفْدِ عَبْدِ الْقَيْسِ: أَمعكم مِنْ أَزْوِدَتِكم شَيْءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ

؛ الأَزودة جَمْعُ زَادٍ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

أَبي هُرَيْرَةَ: ملأْنا أَزْوِدَتَنا

، يُرِيدُ مَزاوِدَنا، جَمْعُ مِزْوَدٍ حَمْلًا لَهُ عَلَى نَظِيرِهِ كالأَوعية فِي وِعَاءٍ، مِثْلَ مَا قَالُوا الْغَدَايَا وَالْعَشَايَا وَخَزَايَا ونَدامى. وتَزَوَّد: اتَّخَذَ زَادًا، وزوَّده بِالزَّادِ وأَزاده؛ قَالَ أَبو خِرَاشٍ:

وَقَدْ يأْتيك بالأَخبار مَنْ لَا

تُجَهِّزُ بالحِذاءِ، وَلَا تُزِيدُ

والمِزْوَدُ: وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ الزَّادُ. وكلُّ عَمَلٍ انْقَلَبَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ، عَمِلَ أَو كَسَبَ: زادٌ عَلَى الْمِثْلِ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى

؛ قَالَ جَرِيرٌ:

تَزَوَّدْ مثلَ زادِ أَبيك فِينَا،

فَنَعِمَ الزادُ زادُ أَبيكَ زَادَا

قَالَ ابْنُ جِنِّي: زادَ الزادَ فِي آخِرِ الْبَيْتِ تَوْكِيدًا لَا غَيْرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَن زَادًا فِي آخِرِ الْبَيْتِ بَدَلٌ مِنْ مِثْلَ. وزوَّدت فُلَانًا الزَّادَ تَزْوِيدًا فتزوَّده تَزَوُّداً. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الأَكوع: فأَمرنا نَبِيُّ اللَّهِ فَجَمَعْنَا تَزاوُدَنا

أَي مَا تَزَوَّدْناه فِي سَفَرِنَا مِنْ طَعَامٍ. وأَزْوادُ الرَّكْبِ مِنْ قُرَيْشٍ: أَبو أُمية بْنُ الْمُغِيرَةِ والأَسود بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَسد بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَمُسَافِرُ بْنُ أَبي عَمْرِو بْنِ أُمية عَمُّ عُقْبَةَ، كَانُوا إِذا سَافَرُوا فَخَرَجَ مَعَهُمُ النَّاسُ فَلَمْ يَتَّخِذُوا زَادًا مَعَهُمْ وَلَمْ يُوقِدُوا يكْفُونهم ويُغْنُونهم. وزادُ الرَّكْبِ: فَرَسٌ مَعْرُوفٌ مِنْ خَيْلِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ والسلام، الَّتِي وَصَفَهَا اللَّهُ، عز وجل، بِالصَّافِنَاتِ الْجِيَادِ، وإِياه عَنَى الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ:

فَلَمَّا رأَوا مَا قَدْ رأَتهُ شُهودُه،

تَنَادَوْا: أَلا هَذَا الجوادُ المؤَمَّل

أَبوه ابنُ زَادِ الرَّكْبِ، وَهُوَ ابنُ أُخته،

مُعَمٌّ لَعَمْري فِي الْجِيَادِ ومُخْوَل

وزُوَيْدَةُ: اسْمُ امرأَة مِنَ المَهالبة. وَالْعَرَبُ تُلَقِّبُ الْعَجَمَ بِرِقَابِ المَزاوِد. والمَزادَةُ: مَفْعَلَةٌ مِنَ الزَّادِ تتزوَّد فِيهَا الْمَاءَ وسنذكرها في زيد.

زيد: الزِّيادة: النُّموّ، وَكَذَلِكَ الزُّوادَةُ. وَالزِّيَادَةُ: خِلَافُ النُّقْصَانِ. زَاد الشيءُ يزيدُ زَيْداً وزِيداً وَزِيَادَةً وَزِيَادًا ومَزِيداً ومَزاداً أَي ازدَاد. والزَّيْدُ والزِّيدُ: الزِّيَادَةُ. وَهُمْ زِيدٌ عَلَى مِائَةٍ وزَيْدٌ، قَالَ ذُو الأُصبع الْعَدْوَانِيُّ:

وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مِائَةٍ،

فأَجْمِعُوا أَمرَكم طُرًّا، فكيدونِي

يُرْوَى بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ. وَزِدْتُهُ أَنا أَزيده زِيَادَةً: جَعَلْتُ فِيهِ الزِّيَادَةَ. وَاسْتَزَدْتُهُ: طَلَبْتُ مِنْهُ الزِّيَادَةَ. وَاسْتَزَادَهُ أَي استَقْصَرَه. وَاسْتَزَادَ فُلَانٌ فُلَانًا إِذا عَتَبَ عَلَيْهِ فِي أَمر لَمْ يَرْضَهُ،

ص: 198

وإِذا أَعطى رَجُلًا شَيْئًا فَطَلَبَ زِيَادَةً عَلَى مَا أَعطاه قِيلَ: قَدِ اسْتَزَادَهُ. يُقَالُ لِلرَّجُلِ يُعْطَى شَيْئًا: هَلْ تزدادُ؟ الْمَعْنَى هَلْ تَطْلُبُ زِيَادَةً عَلَى مَا أَعطيتك؟ وَتَزَايَدَ أَهل السُّوقِ عَلَى السِّلْعَةِ إِذا بِيعَتْ فِيمَنْ يَزِيدُ، وَزَادَهُ اللَّه خيراً وزاد فِيمَا عِنْدَهُ. والْمَزِيدُ: الزِّيَادَةُ، وَتَقُولُ: افْعَلْ ذَلِكَ زِيادةً، وَالْعَامَّةُ تَقُولُ: زَائِدَةٌ. وتَزَيَّدَ السِّعْرُ: غَلَا. وَفِي حَدِيثِ الْقِيَامَةِ:

عَشْرُ أَمثالها وأَزِيدُ

، هَكَذَا يُرْوَى بِكَسْرِ الزَّايِ عَلَى أَنه فِعْلٌ مُسْتَقْبَلٌ، وَلَوْ رُوِيَ بِسُكُونِ الزَّايِ وَفَتْحِ الْيَاءِ عَلَى أَنه اسْمٌ بِمَعْنَى أَكثر لَجَازَ. وتَزَيَّدَ فِي كَلَامِهِ وفِعْله وَتَزَايَدَ: تَكَلَّفَ الزِّيَادَةَ فِيهِ. وَإِنْسَانٌ يَتَزيَّدُ فِي حَدِيثِهِ وَكَلَامِهِ إِذا تَكَلَّفَ مُجَاوَزَةَ مَا يَنْبَغِي، وأَنشد:

إِذا أَنتَ فاكهتَ الرجالَ فَلَا تَلَعْ،

وَقُلْ مِثْلَ مَا قَالُوا، وَلَا تَتَزَيَّدِ

وَيُرْوَى وَلَا تَتَزَنَّدِ، بِالنُّونِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والتَّزَيُّد فِي الْحَدِيثِ: الكذبُ. وتَزَيَّدت الإِبلُ فِي سَيْرِهَا: تَكَلَّفَتْ فَوْقَ طَوْقِهَا. وَالنَّاقَةُ تَتَزَيَّدُ فِي سَيْرِهَا إِذا تَكَلَّفَتْ فَوْقَ قَدْرِهَا. والتَّزَيُّد فِي السَّيْرِ: فَوْقَ العَنَقِ. وَالتَّزَيُّدُ: أَن يَرْتَفِعَ الفرسُ أَو الْبَعِيرُ عَنِ العَنَقِ قَلِيلًا، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ. وَإِنَّهَا لَكَثِيرَةُ الزَّيايد أَي كَثِيرَةُ الزِّيَادَاتِ، قَالَ:

بِهَجْمَةٍ تَمْلأُ عَيْنَ الحاسدِ،

ذاتِ سُروحٍ جَمَّة الزَّيايدِ

وَمَنْ قَالَ الزَّوَائِدُ فإِنما هِيَ جَمَاعَةُ الزَّائِدَةِ، وَإِنَّمَا قَالُوا الزَّوَائِدُ فِي قَوَائِمِ الدَّابَّةِ. والأَسد ذُو زَوَائِدَ: يَعْنِي بِهِ أَظفاره وأَنيابه وَزَئِيرَهُ وَصَوْلَتَهُ. والمَزادة: الرَّاوِيَةُ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تَكُونُ إِلا مِنَ جِلْدَيْنِ تُفْأَمُ بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنَهُمَا لِتَتَّسِعَ، وَكَذَلِكَ السَّطِيحَةُ والشَّعيب، وَالْجَمْعُ الْمَزَادُ وَالْمُزَايِدُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَالْمَزَادَةُ الَّتِي يُحْمَلُ فِيهَا الْمَاءُ وَهِيَ مَا فُئم بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنِ الْجِلْدَيْنِ لِيَتَّسِعَ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِمَكَانِ الزِّيَادَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الْمَشْعُوبَةُ مِنْ جَانِبٍ وَاحِدٍ فَإِنْ خَرَجَتْ مِنْ وَجْهَيْنِ فَهِيَ شَعيبٌ، وَقَالُوا: الْبَعِيرُ يحمل الزادَ والمَزادَ أَي الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ. وَالْمَزَادَةُ: بِمَنْزِلَةِ رَاوِيَةٍ لَا عزْلاءَ لَهَا. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: المَزادُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، هِيَ الفَرْدَةُ الَّتِي يَحْتَقِبُهَا الرَّاكِبُ بِرَحْلِهِ وَلَا عَزْلاءَ لَهَا، وأَما الرَّاوِيَةُ فإِنها تَجْمَعُ المزادتين يعكمان عَلَى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ ويُرَوَّى عَلَيْهِمَا بالرِّواءِ، وَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَزَادَةٌ، وَالْجَمْعُ المَزايد وَرُبَّمَا حَذَفُوا الْهَاءَ فَقَالُوا مَزَادٌ، قَالَ: وأَنشدني أَعرابي:

تَمِيميٌّ رفِيقٌ بالمَزادِ

قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: السَّطيحة جِلْدَانِ مُقَابِلَانِ. قَالَ: والمَزادَة تَكُونُ مِنْ جِلْدَيْنِ وَنَصِفٍ وَثَلَاثَةِ جُلُودٍ، سُمِّيَتْ مَزَادَةً لأَنها تَزِيدُ عَلَى السَّطِيحَتَيْنِ وَهُمَا الْمَزَادَتَانِ، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْمَزَادَةِ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي الْحَدِيثِ، وَهِيَ الظَّرْفُ الَّذِي يُحْمَلُ فِيهِ الْمَاءُ كَالرَّاوِيَةِ وَالْقِرْبَةِ وَالسَّطِيحَةِ، قَالَ: وَالْجَمْعُ الْمَزَاوِدُ، وَالْمِيمُ زَائِدَةٌ، وَالْمَزَادَةُ مَفْعَلَة مِنَ الزِّيَادَةِ، وَالْجَمْعُ الْمَزَايِدُ، قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: الْمَزَادَةُ مَفْعَلَة مِنَ الزَّادِ يتزوَّد فِيهَا الْمَاءُ. ابْنُ سِيدَهْ: وَيُقَالُ للأَسد إِنه ذُو زَوَائِدَ لِتَزَيُّدِهِ فِي هَدِيرِهِ وَزَئِيرِهِ وَصَوْتِهِ، قَالَ:

أَو ذِي زَوَائِدَ لَا يُطافُ بأَرضه،

يَغْشَى المُهَجْهِجَ كالذَّنُوب المُرْسَلِ

وَالزَّوَائِدُ: الزَّمَعات اللَّوَاتِي فِي مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ لِزِيَادَتِهَا. وَزِيَادَةُ الْكَبِدِ: هَنَةٌ مُتَعَلِّقَةٌ مِنْهَا لأَنها تَزِيدُ عَلَى سَطْحِهَا، وَجَمْعُهَا زَيَائِدُ، وَهِيَ الزَّائِدَةُ وَجَمْعُهَا زَوَائِدُ. فِي التَّهْذِيبِ: زَائِدَةُ الْكَبِدِ جَمْعُهَا زَيَائِدُ. غَيْرُهُ: وَزَائِدَةُ

ص: 199

الْكَبِدِ هُنَيَّة مِنْهَا صَغِيرَةٌ إِلى جَنْبِهَا مُتَنَحِّيَةٌ عَنْهَا. وَزَائِدَةُ السَّاقِ: شَظيَّتُها. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلرَّجُلِ يُخْبِرُ عَنْ أَمر أَو يُسْتَفْهَمُ فَيُحَقِّقُ الْمُخْبِرَ خَبَرَهُ وَاسْتِفْهَامَهُ قَالَ لَهُ: وَزَادَ وَزَادَ، كأَنه يَقُولُ وَزَادَ الأَمر عَلَى مَا وَصَفْتُ وأَخبرت. وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ يُلَقَّبُ بِالزَّوَائِدِيِّ لأَنه كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَيْضَاتٍ، زَعَمُوا. وَحُرُوفُ الزَّوَائِدِ عَشَرَةٌ وَهِيَ: الْهَمْزَةُ والأَلف وَالْيَاءُ وَالْوَاوُ وَالْمِيمُ وَالنُّونُ وَالسِّينُ وَالْيَاءُ وَالتَّاءُ وَاللَّامُ وَالْهَاءُ، وَيَجْمَعُهَا قَوْلُكَ فِي اللَّفْظِ" الْيَوْمَ تَنْسَاهُ" وَإِنْ شِئْتَ" هَوِيتُ السِّمَانُ" وأَخرج أَبو الْعَبَّاسِ الْهَاءُ مِنْ حُرُوفِ الزِّيَادَةِ وَقَالَ: إِنما تأْتي مُنْفَصِلَةً لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ والتأْنيث، وإِن أَخرجت مِنْ هَذِهِ الْحُرُوفِ السِّينَ وَاللَّامَ وَضَمَمْتَ إِليها الطَّاءَ وَالثَّاءَ وَالْجِيمَ صَارَتْ أَحد عَشَرَ حَرْفًا تُسَمَّى حُرُوفَ الْبَدَلِ. وزَيْدٌ ويَزِيدُ: اسْمَانِ سَمَّوْهُ بِالْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ مُخَلًّى مِنَ الضَّمِيرِ كَيَشْكُرُ وَيَعْصُرُ، وأَما قَوْلُ ابْنِ مَيَّادَةَ:

وَجَدْنَا الْوَلِيدَ بْنَ الْيَزِيدِ مُبَارَكًا،

شَدِيدًا بأَحْناء الْخِلَافَةِ كاهِلُه

فإِنه زَادَ اللَّامَ فِي يَزِيدَ بَعْدَ خَلْعِ التَّعْرِيفِ عَنْهُ كَقَوْلِهِ: وَلَقَدْ نَهَيْتُك عَنْ بَنَاتِ الأَوبر أَراد عَنْ بَنَاتِ أَوبر، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَمِمَّا يُؤَكِّدُ عِلْمَكَ بِجَوَازِ خَلْعِ التَّعْرِيفِ عَنِ الِاسْمِ قَوْلُ الشَّاعِرِ:

عَلَا زيدُنا يومَ النَّقا رأْسَ زَيْدِكُمْ،

بأَبيضَ مِنْ ماءِ الْحَدِيدِ يَمَانِي

فأَضافه لِلِاسْمِ عَلَى أَنه قَدْ كَانَ خُلِعَ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ تَعَرُّفِهِ وَكَسَاهُ التَّعْرِيفَ بإِضافته إِياه إِلى الضَّمِيرِ، فَجَرَى تَعْرِيفُهُ مَجْرَى أَخيك وَصَاحِبِكَ وَلَيْسَ بِمَنْزِلَةِ زَيْدٍ إِذا أَردت الْعَلَمَ، فأَما قَوْلُهُ:

نُبِّئْتُ أَخوالي بَنِي يَزيدُ،

بَغْياً عَلَيْنَا، لَهُمْ فَدِيدُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: فَعَلَى أَنه ضَمَّنَ الْفِعْلَ الضَّمِيرَ فَصَارَ جُمْلَةً فَاسْتَوْجَبَتِ الْحِكَايَةَ، لأَن الْجُمَلَ إِذا سُمِّيَ بِهَا فَحُكْمُهَا أَن تُحْكَى، فَافْهَمْ، وَنَظَرَهُ ثَعْلَبٌ بِقَوْلِهِ:

بَنُو يَدُرُّ إِذا مَشَى،

وَبَنُو يَهِرُّ عَلَى العَشا

وَقَوْلِهِ:

لَا ذَعَرتُ السَّوامَ فِي فلق الصبح

مُغَيَّرًا، وَلَا دُعِيتُ: يَزِيدُ

أَي لَا دُعيتُ الفاضلَ، الْمَعْنَى هَذَا يَزِيدُ وَلَيْسَ يَتَمَدَّحُ بأَن اسْمَهُ يَزِيدُ لأَن يَزِيدَ لَيْسَ مَوْضُوعًا بَعْدَ النَّقْلِ لَهُ عَنِ الْفِعْلِيَّةِ إِلا لِلْعَلَمِيَّةِ. وزَيْدَلٌ: اسْمٌ كَزَيْدٍ، اللَّامُ فِيهِ زَائِدَةٌ كَزِيَادَتِهَا فِي عَبْدَلٍ لِلْفِعْلِيَّةِ، قَالَ الْفَارِسِيُّ: وَصَحَّحُوهُ لأَن الْعَلَمَ يَجُوزُ فِيهِ مَا لَا يَجُوزُ فِي غَيْرِهِ، أَلا تَرَى أَنهم قَالُوا مَرْيَمُ ومَكْوَزَةٌ، وَقَالُوا فِي الْحِكَايَةِ مَنْ زَيْدًا؟ وَزَيْدَوَيْهِ: اسْمٌ مُرَكَّبٌ كَقَوْلِهِمْ عَمْرَوَيْهِ وسيأْتي ذِكْرُهُ. وَالزِّيَادَةُ: فَرَسٌ لأَبي ثَعْلَبَةَ. وتزيدُ: أَبو قَبِيلَةٍ وَهُوَ تَزِيدُ بْنُ حُلْوَانَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ وإِليه تُنْسَبُ الْبُرُودُ التَّزِيدِيَّةُ، قَالَ عَلْقَمَةُ:

رَدَّ القِيانُ جِمال الحَيِّ فاحتَملوا،

فَكُلُّهَا بالتَّزِيدِيَّات مَعْكُومُ

وَهِيَ بُرُودٌ فِيهَا خُطُوطٌ تُشَبَّهُ بِهَا طَرَائِقُ الدَّمِ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

يَعْثُرْنَ فِي حدِّ الظُّبات، كأَنما

كُسِيَتْ بُرُودَ بَنِي تَزيدَ الأَذْرُعُ

ص: 200