المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وَذَلِكَ لِمَيَلانهم عَلَى الرِّحَالِ مِنْ نَشْوَة الكَرى طَورْاً كَذَا وطَورْاً - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: وَذَلِكَ لِمَيَلانهم عَلَى الرِّحَالِ مِنْ نَشْوَة الكَرى طَورْاً كَذَا وطَورْاً

وَذَلِكَ لِمَيَلانهم عَلَى الرِّحَالِ مِنْ نَشْوَة الكَرى طَورْاً كَذَا وطَورْاً كَذَا، لَا لأَن الكَرى نفسَه أَغْيَدُ لأَن الغَيَدَ إِنما يَكُونُ فِي مُتَجَسِّم وَالْكَرَى لَيْسَ بِجِسْمٍ. والغَيَدُ: النُّعومةُ. والأَغْيَدُ مِنَ النَّبَاتِ: النَّاعِمُ الْمُتَثَنِّي. والغَيْداء: المرأَة الْمُتَثَنِّيَةُ مِنَ اللِّينِ، وَقَدْ تَغَايَدَتْ فِي مَشْيِها. والغادَةُ: الْفَتَاةُ النَّاعِمَةُ اللَّيِّنَةُ؛ وَكَذَلِكَ الغَيْداءُ بَيِّنَةُ الغَيَدِ، وكلُّ خُوطٍ ناعمٍ مادَ غادٌ. وَشَجَرَةٌ غادَةٌ: رَيَّا غَضَّةٌ، وَكَذَلِكَ الجاريةُ الرَّطْبَةُ الشِّطْبَةُ؛ قَالَ:

وَمَا جَأَبَةُ المِدْرَى خَذولٌ خِلالُها

أَراكٌ بِذِي الرَّيَّانِ، غادٌ صَرِيمُها

وغادَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّة الْهُذَلِيُّ:

فَمَا راعَهُمْ إِلا أَخوهم، كأَنه،

بِغادَةَ، فتخاءُ العِظامِ تَحومُ «1»

. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ بِالْيَاءِ لأَنا لَمْ نَجِدْ فِي الْكَلَامِ [غ ود] قَالَ: وَكَلِمَةٌ لأَهل الشِّحْرِ يَقُولُونَ غِيدِ غِيدِ أَي اعْجَلْ، والله أَعلم.

‌فصل الفاء

فأد: فأَد الْخُبْزَةَ فِي المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً: شَوَاهَا. وَفِي التَّهْذِيبِ: فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها فِي المَلَّةِ. والفَئِيدُ: مَا شُوِيَ وخُبِزَ عَلَى النَّارِ. وإِذا شُوِيَ اللحمُ فَوْقَ الجمْرِ، فَهُوَ مُفْأَدٌ وفئيد. والأُفؤُودُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي تُفْأَدُ فِيهِ. وفَأَدَ اللحمَ فِي النَّارِ يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه: شَوَاهُ. والمِفْأَد والمِفْأَدَةُ: السَّفُّودُ، وَهُوَ مِنْ فأَدت اللَّحْمَ وافتأَدته إِذا شَوَيْتَهُ. وَلَحْمٌ فَئِيدٌ أَي مشويٌّ. والفئِيد: الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود. قَالَ مَرْضَاوِيٌّ يُخَاطِبُ خُوَيْلَةَ:

أَجارَتَنا، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ

عليَّ، وتَشْهادُ النَّدامَى مَعَ الخمرِ

كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ، وَمَا ارتمتْ

بِهِ بَيْنَ جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ «2»

. والمِفْأَدُ: مَا يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى بِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً

مَعَ الذئْبِ، يَعْتَسَّانِ نَارِي ومِفْأَدي

وَيُقَالُ لَهُ المِفْآدُ عَلَى مِفْعالٍ. وَيُقَالُ: فَحَصْت للخُبزَةِ فِي الأَرض وفَأَدْتُ لَهَا أَفْأَدُ فَأْداً، وَالِاسْمُ أُفْحُوصٌ وأُفْؤودٌ، عَلَى أُفْعُول، وَالْجَمْعُ أَفاحيصُ وأَفائِيدُ. وَيُقَالُ: فَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جَعَلْتَ لَهَا مَوْضِعًا فِي الرَّمَادِ وَالنَّارِ لِتَضَعَهَا فِيهِ. وَالْخَشَبَةُ الَّتِي يحرَّك بِهَا التَّنُّورُ مِفْأَدٌ، وَالْجَمْعُ مفائِدُ «3» وافْتَأَدُوا: أَوقدوا نَارًا. والفئِيدُ: النارُ نفسُها؛ قَالَ لَبِيدٌ:

وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى،

وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ

والمُفْتَأَدُ: مَوْضِعُ الوَقُود؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عِنْدَ مُفْتَأَدِ

والتَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّد. وَالْفُؤَادُ: القلبُ لِتَفَؤُّدِه وتوقُّدِه، مُذَكَّرٌ لَا غَيْرُ؛ صَرَّحَ بِذَلِكَ اللِّحْيَانِيُّ، يَكُونُ ذَلِكَ لِنَوْعِ الإِنسان وَغَيْرِهِ مِنْ أَنواع الْحَيَوَانِ الَّذِي لَهُ قَلْبٌ؛ قَالَ يَصِفُ ناقة:

(1). قوله [فتخاء العظام] كذا بالأَصل وشرح القاموس. والذي بياقوت في معجمه: فتخاء الجناح بدل العظام وهو المعروف في الأَشعار وكتب اللغة، يقال عقاب فتخاء لأَنها إِذَا انْحَطَّتْ كَسَرَتْ جَنَاحَيْهَا وَغَمْزَتْهُمَا وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اللِّينِ

(2)

. قوله [ملوذر] أراد من الوذر

(3)

. قوله [والجمع مفائد] في القاموس والجمع مفائيد.

ص: 328

كمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ، أَما فُؤادُها

فَصَعْبٌ، وأَما ظَهْرُها فَرَكُوبُ

والفؤادُ: الْقَلْبُ، وَقِيلَ: وسَطُه، وَقِيلَ: الْفُؤَادُ غِشاءُ القلبِ، والقلبُ حَبَّتُهُ وسُوَيْداؤُه؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

رَآهَا الفُؤادُ فاستَضَلَّ ضَلالَه،

نِيافاً مِنَ البيضِ الحِسانِ العَطائِلِ

رأَى هَاهُنَا مِنْ رُؤْيَةِ الْقَلْبِ وَقَدْ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ رَآهَا الْفُؤَادُ وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي نِيَافًا، وَقَدْ يَكُونُ نِيَافًا حَالًا كأَنه لَمَّا كَانَتْ مَحَبَّتُهَا تَلِي الْقَلْبَ وَتَدْخُلُهُ صَارَ كأَن لَهُ عَيْنَيْنِ يَرَاهَا بِهِمَا؛ وَقَوْلُ الْهُذَلِيِّ:

فقامَ فِي سِيَتَيْها فانْحَنى فَرَمى،

وسَهْمُه لِبَناتِ الجَوْفِ مَسَّاسُ

يَعْنِي بِبَنَاتِ الجَوْف الأَفئدةَ، وَالْجَمْعُ أَفئدةٌ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا نَعْلَمُهُ كُسِّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَتاكم أَهلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرقُّ أَفئِدةً وأَلْيَنُ قُلُوبًا.

وفأَده يَفْأَدُه فَأْداً: أَصاب فُؤَادَهُ. وفَئِدَ فَأَداً: شَكَا فُؤَادَه وأَصابه دَاءٌ في فؤَاده، فهو مَفؤُودٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه عَادَ سَعْدًا وَقَالَ إِنك رَجُلٌ مَفْؤُودٌ.

المفؤُودُ: الذي أُصيب فؤادُه بوجه. وَفِي حَدِيثِ

عَطَاءٍ: قِيلَ له: رجل مَفؤُودٌ يَنْفُثُ دَمًا أَحَدَثٌ هُوَ؟ قَالَ: لَا

؛ أَي يُوجعهُ فُؤَادُه فَيَتَقَيَّأُ دَمًا. وَرَجُلٌ مَفْؤُودٌ: جَبَانٌ ضَعِيفُ الْفُؤَادِ مِثْلُ المَنْخُوبِ ورجل مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ: لَا فؤَادَ لَهُ؛ وَلَا فِعْل لَهُ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: لَمْ يُصَرِّفُوا مِنْهُ فِعلًا، وَمَفْعُولُ الصِّفَةِ إِنما يأْتي عَلَى الْفِعْلِ نَحْوَ مَضْرُوب مِنْ ضُرِب وَمَقْتُولٍ مِنْ قُتِلَ. التَّهْذِيبُ: فأَدْت الصيْدَ أَفْأَدُه فَأْداً إِذا أَصبت فُؤادَه.

فثد: فِي تَرْجَمَةِ ثفد: الثَّفافِيدُ بَطائِنُ كلِّ شَيْءٍ مِنَ الثِّيَابِ وَغَيْرِهَا. وَقَدْ ثَفَّدَ دِرْعَه بِالْحَرِيرِ إِذا بَطَّنَها. قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: وَغَيْرُهُ يقول فَثافِيدُ.

فحد: الأَزهري: ابْنُ الأَعرابي: وَاحِدٌ فاحِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عَمْرٍو، بِالْفَاءِ؛ قَالَ: وقرأْت بِخَطِّ شِمْرٍ لِابْنِ الأَعرابي: القَحَّادُ الرجلُ الفَرْدُ الَّذِي لَا أَخَ لَهُ وَلَا وَلَد. يُقَالُ: واحِدٌ قاحِدٌ صاخِدٌ وَهُوَ الصُّنْبُورُ. قَالَ الأَزهري: أَنا وَاقِفٌ فِي هَذَا الْحَرْفِ وَخَطُّ شَمِرٍ أَقربهما إِلى الصَّوَابِ كأَنه مأْخوذ مِنْ قَحَدَة السَّنامِ وَهُوَ أَصله.

فدد: الفَديدُ: الصوتُ، وَقِيلَ: شِدَّتُهُ، وَقِيلَ: الفَدِيدُ والفَدْفَدَة صَوْتٌ كالحفيفِ. فَدَّ يَفِدُّ فَدّاً وفَديداً وفَدْفَدَ إِذا اشتدَّ صوتُه؛ وأَنشد:

أُنْبِئْتُ أَخْوالي بَني يَزِيدُ،

ظُلْماً عَلَيْنا لَهُمُ فَدِيدُ

وَمِنْهُ الفَدْفَدَةُ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

أَوابِدُ كالسَّلامِ إِذا استمرَّتْ،

فَلَيْس يَرُدُّ فَدْفَدَها التَّظَنِّي «1»

. وَرَجُلٌ فَدَّادٌ: شديدُ الصوتِ جَافِي الكلامِ. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: رَجُلٌ فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ. وفدَّ يَفِدُّ فَدًّا وفَديداً وفَدْفَدَ: اشْتَدَّ وطؤُه فَوْقَ الأَرض مَرَحاً وَنَشَاطًا. وَرَجُلٌ فَدَّادٌ: شَدِيدُ الوَطْءِ. وَفِي الْحَدِيثِ حِكَايَةً عَنِ الأَرض:

وَقَدْ كُنْتَ تَمْشي فَوْقِي فَدَّاداً

أَي شديدَ الوَطءِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن الأَرض إِذا دُفِنَ فِيهَا الإِنسانُ قَالَتْ لَهُ: رُبَّمَا مَشَيْتَ عليَّ فَدَّاداً ذَا مالٍ كَثِيرٍ وَذَا أَمَلٍ كَبِيرٍ وَذَا خيلاءَ وسَعْيٍ دائمٍ.

ابْنُ الأَعرابي: فَدَّدَ الرجلُ إِذا مَشَى عَلَى الأَرض كِبراً وبَطَراً. وفَدَّدَ الرجلُ إِذا صَاحَ فِي بَيْعِهِ وَشِرَائِهِ. وفَدَّتِ الإِبل فَدِيداً: شَدَخَتِ الأَرضَ بِخِفافِها مِنْ شِدَّةِ وَطْئِهَا؛ قَالَ المعلوّط السعدي:

(1). في ديوان النابغة:

قوافي كالسِّلام إِذَا استمرتْ

فَلَيْسَ يردُّ مذهبها التظنّي

ص: 329

أَعاذِلَ، مَا يُدْرِيكِ أَنْ رُبَّ هَجْمَةٍ

لأَخْفافِها، فَوْقَ المِتانِ، فَدِيدُ؟

وَرَوَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ: فَوْقَ الفَلاةِ فَدِيد، قَالَ: وَيُرْوَى وئيدُ، قَالَ: وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وفدَّ الطائرُ يَفِدُّ فَدِيداً: حَثَّ جناحَيْه بَسْطًا وَقَبْضًا. والفَدِيد: كَثْرَةُ الإِبل. وإِبل فَديدٌ: كَثِيرَةٌ. وَالْفَدَّادُونَ: أَصحاب الإِبل الْكَثِيرَةِ الَّذِينَ يَمْلِكُ أَحدهم الْمِائَتَيْنِ مِنَ الإِبل إِلى الأَلف؛ يُقَالُ لَهُ: فَدَّادٌ إِذا بَلَغَ ذَلِكَ وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ جُفاةٌ أَهلُ خُيَلاء. وَفِي الْحَدِيثِ:

هَلَكَ الفدَّادون إِلَّا مَنْ أَعطى فِي نَجْدَتها ورِسْلِها،

أَراد الْكَثِيرِي الإِبل، كَانَ أَحدهم إِذا ملَكَ المِئين مِنَ الإِبل إِلى الأَلف قِيلَ لَهُ: فَدَّادٌ وَهُوَ فِي مَعْنَى النَّسَب كَسَرّاجٍ وعَوَّاجٍ؛ يَقُولُ: إِلا مَنْ أَخْرَجَ زكاتَها فِي شدتِها وَرَخَائِهَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: الفَدَّادون أَصحاب الْوَبَرِ لِغِلَظِ أَصواتِهم وجفَائِهم، يَعْنِي بأَصحاب الْوَبَرِ أَهل الْبَادِيَةِ، والفدَّادون: الفلَّاحون. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الْجَفَاءَ والقَسْوة فِي الفَدَّادِين.

قَالَ أَبو عَمْرٍو: هِيَ الفَدادِينُ، مُخَفَّفَةٌ، وَاحِدُهَا فَدَّانٌ، بِالتَّشْدِيدِ؛ عَنْ أَبي عَمْرٍو، وَهِيَ الْبَقَرُ الَّتِي يُحْرَثُ بِهَا، وأَهلُها أَهلُ جَفَاء وغِلظة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَيْسَ الفَدادِينُ مِنْ هَذَا فِي شَيْءٍ وَلَا كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْرِفُهَا إِنما هَذِهِ للرومِ وأَهلِ الشَّامِ، وإِنما افْتُتِحَتِ الشَّامُ بَعْدَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنَّهُمُ الفَدَّادون، بِتَشْدِيدِ الدَّالِ، وَاحِدُهُمْ فَدّادٌ؛ قَالَ الأَصمعي: وَهُمُ الَّذِينَ تَعْلُو أَصواتهم فِي حُروثِهم وأَموالهم مواشيهم وَمَا يُعَالِجُونَ مِنْهَا، وَكَذَلِكَ قَالَ الأَحمر؛ وَقِيلَ: هُمُ الْمُكْثِرُونَ مِنَ الإِبل، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ: فِي قَوْلِهِ الجَفاءُ، والقَسْوَةُ في الفَدَّادِينَ؛ هُمُ الجَمَّالون والرُّعْيان والبقَّارون والحَمَّارون. وفَدْفَدَ إِذا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَو عَدُوٍّ «1» وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه رأَى رَجُلَيْنِ يُسْرِعانِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ: مَا لَكُمَا تَفِدَّانِ فَدِيدَ الْجَمَلِ؟ يُقَالُ: فَدْفَدَ الإِنسان وَالْجَمَلُ إِذا عَلَا صَوْتُهُ

؛ أَراد أَنهما كَانَا يَعْدُوان فَيُسْمَعُ لِعَدْوِهِمَا صَوْتٌ. والفُدادُ: ضَرْبٌ مِنَ الطَّيْرِ، وَاحِدَتُهُ فُدَادَة. وَرَجُلٌ فَدَّادَة وفَدادَةٌ: جَبَانٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَفَدادَةٌ عِندَ اللقاءِ، وقَيْنَةٌ

عِندَ الإِيابِ، بِخَيبَةٍ وصُدُودِ؟

وَاخْتَارَ ثَعْلَبٌ فَدَّادَةٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ أَي هُوَ فَدّادَةٌ، وَقَالَ: هَذَا الَّذِي أَختاره.

فدفد: الفَدْفَدُ: الْفَلَاةُ الَّتِي لَا شَيْءَ بِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ ذاتُ الْحَصَى، وَقِيلَ: الْمَكَانُ الصُّلب؛ قَالَ:

تَرى الحَرّةَ السَّوداءَ يَحْمَرُّ لَوْنُها،

ويَغْبَرُّ مِنْهَا كلُّ رِيعٍ وفَدْفَدِ

وَالْفَدْفَدُ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ فِيهِ صَلَابَةٌ، وَقِيلَ: الْفَدْفَدُ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ؛ وفي الحديث:

فَلَجؤَوا إِلى فَدْفَدٍ فأَحاطوا بِهِمُ

؛ الفَدْفَدُ: الْمَوْضِعُ الَّذِي فِيهِ غِلظٌ وَارْتِفَاعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ إِذا قَفَلَ مِنْ سَفَرٍ فَمَرَّ بِفَدفَدٍ أَو نَشْزٍ كبَّر ثَلَاثًا

؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

قُسٍّ: وأَرْمُقُ فَدْفَدَها

، وَجَمْعُهُ فَدافِدُ. وَالْفَدْفَدَةُ: صَوْتٌ كالحَفِيف. وَرَجُلٌ فُدْفُدٌ وفُدَفِدٌ: شَدِيدُ الوطءِ عَلَى الأَرض. وفَدفَد إِذا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَو عَدُوٍّ. الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ: لَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ،

(1). قوله [وَفَدْفَدَ إِذَا عَدَا هَارِبًا مِنْ سَبُعٍ أَوْ عَدُوٍّ] وساق الحديث وقال بعده: يقال فدفد إلخ سابق الكلام ولاحقه يقتضي أن الحديث تفدفدان وأنت تراه تفدّان هنا وشرح القاموس فلعل أصل العبارة وفدّ يفد وفدفد إذا إلخ.

ص: 330

وَهُوَ الْحَامِضُ الْخَاثِرُ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلَّبَنِ الثَّخِينِ فُدَفِدٌ. وفَدْفَدُ: اسْمُ امرأَة؛ قَالَ الأَخطل:

وقُلْتُ لِحادِيهِنَّ: وَيْحَكَ غَنِّنا

لِجَلْداءَ أَو بنْتِ الكِنانيِّ فَدْفَدا

فرد: اللَّهُ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ هُوَ الفَرْدُ، وَقَدْ تَفَرَّدَ بالأَمر دُونَ خَلْقِهِ. اللَّيْثُ: والفَرْد فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ الْوَاحِدُ الأَحد الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ وَلَا مِثْلَ وَلَا ثَانِيَ. قَالَ الأَزهري: وَلَمْ أَجده فِي صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي وَرَدَتْ فِي السنَّة، قَالَ: وَلَا يُوصَفُ اللَّهُ تَعَالَى إِلا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ أَو وَصَفَهُ بِهِ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: وَلَا أَدري مِنْ أَين جَاءَ بِهِ اللَّيْثُ. وَالْفَرْدُ: الْوِتْرُ، وَالْجَمْعُ أَفراد وفُرادَى، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، كأَنه جَمْعُ فَرْدانَ. ابْنُ سِيدَهْ: الفَرْدُ نِصْفُ الزَّوْج، وَالْفَرْدُ: المَنْحَرُ «2» وَالْجَمْعُ فِرادٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ

وَالْفَرْدُ أَيضاً: الَّذِي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَفراد. يُقَالُ: شَيْءٌ فَرْدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ. والمُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ:

تَرْمِي الغُيوبَ بِعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ

الْمُفْرَدُ: ثَوْرُ الْوَحْشِ شبَّه بِهِ النَّاقَةَ. وَثَوْرٌ فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفَرِيد، كُلُّهُ بِمَعْنَى مُنْفَرِدٍ. وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انْفَرَدَتْ عَنْ سَائِرِ السِّدْر. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تُعَدُّ فارِدَتُكُم

؛ يَعْنِي الزَّائِدَةَ عَلَى الْفَرِيضَةِ أَي لَا تُضَمُّ إِلى غَيْرِهَا فَتُعَدُّ مَعَهَا وتُحْسَب. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ: فَمِنْكُمُ المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة

؛ إِنما قِيلَ لَهُ ذَلِكَ لأَنه كَانَ إِذا رَكِبَ لَمْ يَعْتَمّ مَعَهُ غيرُه إِجلالًا لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

جَاءَهُ رَجُلٌ يَشْكُو رَجُلًا مِنَ الأَنصار شَجَّه فَقَالَ:

يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ،

أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ «3»

أَراد النَّعْلَ الَّتِي هِيَ طَاقٌ وَاحِدٌ وَلَمْ تُخْصَفْ طَاقًا عَلَى طَاقٍ وَلَمْ تُطارَقْ، وَهُمْ يَمْدَحُونَ برقَّة النِّعَالِ، وإِنما يَلْبَسُهَا مُلُوكُهُمْ وَسَادَاتُهُمْ؛ أَراد: يَا خَيْرَ الأَكابر مِنَ الْعَرَبِ لأَنَّ لُبْسَ النَّعال لَهُمْ دُونَ الْعَجَمِ. وَشَجَرَةٌ فارِدٌ وفَارِدَةٌ: متَنَحِّية؛ قَالَ الْمُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ:

فِي ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ

وَظَبْيَةٌ فاردٌ: مُنْفَرِدَةٌ انقطعت عن القطيع. قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛ فَسَّرَهُ ثَعْلَبٌ فَقَالَ: مَعْنَاهُ مَنِ انْفَرَدَ مِنْكُمْ مِثْلُ وَاحِدٍ أَو اثْنَيْنِ فأَصاب غَنِيمَةً فليردَّها عَلَى الْجَمَاعَةِ وَلَا يَغُلَّها أَي لَا يأْخذها وَحْدَهُ. وَنَاقَةٌ فارِدَةٌ ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ فِي الْمَرَاعِي، وَالذَّكَرُ فاردٌ لَا غَيْرُ. وأَفرادُ النُّجُومِ: الدَّرارِيُّ الَّتِي تَطَلَّعَ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لَتَنَحِّيها وَانْفِرَادِهَا مِنْ سَائِرِ النُّجُومِ. والفَرُودُ مِنَ الإِبل: الْمُتَنَحِّيَةُ فِي الْمَرْعَى وَالْمَشْرَبِ؛ وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ واسْتَفْرَدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرَى اللِّحْيَانِيَّ حَكَى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ فُلَانًا: انَفَردَ بِهِ. أَبو زَيْدٍ: فَرَدْتُ بِهَذَا الأَمرِ أَفْرُدُ بِهِ فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ بِهِ. وَيُقَالُ: اسْتَفْرَدْتُ الشَّيْءَ إِذا أَخذته فَرْداً لَا ثَانِيَ لَهُ وَلَا مِثْلَ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَذْكُرُ قِدْحاً مِنْ قِداحِ الْمَيْسِرِ:

إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً،

حَالَ بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه

(2). قوله [المنحر] كذا بالأَصل وكتب بهامشه السيد مرتضى صوابه المتحد وفي القاموس الفرد المتحد.

(3)

. قوله [أوهبه] كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن هـ د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه.

ص: 331

والفارِدُ والفَرَدُ: الثَّوْرُ؛ وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي قَوْلِهِ:

طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ

قَالَ: الفَرَدُ والفُرُدُ، بِالْفَتْحِ وَالضَّمِّ، أَي هُوَ مُنْقَطَعُ القَرِينِ لَا مِثْلَ لَهُ فِي جَوْدَتِه. قَالَ: وَلَمْ أَسمع بالفَرَدِ إِلا فِي هَذَا الْبَيْتِ. واسْتَفْرَدَ الشيءَ: أَخرجه مِنْ بَيْنِ أَصحابه. وأَفرده: جَعَلَهُ فَرْداً. وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ. أَبو زَيْدٍ عَنِ الْكِلَابِيِّينَ: جِئْتُمُونَا فُرَادَى وَهُمْ فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا. قَالَ: وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى

؛ فإِن الْفَرَّاءَ قَالَ: فُرَادَى جَمْعٌ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ قومٌ فُرَادَى، وفُرادَ يَا هَذَا فَلَا يَجُرُّونَهَا، شُبِّهَتْ بِثُلاثَ ورُباعَ. قَالَ: وفُرادَى وَاحِدُهَا فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ، وَلَا يَجُوزُ فرْد فِي هَذَا الْمَعْنَى؛ قَالَ وأَنشدني بَعْضُهُمْ:

تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه،

فُرادَ ومَثْنى، أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ

وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَرْدُ مَا كَانَ وَحْدَهُ. يُقَالُ: فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه جَعَلْتُهُ وَاحِدًا. وَيُقَالُ: جَاءَ القومُ فُراداً وفُرادَى، مُنَوَّنًا وَغَيْرَ مُنَوَّنٍ، أَي وَاحِدًا وَاحِدًا. وَعَدَدْتُ الْجَوْزَ أَو الدارهم أَفراداً أَي وَاحِدًا وَاحِدًا. وَيُقَالُ: قَدِ اسْتَطْرَدَ فُلَانٌ لَهُمْ فَكُلَّمَا اسْتَفْرَدَ رَجُلًا كَرَّ عَلَيْهِ فَجدَّله. والفَرْدُ: الجانِب الْوَاحِدُ مِنَ اللَّحْي كأَنه يُتَوَهَّمُ مُفْرداً، وَالْجَمْعُ أَفراد. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الَّذِي عَنَاهُ سِيبَوَيْهِ بقوله: نحو فَرْدٍ وأَفْرادٍ، وَلَمْ يَعْنِ الْفَرْدَ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الزَّوْجِ لأَن ذَلِكَ لَا يَكَادُ يُجْمَعُ. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ مُنْفَرِدٌ عَنِ الكثبانِ غَلب عَلَيْهِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الأَلف وَاللَّامُ «1» ، حَتَّى جَعَلَ ذَلِكَ اسْمًا لَهُ كَزَيْدٍ، وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ الْفَرْدَ؛ قَالَ:

لَعَمْري لأَعْرابيَّة فِي عَباءَةٍ

تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً

وفَرْدَةُ أَيضاً: رَمْلَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:

إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى

وفَرْدَةُ: مَاءٌ مِنْ مِيَاهِ جَرْم. والفَريدُ والفَرائِدُ: المَحالُ الَّتِي انْفَرَدَتْ فَوَقَعَتْ بَيْنَ آخِرِ المَحالاتِ السِّتِّ الَّتِي تَلِي دَأْيَ العُنُق، وَبَيْنَ الست التي بيت العَجْبِ وَبَيْنَ هَذِهِ، سُمِّيَتْ بِهِ لِانْفِرَادِهَا، وَاحِدَتُهَا فَريدَة؛ وَقِيلَ: الفَريدة المَحالةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنَ الصَّهْوَة الَّتِي تَلي المَعاقِمَ وَقَدْ تَنْتَأُ مِنْ بَعْضِ الْخَيْلِ، وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بَيْنَ فِقارِ الظَّهْرِ وَبَيْنَ مَحال الظَّهْرِ «2» ومعَاقِمِ العَجُزِ؛ والمَعاقِمُ: مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ الْعَجُزِ. والفَريدُ والفَرائدُ: الشَّذْرُ الَّذِي يَفْصِل بَيْنَ اللُّؤْلؤ وَالذَّهَبِ، وَاحِدَتُهُ فَريدَةٌ، وَيُقَالُ لَهُ: الجاوَرْسَقُ بِلِسَانِ الْعَجَمِ، وبَيَّاعُه الفَرَّادُ. والفَريدُ: الدُّرُّ إِذا نُظمَ وفُصِلَ بِغَيْرِهِ، وَقِيلَ: الفَريدُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، الْجَوْهَرَةُ النَّفِيسَةُ كأَنها مُفْرَدَةٌ فِي نوعِها، والفَرَّادُ صانِعُها. وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مَفَصَّلٌ بِالْفَرِيدِ. وَقَالَ إِبراهيم الْحَرْبِيُّ: الفَريدُ جَمْعُ الفَريدَة وَهِيَ الشَّذْرُ مِنْ فِضَّةٍ كاللؤْلؤَة. وفَرائِدُ الدرِّ: كِبارُها. ابْنُ الأَعرابي: وفَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه وَاعْتَزَلَ النَّاسَ وَخَلَا بِمُرَاعَاةِ الأَمر وَالنَّهْيِ. وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ:

طُوبَى للمفرِّدين

وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: المُفَرِّدون الَّذِينَ قَدْ هلَك لِداتُهُم مِنَ الناس وذهَب

(1). قوله: وفيه الأَلف واللام يخالف قوله فيما بعد: وَلَمْ نَسْمَعْ فِيهِ الْفَرْدَ.

(2)

. قوله [وبين محال الظهر] كذا في الأَصل المعتمد وهي عين قوله بين فقار الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حين نقل عبارته.

ص: 332

القَرْنُ الَّذِي كَانُوا فِيهِ وبَقُوا هُمْ يَذْكُرُونَ اللَّهَ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَقَوْلُ ابْنِ الأَعرابي فِي التَّفْرِيدِ عِنْدِي أَصوب مِنْ قَوْلِ الْقُتَيْبِيِّ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ بُجْدانُ فَقَالَ: سِيرُوا هَذَا بُجْدانُ، سَبَقَ المُفَرِّدون

، وَفِي رِوَايَةٍ:

طُوبَى للمُفَرِّدين، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمِنَ المُفَرِّدون؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللَّهَ كَثِيرًا والذاكراتُ

، وَفِي رِوَايَةٍ

قَالَ: الَّذِينَ اهْتَزُّوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ.

وَيُقَالُ: فَرَدَ «1» برأْيه وأَفْرَدَ وفَرَّد واستَفْرَدَ بِمَعْنَى انْفَرَد بِهِ. وَفِي حَدِيثِ الْحُدَيْبِيَةِ:

لأُقاتِلَنَّهم حَتَّى تَنْفَرِدَ سالِفَتي

أَي حَتَّى أَموتَ؛ السَّالِفَةُ: صَفْحَةُ الْعُنُقِ وَكَنَّى بِانْفِرَادِهَا عَنِ الْمَوْتِ لأَنها لَا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيهَا إِلا بِهِ. وأَفْرَدْتُه: عَزَلْتُهُ، وأَفْرَدْتُ إِليه رَسُولًا. وأَفْرَدَتِ الأُنثى: وَضَعَتْ وَاحِدًا فَهِيَ مُفْرِدٌ ومُوحِدٌ ومُفِذٌّ؛ قَالَ: وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّاقَةِ لأَنها لَا تَلِدُ إِلَّا وَاحِدًا؛ وفَرِدَ وانْفَرَدَ بِمَعْنًى؛ قَالَ الصَّمَّةُ الْقُشَيْرِيُّ:

وَلَمْ آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ،

بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ مِنَ الرَّغامِ

وَتَقُولُ: لِقيتُ زَيْدًا فَرْدَيْنِ إِذا لَمْ يَكُنْ مَعَكُمَا أَحد. وتَفَرَّدْتُ بِكَذَا واستَفْرَدْتُه إِذا انفَرَدْتَ بِهِ. والفُرُودُ: كواكِبُ «2» زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَيَّا. والفُرودُ: نُجُومٌ حولَ حَضارِ، وحَضارِ هَذَا نَجم وَهُوَ أَحد المُحْلِفَيْنِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

أَرى نارَ لَيْلى بالعَقِيقِ كأَنَّها

حَضارِ، إِذا مَا أَعرضَتْ، وفُرودُها

وفَرُودٌ وفَرْدَةُ: اسْمَا مَوْضِعَيْنِ؛ قَالَ بَعْضُ الأَغفال:

لَعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ فِي عَباءَةٍ

تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سوُيْقَةَ أَو فرْدا،

أَحَبّ إِلى القَلْبِ الَّذِي لَجَّ فِي الهَوَى،

مِنَ اللَّابِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَه كَيْدا

أَرْدَفَ أَحَدَ الْبَيْتَيْنِ وَلَمْ يُرْدِفِ الْآخَرِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهَذَا نَادِرٌ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُ أَبي فِرْعَوْنَ:

إِذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ: لَيْكا،

كأَنَّ شَفْرَيْها، إِذا مَا احتَكَّا،

حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ قَوْلُهُ أَو فَرْداً مُرَخَّماً مِنْ فَرْدَة، رَخَّمَهُ فِي غَيْرِ النداءِ اضْطِرَارًا، كَقَوْلِ زُهَيْرٍ:

خُذوا حَظَّكُم، يَا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا

أَواصِرنا، والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ

أَراد عِكرمةَ: والفُرُداتُ: اسْمُ مَوْضِعٍ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ قمِيئَة:

نَوازِع للخالِ، إِنْ شِمْنَه

عَلَى الفُرُداتِ يَسِحُّ السِّجالا

فرصد: الفِرْصِدُ والفِرْصِيدُ والفِرْصاد: عَجْمُ الزَّبِيبِ وَالْعِنَبِ وَهُوَ العُنْجُدُ أَيضاً. والفِرْصادُ: التُّوت، وَقِيلَ حَمْلُه وَهُوَ الأَحمر مِنْهُ. والفِرْصادُ: الحُمْرَة؛ قَالَ الأَسود بْنُ يَعْفُرَ:

يَسْعَى بِهَا ذُو تُومَتَيْنِ مُنَطَّقٌ،

قَنَأَتْ أَنامِلُه مِنَ الفِرْصادِ

وَالْهَاءُ فِي قَوْلِهِ بِهَا تعود عَلَى سُلافَةٍ ذَكَرَهَا فِي بيت

(1). قوله [ويقال فرد] هو مثلث الراء.

(2)

. قوله [والفرود كواكب] كذا بالأَصل وفي القاموس والفردود، زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة، وفي بعض النسخ الفرود.

ص: 333

قَبْلَهُ وَهُوَ:

ولقَدْ لَهَوْتُ، وللشَّبابِ بَشاشةٌ.

بِسُلافَةٍ مُرِجَتْ بماءِ غَوادِي

والتُّومَةُ: الحَبَّةُ مِنَ الدُّرِّ. والسُّلافَةُ: أَولُ الْخَمْرِ. والغَوادي: جَمْعُ غاديةٍ وهي السَّحَابَةُ الَّتِي تأْتي غُدْوَة. اللَّيْثُ: الفِرْصادُ شَجَرٌ مَعْرُوفٌ؛ وأَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الشَّجَرَ فِرْصاداً وَحَمْلُهُ التُّوتُ؛ وأَنشد:

كأَنَّما نَفَضَ الأَحْمال ذاوِيَةً،

عَلَى جَوانِبِهِ الفِرْصادُ والعِنَبُ

أَراد بِالْفِرْصَادِ وَالْعِنَبِ الشَّجَرَتَيْنِ لَا حَمْلَهُمَا. أَراد: كأَنما نَفَضَ الفِرْصادُ أَحمالَه ذاويَةً، نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَالْعِنَبُ كَذَلِكَ؛ شبَّه أَبعارَ الْبَقَرِ بحب الفِرصادِ والعنب.

فرقد: الفَرْقَدُ: وَلَدُ الْبَقَرَةِ، والأُنثى فَرْقَدَة؛ قَالَ طَرَفَةُ يَصِفُ عَيْنَيْ نَاقَتِهِ:

طَحُورانِ عُوَّارَ القَذى، فَتراهُما

كَمَكْحُولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فرْقَدِ

طَحُورانِ: راميتانِ. وعُوَّارُ القَذى: مَا أَفْسَدَ الْعَيْنَ، وَحَكَى ثَعْلَبٌ فِيهِ الفُرْقُود؛ وأَنشد:

ولَيْلَةٍ خامِدَةٍ خُمودا،

طَخْياءَ تُعْشِب الجَدْيَ والفُرقودا،

إِذا عُمْيرٌ هَمَّ أَن يَرْقُودا

وأَراد يَرْقُد فأَشبع الضَّمَّةَ. والفَرْقدانِ: نَجْمَانِ فِي السَّمَاءِ لَا يغرُبانِ وَلَكِنَّهُمَا يَطُوفَانِ بِالْجَدْيِ، وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ قَرِيبَانِ مِنَ القُطْب، وَقِيلَ: هُمَا كَوْكَبَانِ فِي بَنَاتِ نَعْش الصُّغْرَى. يُقَالُ: لأَبْكِيَنَّكَ الفَرْقَدَيْن؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْكِسَائِيِّ، أَي طولَ طُلُوعِهِمَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ النُّجُومُ كُلُّهَا تَنْتَصِبُ عَلَى الظَّرْفِ كَقَوْلِكَ لأَبكينَّك الشمسَ والقَمرَ والنِّسرَ الواقِعَ: كُلُّ هَذَا يُقيمونَ فِيهِ الأَسماء مُقام الظُّرُوفِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنهم يُرِيدُونَ طُولَ طُلُوعِهِمَا فَيَحْذِفُونَ اخْتِصَارًا وَاتِّسَاعًا وَقَدْ قَالُوا فِيهِمَا الفَراقِد كأَنهم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ مِنْهُمَا فَرْقَداً؛ قَالَ:

لَقَدْ طالَ، يَا سَوْداءُ، منكِ المواعِدُ،

ودونَ الجَدَا المأْمِولِ منكَ الفَراقِدُ

قَالَ: وَرُبَّمَا قَالَتِ الْعَرَبُ لَهُمَا الفَرْقد؛ قَالَ لَبِيدٌ:

حالَفَ الفَرْقَدُ شرْباً فِي الهُدى،

خُلَّةً بَاقِيَةً دُونَ الخَلَل «1» .

فرند: الفِرِندُ: وَشْيُ السَّيْفِ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَفِرِنْدُ السَّيْفِ: وَشْيُه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: فِرِنْدُ السَّيْفِ جَوْهَرُهُ وماؤُه الَّذِي يَجْرِي فِيهِ، وَطَرَائِقُهُ يُقَالُ لَهَا الفِرِنْد وَهِيَ سَفاسِقُه. الْجَوْهَرِيُّ: فِرِنْدُ السَّيْفِ وإِفْرِنْدُه رُبَدُهُ ووَشْيُه. والفِرِنْد: السَّيْفُ نفسُه؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وَقَدْ قَطَعَ الحَدِيدَ، فَلَا تُمارُوا،

فِرِنْدٌ لا يُفَلُّ وَلَا يَذُوبُ

قَالَ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد ذُو فِرِنْدٍ فَحَذَفَ الْمُضَافَ وأَقام الْمُضَافَ إِليه مُقَامَهُ. والفِرِنْدُ: الْوَرْدُ الأَحمر. وفِرنْد، دَخِيلٌ مُعَرَّبٌ: اسْمُ ثَوْبٍ. ابْنُ الأَعرابي: الفِرِنْدُ عَلَى فِعْلِلٍ الأَبزارُ وَجَمْعُهُ الفرانِدُ. والفِرِنْدادُ: موضِعٌ وَيُقَالُ اسْمُ رَمْلَةٍ. ابْنُ سِيدَهْ: الفِرِنْدادُ شَجَرٌ، وَقِيلَ: رَمَلَةٌ مُشْرِفَةٌ فِي بِلَادِ بَنِي تَمِيمٍ وَيَزْعُمُونَ أَن قَبْرَ ذِي الرُّمَّةِ فِي ذِرْوَتها؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

ويافِعٌ مِنْ فِرِنْدادَيْنِ مَلْمُومُ

ثَنَاهُ ضَرُورَةً، كَمَا قال:

(1). قوله [في الهدى] كذا بالأَصل ولعلها في الهوى

ص: 334

لِمَنِ الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فَعاقِلٍ

دَرَسَتْ، وغيَّر آيَها القَطْرُ

وَفِي التَّهْذِيبِ: فِرِنْدادٌ جَبَلٌ بِنَاحِيَةِ الدَّهْناء وَبِحِذَائِهِ جَبَلٌ آخَرُ، وَيُقَالُ لَهُمَا مَعًا الفِرِنْدادانِ، وأَنشد بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ ذَكَرَهُ فِي الرُّبَاعِيِّ.

فرهد: الفُرْهُدُ، بِالضَّمِّ: الحادرُ الْغَلِيظُ مِنَ الْغِلْمَانِ. ابْنُ سِيدَهْ: الفُرْهُودُ الحادِرُ الْغَلِيظُ وَهُوَ النَّاعِمُ التارُّ؛ وَيُقَالُ: غُلَامٌ فُلْهُدٌ، بِاللَّامِ أَيضاً، أَي ممتلئ، وقيل: القُرْهد النَّاعِمُ التارُّ الرَّخْصُ، وَقَالَ: إِنما هُوَ الفُرْهد، بِالْفَاءِ وَضَمِّ الهاءِ وَالْقَافُ فِيهِ تَصْحِيفٌ. والفُرْهُدُ والفُرْهُودُ: وَلَدُ الأَسد؛ عُمانِيَّة؛ وَزَعَمَ كُرَاعٌ أَن جَمْعَ الفُرْهُدِ فَراهِيدُ كَمَا جَمْعُ هُدْهُدٌ عَلَى هَداهِيدَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا يُؤْمَنُ كُرَاعٌ عَلَى مِثْلِ هَذَا إِنما يُؤْمَنُ عَلَيْهِ سِيبَوَيْهِ وَشِبْهِهِ؛ وَقِيلَ: الْفُرْهُودُ وَلَدُ الوَعلِ. وفَراهِيدُ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ مِنَ الأَزد. وفُرْهُود: أَبو بَطْنٍ. الصِّحَاحُ: الفُرْهُود حَيٌّ مِنْ يَحْمَد «2» . وَهُمْ بَطْنٌ مِنَ الأَزد يُقَالُ لَهُمُ الْفَرَاهِيدُ مِنْهُمُ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد الْعَرُوضِيُّ. يُقَالُ: رَجُلٌ فَرَاهِيدِيٌّ وَكَانَ يُونُسُ يَقُولُ فُرْهُودي.

فزد: الأَصمعي: تَقُولُ الْعَرَبُ لِمَنْ يَصِلُ إِلى طَرَفٍ مِنْ حَاجَتِهِ وَهُوَ يَطْلُبُ نِهَايَتَهَا: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُزْدَ لَهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: مَن فُصْدَ لَهُ، وَهُوَ الأَصل فَقُلِبَتِ الصَّادُ زَايًا، فَيُقَالُ لَهُ: اقْنَعْ بِمَا رُزِقْتَ مِنْهَا فإِنك غَيْرُ مَحْرُومٍ. أَصل قَوْلِهِمْ: مَن فُصْدَ لَهُ أَو فُزْدَ لَهُ فُصِدَ لَهُ، ثُمَّ سُكِّنَتِ الصَّادُ فَقِيلَ فُصْد، وأَصله مِنَ الْفَصِيدِ وَهُوَ أَن يُؤْخَذَ مَصِيرٌ فَيُلْقَمَ عِرْقًا مَفْصُودًا فِي يَدِ الْبَعِيرِ حَتَّى يَمْتَلِئَ دَمًا ثُمَّ يُشْوَى وَيُؤْكَلَ، وَكَانَ هَذَا مِنْ مَآكِلِ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الدَّمِ انْتَهَوْا عَنْهُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي تَرْجَمَةِ فصد إِن شاءَ الله.

فسد: الفسادُ: نَقِيضُ الصَّلَاحِ، فَسَدَ يَفْسُدُ ويَفْسِدُ وفَسُدَ فَساداً وفُسُوداً، فَهُوَ فاسدٌ وفَسِيدٌ فِيهِمَا، وَلَا يُقَالُ انْفَسَد وأَفْسَدْتُه أَنا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً*

؛ نَصَبَ فَسَادًا لأَنه مَفْعُولٌ لَهُ أَراد يَسْعَوْن فِي الأَرض لِلْفَسَادِ. وَقَوْمٌ فَسْدَى كَمَا قَالُوا ساقِطٌ وسَقْطَى، قَالَ سِيبَوَيْهِ: جَمَعُوهُ جَمْعَ هَلْكى لِتَقَارُبِهِمَا فِي الْمَعْنَى. وأَفَسَدَه هُوَ واسْتَفْسَد فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ. وتَفَاسَدَ القومُ: تدابَرُوا وَقَطَّعُوا الأَرحام؛ قَالَ:

يَمْدُدْنَ بالثُّدِيِّ فِي المَجَاسِدِ

إِلى الرجالِ، خَشْيَةَ التَّفاسُدِ

يَقُولُ؛ يُخْرِجن ثُدِيَّهُنَّ يَقُلْنَ: نَنشدكم اللَّهَ أَلا حَمَيْتُمُونَا، يُحَرِّضْنَ بِذَلِكَ الرِّجَالَ. وَاسْتَفْسَدَ السلطانُ قائدَه إِذا أَساء إِليه حَتَّى اسْتَعْصَى عَلَيْهِ. والمَفْسَدَةُ: خِلَافُ المصْلَحة. والاستفسادُ: خِلَافُ الِاسْتِصْلَاحِ. وَقَالُوا: هَذَا الأَمر مَفْسَدَةٌ لِكَذَا أَي فِيهِ فَسَادٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الشبابَ والفَراغَ والجِدَهْ

مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ، أَيُّ مَفْسَدَهْ

وَفِي الْخَبَرِ:

أَن عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانٍ أَشرف عَلَى أَصحابه وَهُمْ يَذْكُرُونَ سِيرَةَ عُمَرَ فَغَاظَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: إِيهاً عَنْ ذِكْرِ عُمَرَ فإِنه إِزْراءٌ عَلَى الوُلاةِ مَفْسَدَةٌ لِلرَّعِيَّةِ.

وعدَّى إِيهاً بِعَنْ لأَن فِيهِ مَعْنَى انْتَهُوا. وَقَوْلُهُ عز وجل: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ

؛ الْفَسَادُ هُنَا: الجَدْب فِي الْبِرِّ وَالْقَحْطُ فِي الْبَحْرِ أَي فِي المُدُن الَّتِي عَلَى الأَنهار؛ هَذَا قَوْلُ الزجاجِيِّ. وَيُقَالُ: أَفْسَدَ فُلَانٌ المالَ يُفْسِدُه إِفْساداً وفَساداً، وَاللَّهُ لا يحب

(2). قوله [يحمد] كيمنع وكيعلم مضارع أعلم أبو قبيلة، الجمع اليحامد

ص: 335

الْفَسَادَ. وفَسَّدَ الشيءَ إِذا أَبَارَه؛ وَقَالَ ابْنُ جُنْدُبٍ:

وقلتُ لَهُمْ: قَدْ أَدْرَكَتْكُمْ كَتِيبَةٌ

مُفَسِّدَةُ الأَدْبارِ، مَا لَمْ تُخَفَّرِ

أَي إِذا شَدَّت عَلَى قَوْمٍ قَطَعَتْ أَدبارَهم مَا لَمْ تُخَفَّرِ الأَدبارُ أَي لَمْ تُمْنَعْ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كُرِهَ عَشْرُ خِلال مِنْهَا إِفسادُ الصَّبِيِّ غيرَ مُحَرِّمِهِ

؛ هُوَ أَن يَطأَ المرأَة الْمُرْضِعَ فإِذا حَمَلَتْ فَسَدَ لَبَنُهَا وَكَانَ مِنْ ذَلِكَ فَسَادُ الصَّبِيِّ وَتُسَمَّى الغِيلَة؛ وَقَوْلُهُ غَيْرَ مُحَرِّمِهِ أَي أَنه كَرِهَهُ وَلَمْ يَبْلُغْ بِهِ حَدَّ التحريم.

فصد: الفصدُ: شَقُّ العِرْقِ؛ فَصَدَه يَفْصِدُه فَصْداً وفِصاداً، فَهُوَ مَفْصُودٌ وفَصِيدٌ. وفَصَدَ الناقةَ: شَقَّ عِرْقَها ليستخرِجَ دَمَهَ فيشرَبَه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الفَصْدُ قَطْعُ العُروق. وافْتَصَدَ فلانٌ إِذا قطعَ عرْقَه فَفَصَد، وَقَدْ فَصَدَتْ وافْتَصدَتْ. وَمِنْ أَمثالهم فِي الَّذِي يُقْضَى لَهُ بعضُ حَاجَتِهِ دُونَ تَمَامِهَا: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فُصْدَ لَهُ، بإِسكان الصَّادِ، مأْخوذ مِنَ الفَصيدِ الَّذِي كَانَ يُصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ويؤْكل، يَقُولُ: كَمَا يَتَبَلَّغُ الْمُضْطَرُّ بِالْفَصِيدِ فَاقْنَعْ أَنت بِمَا ارْتَفَعَ مِنْ قَضَاءِ حَاجَتِكَ وإِن لَمْ تُقْضَ كلُّها. ابْنُ سِيدَهْ: وَفِي الْمَثَلِ: لَمْ يُحْرَمْ مِنْ فُصْد لَهُ، وَيُرْوَى: لم يحرم من فُزْدَ لَهُ أَي فُصِدَ لَهُ الْبَعِيرُ، ثُمَّ سُكِّنَتِ الصَّادُ تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا فِي ضُرِبَ: ضُرْبَ، وَفِي قُتِلَ: قُتْلَ؛ كَقَوْلِ أَبي النَّجْمِ.

لَوْ عُصْرَ مِنْهُ البانُ والمِسْكُ انعَصَرْ

فَلَمَّا سُكِّنَتِ الصَّادُ وضَعُفَتْ ضارَعوا بِهَا الدَّالَ الَّتِي بَعْدَهَا بأَن قَلَبُوهَا إِلى أَشبه الْحُرُوفِ بِالدَّالِ مِنْ مَخْرَجِ الصَّادِ، وَهُوَ الزَّايُ لأَنها مَجْهُورَةٌ كَمَا أَن الدَّالَ مَجْهُورَةٌ، فَقَالُوا؛ فُزْد، فإِن تَحَرَّكَتِ الصَّادُ هُنَا لَمْ يَجُزِ الْبَدَلُ فِيهَا وَذَلِكَ نَحْوُ صَدَرَ وصَدَفَ لَا تَقُولُ فِيهِ زَدَرَ وَلَا زَدَفَ، وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَةَ قَوَّتِ الْحِرَفَ وَحَصَّنَتْهُ فأَبعدته مِنَ الِانْقِلَابِ، بَلْ قَدْ يَجُوزُ فِيهَا إِذا تَحَرَّكَتْ إِشمامها رَائِحَةَ الزَّايِ، فأَما أَن تخلُص زَايًا وَهِيَ مُتَحَرِّكَةٌ كَمَا تَخْلُصُ وَهِيَ سَاكِنَةٌ فَلَا، وإِنما تُقْلَبُ الصَّادُ زَايًا وَتُشَمُّ رَائِحَتَهَا إِذا وَقَعَتْ قَبْلَ الدَّالِ، فإِن وَقَعَتْ قَبْلَ غَيْرِهَا لَمْ يَجُزْ ذَلِكَ فِيهَا، وَكُلُّ صَادٍ وَقَعَتْ قَبْلَ الدَّالِ فإِنه يَجُوزُ أَن تَشُمَّهَا رَائِحَةَ الزَّايِ إِذا تَحَرَّكَتْ، وأَن تَقْلِبَهَا زَايًا مَحْضًا إِذا سُكِّنَتْ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: قُصْدَ لَهُ، بِالْقَافِ، أَي مِنْ أُعْطِيَ قَصْداً أَي قَلِيلًا، وَكَلَامُ الْعَرَبِ بِالْفَاءِ؛ قَالَ يَعْقُوبُ: وَالْمَعْنَى لَمْ يُحْرَمْ مَنْ أَصاب بَعْضَ حَاجَتِهِ وإِن لَمْ يَنَلْهَا كُلَّهَا، وتأْويل هَذَا أَن الرَّجُلَ كَانَ يُضِيفُ الرَّجُلَ فِي شِدَّةِ الزَّمَانِ فَلَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَا يَقْرِيه، ويَشِحُّ أَن يَنْحَرَ رَاحِلَتَهُ فَيَفْصِدُهَا فإِذا خَرَجَ الدَّمُ سَخَّنَه لِلضَّيْفِ إِلى أَن يَجْمُد ويَقْوَى فَيُطْعِمَهُ إِياه فَجَرَى الْمَثَلُ فِي هَذَا فَقِيلَ: لَمْ يُحْرَمْ مَنْ فَزْدَ لَهُ أَي لَمْ يُحْرَمِ القِرَى مَنْ فُصِدت لَهُ الرَّاحِلَةُ فَحَظِيَ بِدَمِهَا، يُسْتَعْمَلُ ذَلِكَ فِيمَنْ طَلَبَ أَمراً فَنَالَ بَعْضَهُ. والفَصِيدُ: دَمٌ كَانَ يُوضَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِي مِعًى مِنْ فَصْدِ عِرْقِ الْبَعِيرِ ويُشْوى، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يأْكلونه وَيُطْعِمُونَهُ الضَّيْفَ فِي الأَزْمة. ابن كُبْوَةَ: الفَصيدَة تمرٌ يُعْجَنُ ويُشابُ بِشَيْءٍ مِنْ دَمٍ وَهُوَ دَوَاءٌ يُداوَى بِهِ الصِّبْيَانُ، قَالَهُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِمْ: مَا حُرِمَ مَنْ فُصْد لَهُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي رَجَاءٍ العُطاردي أَنه قَالَ: لَمَّا بَلَغَنَا أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم. أَخذ فِي الْقَتْلِ هرَبْنا فاسْتَثَرْنا شِلْوَ أَرنبٍ دَفيناً وفَصَدْنا عَلَيْهَا فَلَا أَنسى تِلْكَ الأُكْلَةَ

؛ قَوْلُهُ: فَصَدْنا عَلَيْهَا يَعْنِي الإِبل وَكَانُوا يَفْصِدونها ويعالِجون ذَلِكَ الدمَ ويأْكلونه عِنْدَ الضَّرُورَةِ أَي فَصَدْنَا عَلَى شِلْوِ الأَرنب بَعِيرًا وأَسلنا عَلَيْهِ دَمَهُ وَطَبَخْنَاهُ وأَكلنا.

ص: 336

وأَفْصَدَ الشجرُ وانفَصَدَ: انْشَقَّتْ عُيون وَرَقِهِ وبَدَتْ أَطرافُه. والمُنْفَصِدُ: السَّائِلُ وَكَذَلِكَ المُتَفَصِّدُ. يُقَالُ: تَفَصَّدَ جبينُه عَرَقاً، إِنما يُرِيدُونَ تَفَصَّد عَرَقُ جبينِه، وَكَذَلِكَ هَذَا الضَّرْبُ مِنَ التَّمْيِيزِ إِنما هُوَ فِي نِيَّةِ الْفَاعِلِ. وانفَصَدَ الشيءُ وتَفصَّدَ: سالَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذا نَزَلَ عَلَيْهِ الوحيُ تَفَصَّدَ عَرَقاً.

يُقَالُ: هُوَ يَتَفَصَّدُ عَرَقًا ويَتَبَضَّعُ عَرَقًا أَي يسيلُ عَرَقًا. مَعْنَاهُ أَي سالَ عَرَقُهُ تَشْبِيهًا فِي كَثْرَتِهِ بالفِصاد، وعَرَقاً مَنْصُوبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: رأَيت فِي الأَرض تَفْصِيدًا مِنَ السَّيْلِ أَي تَشَقُّقاً وتَخَدُّداً. وَقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ: التفصيدُ أَن يُنْقَع بشيءٍ مِنْ ماءٍ قَلِيلٍ. وَيُقَالُ: فصَد لَهُ عَطَاءً أَي قَطع لَهُ وأَمضاهُ يَفْصِدُه فَصْداً.

فقد: فَقَدَ الشيءَ يَفْقِدُه فَقْداً وفِقْداناً وفقُوداً، فَهُوَ مَفْقُودٌ وفَقِيدٌ: عَدِمَه؛ وأَفْقَدَه اللَّهُ إِياه. والفاقِدُ مِنَ النساءِ: الَّتِي يموتُ زَوْجُها أَو ولدُها أَو حَمِيمُهَا. أَبو عُبَيْدٍ: امرأَة فاقِدٌ وَهِيَ الثَّكُولُ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:

كأَنَّها فاقِدٌ شَمْطاءُ مُعْوِلَةٌ

ناحَتْ، وجاوَبَها نُكْدٌ مَناكِيدُ

وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ الَّتِي تتزوج بَعْدِ مَا كَانَ لَهَا زَوْجٌ فَمَاتَ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: لَا تَتَزَوَّجَنَّ فاقِداً وَتَزَوَّجْ مُطَلَّقَةً. وظَبْيَةٌ فاقِدٌ وبقرةٌ فاقِدٌ: شبع وَلَدُهَا؛ وَكَذَلِكَ حَمامَة فاقِدٌ؛ وأَنشد الْفَارِسِيُّ:

إِذا فاقِدٌ، خَطْباءُ، فَرْخَينِ رَجَّعَتْ،

ذَكَرْتُ سُلَيْمَى فِي الخَلِيطِ المُبايِن

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده سِيبَوَيْهِ بِتَقْدِيمِ خَطْباءُ عَلَى فَرْخَينِ مُقَوِّياً بِذَلِكَ أَن اسْمَ الْفَاعِلِ إِذا وُصِفَ قَرُب مِنَ الِاسْمِ، وَفَارَقَ شبَهَ الْفِعْلِ. والتفقُّدُ: تَطَلُّبُ مَا غَابَ مِنَ الشَّيْءِ. وَرُوِيَ عَنْ

أَبي الدَّرْدَاءِ أَنه قَالَ: مَنْ يَتَفَقَّدْ يَفْقِدْ، وَمَنْ لَا يُعِدَّ الصَّبْرَ لفواجِعِ الأُمور يَعْجِزْ

؛ فالتَّفقُّدُ: تَطَلُّب مَا فَقَدْتَه، وَمَعْنَى قَوْلِ أَبي الدَّرْدَاءِ أَن مَنْ تَفَقَّدَ الخيرَ وَطَلَبَهُ فِي النَّاسِ فَقَدَه وَلَمْ يَجِدْه، وَذَلِكَ أَنه رأَى الْخَيْرَ فِي النَّادِرِ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يَجِدْهُ فَاشِيًا مَوْجُودًا. غَيْرُهُ: أَي مَنْ يَتَفَقَّدْ أَحوالَ النَّاسِ ويَتَعَرَّفْها فإِنه لَا يَجِدُ مَا يُرضِيه. وافتَقَدَ الشيءَ: طَلبه؛ قَالَ:

فَلَا أُخْتٌ فَتَبْكِيهِ،

وَلَا أُمٌّ فَتَفْتَقِده

وَكَذَلِكَ تَفَقَّدَه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ

؛ وَكَذَلِكَ الافتقادُ؛ وَقِيلَ: تَفَقَّدْتُه أَي طَلَبْتُه عِنْدَ غَيْبَتِهِ. وتفاقَدَ القومُ أَي فَقَدَ بعضُهم بَعْضًا؛ وَقَالَ ابْنُ مَيَّادَةَ:

تَفَاقَدَ قَوْمي إِذ يَبيعونَ مُهْجَتي

بِجارِيةٍ، بَهْراً لَهُمْ بعدَها بَهْرا

بَهْراً قِيلَ فِيهِ: تَبّاً، وَقِيلَ: خَيْبَةً، وَقِيلَ: تَعْساً لَهُمْ، وَقِيلَ: أَصابهم شَرٌّ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: افتقَدْتُ رسولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، لَيْلَةً

أَي لَمْ أَجِدْه؛ هُوَ افتَعَلْتُ مِنْ فَقَدْتُ الشيءَ أَفقِدُه إِذا غَابَ عَنْكَ. وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: أُغَيْلِمَةٌ حَيارَى تفاقَدُوا

؛ يَدْعُو عَلَيْهِمْ بِالْمَوْتِ وأَن يَفْقِدَ بعضُهم بَعْضًا. وَيُقَالُ: أَفقدَه اللَّهُ كلَّ حميمٍ. وَيُقَالُ: مَاتَ فلانٌ غيرَ فَقِيدٍ وَلَا حَمِيدٍ أَي غيرَ مُكْتَرَثٍ لِفِقدانِه. والفَقَد: شرابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الزَّبِيبِ وَالْعَسَلِ. وَيُقَالُ: إِن الْعَسَلَ يُنْبَذُ ثُمَّ يَلْقَى فِيهِ الفَقَد فيُشَدِّدُه؛ قَالَ:

ص: 337

وَهُوَ نَبْتٌ شِبْهُ الكَشُوث. والفَقَدُ: نباتٌ يُشْبِهُ الكَشوث يُنْبَذُ فِي الْعَسَلِ فَيُقَوِّيهِ وَيُجِيدُ إِسكاره؛ قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ثُمَّ يُقَالُ لِذَلِكَ الشَّرَابِ: الفَقَدُ. ابْنُ الأَعرابي: الفَقْدَةُ: الكُشُوث.

فقدد: التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: أَبو عَمْرٍو: الفقْدُدُ نبيذُ الكشوث.

فلهد: غُلَامٌ فُلْهُدٌ، بِاللَّامِ: يملأُ المَهْد؛ عَنْ كُرَاعٍ. أَبو عَمْرٍو: الفَلْهَدُ والفُرْهُدُ الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي قَدْ راهقَ الحُلُمَ. وَيُقَالُ: غُلَامٌ فُلْهُدٌ إِذا كَانَ مُمْتَلِئًا.

فند: الفَنَدُ: الخَرَفُ وإِنكار الْعَقْلِ مِنَ الهَرَم أَو المَرضِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي غَيْرِ الكِبَر وأَصله فِي الْكِبَرِ، وَقَدْ أَفند؛ قَالَ:

قَدْ عَرَّضَتْ أَرْوَى بِقَوْلٍ إِفْناد

إِنما أَراد بقَوْلٍ ذِي إِفناد وقَوْلٍ فِيهِ إِفناد، وَشَيْخٌ مُفْنِدٌ وَلَا يُقَالُ للأُنثى عَجُوزٌ مُفْنِدَة لأَنها لَمْ تَكُنْ ذَاتَ رأْي فِي شَبَابِهَا فَتُفَنَّدَ فِي كِبَرها. والفَنَدُ: الخطأُ فِي الرأْي وَالْقَوْلِ. وأَفْنَدَه: خطَّأَ رَأْيَه. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ حِكَايَةً عَنْ يَعْقُوبَ، عليه السلام: لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ لَوْلَا أَن تُكَذِّبوني وتُعَجِّزُوني وتُضَعِّفُوني. ابْنُ الأَعرابي: فَنَّدَ رأْيه إِذا ضَعَّفَه. والتَّفْنيدُ: اللَّوْمُ وتضعيفُ الرأْي. الْفَرَّاءُ: المُفَنَّدُ الضعيفُ الرأْي وإِن كَانَ قويَّ الْجِسْمِ. والمُفَنَّدُ: الضعيفُ الْجِسْمِ وإِن كَانَ رأْيه سَدِيدًا. قَالَ: وَالْمُفَنَّدُ الضَّعِيفُ الرأْي وَالْجِسْمِ مَعًا. وفَنَّدَه: عَجَّزَه وأَضْعَفَه. وَرَوَى شَمِرٌ فِي حَدِيثِ

وَاثِلَةَ بْنِ الأَسقع أَنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَتزعمون أَنِّي مِنْ آخِرِكم وَفَاةً؟ أَلا إِني مِنْ أَوَّلِكم وفاةً، تتبعونني أَفْناداً يُهْلِكُ بعضُكم بَعْضًا

؛ قَوْلُهُ تَتْبَعُونَنِي أَفناداً يضرِبُ «1» بعضُكم رِقَابَ بَعْضٍ أَي تَتْبَعُونَنِي ذَوِي فَنَدٍ أَي ذَوِي عَجْزٍ وكُفْرٍ لِلنِّعْمَةِ، وَفِي النِّهَايَةِ: أَي جَمَاعَاتِ مُتَفَرِّقِينَ قَوْمًا بَعْدَ قَوْمٍ، وَاحِدُهُمْ فَنَد. وَيُقَالُ: أَفْنَدَ الرجلُ فَهُوَ مُفْنِدٌ إِذا ضَعُفَ عَقْلُهُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها: أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: أَسْرَعُ النَّاسِ بِي لُحوقاً قَوْمي، تَسْتَجْلِبُهم المَنايا وَتَتَنَافَسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهم ويعيشُ الناسُ بِعَدِّهِمْ أَفناداً يَقْتُلُ بعضُهم بَعْضًا

؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: مَعْنَاهُ أَنهم يَصيرون فِرَقاً مُخْتَلِفِينَ يَقْتُلُ بعضُهم بَعْضًا؛ قَالَ: هُمْ فِنْدٌ عَلَى حِدَةٍ أَي فِرْقَة عَلَى حِدَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: إِني أُريد أَن أُفَنِّدَ فَرَسًا، فَقَالَ: عَلَيْكَ بِهِ كُمَيْتاً أَو أَدْهَم أَقْرَحَ أَرْثَم مُحَجَّلًا طَلْقَ الْيُمْنَى.

قَالَ شَمِرٌ: قَالَ هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَمِنْهُ كَانَ سُمِع هَذَا الْحَدِيثُ: أُفَنِّدَ أَي أَقْتَني. قَالَ: وَرُوِيَ أَيضاً مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ: وَقَالَ أَبو مَنْصُورٍ قَوْلُهُ أُفَنِّدَ فَرَسًا أَي أَرْتَبِطَه وأَتخذه حِصْنًا أَلجأُ إِليه، ومَلاذاً إِذا دَهَمني عَدُوٌّ، مأْخوذ مِنْ فِنْدِ الْجَبَلِ وَهُوَ الشِّمْراخ الْعَظِيمُ مِنْهُ، أَي أَلجأُ إِليه كَمَا يُلجأُ إِلى الفِنْدِ مِنَ الْجَبَلِ، وَهُوَ أَنفه الْخَارِجُ مِنْهُ؛ قَالَ: وَلَسْتُ أَعرف أُفَنِّد بِمَعْنَى أَقتني. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: يَجُوزُ أَن يَكُونَ أَراد بِالتَّفْنِيدِ التَّضْمِيرَ مِنَ الفِنْدِ وَهُوَ الغُصْنُ مِنْ أَغصان الشَّجَرَةِ أَي أُضمره حَتَّى يَصِيرَ فِي ضُمْرِه كَالْغُصْنِ. والفِنْدُ، بِالْكَسْرِ: الْقِطْعَةُ الْعَظِيمَةُ مِنَ الْجَبَلِ، وَقِيلَ: الرأْس الْعَظِيمُ مِنْهُ، وَالْجَمْعُ أَفناد. والفِنْدفِنْد: الْجَبَلُ. وفَنَّدَ الرجلُ إِذا جَلَسَ عَلَى فِنْد، وَبِهِ سُمِّيَ الفِنْدُ الزِّمَّانِيُّ الشَّاعِرُ، وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ فَرَسَانِهِمْ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِعِظَمِ شَخْصِهِ، وَاسْمُهُ شَهْلُ بْنُ شَيْبَانَ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ عَدِيدُ الأَلف؛ وَقِيلَ: الفِنْد، بالكسر، قطعة من

(1). قوله [يضرب] أفاد شارح القاموس أَنها رواية أخرى بدل يهلك

ص: 338

الْجَبَلِ طُولًا. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: لَوْ كَانَ جَبَلًا لَكَانَ فِنداً

، وَقِيلَ: هُوَ الْمُنْفَرِدُ مِنَ الْجِبَالِ. والفَنَدُ: الْكَذِبُ. وأَفْنَدَ إِفناداً: كَذِبَ. وفَنَّدَه: كَذَّبَهُ

والفَنَدُ: ضَعُفَ الرأْي مِنْ هَرَم. وأَفْنَدَ الرجلُ: أُهتِرَ، وَلَا يُقَالُ: عَجُوزٌ مُفْنِدَة لأَنها لَمْ تَكُنْ فِي شَبِيبَتِهَا ذَاتَ رأْي. وَقَالَ الأَصمعي: إِذا كَثُرَ كَلَامُ الرَّجُلِ مِنْ خَرَف، فَهُوَ المُفْنِدُ والمُفْنَدُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

مَا يُنْتَظَرُ أَحدكم إِلا هَرَماً مُفْنِداً أَو مَرَضًا مُفْسِداً

؛ الفَنَدُ فِي الأَصل: الكَذب. وأَفْنَدَ: تَكَلَّمَ بالفَنَد. ثُمَّ قَالُوا لِلشَّيْخِ إِذا هَرِمَ: قَدْ أَفْنَدَ لأَنه يَتَكَلَّمُ بالمُحَرَّف مِنَ الْكَلَامِ عَنْ سَنَن الصِّحَّةِ. وأَفنده الكِبَرُ إِذا أَوقعه فِي الفَنَد. وَفِي حَدِيثِ

التَّنُوخِيِّ رَسُولِ هِرَقْل: وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قدْ بَلَغَ الفَنَد أَو قَرُب.

وَفِي حَدِيثِ

أُم مَعْبَدٍ: لَا عَابِسٌ وَلَا مُفْنَد [مُفْنِدٌ]

أَي لَا فَائِدَةَ فِي كَلَامِهِ لكبرٍ أَصابه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، لَمَّا تُوُفِّيَ وغُسِّلَ صَلَّى عَلَيْهِ الناسُ أَفناداً أَفناداً

؛ قَالَ أَبو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ: أَي فِرْقاً بَعْدَ فِرْق، فُرادى بِلَا إِمام. قَالَ: وحُزِرَ الْمُصَلُّونَ فَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلفاً وَمِنَ الْمَلَائِكَةِ سِتِّينَ أَلفاً لأَن مَعَ كُلِّ مؤْمن مَلَكَيْنِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: تَفْسِيرُ أَبي الْعَبَّاسِ لِقَوْلِهِ صَلَّوْا عَلَيْهِ أَفناداً أَي فُرَادَى لَا أَعلمه إِلا مِنَ الفِنْدِ مِنْ أَفْناد الْجَبَلِ. والفِنْدُ: الْغُصْنُ مِنْ أَغصان الشَّجَرِ، شَبَّهَ كُلَّ رِجْلٍ مِنْهُمْ بِفِنْدٍ مِنْ أَفناد الْجَبَلِ، وَهِيَ شَمَارِيخُهُ. والفِنْدُ: الطائفةُ مِنَ اللَّيْلِ. وَيُقَالُ: هُمْ فِنْدٌ عَلَى حِدَة أَي فِئَةٌ. وفَنَّدَ فِي الشَّرَابِ: عكَفَ عَلَيْهِ؛ هَذِهِ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والفِنْدَأْيَةُ: الفَأْسُ، وَقِيلَ: الفِنْدَأْيَةُ الفأْس الْعَرِيضَةُ الرأْس؛ قَالَ:

يَحْمِلُ فَأْساً مَعَهُ فِنْدَأْيَة

وَجَمْعُهُ فَنَادِيدُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. الْجَوْهَرِيُّ: قَدُومٌ فِنْداوةٌ أَي حادّةٌ. والفِنْدُ: أَرض لَمْ يُصِبْهَا الْمَطَرُ، وَهِيَ الفِنْدِيَةُ. وَيُقَالُ: لَقِينَا بِهَا فِنْداً مِنَ النَّاسِ أَي قَوْمًا مُجْتَمَعَيْنِ. وأَفنادُ الليلِ: أَركانه. قَالَ: وبأَحد هَذِهِ الْوُجُوهِ سُمِّيَ الزِّمَّانيُّ فِنْداً. وأَفنادٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَنشد:

بَرْقاً قَعَدْتُ لَهُ بالليلِ مُرْتَفِقاً

ذاتَ العِشاءِ، وأَصحابي بأَفْنادِ

فهد: الفَهْدُ: مَعْرُوفٌ سبُع يُصَادُ بِهِ. وَفِي الْمَثَلِ: أَنْوَمُ مِنْ فَهْدٍ، وَالْجَمْعُ أَفهُد وفُهُودٌ والأُنثى فَهْدَةٌ، والفَهَّادُ صَاحِبُهَا. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لِلَّذِي يُعَلِّم الفَهْدَ الصَّيْدَ: فَهَّاد. وَرَجُلٌ فَهْد: يُشَبَّهُ بِالْفَهْدِ فِي ثِقَلِ نَوْمِهِ. وفَهِدَ الرجلُ فَهَداً: نَامَ وأَشبه الْفَهْدَ فِي كَثْرَةِ نَوْمِهِ وتمَدُّدِه وتغافلَ عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِ تَعَهُّدُه. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: وصفَتْ امرأَةٌ زوجَها فَقَالَتْ: إِن دَخَلَ فَهِدَ، وإِن خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ

؛ قَالَ الأَزهري: وَصَفَتْ زَوْجَهَا بِاللِّينِ وَالسُّكُونِ إِذا كَانَ مَعَهَا فِي الْبَيْتِ؛ وَيُوصَفُ الْفَهْدُ بِكَثْرَةِ النَّوْمِ فَيُقَالُ: أَنوم مِنْ فَهْدٍ، شَبَّهَتْهُ بِهِ إِذا خَلَا بِهَا، وبالأَسد إِذا رأَى عَدُوَّه. قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي نَامَ وَغَفَلَ عَنْ مَعَايِبِ البيتِ الَّتِي يَلْزَمُنِي إِصلاحُها، فَهِيَ تَصِفُهُ بالكرَمِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ فكأَنه نَائِمٌ عَنْ ذَلِكَ أَو ساهٍ، وإِنما هُوَ مُتناوم ومُتغافِل. الأَزهري: وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ فَهَد فُلَانٌ لِفُلَانٍ وفَأَدَ ومَهد إِذا عَمِلَ فِي أَمره بِالْغَيْبِ جَمِيلًا. والفَهْدُ: مِسْمارٌ يُسْمَرُ بِهِ فِي واسِطِ الرَّحل وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى الكلبَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ صَرِيفَ نَابَيِ الْفَحْلِ بِصَرِيرِ هَذَا الْمِسْمَارِ:

مُضَبَّرٌ، كأَنَّما زَئِيرُه

صَريرُ فَهْدٍ واسِطٍ صَريرُه

ص: 339

وَقَالَ خَالِدٌ: واسِطُ الفَهْدِ مِسْمارٌ يُجْعل فِي وَاسِطِ الرَّحْلِ. وفَهْدَتا الفَرَس: اللحمُ الناتِئُ فِي صَدْرِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ؛ قَالَ أَبو دُوَادَ:

كأَنَّ الغُصُون، مِنَ الفَهْدَتَيْن

إِلى طَرَفِ الزَّوْرِ، حُبْكُ العَقَدْ

أَبو عُبَيْدَةَ: فَهْدتا صَدْرِ الفَرَسِ لحْمتانِ تَكْتَنِفانِه. الْجَوْهَرِيُّ: الْفَهْدَتَانِ لَحْمَتَانِ فِي زَوْرِ الفَرَس نَاتِئَتَانِ مِثْلُ الفِهْرَيْنِ. وَفَهَدَتَا الْبَعِيرِ: عَظْمَانِ نَاتِئَانِ خَلْفَ الأُذنين وَهُمَا الخُشَشاوانِ. والفَهْدة: الاسْتُ. وَغُلَامٌ فَوْهَدٌ: تامٌّ تارٌّ ناعِمٌ كَثَوْهَدٍ، وجاريةٌ فَوْهَدَةٌ وثَوْهَدَة؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

تُحِبُّ مِنَّا مُطْرَهِفّاً فَوْهَدَا،

عِجْزَةَ شَيْخَيْنِ، غُلاماً أَمْرَدا

وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن فاءَ فَوْهَدٍ بَدَلٌ مِنْ ثَاءِ ثَوْهَدٍ، أَو بِعَكْسِ ذَلِكَ. والفَوْهَدُ: الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي رَاهَقَ الْحُلُمَ. وَغُلَامٌ ثَوْهد وفَوْهد: تَامُّ الْخَلْقِ؛ قَالَ أَبو عَمْرٍو: وَهُوَ النَّاعِمُ الممتلئُ. أَبو عَمْرٍو: الفَلْهَدُ والفَوْهَد الْغُلَامُ السَّمِينُ الَّذِي قَدْ راهَقَ الحُلُمَ.

فود: الفَوْدُ: مُعظم شَعَرِ الرأْس مِمَّا يَلِي الأُذن. وفَوْدا الرأْس: جَانِبَاهُ، وَالْجَمْعُ أَفوادٌ. وفَوْدا جناحَيِ العُقاب: مَا أَثَّ مِنْهُمَا؛ وَقَالَ خُفَافٌ:

مَتى تُلْقِ فَوْدَيْها عَلَى ظَهْرِ ناهِضٍ

الفَوْدان: وَاحِدُهُمَا فَوْدٌ، وَهُوَ مُعْظَمُ شَعَرِ اللِّمَّة مِمَّا يَلِي الأُذن. والفَوْدُ والحَيْدُ: نَاحِيَةُ الرأْس؛ قَالَ الأَغلب:

فانْطَحْ بِفَوْدَيْ رأْسِه الأَرْكانا

والفَوْدانِ: قَرْنا الرأْس وَنَاحِيَتَاهُ. وَيُقَالُ: بَدَا الشَّيْبُ بِفَوْدَيْهِ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: إِذا كَانَ لِلرَّجُلِ ضَفِيرتان يُقَالُ لِلرَّجُلِ فَوْدان. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ أَكثر شَيْبِهِ فِي فَوْدَيْ رأْسه

أَي نَاحِيَتَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَوْد. والفَوْدان: النَّاحِيَتَانِ. وَالْفَوْدَانِ: العِدْلانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا فَوْد. وَقَعَدَ بَيْنَ الفَوْدينِ أَي بَيْنِ العِدْلَيْنِ. وَقَالَ

مُعَاوِيَةُ لِلَبِيدٍ: كَمْ عطاؤكَ؟ قَالَ أَلفان وَخَمْسُمِائَةٍ، قَالَ: مَا بَالُ العِلاوةِ بَيْنَ الفَوْدَينِ؟

والفَوْدُ: المَوْتُ. وفادَ يَفُودُ فَوْداً: مَاتَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ يَذْكُرُ الْحَرْثَ بْنُ أَبي شَمِرٍ الْغَسَّانِيُّ وَكَانَ كلُّ ملِك مِنْهُمْ كُلَّمَا مَضَتْ عَلَيْهِ سَنَةٌ زادَ فِي تَاجِهِ خَرَزَةً فأَراد أَنه عُمِّرَ حَتَّى صَارَ فِي تَاجِهِ خَرَزَاتٌ كَثِيرَةٌ:

رَعى خَرَزاتِ المُلْكِ سِتِّينَ حِجَّةً

وعشرينَ حَتَّى فَادَ، والشَّيْبُ شامِلُ

وَفِي حَدِيثِ

سَطِيحٍ:

أَمْ فادَ فازْلَمَّ بِهِ شَأْوُ العَنَنْ

يُقَالُ: فادَ يَفُودُ إِذا مَاتَ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ بِمَعْنَاهُ. وفَوْدا الخِباءِ: ناحيتاهُ. وَيُقَالُ: تَفَوَّدَتِ الأَوْعالُ فَوْقَ الْجِبَالِ أَي أَشْرَفَت. وَاسْتَفَادَهُ: اقْتَناه. وأَفَدْتُه أَنا: أَعطيْتُه إِياه وسيأْتي بَعْضُ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ فيد لأَن الْكَلِمَةَ يَائِيَّةٌ وَوَاوِيَّةٌ. وفُدْتُ الزعفرانَ: خلَطْتُه، مَقْلُوبٌ عَنْ دُفْتُ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. وفادَه يَفُودُه: مِثْلُ دافَه؛ وأَنشد الأَزهري لِكُثَيْرٍ يَصِفُ الْجَوَارِيَ:

يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فِي كلِّ مَهْجَعٍ،

ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفُودُ

أَي مَدُوفٌ. وفادَ الزعفرانَ والوَرْسَ فَيْداً إِذا دَقَّه ثُمَّ أَمَسَّه مَاءً وفَيَداناً.

فيد: الفائدةُ: مَا أَفادَ اللَّهُ تَعَالَى العبدَ مِنْ خيرٍ يَسْتَفيدُه ويَسْتَحْدِثُه، وَجَمْعُهَا الفَوائِدُ. ابْنُ شُمَيْلٍ: يُقَالُ

ص: 340

إِنهما لَيَتَفايَدانِ بِالْمَالِ بَيْنَهُمَا أَي يُفِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ. وَالنَّاسُ يَقُولُونَ: هُمَا يَتَفَاوَدَانِ العِلْمَ أَي يُفيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرُ. الْجَوْهَرِيُّ: الْفَائِدَةُ مَا اسْتَفَدْتَ مِنْ عِلْمٍ أَو مَالٍ، تَقُولُ مِنْهُ: فادَتْ لَهُ فائدةٌ. الْكِسَائِيُّ: أَفَدْتُ المالَ أَي أَعطيته غَيْرِي. وأَفَدْتُه: استَفَدْتُه؛ وأَنشد أَبو زَيْدٍ لِلْقَتَّالِ:

ناقَتُهُ تَرْمُلُ فِي النِّقالِ،

مُهْلِكُ مالٍ ومُفِيدُ مالِ

أَي مُسْتَفِيدُ مَالٍ. وفادَ المالُ نفسُه لفلانٍ يَفِيدُ إِذا ثَبَتَ لَهُ مالٌ، وَالِاسْمُ الفائدةُ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الرَّجُلِ يَسْتَفِيدُ الْمَالَ بِطَرِيقِ الرِّبْحِ أَو غَيْرِهِ قَالَ: يُزَكِّيهِ يَوْمَ يَسْتَفِيدُه

أَي يَوْمَ يَمْلِكُه؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا لَعَلَّهُ مَذْهَبٌ لَهُ وإِلا فَلَا قَائِلَ بِهِ مِنَ الْفُقَهَاءِ إِلا أَن يَكُونَ لِلرَّجُلِ مَالٌ قَدْ حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ، واستفادَ قَبْلَ وجوبِ الزَّكَاةِ فِيهِ مَالًا فيُضِيفُه إِليه ويجعلُ حَوْلَهُمَا وَاحِدًا وَيُزَكِّي الْجَمِيعُ، وَهُوَ مَذْهَبُ أَبي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِ. وفادَ يَفِيدُ فَيْداً وتَفَيَّد: تَبَخْتَرَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَحْذَرَ شَيْئًا فَيَعْدِلَ عَنْهُ جَانِبًا؛ وَرَجُلٌ فَيَّادٌ وفَيَّادةٌ. والتَّفَيُّدُ: التبخْتُرُ. والفَيَّادُ: المتبخْتِرُ؛ وَهُوَ رَجُلٌ فَيَّادٌ ومُتَفَيِّدٌ. وفَيَّدَ مِن قِرْنِه: ضَرَبَ «2» عَنْ ثَعْلَبٍ؛ وأَنشد:

نُباشِرُ أَطرافَ القَنا بِصُدُورِنا،

إِذا جَمْعُ قَيْسٍ، خَشْيَةَ المَوْتِ، فَيَّدُوا

والفَيَّادُ والفَيَّادَةُ: الَّذِي يَلُفُّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فيأْكلُه؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لأَبي النَّجْمِ:

لَيْسَ بِمُلْتاثٍ وَلَا عَمَيْثَلِ،

وَلَيْسَ بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ

أَي هَذَا الرَّاعِي لَيْسَ بالمُتَجَبِّرِ الشديدِ العَصا. والفَيَّادَةُ: الَّذِي يَفيدُ فِي مِشْيَتِه، وَالْهَاءُ دَخَلَتْ فِي نَعْتِ الْمُذَكَّرِ مُبَالَغَةً فِي الصِّفَةِ. والفَيَّادُ: ذَكَرُ البُومِ، وَيُقَالُ الصَّدَى. وفَيَّد الرَّجُلُ إِذا تَطَيَّرَ مِنْ صَوْتِ الفَيَّادِ؛ وَقَالَ الأَعشى:

وبَهْماء بالليلِ عَطْشَى الفَلاةِ،

يؤْنِسُني صَوْتُ فَيَّادِها

والفَيْدُ: الموْتُ. وفادَ يَفِيدُ إِذا مَاتَ. وَفَادَ المالُ نفسُه يَفِيدُ فَيْداً: مَاتَ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ شأْس فِي الإِفادة بِمَعْنَى الإِهلاك:

وفِتْيانِ صِدْقٍ قَدْ أَفَدْتُ جَزُورَهم،

بِذِي أَوَدٍ خَيْسِ المَتاقَةِ مُسْبِلِ

أَفَدْتُها: نَحَرْتُها وأَهلكتُها مِنْ قَوْلِكَ فادَ الرجلُ إِذا مَاتَ، وأَفَدْتُه أَنا، وأَراد بِقَوْلِهِ بِذِي أَوَدٍ قِدْحاً مِنْ قِداح المَيْسِرِ يقالُ لَهُ مُسْبِلٌ. خَيْسِ المتاقَةِ: خفيفِ التَّوَقانِ إِلى الفَوْزِ. وفادتِ المرأَةُ الطِّيبَ فَيْداً: دَلَكَتْه فِي الْمَاءِ لِيَذوبَ؛ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

يُباشِرْنَ فَأْرَ المِسْكِ فِي كلِّ مَشْهَدٍ،

ويُشْرِقُ جادِيٌّ بِهِنَّ مَفِيدُ

أَي مَدُوف. وفادَه يَفِيدُه أَي دافَه. والفَيْدُ: الزعفرانُ المَدُوفُ. والفَيْدُ: ورقُ الزَّعْفَرَانِ. والفَيدُ: الشَّعَر الَّذِي عَلَى جَحْفَلَة الفَرس. وفَيْد: مَاءٌ، وَقِيلَ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

ثُمَّ اسْتَمَرُّوا وَقَالُوا: إِنَّ مَشْرَبَكم

ماءٌ بِشَرْقيِّ سَلْمَى: فَيْدُ أَو رَكَكُ

وَقَالَ لَبِيدٌ:

مُرِّيَّةٌ حَلَّتْ بِفَيْدَ، وجاوَرَتْ

أَرضَ الحِجازِ، فَأَيْنَ مِنْكَ مَرامُها؟

(2). قوله [ضرب] كذا بالأَصل وشرح القاموس ولعل الأَظهر هرب:

ص: 341