الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَصلية وَالْيَاءَ زَائِدَةً، وَدَلِيلُهُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ عيْدَنَتِ النخلةُ، وَمَنْ جَعَلَهُ فَعْلانَ مِثْلَ سَيْحانَ مِنْ ساحَ يَسِيحُ جَعَلَ الْيَاءَ أَصلية وَالنُّونَ زَائِدَةً. قَالَ الأَصمعي: العَيْدانَةُ شَجَرَةٌ صُلْبَة قَدِيمَةٌ لَهَا عُرُوقٌ نَافِذَةٌ إِلى الْمَاءِ، قَالَ: وَمِنْهُ هَيْمانُ وعَيْلانُ؛ وأَنشد:
تَجاوَبْنَ فِي عَيْدانَةٍ مُرْجَحِنَّةٍ
…
مِنَ السِّدْرِ، رَوَّاها، المَصِيفَ، مَسِيلُ
وَقَالَ:
بَواسِق النخلِ أَبكاراً وعَيْدانا
قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: والعَيدان، بِالْفَتْحِ، الطِّوالُ مِنَ النَّخْلِ، الْوَاحِدَةُ عيْدانَةٌ، هَذَا إِن كَانَ فَعْلان، فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، وإِن كَانَ فَيْعالًا، فَهُوَ مِنْ بَابِ النُّونِ وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. والعَوْدُ: اسْمُ فرَس مَالِكِ بْنِ جُشَم. والعَوْدُ أَيضاً: فَرَسُ أُبَيّ بْنِ خلَف. وعادِياءُ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ:
هَلَّا سَأَلْت بِعادياءَ وَبَيْتِه
…
والخلِّ والخمرِ، الَّذِي لَمْ يُمْنَعِ؟
قَالَ: وإِن كَانَ تَقْدِيرُهُ فَاعِلَاءَ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الْمُعْتَلِّ، يذكر في موضعه.
عيد: هَذِهِ تَرْجَمَةٌ انْفَرَدَ بِهَا ابْنُ سِيدَهْ وَحْدَهُ وَقَالَ: العَيْدانَةُ أَطول مَا يَكُونُ مِنَ النَّخْلِ وَلَا تَكُونُ عَيْدانَةً حَتَّى يَسْقُطَ كَرَبُها كُلُّهُ، وَيَصِيرُ جِذْعُهَا أَجرد مِنْ أَعلاه إِلى أَسفله، عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ كالرَّقْلة.
فصل الغين المعجمة
غدد: الغُدَّةُ والغُددَةُ: كُلُّ عُقْدَةٍ فِي جَسَدِ الإِنسان أَطاف بِهَا شَحْم. والغُدَدُ: الَّتِي فِي اللَّحْمِ، الْوَاحِدَةُ غُدَّةٌ وغُدَدَةٌ. والغُدٌةُ والغُدَدَة: كُلُّ قِطعة صُلْبة بَيْنَ العصَب. والغُدَّةُ: السِّلْعَة يَرْكَبُهَا الشَّحْمُ. والغُدَّة: مَا بَيْنَ الشَّحْمِ وَالسَّنَامِ. والغُدَّة والغُدَدُ: طَاعُونُ الإِبل. وغُدَّ الْبَعِيرُ فأَغَدَّ، فَهُوَ مُغِدٌّ أَي بِهِ غُدَّة والأُنثى مُغِدٌّ بِغَيْرِ هَاءٍ. وَلَمَّا مَثَّل سِيبَوَيْهِ قَوْلَهُمْ أَغُدَّةً كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ قَالَ: أُغَدُّ غُدَّةً، فجاءَ بِهِ عَلَى صِيغَةِ فِعل الْمَفْعُولِ. وأَغَدَّ القومُ: أَصابت إِبِلَهم الغُدَّةُ. وأَغَدَّتِ الإِبِلُ: صَارَتْ لَهَا غُدَد مِنَ اللَّحْمِ وَالْجِلْدِ مِنْ دَاءٍ؛ وأَنشد اللَّيْثُ:
لَا بَرِئَتْ غُدَّةُ مَن أَغَدَّا
قَالَ: والغُدّة أَيضاً تَكُونُ فِي الشَّحْمِ؛ قَالَ الأَصمعي: مِنْ أَدواء الإِبل الغُدَّةُ، وَهُوَ طَاعُونُهَا. يُقَالُ: بَعِيرٌ مُغِدٌّ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: الغُدَّةُ لَا تَكُونُ إِلا فِي الْبَطْنِ فإِذا مَضَتْ إِلى نَحْرِهِ ورُفْغِه قِيلَ: بَعِيرٌ دَابِرٌ. قَالَ الأَزهري: وَسَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ غُدَّتِ الإِبلُ، فَهِيَ مَغْدُودةٌ مِنَ الغُدَّةِ. وغُدَّتِ الإِبلُ، فَهِيَ مُغَدَّدَة «1». وَبَنُو فُلَانٍ مُغِدُّون إِذا ظَهَرَتِ الغُدَّةُ فِي إِبلهم. وَقَالَ ابْنُ بُزُرْجَ: أَغَدَّتِ النَّاقَةُ وأُغِدَّت. وَيُقَالُ: بَعِيرٌ مَغْدُود وغادٌّ ومُغِدٌّ ومُغَدٌّ، وإِبل مَغادُّ؛ وأَنشد فِي الْغَادِّ:
عَدِمْتُكُمُ ونَظْرَتَكُمْ إِلينا،
…
بِجَنْبِ عُكاظَ، كالإِبِلِ الغِدادِ
وَفِي الْحَدِيثِ: أَنه ذكَرَ الطاعونَ فَقَالَ:
غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ تأْخذهم فِي مَراقِّهم
أَي فِي أَسفلِ بُطُونِهِمْ؛ الغُدَّةُ: طاعونُ الإِبل وَقَلَّمَا تَسْلَمُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيثِ
عَامِرِ بْنِ الطُّفَيْلِ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الْبَعِيرِ ومَوْتٌ فِي بَيْتٍ سَلُولِيَّةٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ:
مَا
(1). قوله [وَغُدَّتِ الإِبل فَهِيَ مُغَدَّدَةٌ] كذا بالأَصل وليس الوصف جارياً على الفعل.
هِيَ بمُغِدٍّ فَيَسْتَحْجِيَ «1» لحمُها
؛ يَعْنِي النَّاقَةَ وَلَمْ يُدْخِلها تَاءُ التأْنيث لأَنه أَراد ذَاتَ غُدَّةٍ. والغِدادُ جَمْعُ الْغَادِّ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ:
وأَحْمَدْتَ إِذ نَجَّيْتَ بالأَمْسِ صِرْمَةً،
…
لَهَا غُدَداتٌ واللَّواحِقُ تَلْحَقُ
قَالَ: والغُدَداتُ فُضولُ السِّمَنِ وَمَا كَانَ مِنْ فُضُولِ وَبَرٍ حَسَنٍ. وأَغَدَّ عَلَيْهِ: انْتَفَخَ وغَضِبَ، وأَصله مِنْ ذَلِكَ. والمُغِدُّ: الغَضْبانُ. وَرَجُلٌ مِغْدادٌ: كَثِيرُ الغضَب. ورأَيت فُلَانًا مُغِدّاً ومُسْمَغِدّاً إِذا رأَيتَه وَارِمًا مِنَ الْغَضَبِ. وامرأَة مِغْدادٌ إِذا كَانَ مِنْ خُلُقِها الغضبُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَا رَبِّ مَنْ يَكْتُمُني الصِّعادا،
…
فَهَبْ لَهُ حَلِيلَةً مِغْدادا
الأَصمعي: أَغَدَّ الرجلُ، فَهُوَ مُغِدٌّ، أَي غَضِبَ، وأَضَدَّ، فَهُوَ مُضِدٌّ أَي غَضْبَانُ. وَرَجُلٌ مِغْدادٌ: كَثِيرُ الْغَضَبِ. وَعَلَيْهِ غُدَّةٌ مِنْ مَالٍ أَي قِطْعة، وَالْجَمْعُ غَدائِدُ كَحُرَّة وحَرائِرَ؛ وَيُرْوَى بَيْتُ لَبِيدٍ:
تَطِيرُ غَدائِدُ الأَشْراكِ شَفْعاً
…
وَوِتْراً، والزَّعامَةُ للغلامِ
والاعْرَفُ عَدَائِدُ. وَفِي التَّهْذِيبِ فِي شَرْحِ الْبَيْتِ: الْغَدَائِدُ الفُضول. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: الغَدائدُ والغِدادُ الأَنْصِباء فِي قَوْلِ لَبِيدٍ.
غرد: الغَرَدُ، بِالتَّحْرِيكِ: التَّطْرِيبُ فِي الصَّوْتِ والغِناء. والتَّغَرُّدُ والتغريدُ: صَوْتٌ مَعَهُ بَحَحٌ؛ وَقَدْ جَمَعَهُمَا امْرُؤُ الْقَيْسِ فِي قَوْلِهِ يَصِفُ حِمَارًا:
يُغَرِّدُ بالأَسْحارِ فِي كلِّ سُدْفَةٍ،
…
تَغَرُّدَ مِرِّيحِ النَّدامى المُطرِّبِ
قَالَ اللَّيْثُ: كُلُّ صَائِتٍ طَرَّبَ فِي الصَّوْت غَرِدٌ، وَالْفِعْلُ غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً. الأَصمعي: التَّغْرِيدُ الصَّوْتُ. وغَرِدَ الطَّائِرُ، فَهُوَ غَرِدٌ، وَالتَّغْرِيدُ مِثْلُهُ؛ قَالَ سُوَيْدُ بْنُ كُرَاعٍ الْعُكْلِيُّ:
إِذا عَرَضَتْ داوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ،
…
وغَرَّدَ حَادِيهَا، فَرَيْنَ بها فَلْقا
وغَرَّدَ الإِنسانُ: رَفَّعَ صوتَه وطَرَّبَ، وَكَذَلِكَ الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ. وَحَكَى الْهِجْرِيُّ: سَمِعْتُ قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بِتَغْرِيدِهِ، وَقِيلَ: كُلُّ مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ، فَغَرِدٌ عَلَى النَّسَبِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وغِرْدٌ أُراهُ مُتَغَيِّرًا مِنْهُ؛ وَقَوْلُ مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ:
سُدْساً وبُزْلًا إِذا مَا قامَ راحِلُها،
…
تَحَصَّنَتْ بِشَباً، أَطْرافُه غَرِدُ
وحَّدَ غَرِداً وإِن كَانَ خَبَرًا عَنِ الأَطراف حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى كأَنه كلُّ طَرَف مِنْهَا غَرِد؛ فأَما قَوْلُ الْهُذَلِيِّ:
يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ حُوصٍ سَواهِمٍ،
…
بِهَا كلُّ مُنْجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل
فَفِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَن يُغَرِّدُ يَتَعَدَّى كَتَعَدِّي يُغَنِّي، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الْجَرِّ وإِيصال الْفِعْلِ؛ وَقَوْلُهُ:
لَا أَشْتَهِي لَبَنَ البعيرِ، وعِندنَا
…
غَرِدُ الزجاجةِ واكِفُ المِعْصارِ
مَعْنَاهُ: وَعِنْدَنَا نَبِيذٌ يَحْمِلُ صَاحِبَهُ عَلَى أَن يَتَغَنَّى إِذا شَرِبَهُ. وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:
تَعالَوْا نُحالِفْ صامِتاً ومُزاحِماً
…
عَلَيْهِمْ نِصاراً، مَا تَغَرَّدَ راكِبُ
(1). قوله [فيستحجي] معناه يتغير كما في النهاية وإن أغفله الصحاح والقاموس.
واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دَعَاهُ بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ؛ قَالَ أَبو نُخَيْلَةَ:
واستَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا
وغَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. والغِرْدُ، بِالْكَسْرِ، والغَرْدُ، بِالْفَتْحِ، والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ: ضَرْبٌ مِنَ الكَمْأَةِ، وَقِيلَ: هِيَ الصِّغَارُ مِنْهَا، وَقِيلَ: هِيَ الرديئةُ مِنْهَا، وَالْجَمْعُ غِرَدَةٌ وغِرادٌ، وَجَمْعُ الغَرادةِ غَرادٌ، وَهِيَ المَغاريدُ، وَاحِدُهَا مُغْرود؛ قَالَ:
يَحُجُّ مأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ،
…
فاسْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، وَاحِدَتُهَا غَرادَةٌ، وَهِيَ أَيضاً الغِرادَةُ، وَاحِدَتُهَا غَرَدَةٌ «1» وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هِيَ المُغْرُودةُ فَرَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ؛ وَقِيلَ: إِنما هُوَ المُغْرُودُ، وَرَوَاهُ الأَصمعي المَغْرودُ مِنَ الكمأَة، بِفَتْحِ الْمِيمِ؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: الغَرَدُ والمُغْرُودُ، بِضَمِّ الْمِيمِ، الكمأَة وَهُوَ مُفعول نَادِرٌ؛ وأَنشد:
لَوْ كنْتُمُ صُوفاً لكنْتُمْ قَرَدا،
…
أَو كنْتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا
قَالَ الْفَرَّاءُ: لَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مُفْعُولٌ، مَضْمُومُ الْمِيمِ، إِلا مُغْرُودٌ لِضَرْبٍ مِنَ الكمأَة، ومُغْفُورٌ وَاحِدُ المَغافِر، وَهُوَ شَيْءٌ يَنْضَحُهُ العُرفُطُ حُلْوٌ كَالنَّاطِفِ. وَيُقَالُ: مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لِوَاحِدِ الْمَعَالِيقِ. وَالْجَمْعُ المَغاريدُ. والمَغْرُوداءُ: الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ.
غرقد: الغَرْقَدُ: شَجَرٌ عِظَامٌ وَهُوَ مِنَ الْعِضَاهِ، وَاحِدَتُهُ غَرْقَدَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ الرَّجُلُ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: إِذا عَظُمَتِ العَوْسَجَةُ فَهِيَ الْغَرْقَدَةُ. وَقَالَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: الغَرْقَدُ مِنْ نَبَاتِ القُفِّ. والغَرْقَدُ: كِبَارُ الْعَوْسَجِ، وَبِهِ سُمِّيَ بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كَانَ فِيهِ غَرْقَدٌ، وَقَالَ الشَّاعِرُ:
أَلِفْنَ ضَالًا نَاعِمًا وغَرْقَدا
وَفِي حَدِيثِ أَشراط السَّاعَةِ:
إِلا الغَرْقَد فإِنه مَنْ شَجَرِ الْيَهُودِ
؛ وَفِي رِوَايَةٍ:
إِلا الغرْقَدَة
؛ هُوَ ضَرْبٌ مِنْ شَجَرِ العِضاه وَشَجَرِ الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة وَاحِدَتُهُ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِمَقْبَرَةِ أَهل الْمَدِينَةِ بَقِيعُ الْغَرْقَدِ لأَنه كَانَ فِيهِ غَرْقَدٌ وَقُطِعَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَقِيعُ الْغَرْقَدِ مَقَابِرٌ بِالْمَدِينَةِ وَرُبَّمَا قِيلَ لَهُ الْغَرْقَدُ؛ قَالَ زُهَيْرٌ:
لِمَنِ الدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ،
…
كالوَحْيِ فِي حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ؟
غرند: أَبو عُبَيْدٍ: تَثَوَّلَ عليَّ القومُ تَثَوُّلًا واغْرَنْدَوُا اغْرِنْداءً واغْلَنْتَوُا اغْلِنْتاءً إِذا عَلَوْهُ بالشَّتْمِ والضَّرْب وَالْقَهْرِ. الأَصمعي: اغْرَنْداهُ واسْرَنْداهُ إِذا عَلاه، واغْرَنْداهُ واغْرَنْدَى عَلَيْهِ واغْرَنْدَوْا عَلَيْهِ: عَلَوْه بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْقَهْرِ. والمُغْرَنْدِي والمُسْرَنْدِي: الَّذِي يَغْلِبُكَ ويَعْلُوكَ؛ قَالَ:
قَدْ جَعَلَ النُّعاسُ يَغْرَنْدِيني،
…
أَدْفَعُهُ عنِّي ويَسْرَنْدِيني
قَالَ ابْنُ جِنِّي: إِن شِئْتَ جَعَلْتَ رَوِيَّهُ النُّونَ وَهُوَ الْوَجْهُ، وإِن شِئْتَ جَعَلْتَهُ الْيَاءَ وَلَيْسَ بِالْوَجْهِ، فإِن جَعَلْتَ النُّونَ هِيَ الرَّوِيَّ فَقَدْ أُلْزِمَ الشاعرُ فِيهَا أَربعةَ أَحرف غَيْرَ وَاجِبَةٍ وَهِيَ الرَّاءُ وَالنُّونُ وَالدَّالُ وَالْيَاءُ، أَلا تَرَى أَنه يَجُوزُ مَعَهَا يُعْطيني ويُرضيني ويَدْعُوني ويَغْزوني؟ وإِن أَنت جَعَلْتَ الْيَاءَ الرَّوِيَّ فَقَدْ أُلْزِمَ فِيهِ خمسةَ أَحرف غَيْرَ لَازِمَةٍ وَهِيَ الرَّاءُ وَالنُّونُ وَالدَّالُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ، أَلا تَرَى أَنك إِذا جَعَلْتَ الْيَاءَ هِيَ الرَّوِيَّ
(1). قوله [وَهِيَ أَيضاً الْغِرَادَةُ وَاحِدَتُهَا غردة] كذا في الأصل بهذا الضبط.
فَقَدْ زَالَتِ الْيَاءُ أَن تَكُونَ رِدفاً لِبُعْدِهَا عَنِ الرَّوِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ وَكَذَلِكَ لَمَّا كَانَتِ النُّونُ رَوِيًّا كَانَتِ الْيَاءُ غَيْرَ لَازِمَةٍ لأَن الْوَاوَ يَجُوزُ مَعَهَا، أَلا تَرَى أَنه يَجُوزُ مَعَهَا فِي الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا يَغْزُونِي وَيَدْعُونِي؟ أَبو زَيْدٍ: اغْرَنْدَوْا عَلَيْهِ اغْرِنْداءً أَي عَلَوْهُ بِالشَّتْمِ وَالضَّرْبِ وَالْقَهْرِ مثل اغْلَنْتَوْا.
غزد: «1» : الغِزْيَدُ: الشَّدِيدُ الصَّوْتِ. والغِزْيَدُ: الناعِمُ اللَّيِّنُ الرَّطْبُ مِنَ النَّبَاتِ؛ قَالَ:
هَزَّ الصَّبا ناعِمَ ضالٍ غِزْيَدا
قَالَ الأَزهري: لَا أَعرف الغِزْيَدَ الشديدَ الصوتِ، قَالَ: وأَحسبه غِرِّيداً، بِالرَّاءِ، مِنْ غَرَّدَ تَغْريداً. والغِزْيَدُ مِنَ النَّبَاتِ: النَّاعِمُ، لَيْسَ بِمُنْكَرٍ. قَالَ بَعْضُهُمْ: غُصْن سَرَعْرَعٌ وغِزْيَدٌ وخُرْعُوبٌ: ناعِم.
غلد: سُمٌّ [سِمٌ] مُتَغَلِّدٌ: مُتَعَتِّقٌ، وَقِيلَ: غَيْرُ مُلْبِثٍ لِصَاحِبِهِ؛ قَالَ عَبِيدُ بْنُ الأَبرص:
وَقَدْ أَوْرَثَتْ فِي القلبِ سُقْماً تَعُدُّه
…
عِداداً، كَسُمِّ الحَيَّةِ المُتَغَلِّد
غمد: الغِمْدُ: جَفْنُ السَّيْفِ، وَجَمْعُهُ أَغمادٌ وغُمودٌ وَهُوَ الغُمُدَّانُ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَيْسَ بِثَبَت. غَمَدَ السيفَ يَغْمِدُه غَمْداً وأَغْمَدَه: أَدْخَلَهُ فِي غِمْدِهِ، فَهُوَ مُغْمَدٌ ومَغْمُودٌ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي بَابِ فَعَلْتُ وأَفعلت: غَمَدْتُ السيفَ وأَغْمَدتُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَهُمَا لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ. وغَمَدَ العُرْفُطُ غُمُوداً إِذا اسْتَوفَرَتْ خُصْلَتُه ورَقاً حَتَّى لَا يُرى شَوْكُها كأَنه قَدْ أُغْمِدَ. وتَغَمَّدَه اللَّهُ بِرَحْمَتِه: غَمَده فِيهَا وغَمَرَه بِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجنَّة بِعَمَلِه، قَالُوا: وَلَا أَنت؟ قَالَ: وَلَا أَنا إِلَّا أَن يَتَغَمَّدَني اللَّهُ بِرَحْمَتِه.
قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ يَتَغَمَّدَنِي يُلْبِسَني ويَتَغَشَّاني ويَسْتُرَني بِهَا؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوْناً مِرْدَسا
قَالَ: يَعْنِي أَنه يُلْقِي نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ وَيَرْكَبُهُمْ ويُغشِّيهم، قَالَ: وَلَا أَحسب هَذَا مأْخوذاً إِلّا مِنْ غِمْدِ السَّيْفِ وَهُوَ غِلَافُهُ لأَنك إِذا أَغْمَدْتَه فَقَدْ أَلبسته إِياه وغَشَّيْتَه بِهِ. وَقَالَ الأَخفش: أَغْمَدْتُ الحِلْس إِغْماداً، وَهُوَ أَن تَجْعَلَهُ تَحْتَ الرَّحْلِ تَقِي بِهِ الْبَعِيرَ مِنْ عَقَرَ الرَّحْلِ؛ وأَنشد:
وَوَضْعِ سِقاءٍ وإِخْفائِه،
…
وحَلِّ حُلُوسٍ وإِغْمادِها «2»
. وتَغَمَّدْتُ فُلَانًا: سَتَرْتُ مَا كَانَ مِنْهُ وغَطَّيْتُه. وتَغَمَّدَ الرَّجُلَ وغَمَّدَه إِذا أَخَذَه بِخَتْل حَتَّى يُغَطِّيَهُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:
يُغَمِّدُ الأَعْداءَ جُوناً مِرْدَسَا
قَالَ: وَكُلُّهُ مِنَ الأَول. وغَمَدَتِ الرَّكيّةُ تَغْمُدُ غُمُوداً: ذهَبَ ماؤُها. وغامِدٌ: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ، قَالَ:
أَلا هَلْ أَتاها، عَلَى نَأْيِها،
…
بِمَا فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدُ؟
حَمَلَهُ عَلَى الْقَبِيلَةِ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اشْتِقَاقِهِ فَقَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: سُمِّيَ غامِداً لأَنه تَغَمَّدَ أَمراً كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَشِيرَتِهِ فَسَتَرَهُ فَسَمَّاهُ مَلِكٍ مِنْ مُلُوكِ حِمْير غَامِدًا؛ وأَنشد لِغَامِدٍ:
تَغَمَّدْتُ أَمراً كَانَ بَينَ عَشِيرَتي،
…
فَسَمَّانيَ القَيْلُ الحَضُورِيُّ غامِدا «3» .
(1). في القاموس مع شرحه الغزيد كحزيم، قال الليث: هو الشديد الصوت أو هو تصحيف غريد بالراء. قَالَ الأَزهري: لَا أَعْرِفُ الْغِزْيَدَ الشَّدِيدَ الصَّوْتِ، قَالَ وأحسبه غريداً أَو غِرِّيدًا، بِالرَّاءِ، مِنْ غَرَّدَ تغريداً. انتهى بتصرف
(2)
. قوله [وإخفائه] في الأَساس وإحقابه
(3)
. قوله [أَمراً] في الصحاح شراً. وقوله [فسماني] فيه أيضاً فأسماني
والحَضُور: قَبِيلَةٌ مِنْ حِمْيَرَ؛ وَقِيلَ: هُوَ مِنْ غُمُودِ الْبِئْرِ. قَالَ الأَصمعي: لَيْسَ اشْتِقَاقُ غَامِدٍ مِمَّا قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ إِنما هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ غَمَدَتِ البئرُ غَمْداً إِذا كَثُرَ ماؤُها. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: غمدَتِ البئرُ إِذا قلَّ ماؤُها. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْقَبِيلَةُ غَامِدَةٌ، بِالْهَاءِ؛ وأَنشد:
أَلا هَلْ أَتاها، عَلَى نَأْيِها،
…
بِمَا فَضَحَتْ قَوْمَها غامِدَهْ؟
وَيُقَالُ لِلسَّفِينَةِ إِذا كَانَتْ مَشْحُونَةً: غامِدٌ وآمِدٌ، وَيُقَالُ: غامِدَةٌ وآمِدَةٌ؛ قَالَ: والخِنُّ الفارغةُ مِنَ السُّفُنِ وَكَذَلِكَ الحَفَّانَة «1» . وغُمْدان: حِصْن فِي رأْس جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ صَنْعَاءَ؛ وَفِيهِ يَقُولُ:
فِي رأْسِ غُمْدانَ دَارًا منكَ مِحْلالا
وغُمْدانُ: قُبَّةُ سَيْفِ بْنُ ذِي يَزَن، وَقِيلَ: قَصْرٌ معروف باليمن. وغُمْدانُ: مَوْضِعٌ. والغُمادُ وبَرْكُ الغُمادِ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَهمل الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذَا الْفَصْلِ ذِكْرُ الغُمادِ مَعَ شُهْرَتِهِ وَهُوَ مَوْضِعٌ باليمن، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِيهِ فِي ضم الغين وكسرها رواه قَوْمٌ بِالضَّمِّ وَآخَرُونَ بِالْكَسْرِ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبي عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسمعيل الْقَاضِي الْمَحَامِلِيِّ وَفِيهِ زُهاء أَلف، فَأَمَلَّ عَلَيْهِمْ أَن
الأَنصار قَالُوا لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: وَاللَّهِ مَا نَقُولُ لَكَ مَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى لِمُوسَى: فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ، بَلْ نَفْدِيك بِآبَائِنَا وأَبنائنا، وَلَوْ دَعَوْتَنَا إِلى بَرْك الغِماد
، بِكَسْرِ الْغَيْنِ، فَقُلْتُ لِلْمُسْتَمْلِيِّ: قَالَ النَّحْوِيُّ الغُماد، بِالضَّمِّ، أَيها الْقَاضِي، قَالَ: وَمَا بَرْكُ الغُماد؟ قَالَ: سأَلت ابْنَ دُرَيْدٍ عَنْهُ فَقَالَ هُوَ بُقْعَةٌ فِي جَهَنَّمَ، فَقَالَ الْقَاضِي: وَكَذَا فِي كِتَابِي عَلَى الْغَيْنِ ضَمَّةٌ؛ قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وأَنشدني ابْنُ دُرَيْدٍ لِنَفْسِهِ:
وإِذا تَنَكَّرَتِ البِلادُ،
…
فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ
لَسْتَ ابنَ أُمِّ القاطِنِينَ،
…
وَلَا ابنَ عَمٍّ للبِلادِ
واجْعَلْ مُقامَكَ، أَو مَقَرَّك،
…
جانِبَيْ بَرْكِ الغِمادِ [الغُمادِ]
قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ: وسأَلت أَبا عُمَر عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: يُرْوَى بِرْكِ الغِماد، بِالْكَسْرِ، والغُماد، بِالضَّمِّ، والغِمار، بِالرَّاءِ مَكْسُورَةَ الْغَيْنِ. وَقَدْ قِيلَ: إِن الْغُمَادَ موضع باليمن، وَهُوَ بَرَهُوت، وَهُوَ الَّذِي جَاءَ فِي الْحَدِيثِ:
أَن أَرواح الْكَافِرِينَ تَكُونُ فِيهِ.
وَوَرَدَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غُمْدانَ، بِضَمِّ الْغَيْنِ وَسُكُونِ الْمِيمِ: البِناء الْعَظِيمُ بِنَاحِيَةِ صَنْعاءِ الْيَمَنِ؛ قِيلَ: هُوَ مِنْ بناءِ سُلَيْمَانَ، عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَهُ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ سَيْفِ بْنِ ذِي يَزَن. واغْتَمدَ فُلَانٌ اللَّيْلَ: دَخَلَ فِيهِ كأَنه صَارَ كالغِمْدِ لَهُ كَمَا يُقَالُ: ادَّرَعَ الليلَ؛ وَيُنْشَدُ:
لَيْسَ لِوِلْدانِكَ لَيْلٌ فاغْتَمِدْ
أَي ارْكَبِ اللَّيْلَ واطلُبْ لَهُمُ القُوتَ.
غيد: غَيِدَ غَيَداً وَهُوَ أَغْيَدُ: مَالَتْ عنقُه ولانَتْ أَعْطافُه، وَقِيلَ: اسْتَرْخَتْ عُنُقُهُ. وَظَبْيٌ أَغْيَدُ كَذَلِكَ؛ والأَغْيَدُ: الوَسنانُ المائلُ الْعُنُقِ. وَيُقَالُ: هُوَ يَتَغايدُ فِي مَشْيِه؛ فأَما مَا أَنشده ابْنُ الأَعرابي مِنَ قَوْلِهِ:
ولَيْلٍ هَدَيْتُ بِهِ فِتْيَةً،
…
سُقُوا بِصُبابِ الكَرَى الأَغْيدِ
فإِنما أَرادَ الكَرَى الَّذِي يَعُودُ منه الرَّكْبُ غِيداً،
(1). قوله [الحفانة] كذا بالأَصل