المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الشين المعجمة - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: ‌فصل الشين المعجمة

روذ: الرَّوْذَةُ: الذَّهَابُ وَالْمَجِيءُ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَكَذَا قَيَّدَ الْحَرْفَ فِي نُسْخَةٍ مُقَيَّدَةٍ بِالذَّالِ؛ قَالَ: وأَنا فِيهَا وَاقِفٌ وَلَعَلَّهَا رَوْدَةٌ مِنْ رادَ يَرُودُ. وَراذانُ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وأَلِفها وَاوٌ لأَنها عَيْنٌ، وَانْقِلَابُ الأَلف عَنِ الْوَاوَ عَيْنًا أَكثر مِنَ انْقِلَابِهَا عَنِ الْيَاءِ. وأَصل رَاذانَ رَوَذَان، ثُمَّ اعْتَلَّتِ اعْتِلَالَ مَاهَانِ وَدَارَانِ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَذْكُورٌ فِي مَوَاضِعِهِ فِي الصَّحِيحِ عَلَى قَوْلِ مَنِ اعْتَقَدَ نُونَهَا أَصلًا، كَطَاءِ سَابَاطٍ، وإِنه إِنما تَرَكَ صَرْفُهُ لأَنه اسْمٌ لِلْبُقْعَةِ.

‌فصل الزاي

زمرذ: الزُّمُرُّذُ، بِالذَّالِ: مِنَ الْجَوَاهِرِ، مَعْرُوفٌ، وَاحِدَتُهُ زُمُرُّذَةٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الزُّمُرُّذُ، بِالضَّمِّ، الزَّبَرْجَدُ، والراء مضمومة «1» مشددة.

‌فصل السين المهملة

سبذ: قَالَ الأَزهري فِي تَرْتِيبِهِ: أُهملت السِّينُ مَعَ الطَّاءِ وَالدَّالِ وَالثَّاءِ إِلى آخِرِ حُرُوفِهَا فَلَمْ يُسْتَعْمَلْ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِهَا شَيْءٌ فِي مُصاص كَلَامِ الْعَرَبِ؛ فأَما قَوْلُهُمْ هَذَا قَضَاءُ سَذوم، بِالذَّالِ، فإِنه أَعجمي؛ وَكَذَلِكَ البُسَّذُ لِهَذَا الْجَوْهَرِ لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ؛ وَكَذَلِكَ السَّبَذَة فَارِسِيٌّ. ابْنُ الأَثير: فِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَسْبَذِيِّينَ إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم؛ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ مِنَ الْمَجُوسِ لَهُمْ ذِكْرٌ فِي حَدِيثِ الْجِزْيَةِ

؛ قِيلَ: كَانُوا مُسَلَّحَةً لِحِصْنِ المُشَقّرِ مِنْ أَرض الْبَحْرِينِ، الْوَاحِدُ أَسْبَذِيٌّ والجمع الأَسابِذَةُ.

‌فصل الشين المعجمة

شبرذ: نَاقَةٌ شَبَرْذاةٌ وَشَمَرْذَاةٌ: نَاجِيَةٌ سَرِيعَةٌ؛ قَالَ مِرْدَاسٌ الزُّبَيْرِيُّ:

لَمَّا أَتانا رَامِعًا قِبِرَّاهْ

عَلَى أَمونٍ جَسْرَةٍ شَبَرْذاهْ

والشَّبَرْذى والشَّمَرْذى: السَّرِيعُ فِيمَا أَخذ فِيهِ. والشَّبَرْذى: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:

لَقَدْ أُوقِدَتْ نارُ الشَّبَرْذى بأَرْؤسٍ

عِظامِ اللِّحى، مُعْرَنْزِماتِ اللَّهازِمِ

وَيُرْوَى الشَّمَرْذى، وَالْمِيمُ فِي كُلِّ ذَلِكَ لُغَةٌ.

شجذ: الشَّجْذَة: المَطرةُ الضَّعِيفَةُ، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَةِ. وأَشجذت السَّمَاءُ: سَكَنَ مَطَرُهَا وَضَعُفَ؛ قَالَ إِمرؤ الْقَيْسِ يَصِفُ دِيمَةً:

تُخْرِجُ الوَدَّ إِذا مَا أَشْجَذَت،

وتُوارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ

الوَدّ: جَبَلٌ مَعْرُوفٌ. وَتَشْتَكِرُ: يَشْتَدُّ مَطَرُهَا، وَفِي التَّهْذِيبِ: تَعْتَكِرُ؛ يَقُولُ: إِذا أَقلعت هَذِهِ الدِّيمَةُ طَهُرَ الوَتِدُ، فإِذا عَادَتْ مَاطِرَةً وَارَتْهُ. الأَصمعي: أَشْجَذَ المطرُ مُنْذُ حِينٍ أَي نأَى وَبَعُدَ وأَقلع بَعْدَ إِثْجامِهِ. وَيُقَالُ: أَشجذت الْحُمَّى إِذا أَقلعت.

شحذ: اللَّيْثُ: الشَّحْذُ التَّحْدِيدُ. شحَذ السكينَ والسيفَ وَنَحْوَهُمَا يَشْحَذُه شَحْذاً: أَحَدَّه بالمِسَنِّ وَغَيْرِهِ مِمَّا يُخرج حَدَّه، فَهُوَ شَحِيذٌ وَمَشْحُوذٌ؛ وأَنشد:

يَشْحَذُ لَحْيَيْهِ بِنابٍ أَعْصَلِ

والمِشْحَذُ: المِسَنُّ. وَفِي الْحَدِيثِ:

هَلُمِّي المُدْيَةَ واشْحَذيها.

وَرَجُلٌ شُحْذُوذٌ: حَدِيدٌ نَزِقٌ. وشَحَذَ الجوعُ مَعِدَتَه: ضَرَّمَهَا وَقَوَّاهَا عَلَى الطَّعَامِ وأَحَدَّها. ابْنُ سِيدَهْ: الشَّحْذَانُ، بِالتَّحْرِيكِ، الْجَائِعُ، وهو من

(1). قوله [والراء مضمومة إلخ] وعن الأزهري فتح الراء أيضاً نقله شارح القاموس.

ص: 493

ذَلِكَ. وشَحَذَه بِعَيْنِهِ: أَحَدَّها إِليه وَرَمَاهُ بِهَا حَتَّى أَصابه بِهَا؛ قَالَ وَكَذَلِكَ ذَرَقْتُه وحَدَجْتُه وشَحَذْتُه أَي سُقْتَهُ سَوْقاً شَدِيدًا؛ وَسَائِقٌ مِشْحَذ؛ قَالَ أَبو نُخَيلة:

قُلْتُ لإِبليس وَهَامَانَ: خُذَا

سُوقا بَنِي الجَعْراءِ سَوْقاً مِشْحَذا

واكْتَنِفاهُم مِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا،

تَكَنُّفَ الرِّيحِ الجَهَامَ الرَّذَذَا

ومَرَّ يَشْحَذُهم أَي يَطْرُدُهُمْ. وَرَجُلٌ شَحْذَانُ: سَوَّاقٌ. وَفُلَانٌ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ أَي مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ؛ قَالَ الأَخطل:

خَيَالٌ لأَرْوى والرَّباب، وَمَنْ يَكُنْ

لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّباب تُبُولُ

يَبِتْ، وَهُوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ، وَلَا يَرى

إِلى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيلُ

ابْنُ شُمَيْلٍ: المِشْحاذُ الأَرض الْمُسْتَوِيَةُ فِيهَا حَصًى نَحْوَ حَصَى الْمَسْجِدِ وَلَا جَبَلَ فِيهَا؛ قَالَ: وأَنكر أَبو الدُّقيش المِشْحاذَ؛ وَقَالَ غَيْرُهُ: المِشْحاذ الأَكَمَةُ القَرْوَاءُ الَّتِي لَيْسَتْ بِضَرِسَة الْحِجَارَةِ وَلَكِنَّهَا مُسْتَطِيلَةٌ فِي الأَرض وَلَيْسَ فِيهَا شَجَرٌ وَلَا سَهْلٌ. أَبو زَيْدٍ: شَحَذَتِ السماءُ تَشْحَذُ شَحْذاً وَحَلَبَتْ حَلْبًا، وَهِيَ فَوْقَ البَغْشَة. وَفِي النَّوَادِرِ: تَشَحَّذَني فلانٌ وتَرَعَّفَني أَي طَرَدَنِي وعَنَّاني.

شخذ: أَشْخَذَ الكلبَ: أَغراه، يمانية.

شذذ: شَذَّ عَنْهُ يَشِذُّ ويَشُذُّ شُذُوذًا: انْفَرَدَ عَنِ الْجُمْهُورِ وَنَدَرَ، فَهُوَ شاذٌّ، وأَشذَّه غَيْرُهُ. ابْنُ سِيدَهْ: شَذَّ الشَّيءُ يَشِذُّ ويَشُذُّ شَذّاً وشُذوذاً: نَدَرَ عَنْ جُمْهُورِهِ؛ وشَذَّه هُوَ يَشُذُّه لَا غَيْرُ، وأَشَذَّهُ؛ أَنشد أَبو الْفَتْحِ بْنُ جِنِّي:

فَأَشَذَّني لِمُرُورِهِمْ، فَكَأَنني

غُصْنٌ لأَوَّل عاضدٍ أَو عاسِفِ

قَالَ: وأَبى الأَصمعي شَذَّهُ. وَسَمَّى أَهلُ النَّحْوِ مَا فَارَقَ مَا عَلَيْهِ بَقِيَّةُ بَابِهِ وَانْفَرَدَ عَنْ ذَلِكَ إِلى غَيْرِهِ شَاذًّا، حَمْلًا لِهَذَا الْمَوْضِعِ عَلَى حُكْمِ غيره، وجاؤوا شُذَّاذاً أَي قِلالًا. وَقَوْمٌ شُذَّاذ إِذا لَمْ يَكُونُوا فِي مَنَازِلِهِمْ وَلَا حَيِّهِمْ. وشُذَّانُ النَّاسِ: مَا تَفَرَّقَ مِنْهُمْ. وشُذَّاذُ النَّاسِ: الَّذِينَ يَكُونُونَ فِي الْقَوْمِ لَيْسُوا فِي قَبَائِلِهِمْ وَلَا مَنَازِلِهِمْ. وشُذَّاذُ الناس: متفرقوهم. وَفِي حَدِيثِ

قَتَادَةَ وَذَكَرَ قَوْمَ لُوطٍ فَقَالَ: ثُمَّ أَتبع شُذَّانَ الْقَوْمِ صَخْراً مَنْضُوداً

أَي مَنْ شَذَّ مِنْهُمْ وَخَرَجَ عَنْ جَمَاعَتِهِ. قَالَ: وشُذَّان جَمْعُ شَاذٍّ مِثْلُ شَابٍّ وشُبَّان، وَيُرْوَى بِفَتْحِ الشِّينِ، وَهُوَ الْمُتَفَرِّقُ مِنَ الْحَصَى وَغَيْرِهِ. ويقالُ: مَنْ قَالَ شُذَّان، فَهُوَ جَمْعُ شَاذٍّ، وَمَنْ قَالَ شَذَّان، فَهُوَ فَعْلانُ، وَهُوَ مَا شَذَّ مِنَ الْحَصَى. ويقالُ: شُذَّان وإِنما يُقَالُ شُذَّان، بِالضَّمِّ، لَا يُجْمَعُ «2» عَلَى فَعلان. ابْنُ سِيدَهْ: وشُذَّان الْحَصَى وَنَحْوِهِ مَا تَطَايَرَ مِنْهُ. وَحَكَى ابْنُ جِنِّي: شَذَّان الْحَصَى؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

تُطاير شَذَّانَ الحَصى بِمَناسِم

صِلاب العُجى، مَلْثومها غَيرُ أَمعرا

الْجَوْهَرِيُّ: شَذان الْحَصَى، بِالْفَتْحِ وَالنُّونِ، الْمُتَفَرِّقُ مِنْهُ؛ وَقَالَ:

يَتْرُكْنَ شَذَّانَ الحَصى جَوافِلا

(2). قوله [وَإِنَّمَا يُقَالُ شُذَّانُ بِالضَّمِّ لا يجمع إلخ] كذا بالنسخة المعتمد عليها عندنا، ولعل فيها سقطاً والأَصل والله أعلم. وَإِنَّمَا يُقَالُ شُذَّانُ بِالضَّمِّ لأَن فَاعِلًا لَا يُجْمَعُ عَلَى فَعْلَانَ يعني بفتح الفاء.

ص: 494

وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها: مَا افْتَرَقَ مِنْهَا؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

شُذَّانُها رَائِعَةٌ لِهَدْرِه

رَائِعَةٌ: مُرْتَاعَةٌ. اللَّيْثُ: شَذَّ الرَّجُلُ إِذا انْفَرَدَ عَنْ أَصحابه؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ مُنْفَرِدٍ، فَهُوَ شَاذٌّ؛ وَكَلِمَةٌ شَاذَّةٌ. وَيُقَالُ: أَشْذَذْتَ يَا رَجُلُ إِذا جَاءَ بِقَوْلٍ شاذٍّ نادٍّ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ مَا يَدَعُ فُلَانٌ شَاذًّا وَلَا نَادًّا إِلا قَتَلَهُ إِذا كَانَ شُجَاعًا لَا يَلْقَاهُ أَحد إِلا قَتَلَهُ. وَيُقَالُ: شَاذٌّ أَي متنحٍّ.

شعذ: الشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ فِي الْيَدِ وأُخْذٌ كَالسِّحْرِ يُري الشيءَ بِغَيْرِ مَا عَلَيْهِ أَصله فِي رأْي الْعَيْنِ؛ وَرَجُلٌ مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَادِيَةِ. والشَّعْوَذَةُ: السُّرْعَةُ، وَقِيلَ: هِيَ الْخِفَّةُ فِي كُلِّ أَمْرٍ. والشَّعْوَذِيُّ: رَسُولُ الأُمراء فِي مُهِمَّاتِهِمْ عَلَى الْبَرِيدِ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنْهُ لِسُرْعَتِهِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الشَّعْوَذَةُ والشَّعْوَذيُّ مُسْتَعْمَلٌ وَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ أَهل الْبَادِيَةِ.

شقذ: الشَّقْذ [الشَّقِذ] والشَّقِيذُ والشَّقَذانُ: الَّذِي لَا يَكَادُ يَنَامُ. وَفِي التَّهْذِيبِ: الشَّقِذُ العَيْنِ الَّذِي لَا يَكَادُ يَنَامُ. وإِنه لَشَقِذُ الْعَيْنِ إِذا كَانَ لَا يَقْهَرُه النُّعاسُ؛ زَادَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَا يَكُونُ إِلا عَيُوناً يُصِيبُ النَّاسَ بِالْعَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ العَيُونُ الَّذِي يُصِيبُ النَّاسَ بالعَين، وَقِيلَ: هُوَ الشَّدِيدُ البصر السريع الإِصابة؛ وَقَدْ شقِذ، بِالْكَسْرِ، شَقَذاً. وشقِذَ الرجلُ: ذَهَبَ وبَعُدَ. وأَشْقَذَهُ: طَرَدَهُ، وَهُوَ شَقِذٌ وشَقَذان، بِالتَّحْرِيكِ. الأَصمعي: أَشْقَذْتُ فُلَانًا إِشقاذاً إِذا طَرَدْتَهُ. وشَقِذَ هُوَ يَشْقَذُ إِذا ذَهَبَ، وَهُوَ الشَّقَذانُ؛ قَالَ عَامِرُ بْنُ كَثِيرٍ الْمُحَارِبِيُّ:

فإِني لستُ مِنْ غَطَفانَ أَصْلي،

وَلَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمُ اعْتِشَارُ

إِذا غَضِبُوا عَلِيَّ وأَشْقَذُوني،

فصرتُ كأَنني فَرَأٌ مُتارُ

مُتَارٌ: يُرْمَى تَارَةً بَعْدَ تَارَةٍ. وَمَعْنَى مُتَارُ: مُفْزِعٌ. يُقَالُ: أَتَرْتُه أَي أَفزعته وَطَرَدْتُهُ، فَهُوَ مُتار؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَصله أَتأَرته فَنُقِلَتِ الْحَرَكَةُ إِلى مَا قَبْلَهَا وَحُذِفَتِ الْهَمْزَةُ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: هَذَا تَصْحِيفٌ وإِنما هُوَ مُنارٌ بِالنُّونِ. يُقَالُ: أَنرته بِمَعْنَى أَفزعته، وَمِنْهُ النَّوارُ، وَهِيَ النَّفُورُ. وَالِاعْتِشَارُ: بِمَعْنَى العِشْرَة؛ قَالَ: وَقَدْ ذَكَرَهُ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ تَوَرَ شَاهِدًا عَلَى قَوْلِهِمْ فُلَانٌ يُتار عَلَى أَن يُؤْخَذَ أَي يُدارُ. وطَرَدٌ مِشْقَذٌ: بَعِيدٌ؛ قَالَ بَخْدَجٌ:

لَاقَى النُّخيلاتُ حِنَاذًا مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلًّا للأَعادي مِشْقَذا

أَراد أَبا نخلة فَلَمْ يُبَلْ كَيْفَ حَرَّفَ اسْمَهُ لأَنه كَانَ هَاجِيًا لَهُ. والشَّقْذاءُ: العُقاب الشَّدِيدَةُ الْجُوعِ. وَعُقَابٌ شَقَذى. شَدِيدَةُ الْجُوعِ وَالطَّلَبِ؛ قَالَ يَصِفُ فَرَسًا:

شَقْذاءُ يَحْتَثُّها فِي جَرْيِها ضَرَم

. والشِّقْذان: الضَّبُّ والوَرَلُ والطُّحَنُ وسامُّ أَبرص والدَّسَّاسَةُ، وأَخذته شِقْذَةٌ؛ وَجَعَلَتِ امرأَة مِنَ الْعَرَبِ الشّقْذانَ واحِداً فَقَالَتْ تَهْجُو زَوْجَهَا وَتُشَبِّهُهُ بِالْحِرْبَاءِ:

إِلى قَصْرِ شِقْذانٍ كَأَنَّ سِبالَهُ

وَلِحْيَتَهُ فِي خُرْؤُمَانٍ مُنَوَّر

الخرؤُمانة: بَقْلَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيحِ تَنْبُتُ فِي الأَعطان

ص: 495

والدِّمَنِ؛ وأَورد الأَزهري هَذَا الْبَيْتَ مُسْتَشْهِدًا بِهِ على الْوَاحِدِ مِنَ الحَرابيِّ. والشَّقْذُ والشِّقْذُ والشَّقِذُ والشَّقَذانُ: الحِرْباءُ، وَجَمْعُهُ شِقْذانٌ مِثْلُ كَرَوانٍ وكِرْوانٍ، وَقِيلَ: هُوَ حِرْبَاءٌ دَقِيقٌ مَعْصُوبٌ صَعْلُ الرأْس يَلْزَقُ بِسُوقِ العِضَاه. والشِّقَذُ والشَّقَذُ والشُّقَذُ: وَلَدُ الحِرْباء؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الشُّقاذى والشِّقْذانُ؛ قَالَ:

فَرَعَتْ بِهَا حَتَّى إِذا

رَأَتِ الشُّقاذى تَصْطَلي

اصطلاؤُها: تَحَرِّيهَا لِلشَّمْسِ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الشُّقاذى فِي هَذَا الْبَيْتِ الفَراش؛ قَالَ: وَهَذَا خطأٌ لأَن الفَراشَ لَا يَصْطَلِي بِالنَّارِ، وإِنما وَصَفَ الْحُمُرَ فَذَكَرَ أَنها رَعَتِ الرَّبِيعَ حَتَّى اشْتَدَّ الْحَرُّ واصْطَلَتِ الحَرابي وعَطِشَتْ فاحتاجتِ الوُرُودَ؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ فَلَاةً قَطَعَهَا:

تَقَاذَف والعُصْفُور فِي الجُحرِ لاجِئٌ

مَعَ الضَّبِّ، والشِّقْذانُ تَسْمُو صُدورُها

أَي تَشْخَصُ فِي الشَّجَرِ، وَقِيلَ: الشِّقْذانُ الْحَشَرَاتُ كُلُّهَا وَالْهَوَامُّ، وَاحِدَتُهَا شَقِذَةٌ وشَقِذٌ وشِقْذٌ؛ قَالَ: وَلَا أَدري كَيْفَ تَكُونُ الشَّقِذَةُ واحدةَ الشِّقْذان إِلا أَن يَكُونَ عَلَى طَرْحِ الزَّائِدِ. والشَّقْذُ والشَّقَذانُ والشِّقْذان، الأَخيرة عَنْ ثَعْلَبٍ: الذِّئْبُ وَالصَّقْرُ وَالْحِرْبَاءُ. والشِّقْذانُ؛ فِرَاخُ الحُبارى وَالْقَطَا وَنَحْوِهِمَا. والشَّقْذانَةُ: الْخَفِيفَةُ الرُّوحِ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَمَا لَهُ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي مَا لَهُ شَيْءٌ. وَمَتَاعٌ لَيْسَ بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي عَيْبٌ. وَكَلَامٌ لَيْسَ بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي نَقْصٌ وَلَا خَلَلٌ. ابْنُ الأَعرابي: مَا بِهِ شَقَذٌ وَلَا نَقَذٌ أَي مَا بِهِ حَراكٌ. وَفُلَانٌ يُشَاقِذُنِي أَي يُعَادِينِي. الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عَذَقَ: امرأَة عَقْذانة وشَقْذانَةٌ وعَدْوانَةٌ أَي بذية سليطة.

شمذ: اللَّيْثُ: الشَّمْذُ رَفْعُ الذَّنَبِ. شَمَذَتِ النَّاقَةُ تَشْمِذُ، بِالْكَسْرِ، شَمْذاً وشِماذاً وشُموذاً، وَهِيَ شَامِذٌ، وَالْجَمْعُ شَوَامِذُ وشُمَّذ، أَي لَقَحَتْ فَشَالَتْ بذنَبها لِتُري اللِّقَاحَ بِذَلِكَ؛ وَرُبَّمَا فَعَلَتْ ذَلِكَ مَرَحاً ونَشاطاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ نَاقَةً:

عَلَى كُلِّ صَهْباءِ العَثانِينِ شَامِذٍ

جُمَالِيَّةٍ، فِي رأْسها شَطَنَانِ

وَقِيلَ: الشَّامِذُ مِنَ الإِبل الخَلِفَة؛ وَقَوْلُ أَبي زُبَيْدٍ يَصِفُ حِرْبَاءَ:

شامِذاً تَتَّقي المُبِسَّ عَلى المُرْيَةِ،

كَرْهاً بالصِّرْف ذِي الطُّلَّاء

يَقُولُ: النَّاقَةُ إِذا أُبِسَّ بِهَا اتَّقَتِ المُبِسَّ بِاللَّبَنِ، وَهَذِهِ تَتَّقِيهِ بِالدَّمِ؛ وَهَذَا مَثَلٌ. وَالْعَقْرَبُ شَامِذٌ مِنْ حَيْثُ قِيلَ لِمَا شَالَ مِنْ ذَنَبِهَا: شَوْلَةٌ. قَالَ أَبو الجرَّاح: مِنَ الكِباشِ مَا يَشْتَمِذُ وَمِنْهَا مَا يَغُلُّ؛ فَالِاشْتِمَاذُ: أَن يَضْرِبَ الأَلية حَتَّى تَرْتَفِعَ فَيَسْفِدَ، والغَلُّ: أَن يَسْفِدَ مِنْ غَيْرِ أَن يَفْعَلَ ذَلِكَ. والشَّيْمَذانُ: الذِّئْبُ «1» سُمِّيَ بِذَلِكَ لِشُمُوذِهِ بِذَنَبِهِ؛ وَقَوْلُ بَخْدَجٌ يَهْجُو أَبا نُخَيْلَةَ:

لَاقَى النُّخيلاتُ حِناذاً مِحْنَذا

مِنِّي، وشَلًّا للأَعادِي مِشْقَذَا

وقافياتٍ عَارِمَاتٍ شُمَّذا

إِنما ذَلِكَ مَثَلٌ، شَبَّهَ الْقَوَافِيَ بالإِبل الشُّمَّذِ وَهِيَ مَا قدَّمناه مِنْ أَنها الَّتِي تَرْفَعُ أَذنابها نَشَاطًا ومَرَحاً أَو

(1). قوله [الشيمذان الذئب] كذا بالأَصل، وفي القاموس وشرحه، واليشمذان هذا هو الأَصل، والشيذمان مقلوبه وهو الذئب.

ص: 496