المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌د ‌ ‌حرف الدال المهملة د: الدَّالُ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَمِنَ الْحُرُوفِ - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: ‌ ‌د ‌ ‌حرف الدال المهملة د: الدَّالُ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَمِنَ الْحُرُوفِ

‌د

‌حرف الدال المهملة

د: الدَّالُ حَرْفٌ مِنَ الْحُرُوفِ الْمَجْهُورَةِ وَمِنَ الْحُرُوفِ النِّطْعيَّة وَهِيَ والطاءُ وَالتَّاءُ فِي حيز واحد.

‌فصل الهمزة

أبد: الأَبَدُ: الدَّهْرُ، وَالْجَمْعُ آبَادٌ وأُبود؛ وَفِي حَدِيثِ

الْحَجِّ قَالَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكٍ: أَرأَيت مُتْعَتَنا هَذِهِ أَلِعامنا أَم للأَبد؟ فَقَالَ: بَلْ هِيَ للأَبد

؛ وَفِي رِوَايَةٍ:

أَلعامنا هَذَا أَم لأَبَدٍ؟ فَقَالَ: بَلْ لأَبَدِ أَبَدٍ؛ وَفِي أُخرى: بَلْ لأَبَدِ الأَبَد

أَي هِيَ لِآخِرِ الدَّهْرِ. وأَبَدٌ أَبيد: كَقَوْلِهِمْ دَهْرٌ دَهير. وَلَا أَفعل ذَلِكَ أَبد الأَبيد وأَبَد الْآبَادِ وأَبَدَ الدَّهر وأَبيد الأَبيد وأَبَدَ الأَبَدِيَّة؛ وأَبدَ الأَبَدين لَيْسَ عَلَى النَّسَبِ لأَنه لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَكَانُوا خُلَقَاءَ أَن يَقُولُوا الأَبديّينِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ؛ قَالَ: وَعِنْدِي أَنه جَمَعَ الأَبد بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، عَلَى التَّشْنِيعِ وَالتَّعْظِيمِ كَمَا قَالُوا أَرضون، وَقَوْلُهُمْ لَا أَفعله أَبدَ الْآبِدِينَ كَمَا تَقُولُ دهرَ الدَّاهِرِينَ وعَوضَ الْعَائِضِينَ، وَقَالُوا فِي الْمَثَلِ: طَالَ الأَبَدُ عَلَى لُبَد؛ يُضْرَبُ ذَلِكَ لِكُلِّ مَا قدُمَ. والأَبَدُ: الدَّائِمُ والتأْبيد: التَّخْلِيدُ. وأَبَدَ بِالْمَكَانِ يأْبِد، بِالْكَسْرِ، أُبوداً: أَقام بِهِ وَلَمْ يَبْرَحْه. وأَبَدْتُ بِهِ آبُدُ أُبوداً؛ كَذَلِكَ. وأَبَدَت البهيمةُ تأْبُد وتأْبِدُ أَي تَوَحَّشَتْ. وأَبَدَت الْوَحْشَ تأْبُد وتأْبِدُ أُبوداً وتأْبَّدت تأَبُّداً: تَوَحَّشَتْ. والتأَبُّد: التَّوَحُّشُ. وأَبِدَ الرجلُ، بِالْكَسْرِ: تَوَحَّشَ، فَهُوَ أَبِدٌ؛ قَالَ أَبو ذؤَيب:

فافْتَنَّ، بعدَ تَمامِ الظِّمْءِ، نَاجِيَةً،

مِثْلَ الْهِرَاوَةِ ثِنْياً، بَكْرُها أَبِدُ

أَي وَلَدُهَا الأَوّل قَدْ تَوَحَّشَ مَعَهَا. والأَوابد والأُبَّدُ: الْوَحْشُ، الذكَر آبِدٌ والأُنثى آبِدَةٌ، وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِبَقَائِهَا عَلَى الأَبد؛ قَالَ الأَصمعي: لَمْ يَمُتْ وَحْشيّ حَتْفَ أَنفه قَطُّ إِنما مَوْتُهُ عَنْ آفَةٍ وَكَذَلِكَ الْحَيَّةُ فِيمَا زَعَمُوا؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

وَذِي تَناويرَ مَمْعُونٍ، لَهُ صَبَحٌ،

يغذُو أَوابد قَدْ أَفْلَيْنَ أَمْهارا

ص: 68

يَعْنِي بالأَمهار جِحَاشَهَا. وأَفلين: صِرْنَ إِلى أَن كَبُرَ أَولادهن وَاسْتَغْنَتْ عَنِ الأُمهات. والأُبود: كالأَوابد؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ جؤَية:

أَرى الدَّهْرَ لَا يَبْقى، عَلَى حَدَثانه،

أُبودٌ بأَطراف المثاعِدِ جَلْعَدُ

قَالَ

رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ: أَصبنا نَهْبَ إِبل فَنَدَّ مِنْهَا بَعِيرٌ فَرَمَاهُ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَحَبَسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: إِن لِهَذِه الإِبل أَوابد كأَوابدِ الْوَحْشِ، فإِذا غَلَبَكُمْ مِنْهَا شيءٌ فَافْعَلُوا بِهِ هَكَذَا

؛ الأَوابد جَمْعُ آبِدَةٍ؛ وَهِيَ الَّتِي قَدْ تَوَحَّشَتْ ونفرَت مِنَ الإِنس؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلدَّارِ إِذا خَلَا مِنْهَا أَهلها وَخَلَّفَتْهُمُ الْوَحْشُ بِهَا؛ قَدْ تأَبدت؛ قَالَ لَبِيدٌ:

بِمِنًى، تَأَبَّد غَوْلُها فرجامُها

وتأَبد الْمَنْزِلَ أَي أَقفر وأَلفته الْوُحُوشُ. وَفِي حَدِيثِ

أُم زَرْعٍ: فأَراح عَلَيَّ مِنْ كُلِّ سائمةٍ زَوْجَيْن، وَمِنْ كُلِّ آبِدَةٍ اثْنَتَيْنِ

؛ تُرِيدُ أَنواعاً مِنْ ضُرُوبِ الْوَحْشِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: جاءَ بِآبِدَةٍ أَي بأَمر عَظِيمٍ يُنْفَرُ مِنْهُ ويُستوحش. وتأَبَّدت الدَّارُ: خَلَتْ مِنْ أَهلها وَصَارَ فِيهَا الْوَحْشُ تَرْعَاهُ. وأَتان أَبِدٌ: وَحْشِيَّةٌ. وَالْآبِدَةُ: الدَّاهِيَةُ تَبْقَى عَلَى الأَبد. وَالْآبِدَةُ: الْكَلِمَةُ أَو الْفِعْلَةُ الْغَرِيبَةُ. وجاءَ فُلَانٌ بِآبِدَةٍ أَي بِدَاهِيَةٍ يَبْقَى ذِكْرُهَا عَلَى الأَبد. وَيُقَالُ لِلشَّوَارِدِ مِنَ الْقَوَافِي أَوابد؛ قَالَ الْفَرَزْدَقُ:

لَنْ تُدْرِكوا كَرَمي بِلُؤْمِ أَبيكُمُ،

وأَوابِدِي بتَنَحُّل الأَشعارِ

وَيُقَالُ لِلْكَلِمَةِ الْوَحْشِيَّةِ: آبِدَةٌ، وَجَمْعُهَا الأَوابد. وَيُقَالُ لِلطَّيْرِ الْمُقِيمَةِ بأَرضٍ شتاءَها وَصَيْفَهَا: أَوابد مِنْ أَبَدَ بِالْمَكَانِ يأْبِدُ فَهُوَ آبِدٌ، فإِذا كَانَتْ تَقْطَعُ فِي أَوقاتها فَهِيَ قَوَاطِعُ، والأَوابد ضِدُّ الْقَوَاطِعِ مِنَ الطَّيْرِ. وأَتان أَبِد: فِي كُلِّ عَامٍ تَلِدُ. قَالَ: وَلَيْسَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فَعِلٌ إِلا أَبِدٌ وأَبِلٌ وبلِحٌ ونَكِحٌ وخَطِبٌ إِلا أَن يَتَكَلَّفَ مُتَكَلِّفٌ فَيُبْنَى عَلَى هَذِهِ الأَحرف مَا لَمْ يُسْمَعْ عَنِ الْعَرَبِ؛ ابْنُ شُمَيْلٍ: الأَبِدُ الأَتان تَلد كُلَّ عَامٍ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَبِلٌ وأَبِد مَسْمُوعَانِ، وأَما نَكِحٌ وخَطِبٌ فَمَا سَمِعْتُهُمَا وَلَا حَفِظْتُهُمَا عَنْ ثِقَةٍ وَلَكِنْ يُقَالُ نِكْحٌ وخِطْبٌ. وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: نَاقَةٌ أَبِدَةٌ إِذا كَانَتْ وَلُودًا، قيَّد جَمِيعَ ذَلِكَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ؛ قَالَ الأَزهري: وأَحسبهما لُغَتَيْنِ أَبِد وإِبِدٌ. الْجَوْهَرِيُّ: الإِبِد عَلَى وَزْنِ الإِبل الْوَلُودِ مِنْ أَمة أَو أَتان؛ وَقَوْلُهُمْ:

لَنْ يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ،

إِلا بِجَدِّ ذِي الإِبِدْ،

فِي كلِّ مَا عامٍ تَلِدْ

والإِبِد هَاهُنَا: الأَمة لأَن كَوْنَهَا وَلُودًا حِرْمَانٌ وَلَيْسَ بِجَدٍّ أَي لَا تَزْدَادُ إِلا شَرًّا. والإِبِدُ: الْجَوَارِحُ مِنَ الْمَالِ، وَهِيَ الأَمة وَالْفَرَسُ الأُنثى والأَتان يُنْتَجن فِي كُلِّ عَامٍ. وَقَالُوا: لَنْ يَبْلُغَ الْجَدُّ النكِد، إِلا الإِبِد، فِي كُلِّ عَامٍ تَلِدُ؛ يَقُولُ: لَنْ يَصِلَ إِليه فَيَذْهَبُ بِنَكَدِهِ إِلا الْمَالُ الَّذِي يَكُونُ مِنْهُ الْمَالُ. وَيُقَالُ: وَقَفَ فُلَانٌ أَرضه وَقْفًا مؤَبَّداً إِذا جَعَلَهَا حَبِيسًا لَا تُباع وَلَا تُورَثُ. وَقَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: الدُّنْيَا أَمَدٌ وَالْآخِرَةُ أَبَدٌ. وأَبِدَ عَلَيْهِ أَبَداً: غَضِبَ كَعَبِد وأَمِدَ ووبِدَ وومِدَ عَبَداً وأَمَداً ووَبَداً وومَداً. وأَبيدَةُ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

فَمَا أَبِيدَةُ مِنْ أَرض فأَسْكُنَها،

وإِن تَجاوَرَ فِيهَا الماءُ وَالشَّجَرُ

ص: 69

ومأْبِد: مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه مابِد على فاعل، وستذكره فِي مَبَدَ. والأُبَيْدُ: نَبَاتٌ مِثْلُ زَرْعِ الشَّعِيرِ سَوَاءٌ وَلَهُ سُنْبُلَةٌ كَسُنْبُلَةِ الدُّخْنة فِيهَا حَبٌّ صَغِيرٌ أَصَغَرُ مِنَ الْخَرْدَلِ وَهِيَ مُسَمِّنَةٌ للمال جداً.

أجد: الإِجادُ والأُجادُ: طَاقٌ قَصِيرٌ. وبناءٌ مُؤَجَّد: مُقَوًّى وَثِيقٌ مُحْكَمٌ، وَقَدْ أَجَّدَه وأَجَدَهُ. وَنَاقَةٌ مُؤجَدَة: مُوثقة الْخَلْقِ، وأُجُدٌ: مُتصلة الفَقار تَرَاهَا كأَنها عَظَمٌ وَاحِدٌ. وَنَاقَةُ أُجُد أَي قَوِيَّةٍ مُوثَقَةِ الْخَلْقِ. والأُجُدُ: اشْتِقَاقُهُ مِنَ الإِجاد، والإِجاد كَالطَّاقِ الْقَصِيرِ؛ يُقَالُ: عَقْدٌ مُؤَجَّدٌ وَنَاقَةٌ مُؤْجِدَةُ القَرى، وَنَاقَةٌ أُجُدٌ وَهِيَ الَّتِي فَقَارُ ظَهرها مُتَّصِلٌ؛ وَآجَدَهَا اللَّهُ فَهِيَ مُؤجدة القَرى أَي مُوثَقَةُ الظَّهْرِ. وَفِي حَدِيثِ

خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ: وَجَدْتُ أُجُداً تَحُثُّهَا

؛ الأُجُدُ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْجِيمِ: النَّاقَةُ الْقَوِيَّةُ الْمُوثَقَةُ الْخَلْقِ، وَلَا يُقَالُ لِلْجَمَلِ أُجُدٌ؛ وَيُقَالُ: الْحَمْدُ لله الَّذِي آجَدَنِي بَعْدَ ضَعْفٍ أَي قَوَّانِي. وإِجدْ، بِالْكَسْرِ: من زجر الخيل.

أحد: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الأَحد وَهُوَ الْفَرْدُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَحْدَهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ آخَرُ، وَهُوَ اسْمٌ بُنِيَ لِنَفْيِ مَا يُذْكَرُ مَعَهُ مِنَ الْعَدَدِ، تَقُولُ: مَا جاءَني أَحد، وَالْهَمْزَةُ بَدَلٌ مِنَ الْوَاوِ وأَصله وَحَدٌ لأَنه مِنَ الوَحْدة. والأَحَد: بِمَعْنَى الْوَاحِدِ وَهُوَ أَوَّل الْعَدَدِ، تَقُولُ أَحد وَاثْنَانِ وأَحد عَشَرَ وإِحدى عَشْرَةَ. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ

؛ فَهُوَ بَدَلٌ مِنَ اللَّهِ لأَن النَّكِرَةَ قَدْ تُبْدَلُ مِنَ الْمَعْرِفَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ؛ قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِذا أَدخلت فِي الْعَدَدِ الأَلف وَاللَّامَ فَأَدْخِلْهُمَا فِي الْعَدَدِ كُلِّهِ، فَتَقُولُ: مَا فَعَلَتِ الأَحَدَ عَشَرَ الأَلف الدِّرْهَمِ. وَالْبَصْرِيُّونَ يُدْخِلُونَهُمَا فِي أَوّله فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَتِ الأَحد عَشَرَ أَلف دِرْهَمٍ. وَتَقُولُ لَا أَحد فِي الدَّارِ وَلَا تَقُولُ فِيهَا أَحد. وَقَوْلُهُمْ مَا فِي الدَّارِ أَحد فَهُوَ اسْمٌ لِمَنْ يَصْلُحُ أَن يُخَاطَبَ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ والمؤَنث وَالْمُذَكَّرُ. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ

؛ وَقَالَ: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ

. وجاؤُوا أُحادَ أُحادَ غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ لأَنهما مَعْدُولَانِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى جَمِيعًا. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: مَعِي عَشَرَةٌ فأَحِّدْهن أَي صَيِّرْهُنَّ أَحد عَشَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قَالَ لِرَجُلٍ أَشار بِسَبَّابَتَيْهِ فِي التَّشَهُّدِ: أَحِّدْ أَحِّدْ.

وَفِي حَدِيثِ

سَعْدٍ فِي الدُّعَاءِ: أَنه قَالَ لِسَعْدٍ وَهُوَ يُشِيرُ فِي دُعَائِهِ بِإِصْبَعَيْنِ: أَحِّدْ أَحِّدْ

أَي أَشر بإِصبع وَاحِدَةٍ لأَن الَّذِي تَدْعُو إِليه وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى. والأَحَدُ مِنَ الأَيام، مَعْرُوفٌ، تَقُولُ مَضَى الأَحد بِمَا فِيهِ؛ فَيُفْرَدُ وَيُذَكَّرُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَالْجَمْعُ آحَادٌ وأُحْدانٌ. واستأْحد الرَّجُلُ: انْفَرَدَ. وَمَا اسْتَأَحَدَ بِهَذَا الأَمر: لَمْ يَشْعُرْ بِهِ، يَمَانِيَّةٌ. وأُحُد: جَبَلٌ بِالْمَدِينَةِ. وإِحْدى الإِحَدِ: الأَمر الْمُنْكَرُ الْكَبِيرُ؛ قَالَ:

بعكاظٍ فَعَلُوا إِحدى الإِحَدْ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ تَتَابَعَ عَلَيْهِ رَمَضَانَانِ فَقَالَ: إِحدى مِنْ سَبْعٍ

؛ يَعْنِي اشْتدّ الأَمر فِيهِ وَيُرِيدُ بِهِ إِحدى سِنِيِّ يُوسُفَ النَّبِيِّ، عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، الْمُجْدِبَةِ فَشَبَّهَ حَالَهُ بِهَا فِي الشِّدَّةِ أَو مِنَ اللَّيَالِي السَّبْعِ الَّتِي أَرسل اللَّهُ تَعَالَى الْعَذَابَ فيها على عاد.

أخد: قَالَ الأَزهري: رَوَى اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ أَخذ وَقَالَ المُسْتأْخِد المُسْتكين؛ قَالَ: وَمَرِيضٌ مُسْتأخِد أَي مستكِين لِمَرَضِهِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هَذَا حَرْفٌ مُصَحَّف وَالصَّوَابُ المُستأْخِذُ، بِالذَّالِ، وَهُوَ الَّذِي يَسِيلُ

ص: 70

الدَّم مِنْ أَنفه، وَيُقَالُ لِلَّذِي بِعَيْنِهِ رَمَدٌ: مستأْخِذ أَيضاً. والمُستأْخِذُ: المُطاطئ رأْسه مِنَ الْوَجَعِ، قَالَ: هَذَا كُلُّهُ بِالذَّالِ وَمَوْضِعُهَا بَابُ الْخَاءِ وَالذَّالِ.

أدد: الإِدُّ والإِدَّةُ: العَجبُ والأَمر الْفَظِيعُ الْعَظِيمُ وَالدَّاهِيَةُ، وكذلك الآدّ مثل الفاعل، وَجَمْعُ الإِدِّ إِدادٌ وجمعُ الإِدَّة إِدَدٌ؛ وأَمر إِدٌّ وُصِفَ بِهِ؛ هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَفِي التزيل الْعَزِيزِ: لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا

؛ قِرَاءَةُ الْقُرَّاءِ إِدّاً، بكَسر الأَلف، إِلا مَا رُوِيَ عَنْ أَبي عَمْرٍو أَنه قرأَ: أَدّاً. قَالَ: وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ لَقد جِئْتَ بِشَيْءٍ آدٍّ مِثْلُ مَادٍّ، قَالَ: وَهُوَ فِي الْوُجُوهِ كُلِّهَا بِشَيْءٍ عَظِيمٍ؛ وأَنشد ابْنُ دُرَيْدٍ:

يَا أُمّنا ركبتُ أَمراً إِدّا،

رأَيتُ مشبوحَ الذِّراع نَهْدا،

فنِلتُ مِنْهُ رَشْفَاً وبَرْدا

والإِدّ: الدَّاهِيَةُ تَئِدُّ وَتَؤُدُّ أَدّاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُرى اللحياني حكى تأَدُّ، فإِما أَن يَكُونَ بُنِيَ مَاضِيهِ عَلَى فَعُلَ، وإِما أَن يَكُونَ مِنْ بَابِ أَبى يأْبى. وأَدّه الأَمر يؤُدّه وَيَئِدُّهُ إِذا دَهَاهُ. اللَّيْثُ: يُقَالُ أَدّت فُلَانًا دَاهِيَةٌ تَؤُدُّهُ أَدّاً، بِالْفَتْحِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

والإِدَدَ الإِدادَ والعَضائِلا

والإِدّ، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: الشدَّة. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: رأَيت النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، فِي الْمَنَامِ فَقُلْتُ: مَا لَقِيتُ بَعْدَكَ مِنَ الإِدَدِ والأَوَدِ

؛ الإِدد، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ: الدَّوَاهِي الْعِظَامُ، وَاحِدَتُهَا إِدّة، بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ، والأَوَدُ: الْعِوَجُ. والأَدُّ: الغلبةُ والقوّةُ؛ قَالَ:

نَضَوْنَ عَنِّي شِدَّةً وأَدّا،

مِنْ بعدِ مَا كنتُ صُمُلًّا نَهْدا

وأَدّت النَّاقَةُ: والإِبل تَؤُدُّ أَدّاً: رجَّعت الْحَنِينَ فِي أَجوافها. وأَدُّ النَّاقَةِ: حَنِينُهَا وَمَدُّهَا لِصَوْتِهَا؛ عَنْ كُرَاعٍ. وأَدّ البعيرُ يَؤُدُّ أَدّاً: هَدَرَ. وأَدّ الشيءَ وَالْحَبْلَ يَؤُدُّهُ أَدّاً: مَدَّهُ. وأَدّ فِي الأَرض يَؤُدُّ أَدّاً: ذَهَبَ. وأَدَدُ الطَّرِيقِ: دَررُه. والأَدُّ: صَوْتُ الْوَطْءِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يَتْبَعُ أَرضاً جِنُّها يُهوّلُ،

أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ

والأَديد: الْجَلَبَةُ. وشديدٌ أَديدٌ: إِتباع لَهُ. وأُدُد وأُدَد: أَبو عَدْنَانَ وَهُوَ أُدّ بْنُ طَابِخَةَ «5» بْنِ الْيَاسِ بْنِ مُضَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

أُدُّ بْنُ طابِخةٍ أَبونا، فانسبُوا

يومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ، تُنْفَروا

قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: أَحسب أَنّ الْهَمْزَةَ فِي أُدّ وَاوٌ لأَنه مِنَ الْوُدِّ أَي الْحُبِّ، فأُبدلت الواو همزة، كما قالوا أُقِّتَتْ وأَرخ الْكِتَابَ. وأُدَد: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ أُدَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ حِمْيَرٍ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ أُدَداً، جَعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ ثُقَب وَلَمْ يَجْعَلُوهُ بِمَنْزِلَةِ عُمَرَ؛ الأَزهري: وَكَانَ لِقُرَيْشٍ صَنَمٌ يَدْعُونَهُ وُدّاً وَمِنْهُمْ مَنْ يَهْمِزُ فَيَقُولُ أُدّ.

أزد: الأَزْدُ: لُغَةٌ فِي الأَسْد تَجْمَعُ قَبَائِلَ وَعَمَائِرَ كَثِيرَةً فِي الْيَمَنِ. وأَزْدٌ: أَبو حَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ أَزد بْنُ الْغَوْثِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَهُوَ أَسْدٌ، بِالسِّينِ، أَفصح يُقَالُ: أَزد شَنُوءة وأَزْدُ عُمان وأَزْدُ السَّرَاةِ، قَالَ النَّجَاشِيُّ وَاسْمُهُ قَيْسُ بْنُ عمرو،

(5). قوله [وَهُوَ أُدُّ بْنُ طَابِخَةَ إلى قوله بمنزلة عمر] كذا في نسخة المؤلف وعبارة القاموس وشرحه وأدد كعمر مصروفا وأدد، بضمتين، لغة فيه عن سيبويه أبو قبيلة من حمير وَهُوَ أُدَدُ، بْنُ زَيْدِ بْنِ كلان بْنِ سَبَأِ بْنِ حِمْيَرٍ وأدّ، بالضم، ابن طَابِخَةَ بْنِ الْيَاسِ بْنِ مُضَرَ أبو قبيلة أخرى.

ص: 71

وَكَانَ عَاهِدَ أَزد شَنُوءَةَ، وأَزد عُمَانَ أَن لَا يَحُولَا عَلَيْهِ فَثَبَتَتْ أَزد شَنُوءَةَ عَلَى عَهْدِهِ دُونَ أَزد عُمَانَ؛ فَقَالَ:

وكنتُ كَذِي رِجليْنِ: رجلٍ صحيحةٍ،

ورجْلٍ بِهَا رَيبٌ مِنَ الحَدَثانِ،

فأَما الَّتِي صحَّتْ فأَزْدُ شنوءَةٍ،

وأَما الَّتِي شُلَّت فأَزْدُ عُمَانِ

أسد: الأَسَد: مِنَ السِّبَاعِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ آسَادٌ وآسُد، مِثْلُ أَجبال وأَجبل، وأُسُود وأُسُد، مَقْصُورٌ مُثَقَّلٌ، وأَسْدٌ مُخَفَّفٌ، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة، وأَسَدٌ آسَدٌ عَلَى الْمُبَالَغَةِ، كَمَا قَالُوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نَادِرٌ كَقَوْلِهِمْ حِقَّهٌ بَيِّنُ الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة: كَثِيرَةُ الأُسود؛ والمأْسدة لَهُ مَوْضِعَانِ: يُقَالُ لموضعِ الأَسدِ مأْسدة: وَيُقَالُ لِجَمْعِ الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كَمَا يُقَالُ مَشْيَخة لِجَمْعِ الشَّيْخِ ومَسْيَفة لِلسُّيُوفِ ومَجَنَّة لِلْجِنِّ ومَضَبَّة لِلضِّبَابِ. واستأْسد الأْسدَ: دَعَاهُ؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ:

إِني وَجَدْتُ زُهيراً فِي مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ: استأْسد صَارَ كالأَسد فِي جراءَته وأَخلاقه. وَقِيلَ لامرأَة مِنَ الْعَرَبِ: أَيّ الرِّجَالِ زَوْجُكُ؟ قَالَتْ: الَّذِي إِن خَرَجَ أَسِدَ، وإِن دَخَلَ فهِدَ، وَلَا يسأَل عَمَّا عهِدَ؛ وَفِي حَدِيثِ أُم زَرْعٍ كَذَلِكَ أَي صَارَ كالأَسد فِي الشَّجَاعَةِ. يُقَالُ: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يأْسَدُ أَسَداً إِذا تَحَيَّرَ، ورأَى الأَسد فدهِش مِنَ الخَوف. واستأْسد عَلَيْهِ: اجترأَ. وَفِي حَدِيثِ

لُقْمَانَ بْنِ عَادٍ: خُذْ مِنِّي أَخي ذَا الأَسَدِ

؛ الأَسَدُ مَصْدَرُ أَسِد يأْسَدُ أَي ذو الْقُوَّةِ الأَسدية. وأَسد عَلَيْهِ: غَضِبَ؛ وَقِيلَ: أَسد عَلَيْهِ سَفِهَ. واستأْسد النَّبْتُ: طَالَ وَعَظُمَ، وَقِيلَ: هُوَ أَن يَنْتَهِيَ فِي الطُّولِ وَيَبْلُغَ غَايَتَهُ، وَقِيلَ: هُوَ إِذا بَلَغَ وَالْتَفَّ وَقَوِيَ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النَّجْمِ:

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ،

يَقُولُ للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ

وَقَالَ أَبو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ:

يُفَحّين بالأَيدي عَلَى ظهرِ آجنٍ،

لَهُ عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قَوْلُهُ: يُفَحِّينَ أَي يُفَرِّجْنَ بأَيديهن لِيَنَالَ الْمَاءُ أَعناقهن لِقِصَرِهَا، يَعْنِي حُمُراً وَرَدَتِ الْمَاءَ. والعَرمَض: الطُّحْلُبُ، وَجَعَلَهُ مستأْسداً كَمَا يستأْسد النَّبْتُ. وَالنَّجِيلُ: النِّزُّ وَالطِّينُ. وآسَدَ بَيْنَ الْقَوْمِ «1» : أَفسد. وَآسَدَ الكلبَ بِالصَّيْدِ إِيساداً: هَيَّجَهُ وأَغراه، وأَشلاه دَعَاهُ. وآسَدْتُ بَيْنَ الْكِلَابِ إِذا هَارَشْتَ بَيْنَهَا؛ وَقَالَ رؤْبة:

تَرمِي بِنَا خِندِفُ يَوْمَ الإِيساد

والمؤسِدُ: الكلَّاب الَّذِي يُشْلي كَلْبَهُ لِلصَّيْدِ يَدْعُوهُ وَيُغْرِيهِ. وَآسَدْتُ الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بِالصَّيْدِ، وَالْوَاوُ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الأَلف. وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ؛ عَنِ ابْنِ جِنِّي؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعَسَى أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا عَنْ أَسأَد. وَيُقَالُ لِلْوِسَادَةِ: الإِسادة كَمَا قَالُوا للوشاحِ إِشاح. وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسْمَانِ. والأَسَدُ: قَبِيلَةٌ؛ التَّهْذِيبُ: وأَسَد أَبو قَبِيلَةٍ مِنْ مُضَرَ، وَهُوَ أَسَد بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ. وأَسَد أَيضاً: قَبِيلَةٌ مِنْ رَبِيعَةَ، وَهُوَ أَسَد بْنُ رَبِيعَةَ بْنِ نِزَارٍ. والأَسْد: لُغَةٌ فِي الأَزد؛ يُقَالُ: هُمُ الأَسْد أَسْد شَنُوءَةَ. والأَسْديّ، بفتح

(1). قوله [وآسد بين القوم] كذا بالأَصل وفي القاموس مع الشرح وأسد كضرب أفسد بني القوم.

ص: 72

الْهَمْزَةِ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ، وَهُوَ فِي شِعْرِ الْحُطَيْئَةِ يَصِفُ قَفْرًا:

مُستهلكُ الوِرْدِ كالأَسْدِيّ، قَدْ جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُغُبا

مُسْتَهْلِكُ الْوِرْدِ أَي يُهْلِكُ وَارِدَهُ لِطُولِهِ فَشَبَّهَهُ بِالثَّوْبِ المُسَدَّى فِي اسْتِوَائِهِ، وَالْعَادِيَّةُ: الْآبَارُ. وَالرُّغُبُ: الْوَاسِعَةُ، الْوَاحِدُ رَغِيبٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ الأُسْدِيُّ، بِضَمِّ الْهَمْزَةِ، ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ. قَالَ: وَوَهَمَ مَنْ جَعَلَهُ فِي فَصْلِ أَسد، وَصَوَابُهُ أَن يُذْكَرَ فِي فَصْلِ سديَ؛ قَالَ أَبو عَلِيٍّ: يُقَالُ أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وَهُوَ جَمْعُ سَدىً وَسَتًى لِلثَّوْبِ المُسَدَّى كأُمْعُوز جَمْعِ مَعَزٍ. قَالَ: وَلَيْسَ بِجَمْعِ تَكْسِيرٍ، وإِنما هُوَ اسْمٌ وَاحِدٌ يُرَادُ بِهِ الْجَمْعُ، والأَصل فِيهِ أُسْدُويٌّ فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً لِاجْتِمَاعِهِمَا وَسُكُونِ الأَوّل مِنْهُمَا عَلَى حَدِّ مَرْمِيٍّ وَمَخْشِيٍّ.

أصد: الأُصْدَةُ، بِالضَّمِّ: قَمِيصٌ صَغِيرٌ يُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوْبِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ومُرْهَق سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه،

لَمْ يَسْتَعِن، وَحَوَّامِي الموتِ تغْشاه

ثَعْلَبٌ: الأُصْدَةُ الصُّدْرة؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

مثلَ الْبِرَامِ غَدًا فِي أُصْدَةٍ خلَقٍ،

لَمْ يَسْتَعِنْ، وَحَوَامِي الموتِ تَغْشَاهُ

وَيُقَالُ: أَصَّدْتُه تأْصيداً. ابْنُ سِيدَهْ: الأَصْدَة والأَصيدَة والمُؤَصَّدُ صدَارٌ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ فإِذا أَدركت دَرّعت؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي لِكُثَيِّرٍ:

وَقَدْ دَرَّعوها، وهْي ذَاتُ مُؤَصَّدٍ

مَجُوبٍ، وَلَمَّا تلبَسِ الدرعَ رِيدُها

وَقِيلَ: الأُصدَة ثَوْبٌ لَا كُمَّيْ لَهُ تَلْبَسُهُ الْعَرُوسُ وَالْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ. والأَصيدة كَالْحَظِيرَةِ يَعْمَلُ: لُغَةٌ فِي الْوَصِيدَةِ. وأَصَدَ البابَ: أَطبقه كأَوْصده إِذا أَغلقه؛ وَمِنْهُ قرأَ أَبو عَمْرٍو: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ

؛ بِالْهَمْزِ، أَي مُطْبَقَةٌ. وأَصَدَ الْقِدْرَ: أَطبقها وَالِاسْمُ مِنْهَا الإِصادُ والأَصاد، وَجَمْعُهُ أُصُد. أَبو عُبَيْدَةَ: آصَدَتْ وأَوصدت إِذا أَطبقت؛ اللَّيْثُ: الإِصادُ والإِصد هُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمُطْبَقِ؛ يُقَالُ: أَطبق عَلَيْهِمُ الإِصادَ والوصادَ والإِصدة؛ وَقَالَ أَبو مَالِكٍ: أَصَدْتنا مُذ اليومِ إِصادةً. والأَصيدُ: الْفِنَاءُ، وَالْوَصِيدُ أَكثر. وَذَاتُ الإِصادِ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ:

لَطَمْنَ عَلَى ذاتِ الإِصادِ، وجمعُكم

يَرَون الأَذى مِنْ ذِلَّةٍ وَهَوَانِ

وَكَانَ مَجْرَى دَاحِسٍ والغَبْراء مِنْ ذاتِ الإِصاد، وَهُوَ مَوْضِعٌ؛ وَكَانَتِ الغايةُ مِائَةَ غلوةٍ. والإِصادُ: هِيَ رَدْهة بَيْنَ أَجْبُلٍ.

أصفعد: الإِصْفَعْدُ: مِنْ أَسماء الْخَمْرِ؛ قَالَ أَبو الْمَنِيعِ الثَّعْلَبِيُّ:

لَهَا مَبْسَمٌ شخْتٌ كأَن رُضَابَهُ،

بُعَيْدَ كَراها، إِصْفَعِنْدٌ مُعَتَّق

قَالَ الْمُفَسِّرُ: أَنشدني الْبَيْتَ أَبو الْمُبَارَكِ الأَعرابي الْقَحْذَمِيُّ عَنْ أَبي الْمَنِيعِ لِنَفْسِهِ، قَالَ: وَمَا سَمِعْتُ بِهَذَا الْحَرْفِ مِنْ أَحد غَيْرِهِ، قَالَ: ورأَيته فِي شِعْرِهِ بِخَطِّ ابْنِ قُطْرُبٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما أَثبته فِي الْخُمَاسِيِّ وَلَمْ أَحكم بِزِيَادَةِ النُّونِ لأَنه نَادِرٌ لَا مَادَّةَ لَهُ وَلَا نَظِيرَ فِي الأَبنية الْمَعْرُوفَةِ، وأَحْرِ بهِ أَن يَكُونَ فِي الْخُمَاسِيِّ كَانْقَحَلَ فِي الثلاثي.

أطد: الأَطَد: العَوْسَج؛ عَنْ كراع.

ص: 73

أفد: أَفِدَ الشيءُ يأْفَدُ أَفَداً، فَهُوَ أَفِدٌ: دَنَا وَحَضَرَ وأَسرع. والأَفِد: المستعجِلُ. وأَفِدَ الرَّجُلُ، بِالْكَسْرِ، يأْفَد أَفَداً أَي عَجِلَ فَهُوَ أَفِدٌ عَلَى فَعِل أَي مُسْتَعْجِلٌ. والأَفَد: العَجَلة. وَقَدْ أَفد تَرحُّلنا واستأفَد أَي دَنَا وَعَجَّلَ وأَزِف؛ وَفِي حَدِيثِ

الأَحنف: قَدْ أَفِدَ الحجُ

أَي دَنَا وَقْتُهُ وَقَرُبُ. وَقَالَ النَّضْرُ: أَسرِعُوا فَقَدْ أَفِدتم أَيْ أَبطأْتم. قَالَ: والأَفْدة التأْخير. الأَصمعي: امرأَة أَفِدة أَي عَجِلَةٌ.

أكد: أَكَّد العهدَ والعقدَ: لُغَةٌ فِي وكَّده؛ وَقِيلَ: هُوَ بَدَلٌ، والتأْكيد لُغَةٌ فِي التَّوْكِيدِ، وَقَدْ أَكَّدْت الشَّيْءَ ووكَدْته. ابْنُ الأَعرابي: دستُ الْحِنْطَةَ وَدَرَسْتُهَا وأَكَدْتها.

ألد: تأَلَّد: كتبلَّد «1» .

أمد: الأَمَدُ: الْغَايَةُ كالمَدَى؛ يُقَالُ: مَا أَمدُك؟ أَي مُنْتَهَى عُمُرِكَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ

؛ قَالَ شَمِرٌ: الأَمَدُ مُنْتَهَى الأَجل، قَالَ: وللإِنسان أَمَدانِ: أَحدهما ابْتِدَاءُ خَلْقِهِ الَّذِي يَظْهَرُ عِنْدَ مَوْلِدِهِ، والأَمد الثَّانِي الْمَوْتُ؛ وَمِنَ الأَول حَدِيثُ

الْحَجَّاجِ حِينَ سأَل الْحَسَنَ فَقَالَ لَهُ: مَا أَمَدُكَ؟ قَالَ: سَنَتَانِ مِنْ خِلَافِهِ عُمَرَ

؛ أَراد أَنه وُلِدَ لِسَنَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، رضي الله عنه. والأَمَدُ: الْغَضَبُ؛ أَمِدَ عَلَيْهِ وأَبِدَ إِذا غَضِبَ عَلَيْهِ. وآمِدُ: بَلَدٌ «2» مَعْرُوفٌ فِي الثُّغُورِ؛ قَالَ:

بآمِدَ مرَّةً وبرأْسِ عينٍ،

وأَحياناً بِمَيَّافارِقينا

ذَهَبَ إِلى الأَرض أَو الْبُقْعَةِ فَلَمْ يُصْرَفْ. والإِمِّدانُ: الماءُ عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ عَنْ كُرَاعٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ مِنْهُ عَلَى ثِقَةٍ. وأَمَدُ الْخَيْلِ فِي الرِّهَانِ: مَدافِعُها فِي السِّبَاقِ وَمُنْتَهَى غَايَاتِهَا الَّذِي تَسْبِقُ إِليه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:

سَبْقَ الجوادِ، إِذا اسْتَوْلَى عَلَى الأَمَدِ

أَي غَلَبَ عَلَى مُنْتَهَاهُ حِينَ سَبَقَ وسيلة إِليه. أَبو عَمْرٍو: يُقَالُ لِلسَّفِينَةِ إِذا كَانَتْ مَشْحُونَةً عامِدٌ وآمِدٌ وَعَامِدَةٌ وآمِدَة، وقال: السامدُ الْعَاقِلُ، والآمِدُ: الْمَمْلُوءُ مِنْ خَيْرٍ أَو شَرٍّ.

أندرورد: الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ رَوَى بِسَنَدِهِ عَنْ أَبي نَجِيحٍ قَالَ: كَانَ أَبي يَلْبَسُ أَنْدرَاوَرْدَ، قَالَ: يَعْنِي التُّبَّان. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: أَنه أَقبل وَعَلَيْهِ أَنْدَرْوَرْدِيَّة

؛ قِيلَ: هِيَ نَوْعٌ مِنَ السَّرَاوِيلِ مُشَمَّر فوقَ التُّبَّان يُغَطِّي الرُّكْبَةَ. وَقَالَتْ أُم الدَّرْدَاءِ: زَارَنَا سَلْمَانُ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلى الشَّامِ مَاشِيًا وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ وأَنْدَرَاوَرْدُ؛ يَعْنِي سَرَاوِيلُ مُشَمَّرَةٌ؛ وَفِي رِوَايَةٍ: وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ أَنْدَرْوَرْد قَالَ ابْنُ الأَثير: كأَن الأَول مَنْسُوبٌ إِليه. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهِيَ كَلِمَةٌ عَجَمِيَّةٌ لَيْسَتْ بعربية.

أود: آدَه الأَمرُ أَوْداً وأُوُوداً: بَلَغَ مِنْهُ الْمَجْهُودَ والمشقة؛ وفي التزيل العزيز: وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما

؛ قَالَ أَهل التَّفْسِيرِ وأَهل اللُّغَةِ مَعًا: مَعْنَاهُ وَلَا يَكْرِثُهُ وَلَا يُثْقِلُهُ وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ مِن آده يؤُوده أَوْداً؛ وأَنشد:

إِذا مَا تَنُوءُ بِهِ آدَهَا

وأَنشد ابْنُ السِّكِّيتِ:

إِلى ماجدٍ لَا ينبَحُ الكلبُ ضيفَه،

وَلَا يَتَآداه احتمالُ المغارِمِ

(1). قوله [كتبلد] عبارة القاموس والشرح كتبلد إذا تحير

(2)

. قوله [وآمد بلد إلخ] عبارة شرح القاموس وآمد بلد بالثغور في ديار بكر مجاورة لبلاد الروم ثم قال: ونقل شيخنا عن بعض ضبطه بضم الميم، قلت وهو المشهور على الأَلسنة.

ص: 74

قَالَ: لَا يَتَآدَاهُ لَا يُثْقِلُهُ أَراد يتأَوَّد فَقَلَبَهُ. وَفِي صِفَةِ

عَائِشَةَ أَباها، رضي الله عنهما، قَالَتْ: وأَقام أَوَدَهُ بثقافِه

؛ الأَوَدُ: الْعِوَجُ، وَالثِّقَافُ: هُوَ تَقْوِيمُ الْمُعْوَجِّ. وَفِي حَدِيثِ

نَادِبَةَ عُمَرَ، رضي الله عنه: وا عُمَراه أَقام الأَوَدَ، وَشَفَى العَمَدَ.

والمآوِد وَالْمَوَائِدُ: الدَّوَاهِي وَهُوَ مِنَ الْمَقْلُوبِ. وَرَمَاهُ بإِحدى الْمَآوِدِ أَي الدَّوَاهِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وَحُكِيَ أَيضاً: رَمَاهُ بإِحدى الْمَوَائِدِ فِي هَذَا الْمَعْنَى كأَنه مَقْلُوبٌ عَنِ الْمَآوِدِ. أَبو عُبَيْدٍ: المَوْئدُ، بِوَزْنِ مَعْبِدٍ، الأَمر العظيم؛ وقال طَرَفَةُ:

أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْت بمَوْئدٍ «3»

. وَجَمَعَهُ غَيْرُهُ عَلَى مآوِدَ جَعَلَهُ من آده يؤُوده أَوْداً إِذا أَثقله. والتأَوّد: التَّثَنِّي. وأَوِدَ الشيءُ، بِالْكَسْرِ، يأْوَدُ أَوَداً، فَهُوَ آودٌ: اعوجَّ، وَخَصَّ أَبو حَنِيفَةَ بِهِ القِدْحَ. وتأَوّد الشيءُ: تَعَوَّجَ. وأُدْتُ الْعُودَ وَغَيْرَهُ أَوْداً فانْآد وأَوَّدتُه فتأَوّد: كِلَاهُمَا عُجْتُهُ وَعَطَفْتُهُ. وتأَوّدَ العودُ تأَوُّداً إِذا تَثَنَّى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تأَوّد عُسْلُوجٌ عَلَى شَطِّ جعفرٍ

وَآدَ العودَ يؤوده أَوداً إِذا حَنَاهُ. وَقَدِ انْآدَ العودُ يَنْآدُ انْئِيَادًا، فَهُوَ مُنآد إِذا انْثَنَى واعوجَّ. والانْئِياد: الِانْحِنَاءُ؛ قَالَ العجاج:

من أَن تَبَدّلتُ بِآدِي آدًا،

لَمْ يكُ يَنْآد فَأَمْسَى انْآدا

أَي قَدِ انْآد فَجَعَلَ الْمَاضِيَ حَالًا بإِضمار قَدْ، كَقَوْلِهِ تعالى: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ. وَيُقَالُ: آدَ النهارُ يَؤود أَوْداً إِذا رَجَعَ فِي الْعَشِيِّ؛ وأَنشد:

ثُمَّ ينوشُ، إِذا آدَ النهارُ لَهُ،

عَلَى الترقُّبِ، مِن هَمٍّ ومِن كَتْمِ

وَآدَ العشيُّ إِذا مَالَ. وَآدَ الشيءُ أَوْداً: رَجَعَ؛ قَالَ سَاعِدَةُ بْنُ الْعَجْلَانِ يَصِفُ أَنه لَقِيَ رَجُلًا مِنْ خُصُومِهِ فَفَرَّ مِنْهُ وَاسْتَتَرَ، فِي مَوْضِعٍ نهارَه إِلى قَرِيبٍ مِنْ آخِرِهِ ثُمَّ أَسرع فِي الْفِرَارِ:

أَقمتَ بِهَا نهارَ الصيْفِ، حَتَّى

رأَيتَ ظِلال آخِره تَؤُودُ

غداةَ شُواحِطٍ فَنَجوتَ مِنْهُ،

وثوبُك فِي عَباقِيَةٍ هرِيدُ

أَي تَرْجِعُ وَتَمِيلُ إِلى نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ وَشَوَاحِطٍ: مَوْضِعٌ. وَعَبَاقِيَةُ: شَجَرَةٌ. وَهَرِيدُ: مَشْقُوقٌ؛ وقال الْمُرَقَّشُ:

والعَدْوُ بَيْنَ المجلسَينِ، إِذا

آدَ العشيُّ، وتَنادى العَمّ

وقال آخَرُ يَمْدَحُ امرأَة مَالَتْ عَلَيْهَا الْمِيرَةُ بِالتَّمْرِ:

خُذامِيَّةٌ آدتْ لَهَا عَجْوةُ القِرَى،

فتأْكل بِالمأْقُوط حَيْساً مُجَعَّدا

وَآدَ عَلَيْهِ: عَطَفَ. وَآدَهُ: بِمَعْنَى حَنَاهُ وَعَطَفَهُ، وأَصلهما وَاحِدٌ. اللَّيْثُ فِي التُّؤَدَةِ بِمَعْنَى التأَني قَالَ: يُقَالُ اتَّئِد وتوَأّد، فاتَّئِد عَلَى افْتَعِلْ وتَوَأَّد عَلَى تفعَّل، قال: والأَصل فِيهِمَا الوأْد إِلَّا أَن يَكُونَ مَقْلُوبًا مِنْ الأَود، وَهُوَ الإِثقال، فَيُقَالُ آدني يؤُودني أَي أَثقلني وَآدَنِي الْحَمْلُ أَوْداً أَي أَثقلني، وأَنا مَؤُود مِثْلُ مَقُولٍ. وَيُقَالُ: مَا آدَكَ فَهُوَ لِي آيِدٌ. وَيُقَالُ: تأَوَّدتِ المرأَة فِي قِيَامِهَا إِذا تَثَنَّتْ لِتَثَاقُلِهَا، ثُمَّ قَالُوا: تَوَأَّد واتَّأَد إِذا تَرَزَّن وَتَمَهَّلَ. قَالَ الأَزهري: وَالْمَقْلُوبَاتُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرَةٌ وَنَحْنُ نَنْتَهِي إِلى مَا ثَبَتَ لَنَا عَنْهُمْ، وَلَا نُحْدِثُ فِي كَلَامِهِمْ مَا لَمْ يَنْطِقُوا بِهِ، وَلَا نَقِيسُ عَلَى كَلِمَةٍ نَادِرَةٍ جَاءَتْ مَقْلُوبَةً. وأَوْدُ: قَبِيلَةٌ، غَيْرُ مَصْرُوفٍ، زَادَ الأَزهري: مِنَ الْيَمَنِ. وأُود، بِالضَّمِّ: مَوْضِعٌ بِالْبَادِيَةِ، وقيل: رملة

(3). في معلقة طرفة: بمُؤيدِ

ص: 75

مَعْرُوفَةٌ؛ قَالَ الرَّاعِي:

فأَصْبَحْنَ قَدْ خلَّفْنَ أُودَ، وأَصبحتْ

فِراخُ الكثيبِ ضُلَّعاً وخَرانِقُه

وأَود، بِالْفَتْحِ: اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ الأَفوه الأَودي:

مُلْكُنا مُلْكٌ لَقاحٌ أَوّلٌ،

وأَبونا مِنْ بَنِي أَوْدٍ خِيَارُ

أيد: الأَيْدُ والآدُ جَمِيعًا: الْقُوَّةُ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

مِنْ أَن تبدلت بآدِي آدا

يَعْنِي قُوَّةَ الشَّبَابِ. وَفِي خُطْبَةِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: وأَمسكها مِنْ أَن تَمُورَ بأَيْدِه

أَي بِقُوَّتِهِ؛ وَقَوْلُهُ عز وجل: وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ

؛ أَي ذَا الْقُوَّةِ؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: كَانَتْ قُوَّتُهُ عَلَى الْعِبَادَةِ أَتم قُوَّةٍ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوُمًا، وَذَلِكَ أَشدّ الصَّوْمِ، وَكَانَ يُصَلِّي نِصْفَ اللَّيْلِ؛ وَقِيلَ: أَيْدُه قُوَّتُهُ عَلَى إِلانةِ الْحَدِيدِ بإِذن اللَّهِ وَتَقْوِيَتِهِ إِياه. وَقَدْ أَيَّده عَلَى الأَمر؛ أَبو زَيْدٍ: آدَ يَئِيد أَيداً إِذا اشْتَدَّ وَقَوِيَ. والتأْييد: مَصْدَرٌ أَيَّدته أَي قَوَّيْتُهُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ

؛ وَقُرِئَ: إِذ آيَدْتُك أَي قوّيتك، تقول منه: آيَدْته عَلَى فاعَلْته وَهُوَ مؤيَد. وَتَقُولُ مِنَ الأَيْد: أَيَّدته تأْييداً أَي قوَّيته، وَالْفَاعِلُ مؤَيِّدٌ وَتَصْغِيرُهُ مؤَيِّد أَيضاً وَالْمَفْعُولُ مُؤَيَّد؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ

؛ قَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: آدَ يَئِيدُ إِذا قَوِيَ، وآيَدَ يُؤْيِدُ إِيآداً إِذا صَارَ ذَا أَيد، وَقَدْ تأَيَّد. وأُدت أَيْداً أَي قوِيتُ. وتأَيد الشَّيْءُ: تَقَوَّى. وَرَجُلٌ أَيِّدٌ. بِالتَّشْدِيدِ، أَي قَوِيٌّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذا القَوْسُ وَتَّرها أَيِّدٌ،

رَمَى فأَصاب الكُلى والذُّرَا

يَقُولُ: إِذا اللَّهُ تَعَالَى وتَّر القوسَ الَّتِي فِي السَّحَابِ رَمَى كُلى الإِبل وأَسنمتَها بِالشَّحْمِ، يَعْنِي مِنَ النَّبَاتِ الَّذِي يَكُونُ مِنَ الْمَطَرِ. وَفِي حَدِيثِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا تَزَالُ تُؤَيِّدُك أَي تُقَوِّيكَ وَتَنْصُرُكَ وَالْآدُ: الصُّلب. والمؤيدُ: مِثَالُ الْمُؤْمِنِ: الأَمر الْعَظِيمُ وَالدَّاهِيَةُ؛ قَالَ طَرَفَةُ:

تَقُولُ وَقَدْ، تَرَّ الوظيفُ وساقُها:

أَلستَ تَرى أَنْ قَدْ أَتيتَ بمُؤْيِدِ؟

وَرَوَى الأَصمعي بمؤيَد، بِفَتْحِ الْيَاءِ، قَالَ: وَهُوَ الْمُشَدَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ؛ وأَنشد للمثَقِّب العَبْدي:

يَبْني، تَجَاليدي وأَقْتادَها،

ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ

يُرِيدُ بِالنَّاوِي: سَنَامَهَا وَظَهْرَهَا. والفدَن: الْقَصْرُ. وَتَجَالِيدُهُ: جِسْمُهُ. والإِيادُ: مَا أُيِّدَ بِهِ الشَّيْءُ؛ اللَّيْثُ: وإِيادُ كُلِّ شَيْءٍ مَا يُقَوَّى بِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ، وَهُمَا إِياداه. وإِياد الْعَسْكَرِ: الْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ؛ وَيُقَالُ لِمَيْمَنَةِ الْعَسْكَرِ وَمَيْسَرَتِهِ: إِياد؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

عَنْ ذِي إِيادَينِ لَهَامٍ، لَوْ دَسَرْ

برُكْنهِ أَركانَ دَمْخٍ، لانْقَعَرْ

وَقَالَ يَصِفُ الثَّوْرَ:

مُتَّخِذًا مِنْهَا إِياداً هدَفا

وَكُلُّ شَيْءٍ كَانَ وَاقِيًا لِشَيْءٍ، فَهُوَ إِيادُه. والإِياد: كُلُّ مَعْقل أَو جَبَلٍ حَصِينٍ أَو كَنَفٍ وَسِتْرٍ وَلَجَأٍ؛ وَقَدْ قِيلَ: إِن قَوْلَهُمْ أَيده اللَّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ، وَكُلُّ شَيْءٍ كَنَفَك وَسِتْرَكَ: فَهُوَ إِياد. وَكُلُّ مَا يُحْرَزُ بِهِ: فَهُوَ إِياد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ يَصِفُ نَخِيلًا:

ص: 76