المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل الهاء هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وَقِيلَ: حَبُّهُ، وَاحِدَتُهُ هَبِيدة؛ وَمِنْهُ - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: ‌ ‌فصل الهاء هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وَقِيلَ: حَبُّهُ، وَاحِدَتُهُ هَبِيدة؛ وَمِنْهُ

‌فصل الهاء

هبد: الهَبْدُ والهَبِيدُ: الحَنْظَلُ، وَقِيلَ: حَبُّهُ، وَاحِدَتُهُ هَبِيدة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِ الأَعراب: فَخَرَجْتُ لَا أَتلفع بِوَصِيدة وَلَا أَتَقَوَّتُ بِهَبيدة؛ وَقَالَ أَبو الْهَيْثَمِ: هَبِيدُ الْحَنْظَلِ شَحْمه. واهْتَبَدَ الرجلُ إِذا عَالَجَ الهَبيدَ. وهَبَدْتُه أَهْبِدُه: أَطعَمْتُه الهَبيدَ. وهَبَدَ الهَبيدَ: طَبَخَهُ أَو جَنَاهُ. اللِّيْثُ: الهَبْد كسْر الهَبِيد وَهُوَ الْحَنْظَلُ؛ وَمِنْهُ يُقَالُ: تَهَبَّدَ الرَّجُل والظَّلِيمُ إِذا أَخذا الهبيدَ مِنْ شَجَرِهِ؛ وَقَالَ:

خُذِي حَجَرَيْكِ فادَّقِّي هَبِيدا،

كِلا كَلْبَيْكِ أَعْيا أَن يَصِيدا

كَانَ قائلُ هَذَا الشِّعْرِ صَيَّادًا أَخْفَق فَلَمْ يَصِدْ، فَقَالَ لامرأَته: عَالِجِي الهَبيدَ فَقَدْ أَخْفَقْنا. وتَهَبَّدَ الرجلُ والظَّليمُ واْهتَبَدا: أَخذاه مِنْ شَجَرَتِهِ أَو اسْتَخْرَجَاهُ للأَكل. الأَزهري: اهْتَبَدَ الظَّلِيمُ إِذا نَقَرَ الْحَنْظَلَ فأَكل هَبِيدَه؛ وَيُقَالُ لِلظَّلِيمِ: هُوَ يَتَهَبَّدُ إِذا اسْتَخْرَجَ ذَلِكَ ليأْكله. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ وأُمّه: فَزَوَّدَتْنا مِنَ الْهَبِيدِ

؛ الهَبيد: الْحَنْظَلُ يُكْسَرُ ويستخرجُ حَبُّهُ ويُنْقَع لِتَذْهَبَ مَرارته ويُتّخذ مِنْهُ طَبِيخٌ يُؤْكَلُ عِنْدَ الضَّرُورَةِ. الْجَوْهَرِيُّ: الاهْتِبادُ أَن تَأْخُذَ حَبَّ الْحَنْظَلِ وَهُوَ يَابِسٌ وَتَجْعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ وتَصُبَّ عَلَيْهِ الماءَ وتَدْلُكه ثُمَّ تَصُبَّ عَنْهُ الماءَ، وَتَفْعَلُ ذَلِكَ أَياماً حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُهُ ثُمَّ يُدَقُّ وَيُطْبَخُ؛ غَيْرُهُ: والتَّهَبُّدُ اجْتِنَاءُ الْحَنْظَلِ وَنَقْعُهُ، وَقِيلَ: التَّهَبّدُ أَخْذُه وكسْرُه؛ غَيْرُهُ: وهَبيدُ الْحَنْظَلِ حَبُّ حَدَجِه يُسْتَخْرَجُ ويُنْقَع ثُمَّ يُسخَّن الماءُ الَّذِي أُنْقِع فِيهِ حَتَّى تَذْهَبَ مَرَارَتُهُ ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنَ الوَدَك ويذرُّ عَلَيْهِ قُمَيِّحَةٌ مِنَ الدَّقِيقِ ويُتحسَّى. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الهَبيد هُوَ أَن يُنقع الْحَنْظَلُ أَياماً ثُمَّ يُغْسَلَ وَيُطْرَحَ قِشْرُهُ الأَعلى فَيُطْبَخَ وَيُجْعَلَ فِيهِ دَقِيقٌ وَرُبَّمَا جُعِلَ مِنْهُ عَصِيدة. يُقَالُ مِنْهُ: رأَيت قَوْمًا يتَهَبَّدُون. وهَبُّود: جَبَلٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

شَرثانُ هذاكَ وَرَا هَبّودِ

التَّهْذِيبُ: أَنشد أَبُو الْهَيْثَمِ:

شَرِبْنَ بعُكَّاش الهَبابيد شَرْبةً،

وَكَانَ لَهَا الأَحْفى خَلِيطاً تُزايِلُهْ

قَالَ عُكّاشُ الهَبابيد: مَاءٌ يُقَالُ لَهُ هَبُّودٌ فَجُمِعَ بِمَا حَوْلَهُ. وأَحْفى: اسْمُ مَوْضِعٍ. وَهَبُّودٌ، بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ: اسْمُ مَوْضِعٍ بِبِلَادِ بَنِي نُمَيْرٍ. وهَبُّودٌ: فَرَسُ عَلْقَمة بْنِ سُياج. الأَزهري: هَبُّود اسْمُ فَرَسٍ سَابِقٍ لِبَنِي قُرَيْعٍ؛ قَالَ:

وفارسُ هَبُّود أَشابَ النّواصيا

هبرد: ثَريدةٌ هِبْردانةٌ: بادرة. تقول العرب: ثريدة هبرادانةٌ مِبْردانةٌ مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ.

هجد: هَجَدَ يَهْجُدُ هُجوداً وأَهْجَدَ: نَامَ. وهَجَد الْقَوْمُ هُجُوداً: نامُوا. والهاجِدِ: النائِمُ. والهاجِد والهَجُود: المُصَلي بِاللَّيْلِ، وَالْجَمْعُ هُجودٌ وهُجّد؛ قَالَ مُرَّةُ بْنُ شَيْبَانَ:

أَلا هَلَكَ امْرُؤٌ قامَتْ عَلَيْهِ،

بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ، البَقَرُ الهُجُودُ

وَقَالَ الْحُطَيْئَةُ:

فَحَيَّاكِ وُدٌّ مَا هداكِ لِفِتْيَةٍ

وخُوصٍ، بأَعلى ذِي طُوالة، هُجَّدِ

وَكَذَلِكَ المُتَهَجِّدِ يَكُونُ مُصَلِّياً. وتَهَجَّدَ الْقَوْمُ: اسْتَيْقَظُوا لِلصَّلَاةِ أَو غَيْرِهَا؛ وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ

؛ الْجَوْهَرِيُّ: هَجَدَ

ص: 431

وتهَجَّدَ أَي نَامَ لَيْلًا. وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهِرَ، وَهُوَ مِنَ الأَضدادِ، وَمِنْهُ قِيلَ لِصَلَاةِ اللَّيْلِ: التَّهَجُّدُّ. والتهْجِيدُ: التَّنْويمُ؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ رَفِيقًا لَهُ فِي السَّفَرِ غَلَبَهُ النُّعَاسُ:

ومَجُودٍ مِنْ صبُاباتِ الكَرَى،

عاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ

قلتُ: هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى،

وقَدَرْنا إِن خَنا الدَّهْر غَفَلْ

كأَنه قَالَ نَوِّمْنا فإِنَّ السُّرَى طالَ حَتَّى غَلَبنا النومُ. والمَجُودُ: الَّذِي أَصابه الجَوْدُ مِنَ النُّعَاسِ مِثْلُ المَجُودِ الَّذِي أَصابَه الجَوْدُ مِنَ المَطر؛ يَقُولُ: هُوَ مُنَعَّمٌ مُتْرَفٌ فإِذا صَارَ فِي السَّفَرِ تَبَذَّلَ وتَبَذُّلُه صَبْرُهُ عَلَى غَيْرِ فِرَاشٍ وَلَا وِطاء. ابْنُ بُزُرج: أَهْجَدْتُ الرَّجُلَ أَنَمْتُه وهَجَّدْتُه أَيْقَظْتُه. وَقَالَ غَيْرُهُ: هَجَّدْتُ الرَّجُلَ أَنمتُه، وأَهْجَدْتُه: وَجَدْتُهُ نَائِمًا. ابْنُ الأَعرابي: هَجَّدَ الرَّجُلُ إِذا صلَّى بِاللَّيْلِ، وهَجَدَ إِذا نَامَ بِاللَّيْلِ. وَقَالَ غَيْرُهُ: وهَجَدَ إِذا نَامَ وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي آخِرِ اللَّيْلِ؛ قَالَ الأَزهري: وَالْمَعْرُوفُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن الْهَاجِدَ هُوَ النَّائِمُ. وهَجَدَ هُجوداً إِذا نَامَ. وأَما المُتَهَجِّدُ، فَهُوَ الْقَائِمُ إِلى الصَّلَاةِ مِنَ النَّوْمِ، وكأَنه قِيلَ لَهُ مُتَهَجِّد لإِلقائه الهُجُود عَنْ نَفْسِهِ، كَمَا يُقَالُ لِلْعَابِدِ مُتَحَنِّثٌ لإِلقائه الحِنْثَ عَنْ نَفْسِهِ. وَفِي حَدِيثِ

يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، عليهما السلام: فَنَظَرَ إِلى مُتَهَجِّدي بَيْتِ الْمَقْدِسِ

أَي المصلِّين بِاللَّيْلِ. يُقَالُ: تهجَّدت إِذا سَهِرْت وإِذا نِمْت، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وأَهْجَدَ البعيرُ: وَضَعَ جرانَه على الأَرض.

هدد: الهَدُّ: الهَدْمُ الشَّدِيدُ وَالْكَسْرُ كحائِط يُهَدُّ بمرَّة فَيَنْهَدِم؛ هَدَّه يَهُدُّه هَدًّا وهُدُودا؛ قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

فَلَوْ كَانَ مَا بِي بالجِبال لَهَدَّها،

وإِن كَانَ فِي الدُّنيا شَدِيداً هدُوُدُها

الأَصمعي: هَدَّ البِناءَ يَهُدُّه هَدًّا إِذا كَسَرَهُ وضَعْضَعَه. قَالَ: وَسَمِعْتُ هَادًّا أَي سَمِعْتُ صَوْتَ هَدِّهِ. وانهدَّ الجبَلُ أَي انْكَسَرَ. وهَدَّني الأَمرُ وهدَّ رُكْني إِذا بَلَغَ مِنْهُ وكسَره؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

يَقولوا قَدْ رأَيْنا خَيْرَ طِرْفٍ

بِزَقْيَةَ لَا يُهَدُّ وَلَا يَخِيبُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مِنْ هَذَا. وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: مَا هَدَّني موتُ أَحد مَا هدَّني موتُ الأَقْران. وَقَوْلُهُمْ: مَا هدَّه كَذَا أَي مَا كَسَره كَذَا. وهدَّته المصيبةُ أَي أَوهَنَت رُكْنه. والهَدّة: صَوْتٌ شَدِيدٌ تَسْمَعُهُ مِنْ سُقُوطِ رُكْنٍ أَو حَائِطٍ أَو نَاحِيَةِ جَبَلٍ، تَقُولُ مِنْهُ: هَدَّ يَهِدُّ، بِالْكَسْرِ، هَدِيدًا؛ وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه كَانَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعوذ بِكَ مِنَ الهَدِّ والهِدَّة

؛ قَالَ أَحمد بْنُ غِيَاثٍ الْمَرْوَزِيُّ: الهَدُّ الهَدْمُ والهَدة الخُسوف. وَفِي حَدِيثِ الْاسْتِسْقَاءِ:

ثُمَّ هَدّتْ ودَرَّتْ

؛ الهَدَّةُ صَوْتُ مَا يَقَعُ مِنَ السَّمَاءِ، وَيُرْوَى: هَدَأَتْ أَي سَكَنَتْ. وهَدُّ الْبَعِيرِ: هَدِيرُه؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والهَدُّ والهَدَدُ: الصَّوْتُ الْغَلِيظُ، والهادُّ: صَوْتٌ يَسْمَعُهُ أَهل السَّوَاحِلِ يأْتيهم مِنْ قِبَلِ الْبَحْرِ لَهُ دَوِيٌّ فِي الأَرض وَرُبَّمَا كَانَتْ مِنْهُ الزَّلْزَلةُ، وهَدِيدُه دَوِيُّه؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ودَوِيُّه هَدِيدُه؛ وأَنشد:

داعٍ شَدِيدُ الصَّوْت ذُو هَدِيدِ

وَقَدْ هَدَّ يَهِدُّ. وَمَا سَمِعْنَا العامَ هَادَّةً أَي رَعْداً. والهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ: الضَّعِيفُ الْبَدَنِ، وَالْجَمْعُ هَدُّونَ

ص: 432

وَلَا يُكْسَرُ؛ قَالَ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:

لَيْسُوا بِهَدِّينَ فِي الحُروبِ، إِذا

تُعْقَدُ فَوْقَ الْحراقِفِ النُّطُقُ

وَقَدْ هدَّ يَهَدُّ ويَهِدُّ هَدًّا. والأَهَدُّ: الْجَبَانُ. وَيَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ إِذا أَوعده: إِني لغيرُ هَدٍّ أَي غيرُ ضَعِيفٍ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ الجَوادُ الْكَرِيمُ، وأَما الْجَبَانُ الضَّعِيفُ، فَهُوَ الهِدّ، بِالْكَسْرِ. ابْنُ الأَعرابي: الهَدّ، بِفَتْحِ الْهَاءِ، الرَّجُلُ القَويّ، قَالَ: وإِذا أَردت الذَّمَّ بِالضَّعْفِ قُلْتُ: الهِدُّ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ الأَصمعي: الهَدُّ مِنَ الرِّجَالِ الضَّعِيفُ؛ وأَباها ابْنُ الأَعرابي بِالْفَتْحِ. شَمِرٌ: يُقَالُ رَجُلٌ هدٌّ وهَدادةٌ وَقَوْمٌ هَدادٌ أَي جُبناء؛ وأَنشد قَوْلَ أُمية:

فأَدْخَلَهُم عَلَى رَبِذٍ يداهُ

بِفعْلِ الخَيْرِ لَيْسَ مِنَ الهَدادِ

والهَدِيدُ والفَدِيدُ: الصوتُ. واسْتَهْدَدْتُ فُلَانًا أَي اسْتَضْعَفْتُه؛ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:

لَمْ أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَة بالْقُوَّةِ،

إِنْ يُسْتَهَدَّ طالِبُها

وَقَالَ الأَصمعي: يُقَالُ للوعيدِ: مَنْ ورَاءُ ورَاءُ الفَدِيدُ والهَدِيدُ. وأَكَمَةٌ هَدُودٌ: صَعْبَةُ المُنْحَدَر. والهَدُودُ: العَقَبةُ الشاقَّةُ. والهَدِيدُ: الرَّجُلُ الطويلُ. وَمَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدَّكَ مِنْ رَجُلٍ أَي حَسْبُك، وَهُوَ مَدْحٌ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَثْقَلَكَ وصْف محاسنِه، وَفِيهِ لُغَتَانِ: مِنْهُمْ مَنْ يُجْرِيه مُجْرى الْمَصْدَرِ فَلَا يُؤَنِّثُهُ وَلَا يُثَنِّيهِ وَلَا يَجْمَعُهُ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُ فِعْلًا فَيُثَنِّي وَيَجْمَعُ، فَيُقَالُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ هَدّكَ مِنْ رَجُلٍ، وبامرأَة هَدَّتْكَ مِنِ امرأَة، كَقَوْلِكَ كفَاكَ وكفَتْك؛ وَبِرَجُلَيْنِ هَدَّاكَ وَبِرِجَالٍ هَدُّوك، وبامرأَتين هَدَّتاك وبِنسوةٍ هَدْدَنْك؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

وَلِي صاحبٌ فِي الغارِ هَدَّكَ صاحِباً

قَالَ: هَدّك صَاحِبًا أَي مَا أَجَلَّه مَا أَنْبَلَهُ مَا أَعلمه، يَصِفُ ذِئْباً. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن أَبا لَهَبٍ قَالَ: لَهَدَّ مَا يَحَرَكم صاحِبُكُم

؛ قَالَ: لَهَدَّ كَلِمَةٌ يَتَعَجَّبُ بِهَا؛ يُقَالُ: لَهَدَّ الرجلُ أَي مَا أَجْلَدَه. غَيْرُهُ: وَفُلَانٌ يُهَدُّ، عَلَى مَا لَمْ يُسمّ فَاعِلُهُ، إِذا أُثْنِيَ عَلَيْه بالجَلَد والقُوّة. وَيُقَالُ: إِنه لهَدّ الرَّجلُ أَي لَنِعْمَ الرجلُ وَذَلِكَ إِذا أُثني عَلَيْهِ بِجَلَدٍ وَشِدَّةٍ، وَاللَّامُ للتأْكيد. ابْنُ سِيدَهْ: هَدَّ الرجلُ كَمَا تَقُولُ: نِعمَ الرَّجُلُ. ومَهْلًا هَدادَيْك أَي تَمَهَّلْ يَكْفِكَ. والتَّهَدُّدُ والتهْديدُ والتَّهْدادُ: مِنَ الْوَعِيدِ وَالتَّخَوُّفِ. وهُدَدُ: اسْمٌ لِمَلِكٍ مِنْ ملوكِ حِمْيَر وَهُوَ هُدَدُ بْنُ هَمَّال «1» . وَيُرْوَى أَن

سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، عليهما السلام، زَوَّجَه بَلْقَه

وَهِيَ بِلْقِيسُ بِنْتُ بَلْبَشْرَح «2» ؛ وَقَوْلُ الْعَجَّاجِ:

سَيْباً ونُعْمى مِنْ إِلهٍ فِي دِرَرْ،

لَا عَصْفَ جارٍ هَدَّ جارُ المُعْتَصَرْ

قَوْلُهُ: لَا عَصْف جارٍ أَي ليسَ مِنْ كسْب جارٍ إِنَّمَا هُوَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، ثُمَّ قَالَ: هَدَّ جارُ المعتَصرْ

(1). قَوْلُهُ [هدد بن همال] الذي اقتصر عليه البخاري في التفسير من صحيحه وصاحب القاموس هدد بن بدد. راجع القسطلاني تقف على الخلاف في ضبط هدد وبدد

(2)

. قوله [بنت بلبشرح] كذا في الأَصل مضبوطاً والذي في البيضاوي والخطيب بنت شراحيل ولعل في اسمه خلافاً أو أحدهما لقب.

ص: 433

كَقَوْلِكَ هَدَّ الرجلُ جَلُدَ الرَّجُلُ جارُ المُعْتَصَرِ أَي نِعْم جارُ الملتَجَإِ. وَفِي النَّوَادِرِ: يُهَدْهَدُ إِليَّ كَذَا ويُهَدَّى إِليَّ كَذَا ويُسَوَّلُ إِليَّ كَذَا ويُهَدى لِي كَذَا ويُهَوَّلُ إِليَّ كَذَا وَلِي ويُوَسْوَسُ إِليَّ كَذَا ويُخَيَّلُ إِليَّ وَلِي ويُخالُ لِي كَذَا: تَفْسِيرُهُ إِذا شَبَّه الإِنسان فِي نَفْسِهِ بِالظَّنِّ مَا لَمْ يُثْبِتْه وَلَمْ يَعْقِد عَلَيْهِ إِلا التَّشْبِيهُ. وهَدْهَدَ الطائرُ: قَرْقَر. وكلُّ مَا قَرْقَرَ مِنَ الطَّيْرِ: هُدْهُدٌ وهُداهِدٌ؛ قَالَ الأَزهري: والهُداهِدُ طَائِرٌ يُشْبِهُ الحَمام؛ قَالَ الرَّاعِي:

كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جَناحَه،

يَدْعُو بقارِعةِ الطَّريقِ هَدِيلا

وَالْجَمْعُ هَداهِدُ، بِالْفَتْحِ، وهَداهِيدُ؛ الأَخيرة عَنْ كُرَاعٍ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهَا وَجْهًا إِلا أَن يَكُونَ الْوَاحِدُ هَدْهاداً. وَقَالَ الأَصمعي: الهُداهِد يُعْنى بِهِ الفاخِتَةُ أَو الدُّبْسِيُّ أَو الوَرَشانُ أَو الهُدْهُدُ أَو الدُّخَّلُ أَو الأَيْكُ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: قَالَ الْكِسَائِيُّ: إِنما أَراد الرَّاعِي فِي شِعْرِهِ بِهُداهِدٍ تَصْغِيرُ هُدْهُد فأَنكر الأَصمعي ذَلِكَ، قَالَ: وَلَا أَعرفه تَصْغِيرًا، قَالَ: وإِنما يُقَالُ ذَلِكَ فِي كُلِّ مَا هَدَلَ وهَدَرَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ الصَّحِيحُ لأَنه لَيْسَ فِيهِ يَاءُ تَصْغِيرٍ إِلا أَنَّ مِنَ الْعَرَبِ مَنْ يَقُولُ دُوابَّة وشُوابَّة فِي دُوَيْبّة وشُوَيْبّة، قَالَ: فَعَلَى هَذَا إِنما هُوَ هُدَيْهِدٌ ثُمَّ أَبدل الأَلف مَكَانَ الْيَاءِ عَلَى ذَلِكَ الْحَدِّ، غَيْرَ أَن الَّذِينَ يَقُولُونَ دُوابَّة لَا يُجَاوِزُونَ بِنَاءَ الْمُدْغَمِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهُدهُدُ والهُداهِد الكثيرُ الهَديرِ مِنَ الْحَمَامِ. وفَحْلٌ هُداهدٌ: كَثِيرُ الهَدْهَدَةِ يَهْدِرُ فِي الإِبل وَلَا يَقْرَعُها؛

قَالَ: فَحَسْبُكَ مِنْ هُداهِدَةٍ وزَغْدِ

جَعَلَهُ اسْمًا لِلْمَصْدَرِ وَقَدْ يَكُونُ عَلَى الْحَذْفِ أَي مِنْ هَدِيد هُداهِد أَوْ هَدْهَدَةِ هُداهِدٍ. الْجَوْهَرِيُّ: وهَدْهَدَةُ الحَمامِ إِذا سَمِعْتَ دَوِيَّ هَدِيرِه، وَالْفَحْلُ يُهَدْهِدُ فِي هَدِيرِه هَدْهَدة، وَجَمْعُ الهَدْهَدَةِ هَداهِدُ؛ قَالَ الْشَّاعِرُ:

يَتْبَعْنَ ذَا هَداهِدٍ عَجَنَّسا

مُواصِلا قُفّاً، ورَمْلا أَدْهَسَا

والهُدْهُدُ: طَائِرٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ مِمَّا يُقَرْقِرُ، وهَدْهَدَتُه: صَوْتُهُ، والهُداهِدُ مِثْلُهُ؛ وأَنشد بَيْتُ الرَّاعِي أَيضاً:

كَهُداهِدٍ كَسَرَ الرُّماةُ جنَاحَه،

يَدْعُو بقارعةِ الطَّرِيقِ هَدِيلا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الهَدِيل صَوْتُهُ، وَانْتِصَابُهُ عَلَى الْمَصْدَرِ عَلَى تَقْدِيرِ يَهْدِلُ هَديلًا لأَنَّ يَدْعو يَدُلُّ عَلَيْهِ، والمُشَبَّهُ بِالْهُدْهُدِ الَّذِي كُسِرَ جَناحُه، هُوَ رَجُلٌ أَخذ المُصَدِّقُ إِبله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ فِي الْبَيْتِ قَبْلَهُ:

أَخَذوا حَمُولَته فأَصبَحَ قاعِداً،

لَا يَسْتَطِيعُ عَنِ الدِّيارِ حَوِيلا

يَدْعُو أَميرَ المؤمِنِينَ، ودونَه

خَرْقٌ تَجُرُّ بِهِ الرِّياحُ ذُيُولا

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَبَيْتُ ابْنِ أَحمر:

ثُمَّ اقْتَحَمْتُ مُناجِداً ولَزِمْتُه،

وفؤَادُه زَجِل كعَزْفِ الهُدْهُدِ

يُرْوَى: كعَزْفِ الهُدْهُد، وكعَزْف الهَدْهَد، فالهُدهُدُ: مَا تَقَدَّمَ، والهَدْهَدُ قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَصواتُ الجنِّ وَلَا وَاحِدَ لَهُ. وهَدْهَدَ الشيءَ مِنْ عُلْوٍ إِلى سُفْلٍ: حَدَرَه. وهَدْهَدَهُ: حرَّكه كَمَا يُهَدْهَدُ الصبيُّ فِي المَهْدِ. وهَدْهَدَت المرأَةُ ابْنَهَا أَي حرَّكَتْه لِينام، وَهِيَ

ص: 434

الهَدْهَدَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: جَاءَ شَيْطَانٌ فَحَمَلَ بِلَالًا فَجَعَلَ يُهَدْهِدُه كَمَا يُهَدْهَدُ الصبيُ

؛ وَذَلِكَ حِينَ نَامَ عَنْ إِيقاظه القَوْمَ لِلصَّلَاةِ. والهَدْهَدَةُ: تَحْرِيكُ الأُم وَلَدَهَا لِيَنَامَ. وهُداهِد: حَيٌّ مِنَ الْيَمَنِ. وهَدْهادٌ: اسْمٌ. وهَداد: حَيٌّ من اليمن.

هدبد: الهُدَبِدُ والهُدابِدُ: اللَّبَنُ الْخَاثِرُ جِدًّا. ولَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ، وَهُوَ الْحَامِضُ الْخَاثِرُ، وَهُوَ أَيضاً عَمَشٌ يَكُونُ فِي الْعَيْنَيْنِ، وَقِيلَ: الهُدَبِدُ الخَفَشُ، وَقِيلَ: هُوَ ضَعْفُ الْبَصَرِ. وَرَجُلٌ هُدَبِدٌ: ضَعِيفُ الْبَصَرِ؛ وبِعَيْنِه هُدَبِدٌ أَي عَمَشٌ؛ قَالَ:

إِنه لَا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنَامٍ وكَبِدْ

قَوْلُهُ إِنه بِضَمَّةٍ مُخْتَلسَة مِثْلَ قَوْلِ العُجَيْرِ السَّلولي:

فَبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قَالَ قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نجِيبُ؟

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ هِيَ الْمَشْهُورَةُ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي إِنشاده عَلَى مَا هُوَ فِي شِعْرِ العجير: رَخو [رِخو] المِلاط طَوِيلُ، لأَن الْقَصِيدَةَ لَامِيَّةٌ؛ وَبَعْدَهُ:

مُحلًّى بِأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهُنَّ صَلِيل

الْمُفَضَّلُ: الهُدَبِدُ الشبْكَرةُ، وَهُوَ العَشاء يَكُونُ فِي الْعَيْنِ؛ يُقَالُ: بِعَيْنِهِ هُدَبِدٌ. والهدَبِدُ: الصَّمْغُ الَّذِي يَسِيلُ مِنَ الشجَر أَسْوَدَ.

هرد: هَرَدَ الثوبَ يَهْرِدُه هَرْداً: مَزَّقَه. وهَرَّدَه: شَقَّقَه. وهَرَدَ القَصَّار الثَّوْبَ وهَرَتَه هَرْداً، فَهُوَ مَهْرُودٌ وهَرِيدٌ: مَزّقه وخَرَّقه وضَرَبَه وهَرْدُ العِرْضِ: الطَّعْنُ فِيهِ، هَرَدَ عِرْضَه وهَرَته يَهْرِدُه هَرْداً. الأَصمعي: هَرَتَ فُلَانٌ الشَّيْءَ وهَرَدَه: أَنضجه إِنضاجاً شَدِيدًا. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَنْعَمَ إِنْضاجَه. وهَرَدْتُ اللحمَ أَهْرِدُه، بِالْكَسْرِ، هَرْداً: طَبَخْتُهُ حَتَّى تَهَرّأَ وتَفَسَّخَ، فَهُوَ مُهَرَّد. قال الأَزهري: والذي حَفِطناه عَنْ أَئمتنا الحِرْدى بِالْحَاءِ وَلَمْ يَقُلْهُ بِالْهَاءِ غَيْرُ اللَّيْثِ «3» . وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: فإِن أَدخلت اللحمَ النارَ وأَنضجته، فَهُوَ مُهَرَّد، وَقَدْ هَرَّدْتُه فَهَرِدَ هُوَ. قَالَ: والمُهَرَّأُ مِثْلُه، والتهْريد مِثْلُه شُدِّدَ لِلْمُبَالَغَةِ؛ وَقَدْ هَرِدَ اللحمُ. والهَرْدُ: الاختلاطُ كالهَرْج. وَتَرَكَتْهُمْ يَهْرِدُون أَي يَمُوجون كيَهْرِجون. والهُرْدُ: العُروق الَّتِي يُصْبَغُ بِهَا، وَقِيلَ: هُوَ الكُرْكُم. وَثَوْبٌ مَهْرُودٌ ومُهَرَّدٌ: مَصْبُوغٌ أَصفر بالهُرْد. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَنْزِلُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ، عليه السلام، فِي ثَوْبَيْنِ مَهْرُودَيْن.

وَفِي التَّهْذِيبِ:

يَنْزِلُ عِيسَى، عليه السلام، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مَهْرُودان

؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: الهَرْدُ الشقُّ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرى:

يَنْزِلُ عِيسَى فِي مَهْرُودَتَيْن

أَي فِي شُقّتين أَو حُلَّتين. قَالَ الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٍ لأَبي عَدْنَانَ: أَخبرني الْعَالِمُ مِنْ أَعراب بَاهِلَةَ أَن الثَّوْبَ الْمَهْرُودَ الَّذِي يُصْبَغُ بِالْوَرْسِ ثُمَّ بِالزَّعْفَرَانِ فَيَجِيءُ لَوْنُهُ مِثْلَ لَوْنِ زَهْرة الحَوْذانةِ، فَذَلِكَ الثَّوْبُ المَهْرُودُ. وَيُرْوَى: فِي مُمَصَّرَتَيْن، وَمَعْنَى المُمَصَّرتين وَالْمَهْرُودَتَيْنِ وَاحِدٌ، وَهِيَ الْمَصْبُوغَةُ بالصُّفْرة مِنْ زَعْفران أَو غَيْرِهِ؛ وَقَالَ الْقُتَيْبِيُّ: هُوَ عِنْدِي خطأٌ مِنَ النَّقَلة وأُراه مَهْرُوَّتَيْن أَي صَفْراوَيْن. يُقَالُ: هَرَّيْتُ الْعِمَامَةَ إِذا لَبِسْتَها صَفْرَاءَ وفَعَلْتُ مِنْهُ هَرَوْتُ؛ قَالَ: فإِن كَانَ مَحْفُوظًا بِالدَّالِ، فَهُوَ من

(3). قوله [قَالَ الأَزهري وَالَّذِي حَفِظْنَاهُ إلى قوله غير الليث] كذا بالأَصل ولا مناسبة له هنا وإنما يناسب قوله الآتي الْهِرْدَى عَلَى فِعْلَى بِكَسْرِ الهاء نبت

ص: 435

الهَرْدِ الشِّقِّ، وَخُطِّئَ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي اسْتِدْرَاكِهِ وَاشْتِقَاقِهِ. قَالَ ابْنُ الأَنباري: الْقَوْلُ عِنْدَنَا فِي الْحَدِيثِ

يَنْزِلُ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ

، يُرْوَى بِالدَّالِ والذال، أَي بين ممصرتين عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا فِيهِ. وَالْمُمَصَّرَةُ مِنَ الثِّيَابِ: الَّتِي فِيهَا صُفْرَةٌ خَفِيفَةٌ؛ وَقِيلَ: الْمَهْرُودُ الثَّوْبُ الَّذِي يُصْبَغُ بِالْعُرُوقِ، وَالْعُرُوقُ يُقَالُ لَهَا الهُرْد. قَالَ أَبو بَكْرٍ: لَا تَقُولُ الْعَرَبُ هَرَوْتُ الثَّوْبَ وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ هَرَّيْتُ، فَلَوْ بُنِيَ عَلَى هَذَا لَقِيلَ مُهَرّاة فِي كُرْكُمٍ عَلَى مَا لَمْ يُسَمّ فَاعِلُهُ، وَبَعْدُ فإِن الْعَرَبَ لَا تَقُولُ هَرَّيْتُ إِلا فِي العِمامة خَاصَّةً فَلَيْسَ لَهُ أَن يَقِيسَ الشِّقَّةَ عَلَى الْعِمَامَةِ لأَن اللُّغَةَ رِوَايَةٌ. وَقَوْلُهُ: بَيْنَ مَهْرودتين أَي بَيْنَ شِقَّتَيْنِ أُخذتا مِنَ الهَرْد، وَهُوَ الشِّقُّ، خطأٌ لأَن الْعَرَبَ لَا تُسَمِّي الشِّقَّ للإِصلاح هَرْداً بَلْ يُسَمُّونَ الإِخْراقَ والإِفساد هَرْداً؛ وهَرَد القَصَّارُ الثَّوْبَ؛ وهَرَدَ فُلَانٌ عِرْض فُلَانٍ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى الإِفساد، قَالَ: وَالْقَوْلُ فِي الْحَدِيثِ عِنْدَنَا مَهْرُودَتَيْنِ، بَيْنَ الدَّالِ وَالذَّالِ، أَي بين مُمَصَّرتين، عَلَى مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ؛ قَالَ: وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا فِي الْحَدِيثِ كَمَا لَمْ نَسْمَعِ الصِّيرَ الصِّحْناءَةَ «1» إِلا فِي الْحَدِيثِ، وَكَذَلِكَ الثُّفّاءَ الحُرْفَ ونحوَه؛ قَالَ: وَالدَّالُ وَالذَّالُ أُختان تُبْدَلُ إِحداهما مِنَ الأُخرى؛ يُقَالُ: رجُل مِدْلٌ ومِذْلٌ إِذا كَانَ قَلِيلَ الْجِسْمِ خَفِيَّ الشَّخْصِ، وَكَذَلِكَ الدَّالُ وَالذَّالُ فِي قَوْلِهِ مَعْرودَتَين. والهُرْدِيّة: قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِيّة بِطَاقَاتِ الْكَرَمِ تُحْمَلُ عَلَيْهَا قُضْبانُه. أَبو زَيْدٍ: هَرَدَ ثَوْبَه وهَرَتَه إِذا شَقَّهُ، فَهُوَ هَريدٌ وهَريتٌ؛ وَقَوْلُ سَاعِدَةَ الْهُذَلِيُّ:

غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدًّا،

وثَوْبُكَ فِي عَباقِيةٍ هَريدُ

أَي مَشْقُوقٌ. وهُرْدانُ وهَيْرُدان: اسْمَانِ. والهُردانُ والهِرْداء: نَبْتٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الهِرْدى، مَقْصُورٌ: عُشْبةٌ لَمْ يَبْلُغْنِي لَهَا صِفَةٌ، قَالَ: وَلَا أَدري أَمُذكرة أَم مُؤَنَّثَةٌ؟ والهَيْرُدانُ: نَبْتٌ كالهِرْدى. الأَصمعي: الهِرْدَى، عَلَى فِعْلى بِكَسْرِ الْهَاءِ، نَبْتٌ، قَالَهُ ابْنُ الأَنباري، وَهُوَ أُنثى. والهَيْرُدانُ: اللِّصّ، قَالَ: وَلَيْسَ بِثَبْتٍ. وهُرْدانُ: مَوْضِعٌ.

هرشد: الهِرْشَدّةُ: العجوز.

هسد: الأَزهري: رُوِيَ عَنِ المُؤرِّج أَنه قَالَ: يُقَالُ للأَسد هَسَدٌ؛ وأَنشد:

فَلَا تَعْيا، مُعاوِيَ، عَنْ جَوابي،

ودَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِسادِ

قَالَ: وَلَمْ أَسمع هَذَا لِغَيْرِهِ.

هكد: ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هَكَّدَ الرَّجُلُ إِذا شَدَّدَ عَلَى غريمه.

همد: الهَمْدَةُ: السَّكْتةُ. هَمَدَتْ أَصواتُهم أَي سكَنَتْ. ابْنُ سِيدَهْ: هَمَدَ يَهْمُدُ هُمُوداً، فَهُوَ هامِدٌ وهَمِدٌ وهَمِيدٌ: مَاتَ. وأَهْمَدَ: سَكَتَ عَلَى مَا يَكْرَه؛ قَالَ الرَّاعِي:

وإِني لأَحْمي الأَنْفَ مِن دونِ ذِمَّتي،

إِذا الدَّنِسُ الواهِي الأَمانةِ أَهْمَدا

اللَّيْثُ: الهُمُودُ الموتُ، كَمَا هَمَدَتْ ثمودُ. وَفِي حَدِيثِ

مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ: حَتَّى كَادَ يَهْمُدُ مِنَ الجوعِ

أَي يَهْلِكُ. وهَمَدَتِ النارُ تَهْمُدُ هُمُوداً: طُفِئَتْ طُفُوءاً وَذَهَبَتْ أَلْبَتَّةَ فَلَمْ يَبِنْ لَهَا أَثَر، وَقِيلَ: هُمُودُها ذَهابُ حرارتِها. ورَمادٌ هامِدٌ: قَدْ تغيَّر وتَلَبَّدَ. وَالرَّمَادُ الهامِدُ: الْبَالِي المُتَلَبِّدُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ. الأَصمعي: خَمَدَتِ النارُ إِذا سكَن

(1). قوله [الصحناءة] في القاموس والصحنا والصحناة ويمدان ويقصران إِدَامٌ يُتَّخَذُ مِنَ السُّمْكِ الصغار مشه مصلح للمعدة.

ص: 436

لَهَبُها، وهَمَدَتْ هُمُوداً إِذا طُفِئَت أَلْبَتَّةَ. فإِذا صَارَتْ رَماداً قِيلَ: هَبا يَهْبُو، وَهُوَ هابٍ. ونباتٌ هامِدٌ: يَابِسٌ. وهَمَدَ شجرُ الأَرض أَي بَلِيَ وذهَب. وَشَجَرَةٌ هامدةٌ: قَدِ اسْوَدَّتْ وبَلِيَتْ. وثَمَرَةٌ هامدةٌ إِذا اسْوَدَّتْ وعَفِنَتْ. وَتَرَى الأَرض هَامِدَةً أَي جافَّة ذَاتَ تُراب. وأَرضٌ هَامِدَةٌ: مُقْشَعِرّة لَا نَبَاتَ فِيهَا إِلا الْيَابِسَ المُتَحَطِّم، وَقَدْ أَهْمَدَها القَحْطُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أَخرَجَ مِنْ «1» هَوامِدِ الأَرض النباتَ

؛ الهامِدةُ: الأَرضُ المُسْتَنّة، وهُمُودُها: أَن لَا يَكُونَ فِيهَا حياةٌ وَلَا نَبْت وَلَا عُود وَلَمْ يُصِبْهَا مَطَرٌ. وَالْهَامِدُ مِنَ الشَّجَرِ: الْيَابِسُ. وهَمَدَ الثوبُ يَهْمُدُ هُمُوداً وهَمْداً: تَقَطَّع وبليَ، وَهُوَ مِنْ طُولِ الطَّيِّ تَنْظُرُ إِليه فتحسَبه صَحِيحًا فإِذا مَسِسْتَه تَناثَر مِنَ البِلى، وَقِيلَ: الهامِدُ الْبَالِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. ورُطبةٌ هامِدةٌ إِذا صَارَتْ قَشِرةً وصَقِرةً. وأَهْمَدَ فِي الْمَكَانِ: أَقام. والإِهمادُ: الإِقامةُ؛ قَالَ رؤبةُ بْنُ الْعَجَّاجِ:

لَمَّا رَأَتْني راضِياً بالإِهمادْ،

كالكُرَّزِ المَرْبوطِ بَيْنَ الأَوْتادْ

. يَقُولُ: لَمَّا رأَتني رَاضِيًا بِالْجُلُوسِ لَا أَخرج وَلَا أَطلب كَالْبَازِيِّ الَّذِي كُرِّزَ أُسْقِطَ ريشُه، وأَهْمَدَ فِي السَّيْرِ أَسرع؛ قَالَ: وَهَذَا الْحَرْفُ مِنَ الأَضْدادِ. ابْنُ سِيدَهْ: والإِهمادُ السُّرْعةُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: السُّرْعَةُ فِي السَّيْرِ؛ قَالَ: فَهُوَ مِنَ الأَضداد، قَالَ رؤَبة بْنُ الْعَجَّاجِ:

مَا كانَ إِلَّا طَلَقُ الإِهْماد،

وكَرُّنا بالأَغْرُبِ الجِياد

حَتَّى تَحاجَزْنَ عنِ الرُّوّاد،

تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلَمْ تَكاد

والطَّلَق: الشَّوْطُ؛ يُقَالُ: عَدا الْفَرَسُ طَلَقاً أَو طلَقين، كَمَا تَقُولُ: شَوْطاً أَو شَوْطين. والأَغْرُبُ: جَمْعُ غَرْب، وَهِيَ الدَّلْوُ الْكَبِيرَةُ، أَي تابَعُوا الاستقاءَ بالدِّلاءِ حَتَّى رَوِيَتْ. وأَهْمَدَ الكلبُ أَي أَحضَرَ. وَيُقَالُ لِلْهَامِدِ: هَمِيدٌ. يُقَالُ: أَخذَنا المُصَدِّقُ بالهَمِيدِ أَي بِمَا مَاتَ مِنَ الْغَنَمِ. ابْنُ شُمَيْلٍ: الهَمِيدُ الْمَالُ الْمَكْتُوبُ عَلَى الرَّجُلِ فِي الدِّيوان فَيُقَالُ: هَاتُوا صدَقَتَه وَقَدْ ذَهَبَ المالُ. يُقَالُ: أَخَذَنا الساعِي بالهَمِيد. ابْنُ بُزُرج: أَهْمَدوا فِي الطّعامِ أَي انْدَفَعُوا فِيهِ. وهَمْدانُ: قَبِيلةٌ من اليمن.

هند: هِنْدٌ وهُنَيدةٌ: اسْمٌ لِلْمِائَةِ مِنَ الإِبل خَاصَّةً؛ قَالَ جَرِيرٌ:

أَعْطَوْا هُنَيْدةَ يَحْدُوها ثَمانِيةٌ،

مَا فِي عَطائِهِمُ مَنٌّ وَلَا سَرَفُ

وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ: هِيَ اسْمٌ لِكُلِّ مِائَةٍ مِنَ الإِبل؛ وأَنشد لِسَلَمَةَ بْنِ الخُرْشُبِ الأَنمارِيِّ:

ونَصْرُ بنُ دَهْمانَ الهُنَيْدةَ عاشَها،

وتسعينَ عَامًا ثُمَّ قُوِّمَ فانْصاتَا «2»

. ابْنُ سِيدَهْ: وَقِيلَ هِيَ اسْمٌ لِلْمِائَةِ ولِما دُوَيْنَها وَلِمَا فُوَيْقَها، وَقِيلَ: هِيَ الْمِائَتَانِ، حَكَاهُ ابْنُ جِنِّي عَنْ الزِّيَادِيِّ قَالَ: وَلَمْ أَسمعه مِنْ غَيْرِهِ. قَالَ: والهُنَيْدَةُ مائةُ سَنَةٍ. والهِنْدُ مِائَتَانِ؛ حُكِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ. التَّهْذِيبِ: هُنَيْدةُ مِائَةٌ مِنَ الإِبل مَعْرِفَةٌ لَا تَنْصَرِفُ وَلَا يَدْخُلُهَا الأَلف وَاللَّامُ وَلَا تُجْمَعُ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ جِنْسِهَا؛ قَالَ أَبو وَجْزَةَ:

فِيهِمْ جِيادٌ وأَخْطارٌ مُؤَثَّلةٌ،

مِنْ هِنْد هِنْد وإِرباءٌ عَلَى الهِنْدِ

(1). قوله [أخرج من] كذا بالأَصل، والذي في النهاية أخرج به من ولعل المعنى أخرج به أي بالماء.

(2)

. قوله [وتسعين] هذا ما في الأصل والصحاح في غير موضع والذي في الأساس وخمسين

ص: 437

ابْنُ سِيدَهْ: ولَقِيَ هِنْدَ الأَحامِسِ إِذا مَاتَ. ابْنُ الأَعرابي: هَنَّدَ إِذا قَصَّرَ، وهَنَدَ وهَنَّدَ إِذا صاحَ صِياحَ البُومةِ. أَبو عَمْرٍو: هَنَّدَ الرجلُ إِذا شَتَم إِنساناً شتماً قبيحاً، هَنَّدَ إِذا شُتِمَ فاحتَمَله وأَمسَك، وحمَلَ عَلَيْهِ فَمَا هَنَّدَ أَي مَا كَذَّب. وَمَا هنَّد عَنْ شَتْمِي أَي مَا كذَّب وَلَا تأَخَّرَ. وهَنَّدَتْه المرأَةُ: أَورثَتْه عِشْقاً بالملاطَفةِ والمُغازَلةِ؛ قَالَ:

يَعِدْنَ مَنْ هَنَّدْنَ والمُتَيَّما

وهَنَّدَتْني فلانةُ أَي تَيَّمَتْني بالمُغازلة، وَقَالَ أَعرابي:

غَرَّكَ مِنْ هَنّادةَ التَّهْنِيدُ،

مَوْعُودُها، والباطِلُ المَوْعُودُ

ابْنُ دُرَيْدٍ: هَنَّدْتُ الرجلَ تَنْهِيداً إِذا لايَنْته ولاطفْته. ابْنُ الْمُسْتَنِيرِ: هَنَّدَتْ فُلَانَةٌ بقَلْبه إِذا ذهَبَت بِهِ. وهَنَّد السيفَ: شَحَذَه. والتهنِيدُ: شَحْذُ السيفِ؛ قَالَ:

كلَّ حُسامٍ مُحْكَمِ التَّهْنِيدِ،

يَقْضِبُ، عِنْدَ الهَزِّ والتَّجْرِيدِ،

سالِفةَ الهَامةِ واللَّدِيدِ

قَالَ الأَزهري: والأَصل فِي التَّهْنِيدِ عَمَلُ الْهِنْدِ. يُقَالُ: سَيْفٌ مُهَنَّدٌ وهِنْدِيٌّ وهُنْدُوانيٌّ إِذا عُمِلَ بِبِلَادِ الْهِنْدِ وأُحْكِمَ عملُه. والمُهَنَّدُ: السيفُ المطبوعُ مِنْ حديدِ الهِنْد. وهِنْد: اسْمُ بِلَادٍ، وَالنِّسْبَةُ هِنْدِيٌّ وَالْجَمْعُ هُنُودٌ كَقَوْلِكَ زِنْجِيٌّ وزُنوجٌ؛ وَسَيْفٌ هِنْدُوانيٌّ، بِكَسْرِ الْهَاءِ، وإِن شِئْتَ ضَمَمْتَهَا إِتباعاً لِلدَّالِ. ابْنُ سِيدَهْ: والهِنْدُ جِيلٌ مَعْرُوفٌ؛ وَقَوْلُ عَدِيّ بْنِ الرَّقّاع:

رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها،

تَقْضَمُ [تَقْضِمُ] الهِنْدِيَّ والغارَا

إِنما عَنى العُود الطَّيِّبَ الَّذِي مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ وأَما قَوْلُ كُثَيِّرٍ:

ومُقْرَبة دُهْم وكُمْت، كأَنَّها

طَماطِمُ يُوفُونَ الوُفُورَ هَنادِكا

فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ: أَراد بالهَنادِك رجالَ الهِنْد؛ قَالَ ابْنُ جِنِّي: وَظَاهِرُ هَذَا الْقَوْلِ مِنْهُ يَقْتَضِي أَن تَكُونَ الْكَافُ زَائِدَةً. قَالَ: وَيُقَالُ رَجُلٌ هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ، قَالَ: وَلَوْ قِيلَ إِن الْكَافَ أَصل وإِن هِنْدِيٌّ وهِنْدِكيٌّ أَصلان بِمَنْزِلَةِ سَبْطٍ وسِبَطْرٍ لَكَانَ قَوْلًا قَوِيًّا؛ والسيفُ الهُنْدُوانيُّ [الهِنْدُوانيُ] والمُهَنَّدُ مَنْسُوبٌ إِليهم. وهِنْد: اسْمُ امرأَة يُصْرَفُ وَلَا يُصْرَفُ، إِن شِئْتَ جَمَعْتَه جمعَ التَّكْسِيرِ فَقُلْتَ هُنودٌ وإِن شِئْتَ جَمَعْتَهُ جَمْعَ السلامةِ فَقُلْتَ هِنْدات؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَالْجَمْعُ أَهنُدٌ وَأَهْناد وهُنود؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ لِجَرِيرٍ:

أَخالِدَ قَدْ عَلِقْتُك بَعْدَ هِنْدٍ،

فَشَيَّبَني الخَوالِدُ والهُنودُ

وَهِنْدٌ اسْمُ رَجُلٍ؛ قَالَ:

إِني لِمَنْ أَنكَرَني ابنُ اليَثْرِبي،

قَتَلْتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي

أَراد وهِنْداً الجَمَليَّ فَحذفَ إِحدى يَاءَيِ النَّسَبِ لِلْقَافِيَةِ، وَحَذَفَ التَّنْوِينَ مِنْ هِنْداً لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ اللَّامِ مِنَ الْجُمَلِيِّ؛ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ:

لَتَجِدَنِّي بالأَمِيرِ بَرّا،

وبالقَناةِ مِدْعَساً مِكَرّا،

إِذا غُطَيْفُ السُّلَميُّ فَرّا

فَحَذَفَ التَّنْوِينَ لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْنِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَهُوَ كَثِيرٌ حَتَّى إِن بَعْضَهُمْ قرأَ:

قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحدُ اللَّهُ

؛ فَحَذَفَ التَّنْوِينَ مِنْ أَحد. التَّهْذِيبُ: وهِنْد مِنْ أَسماء الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ. قال: وَمِنْ أَسمائهم هِنْدِيٌّ وهَنَّادٌ

ص: 438

ومُهَنَّدٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وَبَنُو هِنْدٍ فِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ. وَبَنُو هَنّادٍ: بَطْنٌ؛ وَقَوْلُ الرَّاجِزِ:

وبَلْدةٍ يَدْعُو صَداها هِنْدا

أَراد حكايةَ صوتِ الصَّدى

هود: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ وَرَجَعَ إِلى الْحَقِّ، فَهُوَ هائدٌ. وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ؛ قَالَ أَعرابي:

إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد

وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ

؛ أَي تُبْنا إِليك، وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وإِبراهيم. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عَدَّاهُ بإِلى لأَن فِيهِ مَعْنَى رَجَعْنَا، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ تُبْنَا إِليك وَرَجَعْنَا وقَرُبْنا مِنَ الْمَغْفِرَةِ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ؛ وَقَالَ تَعَالَى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا*

؛ وَقَالَ زُهَيْرٌ:

سِوَى رُبَعٍ لَمْ يَأْتِ فِيهَا مَخافةً،

وَلَا رَهَقاً مِنْ عابِدٍ مُتَهَوِّد

قَالَ: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شَمِرٌ: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه؛ قَالَ: قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والتَّهَوُّدُ: التوبةُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ. والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ وَالسَّبَبُ. ابْنُ الأَعرابي: هادَ إِذا رجَع مِنْ خَيْرٍ إِلى شَرٍّ أَو مِنْ شَرٍّ إِلى خَيْرٍ، وهادَ إِذا عُقِلَ. ويَهُودُ: اسْمٌ لِلْقَبِيلَةِ؛ قَالَ:

أُولئِكَ أَوْلى مِنْ يَهُودَ بِمِدْحةٍ،

إِذا أَنتَ يَوْماً قُلْتَها لَمْ تُؤنَّب

وَقِيلَ: إِنما اسْمُ هَذِهِ الْقَبِيلَةِ يَهُوذ فَعُرِّبَ بِقَلْبِ الذَّالِ دَالًا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ هَذَا بِقَوِيٍّ. وَقَالُوا الْيَهُودَ فأَدخلوا الأَلف وَاللَّامَ فِيهَا عَلَى إِرادة النَّسَبِ يُرِيدُونَ الْيَهُودِيِّينَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَعَلَى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ

؛ مَعْنَاهُ دَخَلُوا فِي الْيَهُودِيَّةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى؛ قَالَ: يُرِيدُ يَهُوداً فَحَذَفَ الْيَاءَ الزَّائِدَةَ وَرَجَعَ إِلى الْفِعْلِ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَفِي قِرَاءَةِ

أُبيّ: إِلا مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا

؛ قَالَ: وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَجْعَلَ هُوداً جَمْعًا وَاحِدُهُ هائِدٌ مِثْلُ حَائِلٍ وَعَائِطٍ مِنَ النُّوق، وَالْجَمْعِ حُول وعُوط، وَجَمْعُ الْيَهُودِيِّ يَهُود، كَمَا يُقَالُ فِي الْمَجُوسِيِّ مَجُوس وَفِي الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ عَجَمٌ وَعَرَبٌ. والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً. وَسُمِّيَتِ الْيَهُودُ اشْتِقَاقًا مِنْ هادُوا أَي تَابُوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ وَلَكِنَّهُمْ حَذَفُوا يَاءَ الإِضافة كَمَا قَالُوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف عَلَى هَذَا الْحَدِّ فجُمِع عَلَى قِيَاسِ شُعَيْرَةٍ وَشَعِيرٍ، ثُمَّ عُرّف الْجَمْعُ بالأَلِف وَاللَّامِ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ يَجُزْ دُخُولُ الأَلِف وَاللَّامِ عَلَيْهِ لأَنه مَعْرِفَةٌ مُؤَنَّثٌ فَجَرَى فِي كَلَامِهِمْ مَجْرَى الْقَبِيلَةِ وَلَمْ يُجْعَلْ كَالْحَيِّ؛ وأَنشد عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّحْوِيُّ:

فَرَّتْ يَهُودُ وأَسْلَمَتْ جِيرانَها،

صَمِّي، لِما فَعَلَتْ يَهُودُ، صَمامِ

قَالَ ابْنُ برِّيّ: الْبَيْتُ للأَسود بْنِ يَعْفُرَ. قَالَ يَعْقُوبُ: مَعْنَى صَمِّي اخْرسي يَا داهيةُ، وصَمامِ اسْمُ الداهيةِ عَلَمٌ مِثْلُ قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يَا صَمامِ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الضَّمِيرُ فِي صَمِّي يَعُودُ عَلَى الأُذن أَي صَمِّي يَا أُذُن لِمَا فعلتْ يَهُود. وصَمامِ اسْمٌ لِلْفِعْلِ مِثْلُ نَزالِ وَلَيْسَ بِنِدَاءٍ. وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى مِلَّةِ يَهُودَ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَفِي الْحَدِيثِ:

كلُّ مَوْلُود يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه

، مَعْنَاهُ أَنهما يُعَلِّمَانَهُ دِينَ الْيَهُودِيَّةِ وَالنَّصَارَى ويُدْخِلانه فِيهِ. والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديًّا. وهادَ وتَهَوَّد إِذا صَارَ يَهُودِيًّا.

ص: 439

والهَوادةُ: اللِّينُ وَمَا يُرْجَى بِهِ الصلاحُ بَيْنَ الْقَوْمِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تأْخُذُه فِي اللَّهِ هَوادةٌ

أَي لَا يَسْكُنُ عِنْدَ حَدِّ اللَّهِ وَلَا يُحابي فِيهِ أَحداً. والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة وَالْمُحَابَاةُ. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه، أُتِيَ بِشاربٍ فَقَالَ: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رَجُلٍ لَا تأْخُذُه فِيكَ هَوادةٌ.

والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ فِي السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ. والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مِثْلُ الدَّبيب وَنَحْوِهُ، وأَصله مِنَ الهَوادةِ. والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ. وَفِي حَدِيثِ

عِمْران بْنِ حُصين أَنه أَوْصَى عِنْدَ موتِه: إِذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بِي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ وَلَا تُهَوِّدُوا كَمَا تُهَوِّدُ اليهودُ وَالنَّصَارَى.

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ مَسْعُودٍ: إِذا كنتَ فِي الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ وَلَا تُهَوِّد

أَي لَا تَفْتُرْ. قَالَ: وَكَذَلِكَ التَّهْوِيدُ فِي المَنْطِقِ وَهُوَ الساكِنُ؛ يُقَالُ: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ نَاقَةً:

وخُود منَ اللَّائي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى،

قَرِيضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ

قَالَ: وخُود الْوَاوُ أَصلية لَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ، وَهُوَ مَنْ وَخَدَ يَخِدُ إِذا أَسرعَ. أَبو مَالِكٍ: وهَوّدَ الرجلُ إِذا سكَن. وهَوَّدَ إِذا غَنَّى. وهَوَّدَ إِذا اعتَمد عَلَى السِّيَرِ؛ وأَنشد:

سَيْراً يُراخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ

ذَا قُحَمٍ، وَلَيْسَ بالتَّهْوِيدِ

أَي لَيْسَ بالسَّيْر اللَّيِّن. والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ. وتَهْوِيدُ الشَّرَابِ: إِسكارُه. وهَوَّدَه الشرابُ إِذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وَقَالَ الأَخطل:

ودافَعَ عَني يومَ جِلَّقَ غَمْزُه،

وصَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا

والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ. والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ. والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ فِي الرَّمْلِ ولِينُ صَوْتِهَا فِيهِ. والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها؛ قَالَ الرَّاعِي:

يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بِهِ،

كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ

وَقَالَ ابْنُ جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بِالصَّوْتِ فِي لِين. والهَوادةُ: الرُّخْصة، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ لأَن الأَخذ بِهَا أَلْيَنُ مِنَ الأَخذ بِالشِّدَّةِ. والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ. والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والهَوَدَةُ، بِالتَّحْرِيكِ: أَصل السنامِ. شَمِرٌ: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه، وَالْجَمْعُ هَوَدٌ؛ وَقَالَ:

كُومٌ عَلَيْهَا هَوَدٌ أَنضادُ

وَتَسْكُنُ الْوَاوُ فَيُقَالُ هَوْدةٌ. وهُودٌ: اسْمَ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَنْصَرِفُ، تَقُولُ: هَذِهِ هُودٌ إِذا أَردْتَ سُورَةَ هُودٍ، وإِن جَعَلَتْ هُوداً اسْمَ السُّورَةِ لَمْ تَصْرِفْهُ، وَكَذَلِكَ نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم.

هيد: هادَه الشيءُ هَيْداً وِهَادًا: أَفزَعَه وكرَبَه. وَمَا يَهِيدُه ذَلِكَ أَي مَا يكْتَرِثُ لَهُ وَلَا يُزْعِجُه. تَقُولُ: مَا يَهِيدُني ذَلِكَ أَي مَا يُزْعِجُني وَمَا أَكتَرِثُ لَهُ وَلَا أُبالِيه. قَالَ يَعْقُوبُ: لَا يُنطق بِيَهِيدُ إِلا بِحَرْفِ جَحْدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا يَهِيدَنَّكم الطالِعُ المُصْعِدُ

أَي لَا تَنْزَعِجوا لِلْفَجْرِ المستطيلِ فتمتنِعوا بِهِ عَنِ السَّحورِ فإِنه الصُّبْحُ الكذَّابُ. قَالَ: وأَصل الهَيْدِ الحركَةُ. وَفِي حَدِيثِ

الْحَسَنِ: مَا من أَحَدٍ عَمِلَ لله عَمَلًا إِلا سارَ

ص: 440

فِي قلبِه سَوْرتان فَإِذَا كانت الأُولى منهما لله فَلَا تَهِيدَنَّه الآخرةُ

أَي لَا يَمْنَعَنَّه ذَلِكَ الَّذِي تقدَّمت فيه نيته لله وَلَا يُحَرِّكَنَّه وَلَا يُزِيلَنَّه عَنْهَا، وَالْمَعْنَى: إِذا أَراد فِعْلًا وَصَحَّتْ نِيَّتُهُ فِيهِ فوَسوس لَهُ الشيطانُ فَقَالَ إِنك تُرِيدُ بِهَذَا الرِّياءَ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ مِنْ فعله. الهَيْدُ: الْحَرَكَةُ. وهادَه يَهِيدُه هَيْداً وهَيَّدَه: حَرَّكَه وأَصلَحَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه قِيلَ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فِي مَسْجِدِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هِدْه، فَقَالَ: بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى

؛ قَوْلُهُ هِدْه: كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ مَعْنَاهُ أَصْلِحْه؛ قَالَ: وتأْويله كَمَا قَالَ وأَصله أَن يُرادَ بِهِ الإِصلاحُ بعدَ الهَدْم أَي هُدَّه ثُمَّ أَصْلِحْه. وكلُّ شيءٍ حَرَّكْتَه، فَقَدَ هِدْتَه تَهِيدُه هَيْداً، فكأَنّ الْمَعْنَى أَنه يُهْدَمُ ويُسْتأْنَفُ بناؤُه ويُصْلَح. وَفِي الْحَدِيثِ:

يَا نارُ لا تَهيدِيه

أَي لاتَزْعِجيه. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: لَوْ لَقِيتُ قاتِلَ أَبي فِي الْحَرَمِ مَا هِدْتُه

؛ يُرِيدُ مَا حَرَّكْتُه وَلَا أَزعَجْتُه. وَمَا هادَه كَذَا وَكَذَا أَي مَا حَرَّكَه. وَمَا هَيَّدَ عَنْ شَتْمِي أَي مَا تأَخَّرَ وَلَا كذَّب؛ وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ فِي النُّونِ لأَنهما لُغَتَانِ هَنَّدَ وهَيَّدَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي قَوْلِهِ: مَا هَيَّدَ عَنْ شَتْمِي، قَالَ: لَا يُنْطَقُ بِيَهِيدُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْهُ إِلا مَعَ حَرْفِ الْجَحْدِ. وَلَا يَهِيدَنَّكَ هَذَا عَنْ رَأْيِكَ أَي لَا يُزِيلَنَّكَ. وَمَا لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادٌ أَي حَرَكَةٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرِمَةَ:

ثُمَّ اسْتَقامَتْ لَهُ الأَعْناقُ طَائِعَةً،

فَمَا يُقالُ لَهُ هَيْدٌ وَلَا هادُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده: فَمَا يقال له هَيْدٌ ولا هادِ، فَيَكُونُ هَيْدِ مَبْنِيًّا عَلَى الْكَسْرِ وَكَذَلِكَ هادِ؛ وأَول الْقَصِيدَةِ:

إِني إِذا الجارُ لَمْ تُحْفَظْ مَحارِمُه،

وَلَمْ يُقَلْ دُونَه هَيْدِ وَلَا هادِ،

لَا أَخْذُل الجارَ بَلْ أَحْمِي مَباءَتَه،

وَلَيْسَ جَارِيَ كَعُسٍّ بينَ أَعْوادِ

وَقِيلَ: مَعْنَى مَا يقال له هَيْد ولا هاد أَي لا يحرك وَلَا يُمْنَع مِنْ شَيْءٍ وَلَا يُزْجَرُ عَنْهُ. تَقُولُ: هِدْتُ الرَّجُلَ وهَيَّدْتُه؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وهِدْتُ الرَّجُلَ أَهِيدُه هَيْداً إِذا زَجَرْتَه عَنِ الشَّيْءِ وَصَرَفْتُهُ عَنْهُ. يُقَالُ: هِدْه يَا رَجُلُ أَي أَزِلْه عَنْ مَوْضِعِهِ؛ وأَنشد بَيْتَ ابْنِ هَرِمَةَ:

فَما يُقالُ له هَيْدٌ ولا هادُ

أَي لا يحرَّك وَلَا يُمْنَعُ مِنْ شَيْءٍ وَلَا يُزْجَرُ عَنْهُ، وَيَجُوزُ ما يقال له هَيْدِ بِالْخَفْضِ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ حِكَايَةً مِثْلُ صهْ وغاقِ وَنَحْوِهِ. والهَيْدُ: مِنْ قَوْلِكَ هادَني هَيْدٌ أَي كَرَبَنِي. وقولُهم مَا لَهُ هَيْد وَلَا هَادٍ أَي مَا يقال له هَيْد ولا هَادِ. وَيُقَالُ: أَتى فُلَانٌ الْقَوْمَ فَمَا قَالُوا لَهُ هَيد مَا لَك أَي مَا سأَلوه عَنْ حَالِهِ؛ وأَنشد:

يَا هَيْدَ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وإِيراقِ،

ومَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوالِ طَرّاقِ

وَيُرْوَى: يَا عِيدُ مَا لَكَ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَالُ لَقِيَه فَقَالَ لَهُ: هَيْدَ مَا لَك، ولقِيتُه فَمَا قَالَ لِي: هَيْدَ مَا لَكَ. وَقَالَ شَمِرٌ: هِيد وهَيْدَ جَائِزَانِ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: يُقَالُ يَا هَيْدَ مَا لِصحابِك وَيَا هَيْدَ مَا لأَصْحابِك. قَالَ: وَقَالَ الأَصمعي: حَكَى لِي عِيسَى بْنُ عُمَرَ هَيْدَ مَا لَكَ أَي مَا أَمْرُكَ. وَيُقَالُ: لَوْ شَتَمَني مَا قلتُ هَيْدَ مَا لَك. التَّهْذِيبُ: وَالْعَرَبُ تَقُولُ: هَيْدَ مَا لَكَ إِذا اسْتَفْهَمُوا الرَّجُلَ عَنْ شأْنه، كَمَا تَقُولُ: يَا هَذَا مَا لَكَ. أَبو زَيْدٍ: قَالُوا تَقُولُ: مَا قَالَ لَهُ هَيْدَ مَا لَكَ فَنَصَبُوا وَذَلِكَ أَن

ص: 441