المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل الظاء المعجمة ظمخ: الظِّمْخُ: شَجَرُ السُّمَّاقِ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: الظِّمْخُ - لسان العرب - جـ ٣

[ابن منظور]

فهرس الكتاب

- ‌خ

- ‌باب الخاء المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الخاء

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل الشين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل الظاء المعجمة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌فصل الياء

- ‌د

- ‌حرف الدال المهملة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء الموحدة

- ‌فصل التاء

- ‌فصل الثاء

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الذال المعجمة

- ‌فصل الراء

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الصاد المهملة

- ‌فصل الضاد المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

- ‌ذ

- ‌حرف الذال المعجمة

- ‌فصل الهمزة

- ‌فصل الباء موحدة

- ‌فصل التاء المثناة

- ‌فصل الجيم

- ‌فصل الحاء المهملة

- ‌فصل الخاء المعجمة

- ‌فصل الدال المهملة

- ‌فصل الراء المهملة

- ‌فصل الزاي

- ‌فصل السين المهملة

- ‌فصل الشين المعجمة

- ‌فصل الطاء المهملة

- ‌فصل العين المهملة

- ‌فصل الغين المعجمة

- ‌فصل الفاء

- ‌فصل القاف

- ‌فصل الكاف

- ‌فصل اللام

- ‌فصل الميم

- ‌فصل النون

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو

الفصل: ‌ ‌فصل الظاء المعجمة ظمخ: الظِّمْخُ: شَجَرُ السُّمَّاقِ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: الظِّمْخُ

‌فصل الظاء المعجمة

ظمخ: الظِّمْخُ: شَجَرُ السُّمَّاقِ. التَّهْذِيبُ: أَبو عَمْرٍو: الظِّمْخُ وَاحِدَتُهَا ظِمْخَةٌ شَجَرَةٌ عَلَى صُورَةِ الدُّلْب، يُقْطَعُ مِنْهَا خَشَبُ الْقَصَّارِينَ الَّتِي تُدفن، وَهِيَ العِرْنُ أَيضاً، الْوَاحِدَةُ عِرْنَةٌ، والعِرْنة والعَرَنْتَنُ أَيضاً: خَشَبُهُ الَّذِي يُدْبَغُ بِهِ، والسَّفع طلعه.

‌فصل العين المهملة

عهعخ: قَالَ الأَزهري: قَالَ الْخَلِيلُ بْنُ أَحمد سَمِعْنَا كَلِمَةً شَنْعَاءَ لَا تَجُوزُ فِي التأْليف، سُئِلَ أَعرابي عَنْ نَاقَتِهِ فَقَالَ: تَرَكْتُهَا تَرْعَى العُهْعُخَ، قَالَ: وسأَلنا الثِّقَاتَ مِنْ عُلَمَائِهِمْ فأَنكروا أَن يَكُونَ هَذَا الِاسْمُ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. قَالَ وَقَالَ الْفَذُّ مِنْهُمْ: هِيَ شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بِهَا وَبِوَرَقِهَا. قَالَ وَقَالَ أَعرابي آخَرُ: إِنما هُوَ الخُعْخُع؛ قَالَ اللَّيْثُ: وَهَذَا مُوَافِقٌ لِقِيَاسِ العربية والتأْليف.

‌فصل الفاء

فتخ: الفَتْخَةُ والفَتَخَةُ: خَاتَمٌ يَكُونُ فِي الْيَدِ وَالرِّجْلِ بِفَصٍّ وَغَيْرِ فَصٍّ؛ وَقِيلَ: هِيَ الْخَاتَمُ أَيّاً كَانَ؛ وَقِيلَ: هِيَ حَلَقَةٌ تُلْبَسُ فِي الإِصبع كَالْخَاتَمِ وَكَانَتْ نِسَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَّخِذْنَهَا فِي عَشْرِهنّ، وَالْجَمْعُ فَتَخٌ وفُتُوخ وفَتَخات، وَذُكِرَ فِي جَمْعِهِ فِتاخٌ؛ وَقِيلَ: الفَتْخة حَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ لَا فَصَّ فِيهَا فإِذا كَانَ فِيهَا فَصٌّ فَهِيَ الْخَاتَمُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

تَسْقُطُ مِنْها فَتَخِي فِي كُمِّي

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هَذَا الشِّعْرُ. للدَّهْناء بنتِ مِسْحَلٍ زَوْجِ الْعَجَّاجِ، وَكَانَتْ رَفَعته إِلى الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَالَتْ لَهُ: أَصلحك اللَّهُ إِني مِنْهُ بِجُمْع أَي لَمْ يَفْتَضَّنِي، فَقَالَ الْعَجَّاجُ:

اللَّهُ يَعْلَمُ، يَا مُغِيرَةُ، أَنني

قَدْ دُسْتُها دَوْسَ الحِصانِ المُرْسَل

وأَخذتُها أَخذَ المقصِّب شاتَهُ،

عَجْلانَ يذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ

فَقَالَتِ الدَّهْنَاءُ:

وَاللَّهِ لَا تَخْدَعُني بشَمٍّ،

وَلَا بتقبيلٍ وَلَا بِضَمٍّ،

إِلَّا بِزَعْزاعٍ يُسَلِّي هَمِّي،

تَسْقُط مِنْهُ فَتَخِي فِي كُمِّي «1»

. قَالَ: وَحَقِيقَةُ الْفَتْخَةِ أَن تَكُونَ فِي أَصابع الرِّجْلَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن امرأَة أَتته وَفِي يَدِهَا فِتَخٌ كَثِيرَةٌ

، وَفِي رِوَايَةٍ فُتوخ، هَكَذَا رُوِيَ، وإِنما هُوَ فَتَخٌ، بِفَتْحَتَيْنِ، جَمْعُ فَتْخَةٍ، وَهِيَ خَوَاتِيمُ تَكَادُ تُلْبَسُ فِي الأَيدي؛ قَالَ: وَرُبَّمَا وُضِعَتْ فِي أَصابع الأَرجل. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها؛ قَالَ: القُلْبُ والفَتَخَةُ.

وَمَعْنَى شِعْرِ الدَّهْنَاءِ: أَن النِّسَاءَ كُنَّ يتختَّمْن فِي أَصابع أَرجلهن فَتَصِفُ هَذِهِ أَنه إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقَطَتْ خَوَاتِيمُهَا فِي كُمِّهَا، وإِنما تَمَنَّتْ شِدَّةَ الْجِمَاعِ؛ وَقِيلَ: الْفُتُوخُ خَوَاتِمُ بِلَا فُصُوصٍ كأَنها حلَق. وَرُوِيَ عَنْ

عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنها قَالَتْ: الْفَتْخُ حَلَقٌ مِنْ فِضَّةٍ يَكُونُ فِي أَصابع الرِّجْلَيْنِ، قَالَتْهُ فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْها؛ قَالَتْ: القُلْب والفَتَخة.

والفَتَخ: كَلُّ خَلخال لَا يَجْرِس. والفَتَخُ والفَتَخَة: باطن ما بين العضد وَالذِّرَاعِ. والفَتَخُ: اسْتِرْخَاءُ الْمَفَاصِلِ ولينُها وعرْضُها؛ وَقِيلَ: هُوَ اللِّين فِي الْمَفَاصِلِ وَغَيْرِهَا؛ فَتِخَ فَتَخاً وَهُوَ أَفَتْخُ. وعُقاب فَتْخاءُ: ليِّنة الْجَنَاحِ لأَنها إِذا انحطت

(1). قوله [منه] هكذا في نسخة المؤلف ولعله روي بالتذكير والتأنيث

ص: 40

كَسَرَتْ جَنَاحَيْهَا وَغَمْزَتْهُمَا، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ اللِّينِ. والفَتَخُ: عَرْض الْكَفِّ وَالْقَدَمِ وَطُولُهُمَا. وأَسد أَفْتَخُ: عَريض الْكَفِّ. والفتَخ: عَرْضُ مَخَالِبِ الأَسد وَلِينُ مَفَاصِلِهَا. والأَفْتَخُ: الليِّنُ مفاصلِ الأَصابع مَعَ عَرْضٍ. والفتَخ فِي الرِّجْلَيْنِ: طُولُ الْعَظْمِ وَقِلَّةُ اللَّحْمِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

عَلَى فَتْخاءَ تعلَم حيثُ تَنْجُو،

وَمَا إِنْ حيثُ تَنْجُو مِنْ طَريق

قَالَ: عَنَى بِالْفَتْخَاءِ رِجْلَهُ، قَالَ: وَهَذَا صِفَةُ مُشتار الْعَسَلِ. الأَصمعي: فَتْخَاءُ قَدَمٌ لَيِّنَةٌ؛ وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: فِيهَا عِوَجٌ. وفَتَخَ الرَّجُلُ أَصابعه فَتْخاً وفَتَّخَها: عرَّضها وأَرخاها؛ وَقِيلَ: فَتَخَ أَصابع رِجْلَيْهِ فِي جُلُوسِهِ فَتْخاً ثَنَاهَا وليَّنها؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: يَثْنِيهُمَا إِلى ظَاهِرِ الْقَدَمِ لَا إِلى باطِنها. وَفِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه كَانَ إِذا سَجَدَ جافَى عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وفَتَخَ أَصابع رِجْلَيْهِ

؛ قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: الفَتْخُ أَن يَصْنَعَ هَكَذَا، وَنَصَبَ أَصابعه، ثُمَّ غَمَزَ مَوْضِعَ الْمَفَاصِلِ مِنْهَا إِلى بَاطِنِ الرَّاحَةِ وَثَنَاهَا إِلى بَاطِنِ الرِّجْلِ؛ يَعْنِي أَنه كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ بأَصابع رِجْلَيْهِ فِي السُّجُودِ. قَالَ الأَصمعي: وأَصل الْفَتْخِ اللِّينُ، وَيُقَالُ للبراجِم إِذا كَانَ فِيهَا لِينٌ وَعَرْضٌ: إِنها لفُتْخ؛ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْعُقَابِ: فَتْخَاءُ؛ وأَنشد:

كأَني بفَتْخاءِ الجَناحَيْنِ لَقْوةٍ،

دَفُوفٍ منَ العِقْبان، طَأْطأْتُ شِمْلالي

وَتَقُولُ: رَجُلٌ أَفتخ بيِّن الْفَتْخِ إِذا كَانَ عَرِيضَ الْكَفِّ وَالْقَدَمِ مَعَ اللِّينِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فُتْخُ الشَّمَائِلِ فِي أَيمانهم رَوَحُ

والفَتَخ فِي الإِبل: كالطَّرَق. وَنَاقَةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ: ارْتَفَعَتْ أَخلافها قِبَل بَطْنِهَا، وَكَذَلِكَ المرأَة، وَهُوَ فِيهَا مَدْحٌ وَفِي الرَّجُلِ ذَمٌّ، وَهُوَ الفَتَخ. وَالْفَتْخَاءُ: شَيْءٌ مُرْتَفِعٌ مِنْ خَشَبٍ يَجْلِسُ عَلَيْهِ الرَّجُلُ وَيَكُونُ لِمُشْتَارِ الْعَسَلِ؛ وَقِيلَ: الْفَتْخَاءُ شِبْهُ مِلبن مِنْ خَشَبٍ يَقْعُدُ عَلَيْهِ الْمُشْتَارُ ثُمَّ يَمُدُّ مِنْ فَوْقُ حَتَّى يَبْلُغَ مَوْضِعَ الْعَسَلِ؛ وَيُقَالُ لِلْفَاتِرِ الطَّرْفِ: أَفتخ الطَّرْفِ؛ قَالَ:

وهْي تَتْلو رَخْصَ الظُّلوفِ ضَئِيلًا،

أَفْتَخَ الطَّرْفِ فِي قَوْلِهِ إِشْرافُ «1»

. والأَفاتِيخ مِنَ الفُقُوعِ: هَناةٌ تَخَرُجُ فِي أَوّله فَيَحْسَبُهَا النَّاسُ كَمْأَةً حَتَّى يَسْتَخْرِجُوهَا فَيَعْرِفُوهَا، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ وَلَمْ يَحْكِ للأَفاتيخ وَاحِدًا. وفُتَيْخ وفَتَّاخ: دَحْلانِ بأَطراف الدَّهْنَاءِ مِمَّا يَلِي الْيَمَامَةَ؛ عَنِ الْهَجَرِيِّ. وفَتَّاخ: اسْمُ مَوْضِعٍ.

فخخ: الفَخُّ: المصْيَدَة الَّتِي يُصَادُ بِهَا، مَعْرُوفٌ؛ وَقِيلَ: هُوَ مُعَرَّبٌ مِنْ كَلَامِ الْعَجَمِ، وَالْجَمْعُ فُخوخ وفِخاخ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الفَخَّ الطَّرَقَ. قَالَ الْفَرَّاءُ: الحَضْبُ سُرْعَةُ أَخذ الطَّرَق الرَّهْدَنَ، قَالَ: وَالطَّرَقُ الْفَخُّ. والفَخَّة والفَخُّ فِي النَّوْمِ: دُونَ الْغَطِيطِ؛ تَقُولُ: سمعت له فَخيخاً. وَفِي حَدِيثِ

صَلَاةِ اللَّيْلِ: أَنه نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ فَخيخَه

أَي غَطِيطَهُ؛ وَقِيلَ: الفَخَّةُ والفَخُّ أَن يَنَامَ الرَّجُلُ وَيَنْفُخَ فِي نَوْمِهِ؛ وفَخَّ النائمُ يَفِخُّ، وَاسْمُ هَذِهِ النَّوْمَةِ الفَخَّة. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه:

أَفْلَح مَن كَانَتْ لَهُ مِزَخَّهْ،

يَزُخُّها، ثُمَّ يَنامُ الفَخَّهْ

أَي يَنَامُ نَوْمَةً يُسْمَعُ فَخِيخُهُ فِيهَا. وَقَالَ أَبو الْعَبَّاسِ فِي قَوْلِهِ ثُمَّ يَنَامُ الْفَخَّةَ، قَالَ ابْنُ الأَعرابي الْفَخَّةُ أَن ينام

(1). قوله [في قوله إشراف] كذا في نسخة المؤلف وهو مكسور ولعله بحذف في ليتزن

ص: 41

عَلَى قَفَاهُ وَيَنْفُخَ مِنَ الشِّبَعِ؛ وَفِي حَدِيثِ

بِلَالٍ:

أَلا ليتَ شِعري، هَلْ أَبيتَنَّ لَيلَةً

بفَخٍّ، وحَوْلي إِذْخِرٌ وجَلِيلُ؟

فخٌّ: مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ، وَقِيلَ: وَادٍ دُفِنَ بِهِ عَبْدِ اللَّه بْنِ عُمَرَ، وَهُوَ أَيْضًا مَا أَقطعه النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، عُظَيْمَ بْنَ الحرث المحاربيَّ. والأَفعى لَهُ فَخِيخٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الْفَخِيخُ مِنْ أَصوات الْحَيَّاتِ شَبِيهٌ بِالنَّفْخِ، وَقَدْ يُقَالُ بِالْحَاءِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ، وَهِيَ أَعلى. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَما الأَفعى فإِنه يُقَالُ فِي فِعْلِهِ فَحَّ يَفُحُّ فَحِيحًا، بِالْحَاءِ، قَالَهُ الأَصمعي وأَبو خَيْرَةَ الأَعرابي، وَقَالَ شَمِرٌ: الْفَحِيحُ لِمَا سِوَى الأَسود مِنَ الْحَيَّاتِ، بِفِيهِ، كأَنه نَفَسٌ شَدِيدٌ، قَالَ: وَالْحَفِيفُ مِنْ جَرْشِ بَعْضِهِ بِبَعْضٍ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَمْ أَسمع لأَحد فِي الأَفعى وَسَائِرِ الْحَيَّاتِ فَخِيخًا، بِالْخَاءِ، وَهَذَا غَلَطٌ، اللَّهُمَّ إِلا أَن يَكُونَ لُغَةً لِبَعْضِ الْعَرَبِ لَا أَعرفها فإِن اللُّغَاتِ أَكثر مِنْ أَن يُحِيطَ بِهَا رَجُلٌ وَاحِدٌ. وَقَالَ الأَصمعي: فحَّت الأَفعى تَفِحُّ إِذا سمعتَ صَوْتَهَا مِنْ فَمِهَا، فأَما الْكَشِيشُ فَصَوْتُهَا مِنْ جِلْدِهَا. وامرأَة فَخٌّ وفَخَّةٌ: قَذِرَةٌ، قَالَ جَرِيرٌ:

وأُمُّكُمُ فَخٌّ قُذامٌ وخِنْدفٌ

وأَنشد الأَزهري لِلَّعِينِ الْمِنْقَرِيِّ:

أَلَسْتَ ابنَ سَوْداءِ المَحاجِرِ فَخَّةٍ،

لَهَا عُلْبَةٌ لَحْوَى، ورَطْبٌ مُجَزَّم

المُفَضَّل: فَخْفَخَ الرَّجُلُ إِذا فاخَرَ بِالْبَاطِلِ. والخَفْخَفَة والفَخْفَخَة: حَرَكَةُ الْقِرْطَاسِ وَالثَّوْبِ الْجَدِيدِ.

فدخ: فدَخَه يفْدَخُه فَدْخاً: شَدَخَهُ وَهُوَ رَطْبٌ. والفَدْخ: الْكَسْرُ. وفَدَخت الشَّيْءَ فَدْخًا: كسرته.

فرخ: الفَرْخ: وَلَدُ الطَّائِرِ، هَذَا الأَصل، وَقَدِ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ صَغِيرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالشَّجَرِ وَغَيْرِهَا، وَالْجَمْعُ الْقَلِيلُ أَفرُخ وأَفراخ وأَفرِخَةٌ نَادِرَةٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَفْواقُها حِذَةَ الجَفِيرِ، كأَنَّها

أَفْواهُ أَفْرِخَةٍ مِنَ النِّغْرانِ

وَالْكَثِيرُ فُرُخٌ وفِراخٌ وفِرْخانٌ؛ قَالَ:

مَعْها كفِرْخانِ الدجاجِ رُزَّخَا

دَرادِقاً، وهْيَ الشُّيوخُ فُرَّخَا

يَقُولُ: إِن هَؤُلَاءِ وإِن كَانُوا صِغَارًا فإِن أَكلهم أَكل الشُّيُوخِ. والأُنثى فَرْخَةٌ. وأَفْرَخَت الْبَيْضَةُ وَالطَّائِرَةُ وَفَرَّخَتْ، وَهِيَ مُفْرِخٌ ومُفَرِّخٌ: طَارَ لَهَا فَرْخ. وأَفرخ البيضُ: خَرَجَ فَرْخُهُ. وأَفرخ الطَّائِرُ: صَارَ ذَا فَرْخٍ؛ وفرَّخ كَذَلِكَ. واسْتَفْرَخُوا الحَمامَ: اتَّخَذُوهَا لِلْفِرَاخِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ: أَتاه قَوْمٌ فاستأْمروه فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، رضي الله عنه، فَنَهَاهُمْ وَقَالَ: إِن تَفْعَلُوهُ فَبَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه

؛ أَراد إِن تَقْتُلُوهُ تُهَيِّجُوا فِتْنَةً يَتَوَلَّى مِنْهَا شَيْءٌ كَثِيرٌ؛ كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ:

أَرى فِتْنَةً هَاجَتْ وَبَاضَتْ وَفَرَّخَتْ،

وَلَوْ تُركت طَارَتْ إِليها فراخُها

قَالَ ابْنُ الأَثير: وَنُصِبَ بَيْضًا بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ دَلَّ الْفِعْلُ الْمَذْكُورُ عَلَيْهِ تَقْدِيرُهُ فَلْيُفْرِخَنَّ بَيْضاً فَلْيُفْرِخَنَّه، كَمَا تَقُولُ زَيْدًا أَضرب ضَرَبْتُ «1» . أَي ضربت زيداً، فَحَذَفَ الأَول وإِلا فَلَا وَجْهَ لِصِحَّتِهِ بِدُونِ هَذَا التَّقْدِيرِ، لأَن الْفَاءَ الثَّانِيَةَ لَا بدَّ لَهَا مِنْ مَعْطُوفٍ عَلَيْهِ، وَلَا تَكُونُ لِجَوَابِ الشَّرْطِ لِكَوْنِ الأُولى كَذَلِكَ. وَيُقَالُ أَفرخت الْبَيْضَةُ إِذا خَلَتْ مِنَ الْفَرْخِ وأَفرختها أُمّها. وَفِي حَدِيثِ

(1). قوله [أضرب ضربت] كذا في نسخة المؤلف

ص: 42

عُمَرَ: يَا أَهل الشَّامِ، تَجَهَّزُوا لأَهل الْعِرَاقِ فإِن الشَّيْطَانَ قَدْ بَاضَ فِيهِمْ وَفَرَّخَ

أَي اتَّخَذَهُمْ مَقَرًّا وَمَسْكَنًا لَا يُفَارِقُهُمْ كَمَا يُلَازِمُ الطَّائِرُ مَوْضِعَ بَيْضِهِ وأَفراخه. وفَرْخُ الرأْسِ: الدماغُ عَلَى التَّشْبِيهِ كَمَا قِيلَ لَهُ الْعُصْفُورُ؛ قَالَ:

وَنَحْنُ كشَفْنا عَنْ مُعاويةَ الَّتِي

هِيَ الأُمُّ، تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِق

وَقَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

ويومَ جَعَلْنا البِيضَ فِيهِ، لعامِرٍ،

مُصَمَّمَةً، تَفْأَى فِراخَ الجَماجِمِ

يَعْنِي بِهِ الدِّمَاغَ. والفَرْخُ: مقدَّمُ دِمَاغِ الْفَرَسِ. والفَرْخُ: الزَّرْعُ إِذا تهيأَ للانشقاق بعد ما يطلُع؛ وَقِيلَ: هُوَ إِذا صَارَتْ لَهُ أَغصان؛ وَقَدْ فَرَّخَ وأَفرخ تَفْرِيخًا. اللَّيْثُ: الزَّرْعُ مَا دَامَ فِي البَذر فَهُوَ الْحَبُّ، فَإِذَا انْشَقَّ الْحَبُّ عَنِ الْوَرَقَةِ فَهُوَ الفَرْخ؛ فَإِذَا طَلَعَ رأْسه فَهُوَ الحَقْل. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه نَهَى عن بَيْعِ الفَرُّوخ بالمَكِيل مِنَ الطَّعَامِ

؛ قَالَ: الفَرُّوخ مِنَ السُّنْبُلِ مَا اسْتَبَانَتْ عَاقِبَتُهُ وَانْعَقَدَ حَبُّهُ وَهُوَ مِثلُ نَهْيِهِ عَنِ المُخاضَرة والمُحاقَلة. وأَفرخَ الأَمر وَفَرَّخَ: اسْتَبَانَتْ عَاقِبَتُهُ بَعْدَ اشْتِبَاهٍ. وأَفرخَ القومُ بيضَهم إِذا أَبدوا سِرَّهُمْ؛ يُقَالُ ذَلِكَ لِلَّذِي أَظْهرَ أَمرَهُ وأَخرج خَبَرَهُ لأَن إفراخَ الْبَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُهُ. وفَرَّخَ الرَّوْعُ وأَفْرَخَ: ذَهَبَ الفَزَع؛ يُقَالُ: لِيُفْرِخْ رَوْعُكَ أَي لِيَخْرُجْ عَنْكَ فَزَعُك كَمَا يَخْرُجُ الْفَرْخُ عَنِ الْبَيْضَةِ؛ وأَفْرِخْ رَوْعَك يَا فُلَانُ أَي سَكِّنْ جأْشَك. الأَزهري، أَبو عُبَيْدٍ: مِنْ أَمثالهم الْمُنْتَشِرَةِ فِي كَشْفِ الْكَرْبِ عِنْدَ الْمَخَاوِفِ عَنِ الْجَبَانِ قَوْلُهُمْ: أَفْرِخْ رَوْعَك؛ يَقُولُ: لِيَذْهَبْ رُعْبُك وفَزَعك فَإِنَّ الأَمر لَيْسَ عَلَى مَا تُحَاذِرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ: أَفْرِخْ رَوْعَكَ قَدْ وَلَّيْنَاكَ الْكُوفَةَ

؛ وَكَانَ يَخَافُ أَن يُوَلِّيَهَا غَيْرَهُ. وأَفْرَخَ فؤادُ الرَّجُلِ إِذَا خَرَجَ رَوْعُه وَانْكَشَفَ عَنْهُ الْفَزَعُ كَمَا تُفْرِخُ الْبَيْضَةُ إِذَا انْفَلَقَتْ عَنِ الْفَرْخِ فَخَرَجَ مِنْهَا؛ وأَصل الإِفراخ الِانْكِشَافُ مأْخوذ مِنْ إِفراخ الْبَيْضِ إِذا انْقَاضَ عَنِ الْفَرْخِ فَخَرَجَ مِنْهَا؛ قَالَ وَقَلَبَهُ ذُو الرُّمَّةِ لِمَعْرِفَتِهِ فِي الْمَعْنَى فَقَالَ:

جَذْلانَ قَدْ أَفْرَخَتْ عَنْ رُوعِه الكُرَبُ

قَالَ: والرَّوْعُ فِي الْفُؤَادِ كَالْفَرْخِ فِي الْبَيْضَةِ؛ وأَنشد:

فَقُلْ لِلْفُؤَادِ إِنْ نَزَا بِكَ نَزْوَةً

مِنَ الخَوْفِ: أَفرِخْ، أَكثرُ الرَّوعِ باطِلُه

وَقَالَ أَبو عبيد: أَفرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ لَهُ أَن يَسْكُنَ رَوْعُه وَيَذْهَبَ. وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وَكَذَلِكَ الشَّيْخُ الضَّعِيفُ. الأَزهري: وَيُقَالُ للفَرِقِ الرِّعْدِيدِ، قَدْ فرَّخَ تَفْريخاً؛ وأَنشد:

وَمَا رأَينا مِنْ مَعْشَرٍ يَنْتَخوا

مِنْ شَنا إِلا فَرَّخُوا «2»

. أَبُو مَنْصُورٍ: مَعْنَى فَرَّخُوا ضَعُفُوا كأَنهم فِرَاخٌ مِنْ ضَعْفِهِمْ؛ وَقِيلَ: مَعْنَاهُ ذَلُّوا. الْهَوَازِنِيُّ: إِذَا سَمِعَ صَاحِبُ الأَمَةِ الرعدَ والطَّحنَ فَرِخَ إِلى الأَرض أَي لَزِقَ بِهَا يُفْرِخُ فَرَخًا. وفَرِخَ الرَّجُلُ إِذا زَالَ فَزَعُهُ واطمأَن. والفَرِخُ: الْمُدَغْدِغُ مِنَ الرِّجَالِ. والفَرْخَة: السِّنَانُ الْعَرِيضُ. والفُرَيْخُ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ: قَيْنٌ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ النِّصَالُ الفُرَيْخِيَّة؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الشاعر:

(2). قوله [وَمَا رَأَيْنَا مِنْ مَعْشَرٍ إلخ] كذا في نسخة المؤلف وشطره الثاني ناقص ولهذا تركه السيد مرتضى كعادته فيما لم يهتد إلى صحته من كلام المؤلف

ص: 43

ومَقْذوذَيْنِ مِنْ بَرْيِ الفُرَيْخِ

وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ فُرَيخ قُرَيْشٍ، إِنما هُوَ عَلَى وَجْهِ الْمَدْحِ كَقَوْلِ الحُباب بْنُ الْمُنْذِرِ [أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ] وَالْعَرَبُ تَقُولُ: فُلَانٌ فُريخ قَوْمِهِ إِذَا كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَيُكْرِمُونَهُ، وَصُغِّرَ عَلَى وَجْهِ الْمُبَالَغَةِ فِي كَرَامَتِهِ. وفَرّوخ: مِنْ وَلَدِ إِبراهيم، عليه السلام. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: يَا بَنِي فَرّوخ

؛ قَالَ اللَّيْثُ: بَلَغَنَا أَن فَرّوخ كَانَ مِنْ وَلَدِ إِبراهيم، عليه السلام، وُلِدَ بَعْدَ إِسحاق وَإِسْمَاعِيلَ وَكَثُرَ نَسْلُهُ وَنَمَا عَدَدُهُ فَوَلَدَ الْعَجَمَ الَّذِينَ هُمْ فِي وَسَطِ الْبِلَادِ؛ وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

فإِنْ يَأْكلْ أَبو فَرّوخَ آكُلْ،

وَلَوْ كَانَتْ خَنانيصاً صِغَارَا

فَإِنَّهُ جَعَلَهُ أَعجميّاً فَلَمْ يَصْرِفْهُ لِمَكَانِ الْعُجْمَةِ وَالتَّعْرِيفِ.

فرسخ: الفَرْسَخُ: السُّكُونُ؛ وَقَالَتِ الْكِلَابِيَّةُ: فَرَاسِخُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَاتُهُمَا وأَوقاتهما؛ وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يَعْرِفُونَ مَوَاقِيتَ الدَّهْرِ وَفَرَاسِخَ الأَيام؛ قَالَ: حَيْثُ يأْخذ اللَّيْلُ مِنَ النَّهَارِ، وَالْفَرْسَخُ مِنَ الْمَسَافَةِ الْمَعْلُومَةِ فِي الأَرض مأْخوذ مِنْهُ. وَالْفَرْسَخُ: ثَلَاثَةُ أَميال أَو سِتَّةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَن صَاحِبَهُ إِذا مَشَى قَعَدَ وَاسْتَرَاحَ مِنْ ذَلِكَ كأَنه سَكَنَ، وَهُوَ وَاحِدُ الْفَرَاسِخِ؛ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. وَفِي حَدِيثِ

حُذَيْفَةَ: مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَن يُرْسَلَ عَلَيْكُمُ الشرُّ إِلَّا فَراسِخُ مِنْ ذَلِكَ

، حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي؛ وَفِي رِوَايَةٍ:

مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَن يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ فَراسِخَ إِلّا موتُ رجلٍ

، يَعْنِي عمرَ بنَ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه، فَلَوْ قَدْ مَاتَ صُبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: كُلُّ شيءٍ دَائِمٌ كَثِيرٌ لَا يَنْقَطِعُ فَرْسَخٌ. وَالْفَرْسَخُ: الرَّاحَةُ وَالْفُرْجَةُ؛ وَيُقَالُ لِلشَّيْءِ الَّذِي لَا فُرْجَةَ فِيهِ: فَرْسَخٌ، كأَنه عَلَى السَّلْبِ. وَانْتَظَرْتُكَ فَرْسَخًا مِنَ اللَّيْلِ أَو مِنَ النَّهَارِ أَي طَوِيلًا، وكأَن الْفَرْسَخَ أُخذ مِنْ هَذَا. وفَرْسَخَتْ عَنْهُ الحمَّى وتَفَرْسَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ: انْكَسَرَتْ وَبَعُدَتْ، وَكَذَلِكَ غَيْرُهَا مِنَ الأَمراض. وَالْفَرْسَخُ: السَّاعَةُ مِنَ النَّهَارِ؛ قَالَ أَبو زِيَادٍ: مَا مُطِرَ الناسُ مِنْ مَطَرٍ بَيْنَ نَوْأَيْنِ إِلا كَانَ بَيْنَهُمَا فَرْسَخٌ. قَالَ: وَالْفَرْسَخُ انْكِسَارُ الْبَرْدِ. وَقَالَ بَعْضُ الْعَرَبِ: أَعصبت السَّمَاءُ أَياماً بعَين مَا فِيهَا فَرْسَخٌ؛ والعَين: أَنْ يَدُومَ الْمَطَرُ أَياماً. وَقَوْلُهُ: مَا فِيهَا فَرْسَخٌ يَقُولُ: لَيْسَ فِيهَا فُرْجَةٌ وَلَا إِقلاع. قَالَ: وإِذا احْتَبَسَ الْمَطَرُ اشتدَّ الْبَرْدُ فإِذا مُطِرَ النَّاسُ كَانَ لِلْبَرْدِ بَعْدَ ذَلِكَ فَرْسَخٌ أَي سُكُونٌ، مِنْ قَوْلِكَ فَرْسَخَ عَنِّي الْمَرَضُ، وافْرَنْسَخَ أَي تَبَاعَدَ.

فرضخ: الفِرْضاخُ: الْعَرِيضُ؛ يُقَالُ: فَرَسٌ فِرْضاخَةٌ وقَدم فِرْضاخَة وفِرْضاخٌ. والفِرْضاخُ: النَّخْلَةُ الْفَتِيَّةُ؛ وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الشَّجَرِ. وَرَجُلٌ فَرِضَاخٌ: عَرِيضٌ غَلِيظٌ كَثِيرُ اللَّحْمِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ فَرِضَاخٌ وامرأَة فرضاخِيَّة، وَالْيَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ. وامرأَة فِرْضَاخَةٌ: لَحِيمَة عَرِيضَةٌ. وَفِي حَدِيثِ

الدَّجَّالِ: أَن أُمه كَانَتْ فِرْضَاخَةً

أَي ضَخْمَةً عَرِيضَةَ الثَّدْيَيْنِ. وَمِنْ أَسماء الْعَقْرَبِ: الفِرْضخ والشَّوْشَبُ وتَمْرَةُ، لَا ينصرف.

فرفخ: الفَرْفَخُ والفَرْفَخَةُ: البَقْلة الْحَمْقَاءُ وَلَا تَنْبُتُ بِنَجْدٍ وَتُسَمَّى الرِّجْلَةُ؛ قَالَ أَبو حَنِيفَة: وَهِيَ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

ودُسْتُهُم كَمَا يُداسُ الفَرْفَخُ،

يُؤكلُ أَحْياناً، وحِيناً يُشْدَخُ

فسخ: فسَخَ الشيءَ يفسَخُه فَسْخاً فانْفَسَخَ: نَقَضَه فانتَقَض. وتفاسَخَت الأَقاويل: تَناقَضَت. والفَسْخُ:

ص: 44

زَوَالُ المَفْصِل عَنْ مَوْضِعِهِ. وفسختُ يدَه أَفسَخُها فَسْخًا، بِغَيْرِ أَلف، إِذا فَكَكْتَ مَفْصِله مِنْ غَيْرِ كَسْرٍ. وفسخَ المَفْصلَ يفسَخه فسْخاً وفَسَّخَه فانْفَسَخَ وتفسَّخ: أَزاله عَنْ مَوْضِعِهِ. وَيُقَالُ: وَقَعَ فُلَانٌ فَانْفَسَخَتْ قَدَمُهُ وَفَسَخْتُهُ أَنا وَتَفَسَّخَ عَنِ الْعَظْمِ وَتَفَسَّخَ الْجِلْدُ عَنِ الْعَظْمِ، وَلَا يُقَالُ إِلَّا لشَعر الْمَيْتَةِ وَجِلْدِهَا. وَتَفَسَّخَتِ الفأْرة فِي الْمَاءِ: تَقَطَّعَتْ. والفَسْخ: الضَّعِيفُ الَّذِي يَنْفَسِخُ عِنْدَ الشِّدَّةِ. وَاللَّحْمُ إِذا أَصَلَّ انفَسَخ، وانفَسَخَ اللحمُ وَتَفَسَّخَ: انخَضَدَ عَنْ وَهَنٍ أَو صُلُولٍ. وَتَفَسَّخَ الشَّعَرُ عَنِ الْجِلْدِ: زَالَ وَتَطَايَرَ، وَلَا يُقَالُ إِلّا لِشَعَرِ الْمَيْتَةِ. وفَسِخَ رأْيُه فَسَخاً فَهُوَ فَسِخٌ: فَسَدَ. وفَسَخَه فَسْخاً: أَفسده: وَيُقَالُ: فَسَخْتُ البَيْعَ بَيْنَ البيِّعَين والنكاحَ فَانْفَسَخَ البيعُ والنكاحُ أَي نَقَضْتُهُ فَانْتَقَضَ؛ وَفِي الْحَدِيثِ:

كَانَ فَسْخُ الحجِّ رُخْصَةً لأَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم

، وَهُوَ أَن يَكُونَ نَوَى الْحَجَّ أَوَّلًا ثُمَّ يبطله وينقضه وَيَجْعَلُهُ عُمْرَةً وَيُحِلُّ ثُمَّ يَعُودُ يُحْرِمُ بِحَجَّةٍ، وَهُوَ التَّمَتُّعُ أَو قَرِيبٌ مِنْهُ. وَفِيهِ فَسْخ وفَسْخة إِذا كَانَ ضَعِيفَ الْعَقْلِ وَالْبَدَنِ. والفَسْخ: الَّذِي لَا يَظْفَرُ بِحَاجَتِهِ. وفسَخَ الشيءَ: فرَّقه. وأَفْسَخَ القرآنَ: نَسِيَهُ. وتفسَّخَ الرُّبَعُ تَحْتَ الحِمل الثَّقِيلِ، وَذَلِكَ إِذا لَمْ يُطِقْهُ. وفَسَخْتُ عَنِّي ثَوْبِي إِذا طرحته.

فشخ: الفَشْخُ: اللَّطْمُ وَالصَّفْعُ فِي لَعِبِ الصِّبْيَانِ وَالْكَذِبُ فِيهِ؛ فشَخه يفشَخه فشْخاً. وفشَخَ الصِّبْيَانُ فِي لَعِبِهِمْ فشْخاً: كَذَبُوا فِيهِ وَظَلَمُوا. وفَنْشَخَ وفَشَخَ: أَعيا.

فصخ: ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَصْخُ التَّغَابِي عَنِ الشَّيْءِ وأَنت تَعْلَمُهُ. يُقَالُ: فَصَخْتُ عَنْ ذَلِكَ الأَمر فصْخاً؛ وَيُقَالُ: فَصَخَ يَدَهُ وَفَسَخَهَا إِذا أَزال عَنْ مَفْصِلِهِ؛ حكَى الصادَ عَنْ أَبي الدُّقيش. أَبو حَاتِمٍ: فصَخَ النعامُ بِصَوْمِهِ إِذا رمى به.

فضخ: الفضْخ: كَسْرُ كُلِّ شَيْءٍ أَجوف نَحْوَ الرأْس وَالْبِطِّيخِ؛ فَضَخَه يفْضَخُه فضْخاً وَافْتَضَخَهُ. وَفَضَخَ رأْسه: شَدَخَهُ. وانفَضَخَ سَنامُ الْبَعِيرِ: انْشَدَخَ. وأَفضَخ العنقودُ: حَانَ وَصَلَحَ أَن يُفْتَضَخَ ويُعْتَصر مَا فِيهِ. وفضَخ الرُّطَبة وَنَحْوَهَا مِنَ الرطْب يفضَخها فَضْخًا: شَدَخَهَا. والفَضِيخُ: عَصِيرُ العنَب، وَهُوَ أَيضاً شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ البُسر الْمَفْضُوخِ وَحْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَن تَمَسَّهُ النَّارُ، وَهُوَ الْمَشْدُوخُ. وفضَخْتُ الْبُسْرَ وافتَضَخْته؛ قَالَ الرَّاجِزُ:

بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضيخ فَفسَد

يَقُولُ: لَمَّا طَلَعَ سُهَيْلٌ ذَهَبَ زَمَنُ الْبُسْرِ وأَرطب فكأَنه بَالَ فِيهِ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ الْمَفْضُوخُ لَا الْفَضِيخُ؛ الْمَعْنَى: أَنه يُسْكِرُ شَارِبَهُ فَيَفْضَخُهُ. وَسُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنِ الْفَضِيخِ فَقَالَ: لَيْسَ بِالْفَضِيخِ وَلَكِنْ هُوَ الْفَضُوخُ، فَعُولٌ مِنَ الْفَضِيخَةِ، أَراد يُسْكِر شاربَه فيفضَخه، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الْفَضِيخِ فِي الْحَدِيثِ. والمِفْضَخَة: حَجَرٌ يُفْضَخُ بِهِ الْبُسْرُ وَيُجَفَّفُ. وَالْمَفَاضِخُ: الأَواني الَّتِي يُنْبَذُ فِيهَا الْفَضِيخُ. وَكُلُّ شَيْءٍ اتسعَ وعَرُض، فَقَدِ انْفَضَخَ. وانفَضَخَت القُرْحة وغيرُها: انفَتَحَت وَانْعَصَرَتْ. وَدَلْوٌ مِفْضَخَةٌ: وَاسِعَةٌ؛ قَالَ:

كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ،

مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ

وَقَدْ قِيلَ فِي الدَّلْوِ: انْفَضَجَتْ، بِالْجِيمِ. وَانْفَضَخَ الْعَرَقُ. وَيُقَالُ: انْفَضَخَتِ الْعَيْنُ، بِالْخَاءِ، إِذا انفقأَت.

ص: 45

أَبو زَيْدٍ: فضَخْتُ عينَه فَضْخة وفقأْتها فَقْأً وَهُمَا وَاحِدٌ لِلْعَيْنِ وَالْبَطْنِ، وَكُلُّ وِعَاءٍ فِيهِ دُهْنٌ أَوْ شَرَابٌ .. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، أَنه قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً فسأَلت الْمِقْدَادَ أَن يسأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِذا رأَيت الْمَذْيَ فتوضأْ وَاغْسِلْ مَذاكِيرَك، وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ فَاغْتَسِلْ

؛ يُرِيدُ الْمَنِيَّ. وفَضْخُ الماءِ: دَفْقُه. وَانْفَضَخَ الدَّلْوُ إِذا دَفَقَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَاءِ. قَالَ: وَالدَّلْوُ يُقَالُ لَهَا المِفْضَخة. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قِيلَ لَهُ مَا الإِناء؟ فَقَالَ: حَيْثُ تَفْضَخ الدلوْ أَي تَدْفَقُ فَتَفِيضُ فِي الإِناء. وَيُقَالُ: بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ؛ وَهُوَ شِدَّةُ الْبُكَاءِ وَكَثْرَةُ الدَّمْعِ. وَالْقَارُورَةُ تَنْفَضِخُ إِذا تَكَسَّرَتْ فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا شَيْءٌ. وَالسِّقَاءُ يَنْفَضِخُ وَهُوَ مَلْآنُ فَيَنْشَقُّ وَيَسِيلُ مَا فِيهِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ لِلَّبَنِ الَّذِي أُكثر مَاؤُهُ حَتَّى رَقَّ، هُوَ أَبيض مِثْلُ السَّمار؛ وَمِثْلُهُ الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مِثْلُهُ، بِضَمِّ الشِّينِ، وَكَذَلِكَ البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ، وَقِيلَ: هو الشُّهابُ.

فقخ: فَقَخَه فَقْخاً: كَقَفَخَهُ، والله أَعلم.

فلخ: شَمِرٌ: فَلَخْتُه وقَفَخْتُه إِذا أَوضَحتَه وسَلَعْته أَيضاً. والفَيْلَخ: أَحَدُ رَحَيَيِ الماءِ وَالْيَدِ السُّفْلَى مِنْهُمَا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:

ودُرْنا كَمَا دارَتْ على القُطْبِ فَيْلَخُ.

فلذخ: الفَلْذَخُ: اللَّوْزِينَج.

فنخ: فَنَخَه يفنَخُه فَنْخاً وفُنوخاً: أَثخنه. وفَنَخَ رأْسَه بِالشَّيْءِ يفنَخه فَنْخاً عَلَى ذَلِكَ الْمِثَالِ: فتَّ عَظْمُهُ مِنْ غَيْرِ شِقٍّ يَبِينُ وَلَا إِدْماء، وَقِيلَ: هُوَ ضَرْبُكَ إِياه بِالْعَصَا، شَقَّهُ أَو لَمْ يَشُقَّهُ. والفَنْخ: الغلَبة وَالْقَهْرُ، وَقِيلَ: هُوَ أَقبح الذلِّ وَالْقَهْرِ، فَنَخه يَفنَخه فَنْخاً، وَهُوَ فَنَيخ، وفَنَّخه وتَفَنَّخه، قَالَ رؤْبة:

لمَّا تَفَنَّخْنا بهنَّ المَجْدا

وفَنَّخه الأَمر: قَهَرَهُ وَذَلَّلَهُ، وَكَذَلِكَ التَّفْنِيخُ. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ، وَذَكَرَتْ عُمَرَ، رضي الله عنهما: ففنَخ الكفَرة

أَي أَذَلَّها وَقَهَرَهَا. وَالْفَنِيخُ: الرِّخو الضَّعِيفُ، وَقَالَتِ امرأَة: مَا لِي وَلِلشُّيُوخِ، يَمْشُونَ كَالْفُرُوخِ، والحَوْقَل الفَنِيخ. وَيُقَالُ لِلشَّيْخِ أَيضاً: فَنِيخٌ. وَفِي حَدِيثِ

المتعةِ: بُرْدُ هَذَا غَيْرُ مَفْنُوخٍ

أَي غَيْرُ خَلَق وَلَا ضَعِيفٍ. يُقَالُ: فَنَخْت رأْسَه وفنَّخْتُه أَي شَدَخْتُهُ وَذَلَّلْتُهُ. وَرَجُلٌ مِفْنَخ، بِكَسْرِ الْمِيمِ، إِذا كَانَ مِمَّنْ يُذِلُّ أَعداءه ويَشُج رأْسهم كَثِيرًا، قَالَ الْعَجَّاجُ:

تاللَّه لَوْلَا أَن يحُشَّ الطُّبَّخُ

بيَ الجحيمَ، حَيْثُ لَا مُسْتَصْرَخ

لِعَلِمِ الأَقوامُ أَني مِفنَخ

لِهامِهم، أَرُضُّه وأَنْقَخُ

أَمَّ الصَّدَى عَنِ الصَّدَى وأَصمُخُ

وفنَّختُه تَفْنِيخًا، وفنّخته أَي أَذللته.

فنشخ: التَّهْذِيبُ: يُقَالُ فَنْشَخَه فِنْشاخاً وَزَلْزَلَهُ زِلْزَالًا بِمَعْنًى واحد.

فنقخ: التَّهْذِيبُ الْفَرَّاءُ: داهِيَةٌ فِنْقَخٌ؛ قَالَ الرَّاوِيُ: هَكَذَا أَسمعنيه الْمُنْذِرِيُّ فِي نَوَادِرِ الفراء.

فوخ: فَاخَ الْمِسْكُ يَفُوخُ وَيفيخ فَوخاناً: سَطَعَ مِثْلُ فَاحَ. الْفَرَّاءُ: فَاحَتْ رِيحُهُ وَفَاخَتْ أَخذت بِنَفْسِهِ وَفَاحَتْ دُونَ ذَلِكَ. الأَصمعي: فَاخْتُ مِنْهُ رِيحٌ طَيِّبَةٌ تَفُوخُ وَتَفِيخُ مِثْلُ فَاحَتْ. وَفَاخَ الرَّجُلُ يَفُوخُ فَوْخاً

ص: 46