الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالْعُلَبُ: أَقداح مِنْ جُلُودٍ، الْوَاحِدُ عُلْبَةٌ، يُحْلَبُ فِيهِ اللَّبَنُ وَيُشْرَبُ أَي لَيْسَتْ دَعْدُ هَذِهِ مِمَّنْ تَشْتَمِلُ بِثَوْبِهَا وَتَشْرَبُ اللَّبَنَ بِالْعُلْبَةِ كنساءِ الأَعراب الشَّقِيَّاتِ، وَلَكِنَّهَا مِمَّنْ نشأَ فِي نِعَمَةٍ وكَسي أَحسنَ كُسْوَةٍ. وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الأَعراب: يُقَالُ لأُمِّ خُبَينٍ دَعْدٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعرفه.
دَوَدَ: الدُّودُ: وَاحِدَتُهُ دُودَة، التَّهْذِيبُ: دُودَةٌ وَاحِدَةٌ ودُود كَثِيرٌ ثُمَّ دُودَان جَمْعٌ، وَجَمْعُ الدُّودِ دِيدان، وَالتَّصْغِيرُ دُويد وَقِيَاسُهُ دُويدة، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: قَالَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَهُوَ وَهْمٌ مِنْهُ وَقِيَاسُهُ دُويد كَمَا صَغَّرَتْهُ الْعَرَبُ، لأَنه جِنْسٌ بِمَنْزِلَةِ تَمْرٍ وَقَمْحٍ جَمْعُ تَمْرَةٍ وَقَمْحَةٍ فَكَمَا تَقُولُ فِي تَصْغِيرِهِمَا تُمَيْرٌ وَقُمَيْحٌ كَذَلِكَ تَقُولُ فِي تَصْغِيرِ دُودٍ دُوَيْدٌ، وَقَدْ دَادَ الطَّعَامُ يدادُ دَوْداً، وأَداد يُدِيدُ، ودَوَّد يُدَوِّدُ ودِيدَ: صَارَ فِيهِ الدُّودُ فَهُوَ مَدُودٌ كُلُّهُ بِمَعْنَى إِذا وَقَعَ فِيهِ السُّوسُ، وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنَّ الْمُؤَذِّنِينَ لَا يدادُون
أَي لَا يأْكلهم الدُّودُ، وَقَالَ زُرارَةُ بْنُ صَعب بْنِ دَهْرٍ يُخَاطِبُ الْعَامِرِيَّةَ وَكَانَتْ خَرَجَتْ مِنَ الْيَمَامَةِ فِي سَفَرٍ تَمْتَارُ طَعَامًا، فَخَرَجَ مَعَهَا زُرَارَةُ بْنُ صَعْبٍ فأَخذه بَطْنُهُ فَكَادَ يَتَخَلَّفُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَقَالَتِ الْعَامِرِيَّةُ:
لَقَدْ رأَيتُ رَجُلًا دَهْرِيَّا،
…
يَمْشِي وراءَ الْقَوْمِ سَيْتَهِيَّا،
كأَنه مُضْطَغِنٌ صبيَّا
فَقَالَ زُرَارَةُ يَعْنِيهَا:
قَدْ أَطعَمَتْني دَقَلًا حَوْلِيَّا،
…
مُسَوَّساً مُدَوَّداً حَجْريَّا
السَّيْتَهِيُّ: الَّذِي يجيءُ خَلْفَ الْقَوْمِ فَيَنْظُرُ أَستاههم، وَاضْطَغَنْتُ الشيءَ إِذا حَمَلْتَهُ تَحْتَ حِضْنِك، وَالدَّقَلُ: أَردأُ التَّمْرِ، والحَجريُّ: الْمَنْسُوبُ إِلَى حَجْر، قَصَبة بِالْيَمَامَةِ. ابْنُ الأَعرابي: الدُّوَاديُّ مأْخوذ مِنَ الدُّوَاد وَهُوَ الخَضْفُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنَ الإِنسان، وَبِهِ كُنِّيَ أَبو دُوادٍ الإِيادي. ودُودانُ: قَبِيلَةٌ مِنْ بَنِي أَسد وَهُوَ دُودانُ بْنُ أَسد بْنِ خُزَيْمَةَ، الأَصمعي: الدَّوَادي آثَارُ أَراجيح الصِّبْيَانِ، وَاحِدَتُهَا دَوْداة، قَالَ:
كأَنني فَوْقَ دَوْداةٍ تَقْلِبُنِي «2»
وأَبو دُوَادَ: شَاعِرٌ مِنْ إِياد. وَدَاوُدُ: اسْمٌ أَعجمي لَا يُهْمَزُ. وَفِي حَدِيثِ
سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: مَنَعْتُهُمْ أَن يَبِيعُوا الدَّادِيَ
«3» ؛ هُوَ حَبٌّ يُطْرَحُ فِي النَّبِيذِ فَيَشْتَدُّ حَتَّى يسكر
فصل الذال المعجمة
ذرود: ذِرْوَدٌ: اسْمُ جَبَلٍ.
ذود: الذَّوْد: السَّوق وَالطَّرْدُ وَالدَّفْعُ. تَقُولُ: ذُدْتُه عَنْ كَذَا، وَذَادَهُ عَنِ الشيءِ ذَوْداً وذِياداً، وَرَجُلٌ ذَائِدٌ أَي حَامِي الْحَقِيقَةِ دَفَّاعٌ، مِنْ قَوْمٍ ذُوَّدٍ وذُوَّادٍ؛ وذَادَه وأَذاده: أَعانه عَلَى الذِّيادِ. وَفِي حَدِيثِ الْحَوْضِ:
إِني لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ عَنْهُ لأَهل الْيَمَنِ
أَي أَطردهم وأَدفعهم؛ وَفِي الْحَدِيثِ:
لَيُذادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي
أَي ليُطْرَدَنَّ، وَيُرْوَى
فَلَا تُذادُنَ
أَي لَا تَفْعَلُوا فِعْلًا يُوجِبُ طَرْدَكُمْ عنه؛ قال ابن أَثير: والأَول أَشبه، وَفِي الْحَدِيثِ:
وأَما إِخواننا بَنُو أُمية فَقَادَةٌ ذادَةٌ
؛ الذادة جمع
(2). قوله [الدوادي آثار إلخ] عبارة القاموس وشرحه الدوداة الجلبة والأرجوحة وقيل: هي صوت الأرجوحة فقول الشاعر فوق دوداة أي أرجوحة.
(3)
. قوله [وفي حديث سفيان إلخ] المناسب ذكره في باب الذال المعجمة كما ذكره في النهاية والقاموس إلا أن يكون روي بالدالين المهملتين.
ذَائِدٍ وَهُوَ الْحَامِي الدَّافِعُ؛ قِيلَ: أَراد أَنهم يَذُودُونَ عَنِ الْحُرَمِ. والمِذْوَدُ: اللسانُ لأَنه يُذَادُ بِهِ عَنِ العِرض؛ قَالَ عَنْتَرَةُ:
سيأْتيكمُ مِنِّي، وإِن كُنْتُ نَائِيًا،
…
دخانُ العَلَنْدى دُونَ بَيْتِي، ومِذودي
قَالَ الأَصمعي: أَراد بِمِذْوَدِهِ لِسَانَهُ، وَبِبَيْتِهِ شَرَفَه؛ وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:
لِسَانِي وَسَيْفِي صَارِمَانِ كِلَاهُمَا،
…
وَيَبْلُغُ مَا لَا يَبْلُغُ السيفُ مِذْوَدِي
ومِذْوَدُ الثَّوْرِ: قَرْنُهُ؛ وَقَالَ زُهَيْرُ يَذْكُرُ بَقَرَةً:
ويَذُبُّها عَنْهَا بأَسْحَمَ مِذْوَدِ
وَيُقَالُ: ذُدت فَلَانًا عَنْ كَذَا أَذُودُه أَي طَرَدْتُهُ فأَنا ذَائِدٌ وَهُوَ مَذُود. ومَعْلَفُ الدَّابَّةِ: مِذْوَدُه؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَذادُ والمَراد المَرْتَع؛ وأَنشد:
لَا تَحْبِسا الحَوْساءَ فِي المَذادِ
وذُدت الإِبل أَذودها ذَوْذاً إِذا طَرَدْتُهَا وَسُقْتُهَا، وَالتَّذْوِيدُ مِثْلُهُ، والمُذِيدُ: المُعِين لَكَ عَلَى مَا تَذُودُ، وَهَذَا كَقَوْلِكَ: أَطلبت الرَّجُلَ إِذا أَعنته على ما طِلْبَتِهِ، وأَحلبته أَعنته عَلَى حَلْبِ نَاقَتِهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ناديتُ فِي الْقَوْمِ: أَلا مُذِيدا؟
والذَّوْدُ: لِلْقَطِيعِ مِنَ الإِبل الثَّلَاثِ إِلى التِّسْعِ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الْعَشْرِ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَنَحْوَ ذَلِكَ حَفِظْتُهُ عَنِ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: مِنْ ثَلَاثٍ إِلى خَمْسَ عَشْرَةَ، وَقِيلَ: إِلى عِشْرِينَ وفُوَيقَ ذَلِكَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلى الثَّلَاثِينَ، وَقِيلَ: مَا بَيْنَ الثِّنْتَيْنِ وَالتِّسْعِ، وَلَا يَكُونُ إِلّا مِنَ الإِناث دُونَ الذُّكُورِ؛ وَقَالَ
النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ مِنَ الإِبل صَدَقَةٌ
، فأَنثها فِي قَوْلِهِ خُمْسِ ذَوْدٍ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: الذَّود مؤَنث وَتَصْغِيرُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ تَوَهَّمُوا بِهِ الْمَصْدَرَ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
ذَوْدُ صَفايا بَيْنَهَا وَبَيْنِي،
…
مَا بَيْنَ تِسْعٍ وإِلى اثْنَتَيْنِ،
يُغْنِينَنا مِنْ عَيْلة ودَين
وَقَوْلُهُمُ: الذَّوْدُ إِلى الذَّود إِبل يَدُلُّ عَلَى أَنها فِي مَوْضِعِ اثْنَتَيْنِ لأَن الثِّنْتَيْنِ إِلى الثِّنْتَيْنِ جَمْعٌ؛ قَالَ: والأَذوادُ جَمْعُ ذَوْدٍ، وَهِيَ أَكثر مِنَ الذَّوْدِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَدْ جَعَلَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، فِي قَوْلِهِ
لَيْسَ فِي أَقل مِنْ خُمْسِ ذَوْدٍ صَدَقَةٌ
، جَعَلَ النَّاقَةَ الْوَاحِدَةَ ذَوْدًا؛ ثُمَّ قَالَ: وَالذَّوْدُ لَا يَكُونُ أَقل مِنْ نَاقَتَيْنِ؛ قَالَ: وَكَانَ حَدُّ خَمْسِ ذَوْدٍ عَشْرًا مِنَ النُّوقِ وَلَكِنَّ هَذَا مِثْلُ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ يَعْنُونَ بِهِ ثَلَاثَةً، وَكَانَ حَدُّ ثَلَاثَةِ فِئَةٍ أَن يَكُونَ جَمْعًا لأَن الْفِئَةَ جَمْعٌ؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: رأَيت ثَلَاثَةَ نَفَرٍ وَتِسْعَةَ رَهْطٍ وَمَا أَشبهه؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَالْحَدِيثُ عَامٌّ لأَن مَنْ مَلَكَ خَمْسَةً مِنَ الإِبل وَجَبَتْ عَلَيْهِ فِيهَا الزَّكَاةُ ذُكُورًا كَانَتْ أَو إِناثاً، وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ الذَّوْدِ فِي الْحَدِيثِ، وَالْجَمْعُ أَذواد؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
وَمَا أَبْقَت الأَيامُ مِ المالِ عِنْدَنا،
…
سوى حِذْم أَذواد مُحَذَّفَة النَّسل
مَعْنَى مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ: لَا نَسْلَ لَهَا يَبْقَى لأَنهم يَعْقِرُونَهَا وَيَنْحَرُونَهَا، وَقَالُوا: ثَلَاثُ أَذواد وَثَلَاثُ ذَوْد، فأَضافوا إِليه جَمِيعَ أَلفاظ أَدنى الْعَدَدِ جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَذواد؛ قَالَ الْحُطَيْئَةُ:
ثلاثةُ أَنُفسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ،
…
لَقَدْ جَارَ الزمانُ عَلَى عِيَالِي
وَنَظِيرُهُ: ثَلَاثَةُ رَحْلَة جَعَلُوهُ بَدَلًا مِنْ أَرحال؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا كُلُّهُ قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَلَهُ نَظَائِرُ. وَقَدْ