الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمُقَيَّدُ: مَوْضِعُ القَيْدِ مِنْ رِجْل الْفَرَسِ وَالْخَلْخَالِ مِنَ المرأَة. وَفِي حَدِيثِ
قَيْلَةَ: الدَّهْناءُ مُقَيَّد الْجَمَلِ
؛ أَرادت أَنها مُخْصِبَة مُمْرِعَة وَالْجَمَلُ لَا يَتَعدّى مَرْتَعَه. والمُقَيَّدُ هَاهُنَا: الموضِعُ الَّذِي يُقَيَّدُ فِيهِ أَي أَنه مكانٌ يَكُونُ الْجَمَلُ فِيهِ ذَا قَيْد. وَفِي الْحَدِيثِ:
قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْك
أَي أَن الإِيمان يمنع عن الفتك كَمَا يَمْنَعُ القَيْدُ عَنِ التَّصَرُّفِ، فكأَنه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ فِي صِفَةِ الْفَرَسِ: قَيْدُ الأَوابد.
فصل الكاف
كأد: تَكأَّدَ الشيءَ: تَكَلَّفَه. وتَكاءَدَني الأَمْرُ: شَقَّ عليَّ، تَفَاعَلَ وتَفَعَّل بِمَعْنًى. وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ:
وَلَا يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عَنْ مُذْنِبٍ
أَي يَصْعُبُ عَلَيْكَ ويَشُقُّ. قَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رضي الله عنه: مَا تَكَأَّدَني شيءٌ مَا تَكَأَّدَني خُطْبَةُ النِّكَاحِ
أَي صَعُبَ عليَّ وثقُلَ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَذَلِكَ فِيمَا ظَنَّ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ أَن الْخَاطِبَ يَحْتَاجُ إِلى أَن يَمْدَحَ الْمَخْطُوبَ لَهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، فَكَرِهَ عُمَرُ الْكَذِبَ لِذَلِكَ؛ وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: عُمَرُ، رحمه الله، يَخْطُبُ فِي جَرادَةٍ نَهَارًا طَوِيلًا فَكَيْفَ يُظَنُّ أَنه يَتَعَايَا بِخُطْبَةِ النِّكَاحِ وَلَكِنَّهُ كَرِهَ الْكَذِبَ. وَخَطَبَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لِعَبُودَةَ الثقَفيّ فَضَاقَ صَدْرُهُ حَتَّى قَالَ: إِن اللَّهَ قد سَاقَ إِليكم رِزْقًا فَاقْبَلُوهُ؛ كَرِهَ الْكَذِبَ. وتَكاءَدَني: كَتَكَأَّدَني. وتَكَأَّدَتْه الأُمورُ إِذا شَقَّتْ عَلَيْهِ. أَبو زَيْدٍ: تَكَأَّدْتُ الذهابَ إِلى فُلَانٍ تَكَؤُّداً إِذا مَا ذَهَبْتَ إِليه عَلَى مَشَقَّةٍ. وَيُقَالُ: تَكَأَّدَني الذهابُ تَكَؤُّداً إِذا مَا شَقَّ عَلَيْكَ. وتَكأَّدَ الأَمْرَ: كابَدَه وصَلِيَ بِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
ويَوْمُ عَماسٍ تَكَأَّدْتُه
…
طَويلَ النهارِ قَصِيرَ الغَدِ «3»
وعقَبَةٌ كَؤُود وكَأْداءُ: شاقَّة المَصْعَدِ صَعْبَةُ المُرْتَقى؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
وَلِمَ تَكَأَّدْ رُجْلَتي كأْداؤُه،
…
هيهاتَ مِن جَوْزِ الفَلاةِ ماؤُه
وَفِي حَدِيثِ
أَبي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ بَيْنَ أَيدينا عَقَبَةً كَؤُوداً لَا يَجُوزُها إِلا الرجلُ المُخِفُّ.
وَيُقَالُ: هِيَ الكؤَداءُ وهي الصُّعَداءُ. والكَؤُودُ: المُرْتَقى الصَّعْبُ، وَهُوَ الصَّعُودُ. ابْنُ الأَعرابي: الكَأْداءُ الشِّدَّةُ والخَوْفُ والحِذارُ، وَيُقَالُ: الهَوْلُ وَاللَّيْلُ الْمُظْلِمُ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ: وتَكَأَّدَنا ضِيقُ المَضْجَعِ.
واكْوَأَدَّ الشيخُ: أُرْعِشَ مِنَ الكِبَرِ.
كبد: الكَبِدُ والكِبْدُ، مِثْلُ الكَذِب والكِذْب، وَاحِدَةُ الأَكْباد: اللُّحْمَةُ السوْداءُ فِي الْبَطْنِ، وَيُقَالُ أَيضاً كَبْد، لِلتَّخْفِيفِ، كَمَا قَالُوا للفَخِذ فَخْذ، وَهِيَ مِنَ السَّحْر فِي الْجَانِبِ الأَيمن، أُنْثى وَقَدْ تُذَكَّرُ؛ قَالَ ذَلِكَ الْفَرَّاءُ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَطْ، وَالْجَمْعُ أَكبادٌ وكُبُودٌ. وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه. أَبو زَيْدٍ: كَبَدْتُه أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه. وإِذا أَضرَّ الْمَاءُ بِالْكَبِدِ قِيلَ: كَبَدَه، فَهُوَ مَكْبود. قَالَ الأَزهريّ: الْكَبِدُ مَعْرُوفٌ وموضِعُها مِنْ ظَاهِرٍ يُسَمَّى كَبِدًا. وَفِي الْحَدِيثِ:
فَوَضْعُ يَدِهِ عَلَى كَبِدي
وإِنما وَضَعَهَا عَلَى جَنْبِهِ مِنَ الظَّاهِرِ؛ وقيل أَي ظاهر
(3). قوله [عماس] ضبط في الأَصل بفتح العين، وفي القاموس: العماس كسحاب الحرب الشديدة، ولياقوت في معجمه: عماس، بكسر العين، اليوم الثالث من أَيام القادسية ولعله الأنسب
جَنْبي مِمَّا يَلِي الكَبِد. والأَكْبَدُ الزائدُ: مَوْضِع الكبِد؛ قَالَ رؤْبة:
أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا «1»
. يَصِفُ جَمَلًا مُنْتَفِخَ الأَقراب. والكُبادُ: وَجَعُ الكَبِدِ أَو دَاءٌ؛ كَبِدَ كَبَداً، وَهُوَ أَكْبَدُ. قَالَ كُرَاعٌ: وَلَا يُعْرَفُ دَاءٍ اشْتُقَّ مِنِ اسْمِ العُضْو إِلا الكُباد مِنَ الكَبِد، والنُّكاف مِنَ النَّكَف، وَهُوَ دَاءٌ يأْخذ فِي النَّكَفَتَيْنِ وَهُمَا الغُدَّتانِ اللَّتَانِ تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ فِي أَصل اللّحْي، والقُلاب مِنَ القَلْبِ. وَفِي الْحَدِيثُ:
الكُبادُ مِنَ العَبِ
؛ هو بِالضَّمِّ، وَجَعُ الكَبِدِ. والعبُّ: شُرْب الماءِ مِنْ غَيْرِ مَصٍّ. وكُبِدَ: شَكَا كَبِدَه، وَرُبَّمَا سُمِّيَ الْجَوْفُ بِكَمَالِهِ كَبِداً؛ حَكَاهُ ابْنُ سِيدَهْ عَنْ كُرَاعٍ أَنه ذَكَرَهُ فِي المُنَجَّد، وأَنشد:
إِذا شاءَ مِنْهُمْ ناشئٌ مَدّ كَفَّه
…
إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ
وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد: بَقْلة مِنْ دِقِّ البَقْل يُحِبُّهَا الضأْن، لَهَا زَهْرَةٌ غَبْرَاءُ فِي بُرْعُومَة مُدَوَّرة وَلَهَا وَرَقٌ صَغِيرٌ جِدًّا أَغبر؛ سُمِّيَتْ أُم وَجَعِ الْكَبِدِ لأَنها شِفَاءٌ مِنْ وَجَعِ الْكَبِدِ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَذَا عَنْ أَبي حَنِيفَةَ. وَيُقَالُ للأَعداءِ: سُودُ الأَكْباد؛ قَالَ الأَعشى:
فَمَا أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ،
…
هُمُ الأَعداءُ، فالأَكْبادُ سُودُ
يَذْهَبُونَ إِلى أَن آثَارَ الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حَتَّى اسْوَدَّتْ، كَمَا يُقَالُ لَهُمْ صُهْبُ السِّبالِ وإِن لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ. والكَبِدُ: مَعْدِنُ العداوةِ. وكَبِدُ الأَرض: مَا فِي مَعادِنها مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَنَحْوُ ذَلِكَ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أُراه عَلَى التَّشْبِيهِ، وَالْجَمْعُ كَالْجَمْعِ. وَفِي حَدِيثِ مَرْفُوعٍ:
وتُلْقي الأَرضُ أَفْلاذَ كَبِدِها
أَي تُلْقي مَا خُبِئَ فِي بطنِها مِنَ الكُنوز وَالْمَعَادِنِ فَاسْتَعَارَ لَهَا الْكَبِدَ؛ وَقِيلَ: إِنما تَرْمِي مَا فِي بَاطِنِهَا مِنْ مَعَادِنِ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ. وَفِي الْحَدِيثِ:
فِي كَبِدِ جَبَلٍ
أَي فِي جَوْفِه مِنْ كَهْفٍ أَو شِعْبٍ. وَفِي حَدِيثِ
مُوسَى وَالْخَضِرِ، سَلَامُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا: فوجدْتُه عَلَى كَبِدِ الْبَحْرِ
أَي عَلَى أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شَاطِئِهِ. وكَبِدُ كلِّ شَيْءٍ: وسَطُه وَمُعْظَمُهُ. يُقَالُ: انْتَزَعَ سَهْمًا فَوَضَعَهُ فِي كَبِدِ القِرْطاس. وَكَبِدُ الرمْلِ وَالسَّمَاءِ وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما: وسطُهما ومُعْظَمُهما. الْجَوْهَرِيُّ: وكُبَيْداتُ السَّمَاءِ، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثُمَّ جَمَعُوا. وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ: صَارَتْ في كَبَدِها [كَبِدِها]. وكَبَدُ [كَبِدُ] السماءِ: وسطُها الَّذِي تَقُومُ فِيهِ الشَّمْسُ عِنْدَ الزَّوَالِ، فَيُقَالُ عِنْدَ انْحِطَاطِهَا: زَالَتْ ومالت. الليث: كَبَدُ [كَبِدُ] السماءِ مَا اسْتَقْبَلَكَ مِنْ وسَطها. يُقَالُ: حَلَّقَ الطائرُ حَتَّى صَارَ فِي كَبَدِ [كَبِدِ] السَّمَاءِ وكُبَيْداءِ السَّمَاءِ إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها كالنعْت؛ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ فِي سُوَيْداءِ الْقَلْبِ، قَالَ: وَهُمَا نادرانِ حُفِظَتا عَنِ الْعَرَبِ، هَكَذَا قَالَ. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها. وكبِدُ الْقَوْسِ: مَا بَيْنَ طَرَفَيِ العِلاقة، وَقِيلَ: قَدْرُ ذِراعٍ مِنْ مَقْبِضِها، وَقِيلَ: كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها. التَّهْذِيبُ: وكَبِدُ الْقَوْسِ فُوَيْق مَقْبِضِها حَيْثُ يَقَعُ السَّهْمُ. يُقَالُ: ضَعِ السَّهْمَ عَلَى كَبِدِ الْقَوْسِ، وَهِيَ مَا بَيْنَ طرَفي مِقْبَضِهَا ومَجْرى السَّهْمِ مِنْهَا. الأَصمعي: فِي الْقَوْسِ كَبِدُهَا، وَهُوَ مَا بَيْنَ طَرَفِي العِلاقة ثُمَّ الكُلْيَة تَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الأَبْهَر يَلِي ذَلِكَ ثُمَّ الطائفُ ثُمَّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ مِنْ طَرَفَيْها. وقَوْسٌ كَبْداءُ: غَلِيظَةُ الْكَبِدِ شَدِيدَتُهَا، وَقِيلَ:
(1). قوله [يمدّ] في الأَساس يقدّ
قَوْسٌ كَبْدَاءُ إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ. والكَبِدُ: اسْمُ جَبَلٍ؛ قَالَ الرَّاعِي:
غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه
…
عَنِ الشِّمالِ، وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ
والكَبَدُ: عِظَمُ الْبَطْنِ مِنْ أَعلاه. وكَبَد كُلِّ شيءٍ: عِظَمُ وسَطِه وغِلَظُه؛ كَبِدَ كَبَداً، وَهُوَ أَكْبَدُ. وَرَمَلَةٌ كَبْداء: عَظِيمَةُ الْوَسَطِ؛ وَنَاقَةٌ كَبْداء: كَذَلِكَ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ مِنْ غيرِ جَعْدَةٍ،
…
تَني أُخْتُها عَنْ غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ
والأَكبد: الضَّخْمُ الْوَسَطِ وَلَا يَكُونُ إِلا بَطِيءَ السَّيْرِ. وامرأَةٌ كَبْداءُ: بَيِّنَة الكَبَدِ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَقَوْلُهُ:
بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ،
…
كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ،
أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ
يَعْنِي رَحًى. والكواكِبُ: جِبالٌ طِوالٌ. التَّهْذِيبُ: كواكِبُ جبَل مَعْرُوفٍ بِعَيْنِهِ؛ وَقَوْلُ الْآخَرِ:
بُدِّلْتُ مِنْ وَصْلِ الغَواني البِيضِ،
…
كَبْداءَ مِلْحاحاً عَلَى الرَّمِيضِ،
تَخْلأُ إِلَّا بِيَدِ القَبِيضِ
يَعْنِي رَحى اليَدِ أَي فِي يَدِ رَجُلٍ قَبِيضِ الْيَدِ خَفِيفِهَا. قَالَ: والكَبْداءُ الرَّحَى الَّتِي تُدَارُ بِالْيَدِ، سُمِّيَتْ كَبْداء لِمَا فِي إِدارتِها مِنَ المشَقَّة. وَفِي حَدِيثِ الخَنْدق:
فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ
؛ هِيَ القِطْعة الصُّلْبة مِنَ الأَرض. وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شَدِيدَةٌ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَالْمَحْفُوظُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ كُدْيَةٌ، بِالْيَاءِ، وسيجيءُ. وتَكَبَّد اللبنُ وغيرُه مِنَ الشَّرَابِ: غَلُظ وخَثُر. وَاللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ: الَّذِي يَخْثُر حَتَّى يَصِيرَ كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ. والكَبْداء: الْهَوَاءُ. والكَبَدُ: الشدَّة والمشَقَّة. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: يَقُولُ خَلَقْنَاهُ مُنْتَصِبًا مُعْتَدِلًا، وَيُقَالُ: فِي كَبَدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ وَيُكابِدُ أَمرَ الدُّنْيَا وأَمرَ الْآخِرَةِ، وَقِيلَ: فِي شِدَّةٍ وَمَشَقَّةٍ، وَقِيلَ: فِي كَبَد أَي خُلق مُنْتَصِبًا يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْهِ وغيرُه مِنْ سَائِرِ الْحَيَوَانِ غَيْرُ مُنْتَصِبٍ، وَقِيلَ: فِي كَبَدٍ خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت الْوِلَادَةَ انْقَلَبَ الْوَلَدُ إِلى أَسفل. قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبا طَالِبٍ يَقُولُ: الكَبَدُ الِاسْتِوَاءُ وَالِاسْتِقَامَةُ؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا جَوَابُ القسم، المعنى: أَقْسَمَ بِهَذِهِ الأَشياء لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسان فِي كَبَدٍ يُكَابِدُ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: ومكابَدَةُ الأَمر مُعَانَاةُ مَشَقَّتِهِ. وكابَدْت الأَمر إِذا قَاسَيْتُ شِدَّتَهُ. وَفِي حَدِيثِ
بِلَالٍ: أَذَّنْتُ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فَلَمْ يأْت أَحد، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: أَكَبَدَهُم البَرْدُ؟
أَي شَقَّ عَلَيْهِمْ وضَيَّق، مِنَ الكَبَد، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ الشِّدَّةُ وَالضِّيقُ، أَو أَصاب أَكبادَهم، وَذَلِكَ أَشد مَا يَكُونُ مِنَ الْبَرْدِ، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الْحَرَارَةِ وَالدَّمِ وَلَا يَخْلُص إِليها إِلا أَشدّ الْبَرْدِ. اللَّيْثُ: الرَّجُلُ يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه. وَيُقَالُ: كابَدْتُ ظُلْمَةَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ مُكابدة شَدِيدَةً؛ وقال لبيد:
عَيْنُ [عَيْنِ] هَلَّا بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْنا،
…
وقامَ الخُصُومُ فِي كَبَدِ؟
أَي فِي شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ. وَيُقَالُ: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قَصَدْتُهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ:
يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ
وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها وَمُعْظَمَهَا. وَقَوْلُهُمْ: فُلَانٌ تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه فِي
طلبِ العِلْم وَغَيْرِهِ. وكابَدَ الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً: قَاسَاهُ، وَالِاسْمُ الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَعني بِهِ أَنه غَيْرُ جَارٍ عَلَى الْفِعْلِ؛ قَالَ الْعَجَاجُ:
ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ
…
بِكابِدٍ، كابَدْتُها وجَرَّتْ
أَي طَالَتْ. وَقِيلَ: كابِدٌ فِي قَوْلِ الْعَجَّاجِ مَوْضِعٌ بِشَقِّ بني تميم. وأَكْباد: اسْمُ أَرض؛ قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:
لَعَلَّ الهَوى، إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلًا
…
بِأَكْبادَ، مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه
كتد: الكَتَدُ والكَتِدُ: مُجْتَمَعُ الكَتِفَيْنِ مِنَ الإِنسان وَالْفَرَسِ، وَقِيلَ: هُوَ أَعلى الكَتِف، وَقِيلَ: هُوَ الْكَاهِلُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ الْكَاهِلِ إِلى الظَّهْرِ، والثَّبَجُ مِثْلُهُ؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ بِحَوْضَى كأَنما
…
زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ
وَقِيلَ: الكَتَدُ مِنْ أَصلِ العُنُق إِلى أَسفل الْكَتِفَيْنِ، وَهُوَ يَجْمَعُ الكاثِبَةَ والثبَجَ والكاهِلَ، كلُّ هَذَا كَتَدٌ. وَقَالُوا فِي بَيْتِ ذِي الرُّمَّةِ: وإِذْ هُنَّ أَكْتادٌ أَشْباه لَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ؛ وَقِيلَ: الكَتَدُ مَا بَيْنَ الثَّبَج إِلى مُنَصَّفِ الْكَاهِلِ، وَقَدْ يَكُونُ مِنَ الأَسَدِ الَّذِي هُوَ السبعُ، وَمِنَ الأَسد الَّذِي هُوَ النجمُ عَلَى التَّشْبِيهِ. والكَتَدُ: نَجْمٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
إِذا رأَيتَ أَنْجُماً مِن الأَسَدْ:
…
جَبْهَتِه أَو الخَراةِ والكَتَد،
بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ فَفَسَدْ،
…
وطابَ أَلبانُ اللِّقاحِ فَبَرَد
وَالْجَمْعُ أَكتادٌ وكُتُودٌ. وإِذا أَشرفَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ، فَهُوَ أَكتَدُ. وَفِي صِفَتِهِ، صلى الله عليه وسلم:
جلِيل المُشاش والكَتَدِ
؛ الكَتَدُ [الكَتِدُ]، بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِهَا: مُجْتَمَعُ الْكَتِفَيْنِ، وَهُوَ الْكَاهِلُ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
كُنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَنْقُلُ الترابَ عَلَى أَكتادِنا
، جَمْع الْكَتَدِ. وَفِي حَدِيثِ
حُذَيْفَةَ فِي صِفَةِ الدَّجَّالِ: مُشْرِفُ الكَتَدِ.
وتَكْتُدُ: مَوْضِعٌ؛ وَقَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
وإِذْ هُنَّ أَكتادٌ بْحَوْضَى كأَنما
…
زَها الآلُ عَيْدانَ النخيلِ البَواسقِ
قِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ: أَكتاد جَمَاعَاتٌ، وَقِيلَ: أَشباه، وَلَمْ يُذْكَرِ الْوَاحِدُ؛ يُقَالُ: مَرَرْتُ بِجَمَاعَةِ أَكتاد. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَكتادٌ سِراعٌ بَعْضُهَا فِي إِثْر بَعْضٍ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعراب: يُقَالُ خَرَجُوا عَلَيْنَا أَكْتاداً وأَكْداداً أَي فِرَقاً وأَرْسالًا.
كدد: الكَدُّ: الشِّدَّةُ فِي العَمَلِ وطَلبُ الرزقِ والإِلحاحُ فِي مُحَاوَلةِ الشيءِ والإِشارةُ بالإِصْبَعِ؛ يُقَالُ: هُوَ يَكُدُّ كَدًّا؛ وأَنشد الكميت:
غَنِيتُ فَلَمْ أَرْدُدْكُمُ عِنَد بُغْيَةٍ،
…
وحُجْتُ فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بالأَصابعِ
وَفِي الْمَثَلِ: بِجَدِّكَ لَا بِكَدِّكَ أَي إِنما تُدْرِكُ الأُمورَ بِمَا تُرْزَقُه مِنَ الجَدِّ لَا بِمَا تَعْمَلُه مِنَ الكَدِّ. وَقَدْ كَدَّهُ يَكُدُّه كَدًّا واكْتَدَّهُ واسْتَكَدَّه: طَلبَ مِنْهُ الكَدَّ. وكَدَّ لسانَه بِالْكَلَامِ وقَلْبَه بِالْفِكْرِ، وَهُوَ مِثْلُ مَا تَقَدَّمَ. والكَدِيدُ مَا غَلُظَ مِنَ الأَرض. وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الكَدِيدُ مِنَ الأَرض البَطْنُ الْوَاسِعُ خُلِق خَلْقَ الأَوْدِية أَو أَوسعَ مِنْهَا. والكِدَّةُ: الأَرض الْغَلِيظَةُ لأَنها تَكُدُّ الماشيَ فِيهَا. وَفِي حَدِيثِ
خَالِدِ بْنِ عَبْدِ العُزّى: فَحَصَ الكِدَّةَ بِيَدِهِ فانبَجَسَ الماءُ
؛ هِيَ الأَرض الْغَلِيظَةُ مِنَ ذَلِكَ. والكَدِيدُ: الْمَكَانُ الْغَلِيظُ. والكَدِيدُ: الأَرض المَكْدُودة بِالْحَوَافِرِ.
والكَدُّ: مَا يُدَقُّ فِيهِ الأَشياءُ كالهاوُن. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ: كنتُ أَكُدُّه مِنْ ثَوْبِ رسولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم
؛ تَعْنِي المَنِيَّ. الكَدُّ: الحَكُّ، والكَدِيدُ: التُّرَابُ الدُّقاق الْمَكْدُودُ المُرَكَّل بِالْقَوَائِمِ؛ قَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:
مِسَحّ إِذا مَا السَّابحاتُ عَلَى الوَنَى،
…
أَثَرْنَ الغُبارَ بالكَديدِ المُرَكَّلِ
المِسَحُّ: الكثيرُ الجَرْيِ. والوَنَى: الفُتُور. والمُرَكَّلُ: الَّذِي أَثَّرَتْ فِيهِ الحوافِرُ. وَفِي حَدِيثِ إِسلام عُمَرَ، رضي الله عنه:
فأَخْرَجْنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فِي صَفَّيْنِ لَهُ كَدِيدٌ كَكَدِيدِ الطَّحين
؛ والكَدِيدُ: الترابُ الناعمُ فإِذا وُطِئَ ثارَ غُبارُه؛ أَراد أَنهم كَانُوا فِي جَمَاعَةٍ وأَنَّ الغُبار كَانَ يَثُور مِنْ مَشْيِهِمْ. وكَدِيدٌ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ. والطحينُ: الْمَطْحُونُ الْمَدْقُوقُ. وكَدَّدَ الرجلُ إِذا أَلقَى الكَدِيدَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ وَهُوَ الجَرِيشُ مِنَ الْمِلْحِ. والكَدِيدُ: صوتُ الملحِ الْجَرِيشِ إِذا صُبَّ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ. والكَدِيدُ؛ تُرَابٌ الحَلْبَة، وكَدْكَدَ عَلَيْهِ أَي عَدَا عَلَيْهِ. وكَدَّ الدابةَ والإِنسانَ وغيرَهما يَكُدُّه كَدًّا: أَتعبه. وَرَجُلٌ مَكْدُود مَغْلُوبٌ؛ قَالَ الأَزهري: سَمِعْتُ أَعرابيّاً يَقُولُ لِعَبْدٍ لَهُ: لأَكُدَّنَّك كَدَّ الدَّبِرِ؛ أَراد أَنه يُلِحُّ عَلَيْهِ فِيمَا يُكِلِّفه مِنَ الْعَمَلِ الواصِبِ إِلحاحاً يُتْعِبُه كَمَا أَن الدَّبِرَ إِذا حُمِلَ عَلَيْهِ ورُكِبَ أُتْعب الْبَعِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
المسائلُ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرجلُ وجهَه
؛ الكَدُّ: الإِتعابُ. يُقَالُ: كَدَّ يَكُدّ فِي عَمَلِهِ إِذا اسْتَعْجَلَ وتَعِبَ، وأَراد بِالْوَجْهِ مَاءَهُ ورَوْنَقَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
جُلَيْبِيب: وَلَا تَجْعَلُ عَيْشَهُمَا كَدًّا.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَيْسَ مِنَ كَدِّك وَلَا كَدِّ أَبيك
أَي لَيْسَ حَاصِلًا بسَعْيِك وتَعَبِك. وكَدَّ الشيءَ يَكُدُّه واكتَدَّه: نَزَعَهُ بِيَدِهِ، يَكُونُ ذَلِكَ فِي الْجَامِدِ وَالسَّائِلِ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
أَمُصُّ ثِمادِي، والمياهُ كَثِيرَةٌ،
…
أُحاوِلُ مِنْهَا حَفْرَها واكتِدادَها
يَقُولُ: أَرضَى بِالْقَلِيلِ وأَقَنعُ بِهِ. والكَدَدَةُ والكُدادة: مَا يَلْتَزِقُ بأَسفَلِ القِدْر بَعْدَ الغَرْف مِنْهَا. قَالَ الأَصمعي: الكُدادة مَا بَقِيَ فِي أَسفلِ القِدر. قَالَ الأَزهري: إِذا لَصِقَ الطبيخُ بأَسفل البُرْمه فَكُدَّ بالأَصابع، فَهِيَ الكُدادة. الْجَوْهَرِيُّ: الكُدادة، بِالضَّمِّ، القِشْدة وَمَا يَبْقَى فِي أَسفل الْقِدْرِ مِنْ الْمَرَقِ. والكُدادة: ثُفْل السَّمْن. وَبَقِيَتْ مِنَ الكلإِ كُدادة، وَهُوَ الشَّيْءُ الْقَلِيلُ.، وكُدادُ الصِّلِّيان: حُسافُه، وَهُوَ الرِّقَةُ يُؤْكَلُ حِينَ يَظْهَرُ وَلَا يُتْرَكُ حَتَّى يَتمّ. والكَدِيدُ: مَوْضِعٌ بِالْحِجَازِ. وَبِئْرٌ كَدُودٌ إِذَا لَمْ يُنَلْ ماؤُها إِلَّا بجَهْد. أَبو عَمْرٍو: الكُدَّدُ الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. وكَدْكَدَ الرجلُ فِي الضَّحِك وكَتْكَتَ وكَرْكَرَ وطَخْطَخَ وطَهْطَه كُلُّ ذَلِكَ إِذا أَفرَطَ فِي ضَحِكِه. والكَدْكَدَة: شِدَّةُ الضَّحِكِ؛ وأَنشد:
وَلَا شَدِيدٍ ضِحْكُها كَدْكادِ،
…
حَدَادِ دُونَ شَرِّها حَدادِ
والكَدْكَدَةُ: ضَرْبُ الصَّيْقَلِ المِدْوَسَ عَلَى السَّيْفِ إِذا جَلاه. وأَكَدَّ الرجلُ واكْتَدَّ إِذا أَمسَك. وَفِي النَّوَادِرِ: كَدَّني وكَدْكَدَني وتَكَدَّدَني وتَكَرَّدَني أَي طَرَدَني طَرْدًا شَدِيدًا. والكَدْكَدَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ شَيْءٍ يَضْرِبُ عَلَى شَيْءٍ صُلْب. والكَدْكَدَة: العَدْوُ الْبَطِيءُ. وَحَكَى الأَصمعي: قَوْمٌ أَكدادٌ أَي سِراعٌ. والكُدادُ: اسْمُ فَحْلٍ تُنْسَبُ إِليه الحُمُر، يُقَالُ: بَنَاتٌ كُداد؛
وأَنشد:
وعَيْر لَهَا مِنْ بَناتِ الكُدادِ،
…
يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِزْوَدِ
كرد: الكَرْدُ: الطَّرْدُ. والمُكارَدَةُ: المُطارَدَةَ. كَرَدَهُمْ يَكْردُهُم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودفَعهم، وَخَصَّ بَعْضَهُمْ بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوّ فِي الحَمْلَة. وَفِي حَدِيثِ
عُثْمَانَ، رضي الله عنه: لَمَّا أَرادوا الدُّخُولَ عَلَيْهِ لِقَتْلِهِ جَعَلَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الأَخنس يَحْمِلُ عَلَيْهِمْ ويَكْردُهُم بِسَيْفِهِ
أَي يَكُفُّهم ويطْردُهُم. وَفِي حَدِيثِ الْحَسَنِ وَذَكَرَ بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ: كَانَ هَذَا الْمُتَكَلِّمُ كَرَد القومَ قَالَ لَا وَاللَّهِ أَي صَرَفَهم عَنْ رأْيِهِم وردَّهم عَنْهُ. والكَرْدُ: العُنُقُ، وَقِيلَ: الكَرْدُ لُغَةٌ فِي القَرْدِ وَهُوَ مَجْثم الرأْسَ عَلَى الْعُنُقِ، فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فَطارَ بمَشْحُوذِ الحديدةِ صارِمٍ،
…
فَطَبَّقَ مَا بَينَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ
وَقَالَ آخَرُ:
وكنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه،
…
ضربناهُ دونَ الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْبَيْتُ:
وكنَّا إِذا العَبْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه،
…
ضربناهُ بينَ الأُنْثَيَينِ عَلَى الكَرْدِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْفَرَزْدَقِ وَصَوَابُ إِنشاده: وَكُنَّا إِذا القَيْسِيُّ، بِالْقَافِ. والعَتُودُ: مَا اشْتَدَّ وَقَوِيَ مِنْ ذُكُورِ أَولاد الْمَعْزِ. ونَبِيبُه: صَوْتُهُ عِنْدَ الْهِيَاجِ. وأَراد بالأُنثيين هُنَا: الأُذنين. وَالْحَقِيقَةُ فِي الكْرد، أَنه أَصل العُنق. وَفِي حَدِيثِ
مُعَاذٍ: أَنه قَدِمَ عَلَى أَبي مُوسَى بِالْيَمَنِ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ كَانَ يَهُودِيًّا فأَسلم ثمَّ تَهَوَّد، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَقعُدُ حَتَّى تضرِبوا كَرْدَه
أَي عُنُقَهُ؛ وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ:
يَا رَبِّ بَدِّلْ قُرْبَه بِبُعْدِه،
…
واضربْ بحدِّ السيفِ عَظمَ كَرْدِه
التَّهْذِيبُ فِي الرُّبَاعِيِّ: ابْنُ الأَعرابي: خُذْ بِقَرْدَنِه وكَرْدَنِه وكَرْدِه أَي بِقَفَاهُ. والكُرْدُ: الدَّبْرَة، فَارِسِيٌّ أَيضاً، وَالْجَمْعُ كُرُودٌ، والكُرْدة كالكُرْد. والكُرْد، بِالضَّمِّ: جِيلٌ مِنَ النَّاسِ مَعْرُوفٌ، وَالْجَمْعُ أَكراد؛ وأَنشد:
لَعَمْرُكَ مَا كُرْدٌ مِنَ ابناءِ فارِس،
…
وَلَكِنَّهُ كُرْدُ بنُ عَمْرِو بنِ عامِرِ
. فَنَسَبَهُمْ إِلى الْيَمَنِ. والكِرْدِيدةُ: القِطْعَة الْعَظِيمَةُ مِنَ التَّمْرِ، وَهِيَ أَيضاً جُلَّةُ التَّمْرِ؛ عَنِ السِّيرَافِيِّ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
أَفلَحَ مَنْ كانتْ لَهُ كِرْدِيدَه،
…
يأْكلُ مِنْهَا وَهُوَ ثانٍ جِيدَه
وأَنشد أَبو الْهَيْثَمِ:
قَدْ أَصْلَحَتْ قِدْراً لَهَا بِأُطْرَه،
…
وأَبْلَغَتْ كِرْدِيدَةً وفِدْرَه،
مِنْ تَمْرِها واعْلَوَّطَتْ بسُحرَه
الْجَوْهَرِيُّ: والكِرديد، بِالْكَسْرِ، مَا يَبْقى فِي أَسفل الجُلَّةِ مِنْ جَانِبَيْهَا مِنَ التَّمْرِ، وَالْجَمْعُ الكَرادِيدُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
القاعِدات فَلَا يَنْفَعْنَ ضَيْفَكُمُ،
…
والآكِلات بَقِيَّاتِ الكَرادِيدِ
والكُرْدُ: المَشارَةُ مِنَ الْمَزَارِعِ، وَيُجْمَعُ كُرْداً «2» .
كزد: كَزْدٌ: اسْمُ مَوْضِعٌ؛ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: وَلَا أَدري مَا حَقِيقَةُ عَرَبِيَّتِهِ.
(2). قوله [ويجمع كرداً] كذا بالأَصل ولعله كروداً كما تقدم له وهو القياس ويحتمل أنه أراد أن يكون كفلك مفرداً وجمعاً
كسد: الكَسادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقِيضُه، وَالْفِعْلُ يَكْسُدُ. وسُوق كَاسِدَةٌ «1»: بَائِرَةٌ. وكسَد الشيءُ كَساداً، فَهُوَ كاسِد وكَسِيدٌ، وسِلعة كَاسِدَةٌ. وكَسَدَتِ السوقُ تَكْسُد كَساداً: لَمْ تَنْفَقْ، وسوقٌ كاسدٌ، بِلَا هَاءٍ. وكسَدَ المتاعُ وَغَيْرُهُ، وكَسُدَ، فَهُوَ كَسِيد كَذَلِكَ. وأَكسَد القومُ: كَسَدَتْ سُوقُهُمْ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:
إِذْ كلُّ حَيٍّ نابِتٌ بأَرُومَةٍ،
…
نبْتَ العِضاهِ، فَماجِدٌ وكَسِيدُ
أَي دونٌ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى مُعَوِّذ الْحُكَمَاءِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِ:
أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِي،
…
إِذا مَا الحَقُّ فِي الأَشْياعِ نَابَا
وَرُوِيَ: فِي الأَزمان نَابَا؛ وَمَعْنَى الْبَيْتِ: أَن النَّاسَ كَالنَّبَاتِ فَمِنْهُمْ كرِيمُ المَنبتِ وغير كريمه.
كشد: اللَّيْثُ: الكَشْد ضَرْبٌ مِنَ الحَلْب بِثَلَاثِ أَصابع. ابْنُ شُمَيْلٍ: الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ سَوَاءٌ، وَهُوَ الحَلْبُ بالسَّبَّابةِ والإِبهام. وكَشَدَ الناقةَ يَكْشِدُها كَشْداً، وَهِيَ كَشُود: حَلَبها بِثَلَاثِ أَصابع. وَنَاقَةٌ كَشُود، وَهِيَ الَّتِي تُحْلب كَشْداً فَتَدِرُّ. والكَشُودُ: الضَّيِّقَةُ الإِحْلِيل مِنَ النُّوق القَصِيرة الخِلْفِ. وكَشَدَ الشيءَ يَكْشِدُه كَشْداً: قَطَعَه بأَسنانه قطْعاً كَمَا يَقْطَعُ القِثَّاء وَنَحْوَهُ. ابْنُ الأَعرابي: الكُشُدُ الكثيرُو الكَسْب الكادُّون عَلَى عِيالهم الواصِلون أَرْحامَهم، وَاحِدُهُمْ كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ.
كغد: الكاغَدُ: مَعْرُوفٌ، وَهُوَ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ.
كلد: كَلَدَ الشيءَ كَلْداً وكَلَّدَه: جَمَعَه وجعَل بعضَه عَلَى بَعْضٍ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
فَلَمَّا ارْجَعَنُّوا واشتَرَيْنا خِيارَهُم،
…
وسارُوا أَسارَى فِي الحدِيدِ مُكَلَّدا
والكَلَدَةُ: الأَرض الصُّلْبَة. والكَلَدَة: قِطعة مِنَ الأَرض غَلِيظَةٌ. والكَلَدُ والكَلَنْدَى: المكانُ الصُّلْبُ مِنْ غَيْرِ حَصًى. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ضَبٌّ كَلَدَة لأَنها لَا تَحْفِرُ جُحْرَها إِلا فِي الأَرض الصُّلْبة. وتَكَلَّد الرَّجُلُ: غَلُظَ لَحْمُهُ وتَغَزَّرَ. وذِيخٌ كالِدٌ: قدِيمٌ. وأَبو كَلَدَة: مِنْ كُنى الضِّبْعانِ. وكَلَدَةُ: اسْمُ رجل. والحرث بْنُ كَلَدة «2» : أَحد فُرسان الْعَرَبِ وشعَرائهم. والكَلَنْدَى: مَوْضِعٌ. والمُكْلَنْدِدُ: الصُّلْبُ. والمُكْلَنْدِدُ: الشديدُ الخَلْقِ العظيمُ. اللِّحْيَانِيُّ: اكلَنْدَى الرجلُ واكْلَنْدَدَ إِذا اشْتَدَّ، واكلَنْدَى الْبَعِيرُ إِذا غلُظ وَاشْتَدَّ مِثْلَ اعْلَنْدَى. وَبَعِيرٌ مُكْلَنْدٍ: صُلْبٌ شديدٌ. وعَمَّ بِهِ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: المُكْلَنْدِي الشَّدِيدُ. واكْلَنْدَد عَلَيْهِ: أَلقَى عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ. واكلَنْدَدَ: تَقَبَّضَ، وَذَكَرَهُ الأَزهري فِي الرُّبَاعِيِّ أَيضاً.
كلهد: كَلْهَدَةُ: اسْمُ رَجُلٍ. الأَزهري: أَبو كَلْهَدةَ مِنْ كُنى العرب.
كمد: الكَمْدُ والكُمْدَةُ: تغيرُ اللونِ وذَهابُ صَفَائِهِ وبقاءُ أَثَرِه.
(1). وقوله [وسوق كاسدة] كذا بإثبات الهاء وقال فيما بعد بلا هاء وهو نص الجوهري والقاموس فلعل فيه لغتين
(2)
. قوله [والحرث بن كلدة] ضبط في القاموس بالقلم بفتح الكاف وسكون اللام، وعبارة المصباح الكلدة القطعة الغليظة من الأَرض والجمع كلد مثل قصبة وقصب وبالمفرد سمي ومنه الحرث بن كلدة الطبيب
وكَمَدَ لونُه إِذا تغيَّر، ورأَيتُه كامِدَ اللَّوْنِ. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها: كَانَتْ إِحدانا تأْخُذُ الماءَ بِيَدِهَا فَتَصُبُّ عَلَى رأْسها بإِحْدى يَدَيْهَا فَتُكْمِدُ شِقَّها الأَيمنَ
؛ الكَمْدَةُ: تغيرُ اللونِ. يُقَالُ: أَكمَدَ الغَسَّالُ والقَصَّارُ الثوبَ إِذا لَمْ يُنَقِّه. وَرَجُلٌ كامدٌ وكَمِدٌ: عابِسٌ. والكَمعدُ: هَمٌّ وحُزن لَا يُسْتَطَاعُ إِمضاؤه. الْجَوْهَرِيُّ: الكَمَدُ الْحُزْنُ الْمَكْتُومُ. وكمَدَ القصَّارُ الثوبَ إِذا دَقَّه، وَهُوَ كمَّادُ الثوبِ. ابْنُ سِيدَهْ: والكَمَد أَشدُّ الْحُزْنِ. كمِدَ كَمَداً وأَكْمَده الْحُزْنُ. وكَمِدَ الرجلُ، فَهُوَ كَمِدٌ وكَمِيدٌ. وتَكْمِيدُ العُضْوِ: تَسْخِينُهُ بِخرَق وَنَحْوِهَا، وَذَلِكَ الكِمادِ، بِالْكَسْرِ. والكِمادَةُ: خرْقة دَسِمَةٌ وسخَةٌ تُسَخَّنُ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيُسْتَشْفَى بِهَا، وَقَدْ أَكْمَدَه، فَهُوَ مَكْمود، نَادِرٌ. وَيُقَالُ: كَمَدْتُ فُلَانًا إِذا وَجِعَ بعضُ أَعضائه فسَخَّنْتَ لَهُ ثَوْبًا أَو غَيْرَهُ وَتَابَعْتَ عَلَى مَوْضِعِ الْوَجَعِ فَيَجِدُ له راحة، وهو التكنيدُ. وَفِي حَدِيثِ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ: رأَيت رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَادَ سعِيدَ بنَ العاصِ فَكَمَّده بِخِرْقَةٍ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
الكِمادُ أَحبّ إِليَّ مِنَ الكَيّ.
وَرُوِيَ عَنْ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنها قَالَتْ: الكِمادُ مَكَانُ الْكَيِّ، والسَّعُوطُ مكانُ النَّفْخِ، واللَّدُودُ مَكَانُ الغمْزِ
أَي أَنه يُبْدَلُ مِنْهُ ويَسُدُّ مَسَدَّه، وَهُوَ أَسهل وأَهون. وَقَالَ شَمِرٌ: الكِمادُ أَن تؤخَذَ خِرْقة فتُحْمَى بِالنَّارِ وَتُوضَعُ عَلَى مَوْضِعِ الوَرَم، وَهُوَ كَيٌّ مِنْ غَيْرِ إِحراق؛ وقولُها: السَّعُوطُ مَكَانُ النَّفْخِ، هُوَ أَن يُشْتَكَى الحَلْقُ فيُنْفَخَ فِيهِ، فَقَالَتْ: السَّعوط خَيْرٌ مِنْهُ؛ وَقِيلَ: النَّفْخُ دَوَاءٌ يُنْفَخُ بالقَصَب فِي الأَنف، وَقَوْلُهَا: اللَّدُودُ مَكَانُ الْغَمْزِ، هُوَ أَن تَسْقُطَ اللَّهاةُ فتُغمَزَ بِالْيَدِ، فَقَالَتْ: اللَّدُودُ خَيْرٌ مِنْهُ وَلَا تَغْمِزْ باليد.
كمهد: الكُمَّهْدَةُ: الكَمَرة؛ عَنْ كُرَاعٍ. والكُمَّهْدَة: الفَيْشَلة؛ وَقَوْلُهُ:
نَوَّامَةٌ وَقْتَ الضُّحَى ثَوْهَدَّهْ،
…
شِفَاؤُهَا مِنْ دَائِهَا الكُمْهَدَّهْ
قَالَ: وَقَدْ تَكُونُ لُغَةً، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ غيَّر لِلضَّرُورَةِ. واكْمَهَدَّ الفرخُ: أَصابه مِثلُ الِارْتِعَادِ وَذَلِكَ إِذا زَقَّه أَبواه. أَبو عَمْرٍو: الكُمْهُدُ الكبيرُ الكُمَّهْدَةِ، وَهِيَ الْكَوْسَلَةُ:
إِنَّ لَهَا بِكِنْهَلِ [بِكِنْهِلِ] الكَنَاهِلِ
…
حَوْضاً، يَرُدُّ رُكَّبَ النَّواهِلِ «1»
. أَراد يُصَائِبُهُ.
كند: كَنَدَ يَكْنُدُ كُنوداً: كَفَرَ النِّعْمَة؛ وَرَجُلٌ كنَّادٌ وكَنُودٌ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
؛ قِيلَ: هُوَ الجَحُود وَهُوَ أَحسن، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي يأْكُل وحْدَه ويمْنَعُ رِفْدَه ويَضْرِب عَبْده. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَعرف لَهُ فِي اللُّغَةِ أَصلًا وَلَا يَسُوغُ أَيضاً مَعَ قَوْلِهِ لِرَبِّهِ. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: لَكَنود، لَكَفور بِالنِّعْمَةِ؛ وَقَالَ الْحَسَنُ: لَوَّام لِرَبِّهِ يَعُدُّ المصيباتِ ويَنْسى النِّعَم؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: لَكَنُودٌ، مَعَنَاهُ لَكَفُورٌ يَعْنِي بِذَلِكَ الْكَافِرَ. وامرأَة كُنُدٌ وكَنُود: كَفور لِلْمُوَاصَلَةِ؛ قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ امرأَته:
(1). قوله [إن لها إلخ] كذا بالأَصل وهو بهذا الضبط بشكل القلم في معجم ياقوت وانظر ما مناسبة هذا البيت هنا إلا أن يكون البيت الذي بعده أو قبله فيه الشاهد وسقط من قلم المصنف أو الناسخ أو نحو ذلك
كَنُودٌ لَا تَمُنُّ وَلَا تُفادِي،
…
إِذا عَلِقَتْ حَبائِلُها بِرَهْنِ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: كَنُود كَفور لِلْمَوَدَّةِ. وكَنَدَه أَي قطَعَه؛ قَالَ الأَعشى:
أَمِيطِي تُمِيطِي بِصُلْبِ الْفُؤَادِ
…
وَصُول حِبالٍ وكَنَّادها
وأَرض كَنُود: لَا تُنْبِتُ شَيْئًا. وكِنْدَةُ: أَبو قَبِيلَةٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَقِيلَ: أَبو حَيٍّ مِنَ الْيَمَنِ وَهُوَ كَنْدَةُ بْنُ ثَوْرٍ. وكَنُودٌ وكنَّاد وكُنادة: أَسماء.
كنعد: الكَنْعَتُ: ضَرْبٌ مِنَ السَّمَكِ كالكَنْعَد، قَالَ: وأُرى تَاءَهُ بَدَلًا وَالنُّونُ سَاكِنَةٌ وَالْعَيْنُ مَنْصُوبَةٌ؛ وأَنشد:
قُلْ لِطِعامِ الأَزْدِ: لَا تَبْطَرُوا
…
بالشِّيمِ والجِرِّيثِ والكَنْعَدِ
وَقَالَ جَرِيرٍ:
كَانُوا إِذا جَعَلوا فِي صِيرِهِمْ بَصَلًا.
…
ثُمَّ اشْتَوَوا كَنْعَداً مِن مالحٍ، جدَفَوا
كهد: كَهَدَ فِي الْمَشْيِ كَهْداً: أَسْرَع. وَشَيْخٌ كَوْهَدٌ: يُرْعَشُ مِنَ الكِبَر، وَقَدِ اكْوَهَدَّ الشَّيْخُ والفَرْخُ إِذا ارْتَعَد. الْجَوْهَرِيُّ: كَهَدَ الحِمارُ كَهَداناً أَي عَدَا،؛ وأَكْهَدْتُه أَنا. واكْوَهَدَّ الفرخُ اكْوِهْداداً، وَهُوَ ارتِعادُه إِلى أُمِّهِ لِتَزُقَّه. وكَهَدَ إِذا أَلَحَّ فِي الطَّلَبِ. وأَكْهَدَ صاحبَه إِذا أَتعبه؛ وَهُوَ فِي بَيْتِ الْفَرَزْدَقِ:
مُوَقَّعَة بِبَيَاضِ الرُّكُود،
…
كَهُود اليَدَيْنِ مَعَ المُكْهِدِ
أَراد بِكَهُودِ الْيَدَيْنِ الأَتانَ، وبالمُكْهِد العَيْرَ. كَهُودُ الْيَدَيْنِ: سَرِيعَةٌ. والمُكْهِدُ: المُتْعِبُ. وَيُقَالُ: أَصابه جَهْد وكَهْد. وَلَقِيَنِي كاهِداً قَدْ أَعيا ومُكْهَداً [مُكْهِداً]؛ وَقَدْ كَهَدَ وأَكْهَدَ وَكَدَه وأَكْدَه كُلُّ ذَلِكَ إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوب.
كود: كادَ: وُضِعَتْ لِمُقَارَبَةِ الشَّيْءِ، فُعِلَ أَو لَمْ يُفْعَلْ، فمجرْدَةً تنبيء عَنْ نَفْيِ الْفِعْلِ، وَمَقْرُونَةً بالجحْد تنبئُ عَنْ وُقُوعِ الْفِعْلِ. قَالَ بَعْضِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: أَكادُ أُخْفِيها
؛ أُريد أُخفيها. قَالَ: فَكَمَا جَازَ أَن تُوضَعَ أُريد مَوْضِعَ أَكاد فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ، فَكَذَلِكَ أَكاد؛ وأَنشد الأَخفش:
كادَتْ وكِدْتُ وتِلْكَ خيرُ إِرادَةٍ،
…
لَوْ عادَ مِنْ لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى
وَسَنَذْكُرُهَا فِي كَيَدَ بَعْدَ هَذِهِ. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ فِي تَرْجَمَةِ كَوَدَ: كادَ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَةً: هَمَّ وقارَبَ وَلَمْ يَفْعَل، وَهُوَ بِالْيَاءِ أَيضاً وَسَنَذْكُرُهُ. وَلَا كَوْداً وَلَا هَمًّا أَي لَا يَثْقُلَنَّ عَلَيْكَ، وَهُوَ بِالْيَاءِ أَيضاً. اللَّيْثُ: الكَوْد مَصْدَرُ كَادَ يكودُ كَوْداً ومَكاداً ومَكادَة. تَقُولُ لِمَنْ يَطْلُبُ إِليك شَيْئًا وَلَا تُرِيدُ أَن تُعْطِيَهُ، تَقُولُ: لَا وَلَا مَكادَةً وَلَا مَهَمَّةً وَلَا كَوْداً وَلَا هَمّاً وَلَا مَكاداً وَلَا مَهَمّاً. وَيُقَالُ: وَلَا مَهَمَّة لِي وَلَا مَكادة أَي لَا أَهُمُّ وَلَا أَكادُ، وَلُغَةُ بَنِي عَدِيٍّ: كُدْتُ أَفْعَل كَذَا، بِضَمِّ الْكَافِ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهِ عَنْ بَعْضِ الْعَرَبِ. أَبو حَاتِمٍ: يُقَالُ: لَا وَلَا كَيْدًا لَكَ وَلَا هَمًّا، وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَقُولُ: لَا أَفعل ذَلِكَ وَلَا كَوْداً، بِالْوَاوِ. قَالَ وَقَالَ ابْنُ العوَّام: كادَ زيدٌ أَن يموتَ؛ وأَن لَا تَدْخل مَعَ كَادَ وَلَا مَعَ مَا تصرَّف مِنْهَا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي
؛ وَكَذَلِكَ جَمِيعَ مَا فِي الْقُرْآنِ. قَالَ: وَقَدْ يُدْخلون عَلَيْهَا أَنْ تَشْبِيهًا
بعَسَى؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَدْ كادَ مِنْ طُولِ البِلَى أَنْ يَمْصَحا
وَقَوْلُهُمْ: عَرَفَ فُلَانٌ مَا يُكادُ مِنْهُ أَي مَا يرادُ مِنْهُ. وَحَكَى أَبو الْخَطَّابِ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ كِيدَ زَيْدٌ يَفْعل كَذَا وَمَا زِيلَ يَفْعَلُ كَذَا؛ يُرِيدُونَ كَادَ وَزَالَ فَنَقَلُوا الْكَسْرَ إِلى الْكَافِ كَمَا نَقَلُوا فِي فَعِلْت. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ مِنْ كَادَ يَكَادُ: هُمَا يَتَكايدان، وأَصحاب النَّحْوِ يَقُولُونَ: يَتَكاوَدَان وَهُوَ خطأٌ. والكَوْد: كلُّ «1» مَا جَمَعْتَه وَجَعَلْتَهُ كُثَباً مِنْ طَعَامٍ وترابٍ وَنَحْوِهِ، وَالْجَمْعُ أَكوادٌ. وكوَّدَ الترابَ: جَمَعَه وَجَعَلَهُ كُثْبَةً، يمانيةٌ. وكُوَادٌ وكوَيْدٌ: اسمان.
كيد: كَادَ يَفْعَل كَذَا كَيْداً: قارَب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: قَالَ سِيبَوَيْهِ: لَمْ يَسْتَعْمِلُوا الِاسْمَ وَالْمَصْدَرَ اللَّذَيْنِ فِي مَوْضِعِهِمَا يَفْعَلُ فِي كَادَ وعَسَى، يَعْنِي أَنهم لَا يَقُولُونَ كادَ فاعِلًا أَو فعْلًا فَتُرِكَ هَذَا مِنْ كَلَامِهِمْ لِلِاسْتِغْنَاءِ بِالشَّيْءِ عَنِ الشَّيْءِ، وَرُبَّمَا خَرَجَ فِي كَلَامِهِمْ؛ قَالَ تأَبَّط شَرًّا.
فأُبْتُ إِلى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آئِبًا،
…
وَكَمْ مِثلِها فارَقْتُها، وهْيَ تَصْفرُ
قَالَ: هَكَذَا صِحَّةُ هَذَا الْبَيْتِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي شِعْرِهِ، فأَما رِوَايَةُ مَنْ لَا يَضْبُطُهُ وَمَا كُنْتُ آئِبًا وَلِمَ أَكُ آئِبًا فَلِبُعْدِهِ عَنْ ضَبْطِهِ؛ قَالَ: قَالَ ذَلِكَ ابْنُ جِنِّيٍّ، قَالَ: وَيُؤَكِّدُ مَا رَوَيْنَاهُ نَحْنُ مَعَ وُجُودِهِ فِي الدِّيوَانِ أَن الْمَعْنَى عَلَيْهِ أَلا تَرَى أَن مَعْنَاهُ فأُبْتُ وما كِدْتُ أَؤُوبُ؛ فأَما كنتُ فَلَا وَجْهَ لَهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَلَا أَفعلُ ذَلِكَ وَلَا كَيْدًا وَلَا هَمّاً. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى سِيبَوَيْهِ أَن نَاسًا مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُونَ كِيدَ زَيدٌ يَفْعَلُ كَذَا؛ وَقَالَ أَبو الْخَطَّابِ: وَمَا زِيل يَفْعَلُ كَذَا؛ يُرِيدُونَ كادَ وَزَالَ فَنَقَلُوا الْكَسْرَ إِلى الْكَافِ فِي فَعِلَ كَمَا نَقَلُوا فِي فعِلْت؛ وَقَدْ رُوِيَ بيتُ أَبي خِراش:
وكِيدَ ضِباعُ القُفِّ يأْكُلْنَ جُثَّتي،
…
وكِيدَ خِراشٌ يومَ ذَلِكَ يَيْتَم
قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَقَدْ قَالُوا كُدْتُ تَكادُ فَاعْتَلَتْ مِنْ فَعُلَ يفْعَل، كَمَا اعْتَلَتْ مِت تَمُوتُ عَنْ فَعِلَ يَفْعُلُ، وَلَمْ يَجِئْ تَمُوتُ عَلَى مَا كَثُرَ فِي فَعِلَ. قَالَ: وَقَوْلُهُ عز وجل: أَكادُ أُخْفِيها
؛ قَالَ الأَحفَش: مَعْنَاهُ أُخفيها. اللَّيْثُ: الكَيْدُ مِنَ المَكِيدَة، وَقَدْ كَادَهُ مَكِيدةً. والكَيْدُ: الخُبْثُ والمَكْرُ؛ كَادَهُ يَكِيدُهُ كَيْداً ومَكِيدَةً، وَكَذَلِكَ المكايَدةُ. وكلُّ شَيْءٍ تعالجُه، فأَنت تَكِيدُه. وَفِي حَدِيثِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: مَا قَوْلُكَ فِي عُقُولٍ كَادَهَا خَالِقُهَا؟
وَفِي رِوَايَةٍ:
تِلْكَ عقولٌ كَادَهَا بارِئُها
أَي أَرادها بِسُوءٍ. يُقَالُ: كِدْتُ الرجلَ أَكِيدُه. والكَيْدُ: الاحتيالُ وَالِاجْتِهَادُ، وَبِهِ سُمِّيَتِ الْحَرْبُ كَيْدًا. وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ كَيْدًا: يَجُودُ بِهَا وَيَسُوقُ سِياقاً. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ فَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ مِنْ سيِّدِ قومٍ فَقَدْ صَدقْتَ اللهَ مَا وعَدْتَه وَهُوَ صادقُك مَا وعَدَك
؛ يكيدُ بِنَفْسِهِ: يُرِيدُ النَّزْعَ. والكَيْدُ: السَّوْقُ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: تَخْرُجُ المرأَة إِلى أَبيها يَكِيدُ بِنَفْسِهِ
أَي عندَ نَزْعِ روحِه وموتِه. الْفَرَّاءُ: الْعَرَبُ تَقُولُ: مَا كِدْت أَبْلُغُ إِليك وأَنت قَدْ بلَغت؛ قَالَ: وَهَذَا هُوَ وَجْهُ الْعَرَبِيَّةِ؛ وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُدْخِلُ كَادَ وَيَكَادُ فِي الْيَقِينِ وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الظَّنِّ أَصله الشَّكُّ ثُمَّ يُجْعلُ يَقِينًا. وَقَالَ الأَخفش فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: لَمْ يَكَدْ يَراها
؛ حُمِلَ على المعنى
(1). قوله [والكود كل إلخ] في القاموس والكودة ما جمعت من تراب ونحوه.
وَذَلِكَ أَنه لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أَنك إِذا قُلْتَ كادَ يَفْعَلُ إِنما تَعْنِي قارَب الْفِعْلَ، وَلَمْ يَفعل عَلَى صِحَّةِ الْكَلَامِ، وَهَكَذَا مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ إِلا أَنَّ اللُّغَةَ قَدْ أَجازت لَمْ يَكَد يَفْعل وَقَدْ فعَل بَعْدَ شِدَّةٍ، وَلَيْسَ هَذَا صِحَّةَ الْكَلَامِ لأَنه إِذا قَالَ كادَ يَفْعَلُ فإِنما يَعْنِي قارَبَ الفِعْل، وإِذا قَالَ لَمْ يكَدْ يَفْعَل يَقُولُ لَمْ يقارِبِ الْفِعْلَ إِلا أَن اللُّغَةَ جاءَت عَلَى مَا فُسِّرَ، قَالَ: وَلَيْسَ هُوَ عَلَى صِحَّةِ الْكَلِمَةِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: كُلَّمَا أَخرج يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ لأَنَّ أَقلَّ مِنْ هَذِهِ الظُّلْمَةِ لَا تُرى الْيَدُ فِيهِ، وأَما لَمْ يَكَدْ يَقُومُ فَقَدْ قَامَ، هَذَا أَكثر اللُّغَةِ. ابْنُ الأَنباري: قَالَ اللُّغَوِيُّونَ كِدْتُ أَفْعَلُ مَعْنَاهُ عِنْدَ الْعَرَبِ قاربْتُ الْفِعْلَ، وَلَمْ أَفعل وَمَا كِدْتُ أَفعَلُ مَعْنَاهُ فَعَلْتُ بَعْدَ إِبْطاء. قَالَ: وَشَاهِدُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ
؛ مَعْنَاهُ فَعَلُوا بَعْدَ إِبطاء لِتَعَذُّرِ وِجْدانِ الْبَقَرَةِ عَلَيْهِمْ. وَقَدْ يَكُونُ: مَا كِدْتُ أَفْعَلُ بِمَعْنَى مَا فَعَلْتُ وَلَا قارَبْتُ إِذا أُكِّدَ الكلامُ بأَكادُ. قَالَ أَبو بَكْرٍ فِي قَوْلِهِمْ: قَدْ كَادَ فُلَانٌ يَهْلِكُ؛ مَعْنَاهُ قَدْ قاربَ الهلاكَ وَلَمْ يَهْلِكْ، فإِذا قُلْتَ مَا كَادَ فلانٌ يَقُومُ، فَمَعْنَاهُ قَامَ بَعْدَ إِبطاء؛ وَكَذَلِكَ كَادَ يَقُومُ مَعْنَاهُ قَارَبَ القيامَ وَلَمْ يَقُمْ؛ قَالَ: وَهَذَا وَجْهُ الْكَلَامِ، ثُمَّ قَالَ: وَتَكُونُ كَادَ صِلَةً لِلْكَلَامِ، أَجاز ذَلِكَ الأَخفش وَقُطْرُبُ وأَبو حَاتِمٍ؛ وَاحْتَجَّ قُطْرُبُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
سَريعٌ إِلى الهَيْجاءِ شاكٍ سِلاحهُ،
…
فَمَا إِنْ يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ
مَعْنَاهُ مَا يَتَنَفَّس قِرْنُه؛ وَقَالَ حَسَّانُ:
وتَكادُ تَكْسَلُ أَن تجيءَ فِراشَها
مَعْنَاهُ وتَكْسَل. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَمْ يَكَدْ يَراها
؛ مَعْنَاهُ لَمْ يَرَهَا وَلَمْ يُقارِبْ ذَلِكَ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: رَآهَا مِنْ بَعْدَ أَن لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا مِنْ شِدَّةِ الظُّلْمَةِ؛ وَقَوْلِ أَبي ضَبَّةَ الْهُذَلِيِّ:
لَقَّيْتُ لَبَّتَه السِّنانَ فَكَبَّه
…
مِنَّي تَكايُدُ طَعْنَة وتَأَيُّدُ
قَالَ السُّكَّرِيُّ: تَكايُدٌ تَشَدُّدٌ. وَكَادَتِ المرأَة: حَاضَتْ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه نَظَرَ إِلى جَوارٍ قَدْ كِدْنَ فِي الطَّرِيقِ فأَمر أَن يَتَنَحَّيْنَ
؛ مَعْنَاهُ حِضْنَ فِي الطَّرِيقِ. يُقَالُ: كَادَتْ تَكِيدُ كَيْداً إِذا حَاضَتْ. وكادَ الرجلُ: قاءَ. والكَيْدُ: القَيْءُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
قَتَادَةَ: إِذا بَلِع الصائمُ الكَيْدَ أَفطر
؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: الكَيْدُ صِياحُ الغُراب بجَهْد وَيُسَمَّى إِجهادُ الغُرابِ فِي صِيَاحِهِ كَيْدًا، وَكَذَلِكَ الْقَيْءُ. والكَيْدُ: إِخراج الزَّنْد النارَ. والكَيْدُ: التَّدْبِيرُ بِبَاطِلٍ أَو حَقّ. والكَيْدُ: الْحَيْضُ. والكَيْدُ: الْحَرْبُ. وَيُقَالُ: غَزَا فُلَانٌ فَلَمْ يَلْقَ كَيْداً. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَن رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، غَزَا غَزْوَةَ كَذَا فَرَجَعَ وَلَمْ يَلْقَ كَيْداً
أَي حَرْبًا. وَفِي حَدِيثِ صُلْح نَجْران:
أَن عَلَيْهِمْ عاريةَ السِّلَاحَ إِن كان باليمن كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ
أَي حَرْبٌ وَلِذَلِكَ أَنَّثها. ابْنُ بُزُرج: يُقَالُ مِن كَادَهُمَا يَتَكايَدان وأَصحاب النَّحْوِ يَقُولُونَ يَتَكَاوَدَانِ وَهُوَ خطأٌ لأَنهم يَقُولُونَ إِذا حُمِلَ أَحدهم عَلَى مَا يَكْره: لَا وَاللَّهِ وَلَا كَيْداً وَلَا هَمًّا؛ يُرِيدُ لَا أُكادُ وَلَا أُهَمُّ. وَحَكَى ابْنُ مُجَاهِدٍ عَنْ أَهل اللُّغَةِ: كَادَ يَكَادُ كَانَ فِي الأَصل كَيِدَ يَكْيَدُ. وَقَوْلُهُ عز وجل: إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً
؛ قَالَ الزَّجَّاجُ: يَعْنِي بِهِ الْكُفَّارَ، إِنهم يُخاتلون النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، ويُظْهِرون مَا هُمْ عَلَى خِلَافِهِ؛ وأَكِيد كَيْدًا؛ قَالَ: كَيْد اللَّهِ تَعَالَى لَهُمُ اسْتِدْرَاجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا