الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو أبغض الأشياء إليهم من بعض أهل الكتاب وهم الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ليكون ذلك أشد في الزجر وأعظم في التوبيخ، فذكرت الرؤيا للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم وكانوا يقصون عليه رؤاهم فنفى علمه بصدور تلك العبارة منهم، وأظهر إنكاره وتعجبه من صدور تلك العبارة الشركية التي ما كان ليظن صدورها منهم، وفي هذا ما فيه من اللوم والتعنيف، فقام خطيبا فيهم فنهاهم عن العبارة الشركية الباطلة، وبين عبارة التوحيد والحق الصحيحة، وهي أن يقولوا ما شاء الله وحده ثم ما شاء محمد أو ما شاء الله ثم ماشاء محمد.
الأحكام:
أفاد الحديث النهي عن القرن بين مشيئة الخالق ومشيئة المخلوق بالواو وجواز القرن بينهما بثم وأثبت للمخلوق مشيئة ولكنها مقيدة ومتأخرة بخلاف مشيئة الخالق فإنها سابقة ومطلقة مستقلة {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} وأفاد أن القرن بين مشيئة الخالق ومشيئة المخلوق شرك، وأن من فعل ذلك يقال له قد أشركت لأنه لما قصت عليه الرؤيا وفيها قوله لولا أنكم تشركون أقر ذلك ولم ينكره. وأن كلمة الشرك لا يجوز أن تقال ولو كان قائلها لا يعتقد المساواة بين الخالق والمخلوق، كما هو حال الصحابة الذين لا يشك في عملهم بذلك، وأن قائل كلمة الشرك هذه وإن كان يقال له أشركت كما تقدم لا يخرج بذلك من الإيمان حيث كان لا يعتقد التسوية فإنه لم يحكم بردتهم بتلك الكلمة وإنما نهاهم عن قولها.