المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الإحتفال بختم الموطأ بقلم الأستاذ الشيخ الجيلاني بن محمد ــ بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌إستهلال: وبعد. - مجالس التذكير من حديث البشير النذير

[ابن باديس، عبد الحميد]

فهرس الكتاب

- ‌السنة

- ‌المقدمةبقلم السيد: عبد الرحمان شيبان وزير الشؤون الدينية

- ‌ أقسام الكتاب

- ‌مجالس التذكير

- ‌خُطْبَةُ الِافْتِتَاحِ

- ‌مَجَالِسُ التَّذْكِيرِمِنْ حَدِيثِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ

- ‌الْآيَةُ الْخَالِدَةُلِنُبُوَّةِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَصلى الله عليه وسلم

- ‌تفرقة وترجيح

- ‌تفريع

- ‌إنفراده- صلى الله عليه وآله وسلم بالاتباع من يوم بعثته

- ‌إئتساء

- ‌التَّوَجُّهُ إِلَى اللَّهِ، بِرَسُولِ اللَّهِصلى الله عليه وآله وسلم

- ‌السند:

- ‌مخرجو الحديث:

- ‌رتبة الحديث العلمية والعملية:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تلخيص وتحصيل:

- ‌فَضْلُ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌الراوي:

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌النظر في الروايتين:

- ‌الجمع والترجيح:

- ‌توجيه:

- ‌فوائد الأحكام:

- ‌إرشاد وتحذير:

- ‌بيان عقيدة وإبطال ادِّعاء:

- ‌حقيقة نفسية:

- ‌إِتْبَاعُ رَمَضَانَ بِسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تطبيق:

- ‌الأحكام:

- ‌فقه مالك واحتياطه:

- ‌الأصل الأول

- ‌الأصل الثاني:

- ‌إقتداء وتحذير:

- ‌إمتثال:

- ‌أَثَرُ النِّيَّاتِ فِي الْأَعْمَالِ

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌سبب الورود:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تفريع:

- ‌إرشاد وترغيب:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌مَجَالِسُ الْعِلْمِالْإِقْبَالُ عَلَيْهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا

- ‌السند:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌البيان:

- ‌تحرير:

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌الخامسة:

- ‌السادسة:

- ‌إهتداء:

- ‌تَعَلُّمُ اللُّغَاتِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهَا

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌لَا لَوْمَ عَلَى مَنْ صَدَقَ الْمَتَابَمُحَاجَّةُ آَدَمَ وَمُوَسَى عليهما السلام

- ‌تمهيد:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌بسط وبيان:

- ‌دفع شبهة:

- ‌دفع شبهة أخرى:

- ‌إقتداء:

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌توجيه:

- ‌تقييد وتعميم:

- ‌الآداب:

- ‌أصل عام في التربية:

- ‌لَا يُجْزَمُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِإِلَّا بِنَصٍّ مِنَ الشَّارِعِ

- ‌المتن:

- ‌ترجمة شخصي الحديث:

- ‌الشرح:

- ‌توضيح:

- ‌الأحكام:

- ‌تفرقة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَكْثِيرُ السَّوَادِ<<مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌المطابقة:

- ‌الأحكام:

- ‌الإهتداء:

- ‌دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِأَوِ الْكَلِمَةُ الْمُنْتِنَةُ

- ‌السند:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الدعويان وأثرهما:

- ‌تفرقة وتمييز:

- ‌إستدلال:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌الشِّرْكُ وَالْوَثَنِيَّةُ وَدَعْوَى النُّبُوَّةِ

- ‌اللحوق بالمشركين:

- ‌عبادة الأوثان:

- ‌دعوى النبوة:

- ‌إِتِّحَادُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَعَاوُنِهِمْ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌تبصر:

- ‌تفقه:

- ‌سلوك:

- ‌قِيمَةُ الرَّجُلِ بِقِيمَةِ قَوْمِهِ

- ‌إِنَّمَا يُؤْخَذُ الدِّينُ مِنَ الْعُلَمَاءِ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌عبرة وتحذير:

- ‌إستشهاد:

- ‌كَلِمَاتُ الشِّرْكِ(النَّهْيُ أَنْ يُقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ)

- ‌السند الأول:

- ‌السند الثاني:

- ‌رتبة الحديث:

- ‌مزيد بيان:

- ‌الجمع:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تأييد:

- ‌تفصيل أول:

- ‌تفصيل ثان:

- ‌تطبيق:

- ‌العلاج:

- ‌الصِّدْقُ وَالْكَذِبُأَيْنَ يَهْدِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تفصيل وتقسيم:

- ‌توجيه وتعليل:

- ‌إستفادتان:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌إستنتاج:

- ‌ترهيب:

- ‌تحذير:

- ‌تحذير أوكد:

- ‌سلوك:

- ‌الرَّاعِي الْغَاشُّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ

- ‌الصحابي الجليل والأمير الظالم:معقل بن يسار

- ‌ترك الموعظة خوف المفسدة:

- ‌ما الراعي وما الرعية

- ‌الواجب على الراعي في رعيته:

- ‌توجيه:

- ‌الوعيد: معناه، وشرطه، وعمومه:

- ‌تطبيق:

- ‌التَّسَتُّرُ بِالنَّقَائِصِ

- ‌الكلمات:

- ‌المعنى:

- ‌إستنباط:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌إعتبار:

- ‌تربية:

- ‌تَفَاوُتُ الصَّدَقَاتِبِنِسْبَتِهَا لَأَمْوَالِ الْمُتَصَدِّقِينَ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه:

- ‌تبصرة:

- ‌تربية:

- ‌السِّيَادَةُ فِي الْبَرِّ لِمَنْ سَادَ فِي الْبَحْرِ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌العربية:

- ‌سؤال وجوابه:

- ‌تحقيق تاريخي:

- ‌تطبيق على هذا التحقيق:

- ‌الأحكام:

- ‌الفوائد:

- ‌الموعظة:

- ‌الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُإِسْتِغْلَالَهُمَا وَالاِسْتِفَادَةَ مِنْهُمَا

- ‌اللغة:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌فقه الحديث ومقصوده:

- ‌تفريغ على الحديث:

- ‌تفريغ آخر:

- ‌سلوك العاملين بهذه الأحديث:

- ‌نِظَامُ الْغِذَاءِ

- ‌ليس الخبز كل ما نريد:

- ‌نَظَافَةُ الطُّرُقِ وَالْمَجَالِسِأَوْ مَصْلَحَةٌ مِنْ مَصَالِحِ الْبَلَدِيَّةِ

- ‌المفردات:

- ‌المعنى:

- ‌الحكم:

- ‌تعميم:

- ‌تتميم:

- ‌تطبيق:

- ‌بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِمَنْ فِعْلِ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌الأحكام:

- ‌تطبيق:

- ‌إيمان وامتثال:

- ‌لَعْنُ مَنِ اتَّخَذَ الْمَسَاجِدَ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌بُنَاة الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُوْرِمِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌تَأْكِيدُ النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِ القُبُورَ مَسَاجِدَ

- ‌مِنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ الصَّلَاةُ إِلَيْهَا

- ‌حَقُّ النِّسَاءِ فِي التَّعْلِيمِ

- ‌الشرح:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌تَعْلِيمُ النِّسَاءِ الْكِتَابَةَ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌توسع في الاستدلال:

- ‌الاقتداء:

- ‌خَيْرُ النِّسَاءِ

- ‌السند:

- ‌الكلمات:

- ‌التراكيب:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌تنبيه على استلزام:

- ‌توجيه:

- ‌إرشاد:

- ‌الأحكام:

- ‌تصديق:

- ‌النِّسَاءُ وَالْكَمَالُ

- ‌تمهيد:

- ‌الإرشاد النبوي:

- ‌إلى أي درجات الكمال بلغتا

- ‌الاقتداء:

- ‌سِتْرُ وَجْهِ الْمَرْأَةِ مِنَ الدِّينِعَلَى مَا فِيهِ مِنْ تَفْصِيلٍ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الاحتجاج:

- ‌التأييد:

- ‌الأحكام والاستدلال:

- ‌حديث الخثعمية:

- ‌المقصود منه:

- ‌تحصيل:

- ‌تطبيق:

- ‌تفرقة وتحذير:

- ‌توصية:

- ‌خُرُوجُ النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ

- ‌الشرح:

- ‌نفي تعأرض:

- ‌قدوة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَحْرِيمُ الْخُلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِخُصُوصًا عَلَى الْأَقَارِبِ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌العمل بالحديث:

- ‌عَلَى رِسْلِكُمَا، إنما هي صفية

- ‌الألفاظ:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌الْأُسْوَةُ - وَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

- ‌حماية الأعراض من التهم:

- ‌مدافعة الشيطان عن القلوب:

- ‌أحاديث في أغراض مختلفة

- ‌1) العلم وفضله

- ‌2) السنة والبدعة

- ‌3) من أسد إلى أسد

- ‌4) العلم وتعلمه:

- ‌5) العلم وتعليمه:

- ‌6) العلم وتعليمه بالمساجد:

- ‌7) العلم واحترام أهله:

- ‌8) شكوى علماء الدين من الأرذال المفسدين

- ‌تعليق:

- ‌9) حكم طلب العلم:

- ‌تعليق:

- ‌10) براءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن غير دينه:

- ‌تعليق:

- ‌11) الترغيب في الذكر:

- ‌تعليق:

- ‌12) ما هو الذكر؟ ومن هو الذاكر

- ‌تعليق:

- ‌13) هل ينفع الذكر مع تعدى حدود الله

- ‌تعليق:

- ‌14) الحث على تعلم القرآن:

- ‌تعليق:

- ‌15) الإعتصام بكتاب الله:

- ‌تعليق:

- ‌16) مدح العامل بالقرآن

- ‌تعليق:

- ‌17) ذم المباهي والمتعيش بالقرآن:

- ‌تعليق:

- ‌18) الغاية من قراءة القرآن:

- ‌‌‌تعليق:

- ‌تعليق:

- ‌19) معنى ليلة القدر

- ‌20) معنى خيرية ليلة القدر

- ‌‌‌تعليق:

- ‌تعليق:

- ‌21) الدعاء ليلة القدر:

- ‌22) علامات ليلة القدر

- ‌تعليق:

- ‌موضوعات متصلة بالسنة

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 1

- ‌تمهيد:

- ‌القسم العلمي:

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 2

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 3

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-4

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 5

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-6

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-7

- ‌التحذير:

- ‌الدعاءمنه عادة ومنه عبادة

- ‌لا يجوز دعاء غير الله ولا أحد مع الله

- ‌من دعا غير الله فقد عبده

- ‌التوسل بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم غير دعائه:

- ‌نصيحة بنصيحة:

- ‌تبليغ الرسالة

- ‌مقدمة:

- ‌المقصد:

- ‌فصل علمي:

- ‌الدرجة الأولى - الأمر بالتبليغ المطلق:

- ‌الدرجة الثانية - الأمر بتبليغ العشيرة:

- ‌الدرجة الثالثة - الأمر بتبليغ العرب حوالي مكة:

- ‌الدرجة الرابعة - الأمر بالتبليغ العام لمن في عصره ولمن بعدهم:

- ‌فصل عملي:

- ‌خاتمة:

- ‌الراعي

- ‌أعظم قائديرجع إلى رأي جندي

- ‌خلوا بيني وبين ناقتي

- ‌كن خير آخد

- ‌رقية الله

- ‌العبرة:

- ‌الأسوة:

- ‌الْفَنُّ الْأَدَبِيُّ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ

- ‌الأشخاص:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الفن:

- ‌الرد على المتشددين:

- ‌فقه:

- ‌رسول الله يُشتَم بين أيدينا ويُهان

- ‌موضوعات متصلة بصاحب السنةصلى الله عليه وسلم

- ‌ذكرى المولد النبوي الكريمفي (نادي الترقي) بالعاصمة

- ‌ما الداعي إلى إحياء هذه الذكرى

- ‌ما الغاية من تجديد هذه الذكرى

- ‌ماذا نريد أن نذكر في مجلسنا هذا منها

- ‌مبدأ رحمته:

- ‌مبدأ قوته:

- ‌مظاهر رحمته:

- ‌مظاهر قوته:

- ‌آثار القوة والرحمة في أخلاقه:

- ‌الأمانة:

- ‌الصدق:

- ‌العدل:

- ‌إهتمامه بالخلق:

- ‌إنقباضه عنهم:

- ‌نبوته:

- ‌الرحمة والقوة في شريعته:

- ‌على ذكرى المولد النبوي الشريف

- ‌محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌إلى محمد أيتها الإنسانية

- ‌تحية المولد الكريم

- ‌القومية والإنسانية

- ‌السياسة في نظر العلماءهي التفكير والعمل والتضحية

- ‌إشهدي ياسما

- ‌ملحقات

- ‌دَرْسُ خَتْمِ الْمُوَطَّأِ

- ‌السند

- ‌المتن:

- ‌الإحتفال بختم الموطأ

- ‌إستهلال:

- ‌أسلوب الأستاذ الحكيم في التدريس:

- ‌وصف الحفلة الرائعة بختم الموطأ:

- ‌المصلحون والسنة

- ‌رسالة شكر وتقدير

- ‌كلمات خالدة

الفصل: ‌ ‌الإحتفال بختم الموطأ بقلم الأستاذ الشيخ الجيلاني بن محمد ــ بسم الله الرحمن الرحيم   ‌ ‌إستهلال: وبعد.

‌الإحتفال بختم الموطأ

بقلم الأستاذ

الشيخ الجيلاني بن محمد

ــ

بسم الله الرحمن الرحيم

‌إستهلال:

وبعد. فإن من دواعي الغبطة والسرور وبواعث البهجة والارتياح أن أزف إلى المسلمين كافة وإلى أبناء الوطن العزيز خاصة هذه البشرى الجليلة والمفخرة الخالدة بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لموطأ إمام الأئمة ومستودع الشريعة مالك بن أنس رضي الله عنه بعد ما قضى في خدمته وهداية الأمة به درسا بضع عشرة سنة بعمل متواصل وجد جاد يحرر أسانيده ويعزز مسانده ويرفع مراسله ويستجلي أسراره ويكتسح به غيوم البدع وضلال العقائد، فهذب العقول وطهر النفوس وحرك الهمم وقوى العزائم وأفعم الصدور بأنوار السنة المحمدية. فانزاحت دياجي الجهل وشبه الضلال وعوارض الغفلة وعوامل الجمود واستفاقت الأمة من سباتها العميق على ضوء السنة الوهاج فاندفعت تعمل لصالح الدارين ورائدها كتاب الله وسنة رسول الله وهدي السلف الصالح.

ص: 327

ويسرني جدا أن أزف هذه البشرى الثانية بختم الحديث الشريف إلى القراء الكرام بعد أن يكون قد استقر في أيديهم العدد الخاص من "الشهاب" يحمل بين جوانحه البشرى الأولى بختم تفسير القرآن العظيم مدبجة أصوله ومحررة فروعه بيراع العالم العلامة أديبنا الأكبر وكاتبنا البليغ الأشهر الأستاذ البشير الإبراهيمى فهي بشرى على بشرى وخير يقفوه خير وفتح بعد فتح ونهوض بكتاب الله وسنة رسول الله يستتبع - إن شاء الله - نهوض الأمة وتقدمها ماديا وأدبيا إذ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فما أعظمها من منة وما أسبغها من نعمة.

كان ختم الأستاذ الجليل- حفظه الله - للموطأ لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الثاني عام 1358 - الموافق لفاتح جوان 1939 وكان الاحتفال به رائعا وطيب حديثه في الحواضر والبوادي ذائعا، وأريج عرفه في المجالس والنوادي متضوعا.

وسيرى القارئ وصف هذا الاحتفال العظيم فيما بعد إن شاء الله.

إن من أراد أن يصلح أمة قد عششت في أذهانها البدع، وامتصت قوتها العقلية أدواء الجهل الفتاك، والتهمت حرياتها سلطات المستبد، وأثقلت عاتقها فوادح الخطوب، يجب عليه- قبل كل شيء- أن يعتام لعلاجها أنجع الأدوية وأقوى المراهم رتقا لكلومها، ولا دواء أنفع لأمة هذه علتها، وهذا مرضها من معالجتها بكتاب الله، وتضميد جراحاتها بسنة رسول الله، فهما ترياق كل علة وبلسم كل مرض.

وقد ظهرت على الأمة الجزائرية- والحمد لله- علائم الشفاء وطلائع الإبلال وبوادر الصحة بعد ما قضى هذا الحكيم النطاسى

ص: 328

في معالجتها بكتاب الله وسنة رسوله، ردحا من الدهر بذل فيه جهده وروحه، يتتبع هذه الأدواء ويتقصاها في كل حاضرة وفي كل قرية، في كل سهل وفي كل جبل، يقتل البدعة ويحيى السنة، يطارد الجهل ويحارب الأمية، يميت اليأس من النفوس ويبعث فيها الأمل، يغشى البلدة أو القرية وقلوب أهلها متفرقة وأهواؤها متشاكسة وآراؤها متضاربة فلا يبرحها إلا والقلوب مجتمعة، والأهواء متحدة، والآراء متعاضدة، شعارها الوحيد قوله جل شأنه:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} .

ولعل أبلغ الظواهر دلالة يقظة الأمة وتفشي روح النهوض في أفكار أبنائها وسريان الهداية النبوية فيها. ذلك التطور الفكري الذي نراه يزداد يوما فيوما بالرغم من العراقيل المنصوبة في سبيله والسدود المضروبة لإيقافه. ولكنه تيار إلهي قوي فاض على النفوس لا يمكن إيقافه- إن الله بالغ أمره- ولو كره الكافرون.

فختم كتاب الله وسنة رسول الله في هذه الديار التي حل فيها الطارئ محل الأصلى، والسالب محل الكاسب، والدخيل محل الأصيل، على ضرب من الأسلوب يشرح -بحق- فصول الحياة المعقدة للأمة ويوضح لها مناهج السلوك ويأخذ بيدها في طريق لاحب وصراط سوي. هو ختم مؤذن بختم عصر الجمود والركود وإقبال عصر النهوض والتقدم.

الحديث الشريف هو المصدر الثانى- بعد كتاب الله- للتشريع الإسلامي وهو البيان الشافي والتحليل الفلسفي لكتاب الله، قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}

وتبيينه يكون بأقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، فالصد عن الحديث صد عن الذكر الحكيم والانحراف عنه إنحزف عن شرعة القرآن الكريم.

ص: 329

ولقد نال الحديث الشريف من الحيف والإعراض ما نال القرآن العظيم فقد انصرف الناس عنه انصرافهم عن القرآن وضلوا متشبثين بكتب ملئت بالأقوال الجدلية والمماحكاة اللفظية والألغاز التركيبية التي لا تجدي نفعا.

وبعد فإن الموطأ الذي نحن بصدد الحديث عنه هو من أصح كتب الحديث وأعمها نفعا لما اشتملت عليه من صحيح الأخبار وبالغ الآثار. قال الشافعي رضي الله عنه: "ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك". وفي لفظ: "ما وضع على الأرض كتاب هو أقرب إلى القرآن من كتاب مالك" - ولاحظ أنها شهادة الشافعي- وقال القاضي أبو بكر بن العربي في شرح الترمذي: (الموطأ هو الأصل واللباب، وكتاب البخاري هو الأصل الثاني في هذا الباب وعليهما بنى الجميع كمسلم والترمذي) وقد شمله مالك رضي الله عنه بعناية عظيمة واحتفاء كبير فأجال فيه يد التهذيب والتنقيح حتى أخرجه على هذا الأسلوب العجيب والشكل الجميل من حسن الترتيب وسهولة التعبير وإتقان الوضع وإجادة الصنع وصحة الخبر وغزارة الأثر ذكر ابن الهباب أن مالكا رحمه الله روى مائة ألف حديث جمع منها في الموطأ عشرة آلاف ثم لم يزل يعرضها على الكتاب والسنة ويتخير بالآثار والأخبار حتى رجعت إلى خمسمائة. وقال سليمان بن بلال: "لقد وضع مالك الموطأ وفيه أربعة آلاف حديث أو أكثر ومات وهي ألف حديث ونيف يخلصها عاما فعاما بقدر ما يرى أنه أصلح للمسلمين وأمثل في الدين".

وقال سعدون الورجيني من قصيدة في فضل الموطأ:

فبادر موطأ مالك قبل فوته

فما بعده - إن نات- للحق مطلب

ص: 330