الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصل عام في التربية:
هذا الحديث أصل عظيم في التربية المبنية على علم النفسية البشرية فإن النفوس عندما تشعر بحرمتها وقدرتها على الكمال تنبعث بقوة ورغبة وعزيمة لنيل المطلوب. وعندما تشعر بحقارتها وعجزها تقعد عن العمل وترجع إلى أحط دركات السقوط.
فجاء هذا الحديث الشريف يحذر من تحقير الناس وتقنيطهم وذلك يقتضي أن المطلوب هو احترامهم وتنشيطهم.
وهذا الأصل العظيم الذي دل عليه هذا الحديث الشريف يحتاج إليه كل مرب سواء أكان مربيا للصغار أم للكبار، وللأفراد أم للأمم، إذ التحقير والتقنيط وقطع حبل الرجاء قتل للنفوس نفوس الأفراد والجماعات وذلك ضد التربية، والاحترام والتنشيط وبعث الرجاء إحياء لها وذلك هو غرض كل مرب ناصح في تربيته.
فاللهم صل على هذا النبي الكريم العظيم الرحيم الذي علمته ما لم يكن يعلم وكان فضلك عليه وعلينا به عظيما، فكم من علوم وأسرار انطوت عليها أحاديثه الشريفة قد أتت على ما لم تعرفه البشرية إلا بعد حين، ولا عجب فهو الذي أوتي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم (1).
(1) ش: ج3، م 10 - غرة ذي القعدة 1352ه - 15 فيفري 1934م.