الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وآله وسلم- فوصف المرأة والماء الذي مزجت به الخمرة، والناقة وصورها تصويرا فنيا ولم ينكر عليها (1) لأنه لم يكن يصف شخصا معينا يؤدي وصفه إلى اثارة الشهوة البهيمية نحوه وإنما كان يعرض صوراً من محاسن تلك الأشياء التي تلذ للنفوس البشرية صورها الجمالية وتنمي فيها قوة الشعور والذوق.
الرد على المتشددين:
علم أبو قلابة -رضي الله تعالى عنه- تشددا وتنطعا مما كان حدثهم بهذا الحديث يحملانهم على الامتناع من الكلمات التي فيها بعض وصف النساء، فرد عليهم بتكلم النبي- صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكلمة التي لو تكلم بها أحدهم لعابوها عليه وبين لهم أن لا عيب فيها وفي مثلها مما لا فحش في لفظه، ولا قبح في معناه ولا غاية سوء من ذكره.
فقه:
في الحديث سماع النساء لصوت الحادي وفيه للعناية بهن في السفر والرفق بهن فيه، وفيه التنبيه على المحافظة على قلوبهن وعواطفهن ليدوم ودهن وسلامتهن ويدوم الهناء معهن والاستمتاع بهن لأنهن ضعيفات القلوب رقيقات العواطف شديدات الإحسان (2) يصبرن على كل شيء من الرجل إلا على كسر قلوبهن ومس عواطفهن، فهذا الحديث الشريف من الأحاديث
(1) كذا ورد في الأصل وصوابه: (عليه).
(2)
كذا في الأصل، والصواب: الإحساس.
الكثيرة التي جاءت في الوصاية بالنساء والمحافظة عليهن ومراعاة جانبهن ويمتاز هذا الحديث بما فيه من ذكر السبب الذي يوجب ذلك ويقتضيه، على أبين تصوير وأبلغه فليكن دائما على بالنا، في معاملتنا للنساء وحياتنا معهن والله المستعان (3).
(3) ش: ج 2، م 8 - غرة شوال 1350ه - فيفري 1932 م.