الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا رنين الخلخال، وأن يمشين في حافات الطريق، ولا يحاققن الطريق، أي لا يمشين في وسطه. وهذه كلها مأخوذة من الآيات والأحاديث في هذا الباب ولما سمع بلال بن عبد الله أباه يحدث بهذا الحديث عن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم قابله بالرد وقال والله لنمنعهن، فغضب أبوه غضبا شديدا وسبه وشتمه سبا سيئا مقابلا لقوله السيء ومقابلته للحديث النبوي بالمعأرضة.
نفي تعأرض:
ثبت عن عائشة أنها قالت: لو أن رسول الله- صلى الله عليه وآله ولسلم- رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل، وهذا لا يعأرض ما تقدم لأن الذي أحدثته هو الطيب والزينة، وهو نهي عن منعهن ونهاهن عن مس الطيب عند إرادة الخروج، فلو رأى ما أحدثن لمنعهن لإخلالهن بالشرط حتى يلتزمنه، ولا يمنعهن منعا يكون إبطالا لنهيه الأول عن منعهن.
قدوة:
لما سمع عبد الله بن عمر ابنه بلالا يصارحه بمعأرضة السنة ومخالفتها لم يملك نفسه واستشاط غضبا حتى سبه سبا سيئا لم يكن من عادة ابن عمر صدور مثله منه.
وهكذا كل مسلم غيور على الإسلام والكتاب والسنة يسمع من أهل الإسلام التكذيب بهما أو التعدي عليهما أو المعأرضة لهما بالرأي والهوى أو تحريفهما عن مواضعهما كذلك، فإنه لا يملك نفسه أن يدافع عنهما، وقد يملكه الغضب لله فيكون منه بعض ما ليس من عادته أن يصدر منه من قول.