المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسول الله يشتم بين أيدينا ويهان - مجالس التذكير من حديث البشير النذير

[ابن باديس، عبد الحميد]

فهرس الكتاب

- ‌السنة

- ‌المقدمةبقلم السيد: عبد الرحمان شيبان وزير الشؤون الدينية

- ‌ أقسام الكتاب

- ‌مجالس التذكير

- ‌خُطْبَةُ الِافْتِتَاحِ

- ‌مَجَالِسُ التَّذْكِيرِمِنْ حَدِيثِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ

- ‌الْآيَةُ الْخَالِدَةُلِنُبُوَّةِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَصلى الله عليه وسلم

- ‌تفرقة وترجيح

- ‌تفريع

- ‌إنفراده- صلى الله عليه وآله وسلم بالاتباع من يوم بعثته

- ‌إئتساء

- ‌التَّوَجُّهُ إِلَى اللَّهِ، بِرَسُولِ اللَّهِصلى الله عليه وآله وسلم

- ‌السند:

- ‌مخرجو الحديث:

- ‌رتبة الحديث العلمية والعملية:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تلخيص وتحصيل:

- ‌فَضْلُ السُّجُودِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ

- ‌الراوي:

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌النظر في الروايتين:

- ‌الجمع والترجيح:

- ‌توجيه:

- ‌فوائد الأحكام:

- ‌إرشاد وتحذير:

- ‌بيان عقيدة وإبطال ادِّعاء:

- ‌حقيقة نفسية:

- ‌إِتْبَاعُ رَمَضَانَ بِسِتَّةٍ مِنْ شَوَّالٍ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تطبيق:

- ‌الأحكام:

- ‌فقه مالك واحتياطه:

- ‌الأصل الأول

- ‌الأصل الثاني:

- ‌إقتداء وتحذير:

- ‌إمتثال:

- ‌أَثَرُ النِّيَّاتِ فِي الْأَعْمَالِ

- ‌الألفاظ:

- ‌التراكيب:

- ‌سبب الورود:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تفريع:

- ‌إرشاد وترغيب:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌مَجَالِسُ الْعِلْمِالْإِقْبَالُ عَلَيْهَا وَالْإِعْرَاضُ عَنْهَا

- ‌السند:

- ‌ألفاظ المتن:

- ‌البيان:

- ‌تحرير:

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌الخامسة:

- ‌السادسة:

- ‌إهتداء:

- ‌تَعَلُّمُ اللُّغَاتِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهَا

- ‌الفوائد والأحكام:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌الثالثة:

- ‌الرابعة:

- ‌لَا لَوْمَ عَلَى مَنْ صَدَقَ الْمَتَابَمُحَاجَّةُ آَدَمَ وَمُوَسَى عليهما السلام

- ‌تمهيد:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌بسط وبيان:

- ‌دفع شبهة:

- ‌دفع شبهة أخرى:

- ‌إقتداء:

- ‌مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌توجيه:

- ‌تقييد وتعميم:

- ‌الآداب:

- ‌أصل عام في التربية:

- ‌لَا يُجْزَمُ لِأَحَدٍ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِإِلَّا بِنَصٍّ مِنَ الشَّارِعِ

- ‌المتن:

- ‌ترجمة شخصي الحديث:

- ‌الشرح:

- ‌توضيح:

- ‌الأحكام:

- ‌تفرقة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَكْثِيرُ السَّوَادِ<<مَنْ كَثَّرَ سَوَادَ قَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌المطابقة:

- ‌الأحكام:

- ‌الإهتداء:

- ‌دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِأَوِ الْكَلِمَةُ الْمُنْتِنَةُ

- ‌السند:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الدعويان وأثرهما:

- ‌تفرقة وتمييز:

- ‌إستدلال:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌الشِّرْكُ وَالْوَثَنِيَّةُ وَدَعْوَى النُّبُوَّةِ

- ‌اللحوق بالمشركين:

- ‌عبادة الأوثان:

- ‌دعوى النبوة:

- ‌إِتِّحَادُ الْمُؤْمِنِينَ وَتَعَاوُنِهِمْ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌زيادة بيان:

- ‌تبصر:

- ‌تفقه:

- ‌سلوك:

- ‌قِيمَةُ الرَّجُلِ بِقِيمَةِ قَوْمِهِ

- ‌إِنَّمَا يُؤْخَذُ الدِّينُ مِنَ الْعُلَمَاءِ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌عبرة وتحذير:

- ‌إستشهاد:

- ‌كَلِمَاتُ الشِّرْكِ(النَّهْيُ أَنْ يُقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ)

- ‌السند الأول:

- ‌السند الثاني:

- ‌رتبة الحديث:

- ‌مزيد بيان:

- ‌الجمع:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌تأييد:

- ‌تفصيل أول:

- ‌تفصيل ثان:

- ‌تطبيق:

- ‌العلاج:

- ‌الصِّدْقُ وَالْكَذِبُأَيْنَ يَهْدِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌تفصيل وتقسيم:

- ‌توجيه وتعليل:

- ‌إستفادتان:

- ‌الأولى:

- ‌الثانية:

- ‌إستنتاج:

- ‌ترهيب:

- ‌تحذير:

- ‌تحذير أوكد:

- ‌سلوك:

- ‌الرَّاعِي الْغَاشُّ لِرَعِيَّتِهِ

- ‌ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ

- ‌الصحابي الجليل والأمير الظالم:معقل بن يسار

- ‌ترك الموعظة خوف المفسدة:

- ‌ما الراعي وما الرعية

- ‌الواجب على الراعي في رعيته:

- ‌توجيه:

- ‌الوعيد: معناه، وشرطه، وعمومه:

- ‌تطبيق:

- ‌التَّسَتُّرُ بِالنَّقَائِصِ

- ‌الكلمات:

- ‌المعنى:

- ‌إستنباط:

- ‌تنبيه وتحذير:

- ‌إعتبار:

- ‌تربية:

- ‌تَفَاوُتُ الصَّدَقَاتِبِنِسْبَتِهَا لَأَمْوَالِ الْمُتَصَدِّقِينَ

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌توجيه:

- ‌تبصرة:

- ‌تربية:

- ‌السِّيَادَةُ فِي الْبَرِّ لِمَنْ سَادَ فِي الْبَحْرِ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌العربية:

- ‌سؤال وجوابه:

- ‌تحقيق تاريخي:

- ‌تطبيق على هذا التحقيق:

- ‌الأحكام:

- ‌الفوائد:

- ‌الموعظة:

- ‌الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُإِسْتِغْلَالَهُمَا وَالاِسْتِفَادَةَ مِنْهُمَا

- ‌اللغة:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌فقه الحديث ومقصوده:

- ‌تفريغ على الحديث:

- ‌تفريغ آخر:

- ‌سلوك العاملين بهذه الأحديث:

- ‌نِظَامُ الْغِذَاءِ

- ‌ليس الخبز كل ما نريد:

- ‌نَظَافَةُ الطُّرُقِ وَالْمَجَالِسِأَوْ مَصْلَحَةٌ مِنْ مَصَالِحِ الْبَلَدِيَّةِ

- ‌المفردات:

- ‌المعنى:

- ‌الحكم:

- ‌تعميم:

- ‌تتميم:

- ‌تطبيق:

- ‌بِنَاءُ الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُورِمَنْ فِعْلِ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌الأحكام:

- ‌تطبيق:

- ‌إيمان وامتثال:

- ‌لَعْنُ مَنِ اتَّخَذَ الْمَسَاجِدَ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌النَّهْيُ عَنِ الْبِنَاءِ عَلَى الْقُبُورِ

- ‌بُنَاة الْمَسَاجِدِ عَلَى الْقُبُوْرِمِنْ شِرَارِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

- ‌تَأْكِيدُ النَّهْيِ عَنِ اتِّخَاذِ القُبُورَ مَسَاجِدَ

- ‌مِنِ اتِّخَاذِ الْقُبُورِ مَسَاجِدَ الصَّلَاةُ إِلَيْهَا

- ‌حَقُّ النِّسَاءِ فِي التَّعْلِيمِ

- ‌الشرح:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌تَعْلِيمُ النِّسَاءِ الْكِتَابَةَ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الألفاظ:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام والفوائد:

- ‌توسع في الاستدلال:

- ‌الاقتداء:

- ‌خَيْرُ النِّسَاءِ

- ‌السند:

- ‌الكلمات:

- ‌التراكيب:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌تنبيه على استلزام:

- ‌توجيه:

- ‌إرشاد:

- ‌الأحكام:

- ‌تصديق:

- ‌النِّسَاءُ وَالْكَمَالُ

- ‌تمهيد:

- ‌الإرشاد النبوي:

- ‌إلى أي درجات الكمال بلغتا

- ‌الاقتداء:

- ‌سِتْرُ وَجْهِ الْمَرْأَةِ مِنَ الدِّينِعَلَى مَا فِيهِ مِنْ تَفْصِيلٍ

- ‌السند:

- ‌المتن:

- ‌الاحتجاج:

- ‌التأييد:

- ‌الأحكام والاستدلال:

- ‌حديث الخثعمية:

- ‌المقصود منه:

- ‌تحصيل:

- ‌تطبيق:

- ‌تفرقة وتحذير:

- ‌توصية:

- ‌خُرُوجُ النِّسَاءِ إِلَى الْمَسَاجِدِ

- ‌الشرح:

- ‌نفي تعأرض:

- ‌قدوة:

- ‌تحذير وإرشاد:

- ‌تَحْرِيمُ الْخُلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِخُصُوصًا عَلَى الْأَقَارِبِ

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الأحكام:

- ‌العمل بالحديث:

- ‌عَلَى رِسْلِكُمَا، إنما هي صفية

- ‌الألفاظ:

- ‌الأشخاص:

- ‌المعنى:

- ‌الْأُسْوَةُ - وَلَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ

- ‌حماية الأعراض من التهم:

- ‌مدافعة الشيطان عن القلوب:

- ‌أحاديث في أغراض مختلفة

- ‌1) العلم وفضله

- ‌2) السنة والبدعة

- ‌3) من أسد إلى أسد

- ‌4) العلم وتعلمه:

- ‌5) العلم وتعليمه:

- ‌6) العلم وتعليمه بالمساجد:

- ‌7) العلم واحترام أهله:

- ‌8) شكوى علماء الدين من الأرذال المفسدين

- ‌تعليق:

- ‌9) حكم طلب العلم:

- ‌تعليق:

- ‌10) براءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن غير دينه:

- ‌تعليق:

- ‌11) الترغيب في الذكر:

- ‌تعليق:

- ‌12) ما هو الذكر؟ ومن هو الذاكر

- ‌تعليق:

- ‌13) هل ينفع الذكر مع تعدى حدود الله

- ‌تعليق:

- ‌14) الحث على تعلم القرآن:

- ‌تعليق:

- ‌15) الإعتصام بكتاب الله:

- ‌تعليق:

- ‌16) مدح العامل بالقرآن

- ‌تعليق:

- ‌17) ذم المباهي والمتعيش بالقرآن:

- ‌تعليق:

- ‌18) الغاية من قراءة القرآن:

- ‌‌‌تعليق:

- ‌تعليق:

- ‌19) معنى ليلة القدر

- ‌20) معنى خيرية ليلة القدر

- ‌‌‌تعليق:

- ‌تعليق:

- ‌21) الدعاء ليلة القدر:

- ‌22) علامات ليلة القدر

- ‌تعليق:

- ‌موضوعات متصلة بالسنة

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 1

- ‌تمهيد:

- ‌القسم العلمي:

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 2

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 3

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-4

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم- 5

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-6

- ‌الصلاة على النبيصلى الله عليه وآله وسلم-7

- ‌التحذير:

- ‌الدعاءمنه عادة ومنه عبادة

- ‌لا يجوز دعاء غير الله ولا أحد مع الله

- ‌من دعا غير الله فقد عبده

- ‌التوسل بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم غير دعائه:

- ‌نصيحة بنصيحة:

- ‌تبليغ الرسالة

- ‌مقدمة:

- ‌المقصد:

- ‌فصل علمي:

- ‌الدرجة الأولى - الأمر بالتبليغ المطلق:

- ‌الدرجة الثانية - الأمر بتبليغ العشيرة:

- ‌الدرجة الثالثة - الأمر بتبليغ العرب حوالي مكة:

- ‌الدرجة الرابعة - الأمر بالتبليغ العام لمن في عصره ولمن بعدهم:

- ‌فصل عملي:

- ‌خاتمة:

- ‌الراعي

- ‌أعظم قائديرجع إلى رأي جندي

- ‌خلوا بيني وبين ناقتي

- ‌كن خير آخد

- ‌رقية الله

- ‌العبرة:

- ‌الأسوة:

- ‌الْفَنُّ الْأَدَبِيُّ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ

- ‌الأشخاص:

- ‌المفردات:

- ‌التراكيب:

- ‌المعنى:

- ‌الفن:

- ‌الرد على المتشددين:

- ‌فقه:

- ‌رسول الله يُشتَم بين أيدينا ويُهان

- ‌موضوعات متصلة بصاحب السنةصلى الله عليه وسلم

- ‌ذكرى المولد النبوي الكريمفي (نادي الترقي) بالعاصمة

- ‌ما الداعي إلى إحياء هذه الذكرى

- ‌ما الغاية من تجديد هذه الذكرى

- ‌ماذا نريد أن نذكر في مجلسنا هذا منها

- ‌مبدأ رحمته:

- ‌مبدأ قوته:

- ‌مظاهر رحمته:

- ‌مظاهر قوته:

- ‌آثار القوة والرحمة في أخلاقه:

- ‌الأمانة:

- ‌الصدق:

- ‌العدل:

- ‌إهتمامه بالخلق:

- ‌إنقباضه عنهم:

- ‌نبوته:

- ‌الرحمة والقوة في شريعته:

- ‌على ذكرى المولد النبوي الشريف

- ‌محمد صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌إلى محمد أيتها الإنسانية

- ‌تحية المولد الكريم

- ‌القومية والإنسانية

- ‌السياسة في نظر العلماءهي التفكير والعمل والتضحية

- ‌إشهدي ياسما

- ‌ملحقات

- ‌دَرْسُ خَتْمِ الْمُوَطَّأِ

- ‌السند

- ‌المتن:

- ‌الإحتفال بختم الموطأ

- ‌إستهلال:

- ‌أسلوب الأستاذ الحكيم في التدريس:

- ‌وصف الحفلة الرائعة بختم الموطأ:

- ‌المصلحون والسنة

- ‌رسالة شكر وتقدير

- ‌كلمات خالدة

الفصل: ‌رسول الله يشتم بين أيدينا ويهان

‌رسول الله يُشتَم بين أيدينا ويُهان

لقد تحملنا كل أنواع العذاب، وصبرنا على كل مكروه نالنا في ديننا ودنيانا، وعشنا عيشة الذل والهوان التى لا نعتقد أن غيرنا من الأمم تحمل مثلها وصبر عليها، فقلنا تجاه كل ذلك: حسبنا الله ونعم الوكيل، هذا ما قدره الله ولا مرد لقدر الله.

لكننا ان تحملنا عيشة الذل بصبر، وتحملنا الفتنة في الدين بصبر، فإننا لا نتحمل ولن نتحمل، ولو رأينا أمامنا الموت الزؤام، والبلاء الأعظم، أن تمتد يد الإهانة والسوء إلى الشخصية المقدسة التي هي أعز على كل مسلم، منذ انبثق فجر الإسلام إلى قيام الساعة، شخصية محمد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

لقد أنصف الكثير من المؤرخين هذا الرسول الذي هو سيد الوجود، ودرسوا سيرته الطاهرة فإذا بهم يرونها المثل الأعلى للأخلاق الفاضلة والنبل، والشمم، والهمة، والوفاء.

والإخلاص، والتضحية، ولبعض الغربيين في ذلك تآليف جمة، وكتب قيمة.

لكن بعض المؤرخين الذين سفلت أخلاقهم، وخربت ذممهم، وأعمى التعصب المسيحي الممقوت بصيرتهم، قد عمدوا للحقائق

ص: 277

فطمسوها، وافتروا الأكاذيب حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق، فقالوا فى محمد بن عبد الله ما سولت لهم أنفسهم الخبيثة أن يتقولوه. والله من ورائهم محيط.

لكننا رغم علمنا بوجود كمية من هذه الحشرات السامة التي لا علم لها ولا فضل ولا شرف في النفس، لم نك نعلم أن منها من يتجرأ خبثا وشناَنا على مقام الرسول الأعظم، وهو في بلاد عربية إسلامية، متينة الإسلام، رغم كل سعي، ورغم كل محاولة، محتقرا بذلك دين خمسة ملايين ونيف من البشر الذين تعهدت لهم دولته باحترام دينهم، وكف يد العدوان عنه، دائسا بذلك، وهو في أرض هي أرضهم -وأنفه راغم- وهو بين ظهرانيهم، كرامتهم وعواطفهم ومقدساتهم كلها.

سحقا ودفرا للنفس الخبيثة السافلة، تسير مع الأغراض والهوى فتعمى عن الحقائق، وتنكر المحسوس، وتصادم العلم والتاريخ.

لجريدة "الايكو دالجى" اليومية في الجزائر، عبد من عبيد الأقلام المأجورة، يدعى "روبير راندو" يحرر كل جمعة فصلا أدبيا فيه نقد الكتب الجديدة.

ففي عدد الجمعة 23 أوت 1935م. أخذ ينقد كتابا ألفه إثنان من كبار الكتاب الفرنسيين، هما الأخوان:" طاروا " واسم ذلك الكتاب: " فرسان الله" وقد حاول فيه مؤلفاه أن يسطرا تاريخ الإسلام بصفة روائية مستمدة من الحقائق التاريخية ووفقا في ذلك بعض التوفيق.

لكن "روبير راندو" لم يكد يخط السطور الأولى من هجوه المقذع، ولا أقول من نقده الأدبي، حتى تورط في حملة طائشة خبيثة ضد الإسلام وضد التاريخ الإسلامي، فالفتوحات

ص: 278

الإسلامية عنده كانت " وافدة كالأوبئة الفتاكة، ماحقة مثل الطوفان" ولم تكن إلا سلسلة من الفتك والظلم والإرهاق وإزهاق النفوس بدعوى جلب الناس لدين الله، إلى غير ذلك من الترهات التي لا تهمنا، فإذا علم الناس أن شخصا مثل راندو يقول هذا، وأن عالما من أساطين البيان والتفكير والتاريخ يدعى "سيديو" يقول:"لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب" وأن علما من أعلام البحث والفلسمفة هو: "قوستاف لوبون" يقول عن الإسلام ما يقوله في كتابه "المدنيات العربية" علم الناس أي قول يأخذون، وأي قول يرمون به محتقرين في سلة القاذورات.

إنما نفس "راندو" الخبيثة لم تقف به عند هذا الحد، بل زادت رسوبا في حمأة السقوط والدنس، فتجرأ على مقام رسولنا الأعظم، منقذ الإنسانية، وفخر السلالة البشرية، بعبارات بذيئة قذرة، تدل على نجاسة الإناء الخبيث الذي تدفقت منه.

لم يستح من العلم، ولم يستح من التاريخ، ولم يستح من جماعة المسلمين الذين يعيش عيشة الفاتح المتسيطر في أرضهم فقال- قبحه الله من ماكر أشر-:

"هو رجل مظلم النواحي (1) فوق الرجال، به ظاهر من الرحمة والبساطة، إنما له من التحيل والخداع (2) ومن الخيانة والنفاق (3) ما لا يدرك له غور".

ثم يقول: إن الأخوين "طارو" قد استطاعا أن يصورا محمدا- عليه صلاة الله وسلامه- بمثل هذه الصورة، ولهما بذلك أسوة بمن سبقهما من المؤرخين.

ص: 279

لقد دلس "راندو" على الأخوين تدليسا شنيعا. فهما على ما نعلم لم يستعملا في كتابهما ولا فيما كتبا من قبل مثل هذه العبارات البذيئة التي يتنزه عنها الكاتب الذي يحترم مهنته، ويحترم كرامته، ويحترم القلم الموضوع بين يديه، بل همافوق ذلك لم يحاولا الحط من قيمة الرسول العربي الأعظم، ولا من قيمة أصحابه. وإن كانا قد وقعا في أغلاط طالما وقع فيها قبلهم بعض المؤرخين، وذلك لابتعادهم عن البحث والتنقيب في كتب التاريخ الصحيحة، وإقدامهم على نقل ما يقع بين أيديهم من غث وسمين.

فكيف يتحمل من في قلبه ذرة من كرامة ومروءة وشرف، ولوكان غير مسلم، ولو كان غير متقيد بدين على الإطلاق مثل هذه الكلمات الجارحة الخارجة عن حدود الأدب واللياقة والمروءة والشرف.

إن مثل هذه الكلمات السافلة توشك أن تحدث فتنة نحن في غنى عنها، وشر الفتن ما كان مصدره الغضب للدين. وإننا لتمنعنا آدابنا الإسلامية، وتعاليمنا الراقية من أن ننحط لمثل هذا الميدان فنشتم دين الذي يشتم ديننا، ونحقر اعتقاد الذي يحقر اعتقادنا، ونصف رسل الأمم الأخرى- صلوات الله وسلامه عليهم- بمثل ما يصف رجال الأمم الأخرى رسولنا.

فنحن نستلفت بكل شدة أنظار ولاة الأمور، وخاصة السيد الوالي العام، والسيد مدير الأمور الأهلية، لمثل هذه الحادثة المزرية بالمروءة، والمخلة بالشرف، ونحتج بكل قوانا وبكل ما في أنفسنا من ألم وكدر وتقزز واشمئزاز على هؤلاء الذين يغتنمون فرصة ضعفنا ورضوخنا، وأن لا حول ولا قوة بأيدينا فيوغلون في احتقارنا وامتهان كرامتنا إلى درجة شتم رسولنا وسبه، ووصفه بأحقر الأوصاف-

ص: 280

اللهم إنك لتعلم كيف أمسينا وكيف أصبحنا، اللهم إنك لتعلم أن لا قدرة لنا على تغيير هذا المنكر بأكثر من هذا، اللهم انتقم لرسولك الذي بعثته هدى ورحمة للناس وأنت المهيمن الجبار (1).

(1) ش: ج 6، م 11 - جمادى الثانية 1354 ه - سبتمبر 1935م.

ص: 281