الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: جحدر
قصيدة جحدر في الأسد
ذكرنا في الجزء الماضي أن جحدرًا لما قتل الأسد أنشد قصيدةً، وهذه هي:
يا جمل إنك لو رأيت بسالتي
…
في يوم هيج مردف وعجاج [1]
وتقدمي لليث أرسف نحوه
…
عنى أكابره عن الإخراج [2]
جهم كأن جبينه لما بدا
…
طبق الرحا متفجر الأثباج [3]
يرنو بناظرتين يحسب فيهما
…
من ظن خالهما شعاع سراج
شَثن براثنه كأن نيوبه
…
زرق المعاول أو شباة زِجاج [4]
وكأنما خيطت عليه عباءة
…
برقاء أو خَلَق من الديباج [5]
قرنان محتضَران قد ربَّتهما
…
أم المنية غير ذات نتاج [6]
وعلمت أني إن أبيت نزالة
…
إني من الحجاج لست بناج
فمشيت أرفل في الحديد مكبلاً
…
بالموت نفسي عند ذاك أناجي
والناس منهم شامت وعصابة
…
عبراتهم لي بالحلوق شواجي
ففلقت هامته فخرّ كأنه
…
أطم تقوض مائل الأبراج [7]
ثم انثنيت وفي قميصي شاهد
…
مما جرى من شاخب الأوداج
أيقنت أني ذو حفاظ ماجد
…
من نسل أملاك ذوي أتواج [8]
فلئن قذفت إلى المنية عامدًا
…
إني لخيرك بعد ذاك لراج
علم النساء بأنني لا أنثني
…
إذ لا يثقن بغيرة الأزواج
_________
(1)
المردف: من أردف القوم إذا دهمهم.
(2)
الرسف والرسفان مشي المقيد.
(3)
الجهم: بالفتح الوجه الغليظ المجتمع في سماجة، ويقال: جهم ككتف وجهيم كأمير، وصاحبه أجهم ويوصف به الأسد، والثبج: مجرى الماء ووسط الشيء ومعظمه وأعلاه، ومن الحيوان ما بين الكاهل إلى الظهر ويختلف الاستعمال، يقال: ركب ثبج البحر أي معظمه، والجمع أثباج وثبوج.
(4)
الشثن: الغليظ، والمعاول جمع معول كمنبر: الفأس العظيمة ينقر بها الصخر، ووصفها بالزرقة كما يصفون النصل إذا كان صافيًا، والشباة: الحد، والزجاج بالكسر جمع زج، وهو بالضم: الحديدة في أسفل الرمح.
(5)
البرقاء: اللامعة، أو التي اجتمع فيها بياض وسواد أو صفرة، والخلق: العتيق.
(6)
يعني بالقرنين نفسه والأسد.
(7)
الأطم: بضمتين الحصن، والأبراج: هنا الأركان.
(8)
جملة أيقنت جواب (لو رأيت) في البيت الأول، والأملاك: الملوك، والأتواج، التيجان، والخطاب في البيت بعده للحجاج.