الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إليها وتنصرف رغبته عن الله إليها، ويضعف توكله على الله وحده وكل ذلك كاف في إنكارها والتحذير منها، وفي الأسباب المشروعة والمباحة ما يغني عن التمائم وانصراف الرغبة عن الله إلى غيره شرك به، أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وتعليق التمائم يعتبر من الشرك الأصغر ما لم يعتقد معلقها بأنها تدفع عنه الضرر بذاتها دون الله، فإذا اعتقد هذا الاعتقاد صار تعليقها شركا أكبر.
20 -
الجمع بين حديثين متعلقين
بالرقى والتمائم والتولة
س: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك (1) » وعن جابر رضي الله عنه قال: «كان لي خال يرقي من العقرب فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال فأتاه فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل (2) »
(1) سنن أبو داود الطب (3883) ، مسند أحمد بن حنبل (1/381) .
(2)
صحيح مسلم السلام (2199) ، سنن ابن ماجه الطب (3515) .
ما هو الجمع بين أحاديث المنع والجواز في موضوع الرقى؟ وما حكم تعليق الرقى من القرآن على صدر المبتلى؟ (1)
ج: الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك، أو توسل بغير الله، أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها، أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة ومن أعظم أسباب الشفاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا (2) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه (3) » خرجهما مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم:«لا رقية إلا من عين أو حمة (4) » ومعناه: لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين، وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي.
(1) نشر في كتاب الدعوات ج1 ص 21، وفي هذا المجموع ج6 ص381.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، برقم 4079، وأبو داود في كتاب الطب، باب ما جاء في الرقى، برقم 3388، واللفظ له.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب استحباب الرقية من العين والنملة والحمة، برقم 4078.
(4)
أخرجه الترمذي في كتاب الطب، باب ما جاء في الرخصة في ذلك، برقم 1983، وأبو داود في كتاب الطب، باب في تعليق التمائم، برقم 3386
أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال فذلك لا يجوز، وتسمى الرقى المعلقة:(التمائم) وتسمى الحروز والجوامع؛ والصواب فيها أنها محرمة ومن أنواع الشرك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له (1) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فقد أشرك (2) » وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك (3) » .
واختلف العلماء في التمائم إذا كانت من القرآن أو من الدعوات المباحة هل هي محرمة أم لا؟ والصواب تحريمها لوجهين:
أحدهما: عموم الأحاديث المذكورة، فإنها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن.
والوجه الثاني: سد ذريعة الشرك فإنها إذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي من أعظم القواعد الشرعية. والله ولي التوفيق.
(1) أخرجه الأمام أحمد في مسند الشاميين برقم 16763
(2)
مسند أحمد بن حنبل (4/156) .
(3)
سنن أبو داود الطب (3883) ، مسند أحمد بن حنبل (1/381) .