الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
للدفء، لأنه يضره البرد، وهكذا يتعاطى الأسباب الأخرى من إغلاق الباب حذرا من السراق، ويحمل السلاح عند الحاجة، وكل هذه أسباب مأمور بها الإنسان، والنبي صلى الله عليه وسلم سيد المتوكلين في أحد لبس السلاح، وفي بدر كذلك، وفي أحد ظاهر بين درعين ولبس اللأمة، وعليه المغفر حين دخل مكة، وكل هذه أسباب فعلها صلى الله عليه وسلم وهكذا أصحابه رضي الله عنهم.
30 -
لا يشهد لأحد بجنة أو بنار
إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم
س: قرأت في كتاب "شفاء العليل " رواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حينما «توفي طفل قالت: طوبى لك طير من طيور الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم: وما يدريك يا عائشة أنه في الجنة، لعل الله اطلع على ما كان يفعل؟» . والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «رفع القلم عن ثلاثة (1) » ذكر منهم:
(1) سنن النسائي الطلاق (3432) ، سنن أبو داود الحدود (4398) ، سنن ابن ماجه الطلاق (2041) ، مسند أحمد بن حنبل (6/101) ، سنن الدارمي الحدود (2296) .
«الطفل حتى يحتلم (1) » والروايتان صحيحتان فلا أدري كيف الجمع بينهما؟ (2)
ج: هذا الحديث صحيح عند الشيخين، قالت فيه عائشة رضي الله عنها: عصفور من عصافير الجنة، قال النبي:«يا عائشة إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم (3) » .
والمقصود من هذا منعها من أن تشهد لأحد معين بالجنة أو بالنار، ولو كان طفلا لا يشهد له، فقد يكون تابعا لأبويه، وأبواه ليسا على الإسلام وإن أظهراه، فالإنسان قد يظهر الإسلام نفاقا، وقد تظهره أمه نفاقا، فلا يشهد لأحد بالجنة والنار، ولو طفلا، ولا يقال: هذا من أهل الجنة قطعا؛ لأنه لا يدري عن حال والديه، والأطفال تبع لآبائهم.
ومن كان مات على الصغر ولم يتبع للمسلمين فإنه يمتحن يوم القيامة على الصحيح؛ فإذا كان ليس ولدا للمسلمين بل
(1) سنن الترمذي الحدود (1423) ، سنن أبو داود الحدود (4399) ، مسند أحمد بن حنبل (1/140) .
(2)
نشر في مجلة الدعوة، العدد 1644 بتاريخ 10 صفر 1419 هـ.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، برقم 4813.
لغيرهم من الكفار فإنه يمتحن يوم القيامة فإن أطاع دخل الجنة، وإن عصى دخل النار، كأهل الفترة.
فالصحيح أنهم يمتحنون، فهكذا الأطفال؛ ولهذا لما «سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال: الله أعلم بما كانوا عاملين (1) » .
وجاء في السنة ما يدل على أنهم يمتحنون، يعني يختبرون يوم القيامة ويؤمرون بأمر، فإن أطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار.
والمقصود من هذا أنه لا يشهد لأحد معين بجنة ولا بنار، إلا من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه قاعدة من قواعد أهل السنة والجماعة.
فإنكار الرسول صلى الله عليه وسلم على عائشة؛ لأنها شهدت بالتعيين؛ لأنها قالت: عصفور من عصافير الجنة. فلهذا أنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول هذا لأن هناك
(1) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المشركين، برقم 1295، ومسلم في كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، برقم 4805.