الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحاديث، والمذاكرة فيها من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، وهكذا قول النبي صلى الله عليه وسلم:«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (1) » متفق عليه، والتفقه في الدين يكون من طريق الكتاب، ويكون من طريق السنة، والتفقه في السنة من الدلائل على أن الله أراد بالعبد خيرا، كما أن التفقه في القرآن الكريم دليل على ذلك، والأدلة في هذا كثيرة ولله الحمد.
(1) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، برقم 69، ومسلم في كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، برقم 1719.
6 -
ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه
(1) » .
س: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه (2) » ؟
ج: هذا حديث من الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنى (ومثله معه) يعني أن الله أعطاه وحيا آخر وهو السنة التي تفسر القرآن وتبين معناه، كما
(1) سنن أبو داود السنة (4604) ، مسند أحمد بن حنبل (4/131) .
(2)
سنن أبو داود السنة (4604) ، مسند أحمد بن حنبل (4/131) .
قال الله عز وجل: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (1) فالله أوحى إليه القرآن وأيضا السنة وهي الأحاديث التي ثبتت عنه صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من أمور الدين والدنيا، فالسنة وحي ثان أوحاه الله إليه لإكمال الرسالة وتمام البلاغ، وهو صلى الله عليه وسلم يعبر عن ذلك بالأحاديث التي بينها للأمة قولا وفعلا وتقريرا مثل قوله صلى الله عليه وسلم:«إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى (2) » وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ (3) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقبل صلاة بغير طهور ولا
(1) سورة النحل الآية 44
(2)
أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، باب بدء الوحي، برقم 1، ومسلم في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: '' إنما الأعمال بالنيات '' برقم 3530.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب لا تقبل صلاة بغير طهور، برقم 132، ومسلم في كتاب الوضوء، باب وجوب الطهارة للصلاة، برقم 330.
صدقة من غلول (1) » ، وقوله صلى الله عليه وسلم:«الصلوات الخمس ورمضان إلى رمضان والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر (2) » إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة في كل ما يحتاجه العباد وفيما يتعلق بتفسير كتاب الله عز وجل عليه من ربه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا الوحي وحي أوحاه الله إليه وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبينه للأمة فهو من الله وحي بالمعنى، وهو من كلام النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما تقدم في وقوله صلى الله عليه وسلم:«إنما الأعمال بالنيات (3) » . . . إلخ. ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: «البيعان بالخيار ما لم يتفرقا (4) » . . . إلخ الحديث.
ويدخل في الوحي الثاني الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث القدسية التي يرويها الرسول عن ربه عز وجل فهي وحي من الله ومن كلامه سبحانه ولكن ليس لها حكم القرآن، مثل قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه
(1) أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة للصلاة، برقم 329.
(2)
أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، برقم 8830.
(3)
صحيح البخاري بدء الوحي (1) ، صحيح مسلم الإمارة (1907) ، سنن الترمذي فضائل الجهاد (1647) ، سنن النسائي الطهارة (75) ، سنن أبو داود الطلاق (2201) ، سنن ابن ماجه الزهد (4227) ، مسند أحمد بن حنبل (1/43) .
(4)
صحيح البخاري البيوع (2079) ، صحيح مسلم البيوع (1532) ، سنن الترمذي البيوع (1246) ، سنن النسائي البيوع (4464) ، سنن أبو داود البيوع (3459) ، مسند أحمد بن حنبل (3/402) ، سنن الدارمي البيوع (2547) .