الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج: نعم ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على إليتها، هكذا ظاهر الحديث المنع من ذلك.
51 -
ما صحة الحديث الذي معناه
أن أكثر من ثلاث حركات في الصلاة تبطلها
س: مشكلتي أنني كثير الحركة في الصلاة.. وقد سمعت أن هناك حديثا معناه أن أكثر من ثلاث حركات في الصلاة تبطلها.. فما صحة هذا الحديث، وما السبيل إلى التخلص من كثرة العبث في الصلاة؟ (1)
ج: السنة للمؤمن أن يقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه سواء كانت فريضة أو نافلة لقول الله سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} (2){الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (3) وعليه أن يطمئن فيها وذلك من أهم أركانها وفرائضها «لقول النبي - صلى الله عليه
(1) نشر في مجلة الدعوة، العدد 1269 بتاريخ 19 \ 5 \ 1411هـ.
(2)
سورة المؤمنون الآية 1
(3)
سورة المؤمنون الآية 2
وسلم - للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: ارجع فصل فإنك لم تصل، فعل ذلك ثلاث مرات، فقال الرجل: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا، فعلمني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها (1) » متفق على صحته.
وفي رواية لأبي داود قال فيها: «ثم اقرأ بأم القران وبما شاء الله (2) » وهذا الحديث الصحيح يدل على أن الطمأنينة ركن في الصلاة وفرض عظيم فيها لا تصح بدونها، فمن نقر صلاته فلا صلاة له والخضوع هو لب الصلاة وروحها، فالمشروع للمؤمن أن يهتم بذلك ويحرص عليه، أما تحديد الحركات المنافية للطمأنينة وللخشوع بثلاث حركات فليس ذلك بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما ذلك من كلام بعض أهل العلم وليس
(1) صحيح البخاري الاستئذان (6251) ، صحيح مسلم الصلاة (397) ، سنن الترمذي الصلاة (303) ، سنن النسائي الافتتاح (884) ، سنن أبو داود الصلاة (856) ، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1060) ، مسند أحمد بن حنبل (2/437) .
(2)
سنن أبو داود الصلاة (856) .
عليه دليل يعتمد. ولكن يكره العبث في الصلاة كتحريك الأنف واللحية والملابس والاشتغال بذلك، وإذا كثر العبث وتوالى أبطل الصلاة. أما إن كان قليلا عرفا أو كان كثيرا ولكن لم يتوال فإن الصلاة لا تبطل به ولكن يشرع للمؤمن أن يحافظ على الخشوع ويترك العبث قليله وكثيره حرصا على تمام الصلاة وكمالها.
ومن الأدلة على أن العمل القليل والحركات القليلة في الصلاة لا تبطلها، وهكذا العمل والحركات المتفرقة غير المتوالية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه فتح الباب يوما لعائشة وهو يصلي.. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه «أنه صلى ذات يوم بالناس وهو حامل أمامة بنت ابنته زينب فكان إذا سجد وضعها وإذا قام حملها (1) » . والله ولي التوفيق.
(1) صحيح البخاري الصلاة (516) ، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (543) ، سنن النسائي السهو (1205) ، سنن أبو داود الصلاة (917) ، مسند أحمد بن حنبل (5/303) ، موطأ مالك النداء للصلاة (412) ، سنن الدارمي الصلاة (1360) .