الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما حاجة ابن أبي طالب "؟ قال: يا رسول الله، ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " مرحباً وأهلاً "، لم يزد عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه، قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري خير، غير أنه قال لي: " مرحباً وأهلاً "، قالوا: يكفيك من رسول الله إحداهما، أعطاك الأهل، وأعطاك المرحب، فلما كان بعد ذلك، بعدما زوجه قال: " ياعلي، لابد للعرس من وليمة "، فقال سعد: عندك كبش وفي رواية: علي كبش. وجمع له رهط من الأنصار أصوعاً من ذرةٍ. فلما كان ليلة البناء قال: " لاتحدث شيئاً حتى تلقاني ". فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماءٍ، فتوضأ، ثم أفرغه علي، فقال: " اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نسلهما " وروى محمد بن جرير الطبري أن وفاة أسد بن عبد الله لما انتهت إلى هشام بن عبد الملك استشار أصحابه في رجلٍ يصلح لخراسان، فأشاروا عليه بقومٍ كان فيهم نصر بن سيار الليثي، فاختاره، وبعث عهده مع عبد الكريم بن سليط بن عقبة الهفاني.
عبد الكريم بن عبد الله بن محمد بن عمد الله بن محمد بن عبد الله بن
سليمان
أبو الفضائل التنوخي المعري
ولد سنة ثماني عشرة وخمسمائة بحماة، ونشأ بها، ورباه جده القاضي أبو المجد محمد بن عبد الله، وأخوه أبو اليسر، لأن والده سافر إلى مصر وهو طفل. وكان زاهداً كريما " ورعاً كثير الصدقة، مواظباً على تلاوة القرآن.
ومن شعره وقد اجتاز بجسر شواش: من السريع
جسر ابن شواش الذي لم يزل
…
فيه العيون النجل تسبيني
ونشر عطرناعم لم أزل
…
أموت من توقٍ فيحييني
وكان قلبي في الهوى طائعي
…
وعاصيا من كان يغويني
وكتب إلى أخيه أبي اليسر:
وقفت على كتابك فاستراحت
…
إليه النفس من حرق اشتياقي
وظلت كربة " في القلب تطفي
…
دموعي من جفوني والمآقي
ومما كتب به إليه أيضاً:
أبا اليسر الميسر كل صعبٍ
…
من النكبات والنوب الشداد
ومن تدنو المسرة حين يدنو
…
إلي به وتبعد بالبعاد
فديتك من أخٍ بر شقيقٍ
…
لنفس صديقه بالنفس فادي
أتتني منك أبيات حسان
…
بأعجازٍ مناسبة الهوادي
بديعات المعاني رائعات
…
تضمن حسن رأي واعتقاد
تخبر عن حنين واشتياقٍ
…
وتشهد بالمحبة والوداد
فبحت بشكر ماأوليت منها
…
إلي من العوارف والأيادي
وهاأنا قد كتبت إليك أشكو
…
روائح من همومي أو غوادي
فأنعم بالجواب علي إني
…
إليه، وماتسطر فيه صادي
وإن يك في المقال علي نقص
…
فأنت حليف فضلٍ مستزاد
وإن أخطأت فيما قلت فيه
…
فإن على تغمدك اعتمادي
قال الأخوه أبو اليسر: كان مرضه عشرة أيام بالسعال، ونفث الدم العبيط، ومات ميتة " سهلة وكان ذلك يوم الجمعة من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.