الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنصور، وأشخصهما إليه، فلما قدما، ودخلا على المنصور أدنى مجالسهما، ورفعهما، وقال: يابن أبي عبلة، كيف تركت البلد؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لقد قرأت العهود مذ زمن الوليد بن عبد الملك، فما سمعت عهداً أحسن من عهدته إلى عبد الوهاب، لكنه عمد إلى جميع ما أمرته به فاجتنبه، وإلى جميع مانهيته عنه فارتكبه. وقال ابن مخمر الكناني: يا أمير المؤمنين، ترك ابن أخيك البلد كهذا الطائر، وأخرج من كمه طائراً قد نتفه.
فقال المنصور: ماله؟ قبحه الله! قد عزلته، فاختاروا من أحببتم.
روى ابن أبي الدنيا من طريقه قال: لما احتضر عبد الوهاب بن إبراهيم، وكان أمير فلسطين، جعل يقول: يا ويحكم، أيموت مثلي!؟ توفي عبد الوهاب بن إبراهيم الهاشمي سنة ثمان وخمسين ومائة وقيل: سنة تسع وخمسين ومائة وهو والي دمشق.
عبد الوهاب بن بخت
أبو عبيدة، ويقال: أبو بكر مولى آل مروان. سكن الشام، ثم تحول إلى المدينة.
روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله من سمع مقالتي هذه فوعاها، ثم بلغها غيره، فرب حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه؛ ثلاث لايغل عليهن صدر مؤمن: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإن دعوتهم تحيط من ورائهم "
وروى بسنده عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من لقي أخاه فليسلم عليه، وإن حالت بينهما شجرة أو حائط، أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه ".
قال عبد الوهاب بن بخت: كنت عند عمر بن عبد العزيز، فأتي بموالٍ لسليمان بن عبد الملك في جراحٍ بينهم، فقال لي: ياعبد الوهاب، قم، فاقض بينهم؛ واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقض في شجة دون الموضحة كما حدثني خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال يحيى: كان عبد الوهاب بن بخت ثقة، وكان شامياً نزل المدينة، وكان رجل صدق.
قال أبو زرعة، ويعقوب بن سفيان: ثقة قال أبو حاتم الرازي: لابأس به، صالح الحديث قال معان بن رفاعة: رأيت أبا عبيدة عبد الوهاب بن بخت المكي إذا رأى في المسجد الصبيان يشتد ذلك عليه، حتى لو يستطيع يأخذهم بيده أخذ.
قال مصعب الزبيري: كان عبد الوهاب بن بخت يشبه بالبطال في بلاد العدو، وهما من موالي آل مروان.
قال مالك: بلغني أن عبد الوهاب بن بخت خرج إلى الغزو، فانبعثت به راحلته، فقال:" عسى ربي أن يهديني سواء السبيل "، فاستشهد. ما أراه أخذ ذلك إلا من موسى عليه السلام حين توجه تلقاء مدين. وقد كان تزوج عندنا بالمدينة، وأقام بها. إن لم يكن