الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الواحد بن نصر بن محمد
أبو الفرج المخزومي، المعروف بالببغاء أصله من نصيبين، وقدم دمشق غير مرة، وله أشعار يصف فيها أوقاته بدير مران. وأشعاره حسنة سائرة. وإنما لقب بالببغاء للثغة فيه.
قال الخطيب: كان شاعراً مجوداً، وكاتباً مترسلاً، مليح الألفاظ، جيد المعاني، حسن القول في المديح والغزل، والتشبيه، والأوصاف، وغير ذلك.
وكتب إلى سيف الدولة يشكره وقد خلع عليه: من البسيط
لما تحصنت من دهري بخلعته
…
سمت بحملانه ألحاظ إقبالي
وواصلتني صلات منه رحت بها
…
أختال مابين عز الجاه والمال
فلينظر الدهر عقبى ما صبرت له
…
إذ كان من بعض حسادي وعذالي
ألم أكده بحسن الانتظار إلى
…
أن صنت حظي عن حط وترحال
بلغت من لا يجوز السؤل نائله
…
ولا يدافع عن فضلٍ وإفضال
يا عارضا لم أشم مذ كنت بارقه
…
إلا رويت بغيثٍ منه هطال
رويد جودك قد فاضت به هممي
…
ورد عني بعزم الدهر إقلالي
أنشد أبو الفرج الببغاء لنفسه: من السريع
قد ساعف الدهر بإعتابه
…
واعتاد قلبي بعض إطرابه
فاشكر له من فعله يومنا
…
بالدير يامن لي بأضرابه
غداة باكرناه في فتية
…
والصبح قد سار بأسبابه
محدودب لم يبق فيه التقى
…
إلا خيالا بين أثوابه
شاركته عند قرابينه
…
فطنني من بعض أصحابه
فلو تراني وترى وقفتي
…
وقد أتينا العيش من بابه
من بين مستلق على جنبه
…
وآخر يسأل عما به
يريد تمزيقا لأثوابه
…
من فرح منه بأحبابه
عاجله السكر فأضحى لقى
…
وكفه في ثني جلبابه
وقال:
أكل وميض بارقة كذوب
…
أما في الدهر شيء لايريب
تشابهت الطباع فلا دنيء
…
يحن إلى الثناء ولاحسيب
وقال: من البسيط
يا من تشابه منه الخلق والخلق
…
أما في الدهر شيء لا يريب
تشابهت الطباع فلا دنيء
…
يحن إلى الثناء ولا حسيب
وقال: من البسيط
يا من تشابه منه الخلق والخلق
…
فما تسافر إلا نحوه الحدق
توريد دمعي من خديك مختلس
…
وسقم جسمي من جفنيك مسترق
لم يبق لي رمق أشكو إليك به
…
وإنما يشتكي من به رمق
وقال: من المنسرح
يا مكمدي دعني أمت كمدا
…
أو جد بعبدك مثلما وجدا
وزعمت أن البين منك غدا
…
هدد بهذا من يعيش غدا