الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عن نصر بن إبراهيم الزاهد بسنده عن علي بن أبي طالب قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان، فقال:" إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لايستنزه عن بوله، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة "
ولد أبو أحمد بن زرعة سنة سبع وخمسين وأربعمائة بصور. ومات سنة تسع وخمسين وخمسمائة بدمشق.
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام
ابن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن يزيد بن تميم أبو محمد الشاعر، المعروف بديك الجن من أهل حمص، شاعر مطبوع. له شعر حسن.
قدم دمشق، ومدح بها ابن المدبر. وكان جده تميم من أهل مؤتة، فأسلم على يد حبيب بن مسلمة الفهري. ويقال: إنه مولى لطيء روى عن دعبل بن علي الشاعر بسنده عن الطرماح بن عدي الشاعر قال: لقيت نابغة بني جعدة الشاعر، فقلت له: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وأنشدته قصيدتي التي أقول فيها: من الطويل
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا
…
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: " إلى أين يا أبا ليلى؟ " قلت: إلى الجنة، يا رسول الله، قال:" إلى الجنة إن شاء الله "
وله من قصيدة أنشدها أحمد بن المدبر بدمشق: من البسيط
إني امرؤ نازل في ذروتي شرفٍ
…
لقيصر ولكسرى محتدي وأبي
فإن تجد تجد النعمى وتحظ بها
…
وإن تضق لا يضق في الأرض مضطربي
حرف أمون ورأي غير مشتركٍ
…
وصارم من سيوف الهند ذو شطب
وخوض ليلٍ تهاب الجن بجته
…
وينطوي جيشها عن جيشه اللجب
لكن نوائب نابتني وحادثة
…
والدهر يطرق بالأحداث والنوب
وليس يعرف لي قدري ولاأدبي
…
إلا امرؤ كان ذا قدرٍ وذا أدب
قال أبو الحسن سعيد بن يزيد الحمصي: دخلت على ديك الجن، وكنت أختلف إليه، أكتب عنه شعره، فرأيته وقد شابت لحيته وحاجباه، وشعر يديه، وكانت عيناه خضراوان، ولذلك سمي ديك الجن، وقد صبغ لحيته وحاجبيه بالزنجار خضراً، وعليه ثياب خضر، وكان حسن الغناء بالطنبور، وبين يديه صينية الشراب، وهو يغني نفسه: من المنسرح
أقصيتموني من بعد فرقتكم
…
فخبروني علام إقصائي
عذبني الله بالصدود، ولا
…
فرج عني هموم بلوائي
إن كنت أحببت حبكم أحدا
…
أو كان ذاك الكلام من رائي
فلا تصدوا فليس ذا حسنا
…
أن تشتموا بالصدود أعدائي
وقيل لأبي تمام: لو أنبهت ديك الجن مما هو فيه، ولك عشرة آلاف درهم. قال أبو تمام: فدخلت عليه وهو مطروح على حصير سكران، وغلام على رأسه يروحه، فلما رآني الغلام قال له: مولاي، أبو تمام! قال: ويلك! حبيب؟ قال: نعم. فقام، ولببني، قال: أتحسن تقول مثلي؟ وأنشد أبياتاً منها: من البسيط
أما ترى راهب الأسحار قد هتفا
…
وحث تغريده لما علا الشعفا
مشنف بعقيقٍ فوق مذبحه
…
هل كنت في غير أذنٍ نعرف الشنفا
هز اللواء على ماكان من سنةٍ
…
فارتج ثم علا واهتز ثم هفا
إذا استهل استهلت فوقه عصب
…
كالحي صيح صباحاً فيه فاختلفا
فلم أزل به حتى نومته وخرجت. فقيل لي: إنما قلنا لك أنبهه، ولم تقل لك نومه! قال: قلت لهم: دع ذا ينام، فإنه إن انتبه يحرمنا عشرة آلاف كبيرة!.
وكان عبد السلام بن رغبان الملقب بديك الجن شاعراً أديباً ذا نغمة ٍ حسنةٍ، وكان له غلام كالشمس، وجارية كالقمر، وكان يهواهما جميعاً. فدخل يوماً منزله، فوجد الجارية معانقة للغلام تقله، فشد عليهما، فقتلهما، ثم جلس عند رأس الجارية، فبكاها طويلاً، ثم قال: من الكامل
يا طلعة طلع الحمام عليها
…
وجنى لها ثمر الردى بيديها
رويت من دمها الثرى ولطالما
…
روى الهوى شفتي من شفتيها
ثم جلس عند رأس الغلام، فبكى، وأنشأ يقول: من الكامل
قمر أنا استخرجته من دجنةٍ
…
بمودتي وجنتيه من خدره
فقتلته وله علي كرامة
…
ملء الحشا، وله الفؤاد بأسره
ولهذه الحكاية رواية أخرى ومما أنشده لنفسه: من الخفيف
ياسمي المقتول بالطف خير الن
…
اس طراً حاشى أبيه وجده
عنفوني أن ذاب فيك فؤادي
…
أوما ذاك من شقاوة جده