الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتعقبه ابن التركماني بقوله: "هذا ممنوع، لأن جريرا ثقة، وقد زاد الإسناد فيقبل قوله"1.
وصححه أيضا السيوطي2.
وقال الألباني: "جرير بن حازم ثقة احتج به الشيخان، وقد وصله، وهي زيادة يجب قبولها، ولا يضره رواية من قصر به على الزهري"، ولذلك قال ابن القطان: هذا ليس بعلة فالأقرب الصحة.
وقد تابعه حبان بن علي العنزي على وصله، كما ذكر الترمذي.
ثم ذكر من وصل الحديث من طريق حبان بن علي، ثم قال: ورجال الحديث كلهم ثقات رجال البخاري، غير حبان بن علي وهو ضعيف، لكنه لم يترك كما قال الذهبي3.
فمثله يستشهد به4.
(الجوهر النقي 9/156 مع السنن الكبرى للبيهقي) .
(الجامع الصغير 3/474 مع فيض القدير) .
(انظر: ميزان الاعتدال 1/449) .
4 الألباني: (سلسلة الأحاديث الصحيحة 2/719 حديث (986) ، وصحيح الجامع الصغير 3/121- 122 حديث (3273) .
المبحث الثاني: مواقف مريبة إثر انكشاف المسلمين في بادئ الأمر:
لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين لمنازلة هوازن وجموعها، خرج معه كثير من أهل مكة وهم أوزاع منهم الطلقاء، ومنهم المقيم على كفره1، ومنهم المسلم الذي حسن إسلامه، ومنهم ضعيف الإيمان.
وكان خروج الأغلبية منهم يرجون الغنائم وينظرون لمن تكون الغلبة، ولا يكرهون أن تكون الهزيمة للمسلمين.
1 ذكر القسطلاني في المواهب اللدنية 1/162، والزرقاني في شرح المواهب 3/5، وبرهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية 3/64:"إنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانون من أهل مكة وهم على كفرهم".
قال ابن كثير قال ابن لهيعة1، عن أبي الأسود2، عن عروة3.
وذكر موسى بن عقبة في "مغازيه" عن الزهري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح الله عليه مكة وأقر بها عينه، خرج إلى هوازن معه أهل مكة لم يغادر منهم أحداً ركباناً ومشاة حتى خرج النساء يمشين على غير دين نظارا ينظرون ويرجون الغنائم ولا يكرهون مع ذلك أن تكون الصدمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
قالوا: وكان معه أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وكانت امرأته مسلمة وهو مشرك لم يفرق بينهما، قالوا: وكان رئيس المشركين يومئذ مالك بن عوف النصري ومعه دريد بن الصمة يرعش من الكبر، ومعه النساء والذراري والنعم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي حدرد عينا فبات فيهم فسمع مالك بن عوف يقول لأصحابه:"إذا أصبحتم فاحملوا عليهم حملة رجل واحد واكسروا أغماد سيوفكم واجعلوا مواشيكم صفا ونساءكم صفا". لما أصبحوا اعتزل أبو سفيان وصفوان وحكيم بن حزام وراءهم ينظرون لمن تكون الدائرة4.
قالوا: ومر رجل من قريش بصفوان بن أمية فقال: أبشر بهزيمة محمد وأصحابه، فوالله لا يجتبرونها أبدا، فقال له صفوان: تبشرني بظهور الأعراب، فوالله لرب من قريش أحب إلي من رب من الأعراب5، وغضب صفوان لذلك، قال
1 عبد الله بن لهيعة - بفتح اللام وكسر الهاء - ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن البصري، القاضي، صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شيء مقرون (ت 174) . /م د ت ق. (التقريب 1/444، وتهذيب التهذيب 5/373- 379) .
وقال الهيثمي: "ابن لهيعة فيه ضعف وحديثه حسن". مجمع الزوائد 6/139، 173، 175، 190، 196) .
2 هو: محد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي، أبو الأسود المدني، يتيم عروة، ثقة من السابعة، مات سنة بضع وثلاثين ومائة. /ع. (التقريب 2/185، وتهذيب التهذيب 9/307) .
3 تقدمت ترجمة عروة في حديث (9) ، وترجمة موسى بن عقبة في حديث (52) . والزهري في حديث (32) .
4 الدائرة: هي الدولة بالغلبة والنصر (ابن الأثير: النهاية 2/140) .
5 سيأتي أن معنى هذا قاله صفوان لما قال كلدة بن الحنبل "ألا بطل السحر".وفي تارخ الخميس2/102 أن هذا القول قاله صفوان لكلدة ولرجل آخر ولأبي سفيان بن حرب وكان أبو سفيان لما انهزم المسلمون في أول القتال استبشر وقال: غلبت هوازن لا يردهم شيء إلاّ البحر، وكان أبو سفيان أسلم يوم الفتح لكن لم يتصلب فيه بعد وكان هو وابنه معاوية يومئذ من المؤلفة قلوبهم وبعد ذلك حسن إسلامهما.
وقال: "أراد صفوان: برب من قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم وبرب من هوازن رئيسهم مالك بن عوف"إهـ.
عروة: وبعث صفوان غلاماً له فقال: اسمع لمن الشعار؟ فجاءه فقال: سمعتهم يقولون: "يا بني عبد الرحمن، يا بني عبد الله، يا بني عبيد الله، فقال: ظهر محمد وكان ذلك شعارهم في الحرب"
…
الحديث1.
والحديث أخرجه البيهقي في دلائل عن عروة وموسى بن عقبة ولم يذكر الزهري2. وفي السند إلى عروة أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد لم أجد له ترجمة.
والحديث في كلا الإسنادين مرسل، لأن عروة بن الزبير من الثانية وموسى بن عقبة من الخامسة3.
64-
وعند ابن إسحاق: فلما انهزم الناس، ورأى من كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من جفاة أهل مكة الهزيمة، تكلم رجال منهم بما في أنفسهم من الضغن4، فقال أبو سفيان بن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، وإن الأزلام5 لمعه في كنانته، وصرخ جبلة6 بن الحنبل - وهو مع أخيه صفوان بن أمية مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا بطل السحر اليوم، فقال صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن7.
(ابن كثير: البداية والنهاية 4/330، والواقدي: المغازي 3/890، 894- 895. وانظر حديث (64) . وفي سيرة ابن هشام 2/409 كان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وحنين والطائف، شعار المهاجرين: يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله.
2 دلائل النبوة 3/45أوتقدم الحديث برقم (57) .
3 انظر: التقريب 2/19 و286.
4 الضغن: الحقد. (المصباح المنير 2/428) .
5 الأزلام: هي القداح التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب، الأمر والنهي، افعل ولا تفعل، وكان الرجل منهم يضعها في وعاء له، فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما، أدخل يده فأخرج منها زلما، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله. (ابن الأثير: النهاية 2/311) .
6 تقدم في حديث (58) .
(ابن هشام: السيرة النبوية2/443-444، والطبري: تاريخ الرسل والملوك3/74. وابن كثير: البداية والنهاية 4/327. وابن قيم الجوزية: زاد المعاد 3/469- 470. والسهيلي: الروض الأنف 7/168. والكلاعي: الاكتفاء 2/227- 228) .
ذكر هذا ابن إسحاق بدون إسناد، ومن طريقه أخرجه الطبري، لكن الجزء الأخير منه - وهو قول جبلة:"بطل السحر اليوم" - وجواب صفوان له ثابت عند أبي يعلى من حديث جابر بن عبد الله، وهذا نصه:
حدثنا جعفر1، ثنا عبد2 الأعلى، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر قال: كان أمام هوازن رجل جسيم3 على جمل أحمر في يده راية4 سوداء إذا أدرك طعن بها وإذا فاته شيء من بين يديه رفعها لمن خلفه، فعمد5 له علي بن أبي طالب ورجل من الأنصار كلاهما يريده، قال: فضربه علي على عرقوبي الجمل فوقع على عجزه، قال: وضرب الأنصاري ساقه، قال: فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع، واقتتل الناس.
وصرخ - حين كانت الهزيمة - كلدة وكان أخا صفوان6 بن أمية وكان صفوان يومئذ مشركا، في المدة التي ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا بطل السحر اليوم7. فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش
1 جعفر بن مهران السباك، أبو النضر البصري، سكت عنه ابن أبي حاتم.
وقال الذهبي: "موثق، له ما ينكر".
وقال ابن حجر: "وثقه ابن حبان". (انظر: الجرح والتعديل2/491، وميزان الاعتدال1/418، وتعجيل المنفعة ص50-51) .
2 عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري، السامي - بالمهملة - أبو محمد، وكان يغضب إذا قيل له أبو همام، ثقة من الثامنة (ت 189) . (ابن حجر: التقريب 1/465، وفي تهذيب التهذيب 6/96 ذكر بأنه مات سنة (198) ولم يذكر خلافا في ذلك) .
3 وعند ابن حبان: "رجل ضخم".
4 وعند ابن إسحاق وأحمد والطبري والبيهقي: "ورجل من هوازن على جمل له أحمر، بيده راية سوداء، في رأس رمح له طويل، أمام هوازن، وهوازن خلفه، إذا أدرك طعن برمحه، وإذا فاته الناس رفع رمحه لمن وراءه فتبعوه".
5 وعند ابن حبان: "فرصد له".
وعند ابن إسحاق وأحمد والطبري: "بينا ذلك الرجل من هوازن صاحب الراية على جمله ذلك يصنع ما يصنع إذ هوى له على بن أبي طالب ورجل من الأنصار يريدانه، قال: فيأتيه علي من خلفه فضرب عرقوبي الجمل فوقع على عجزه، ووثب الأنصاري على الرجل فضربه ضربة أطن قدمه بنصف ساقه فانجعف عن رجله، قال واجتلد الناس".
6 وعند ابن حبان: "وكان أخا صفوان بن أمية لأمه".
7 وعند الواقدي: فلما كانت الهزيمة حيث كانت الدائرة على المسلمين فتكلموا بما في أنفسهم م الكفر والضغن والغش، قال أبو سفيان ابن حرب: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، قال: يقول رجل من أسلم يقال له: "أبو مقيت": أما والله، لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتلك لقتلتك.
وقال سهيل بن عمرو: "لا يجتبرها محمد وأصحابه"، قال: يقول له عكرمة: "هذا ليس بقول، وإنما الأمر بيد الله، وليس إلى محمد من الأمر شيء، إن أديل عليه اليوم فإن له العاقبة غدا".
قال: يقول سهيل: إن عهدك بخلافه لحديث، قال: يا أبا يزيد، إنا كنا والله نوضع في غير شيء وعقولنا عقولنا، نعبد الحجر لا ينفع ولا يضر. (مغازي الواقدي 3/910- 911) .
أحب إلى من أن يربني رجل من هوازن"1.
ومن هذا الطريق أخرجه ابن حبان2.
والحديث فيه: جعفر بن مهران السباك، وثقه ابن حبان وهو متساهل في التوثيق، وقال الذهبي: موثق وله ما ينكر. ولكن أصل الحديث ثابت عند أحمد وابن هشام والطبري والبيهقي من غير طريق جعفر بن مهران3.
65-
وروى الواقدي عن قتادة قال: مضى سرعان المنهزمين إلى مكة يخبرون أهلها بالهزيمة، فسر بذلك قوم من أهلها وأظهروا الشماتة وقال قائلهم:"ترجع العرب إلى دين آبائها، وقد قتل محمدوتفرق أصحابه".
فقال عتاب بن أسيد: إن قتل محمد فإن دين الله قائم، والذي يعبده محمد حي لا يموت، فما أمسوا حتى جاءهم الخبر بنصره صلى الله عليه وسلم، فسر عتاب ومعاذ بن جبل، وكبت الله من كان يسر خلاف ذلك4.
66-
وأخرج الطبراني والبيهقي كلاهما من طريق أيوب5 بن جابر، عن صدقة بن سعد، عن مصعب بن شيبة، عن أبيه6 قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، والله ما أخرجني إسلام ولا معرفة به، ولكن أبيت أن تظهر هوازن على
(أبو يعلى: المسند 2/200ب رقم 302) .
(موارد الظمآن ص417) .
3 انظر الحديث رقم (58) .
(الزرقاني: شرح المواهب اللدنية 3/12) .
5 وقع في البداية والنهاية لابن كثير 4/333 "أبو أيوب" وكلمة "أبو" خطأ.
6 هو: شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، الحجبي، المكي، من مسلمة الفتح، وله صحبة وأحاديث (ت 95) . /خ د ق. كان ممن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتال هوازن بعد أن كان خرج يريد أن يغتال رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ابن حجر: التقريب 1/357، وتهذيب التهذيب 4/376، والإصابة 2/161) .
قريش فقلت وأنا واقف معه: يا رسول الله إني أرى خيلا بلقا، فقال:"يا شيبة إنه لا يراها إلا كافر"1
فضرب بيده في صدري ثم قال: "اللهم اهد شيبة"، ثم ضربها الثانية فقال:"اللهم اهد شيبة"، ثم ضربها الثالثة ثم قال:"اللهم اهد شيبة".
قال: فوالله ما رفع يده عن صدري في الثالثة حتى ما كان أحد من خلق الله أحب إلي منه:. الحديث2.
والحديث ضعيف، لأن فيه:
أ - أيوب بن جابر3.
ب - صدقة بن سعيد4.
? - مصعب بن شيبة5.
وأورده الهيثمي ثم قال: رواه الطبراني وفيه أيوب بن جابر وهو ضعيف6.
67-
وروى الطبراني، والبيهقي – أيضا – كلاهما من طريق عبد الله7 بن المبارك، عن أبي بكر الهذلي8، عن عكرمة9 مولى ابن عباس، عن شيبة بن عثمان
1 قال الزرقاني: لعل حكمة عدم رؤية المسلمين للملائكة، لئلا يعتمدوا عليهم، أو يشتغلوا بالنظر إليهم لكون قتالهم خارقا للعادة، فيفوتهم الاجتهاد في الحرب والثواب المترتب عليه. (شرح المواهب اللدنية 3/15) .
(الطبراني: المعجم الكبير 7/357) .
(والبيهقي: دلائل النبوة 3/45ب) .
3 قال فيه ابن حجر في التقريب 1/89: أيوب بن جابر بن سيار السحيمي - بمهملتين مصغرا - أبو سليمان اليمامي ثم الكوفي "ضعيف".
4 قال فيه ابن حجر في التقريب1/366:صدقة بن سعيد الحنفي، الكوفي، "مقبول".
5 قال عنه ابن حجر في التقريب 2/251: مصعب بن شيبة العبدري "لين الحديث". وانظر: (تهذيب التهذيب 1/399، 4/415، 10/162) .
(مجمع الزوائد6/183،وانظر: ابن كثير: البداية والنهاية4/333،والزرقاني شرح المواهب 3/12، 15، 19. والسيوطي: الدر المنثور3/226،والخصائص الكبرى 2/93) .
7 عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة (ت181) ./ع. (التقريب1/445، وتهذيب التهذيب 5/382) .
8 أبو بكر الهذلي، وقع في المعجم الكبير للطبراني:"أبو بكر الهدى" وهو خطأ.
9 عكرمة بن عبد الله، مولى ابن عباس أصله بربري، ثقة ثبت عالم بالتفسير، ولم يثبت تكذيبه عن ابن عمر، ولا يثبت عنه بدعة، من الثالثة (ت 107) وقيل: قبل ذلك. (التقريب 2/30، وتهذيب التهذيب 7/263- 273) .
قال: لما رأيت رسول الله يوم حنين قد عرى1، ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما2، فقلت: اليوم أدرك ثأري من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت لأجيئه عن يمينه فإذا بالعباس بن عبد المطلب قائم عليه بين درع بيضاء كأنها فضة ينكشف عنها العجاج3، فقلت: عمه ولن يخذله، قال: ثم جئته عن يساره فإذا بأبي سفيان4 بن الحارث بن عبد المطلب، فقلت: ابن عمه ولن يخذله، قال: ثم جئته من خلفه فلم يبق إلا أن أساوره5 سورة بالسيف إذ رفع شواظ6 من نار بيني وبينه كأنه برق فخفت أن يمحشني7، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى8، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"يا شيبة9 ادن مني، اللهم أذهب عنه الشيطان".
قال: فرفعت إليه بصري ولهو أحب إلي من سمعي وبصري، فقال:"يا شيبة قاتل الكفار". الحديث10.
والحديث أورده الهيثمي ثم قال: رواه الطبراني وفيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف11.
وقال ابن حجر: متروك الحديث12.
1 قد عرى: أي انكشف عنه الناس. (الفيروز آبادي: القاموس المحيط 4/361) .
2 قتل في غزوة أحد كما في سيرة ابن هشام 1/127.
(العجاج: الغبار. (الفيروز آبادي: 1/198) .
4 أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأخاه من الرضاعة أرضعتهما حليمة بنت ذؤيب السعدية، كان أبو سفيان من الشعراء المطبوعين، وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان حسان بن ثابت يرد عليه يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أسلم وحسن إسلامه وشهد حنينا وأبلى فيها بلاء حسنا، مات سنة عشرين. (ابن الأثير: أسد الغابة 6/144- 147) .
5 أساوره: أي أعلوه بالسيف في رأسه، والسورة - بفتح أوله - الوثبة. (ابن منظور: لسان العرب 6/51- 52) .
6 الشواظ: كغراب وكتاب: لهب لا دخان فيه، أو دخان النار وحرها. (الفيروز آبادي: القاموس المحيط 2/396) .
7 أن يمحشني: أي يحرقني، والمحش: احتراق الجلد وظهور العظم. (ابن الأثير: النهاية 4/302) .
8 القهقرى: هو المشي إلى الخلف من غير أن يعيد وجهه إلى جهة مشيه. (المصدر السابق 4/129) .
9 يا شيب: نداء ترخيم (شيبة) . (أنظر: ابن عقيل: شرح ألفية ابن مالك2/289) .
10 (الطبراني: المعجم الكبير 7/358، والبيهقي: دلائل النبوة 3/45ب) .
11 (مجمع الزوائد 6/184، وانظر: البداية والنهاية 4/333، والتفسير 2/345 كلاهما لابن كثير، والخصائص الكبرى للسيوطي 2/94- 95) .
12 انظر: (التقريب 2/401، وتهذيب التهذيب 12/45) .
وأخرج البلاذري نحوه من طريق الوليد بن مسلم، ثنا يحيى1 بن عبد العزيز.
68-
عن عبد الله2 بن نعيم الأردني، عن الضحاك3 بن عبد الرحمن الأشعري قال: لما هزم الله هوازن يوم حنين عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي عامر علي خيل الطلب. الحديث. وفيه: "وكان شيبة بن عثمان العبدري شديدا على المسلمين وكان ممن أومن فسار إلى هوازن طمعا في أن يصيب من النبي صلى الله عليه وسلم غرة، قال: فدنوت منه فإذا أهله محيطون به، ورآني فقال: "يا شيب إليّ، فدنوت منه، فمسح صدري، ودعا لي" فأذهب الله كل غل كان فيه وملأه إيمانا وصار أحب الناس إليّ4.
والحديث ضعيف لأن فيه يحيى بن عبد العزيز، وعبد الله بن نعيم، وفيه أيضا الإرسال، لأن الضحاك بن عبد الرحمن لم يدرك هذه القصة.
وأخرج ابن سعد من طريق الواقدي نحو ما تقدم ولفظه:
69-
كان شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل وكان يحدث الناس عن إسلامه وما أراد الله به من الخير ويقول: "ما رأيت أعجب ممّا كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات، ثم يقول: لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة فقلت: أسير مع قريش إلى هوازن بحنين فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة فأثأر منه فأكون أنا الذي قمت بثأر قريش كلها، وأقول: لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمدا ما تبعته أبدا". الحديث وهو مطول5.
1 يحيى بن عبد العزيز أبو عبد العزيز الأردني - بضم الهمزة المهملة بينهما راء ساكنة ثم نون ثقيلة - نزيل اليمامة - مقبول من السابعة، وهو والد أبي عبد الرحمن الشافعي. /بخ د. (ابن حجر 2/353، وتهذيب التهذيب 11/251) .
2 عبد الله بن نعيم بن همام القيني-بفتح القاف ثم تحتانية ساكنة ثم نون-الأردني-كالذي قبله-عابد، لين الحديث، من السابعة./قد. (المصدر السابق1/457،6/56) . (وفي ميزان الاعتدال 2/515)، سئل عنه ابن معين فقال: مظلم، وقال غيره: صالح الحديث.
3 الضحاك بن عبد الله بن عرزب - بفتح المهملة وسكون الراء وفتح الزاي ثم موحدة - وقد يقال عرزم بالميم - أبو عبد الرحمن ويقال: أبو زرعة الأردني - كالذي قبله - الطبراني، ثقة من الثالثة. (ت 105) /قد ت ق. (ابن حجر: التقريب 1/372- 373، والتهذيب 4/446) .
(البلاذري: أنساب الأشراف ص366) .
(ابن سيد الناس: عيون الأثر 2/190- 191، وابن قيم الجوزية: زاد المعاد 3/470، وابن حجر: الإصابة 2/161) .