الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: موقف الشيماء وبجاد
كان بجاد رجلا من بني سعد من هوازن قد أحدث حدثا عظيما، وذلك أنه أتاه رجل مسلم، فأخذه بجاد فقطعه عضوا عضوا، ثم حرقه بالنار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين: إن قدرتم على بجاد فلا يفلتنكم فظفر به المسلمون فساقوه وأهله، وساقوا معه الشيماء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، وحاضنته وعنفوا عليها في السير، فقالت لهم:"إني أخت صاحبكم من الرضاعة، فلم يصدقوها، ولما وصلوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عرفته بنفسها وأنها أخته من الرضاعة فأكرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسن مقامها".
وإليك ما ذكره ابن إسحاق وغيره في هذا الصدد.
121-
قال ابن إسحاق: حدثني بعض1 بني سعد بن بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ إن قدرتم على بجاد2، رجل من بني سعد بن بكر فلا يفلتنكم، وكان قد أحدث حدثا3، فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله وساقوا معه الشيماء4 بنت الحارث بن عبد العزى أخت النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة5، فعنفوا عليها في
1 يحتمل أن يكون هذا البعض هو أبو وجزة يزيد بن عبيد السعدي. كما في ص 266 وترجع الاسنادان إلى سند واحد.
2 بجاد – بمكسورة، وخفة جيم.
3 عند الواقدي: وكان قد عرف جرمه فهرب، فأخذته الخيل فضموه إلى الشيماء وكانت الشيماء في السبي الذي أصابته سرية أبي عامر الأشعري. (انظر شرح المواهب اللدنية 3/25) .
4 الشيماء: بفتح المعجمة وسكون التحتية، ويقال فيها: الشماء بلا ياء، وهو لقب غلب على اسمها فلا تعرف في قومها إلا به. واختلف في اسمها: فجزم ابن سعد وابن قتيبة بان اسمها: جدامة – بالجيم المضمومة والدال المهملة، والميم: وجزم ابن عبد البر: بأن اسمها: حذافة – بالحاء المهملة المضمومة، والذال المعجمة المفتوحة فألف ففاء، وصوبه الخشني وذكر السهيلي في ذلك وجهين: الأول ما ذكره ابن عبد البر، والثاني خذامة – بكسر الخاء وبالذال المعجمتين، والميم. (انظر: ابن سعد: الطبقات الكبرى 1/110 وابن قتيبة: المعارف ص 58) ، والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/157، وابن عبد البر: الاستيعاب4/277 و344 مع الإصابة، والسهيلي: الروض الأنف 2/145 و162 وابن الأثير: أسد الغابة 7/63 و166، وابن كثير: البداية والنهاية 2/273 و4/364، وابن حجر: الإصابة 4/272 و344، والزرقاني: شرح المواهب 1/146 و2/25-26.
5 من جهة أنه عليه السلام رضع أمها حليمة السعدية بلبن أخيها بن الحارث.
السياق، فقالت للمسلمين تعلموا1 والله أني لأخت لصاحبكم من الرضاعة، فلم يصدقوها2، حتى أتوا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 3.
ومن هذه الطريق أخرجه الطبري4.
والحديث معضل لأن ابن إسحاق من صغار التابعين، وهم الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة5 وعلى هذا فرواية ابن إسحاق عن التابعين فيكون الحديث معضلا. ثم ساق ابن إسحاق حديثا آخر فقال:
122-
حدثني يزيد6 بن عبيد السعدي قال: فلما انتهى7 بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: "يا رسول الله إني أختك من الرضاعة، قال: وما علامة ذلك؟ قالت: عضة عضضتنيها في ظهري وأنا متوركتك8، قال: فعرف رسول الله العلامة، فبسط لها رداءه، فأجلسها عليه، وخيرها وقال: إن أحببت فعندي محببة مكرمة، وإن أحببت أن أمتعك وترجعي إلى قومك فعلت، فقالت: بل تمتعني وتردني إلى قومي، فمتعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وردها إلى قومها، فزعمت بنو سعد أنه أعطاها غلاما له يقال له مكحول9 وجارية فزوجت أحدهما الأخرى فلم
1 تعلموا: فعل جامد من أخوات ظن بمعنى اعلموا. شرح ابن عقيل 1/420.
2 عند الواقدي: وأخذها طائفة من الأنصار، وكانوا أشد الناس على هوازن.
3 سيرة ابن هشام 2/458، والسهيلي: الروض الأنف 7/182 والكلاعي: الاكتفاء 2/337.
4 تاريخ الرسل والملوك3/80وانظر: مغازي الواقدي3/913وابن كثير: البداية والنهاية 4/363،والدياربكري: تاريخ الخميس2/108والزرقاني: شرح المواهب3/25-26.
5 ابن حجر: التقريب 1/5.
6 يزيد بن عبيد أبووجزة - بفتح الواو وسكون الجيم بعدها زاي- السعدي المدني الشاعر، ثقة من الخامسة (ت130) /دس. (التقريب 2/368، تهذيب التهذيب 11/349) .
7 أي بالشيماء.
8 متوركتك: حاملتك على وركي، والورك: ما فوق الفخذ ابن الأثير: النهاية5/176.
9 قال ابن حجر: "مكحول مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن إسحاق في السيرة وقال: وهب النبي صلى الله عليه وسلم لأخته الشيماء - يعني من الرضاعة - غلاما يقال له مكحول، وجارية فزوجت الغلام للجارية، فلم يزل فيهم من نسلهم بقية والله أعلم"(الإصابة 3/456) .
وقال ابن الأثير: "مكحول مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أورده جعفر في الصحابة، فروى بإسناده عن سلمة عن محمد بن إسحاق عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعدي ثم أورد هذا الحديث"(أسد الغابة 5/257) .
يزل فيهم من نسلهما بقية1.
ومن هذه الطريق أخرجه الطبري2.
123-
ورواه البيهقي من حديث الحكم3 بن عبد الملك عن قتادة قال: "لما كان يوم فتح هوازن جاءت جارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أنا أختك أنا الشيماء بنت الحارث، فقال لها: "إن تكوني صادقة فإن بك مني أثرا لا يبلى".
قال: فكشفت عن عضدها فقالت: نعم يا رسول الله (حملتك) 4 وأنت صغير فعضضتني هذه العضة، قال:"فبسط لها رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه، ثم قال: "سلي تعطي واشفعي تشفعي" 5.
الخلاصة: أن هذا الحديث ورد من ثلاث طرق معضلة:
الأولى: والثانية: عند ابن إسحاق، وفي الأولى قال ابن إسحاق: حدثني بعض بني سعد، وهذا البعض من التابعين لأن ابن إسحاق من صغار التابعين على رأي ابن حجر وقد ثبتت رؤيته لأنس بن مالك، والجهالة الموجودة في هذا السند تغتفر عند أهل العلم بهذا الشأن خاصة إذا كان المراد بهذا البعض جماعة6.
والطريق الثالثة: عند البيهقي وفيها الحكم بن عبد الملك، ضعفه العلماء7.
وهذه الآثار كلها ضعيفة ونحن في صدد قصة تاريخية فيكتفي فيها بمثل هذه الآثار، وقد أطبق العلماء الذين ألفوا في الصحابة وغيرهم على ذكر الشيماء في الصحابة
1 سيرة ابن هشام 2/458، والسهيلي: الروض الأنف 7/183.
2 تاريخ الرسل الملوك 3/81 وانظر: البلاذري: أنساب الأشراف ص 93 وابن حزم: جوامع السيرة ص 245 وابن الأثير: الكامل 2/180 والواقدي: المغازي 3/913 وابن كثير: البداية والنهاية 4/363، والديار بكري: تاريخ الخميس 2/108 والزرقاني: شرح المواهب 3/26.
3 الحكم بن عبد الملك القرشي البصري، نزيل الكوفة، ضعيف من السابعة / ب خ ت س ق هكذا في التقريب 1/191 وفي تهذيب التهذيب 2/431 علم له / ب خ ت ص ق. وكذا في الخلاصة للخزرجي 1/245 وفي ميزان الاعتدال 1/576 ت ق وكذا في الكاشف 1/183 والظاهر أنه أخرج له (ت ق) فقط. وقد ذكره المباركفوري في مقدمة تحفة الأحوذي 2/47 في رجال جامع الترمذي.
4 هذه الجملة سقطت من البداية والنهاية لابن كثير وهي ثابتة في الدلائل للبيهقي الذي هو ناقل عنها.
5 دلائل النبوة للبيهقي 3/56 وانظر البداية والنهاية 4/64.
6 انظر: دفاع عن الحديث النبوي والسيرة للألباني ص 81.
7 وخاصة في قتادة انظر كتاب المجروحين لابن حبان 1/248-249.
وعلى أنها قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجعرانة فرحب بها وأكرمها1.
وقد وردت أحاديث أخر تدل على أن أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخاه من الرضاعة جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مقيم بالجعرانة فبسط لهم ثوبه وأجلسهم عليه، وأن أمه سألته من سبايا حنين فأعطاها نصيبه ولما رأى الناس ذلك أعطوها أنصباءهم، وفيما يلي سياق ما ورد من الآثار:
124-
ما أخرجه الطبري قال: حدثنا بشر2 قال: ثنا يزيد3 قال: ثنا سعيد عن قتادة قال: "ذكر لنا أن أم4 رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرضعته أو ظئره من بني سعد بن بكر أتته فسألته سبايا يوم حنين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لا أملكهم وإنما لي منهم نصيبي، ولكن ائتيني غدا فسليني والناس عندي، فإني إذا أعطيتك نصيبي أعطاك الناس"، فجاءت الغد فبسط لها ثوبا، فقعدت عليه، ثم سألته، فأعطاها نصيبه، فلما رأى ذلك الناس أعطوها أنصباءهم 5.
125-
قال ابن عبد البر: روى زيد 6 بن أسلم عن عطاء 7 بن يسار قال: "جاءت حليمة بنت عبد الله أم النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقام إليها وبسط لها رداء فجلست عليه"8.
1 انظر الشفا للقاضي عياض1/128 وشرحه مزيل الخفاء: عن ألفاظ الشفاء لأحمد بن محمد الشمني 1/128، وانظر المصادر المتقدمة في ترجمة الشيماء تحت حديث (121) .
2 بشر: هو ابن معاذ العقدي، صدوق. وسعيد: هو ابن أبي عروبة اليشكري، ثقة حافظ. وقتادة: هو ابن دعامة ثقة ثبت تقدمت تراجمهم في حديث (48) .
3 يزيد: هو ابن زريع، ثقة ثبت تقدم في حديث (1) .
4 هي حليمة السعدية.
5 جامع البيان 10/101.
6 زيد بن أسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، أبو عبد الله أو أبو أسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة (ت136) /ع (التقريب 1/272، تهذيب التهذيب3/395) .
7 عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني، مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فاضل، صاحب مواعظ وعبادة، من صغار الثالثة، (ت 94، وقيل بعد ذلك) /ع (التقريب 2/23 وتهذيب التهذيب 7/217) .
8 الاستيعاب4/270مع الإصابة، وانظر الحديث أيضا عند ابن حجر: الإصابة4/274 والزرقاني: شرح المواهب اللدنية 1/141 وشمس الحق العظيم آبادي: عون المعبود 14/53.
126-
ما رواه البخاري في الأدب المفرد وأبوداود وغيرهما من حديث أبي الطفيل1 وهذا سياق أبي داود قال: حدثنا ابن المثنى2، أخبرنا أبوعاصم3، أخبرنا جعفر4 بن يحيى بن عمارة بن ثوبان
أنبأنا5 عمارة6 بن ثوبان أن أبا الطفيل أخبره قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لحما بالجعرانة، قال أبو الطفيل: "وأنا يومئذ غلام أحمل عظم الجزور7 إذ أقبلت امرأة8 حتى دنت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبسط9 لها رداءه فجلست عليه، فقلت10: من هي؟ فقالوا11: هذه أمه التي أرضعته12".
والحديث قال في عون المعبود: "سكت عنه المنذري"13إهـ.
1 هو عامر بن واثلة.
2 محمد بن المثنى بن عبيد، العنزي - بفتح النون والزاي - أبو موسى البصري المعروف بالزمن، مشهور بكنيته وباسمه، ثقة ثبت من العاشرة (ت252/ع (التقريب 2/204 وتهذيب التهذيب 9/425-427) .
3 أبو عاصم هو: الضحاك بن مخلد ثقة ثبت تقدم في حديث (45) .
4 جعفر بن يحيى بن ثوبان وقيل جعفر بن يحيى بن عمارة بن ثوبان، حجازي مقبول من الثامنة، (التقريب 1/133) وفي تهذيب التهذيب 3/109 قال: روى عن عمه عمارة بن ثوبان وعنه أبو عاصم النبيل، وعبيد بن عقيل الهلالي.
قال ابن المدني: "مجهول ما روى عنه غير أبي عاصم".
ثم قال ابن حجر: قلت: "وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان الفاسي مجهول الحال".
وقد حصل في التقريب الطبعة المصرية والهندية وتهذيب التهذيب (علامة) النسائي بدل (ابن ماجه) وهوخطأ.
والصواب أنه أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأبوداود وابن ماجه انظر تهذيب الكمال للمزي 2/104، والكاشف 1/187 وميزان الاعتدال 1/420،والمغني في الضعفاء 1/135 كلها للذهبي، والخلاصة للخزرجي 1/171، وانظر حديثه عند ابن ماجه في سننه 1/636 كتاب النكاح، باب حسن معاشرة النساء.
5 كذا وقع عند أبي داود والبخاري وأبي يعلى (أنبأنا عمارة بن ثوبان) قال المزي: في الأطراتف 4/235 حديث 5053 ورواه مسلم الكجي عن أبي عاصم قال: أخبرنا جعفر بن ثوبان أخبرني عمي عمارة بن ثوبان وهوالمحفوظ (يعني أن عمارة عم جعفر) وحديث أبي مسلم الكجي عند الطبراني والبيهقي انظر ص 270.
6 عمارة بن ثوبان، حجازي، مستور، من الخامسة / ب خ د ق (التقريب 2/49 وتهذيب التهذيب 7/412) .
7 عند البخاري وأبي يعلى والطبراني والبيهقي "عضو بعير".
8 عند أبي يعلى: "فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه".
9 قوله: فبسط لها رداءه: قال صاحب عون المعبود: أي تعظيما لها وانبساطا بها، فقلت من هي: أي تعجبا من إكرامه إياها وقبولها القعود على ردائه المبارك (عون المعبود 14/53) .
10 عند أبي يعلى: فسألت من هذه.
11 عند البخاري: قيل هذه أمه.
12 أبو داود: السنن 2/630 كتاب الأدب، باب في بر الوالدين.
13 14/54.
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد فقال: حدثنا أبو عاصم عن جعفر بن يحيى بن ثوبان به1.
وأخرجه أبو يعلى فقال: حدثنا عمرو2 بن الضحاك بن مخلد ثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان به"3.
وأخرجه الطبراني والبيهقي كلاهما من طريق أبي مسلم4 الكجي قال ثنا أبوعاصم قال: أخبرنا جعفر بن يحيى قال: أخبرني عمي عمارة بن ثوبان به5.
وأخرجه الحاكم من طريق أبي عاصم أنبأنا جعفر بن يحيى به.
وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"6.
وأورده ابن كثير ثم قال: "هذا حديث غريب".
ولعله يريد أخته7 وقد كانت تحضنه مع أمها حليمة السعدية، وإن كان محفوظا فقد عمرت حليمة دهرا، فإن من وقت أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقت
1 الأدب المفرد: ص 440 باب حسن العهد.
2 عمرو بن الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني ولد أبي عاصم النبيل، البصري، ثقة، كان على قضاء الشام، من الحادية عشرة، (ت242) / ق (التقريب 2/72 وتهذيب التهذيب 8/55) . ووقع في التقريب: والد أبي عاصم وهو خطأ، والظاهر أن شيخ عمرو بن الضحاك قد سقط من السند وأنه أبو عاصم، فإن عمراً يروي عن أبيه وأن هذا الحديث بجميع طرقه عن أبي عاصم عن جعفر بن يحيى، ولم أجد في ترجمة عمرو أنه يروي عن جعفر، وكذا لم أجد في ترجمة جعفر أن من تلاميذه عمرو بن الضحاك.
3 مسند أبي يعلى 1/107 رقم 301.
4 أبو مسلم الكجي هو: إبراهيم بن عبد الله، ثقة تقدمت ترجمته في حديث (89) وقع في البداية والنهاية لابن كثير 4/364 ثنا مسلم وهو خطأ والصواب "ثنا أبو مسلم".
5 انظر المزي: تهذيب الكمال 6/501 فقد ساق الحديث في ترجمة عمارة بن ثوبان، بسنده إلى الطبراني.
والبيهقي: دلائل النبوة 3/56 وانظر: الشفا للقاضي عياض 1/128، وأسد الغابة لابن الأثير 7/68 والسيرة النبوية للذهبي ص 21، والإصابة لابن حجر 4/274.
6 المستدرك 4/164،3/618.
7 قلت: وقد سبق إلى هذا القول الحافظ الدمياطي فقد ذكر حديث بسط الرداء، ثم قال: هذه أخته الشيماء لا أمها حليمة.
(انظر: الشمني: مزيل الخفاء عن ألفاظ الشفاء 1/128 مع الشفاء وسيأتي الجواب عن هذا في نهاية هذا المبحث.
وتردد ابن قيم في ذلك فقال: واختلف في إسلام أبويه من الرضاعة فالله أعلم (زاد المعاد 1/83) .
الجعرانة أزيد من ستين سنة، وأقل ما كان عمرها حين أرضعته صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة، ثم الله أعلم بما عاشت بعد ذلك.
127-
وقد ورد حديث مرسل فيه أن أبويه من الرضاعة قدما عليه والله أعلم بصحته قال أبو داود في المراسيل: ثنا أحمد1 بن سعيد الهمداني، ثنا ابن2 وهب ثنا عمرو3 بن الحارث أن عمر4 بن السائب حدثه أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما فجاءه أبوه5 من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه، ثم أقبلت أمه فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر فجلست عليه، ثم أقبل أخوه 6 من الرضاعة فقام له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه" 7.
قلت: "والحديث أيضا عند أبي داود في السنن"8.
قال صاحب عون المعبود: قال المنذري: "هذا معضل؛ لأن عمر بن السائب يروي عن التابعين"9.
وخلاصة القول في هذا أنه قد وردت أربعة أحاديث تصرح بقدوم أم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إلى الجعرانة، وهي كالتالي:
الأول: حديث الطبري وهو مرسل حسن الإسناد10.
1 أحمد بن سعيد بن بشر الهمداني، أبوجعفر المصري، صدوق من الحادية عشرة (ت253) / د (التقريب 1/15 وتهذيب التهذيب 1/31) .
2 هو عبد الله بن وهب.
3 عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري، مولاهم، المصري، أو أيوب، ثقة فقيه حافظ، من السابعة، (ت قبل الخمسين ومائة) /ع (التقريب 2/67 وتهذيب التهذيب 8/14) وقع في تهذيب التهذيب 8/15 عند ذكر تلامذته منهم "عبد الله ابن أبي وهب" وهو خطأ والصواب: عبد الله ابن وهب) .
4 عمر بن السائب بن أبي راشد المصري، مولى بني زهرة، أبو عمر صدوق فقيه، من السادسة (ت 134) التقريب 2/55 وتهذيب التهذيب 7/450 ووقع في تهذيب التهذيب: توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وهو خطأ.
5 أبوه هو الحارث بن عبد العزى.
6 هو عبد الله بن الحارث بن عبد العزى، (انظر سيرة ابن هشام 1/161 وابن الأثير: أسد الغابة 1/404 والطبقات الكبرى لابن سعد 1/111 وابن حجر الإصابة 1/282-283 و3/88) وابن كثير: البداية والنهاية 2/273 وانظر عون المعبود 14/54.
7 ابن كثير: البداية والنهاية 4/364 والسهيلي: الروض الأنف 2/145.
8 2/630 كتاب الأدب، باب بر الوالدين، انظر: الشفا للقاضي عياض 1/128.
9 14/54.
10 تقدم برقم (124) .
الثاني: حديث زيد بن أسلم وهو مرسل صحيح الإسناد1.
الثالث: حديث أبي الطفيل 2 وفيه ما يأتي:
أ- جعفر بن يحيى بن ثوبان، سكت عنه البخاري 3.
وقال ابن أبي حاتم: "روى عن عمه عمارة وعطاء وعبد الله بن عبيد وعنه: أبو عاصم وعبيد بن عقيل، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً"4.
وقال ابن حجر: في التقريب "مقبول"5.
وفي تهذيب التهذيب: "وثقه ابن حبان"، وقال ابن المديني:"مجهول ما روى عنه غير أبي عاصم"، وقال ابن القطان الفاسي:"مجهول الحال"6.
ب- عمارة بن ثوبان: سكت عنه البخاري7، وكذا ابن أبي حاتم8.
وقال المزي: "روى عن أبي الطفيل وعطاء بن أبي رباح وموسى بن باذان وعنه ابن أخيه جعفر بن يحيى بن ثوبان، ذكره ابن حبان في كتاب الثقات"9. ونقل ابن حجر هذا في تهذيب التهذيب، وزاد: قال ابن المديني: "عمارة بن ثوبان لم يروعنه غير جعفر بن يحيى". وقال عبد الحق10: "ليس بالقوي".
وقال ابن القطان الفاسي: "مجهول الحال"11.
1 تقدم برقم (125) .
2 تقدم برقم (126) .
3 التاريخ الكبير2/202.
4 الجرح والتعديل 2/492.
5 1/133.
6 2/109 وانظر ميزان الاعتدال 1/420.
7 التاريخ الكبير 6/503.
8 الجرح والتعديل 6/363.
9 تهذيب الكمال 6/501.
10 عبد الحق بن عبد الرحمن الحافظ العلامة الحجة أبو محمد الأزدي الأشبيلي، ويعرف أيضاً بابن (الخراط) قال أبو عبد الله الأبار: كان فقيها حافظا عالما بالحديث وعلله عارفاً بالرجال موصوفا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة، من تصانيفه الكثيرة:(الجمع بين الصحيحين) وكتاب (المعتل من الحديث)(ت 581 تذكرة الحفاظ للذهبي 4/1350-1352) .
11 تهذيب التهذيب 7/412.
وفي التقريب قال عنه: "مستور"1.
وقال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال والمغني في الضعفاء: "تفرد عنه ابن أخيه جعفر بن يحيى لكنه وثق".
وفي الكاشف قال: "وثق وفيه جهالة"2.
والحديث صححه الحاكم كما تقدم3 وصحح حديثا آخر أيضا من طريق جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان ووافقه الذهبي4.
وتعقب الألباني الحاكم في تصحيحه والذهبي في موافقته فقال: "هذا غريب من الذهبي، فإنه قال عن عمارة في الضعفاء تابعي صغير مجهول"5إهـ. وعلى هذا فقد اختلف قول الذهبي في عمارة.
ومثل عمارة هذا يتقوى بالمتابعة.
الرابع: حديث عمر بن السائب، وهومعضل كما قال المنذري6 وفيه زيادة ذكر أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيه من الرضاعة وهذه الأحاديث تدل بمجموعها على أن لهذه القصة أصلا، وقد عد العلماء حليمة السعدية وزوجها وابنها في الصحابة، فقال ابن عبد البر: حليمة السعدية هي التي أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أكملت رضاعه ورأت له برهانا وعلماً جليلاً تركنا ذكره لشهرته.
ثم أورد حديث زيد بن أسلم المتقدم7.
ثم قال: "روت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنها عبد الله8 بن جعفر"9.
2/49.1
2 ميزان الاعتدال 3/173 والمغني في الضعفاء 2/460، والكاشف 2/310.
3 انظر ص (270) .
4المستدرك4/173من حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خيركم، خيركم للنساء.
5 الألباني: سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول تحت حديث (285) .
6 انظر حديث (128) .
7 تقدم برقم (125)
8 عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي أحد الأجواد، ولد بأرض الحبشة وله صحبة (ت 80) /ع (التقريب 1/406 وتهذيب التهذيب 5/170) .
9 الاستيعاب 4/270 مع (الإصابة) .
ونقل ابن حجر قول ابن عبد البر هذا ثم قال: "حديث عبد الله بن جعفر بقصة إرضاعها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو يعلى وابن حبان في صحيحه"1، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة2.
ونقل الزرقاني قول ابن حجر ثم قال: وقول ابن كثير لم تدرك البعثة رده الحافظ ابن حجر، بأن عبد الله بن جعفر حدث عنها عند أبي يعلى والطبراني وابن حبان وهو إنما ولد بعد البعثة.
وزعم الدمياطي3 وأبو حيان4 النحوي أنها لم تسلم مردود، فقد ألف مغلطاي5 فيها جزء حافلا سماه التحفة الجسيمة في إثبات إسلام حليمة وارتضاه علماء عصره، فأما أبو حيان فليس من فرسان هذا الميدان يذهب إلى زيده وعمره، وأما الدمياطي فحسبنا في الرد عليه قوله: وقد وهل غير واحد فذكروها في الصحابة لأنهم مثبتون لذلك، فمن أين له الحكم عليهم، وقد ذكرها في الصحابة ابن أبي
1 الحديث عند أبي يعلى في مسنده 1/128 وابن حبان في صحيحه كما في موارد الظمآن ص 512 وليس فيه التصريح بالتحديث كما قال ابن حجر رحمه الله، ولذا فقد قال الألباني:"وهم الحافظ ابن حجر في هذا فإن هذا التحديث لا أصل له عند ابن حبان ولا عند غيره ممن ذكرنا. وقد وصف الحديث بالاضطراب أيضا"(دفاع عن الحديث النبوي والسيرة ص 39) وانظر: الحديث عند أبي نعيم في دلائل النبوة ص 111 والبيهقي: في دلائل النبوة أيضا 1/108 وابن هشام: السيرة النبوية 1/162 والسهيلي: الروض الأنف 2/145 والطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/158، والذهبي: السيرة النبوية 19-21 وقال: "هذا حديث جيد الإسناد"، وابن كثير: البداية والنهاية2/273-275 وقال: هذا الحديث قد روي من طرق أخر وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي. والحديث يدور على ابن إسحاق رحمه الله وقد صرح بالتحديث في بعض الطرق.
2 الإصابة 4/274.
3 الدمياطي: الحافظ الإمام العلامة الحجة الفقيه، النسابة، شيخ المحدثين، شرف الدين، أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الشافعي صاحب التصانيف (613-705هـ) (الذهبي: تذكرة الحفاظ 4/1477-1479، ابن كثير: البداية والنهاية14/40والشوكاني البدر الطالع1/403وكحالة: معجم المؤلفين6/197.
4 هو محمد بن يوسف بن علي الغرناطي أوحيان الأندلسي الإمام الكبير في العربية والتفسير وغيرهما من الفنون (654-745هـ)(الشوكاني: البدر الطالع 2/288-291) .
5 مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري، الحنفي التركي علاء الدين صاحب التصانيف (690-762هـ) من تصانيفه الكثيرة، ذيل على "تهذيب الكمال" للمزي، وله شرح على صحيح البخاري في نحو عشرين مجلدا وغير ذلك (ابن حجر: لسان الميزان:6 /72 والشوكاني: البدر الطالع 2/312 وكحالة: معجم المؤلفين 12/313 ولحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لابن فهد ص 133.
خيثمة1 في تاريخه وابن عبد البر وابن الجوزي2 في "الحداء" والمنذري في مختصر سنن أبي داود وابن حجر في الإصابة وغيرهم، وحسبك بهم حجة3، ثم قال: وما وقع عند الواقدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل الشيماء عن أبويها فأخبرته أنهما ماتا لا يصح، فقد روى أبو داود وأبو يعلى وغيرهما عن أبي الطفيل أنه صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم لحما فأقبلت امرأة بدوية فلما دنت منه بسط لها رداءه فجلست عليه فقلت: من هذه قالوا: أمه التي أرضعته.
وذكر ابن إسحاق: "أن زوجها الحارث عاش بعده عليه السلام، ثم قال: والواقدي لا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف" إهـ.
قلت: "وحديث إسلام الحارث أورده السهيلي في رواية يونس بن بكير عن ابن إسحاق وهذا سياقه":
قال: "وذكر ابن إسحاق الحارث بن عبد العزى أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، ولم يذكر له إسلاما ولا ذكره كثير ممن ألف في الصحابة".
128-
وقد ذكره يونس بن بكير في روايته، فقال: حدثنا ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق4 بن يسار عن رجال من بني سعد ابن بكر، قالوا: قدم الحارث بن عبد العزى أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة حين أنزل عليه القرآن، فقالت له قريش: ألا تسمع يا حار5 ما يقول ابنك هذا؟
فقال: وما يقول؟
قالوا: "يزعم أن الله يبعث بعد الموت، وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه
1 أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة الإمام أبو بكر النسائي البغدادي صاحب التاريخ الكبير (185-279هـ)(الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 4/162 والذهبي: تذكرة الحفاظ 2/596 وكحالة: معجم المؤلفين 1/227) .
2 هو عبد الرحمن بن علي بن محمد جمال الدين أبو الفرج، المعروف بابن الجوزي الإمام العلامة الحافظ عالم العراق وواعظ الآفاق، صاحب التصانيف في فنون العلم، منها زاد المسير في علم التفسير، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم (510-597هـ) (الذهبي تذكرة الحفاظ 4/1342) وابن كثير البداية والنهاية 13/28 وكحالة: معجم المؤلفين 5/157.
3 الزرقاني: شرح المواهب 1/141 و3/26 وانظر: مغازي الواقدي 2/269، 3/913، ومجمع الزوائد للهيثمي 8/220-221.
4 تقدم في حديث (89) .
5 ترخيم: حارث (شرح قطر الندى لابن هشام ص 214) .
ويكرم فيهما من أطاعه، فقد شتت أمرنا، وفرق جماعتنا، فأتاه فقال: أي بني مالك ولقومك يشكونك، ويزعمون أنك تقول: إن الناس يبعثون بعد الموت ثم يصيرون إلى جنة ونار؟ ".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت، لقد أخذت بيدك، حتى أعرفك حديثك اليوم"، فأسلم الحارث بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم:"لو قد أخذ ابني بيدي، فعرفني ما قال، لم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة"1.
وأورده ابن حجر في ترجمة الحارث ثم قال: "عند ابن سعد حديث آخر مرسل صحيح الإسناد أن هذه القصة وقعت لولد الحارث".
129-
فأخرج من طريق يحيى2 بن أبي كثير عن إسحاق3 بن عبد الله قال: "كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخ من الرضاعة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم يعني بعد النبوة أترى أنه يكون بعث؟
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما والذي نفسي بيده لآخذن بيدك يوم القيامة ولأعرفنك".
قال: "فلما آمن بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان يجلس فيبكي ويقول: "أنا أرجو أن يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي يوم القيامة".
ثم قال ابن حجر: "ويحتمل أن يكون ذلك وقع للأب والابن، وقد سماه بعضهم عبد الله، وذكره في الصحابة، وكذا سماه ابن سعد لما ذكر أسماء أولاد حليمة"4.
ثم أورد حديث عمر بن السائب في قدوم أبوي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخيه إلى
1 السهيلي: الروض الأنف 2/160-161.
2 يحيى بن أبي كثير الطائي، مولاهم، أو نصر اليمامي، ثقة ثبت، لكنه يدلس ويرسل، من الخامسة، (ت 132) وقيل قبل ذلك/ ع (التقريب 2/356 وتهذيب التهذيب 11/ 268 وقد ذكره ابن حجر: في المرتبة الثانية من مراتب طبقات المدلسين، وهي: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لإمامته وقلة تدليسه في جنب ما روى، أو كان لا يدلس إلا عن ثقة (طبقات المدلسين ص7، و25) .
3 إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري ثقة حجة، تقدم في حديث (47) .
4 انظر طبقات الكبرى: لابن سعد 1/110.
الجعرانة ثم قال: وذكر ابن إسحاق أنه بلغه أن الحارث إنما أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فالله أعلم1.
130-
وروى ابن إسحاق قال: حدثني عمرو2 بن شعيب عن أبيه 3 عن جده عبد الله4 أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أسلموا فقالوا: يا رسول الله إنا أصل وعشيرة" الحديث.
وفيه "إنما في الحظائر عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك" الحديث5.
وإسناد حسن6.
وفي شعر زهير بن صرد أحد وفد هوازن قال:
أمنن على نسوة قد كنت ترضعها
إذ فوك تملأه من محضها درر7
وفي هذا الشعر التصريح بنسوة منهن من كانت مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الذي قبله ذكر قرابات الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع والتصريح بحواضنه اللاتي كفلنه، ويستأنس بهذا الأثر مع ما قبله من الآثار السابقة الواردة في هذا الصدد أن أم الرسول صلى الله عليه وسلم قدمت عليه الجعرانة، والآثار السابقة وإن كانت لا تخلو من مقال لكنها يعمل بها في مثل هذه المسألة التاريخية.
إذ لا يوجد معتمد فيها إلا هذه الآثار وليس لها معارض يدفعها.
1 ابن حجر: الإصابة1/282-283و3/88والزرقاني: شرح المواهب اللدنية1/142 و143.
2 عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمروبن العاص، صدوق من الخامسة (ت 118) / ز ع (التقريب 2/72 وتهذيب التهذيب 8/48) .
3 شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، صدوق، ثبت سماعه من جده عبد الله ابن عمرو، من الثالثة/ب خ ز ع (التقريب1/353 وتهذيب التهذيب 4/356، وفي التقريب الطبعة المصرية، قال: عن (شعيب) ،بأنه من الثامنة، وهو خطأ، وسقطت علامة من أخرج له من تهذيب التهذيب. وهي ثابتة في التقريب والخلاصة للخزرجي.
4 عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن أحد السابقين المكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء، مات في ذي الحجة، ليال الحرة على الأصح، بالطائف على الراجح/ ع (التقريب 1/436 وتهذيب التهذيب 5/337) .
5 سيرة ابن هشام 2/488-489.
6 قال الألباني: وهو المتقرر في إسناد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول حديث (62) .
7 انظر حديث (210) .