الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 -
ولزملائك عليك حق:
فمن حق زملائك عليك أن تَقْدُرهم حق قدرهم، وأن تنصح لهم، وتحب لهم ما تحبه لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك.
قال عليه الصلاة والسلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» . (1)
ومن حقهم أن تزيد في الإجلال والتقدير من يكبرك في السن والعلم، خصوصًا ممن لهم فضل عليك في تعليمك وتوجيهك؛ فلهؤلاء حق خاص، وقيامك بهذا الحق دليل على نبلك وكرم أخلاقك.
ومن حقهم عليك أن ترفع من أقدارهم، وألا تذكرهم إلا بخير، وأن تحسن العشرة إذا اجتمعت بهم، وأن تحفظ العهد والغيب إذا فارقتهم.
ومن حقهم أن تدعو لهم، وأن تحرص على مناصحتهم، وعلى ستر عيوبهم، وأن يكون صدرك سليمًا لهم.
ومن حقهم أن تقبل نصيحتهم، وأن تحسن الظن بهم، وأن تحمل كلامهم على أحسن المحامل، وأن تقيل عثراتهم إذا أخطأوا، وأن لا تعجل بمعاتبتهم إذا زلوا.
أقِلْ ذا الودِّ عثرتَه وقِفْهُ
…
على سنن الطريق المستقيمهْ
ولا تسرع بِمَعْتَبَةٍ إليه
…
فقد يهفو وَنِيَّتُهُ سليمهْ
ومن حقهم أن تبادرهم بالسلام، وأن ترد عليهم إذا حيوك بمثلها أو بأحسن منها.
(1) رواه البخاري 1 / 9، ومسلم (45) .
ومن حقهم أن تحترم تخصصاتهم وعلومهم، وألا تتدخل في شؤونهم الخاصة التي يكرهون أن يطلع عليها أحد غيرهم.
ومن حقهم ألا تنتقد أحدًا منهم أمام الطلاب لا تصريحًا ولا تلميحًا؛ لأن انتقادهم أمام الطلاب مدعاة لزهد الطلاب بكم جميعًا.
بل اللائق بك أن تذكرهم بخير أمام الطلاب، وألا تسمح لأحد من الطلاب أن ينال من أحد من زملائك؛ فذلك أهيب لكم، وأرفع لقدركم.
ومن حقهم أن تحرص على جمع كلمتهم كما سيأتي.
وإن رأيت من أحد زملائك نشاطًا فشجِّعْه، ونافسه في الخير.
وإن رأيت كسلًا وخمولًا فخذ بيده، واحرص على نصحه، ولا تجاره في صنيعه.