الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
48 -
العدل بين الطلاب:
فالعدل قوام الحياة، والسماوات والأرض ما قامت إلا بالعدل.
قال -تعالى -: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} (الأنعام: 152) .
وقال: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ} {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} (الرحمن) .
قال ابن حزم: وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره. (1)
وقال: وأما من طبع على الجور واستسهاله، وعلى الظلم واستخفافه -فلييأس من أن يصلح نفسه، أو يقوم طباعه أبدًا، وليعلم أنه لا يفلح في دين ولا في خلق محمود. (2)
وقال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور: والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماءُ الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.
وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية والغاضبة. (3)
(1) الأخلاق والسير ص37.
(2)
الأخلاق والسير ص37.
(3)
أصول النظام الاجتماعي في الإسلام للطاهر بن عاشور ص186.
ومن جميل ما يأخذ به المعلم نفسه خلق العدل مع الطلاب؛ فمن العدل معهم ألا تأخذ فكرة عن طالب ثم تحصره بها، فلا تقبل بعد ذلك منه عدلًا ولا صرفًا.
ومن العدل معهم ألا تسمع كلامًا عن طالب ثم تأخذه بالقبول دونما تمحيص.
ومن العدل بينهم العدل في الدرجات، وفي إعطاء الفرصة للإجابة، وفي توزيع النظر بينهم وما إلى ذلك مع مراعاة الفروق الفردية.
قال ابن جماعة: أن لا يظهر للطلبة تفضيل بعضهم على بعض عنده في مودة، أو اعتناء مع تساويهم في الصفات من سن أو فضيلة، أو تحصيل، أو ديانة؛ فإن ذلك ربما يوحش منه الصدر، وينفر منه القلب.
فإن كان بعضهم أكثر تحصيلًا، أو أشد اجتهادًا، أو أبلغ اجتهادًا، أو أحسن أدبًا، فأظهر إكرامه وتفضيله، وبيَّن أن زيادة إكرامه لتلك الأسباب -فلا بأس بذلك؛ لأنه ينشط ويبعث على الاتصاف بتلك الصفات. (1)
قال شوقي:
وإذا المعلم لم يكن عدلًا مشى
…
روحُ العدالة في الشباب ضئيلا
(2)
(1) تذكرة السامع والمتكلم ص100.
(2)
الشوقيات 1 / 183.