الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف السين)
السائب: (1)
انظر في حرف الميم: مرة.
وفي ((الإصابة)) في ترجمة: السائب الغفاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم غيَّر اسمه من: السائب إلى: ((عبد الله)) .
وكذا في ترجمة: عبد الله العدوي.
سائر: (2)
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
(وتقسيم السائرين إلى الله - تعالى - إلى: طالب، وسائر، وواصل، أو إلى: مريد، ومراد، تقسيم فيه مساهلة لا تقسيم حقيقي، فإن الطلب، والسلوك، والإرادة، لو فارق العبد: لا نقطع عن الله بالكلية
…
) .
ثم بين أن هذا التقسيم يكون صحيحاً باعتبار، فاسداً باعتبار، في مبحث مبسوط.
ولو كنا ممن يعرف الحق بالرجال لقررت متابعة ابن القيم - رحمه الله تعالى - لكن الحق يهرع إليه الجميع، والمجتهد يخطئ ويصيب، وهذه التسميات للمتعبدين لم يدل عليها دليل، فكيف تصح باعتبار؟ والله أعلم.
سالك: (3)
مضى في لفظ: سائر.
السَّامُّ عليكم:
تشرع من المسلم جواباً على سلام الكافر، أما جواباً لمسلم، فلا تجوز؛ لأنها دعاء عليه بالسَّامِّ وهو الموت،
(1) (السائب: الإصابة 3/ 26، رقم / 3077 - 4/ 273، رقم / 5050. نفعة الصديان ص/ 53.
(2)
(سائر: مدارج السالكين 3/ 117، 316، 219، 411 415، 174 مهم.
(3)
(سالك: انظر: مدارج السالكين 3/ 117، 316، 411. مصطلحات الصوفية لابن عربي. اصطلاحات الصوفية للقاشاني ص/ 40. التصوف الإسلامي لزكي مبارك 1/ 59.
وهذا اعتداء، ولأنها معاملة للمسلم بما يعامل به الكافر، وهذا اعتداء وهضم للمسلمين، ومخالفة لشريعة رب العالمين.
السامع: (1)
مضى في حرف الألف بلفظ: الأبد.
الساميون:
مضى في حرف الجيم: الجنس السامي:
وفي حرف الدال: الدستور.
السبب في كل موجود:
يأتي في حرف الطاء: طه.
سبحان الله:
من أوابد الأعاجم في الأسامي: تسمية المولود باسم: سبحان الله، وهو من آثار الغلو، والعجمة، ثم هذا اللفظ:((سبحان الله)) هو ذكر من الأذكار، فكيف يسمى الشخص به؟ لذا فلا تجوز التسمية به، ويجب تغيير.
سبحان اسم ربي العظيم: (2)
عند ابن القيم في مبحث الاسم والمسمى، وبيان الفرق بينهما، وأن الاسم هو اللفظ الدال على المسمى والرد على من قال باتحادهما؛ لحجج منها قوله تعالى:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} ، {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} ، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال - رحمه الله تعالى -:
(وهذه الحجة عليهم لا لهم في الحقيقة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم امتثل هذا الأمر، فقال: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي العظيم. ولو كان كما زعموا لقال: سبحان اسم ربي العظيم.
ثم إن الأُمة كلهم لا يجوز لأحد منهم أن يقول: عبدت اسم ربي، ولا: سجدت لاسم ربي، ولا: يا اسم ربي ارحمني، وهذا يدل على أن الأشياء متعلقة بالمسمى لا بالاسم) اهـ.
وللحجازي رسالة باسم: تنبيه اليقظان في قول سبحان.
سبحان من لا يسهو ولا ينام: (3)
لا يصح تقييد هذا التسبيح في
(1) (السامع: تيسير العزيز الحميد ص/ 579.
(2)
(سبحان اسم ربي العظيم: بدائع الفوائد 1/ 16 - 20. التفسير القيم ص/ 479. معجم الموضوعات المطروقة ص/ 210. فتح الباري 1/ 211، 4/ 280، 8/ 480، 10 / 598. الأدب المفرد 2/ 345. الأذكار ص/ 282 - 283. وشرحها.
(3)
(سبحان من لا يسهو ولا ينام: السنن والمبتدعات: ص/ 74 - 75.
سجود السهو.
سبحانك ما عرفناك حق معرفتك: (1)
لمحمد بن قطب الدين الأزنيقي - م سنة 885 هـ -، رسالة في شرحها وبيان موقف الناس منها، فمنهم من نسب قائلها إلى الكفر، ومنهم من نسبه إلى الخطأ والخطل.....
سبحاني: (2)
في ترجمة أبي يزيد البسطامي من السير للذهبي قال:
(
…
وجاء عنه أشياء مشكلة لا مساغ لها، الشأن في ثبوتها عنه، أو أنه قالها في حالة الدهشة، والسكر، والغيبة، والمحو، فيطوى، ولا يحتج بها، إذْ ظاهرها إلحاد مثل:
سبحاني، و: ما في الجنة إلا الله.
ما النار؟ لأستندن إليها غداً، وأقول: اجعلني فداءً لأهلها وإلا بلعتها.
ما الجنة؟ لعبة صبيان! ومراد أهل الدنيا. ما المحدثون؟ إن خاطبهم رجل عن رجل، فقد خاطبنا القلب عن الرب) اهـ.
وإذا لم تكن هذه الكلمات من الإلحاد فما هو الإلحاد؟! نسأل الله السلامة والثبات. آمين.
ست النساء: (3)
قال ابن النحاس الدمشقي - رحمه الله تعالى - في: تنبيه الغافلين ص/ 392 في مبحث الألفاظ:
(وكذلك ما ابتدعوه من تسمية البنت: ست النساء، وست العلماء، وست الفقهاء، وست الكل، وما أشبه ذلك، وهذه أيضاً بدع قبيحة شنيعة؛ إذ يدخل في عموم ذلك اللفظ: الأنبياء، والعلماء، والصالحون. وإن كان المسمي بذلك لا يعتقد دخول من ذكر فهو كذب محض من غير ضرورة،
(1) (سبحانك ما عرفناك حق معرفتك: كشف الظنون 1/ 871.
(2)
(سبحاني: سير أعلام النبلاء 13/ 88 فتاوى ابن تيمية 8/ 313.
(3)
(ست النساء: تنبيه الغافلين للدمشقي ص/ 392. مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية. مقام للأُستاذ / يوسف الضبع بعنوان: العدوان على بنت عدنان، في الأعوام قبل عام 1400 هـ. المعيار المعرب 12 / 373.
والكذب حرام مع ما في ذلك من الكبر، والتفاخر، والتزكية، وغير ذلك) ثم ذكر حديث برة رضي الله عنها اهـ.
سجدت لاسم ربي:
مضى في هذا الحرف بلفظ: سبحان الله
…
السَّدَنة:
مضى في حرف الألف: إتاوة.
السَّديد:
كل التسمية به. مضى في حرف التاء: تعس الشيطان.
السر الجامع:
يأتي في حرف الطاء: طه.
سرور: (1)
مضى في حرف الألف: أفلح.
سرير: (2)
نقل ابن القيم - رحمه الله تعالى -عن أبي القاسم عبد الله بن خلف المقري الأندلسي - رحمه الله تعالى - في كتابه: ((الاهتداء لأهل الحق والاقتداء)) نقلاً مطولاً في استواء الله تعالى على عرشه حقيقة، كما يليق بجلاله، وعظمة سلطانه، ثم ذكر سؤالاً للمؤولة، وأجاب عنه فقال:
فإن قال: فهل يجوز عندك أن ينتقل من لا مكان في الأزل إلى مكان؟ قيل له: أما الانتقال وتغير الحال فلا سبيل إلى إطلاق ذلك عليه؛ لأن كونه في الأزل لا يوجب مكاناً وكذلك نقلته لا توجب مكاناً، وليس في ذلك كالخلق؛ لأن كونه يوجب مكاناً من الخلق ونقلته توجب مكاناً، ويصير متنقلاً من مكان إلى مكان، والله تعالى ليس كذلك، ولكنا نقول: استوى من لا مكان إلى مكان. ولا نقول: انتقل، وإن كان المعنى في ذلك واحداً. كما نقول: له عرش، ولا نقول: له ((سرير)) . ونقول: هو الحكيم. ولا نقول: هو العاقل، ونقول: خليل إبراهيم، ولا نقول: صديق إبراهيم، وإن كان المعنى في ذلك واحداً؛ لأنا لا نسميه ولا نصفه ولا نطلق عليه إلا ما سمى به نفسه على ما تقدم، ولا ندفع ما وصف به نفسه
…
) اهـ.
(1) (سرور: تحفة المودود ص/ 116.
(2)
(سرير: اجتماع الجيوش الإسلامية ص/ 57.
السريع: (1)
من الخطأ المحض عدُّهُ من أسماء الله تعالى. وأنظره في حرف الألف: الأبد.
سِسْتر:
هذه اللفظة في اللغة الإنكليزية بمعنى: ((الأخت)) وقد انتشرت النداء بها في المستشفيات للممرضات وبخاصة الكافرات.
وما أقبح بمسلم ذي لحية يقول لممرضة كافرة، أو سافرة: يا سستر، أي: يا أختي!
وأما الأعراب فلفرط جهلهم، يقولها الواحد منهم، مُدَلِّلاً على تحضره! نعمْ على بغضِهِ، وكثافة جهله.
ومثله قولهم للرجل: ((سير)) أو: ((مستر)) بمعنى: سيد فعلى المسلم أن يحسب للفظ حسابه، وأن لا يذُلَّ وقد أعزَّه الله بالإسلام.
سعد الخيل: (2)
عن سعد بن قيس أنه قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: ((ما اسمك)) ؟ قال: سعد الخيل قال: ((بل أنت سعد الخير)) رواه ابن منده.
السِّفْر: (3)
عن بريدة رضي الله عنه قال: إن أول من جمع القرآن في مصحف: سالم مولى أبي حذيفة، ثم ائتمروا على أن يسموه باسم، فقال البعض منهم: سموه ((السفر)) ، فقال: إن ذلك من تسمية اليهود لكتبهم، فكرهوا ذلك، فقال: إني رأيت مثله في الحبشة، يسمى: المصحف؛ فأجمع رأيهم على أن يسموه المصحف، فسمي به.
أخرجه ابن أبي داود في ((كتاب المصاحف)) ، وسنده منقطع، وهكذا قال الكتاني، في نقول أُخر.
السُّكْر (بمعنى الخشية من الله) : (4)
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -:
(1) (السريع: انظر: تيسير العزيز الحميد ص/ 579.
(2)
(سعد الخيل: الإصابة 3/ 72، رقم / 3193.
(3)
(السِّفْر: التراتيب الإدارية للكتاني 2/ 281.
(4)
(السُّكْر (بمعنى الخشية من الله) : مدارج السالكين 3/ 305. روضة المحبين ص/ 102، 150. التصوف الإسلامي لزكي مبارك 1/ 61.
(وهذا المعنى لم يعبر عنه في القرآن، ولا في السنة، ولا العارفون من السلف بالسكر أصلاً، وإنما ذلك من اصطلاح المتأخرين، وهو بئس الاصطلاح..) إلى آخره وهو مهم.
السلام على الله: (1)
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على الله من عباده السلام على فلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام)) . رواه البخاري ومسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسألك الفوز بالجنة، أسألك النجاة من النار:(2)
قول هذا عقب السلام من الصلاة بدعة، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في الفتاوى.
السلام على من اتبع الهدى: (3)
هذه في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مخاطبة أهل الكتاب. وقرر السيوطي المنع منها بين المسلمين؛ لأن مؤداها أن أخاك المسلم غير مهتدٍ.
سلام حار: (4)
من العبارات المولدة قولهم: سلام حار، لقاء حار، وهكذا.
والحرارة وصف ينافي السلام وأثره، فعلى المسلم الكف عن هذه اللهجة الواردة الأجنبية، والسلام اسم من أسماء الله، والسلام يثلج صدور المؤمنين فهو تحيتهم وشعار للأمان بينهم.
سُلطان:
إطلاق على النبي صلى الله عليه وسلم، يأتي في
(1) (السلام على الله: تيسير العزيز الحميد ص/ 582 - 584..
(2)
(السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسألك الفوز بالجنة، أسألك النجاة من النار: الفتاوى 22/ 491.
(3)
(السلام على من اتبع الهدى: زاد المعاد 2/ 426. الحاوي للسيوطي 1/ 252. المجموع الثمين 1/ 49.
(4)
(سلام حار: انظر: شموس العرفان ص/ 49. تقويم اللسانين ص/ 102.
حرف الميم: ملِك.
سلطان السلاطين: (1)
انظر في حرف التاء: تعس الشيطان، وفي حرف الميم: ملك الملوك وفي حرف العين: عبد المطلب.
سلبه الله الإيمان:
مضى في الألف: اللهم اسلبه الإيمان.
السمسار: (2)
عن قيس بن أبي غرزة قال: كنّا بالمدينة نبيع الأوساق ونبتاعها، وكنا نسمى أنفسنا: السماسرة، ويسمينا الناس، فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فسمَّانا باسم هو خير من الذي سمَّينا أنفسنا وسمَّانا الناس فقال:((يا معشر التجَّار، إنه يشهد بيعكم الحلف والكذب، فشوبوه بالصدقة)) رواه أصحاب السنن الأربع.
سِهام:
يأتي في حرف الواو: وِصال.
سواد: (3)
في ترجمة: سواد بن ملك الداري. قال ابن الكلبي: غير النبي صلى الله عليه وسلم فسماه: ((عبد الرحمن)) .
سوزان:
يأتي بلفظ: سوسن.
وفي حرف العين: عبد المطلب.
سوسن: (4)
لما كانت تسمية المرأة به منتشرة خارج جزيرة العرب، لهج به المستغربون من أبناء هذه الديار، وهذا
(1) (سلطان السلاطين: تحفة المودود ص/ 114. زاد المعاد 2/ 6.
(2)
(السمسار: سنن النسائي 7/ 15. تهذيب السنن 5/ 4 - 5. اقتضاء الصراط المستقيم: 1/ 465.
(3)
(سواد: الإصابة 3/ 221 رقم / 3587.
(4)
(سوسن: السنن الكبرى للبيهقي 8/ 23 الطرة على الغرة ص/ 284 - 285. التبصير في الدين ص / 39. شرح السنة للالكائي. الإيمان لابن منده 1/ 129. التنكيل للمعلمي 2/ 157. سير أعلام النبلاء 13 / 121.
دأب ضعفاء الحصانة العقدية والسلوكية، في تلقف كل وافد، ولو علموا أنه في الأصل: اسم لنبات طيب الرائحة؛ لكانوا فيه من الزاهدين.
وبتتبع علمِيَّةِ هذا على مرِّ القرون تبين مع ما ذكر ما يلي:
1.
اسم لامرأة رميت بالبغاء في عهد دانيال عليه السلام، فبرأها الله تعالى، كما يروى في سنن البيهقي.
2.
وهو اسم لأول من نطق بالقدر بالعراق، كما في سير أعلام النبلاء للذهبي قال 4/ 186:(عن الأوزاعي: أو من نطق بالقدر: ((سوسن)) بالعراق، كان نصرانياً فأسلم، ثم تنصر، فأخذ عنه معبد، وأخذ غيلان القدري عن معبد) اهـ.
فهو من الأسماء المشتركة بين الرجال والنساء: ومنه في الرجال محمد بن مسلم بن سوسن الطائفي.
3.
وهو اسم لأم غائب الرافضة المنتظر المُدعى باسم: محمد بن الحسن العسكري، وقيل اسمها: نرجس، وقيل: صقيل.
وفي الطرة على الغرة ص/ 84 قال:
(ويقول للنوع المعروف من المشموم: سُوْسن، بضم السين، فيتوهمون فيه، ومنه نشأ تطيُّرُّ بعض الأدباء به لما أُهدي إليه فكتب إلى أهداه يعاتبه:
لم يكفك الهجر فأبديت لي تفاؤلاً بالسوء له سوسنه
أولها سوء وباقي اسمها يخبر أن السوء يبقى سنة
والصواب الفتح........ إلخ.
السياسة: (1)
يلْفتُ نظر القارئ في مواد اللسان العربي، أن ثمة ألفاظ متقاربة المعنى، لكن بالتدقيق يجد بينها فروقاً، وقد أُفردت لذلك مؤلفات، وأُعدت فيه أبحاث، وجملتها معلومة.
والذي يعنينا هنا: أنه لبعض هذه
(1) (السياسة: الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري. تحقيق: حسام الدين القدسي. ويأتي بعد كل لفظ ذكر الصفحات لهذه الطبعة.
الفروق في معانيها إمَّا فرق من جهة اشتقاقها، أو حقيقتها، أو صيغها، أو استعمالها، أو الحرف الذي تتعدى به كل منها، وهكذا من موجبات الفرق، والتفريق؛ لواحد من هذه الأسباب يأتي التحقيق فيما لا يجوز إطلاقه شرعاً على الله سبحانه وتعالى أو على رسوله صلى الله عليه وسلم أو على أي من أُمور الشرع المطهر.
وقد اعتنى بهذه: اللغوي الشهير أبو هلال العسكري: الحسن بن عبد الله بن سهل، المتوفى بعد سنة 395 هـ، وذلك في كتابه:((الفروق اللغوية)) ، وقد ذكر فيه نحو خمسين لفظاً لا يجوز إطلاقها على الله - تعالى -؛ لما في الفرق من معنى لغوي لا تجوز نسبته إلى الله - سبحانه -. وكثير منها يُسلم له، وبعض جرَّة إليه بعض المناحي الكلامية - عفا الله عنا وعنه - وقد رأيت أن أسوق ما سلم منها شرعاً على مذهب جماعة المسلمين: أهل السنة والجماعة، مساقاً واحداً عند أول فارق ذكره في مقدمته لكتابة، وهو:((الفرق بين السياسة والتدبير)) .
ثم أحيل إلى هذا الموضوع، في حروفه من هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى -:
السياسة:
لا يوصف الله - سبحانه - به؛ لأن اشتقاقها من النظر في دقيق الأُمور، مشتقة من السُّوْس: حيوان معروف. والأُمور لا تدق عنه - سبحانه - وإنما يوصف - سبحانه - بالتدبير؛ لأن له صفة الاستمرار، ولهذا قيل في التدبير المستمر: سياسة، قال الله تعالى:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} .
ص/ 15، 149، 158.
البداء:
أصله الظهور بعد الخفاء؛ لهذا فلا يجوز على الله - تعالى - فلا يطلق على الله لفظ البداء، وهذا بخلاف:((النسخ)) وهو: رفع حكم شرعي بآخر. فتقول: نسخ الله هذا الحكم
ص / 45 - 46. وقد مضى زيادة بيان في حرف الباء: البداء.
المعرفة:
من صفاته - سبحانه -: العلم
الذي لا يسبقه جهل، بخلاف المعرفة؛ لهذا فلا يوصف الله - سبحانه - بلفظ عارف، وما تصرَّف عنه. ص/ 62 - 63. وانظر في حرف العين: عارف.
الشعور:
إنما يوصف الله بالعلم - سبحانه - أما الشعور، فلا؛ لعدم النص أولاً، ولان الشعور، مشتق من الشَّعر؛ لدقته، والله - سبحانه- لا يدق عنه شيء، فلا يوصف به. ص/ 64.
التلقين:
نقول كما قال الله تعالى: {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: من الآية113] بخلاف: ((التلقين)) فإنه لا يكون إلا في القول ويقتضي التكرار مرة بعد أُخرى، ولم يرد به نص.
ولهذا: لا يُقال: إن الله يلقن العبد، كما يقال: إن الله يُعلِّمه. ص / 65.
علَاّمة:
قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [سبأ:48] .
إذ صيغة: علَاّم، صيغة مبالغة، والله - سبحانه - موصوف بالعلم التام لما كان، وما لم يكن، وأن لو كان كيف يكون.
لكن لا يوصف بصيغة المبالغة: ((علَاّمة)) ؛ لأن دخول الهاء تفيد الوصف به بمن يقوم مقام جماعة من العلماء، فهذا للمخلوقين. ص / 68 - 69.
ونحوه في: ((فتح الباري: 13 / 382)) .
الشديد:
قال الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [هود: من الآية66] . فمن أسماء الله - سبحانه -: القوي، ومن لوازم القوة: القدرة، بخلاف:((الشديد)) ؛ ولهذا لم يأت في القرآن الكريم إلا مربوطاً بالعقاب أو العذاب أو الحساب الشديد، وهو كثير، وليس من أسماء الله ((الشديد)) .
قال الله تعالى: {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: من الآية13] فهذا من صفات الله - سبحانه -. انتهى ص/ 86.
سيبويه:
يأتي في حرف العين: عبد المطلب.
سيد العابدين:
يأتي في حرف الواو: وِصال.
سيد المسلمين:
لا تطلق على غير النبي صلى الله عليه وسلم، وفي إطلاقها مقيدة نظر، والصحيح الجواز، مثل سيد المسلمين في زمانه.
ومضى في حرف الألف: إمام المتقين.
سيِّد الوُزراء: (1)
في ترجمة الوزير ابن هبيرة الحنبلي، المتوفى سنة 560 هـ من ((ذيل الطبقات)) قال ابن رجب:
((وكان الوزير قبل وزارته، يلقب: جلال الدين، وقال يوماً: لا تقولوا في ألقابي: سيِّد الوزير، فإن الله - تعالى - سمَّى هارون: وزيراً، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ وزيريه من أهل السماء: جبريل، وميكائيل، ومن أهل الأرض: أبو بكر، وعمر، وجاء عنه أنه قال: ((إن الله اختارني واختار لي أصحاباً، فجعلهم وزراء وأنصاراً)) ولا يصلح أن يقال عني: أني سيد هؤلاء السادة)) ) انتهى.
السيدة عائشة رضي الله عنها: (2)
ههنا أمور:
1.
السيادة للنساء مثل قول السيدة عائشة، السيدة خديجة، السيدة فاطمة. هذا لم يكن معروفاً في لسان السلف والخير في إتباعهم.
2.
تسمية كل امرأة: ((سيدة)) مسلمة كانت أم كافرة، صالحة أم فاسقة. هذا لا يجوز؛ لأن تسويد الفاسق والكافر مما نهى عنه الشرع المطهر، ومنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن بريدة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((لا تقولوا للمنافق: سيدنا، فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم)) .
(1) (سيِّد الوُزراء: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 253.
(2)
(السيدة عائشة رضي الله عنها: المجموع الثمين 1/ 126.
رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي.
3.
ومنه تسمية بعض المحلات التجارية، أو المجلات باسم:((سيدتي)) ، أو:((سيدتي الجميلة)) فينهى عنه لذلك مع ما فيه من إغراء ومخادعة للمرأة، وإخضاع معها يجر إلى خضوعها.
السيد:
جمْعُهُ سادة، والسِّيادة تكون للرئيس على القوم، وهو مشتق من السؤدد، وقيل: من السواد، لكونه يرأس على السواد الأعظم من الناس.
ويتعلق بهذا اللفظ عدة أبحاث:
(أ) إطلاق على الله تعالى.
(ب) السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم.
(جـ) تسويد من سواه من المسلمين.
(د) السيادة للفاسق.
(هـ) السيادة للمنافق.
(و) السيادة للكافر.
(ز) لفظ: سيد ولد آدم.
(حـ) سيد السادات.
(ط) سيد الكل.
(ي) سيد للناس.
(ك) سِيْدي.
وبيانها على ما يلي:
(أ) إطلاق على الله تعالى.
للبلوي في كتابه: ((ألف باء للألباء)) بحث مطول فيه 1/ 231 - 232.
والمفسرون يبحثونه في تفسير ((الصمد)) من سورة الإخلاص.
ويأتي في حرف الياء بلفظ: يا سيدي. وانظر: الفقرة (جـ) الآتية بعد
(ب) السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم. (1)
من استقرأ صيغ الصلاة على النبي
(1) (السيادة للنبي صلى الله عليه وسلم: تحفة الذاكرين ص/ 60. السلسلة الصحيحة رقم / 8803. فتح الباري 5/ 178 - 180. الأدب المفرد 1/ 301. تيسير العزيز الحميد ص/ 662 - 663. الإصابة 7/ 309، زاد المعاد 3/ 29. فتاوى ابن إبراهيم 1/ 196. عمل اليوم والليلة للنسائي. المعيار المعرب 1/ 81 - 82. منشور الهداية لابن فكون: 74. صيانة الإنسان للسهسواني. الفتاوى الحديثية ص/ 137 - 138. شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب ص/ 57 - 59 مهم. المجموع الثمين 1/ 105 - 106 تسمية المولود ص/ 38 - 39. وحرف العين عبد المطلب. الدرر السنية 4/ 415 - 416 مهم. البيان والتحصيل 18 / 430.
- صلى الله عليه وسلم الواردة لم يجد فيها لفظ ((السيادة)) ، لا داخل الصلاة ولا خارجها، ومن استقرأ أحاديث الأذان لم يجدها في ذكر ((الشهادة بأن محمداً رسول الله)) . والمحدثون كافة في كتب السنة لا يذكرون لفظ السيادة عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استقرأ جماعة من المحققين ومنهم الحافظ ابن حجر كما نقله عنه: السخاوي في: ((القول البديع)) ، والقاسمي في ((الفضل المبين في شرح الأربعين)) للعجلوني إذ قرر - رحمه الله تعالى - أن لفظ ((السيادة)) لم يثبت في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولا في الشهادة له بالرسالة صلى الله عليه وسلم، وأنها داخل الصلاة لا تشرع لعدم التوقيف بالنص، وأما خارجها فلا بأس. وهذا نص ما في ((الفضل المبين ص/ 70 - 71)) للقاسمي:
((لطيفة: للعلماء اختلاف في زيادة لفظ ((سيدنا)) في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقفت على سؤال رفع لأبي الفضل الحافظ ابن حجر في ذلك فأجاب عنه وأجاد، وهاكه بنصه: (سُئِل الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة، سواء قيل بوجوبها، أو بندبها: هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسِّيادة بأن يقول مثلاً: صلِّ على سيِّدنا محمدٍ، أو على سيّدِ الخلق، أو سيّد ولد آدم؟ أو يقتصر على قوله: اللهم صلِّ على محمد؟ وأيهما أفضل: الإتيانُ بلفظ السيادة؛ لكونها صفةً ثابتةً له صلى الله عليه وسلم، أو عدمُ الإتيان؛ لِعدم ورُود ذلك في الآثار؟ فأجاب رضي الله عنه: نعم اتِّباعُ الألفاظ المأثور أرجح، ولا يقال: لعلَّةُ ترك ذلك تواضعاً منه صلى الله عليه وسلم كما لم يكن
يقول عند ذكره: صلى الله عليه وسلم، وأمّتهُ مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذُكر؛ لأنَّا نقول: لو كان ذلك راجحاً لجاء عن الصحابة، ثم عن التابعين، ولم نقِفْ في شيءٍ من الآثار عن أحدٍ من الصحابة ولا التابعين أنه قال ذلك، من كثرة ما ورد عنهم من ذلك، هذا الإمامُ الشافعي - أعلى الله درجته - وهو من أكثر الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه: اللهم صلِّ على محمد، إلى آخر ما أدَّاه إليه اجتهاده وهو قوله: كلما ذكره الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون؛ وكأنه استنبط ذلك من الحديث الصحيح الذي فيه ((سبحان الله عدد خلقه)) ، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال لأًم المؤمنين ورآها قد أكثرت التسبيح وأطالته:((لقد قلت بعدك كلمات لو وزنت بما قلت لوزنتهن)) وذكر ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع في الدعاء) انتهى.
وقد رأيت رسالة باسم ((تشنيف الآذان في ذكر لفظ السيادة في الأذان)) . ومن النظر فيها يتحقق للمصنف عدم المشروعية؛ لأن مؤلفها جلب ما وسعه علمه من الآثار، وهي لا تسلم له سنداً ولا دلالة. وانظر ما تقدم بلفظ: اللهم صل على سيدنا محمد. وفي ((إصلاح المساجد)) للقاسمي ص/ 52 ذكر عدم مشروعيتها في الإقامة.
سيد المرسلين: عن ابن مسعود مرفوعاً وموقوفاً: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين
…
رواه ابن ماجه. وفي سنده المسعودي.
والنبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم من الأنبياء والمرسلين وغيرهم، لكن الذكر بابه التوقيف. والله أعلم.
(جـ) إطلاقها على المخلوق:
عن مطرِّف بن عبد الله بن الشخير
- رحمه الله تعالى - قال: قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أنت سيدنا، قال:((السيد الله)) ، قالوا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولاً، قال: فقال: ((قولوا بقولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)) . رواه أبو داود، والبخاري في ((الأدب المفرد)) والنسائي في ((عمل اليوم والليلة)) .
قال ابن حجر: رجاله ثقات، وقد صححه غير واحد، وقد جاءت أحاديث أُخر فيها إطلاق ((السيد)) على المخلوق، كما صحيح البخاري في حديث:((قوموا إلى سيدكم)) وغيره.
قال ابن حجر في الجمع بينها:
(ويمكن الجمع بأن يحمل النهي عن ذلك على إطلاقه على غير المالك، والإذن بإطلاقه على المالك، وقد كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا، ويكره أن يخاطب أحداً بلفظه، أو كتابته بالسيد، ويتأكد هذا إذا كان المخاطب غير تقي. وذكر حديث بريدة) اهـ.
قال ابن القيم رحمه الله في البدائع:
(اختلف الناس في جواز إطلاق السيد على البشر: فمنعه قوم، ونُقل عن مالك، واحتجوا بأنه صلى الله عليه وسلم لما قيل له: يا سيدنا قال: ((إنما السيد الله)) .
وجوزه قوم، واحتجوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار:((قوموا إلى سيدكم)) ، وهذا أصح من الحديث الأول.
قال هؤلاء: السيد أحد ما يضاف إليه، فلا يقال لتميمي إنه سيد كندة، ولا يقال لمالك: إنه سيد البشر. قال: وعلى هذا فلا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم. وفي هذا نظر، فإن السيد إذا أطلق عليه - تعالى - فهو بمعنى: المالك، والمولى، والرب، لا بالمعنى الذي يطلق على المخلوق. والله
سبحانه وتعالى أعلم) اهـ.
وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان عمر يقول: ((أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا)) يعني بلالاً.
وفي آخر: ((صيانة الإنسان)) للسهسواني بحث مهم فيها.
وأما تخصيص من ينتمي إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم السيد فقد جاء في أدب الرسائل: ص/ 551 - 554، قال الآلوسي رحمه الله ما نصه:
(بعد أن أحمد الله وأهدي إليكم تحيتي: قد سألتم أولاً عن سبب محبة الناس الانتماء إلى فاطمة وابنيها ولم ينتسب أحدٌ من أخواتها مِمَّن تزوجن بأحدٍ من الخلفاء الراشدين، ولم يُعدّ من انتسب إليهن سيداً بل السيادة منحصرة فيمن ينتمي إلى ابن فاطمة.
فالجواب: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان له أربع بنات: زينب وتزوّجها رجل من الصحابة مذكورٌ اسمه في السِير، وولدت ابنة سُمِّيت أُمامة، وولداً اسمه عليّ، فأُمامة تزوجها عليّ بن أبي طالب بعد موت فاطمة، ومات عنها ولم يُولد له منها ولد، فلم يكن لها ذرية، ولا لأخيها عليّ، والبنت الثانية والثالثة: رقيّة وأُم كلثوم، تزوجها عثمان وماتتا في حياة والدهما. وقد ولدت إحداهما لعثمان ولداً اسمه عبد الله، مات صغيراً مِن نقرة ديك في عينه. وكانت فاطمة أصغر أخواتها، تزوَّجها عليّ بن أبي طالب، فوُلِد له منها الحسن والحسين. وكان والدها يحبّها حبّاً عظيماً ويحبّ ولديْها، وقد رُوي في حقِّها وحقِّ ولديْها عدة أحاديث مذكورة في الاستيعاب الإصابة وأُسد الغابة، في ترجمة فاطمة وولديْها، وأنه كان يُطلق لفظ الابن على كلٍّ منهما. ولما نزلت آية:{فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ} إلى آخر الآية من سورة آل عمران، عدَّ الحسن والحسين وفاطمة وعلياً، فعُلِم أنهم المراد من الآية، وأن
أولاد فاطمة وذريتها يسمّون أبناءه وينتسبون إليه نسبة صحيحة. وروي في الحديث: ((كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة ما خلا سببي ونسبي. وكلّ بني أُنثى عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة أنا عصبتهم)) .
قال ابن حجر المكي: فعُلِم مِن الأحاديث السابقة أن من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنّ أولاد بناته ينسبون إليه، فيدخلون في الوقف والوصية لهم. قال: ومن قواعد ذلك أن يُقال للحسن والحسين: أبناء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبٌ لهما. انتهى. فلو كان لبناته الأُخر عقبٌ لكان لهم فضيلةٌ مذكورة، ولكن لم يكن لهن ذلك.
وأمّا إطلاق السيّد على ذريّة الحسنين، فهذا الإطلاق لم يكن في الزمن الأول. قال السيوطي: إنّ اسم الشريف كان يُطلق في الصدر الأول على من كان مِن أهل البيت سواء كان حسنياً أو حسينياً أو علوياً أو جعفرياً أو عبّاسياً، فلما ولي الخلافة الفاطميون بمصر، قصرُوا اسم الشريف على ذريّة الحسن والحسين فقط، واستمرّ ذلك إلى الآن.
وقال ابن حجر في شرح المنهاج، في باب الوصايا: الشريف هو المنتسب من جهة الأب إلى الحسن والحسين؛ لأنَّ الشرف وإنْ عمّ كلّ شريف، إلا أنه اختص بأولاد فاطمة عُرف مطّرداً عند الإطلاق. انتهى.
وأمَّا إطلاق السيّد على عقب الحسنين، فلا أصل له، وكذلك العمامة الخضراء حتى قال القائل:
جعلوا لأبناء الرسول علامة إنّ العلامة شأن من لم يشتهر
نور النبوة في جباه وجوههم تغني الشريف عن الطِراز الأخضر
وأما قولكم: لأيّ سبب يُسمّى بيت عليّ: أهل البيت؟ فالجواب: أن هذا التخصيص غير صحيح. ففي لسان العرب: أهل الرجل أخص الناس به. وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: أزواجه وبناته وصهره أعني عليّاً، أو نساء النبي صلى الله عليه وسلم، والرجال الذين هم آله. وفي التنزيل
العزيز: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} إلخ
…
والآل. قال ابن تيمية في ردّه ص/ 21: وقد تنازع الناس في آل محمد: منْ هم؟ فقيل: أمته، وهذا قول طائفة مِن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وملك وغيرهم. وقيل: المتّقون مِن أُمته.. إلى أن قال: والصحيح أنّ آل محمد هم أهل بيته، وقال في صحيفة 65 م4: إن جميع بني هاشم داخلون في آل محمد كالعباس وولده والحارث بن عبد المطلب.. إلى أن قال: بل يدخل فيه سائر أهل بيته إلى يوم القيامة، ويدخل فيه أخوة عليّ كجعفر وعقيل. انتهى. وأنا أقول: إن الآل يُطلق على أربعة معانٍ: أصحّها أنّ الآل أقاربه المؤمنون من بني هاشم والمطلب. وهم الذين تُحرم عليهم الصدقة ويستحقون خمس الخمس. ودلائل المعاني الأربع وما لها وعليها يحتاج تفصيلها إلى إفراد كتاب. والسبب في عدم عد الخلفاء مِن الآل: أنهم ليسوا من بني هاشم والمطلب، وهم الذين نصروا النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية والإسلام، ولذلك خصّوا بالآل. فتبيَّن أنَّ الحسنيْن وعقبهما من جملة الآل ومن جملة أهل البيت، وأنهم لا يتميزون عن سائر قريش إلا بتحريم الصدقة. وإلا فقريش كلّهم أكفاء لبني هاشم. وإن لعقب الحسنيْن فضيلة أُخرى وهي ما ورد في حقهما من الأحاديث، هذا إنْ كانوا سالكين المسالك المرضية لله تعالى، وإلا فالرسول بريء منهم.
لا تنفع الأنسابُ من هاشمٍ إن كانتِ الأنفسُ مِن باهلة
وإنّ إطلاق اسم الشريف والسيّد إطلاق حادث، وكذا لبْس الطراز الأخضر، كلّ ذلك مِن المبتدعات {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} . هذا ما لزم بيانه والله أعلم.) انتهى.
(د) سيد للفاسق:
انظر: البحث بعده.
(هـ) سيد للمنافق: (1)
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقولوا للمنافق سيّدنا..)) الحديث.
رواه أبو داود، والبخاري في ((الأدب المفرد)) ونحوه عند الحاكم، وابن أبي الدنيا.
فالنهي يتأكد إذا كان المخاطب غير تقي.
(و) سيد للكافر: (2)
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في: أحكام أهل الذمة:
(وأما أن يخاطب بسيدنا، ومولانا، ونحو ذلك؛ فحرام قطعاً، وفي الحديث المرفوع: ((لا تقولوا للمنافق: سيّدنا فإن يكن سيدكم فقد أغضبتم ربكم..)) ) اهـ
(ز) سيد ولد آدم: (3)
أي فهو ممتنع في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم.
(حـ) سيد السادات: (4)
وانظر في حرف الميم: المفتي الأكبر.
(ط) سيد الكل:
انظر في حرف التاء: تعس
(1)((هـ) السيادة للمنافق: فتح الباري 5/ 179 الأدب المفرد ص/ 335. أبو داود 4/ 295. أحمد في مسنده 5/ 346 - 347. وابن أبي الدنيا في: الصمت وآداب اللسان رقم 366. تهذيب السنن 7/ 237. رياض الصالحين ص/ 707. شرح الأدب المفرد 2/ 230. زاد المعاد 2/ 9. السلسلة الصحيحة 3 / 378.
(2)
((و) السيادة للكافر: أحكام أهل الذمة 2/ 771.
(3)
((ز) سيد ولد آدم: انظر في حرف الميم: ملك الأملاك. وتحفة المودود ص / 115.
(4)
((حـ) سيد السادات: فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم: 1/ 173.
الشيطان. وفي حرف الميم: ملك الملوك، وتحفة المودود ص/ 115.
(ي) سيد للناس: (1)
انظر في حرف التاء: تعس الشيطان. وفي حرف الميم: ملك الملوك.
(ك) سِيْدي:
عده ابن الحنبلي في ((سهم الألحاظ في وهم الألفاظ)) ص/ 61، من الغلط والوهم في اللغة، فلا يقال: لغة: (أنت سِيْدي) في موضع: أنت سيِّدي، بفتح السين وتشديد الياء.
الستيليستيك:
يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.
السيمنتيك:
يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.
السوسيولوجيا:
يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.
السيكولوجيا:
يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.
السنتكس:
يأتي في حرف الفاء: الفقه المقارن.
(1)((ي) سيد للناس: تحفة المودود: ص/ 115. زاد المعاد: 2 / 6