المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(حرف الياء)   يا ابن أخي: (1) عن الصعب بن حكيم بن شريك، - معجم المناهي اللفظية

[بكر أبو زيد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌المبحث الأول:في عِظمِ منزلة حفظ اللسان في الإسلام

- ‌المبحث الثالث:في كفارة من فاه بلفظ منهي عنه

- ‌المبحث الرابع:وسائل حفظ المنطق

- ‌المبحث الخامس:المؤلفات المفردة في المناهي اللفظية

- ‌معجم المناهي اللفظية

- ‌(حرف الألف)

- ‌(حرف الباء)

- ‌(حرف التاء)

- ‌(حرف الثاء)

- ‌(حرف الجيم)

- ‌(حرف الحاء)

- ‌(حرف الخاء)

- ‌(حرف الدال)

- ‌(حرف الذال)

- ‌(حرف الراء)

- ‌(حرف الزاي)

- ‌(حرف السين)

- ‌(حرف الشين)

- ‌(حرف الصاد)

- ‌(حرف الضاد)

- ‌(حرف الطاء)

- ‌(حرف الظاء)

- ‌(حرف العين)

- ‌(حرف الغين)

- ‌(حرف الفاء)

- ‌(حرف القاف)

- ‌(حرف الكاف)

- ‌(حرف اللام)

- ‌(حرف الميم)

- ‌(حرف النون)

- ‌(حرف الهاء)

- ‌(حرف الواو)

- ‌(حرف الياء)

- ‌فوائد في الألفاظ

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الجيم

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف الزاي

- ‌حرف السين

- ‌حرف الشين

- ‌حرف الصاد

- ‌حرف الضاد

- ‌حرف العين

- ‌حرف الغين

- ‌حرف الفاء

- ‌حرف القاف

- ‌حرف الكاف

- ‌حرف اللام

- ‌حرف الميم

- ‌حرف النون

- ‌حرف الهاء

- ‌حرف الواو

- ‌حرف اللام ألف

- ‌حرف الياء

الفصل: ‌ ‌(حرف الياء)   يا ابن أخي: (1) عن الصعب بن حكيم بن شريك،

(حرف الياء)

يا ابن أخي: (1)

عن الصعب بن حكيم بن شريك، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه فجعل يقول: يا ابن أخي، ثم سألني، فانتسبت له، فعرف أن أبي لم يدرك الإسلام فجعل يقول: يا بني، يا بني.

رواه البخاري في ((الأدب المفرد)) وفي ((تاريخ الكبير)) 2 / 324، رقم 2990، وابن ابي شيبة في ((المصنف)) .

يا أرزان: (2)

سُئِل ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عمَّن يقول: يا أرزان، يا كيان. هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة أم يحرم قولها؟ فأجاب:((الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية)) اهـ.

يا أزلي. يا أبدي. يا دهري يا ديمومي: (3)

هذه أدعية من مخاريق كتاب ((دلائل الخيرات)) للجزولي؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ

(1) (يا ابن أخي: الأدب المفرد 2 / 27. والتاريخ الكبير 2 / 324 رقم 2990. والمصنف لابن أبي شيبة.

(2)

(يا أرزان: مجموع الفتاوى 24 / 283.

(3)

(يا أزلي. يا أبدي. يا دهري يا ديمومي: الألفاظ الموضحات 2 / 51 - 52. ومضى في حرف الدال: الدهر. وفي حرف الزاي: أزلي. الأبد.

ص: 554

الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [لأعراف: من الآية180] وأسماء الله تعالى توقيفية بنص من كتاب أو سنة، وليس في نصوص الوحيين أنه من أسماء الله سبحانه:

الأزلي. الأبدي. الدهري. الديمومي.

لهذا فلا يجوز أن يُطلق عليه اسم لم يرد به نص، ولا يجوز أن يدعى به.

يا اسم ربي ارحمني:

مضى في حرف السين: سبحان اسم ربي العظيم.

يا أهل النار: (1)

في مبحث الأدب في الألفاظ والتخلص من الفظ المكروه بأمر سهل من كتاب ((الطرق الحكمية)) قال: (قد روينا عن عمر رضي الله عنه أنه خرج يعُسُّ المدينة بالليل فرأى ناراً موقدة في خباء فوقف وقال: يا أهل الضوء. وكره أن يقول: أهل النار)) .

يا برهان:

انظره في: يا سبحان. من حرف الياء

يا بُنيَّ: (2)

عن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا بُنيَّ إذا دخلت على أهلك فسلم

)) الحديث، رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي.

وفي ((شرح الأذكار)) :

(فيه جواز قول الإنسان لغير ابنه ممن هو أصغر منه سناً: يا ابني، أو يا بُني مصغراً، ويا ولدي، ومعناه التلطف، وإن قصد التلطف كان مستحباً) اهـ. أما على وجه الاستعلاء فلا، أو لمن هو أكبر منه سناً، فهذا منافٍ للأدب. وعلى هذا يُحمل ما ساقه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) من الآثار في الجواز، والكراهية. والله أعلم.

يا جاه محمد: (3)

هذا دعاء، والدعاء لا يكون إلا لله، فصرفه إلى غيره شرك به. قال ابن تيمية - رحمه الله تعالى - في ((الفتاوى:

(وأما قول القائل إذا عثر: يا جاه محمد، ياست نفسية، أو سيدي الشيخ فلان، أو نحو ذلك مما فيه استغاثته

(1) (يا أهل النار: الطرق الحكمية ص / 38.

(2)

(يا بُنيَّ: الأدب المفرد 1 / 463، 2 / 271. شرح ابن علان للأذكار 1 / 340. مصنف ابن أبي شيبة: 9 / 83 - 84.

(3)

(يا جاه محمد: مجموع الفتاوى 27 / 145 - 37 / 16.

ص: 555

وسؤاله: فهو من المحرمات، وهو من جنس الشرك فإن الميت سواء كان نبياً أو غير نبي لا يدعى، ولا يسأل ولا يستغاث به لا عند قبره، ولا مع البعد من قبره، بل هذا من جنس دين النصاري الذين:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ....} ..) إلى آخر سياقه - رحمه الله تعالى -.

يا حاج:

تقدم بلفظ: حاج.

يا حرام يا حرام: (1)

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - في ترجمة حلال الجهني: (روى أحمد من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن رجل من جهينة، أو مزينة سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً ينادى: يا حرام. يا حرام، وكان شعارهم. فقال: ((يا حلال. يا حلال)) ) . انتهى.

يا حمار

يا تيس

يا كلب: (2)

قال النووي - رحمه الله تعالى -:

(فصل: ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار، يا تيس، ياكلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين، أحدهما: أنه كذب. والآخر: أنه إيذاء، وهذا بخلاف قوله: يا ظالم، ونحوه، فإن ذلك يسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالباً، فقلَّ إنسان إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها) اهـ.

يا حنين: (3)

كره الإمام مالك الدعاء بنحو: يا حنَّان! لأنه ليس من أسماء الله سبحانه: الحنّان. وعوام مصر يصغرون فيقولون: يا حنيِّن يا رب.

وتصغير اسم الله تعالى مُحّرَّمٌ لا يجوز، فليتنبه، فكيف ولم يثبت اسم: الحنان؟!

(1) (يا حرام يا حرام: الإصابة: 2 / 116.

(2)

(يا حمار

يا تيس

يا كلب: الأذكار ص / 314. الفتاوى الحديثية ص / 138. ويأتي لفظ: يا كلب.

(3)

(يا حنين: الفتاوى 1 / 224، 10 / 284 - 286. فهرسها 36 / 198. البيان والتحصيل 1 / 456، 16 / 400، 17 / 423. المعيار للونشريسي 12 / 257. فهرسه 13 / 282.

بشارة المحبوب بتكفير الذنوب للأذرعي، تعليق الغماري ص / 84 - 85. وانظر لفظ: يا سيدي. وفي حرف الحاء: الحنان.

ص: 556

يا خيبة الدهر: (1)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر)) . رواه البخاري، ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، والدارمي، وأبو عوانة، والبخاري في ((الأدب المفرد)) وغيرهم.

وللخطابي -رحمه الله تعالى- بحث ماتع في كتابه ((شأن الدعاء)) فليرجع إليه. والله أعلم.

يا خيْرَ الفِتْيان: (2)

تواطأت العرب في جاهليتها على ألفاظ للتحية فيما بينهم وأخرى لملوكها، منها:

((أنعم صباحاً)) .

((أنعموا صباحاً)) . ويقال: ((عم صباحاً)) .

((أنعم مساءً)) .

((أنعموا مساءً)) . ويقال: ((عم مساءً)) .

بفتح العين وكسرها في جميع الصيغ المذكورة.

ويخصون الملوك بتحايا، منها:

((أبيت اللعن)) . بمعنى: أبيت أن تأتي ما تلعن عليه.

والتحية لملوك غسان:

((يا خير الفتيان)) .

(1)(يا خيبة الدهر: فتح الباري 10 / 564 - 566. شفاء العليل ص / 101 - 102. مهم. الفائق للزمخشري 1 / 446 - 447. مهم. كنز العمال 16 / 427. السلسلة الصحيحة. كنز العمال 3 / 657. تهذيب السنن 7 / 102. معالم السنن 4 / 158. شرح مسلم 15 / 3. شرح الأدب المفرد 2 / 337. غذاء الألباب 2 / 559 - 562. مهم. زاد المعاد 2 / 10. تيسير العزيز الحميد ص / 542. كتاب شأن الدعاء للخطابي ص / 107 - 109، وهو مهم. الحيوان للجاحظ 1 / 340. ومضى في حرف التاء ما يعتبر في هذا عند لفظ: تعس الشيطان. شرح الإحياء 7 / 578. وانظر في حرف الألف في (أرغم الله أنفك)، وفي حرف الراء: رغم الله أنفه.

(2)

(يا خيْرَ الفِتْيان: بلوغ الأرب للآلوسي: 2 / 192 - 194. وانظر في حرف الألف: إتارة. وفي حرف الخاء خير الفتيان.

ص: 557

ولبعض القبائل:

((أسلم كثيراً)) .

((تعيش ألف سنة)) .

وتحية الفرس:

((هزار صال بماني)) .

وقد شرع الله للمسلمين تحية الإسلام: ((سلام عليكم ورحمة الله وبركاته)) . وفيها من شمول المعنى لكل سلامة من كل آفة، وأمن من كل مخالفة، وصدق في الدعاء، ما لا نظير له في جميع تحايا الأمم من العرب وغيرهم: فالتحية بقولهم: ((أنعم صباحاً)) تحية قاصرة المعنى. والتحية بقولهم: ((تعيش ألف سنة)) كذب ومجازفة.

ونحوه: ((يا خير الفتيان)) .

فتحية الإسلام كمال لاخداج فيها، وصدق لا كذب فيها.

يا دائم المعروف:

في ص / 438 من قائمة مصادر مجموع المنقور ذكر منها: كتاب القول المعروف في مسألة: يا دائم المعروف. للبرهان البقاعي. ولم أره مطبوعاً.

وفي ((المعيار)) للونشريسي، أنها من البدع المحدثة بعد الأذان، وكان المؤذنون بمكة - حرسها الله تعالى- يأتون بهذا اللفظة مع ذكر طويل بعد الأذان فأُبطل هذا. والحمد لله.

يا ذات:

انظر لفظ: يا معبود.

وبدائع الفوائد 1 / 164.

يا ذو الجلال والإكرام: (1)

هذا لحن صوابه: يا ذا الجلال والإكرام:

ساق الخطابي بسنده إلى الرياشي، قال:

مرَّ الأصمعي برجل يقول في دعائه: ((يا ذو الجلال والإكرام)) فقال: ما اسمك؟ قال: ليث، فأنشأ يقول:

ينادي ربَّه باللحن ليْثٌ لِذاك إذا دعاهُ فلا يُجِيب

(1) (يا ذو الجلال والإكرام: شأن الدعاء للخطابي ص / 20.

ص: 558

وانظر: يا سبحان.

يا رب طه:

يأتي في: قولهم: يا سبحان. ومضى في حرف الراء: رب القرآن.

يا رب جمعت العقوبات: (1)

قال الداودي في ترجمة أبي ذر الحنفي قال: (أفتى فيمن قال: يا رب جمعت العقوبات علي؛ تسخطاً: يكفر ذكره في القنية) اهـ.

يا رب القرآن العظيم:

يأتي في: قولهم: يا سبحان.

يارا:

مضى في حرف العين: عبد المطلب.

يا رُبَيْبِي: (2)

ساق ياقوت في حرف (الزاي) من ((معجم البلدان)) حديث الجساسة، عند ذكر عين:((زُغر)) من أرض الشام، وفيه أنه في بعض الأعوام هاج بهم وباء، فماتوا سوى رجل منهم، قال داعياً:

(يا ربيبي، وعزتك، لئن استمررت على هذا لتفنين العالم في مدة يسيرة، ولتقعدن على عرشك وحدك وقيل: قال: لتقعدن على عرشك وُحيْدك)((هكذا قال بالتصغير، في: ((ربي)) و ((وحدك)) ؛ لأن من عادة تلك البلاد إذا أحبُّوا شيئاً خاطبوه بالتصغير، على سبيل التَّحنُّنِ والتَّلَطُّف)) انتهى.

نعم، وإن كان هذا من أغراض التصغير، ومن أغراضه أيضاً التصغير للتمليح، لكن كل هذا من مخلوق لمخلوق، أما في حق الله سبحانه وتعالى فلا؛ ولهذا لا تراه في لسان السلف، ولا تخطه أقلامهم، فلْنقْفُ أثرهم، والعادة المقبولة ما كانت جارية على رسم الشرع المطهر، فلا تقل: يا رُبيْبِي، وإِن جرت بها عادة فأقلع عنها.

(1) (يا رب جمعت العقوبات: طبقات المفسرين 1 / 169. والبيان التحصيل 17 / 422.

(2)

(يا رُبَيْبِي: معجم البلدان 3 / 143 في حرف الزاي: زُغَر.

ص: 559

يا رحمة الله: (1)

هذا من باب دعاء الصفة، والدعاء إنما يُصرف لمن اتَّصف بها سبحانه؛ لهذا فلا يجوز هذا الدعاء، ونحوه: يا مغفرة الله، يا قدرة الله، يا عزة الله، وليس له تأويل، ولا محمل سائغ، وهو دعاء محدث لا يعرف في النصوص، ولا أدعية السلف. وإنما المشروع هو: التوسل بها كما في الحديث: ((برحمتك أستغيث)) ونحوه، وقد غلَّظ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- النهي عن الدعاء بالصفة، وقال: إنَّه كُفر.

ولا يُسوِّغُ الدعاء بالصفة، جوازُ الحلفِ بها، فإن الحلف بها من باب التعظيم، أما الدعاء، فهو عبادة، والعبادة لا تصرف إلا لله تعالى، فكيف تُعبد صفته - سبحانه - فتُدعى؟

ومما تقدم نعلم الأحوال الثلاث:

1.

دعاء الصفة: لا يجوز؛ لأن الدعاء عبادة والعبادة لا تصرف إلا لله سبحانه.

2.

التوسل إلى الله بصفاته أو بصفة منها: مشروع، كما وردت به السنة، وأدعية السلف.

3.

الحلف بها: جائزة؛ لأنه من باب التعظيم لله - سبحانه -.

والله أعلم

يا ساتر: (2)

لم أره في عداد أسماء الله تعالى، وقال بعض المعاصرين: وإنَّما يُقال: ((يا ستِّيْر)) لحديث: ((إن الله حيي حليم ستير يحب الحياء والستر)) رواه أحمد، وأبو داود والنسائي.

وأنا متوقف في هذا الحرف؟

يا ساكن العرش: (3)

رأيت في رسالة: الصفات الإلهية بين السلف والخلف، للشيخ عبد الرحمن الوكيل - رحمه الله تعالى -

(1) (يا رحمة الله: الرد على البكري لشيخ الإسلام ابن تيمية. المجموع الثمين: 1 / 116.

(2)

(يا ساتر: المسند 4 / 65، 234.

(3)

(يا ساكن العرش: الصفات الإلهية ص / 48. والسلسلة الضعيفة الجزء الثاني.

ص: 560

في معرض بحث الاستواء لله تعالى على ما يليق بجلاله، قال:

(ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً - إذا هم رغبوا إلى الله عز وجل في الأمر النازل بهم - يقولون: يا ساكن العرش) اهـ.

وهذا تعبير غير سليم؛ لأن القاعدة أن الصفات والأسماء توقيفية، وهذا اللفظ:(ساكن العرش) مما لم يرد، فلا يشرع إذاً الدعاء به فتنبه. والله أعلم.

والشيخ - رحمه الله تعالى - أراد المعنى: علو الله سبحانه وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حق.

يا سبحان: (1)

قال الخطابي: في شأن الدعاء:

(ومما يسمع على ألسنة العامة، وكثير من القصاص قولهم: يا سبحان، يا برهان، يا غفران، يا سلطان، وما أشبه ذلك.

وهذه الكلمات، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بذي، فإنه مستهجن، مهجور؛ لأنه لا قدرة فيه. ويغلط كثير منهم في مثل قولهم: يا رب طه، ويس، ويا رب القرآن العظيم. وأول من أنكر ذلك ابن عباس: فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة: يا رب القرآن، فقال:

مه! إن القرآن لا رب له، إن كل مربوب مخلوق) اهـ.

يا سلطان:

مضى في: قولهم: يا سبحان.

يا سيد:

انظر: سيد، من حرف السين.

يا سيدي: (2)

فيه أمران:

1.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:

(وقد نقل عن مالك أنه قال: أكره للرجل أن يقول في دعائه: ياسيدي! يا حنان! يا حنان! ولكن يدعو بما

(1) (يا سبحان: شأن الدعاء ص / 17 - 20.

(2)

(يا سيدي: الفتاوى: 1 / 207، 10 / 285، 22 / 483. البيان والتحصيل 1 / 456، 16 / 400، 17 / 423. الجامع لشعب الإيمان 9 / 177، 432. جامع العلوم والحكم لابن رجب: 274 في شرح الحديث العاشر للذهبي: 8 / 95.

ص: 561

دعت به الأنبياء: ربنا! ربنا! نقله عنه العتبي في العتبية) اهـ.

2.

مناداة المنافق بها: عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قال الرجل للمنافق: يا سيدي، فقد أغضب ربه تبارك وتعالى) . رواه الحاكم، والخطيب في ((تاريخه)) وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) . وانظر في حرف التاء: تعس الشيطان.

ياسين: (1)

تكره التسمية به

قال: وسألته: أينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي؛ لقول الله عز وجل: {يّس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} ) انتهى.

مضى في حرف الطاء: طه، وفي حرف الواو: وصال.

يا شيء: (2)

انظر لفظ: يا معبود.

وبدائع الفوائد 1 / 164.

يا ظالم:

انظر لفظ: يا حمار. يا تيس.

والأذكار للنووي ص / 314.

يا غائث المستغيثين: (3)

هذا لحن صوابه: يا مغيث المستغيثين؛ لأنه من ((أغاث)) الرباعي. ويقال: يا غياث المستغيثين.

يا غفران:

مضى في: قولهم: يا سبحان.

يا قدِيْدِي: (4)

القديدي - بالفتح - جمعه: القديديون، وهم: أتباع العسكر من الصناع، كالشَّعَّاب، والحداد، والبيطار، في كلام أهل الشام.

ويشتم الرجل فيقال: يا قديدي، ويا قُديدي.

(1) (ياسين: البيان والتحصيل 18 / 235، 236. وانظر: تسمية المولود.

(2)

(يا شيء: الفتاوى 9/ 301، 10 / 285، 22 / 483.

(3)

(يا غائث المستغيثين: شموس العرفان بلغة القرآن - عباس أبو السعود ص / 25. كتاب الاستغاثة لابن تيمية ص / 213. الألفاظ الموضحات للدويش 2 / 15، 50. الفتاوى لابن تيمية 11 / 437.

(4)

(يا قدِيْدِي: تاج العروس: 9 / 17 مادة: قدد.

ص: 562

يا كافر: (1)

عن أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)) . رواه البخاري ومسلم والترمذي، ومالك، والبخاري في ((الأدب المفرد)) .

وانظر في حرف الخاء: خليفة الله.

يا كبيكج: (2)

عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرُّقى، والتمائم، والتولة: شرك)) . رواه أبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، وأحمد، كما في السلسلة الصحيحة، وقال:(الرقى: هي هنا ما كان فيه الاستعاذة من الجن، أو لا يفهم معناها. مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظ ((يا كبيكج)) لحفظ الكتب من الأرضة زعموا) اهـ.

يا كلب: (3)

عن المسيب قال: لا تقل لصاحبك؛ يا حمار. يا كلب. يا خنزير. فيقول يوم القيامة: أتراني خلقت كلباً أو حماراً أو خنزيراً؟ رواه ابن أبي شيبة. وفيه عن: مجاهد، وإبراهيم، وبكر بن عبد الله المزني، رحمهم الله، وقيل بالتفريق بين ذوي الهيئات وغيرهم.

يا عباد الله احبسوا: (4)

وذلك فيمن انفلتت دابته في السفر أن يقول: يا عباد الله احبسوا. هو من حديث ابن مسعود رضي الله عنه،

(1) (يا كافر: زاد المعاد 2 / 37. الأذكار ص / 309، شرحها 7 / 77. الأدب المفرد 1 / 528. فتح الباري 10 / 514 - 516 الإصابة 6 / 155. رياض الصالحين ص / 709. الفتاوى الحديثية ص / 136. الجامع لشعب الإيمان 9 / 378.

(2)

(يا كبيكج: السلسلة الصحيحة رقم / 331.

(3)

(يا كلب: الزهد لهناد بن السَّرِي. 2 / 570. مصنف ابن أبي شيبة 8 / 724. وانظر الصمت وآداب اللسان ص / 420 رقم / 352، رقم 353. البيان والتحصيل 16 / 301 - 302. ومضى لفظ: يا حمار.

(4)

(يا عباد الله احبسوا: انظر: سلسلة رسائل علماء نجد 1 / 23، 38 - 39.

ص: 563

وهو ضعيف، رواه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى، وفي سنده انقطاع، ومعروف ابن حسان منكر الحديث.

يا عظيم الرجا: (1)

لفظ ((الرجاء)) من الأمل رلا يكون إلا ممدوداً، وبالقصر:((الرَّجا)) بمعنى الناحية، وبعد بيان القرطبي لذلك في تفسير آية البقرة 218:{أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال:

(والعوام من الناس يُخطئون قولهم: يا عظيم الرَّجا، فيقصرون ولا يمدون) انتهى.

يا معبود: (2)

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في مبحث الأسماء والصفات:

(الثاني عشر: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة، ومدار النجاة والفلاح: المرتبة الأُولى: إحصاء ألفاظها وعددها. والمرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها. والمرتبة الثالثة: دعاؤها بها كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .

وهو مرتبتان؛ إحداهما: دعاء ثناء والثاني: دعاء طلب ومسألة، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، كذلك لا يُسأل إلا بها، فلا يُقال: يا موجود، أو يا شيء، أو يا ذات اغفر لي، وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم

) .

ويوضح هذا ما بينه ابن القيم قبل ذلك في ((البدائع)) من أن فصل الخطاب أن ما يطلق عليه سبحانه من باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه. فلينظر فإنه مهم. وهو ما نقله ابن سلوم في

(1) (يا عظيم الرجا: تفسير القرطبي 3 / 50.

(2)

(يا معبود: بدائع الفوائد 1 / 162، 164، شفاء العليل ص / 280. مختصر ابن سلوم للدرة المضيئة للسفاريني ص 173.

ص: 564

((مختصر شرح السفارينية)) والله أعلم.

يا معظم: (1)

مواجهة المخلوق به فيه إساءة أدب.

ومضى في حرف الميم: المعظم.

يا معلوف غداً إن شاء الله تعالى: (2)

مضى في حرف الصاد: الصلاة الصلاة.

يا منافق: (3)

مضى في قولهم: يا كا فر.

يا موجود:

انظر: يا معبود.

ومضى في حرف الألف: الله موجودة في كل مكان.

المنتقى من المنهاج للذهبي ص / 11.

يا من لا هو إلا هو: (4)

هذا من الأدعية الباطلة المخترعة في ((دلائل الخيرات)) للجزولي فإن: ((الهو)) ليس من أسماء الله تعالى، ولذا فلا يجوز الدعاء به.

يا وجه الله: (5)

يجري على لسان بادية الجزيرة قول: يا وجه الله. فسُئِل المفتي الشيخ محمد - رحمه الله تعالى - عن ذلك فقال:

(ما تنبغي، وممكن أن مقصودهم الذات) انتهى.

يا ويله: (6)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيان يبكي، يقول: ((يا ويله - وفي رواية أبي كريب: يا ويلي - أمر ابن آدم بالسجود

(1) (يا معظم: الفتاوى للشيخ محمد 1 / 118.

(2)

(يا معلوف غداً إن شاء الله تعالى: الفروع لابن مفلح 1 / 314.

(3)

(يا منافق: انظر شرح الأدب المفرد 1 / 525. فتح الباري 13 / 464 - 468.

(4)

(يا من لا هو إلا هو: انظر: الألفاظ الموضحات 2 / 51. ومضى في حرف الهاء: هو. والمعبود لشيخ الإسلام ابن تيمية.

(5)

(يا وجه الله: الفتاوى 1 / 117.

(6)

(يا ويله: شرح مسلم 2 / 71.

ص: 565

فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار)) رواه مسلم.

قال النووي في شرحه:

(وقوله: ((يا ويله)) هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاوناً عن صورة إضافة السوء إلى نفسه.

وقوله في الرواية الأُخرى: يا ويلي؛ يجوز فيه فتح اللام وكسرها) اهـ.

يا هو: (1)

هذا من جهلة الصوفية، وهو خطأ؛ لأنه لا ينادى لفظ ضمير الغائب لغةً، ويمتنع دعاء الله تعالى بذلك. وانظر في حرف الياء: يا رحمن.

وفي حرف الهاء: هو هو.

وكما يمتنع شرعاً فهو ممتنع لغة، ـ قال أبو حيان:(وقول جهلة الصوفية في نداء الله: ((يا هو)) ليس جارياً على كلام العرب) .

يا يهودي: (2)

ومثله: يا نصراني، لمن أسلم منهم.

في تفسير قول الله تعالى في سورة الحجرات: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ} [آية: 11] . قال الحسن البصري: ((كان اليهودي والنصراني، يُسلم فيقال له بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنهوا عن ذلك)) رواه عبد الرزاق في تفسيره، وابن جرير في التفسير.

وهكذا لا يجوز نبز وتعيير من تاب

(1) (يا هو: وانظر: سهم الألحاظ لابن الحنبلي برقم / 32. الألفاظ الموضحات للدويش 2 / 51. أسرار العربية. لتيمور ص / 141. خزانة البغدادي: 1 / 289. شواهد التحفة الوردية: 197.

(2)

(يا يهودي: تفسير عبد الرزاق: 2 / 189. تفسير ابن جرير: 26 / 133. نظم الفرائد للعلائي: 625 طبعة العراق. وص / 419 طبعة دار ابن الجوزي. تفسير القرطبي 16 / 328. الفتاوى: 7 / 249.

تنبيه: في نظم الفرائد المذكور بحث مهم في الألقاب ما يجوز منها وما لا يجوز فلينظر.

ص: 566

من ذنب، فكان أن الإسلام يجبُّ ما قبله فالتوبة تجبُّ ما قبلها، والنفوس واجب حملها على الخير، لا على الشر.

وعليه فلا يقال لمن فعل فعلة من المسلمين، ثم تاب منها: يا فاسق. يا زاني. يا سارق. وهكذا فتنبه. والله أعلم.

اليانصيب:

مضى في حرف الميم بلفظ: المعاملة.

يثرب: (1)

في ((المسند)) للإمام أحمد بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من سمِّى المدينة يثرب فليستغفر الله، إنما هي طابة، هي طابة)) . وفي سنده ضعف، لضعف: يزيد بن أبي زياد.

انظر في حرف التاء: تعس الشيطان. وفي حرف الخاء: خليفة الله.

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في ((التحفة)) :

(وغيَّر النبي صلى الله عليه وسلم اسم المدينة، وكان: يثرب، فسمَّاها: طابة، كما في الصحيحين عن أبي حميد قال؛ أقبلنا مع رسو ل الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حتى أشرفنا على المدينة فقال: ((هذه طابة)) .

وفي صحيح مسلم: عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله سمَّى المدينة طابة)) .

ويكره تسميتها: يثرب، كراهة شديدة، وإنما حكى الله تسميتها: يثرب، عن المنافقين، فقال:{وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ} الآية. وفي سنن النسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديث)) .) اهـ. مختصراً.

يحق من الله كذا: (2)

سُئِل الشيخ عبد الله أبا بطين - رحمه الله تعالى - عن قول بعض الناس: يحق من الله كذا، إذا كان أمر نعمة (3) ،

(1) (يثرب: تحفة المودود ص / 133. زاد المعاد 2 / 37.

(2)

(يحق من الله كذا: الدرر السنية 6 / 358 النكاح.

(3)

لعل صوابه: أمر يغُمُّه.

ص: 567

فأجاب: إن قول بعض الناس الجهَّال: يحق من الله أن يكون كذا، فهذه كلمة قبيحة يخاف أن يكون كفراً فينهى من قال ذلك وينصح) اهـ.

ولابن أبي العز الحنفي بحث في ردها بلفظ: (يجب على الله) .

قول اليهود لعنهم الله: يد الله مغلولة: (1)

قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: من الآية64] .

يحكي القرآن: (2)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -:

((وإن قلت لما يبلغه المبلغ عن غيره: هذا حكاية كلام ذلك، كان الإطلاق خطأ، فإن لفظ: ((الحكاية)) إذا أُطلق يُراد به أنه أتى بكلام يشبه كلامه، كما يقال: هذا يحاكي هذا، وهذا قد حكى هذا؛ لكن قد يُقال: فلان قد حكى هذا الكلام عن فلان. كما يقال: رواه عنه، وبلغه عنه، ونقله عنه، وحدث به عنه؛ ولهذا يجيء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(فيما يروي عن ربه) . فكل ما أبلغه النبي صلى الله عليه وسلم فقد حكاه عنه، ورواه عنه.

فالقائل إذا قال للقارئ: هذا يحكي كلام الله، أو يحكي القرآن، فقد يفهم منه أنه يأتي بكلام يحاكي به كلام الله، وهذا كفر، وإن أراد أنه بلغه وتلاه فامعنى صحيح؛ لكن ينبغي تعبيره بما لا يدل على معنى باطل، فيقول: قرأه وتلاه، وبلغه وأدَّاه؛ ولهذا إذا قيل: يحكي القراءات السبع، ويرويها، وينقلها، لم ينكر ذلك؛ لأنه لا يفهم منه إلا تبليغها؛ لا أنه يأتي بمثلها)) انتهى.

(1) (قول اليهود لعنهم الله: يد الله مغلولة: تفسير الآية 64 من سورة المادة. وانظر تيسير العزيز الحميد ص / 580.

(2)

(يحكي القرآن: الفتاوى 12 / 543، وانظر: 552 - 553. المناظر في القرآن لبعض المبتدعة، لابن قدامة. ص / 2. مهم تحقيق الجديع.

ص: 568

يرحم الله سيدنا: (1)

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل به أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم)) . رواه البخاري، وغيره.

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:

(قال ابن دقيق العيد: ظاهر الحديث أن السنة لا تتأدى إلى بالمخاطبة، وأما ما اعتاده كثير من الناس من قولهم للرئيس: يرحم الله سيدنا فخلاف السنة....) اهـ.

يُروى:

هذه صيغة من صيغ التمريض في الرواية. فلا يجوز أن تُقال في مساق الصحيح من حديث وأثر وإنما تكون هي أو نحوها من صيغ التمريض إذا كان المسوق ضعيفاً رواية. وقد تقدَّم كلام النووي في ذلك في: حرف الراء بلفظ: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.

اليمين واليسار:

مضى في حرف الألف: أصولي.

يسار: (2)

مضى في حرف الألف: أفلح. وفي حرف التاء: تعس الشيطان.

يعلم الله: (3)

عن ابن عباس - رضي لله عنهما - قال:

(لا يقولون أحدكم لشيء لا يعلمه: الله يعلمه، والله يعلم غير ذلك، فيعلّم

(1) (يرحم الله سيدنا: فتح الباري 10 / 609. الحاوي للسيوطي 1 / 253. شرح الأذكار لابن علان 6 / 5.

(2)

(يسار: شرح الأدب المفرد 2 / 296. معالم السنن 4 / 128. تهذيب السنن 7 / 256. كنز العمال 16 / 424، 425. زاد المعاد 2 / 4، 6. تحفة المودود ص / 116. إعلان الموقعين 3 / 163. المنهيات للحكيم الترمذي ص / 86.

(3)

(يعلم الله: الأذكار ص / 315. الأدب المفرد 2 / 234 - 235 شرح ابن علان للأذكار 7 / 110. الصمت لابن أبي الدنيا ص / 420. الفتاوى الحديثية ص / 140 - 141.

ص: 569

الله ما لا يعلم، فذاك عند الله عظيم) رواه البخاري في ((الأدب المفرد))

قال النووي في ((الأذكار)) :

(إن من أقبح الألفاظ المذمومة ما يعتاده كثير من الناس إذا أراد أحدهم أن يحلف على شيء يتورع من قوله: ((والله)) كراهة الحنث، أو إجلالاً لله تعالى، ثم يقول: الله يعلم ما كان هو كذا ونحوه، فإن كان صاحبها يتيقن الأمر كما قال، فلا بأس بها، وإن شك في ذلك فهو من أقبح القبائح؛ لأنه تعرض للكذب على الله تعالى، فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئاً لا يتيقن كيف هو، وفيه دقيقة أقبح من هذه هي أنه تعرض لوصفه بأنه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفراً، فهذه العبارة فيها خطر، فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارات والألفاظ) . انتهى باختصار.

يعلى: (1)

مضى في حرف الألف: أفلح.

يُقبَّل يدك: (2)

في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي م سنة 614 هـ - رحمه الله تعالى -، قال ابن العماد:

(وكان كثير الورع، والصدق، سمعته - أي الراوي عنه - يقول لرجل: كيف ولدك؟ فقال: يقبل يدك، فقال: لا تكذب) اهـ.

يو:

مضى في حرف الحاء: حمو.

اليوبيل:

هذه لفظة يهودية، جاءت في ((سفر اللاويين)) وهي تعني عندهم: الاحتفال بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على كذا؟

وقد تطور هذا الاحتفال إلى: اليوبيل الذهبي وهو بعد مضي خمسين عاماً، واليوبيل الماسي وهو بعد مضي ستين عاماً، واليوبيل الثمانيني وهو بعد مضي ثمانين عاماً.

(1) (يعلى: وشرح الأدب المفرد 2 / 269. تحفة المودود ص / 116.

(2)

(يُقبَّل يدك: شذرات الذهب 5 / 58.

ص: 570

فهذا الاحتفال باليوبيل في جذوره اليهودية، لفظاً ومعنى، تسرَّب إلى المسلمين بمقاديره الزمانية في الاحتفال لأعمار الأشخاص، والمؤسسات، ونحوها.

فهو احتفال بدعي في الإسلام، وتشبه باليهود، وهو احتفال محرم شرعاً، وقد بسطته في:((فقه النوازل)) .

يُوحنا:

مضى في حرف العين: عبد المطلب.

يهودي إن فعل كذا: (1)

قال النووي في: ((الأذكار)) :

(يحرم أن يقول: إن فعلت كذا فأنا يهودي، أو نصراني، أو بريء من الإسلام ونحو ذلك

) وهو مهم.

وانظر ما مضى في حرف الألف بلفظ: إن فعل كذا فهو كافر. وفي حرف الخاء: خليفة الله.

وانظر ما مضى في حرف الباء بلفظ: بريء من الإسلام.

يهنيك الفارس: (2)

في ترجمة: الهيثم بن جماز الحنفي البكاء، قال الحافظ:

(علي بن الجعد أخبرني الهيثم بن جماز، قال: قال رجل عند الحسن: يهنيك الفارس، فقال الحسن: وما يدريك لعله أن يكون حماراً، أو بقاراً، ولكن قل: شكرت الواهب وبورك في الموهوب، وبلغ أشده ورزقت بره) اهـ.

والهيثم قيل: متروك.

وفي اللغة، فإنه يُقال: ليهنيك، أو (ليهنئْك) بهمزة ساكنة، أو إبدالها ياءً، وحذفها فصيح كما جاء في عدة أحاديث، منها:((ليهنك العلم أبا المنذر)) .

(1) (يهودي إن فعل كذا: الأذكار ص / 308. شرحها 7 / 76. زاد المعاد 2 / 37. تفسير القرطبي 6 / 271 - 272. الفتاوى الحديثية ص / 135.

(2)

(يهنيك الفارس: لسان الميزان 6 / 204. المصباح للفيومي وعنه: شموس العرفان ص / 25. صحيح مسلم / 258.

ص: 571