الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد في الألفاظ
حرف الألف
* آب، آش:(1)
عن مجاهد قال: عطسَ ابن لعبد الله بن عمر - أبو بكر أو عمر - فقال: ((آب)) فقال ابن عمر: وما آب؟ إن آب اسم شيطان من الشياطين، جعلها بين العطسة والرحمة. رواه البخاري في:((الأدب المفرد)) وابن أبي شيبة في ((مصنفه)) بلفظ آش
…
قال ابن حجر: (سند الأثر صحيح) اهـ.
لكن في سنده: مخلد بن يزيد: صدوق له أوهام.
* أبرأ من الحول والقوة إلا إليه: (2)
هذه للخطيب ابن نباته، أنكرها عليه بعض الناس، وقال: لا يصح إلا بحذف الاستثناء، بأن يقال:
أبرأ من الحول والقوة إليه.
فبيَّن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - أن كل واحد من القولين صحيح باعتبار، فلينظر.
فمعناه مع عدم الاستثناء: برئت من حولي وقوتي.
ومعناه عند الخطيب: براءته من اللجأ إلا إلى الله.
فهما يتواردان على هذا المعني. والله أعلم.
* آله: (3)
في هذا ثلاثة أبحاث:
الأول: في المراد به في نحو
(1) (آب، آش: الأدب المفرد وشرحه: فضل الله الصمد 2/390. فتح البري 10 / 601.
(2)
(أبرأ من الحول والقوة إلا إليه: الفتاوى 8/ 551 - 554.
(3)
(آله: شرح كفاية المتحفظ لابن الطيب الفاسي ص/ 53 -55 مهم. إضاءة الراموس لابن الطيب الفاسي 1/ 167 - 168 مهم. الطرة على الغرة ص / 12 - 14 مطبوع عام 1301 هـ. الموسوعة التيورية ص /4- 6. الاقتضاب ص /6. النكت على ابن الصلاح لابن حجر 1/225. وفي مقدمة ((الرابع)) من ((السلسلة الصحيحة)) . الحاوي للفتاوي للغماري. وتحرير ألفاظ التنبيه للنووي ص /30. معالم الكتاب ومغانم الإصابة لابن شيث القرشي المتوفي سنة 625 هـ ص / 223.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، هل آله صلى الله عليه وسلم: أهله، أم قرابته، أم أتباع ملته صلى الله عليه وسلم؟
آل النبي همو أتباع ملته من الأعاجم والسودان والعرب
لو لم يكن آله إلا قرابته صلى المصلي على الطاغي أبي لهب
وبحث هذا في: كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها:((جلاءُ الأفهام)) لابن القيم. وليس من المراد في هذا المعجم.
الثاني: في كتاب: ((الطرة على الغرة)) للآلوسي: أنه شاع عن الرافضة كراهة الفصل بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين آله، بحرف ((عَلَى)) لحديث موضوع يروونه في ذلك:((من فصل بيني وبين آلي بـ: عَلَى؛ لم ينل شفاعتي)) وقد نص غير واحد من الشيعة على أنه موضوع.
إذاً فينبغي لأهل السنة منابذة الرافضة فليقولوا: ((.. وَعَلَى آل محمد)) .
الثالث: للعلامة أحمد تيمور باشا - رحمه الله تعالى - بحث مطول في أن ((آل)) إنما تضاف إلى الأسماء الظاهرة، وهل تجوز إضافتها إلى الأسماء المضمرة؟ وأن أول من منع ذلك: الكسائي، وتابعه: أبو جعفر بن النحاس، وأبو بكر الزبيدي. ثم قال: وليس بصحيح؛ لأنه لا قياس له يعضده، ولا سماع يؤيده. ثم ذكر الشواهد على الجواز.
وهذا مما لا ينبغي الخلاف فيه، لثبوت الإضافة للآل إلى المضمر في لسان أفصح العرب صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
* آمنت بمحمد الرسول صلى الله عليه وسلم: (1)
قال العيني: من الغريب ما قاله الحليمي في هذا الباب - أي مسألة:
(1) (آمنت بمحمد الرسول صلى الله عليه وسلم: عمدة القاري 1/ 19.
هل يجوز تغيير قال النبي، إلى: قال الرسول؟ - قال الحليمي: إن الإيمان يحصل بقول الكافر: آمنت بمحمد النبي، دون محمد الرسول. وعَلَّل: بأن النبي لا يكون إلا الله، والرسول قد يكون لغيره. اهـ.
ورحم الله الحليمي، فمقولته هذه مما يعلم بطلانها بالضرورة من دين الإسلام، كما في أحاديث الشهادتين والإسلام بهما، والأذان، والإقامة، والتحيات، ونحوها. والله أعلم.
* إبراهيم: (1)
في ترجمة: عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي. أن والده توفي في طاعون عمواس سنة 18 هـ، وتزوج عمر: أُمَّه ُ، فنشأ في حِجْرِ عمر رضي الله عنه.
ويُقال: (كان أبوه سماه ((إبراهيم)) فغيَّرَ عَمَرُ اسْمَهُ، حكاه ابن سعد) اهـ.
تنبيه: هذا التغيير إن ثبت لا يدل على أي وجه من وجوه الكراهية لهذا الاسم المبارك ((إبراهيم)) ، اسم شيخ الأنبياء، واسم ابن خاتم الأنبياء، وإنما هو من باب الاختيار في الأسماء كما يقع ذلك عند تسمية المولود، أو لمعنى اقتضاه.
وعليه فما يأتي من تغيير النبي صلى الله عليه وسلم لكنية: كعب بن مالك من ((أبي بشير)) إلى ((أبي عبد الله)) من هذا الباب. والله أعلم. ومثله تغيير عمر رضي الله عنه اسم شخص من ((محمد)) إلى ((عبد الحميد)) ، ويأتي في حرف الميم ((محمد)) .
* أبو: (2)
يجوز إطلاقه على زوج الأُم، كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة أُم سليم، رواه: أبو عوانة.
* أبو الأعلى:
استنكر الشيخ حمد الجاسر على الشيخ: ((أبي الأعلى المودودي)) تكنيه بذلك محتجاً بقول الله - تعالى -: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .
وهذا من باب التوقي؛ لأن للمخلوق علواً يناسبه، والخلق في ذلك متفاوتون. ولا يظهر لي لمنع.
(1) (إبراهيم: الإصابة 5/ 29 رقم / 6204.
(2)
(أبو: تهذيب الأسماء واللغات 3/3.
وانظر: ((أكبر شيء)) في: ((المعجم)) .
* أبو بشير: (1)
كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه كانت كنيته في الجاهلية: ((أبا بشير)) ، فكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم:((أبا عبد الله)) . رواه البغوي. وسنده لا يثبت.
* أبو ليلى:
ذكرها ابن الأثير في: ((المرصَّع)) كنية لإبليس. ولم يذكر دليلاً. وفي الرواة: عبد الرحمن بن أبي ليلى.
وانظر في المعجم حرف الألف: أبو مرة.
* أبو مالك: (2)
انظر في حرف الخاء: خالد، وفي حرف الميم: مالك.
وعن معمر، عن رجل من أهل الكوفة قال: أبغض الأسماء إلى الله: مالك، وأبو مالك. رواه عبد الرزاق.
وهذا الأثر موقوف من رواية مجهول؛ فلا تقوم به حجة، ولم أر في هذا سواه. والنهي لا يثبت إلا بدليل. والله أعلم.
* أبو المؤمنين: (3)
قال النووي - رحمه الله تعالى -: هل يُقال للنبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين؟ فيه وجهان لأصحابنا: أصحهما عندهم: الجواز، وهو نص الشافعي، أنه يقال: أبو المؤمنين، أي: في الحرمة.
ومعني الآية: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} لصلبه. والله تعالى أعلم. اهـ.
(1) (أبو بشير: الإصابة 5/ 25، رقم / 6194 - 5/611 رقم / 7438. وانظر في حرف الألف: إبراهيم.
(2)
(أبو مالك: مصنف عبد الرزاق 11/42 رقم / 19860. المنهيات للحكيم الترمذي ص 85.
(3)
(أبو المؤمنين: شرح ابن علان للأذكار 6/ 61. شرح البخاري للنووي 1 /37. تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 41. فتاوى ابن الصلاح: 1 / 187. ومضى في حرفه ابن الصلاح: 1/ 187. ومضى في حرفه بلفظ أب. والرياض الأنيقة للسيوطي ص / 273 - 275. خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم لابن الملقن: ص / 250 - 251. وخصائص الرسول صلى الله عليه وسلم لابن طولون.
وذكر السيوطي أن للنبي صلى الله عليه وسلم أربع كنى هي: أبو القاسم، أبو إبراهيم، أبو المؤمنين، أبو الأرامل. فأبو القاسم مضت قريباً، وأمَّا أبو إبراهيم ففي مستدرك الحاكم أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم:((السلام عليك يا أبا إبراهيم)) وأمَّا أبو المؤمنين ففي السنن عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا لكم مثل الوالد)) . وأما أبو الأرامل فلم يذكر له دليلاً. وانظر: الأب.
* أبو يحيى: (1)
قال ابن عبد الهادي في: ((مغني ذوي الأفهام)) :
((ويُكره من الكُنى.... وبأبي عيسى، وبأبي يحيى)) انتهى.
وهذا غريب؛ إذ لا مستند له فيما نعلم، والصحابي الجليل: صهيب بن سنان رضي الله عنه كنيته أبو يحيى.
* اتقِّ الله ولا تكن مسمار نار في كتاب الله: (2)
سُئِل ابن رشد في معنى قول بعضهم لذلك - في كتاب النكاح من ((المدونة)) - فأجاب:
(الكلام الذي سألت عنه فيه تقديم وتأخير ألْبس من أجل ذلك معناه، وتقديره: ((اتقِّ الله في كتاب الله، ولا تكن مسمار نار)) يريد: في جهنم) . انتهى.
* أجرى الله العادة:
يأتي في حرف العين: عادة الله في كذا
* اجلس على اسم الله:
يأتي في حرف العين: بلفظ: على اسم الله.
* أدام الله أيامك: (3)
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى- في سياق الألفاظ المكروهة، ومنها: (أن يقول: أطال الله بقاءك، وأدام الله
(1) (أبو يحيى: مًغني ذوي الأفهام: ص /53.
(2)
(اتقِّ الله ولا تكن مسمار نار في كتاب الله: فتاوى ابن رشد 2/1181 - 1183. وانظر: المعيار 3 / 400. والمدونة 2/211، باب الإحلال من كتاب النكاح.
(3)
(أدام الله أيامك: زاد المعاد 2/ 37. والآداب الشرعية.
أيامك، وعشت ألف سنة، ونحو ذلك) انتهى. ولم يظهر لي في هذا اللفظ ما يمنع منه. وانظر: أطال الله بقاءك.
* اذْكُر الله: (1)
قال النووي في ((الأذكار)) .
(روى النحاس عن أبي بكر محمد ابن أبي يحيى - وكان أحد الفقهاء العلماء الأُدباء - أنه قال: يكره أن يقال لأحد عند الغضب: اذكر الله تعالى، خوفاً من أن يحمله الغضب على الكفر، قال: وكذا لا يقال له: صلِّ على النبي؛ خوفاً من هذا) اهـ.
قال الشارح:
((وفي تنبيه الأخيار)) لابن حجر: (وكره أن يقال للغضبان: اذكر الله؛ خوفاً من كفره، وما صح من أمره صلى الله عليه وسلم أن يقال له: تعوذ بالله من الشيطان الرجيم، لا ينافيه؛ لأن سوْرة الغضب إن حملت على نحو سب إنما تقع هنا للشيطان على أن سماعه أعظم زاجر، وأبلغ راشد إلى أن غضبه من الشيطان، فيكف عنه، ومن ثم يبعد أخذ ندب هذا من هذا الحديث) اهـ.
ولعل هذا يختلف باختلاف المقامات، والأشخاص، فالأرعن المتهافت الذي أخذ الغضب منه مأخذه، لا يعرض إلى ما يؤدي إلى المحذور المذكور، وهكذا.
ويأتي في حرف التاء بلفظ: تعوذ بالله من الشيطان، ما يفيد الجواز في هذا، فتأمله.
* أرجوك: (2)
لا أرى بها محذوراً، ومثلها: آمل منك كذا. وهما لفظان جاريان في التخاطب والمكاتبات كثيراً؛ لاستعطاف المسئول فيما هو من مقدوره. فأي محذور في هذا؟
وفي جواب المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم-رحمه الله تعالى -: (وأما
(1) (اذْكُر الله: الأذكار للنووي مع شرحها 7/109. الفتاوى الحديثية ص 102، 139 - 140.
(2)
(أرجوك: فتاوى الشيخ محمد ورسائله 1/ 118.
كلمة ((أرجوك)) في شيء يقدر عليه ذلك المخلوق، فليس بشرك ولا محرم، ومن حسن الأدب ترك استعمال هذه الكلمة مع المخلوق) .
وفي تقرير له:
(التوحيد أن يقول: أرجو الله ثم أرجوك، فالمرجو لا يحصل إلا بمشيئة الله) .
* ارحمنا برحمتك: (1)
قال النووي - رحمه الله تعالى-:
(ومن ذلك ما رواه النحاس، عن أبي بكر محمد بن يحيى، قال: وكان من الفقهاء الأدباء العلماء، قال: لا تقل: جمع الله بيننا في مستقر رحمته، فرحمة الله أوسع من أن يكون لها قرار.
قال: ولا تقل: ارحمنا برحمتك.
قلت: لا نعلم لما قاله في اللفظين حجة، ولا دليل فيما ذكره، فإن مراد القائل بمستقر الرحمة: الجنة، ومعناه: جمع بيننا في الجنة التي هي دار القرار، ودار المقامة، ومحل الاستقرار، وإنما يدخلها الداخلون برحمة الله تعالى، ثم من دخلها استقر فيها أبداً، وأمِن من الحوادث والأكدار، وإنما حصل له ذلك برحمة الله تعالى، فكأنه يقول: اجمع بيننا في مستقر نناله برحمتك) اهـ.
* أرْغم الله أنْفك: (2)
أي: ألصقه بالتراب. وقد جرت عادة العرب بإطلاق هذه اللفظة دون إرادة حقيقة الدعاء بها للمدعو عليه، ومنه ما في قصة عائشة رضي الله عنها لما مات جعفر، ومن معه رضي الله عنهم في غزوة مؤتة.
* أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم: (3)
غلَّطَ شيخ الإسلام ابن تيمية
(1) (ارحمنا برحمتك: الأذكار ص / 330. شرحها 7/181. وانظر: اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك وفي حرف الصاد: صباح الخير.
(2)
(أرْغم أنْفك: فتح الباري 7 /515513.
(3)
(أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم: مجموع الفتاوى 10 / 241، والفهرس 36 / 387، وفي فهرسها 36 / 97، عزاه إلى الفتاوى 18 / 335، 336، وليس فيها، فلينظر.
- رحمه الله تعالى- من أنكر الدعاء بذلك.
* أستغفر الله وأتوب إليه: (1)
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى-: (وذكر في كتاب الأذكار، عن الربيع بن خثيم أنه قال: ((لا تقل: أستغفر الله وأتوب إليه، فيكون ذنباً وكذباً إن لم تفعل، بل قل: اللهم اغفر لي وتب علي.
قال النووي: هذا حسن، وأما كراهية:((أستغفر الله)) وتسميته كذباً فلا يوافق عليه؛ لأن معنى أستغفر الله: أطلب مغفرته، وليس هذا كذباً. وقال: يكفي في رده حديث ابن مسعود بلفظ: ((من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه، وإن كان قد فرَّ من الزحف)) أخرجه أبو داود، والترمذي، والحاكم وصححه.
قلت: هذا في لفظ: ((أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم)) ، وأما: أتوب إليه، فهو الذي عنى الربيع رحمه الله أنه كذب، وهو كذلك، إذا قاله ولم يفعل التوبة كما قال. وفي الاستدلال للرد عليه بحديث ابن مسعود نظر؛ لجواز أن يكون المراد منه ما إذا قالها وفعل شروط التوبة، ويحتمل أن يكون الربيع قصد مجموع اللفظين لا خصوص أستغفر الله، فيصح كلامه كله، والله أعلم..) اهـ.
وفي البخاري عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)) وفي مسلم: ((يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة)) .
* أسلمة المعرفة:
مضى في المعجم في حرف العين: عالمية الإسلام.
(1) (أستغفر الله وأتوب إليه: فتح الباري 13 / 472. شرح الأذكار 7 / 290.
* أصبحنا وأصبح الملك لله: (1)
عن عون بن عبد الله - رحمه الله تعالى- قال: لا تقولوا: أصبحنا وأصبح الملك لله لكن قولوا: أصبحنا والملك لله والحمد. رواه ابن أبي الدنيا.
والسنة قد ثبتت بهذا، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح:((أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله)) وإذا أمسى كذلك.... الحديث، رواه مسلم.
* أطال الله بقاءك: (2)
جاء في بعض طرق حديث دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال له: ((
…
وأطل حياته)) رواه البخاري في: ((الأدب المفرد)) .
وذكر أبو هلال العسكري - رحمه الله تعالى- أن أول من خاطب بهذا اللفظ هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: (حدَّث على بن حرب الموصلي، يرفعه إلى عبيد بن رفاعة، عن أبيه، قال: جلس علي، عليه السلام، والزبير، وسعد، في جماعة إلى عمر رضي الله عنه فتذاكروا العزل فقال:
لا بأس به. فقال رجل: أنتم تزعمون أنه الموؤودة الصغرى. فقال علي رضي الله عنه: لا يكون مؤودة حتى تمر بالتارات السبع، يكون سلالة من طين، ثم نطفة، ثم علقة، ثم
(1) (أصبحنا وأصبح الملك لله: صحيح مسلم 4/ 2089. الصمت وآداب اللسان ص / 427 رقم 368. شرح الإحياء 7/ 578.
(2)
(أطال الله بقاءك: السلسة الصحيحة رقم / 2241. الأوائل للعسكري 2/198. المزهر للسيوطي 1 / 185. الآداب الشرعية لابن مفلح 1/ 435 - 439. غذاء الألباب 1/ 255. زاد المعاد 2/ 37. معجم الأُدباء 1/ 271. في ترجمة نفطويه. الأذكار النووية ص / 318. شرحها لابن علان 7 / 122. االشمايل للترمذي ص / 316. الحيدة للكناني. زاد المعاد 4/ 18. رسائل ابن حزم. البحر الزخار 5/ 513. رأي في بعض الأُصول اللغوية لعباس حسن ص / 99. أدب الإملاء للمسعاني ص / 100 الصواعق المرسلة 4/ 1385. الفتاوى الحديثية / 143. انظر: أبقاك الله. مضى. وفي حرف الخاء: خليفة الله. وفي حرف الصاد: صباح الخير.
مضغة، ثم عظماً ولحماً، ثم خلقاً آخر. فقال عمر رضي الله عنه: صدقت أطال الله بقاءك. فجرى من يومئذٍ) اهـ.
والمنحوت منها كما قال السيوطي ((طلبق)) . لكنه نحت مولد كما ذكره ابن القيم - رحمه الله تعالى- في ((الصواعق)) .
وللعلامة ابن مفلح مبحث نفيس جامع لكلام أهل العلم، في ((الآداب الشرعية)) .
ومنه يظهر أنه لا بأس به.
وفي ترجمة نفطويه، من ((معجم الأدباء)) قال:((إذا سلمت على اليهودي، والنصراني فقلت له: أطال الله بقاءك، وأدام سلامتك، وأتم نعمته عليك، فإنَّما أُريد به الحكاية)) انتهى.
قال معلقة: (أي أقوال هذا القول باعتبار أنه كلام خبري، وأقوله للمسلم باعتبار أنه كلام إنشائي معنىً، وإن كان خبرياً لفظاً) اهـ.
* أكرمك الله: (1)
(قال إبراهيم الحربي:
سُئِل أحمد ابن حنبل عن المسلم يقول للنصراني: أكرمك الله. قال نعم، ينوي بها الإسلام) .
* الحمزة: (2)
في كتاب ((الموعظة الحسنة بما يخطب في شهور السنة)) ص / 3- 5 بحث لُغوي عارض في دخول ((أل)) على اسم ((حمزة)) ثم استطرد مبيناً حكم دخول ((أل)) على الأعلام.
* الإله:
هو من أسماء الله تبارك وتعالى، والتسمية بالتعبيد به قديمة، قبل الإسلام، ومنه:
لَوْ أَنَّها عَرَضَتْ لأشْمَطَ رَاهِبٍ عَبْدَ الإِلَهِ صرورة مُتَبَتِّل
لَرَنى لِبهْجتها وحُسْن حديثها وَلَهمَّ من تَامُوْرِهِ بتنزل
وقال خبيب رضي الله عنه:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على اوصال شِلْوٍ مُمَزَّع
(1) (أكرمك الله: سير أعلام النبلاء: 11/ 321.
(2)
(الحمزة: الموعظة الحسنة: ص/ 3- 5 لصديق حسن خان - رحمه الله تعالى -. وانظر: خلاصة الأثر للمحبي 4/ 371.
وهو بمعنى: ((عبد الله)) كما ترجمه شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي، - ت سنة (481 هـ) - من طبقات ابن أبي يعلى، قال: أنشدني أبو القاسم: أسعد بن علي البارع الزوزني، لِنَفْسِه في الإمام، وقد حضر مجلسه:
وقالوا رأيت كعبد الإلـ ـه إماماً إذا عقد المجلسا
..........
الأبيات.
بل لفظ: ((إله)) هو أصل الاسم ((الله)) .
* الله أكبر (عند التعجب) : (1)
قال البخاري رحمه الله في صحيحه: باب التكبير والتسبيح عند التعجب.
وفيه: عن عمر رضي الله عنه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: طلقت نساءك قال: ((لا)) ، قلت: الله أكبر.
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -:
(قال ابن بطَّال: التسبيح، والتكبير، معناه تعظيم الله وتنزيهه من السوء، واستعمال ذلك عند التعجُّب، واستعظام الأمر: حسن، وفيه تمرين اللسان على ذكر الله تعالى. وهذا توجيه جيد، كأنَّ البخاري رمز إلى الرد على من منع ذلك) .
قال المحبي: التكبير والتهليل للتعجُّب، مما استعمله المولدون، أي في الشعر، قال المتنبي:
كبَّرت حول ديارهم لما بدت تلك الشموس وليس فيها المشرق
وانظر في المناهي حرف الألف: الله أكبر.
* الله يخلي عنا: (2)
قال الشيخ عبد الله أبا بطين - رحمه الله تعالى -: (ما علمت فيها بأساً: لأن معناها الله يتسامح عنا) اهـ.
* اللهم أجرنا من النار:
انظر: اللهم ارزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
(1)(الله أكبر (عند التعجب) : فتح الباري 10 / 598. نفحة الريحانة للمحبي 2/ 453.
(2)
(الله يخلي عنا: الدرر السنية 6/ 358. النكاح.
* اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: (1)
غلَّط عياض والنووي وابن رشد، والزبيدي، وغيرهم - رحمهم الله تعالى-، من كره هذا الدعاء وقرروا أن لا محذور فيه، والله أعلم.
* اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك: (2)
حرر ابن القيم -رحمه الله تعالى - القول في هذا الدعاء، مرجحاً جواز الدعاء بذلك على قول من قال بالكراهة من السلف فقال - رحمه الله تعالى - في مبحث كلامه على الرحمة والبركة من تحية الإسلام، وأن كلامه على الرحمة والبركة المضافتين إلى الله تعالى على نوعين:
أحدهما: مضاف إليه إضافة مفعول إلى فاعله، والثاني: مضاف إليه إضافة صفة إلى الموصوف بها. وذكر للأول منهما عدة نصوص: منها قوله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله الرحمة يوم خلقها مائة رحمة)) الحديث. ثم قال:
(وعلى هذا فلا يمتنع الدعاء المشهور بين الناس قديماً وحديثاً، وهو قول الداعي: اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك، وذكره البخاري في كتاب الأدب المفرد له....) .
* اللهم ارحمنا برحمتك: (3)
انظر: ارحمنا برحمتك.
وانظر: اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك. وفي حرف الصاد من
(1) (اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة النبي صلى لله عليه وسلم: الأذكار ص / 330 - 331. شرح الإحياء للزبيدي 7 / 575. الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ص / 418 - 419. فتاوى ابن رشد 2/ 770.
(2)
(اللهم اجمعنا في مستقر رحمتك: البدائع 2/ 183، 4/ 72. وانظر الأدب المفرد 2/236. والأذكار للنووي ص / 330، وشرحها 7/179 - 181 مهم. والحاوي للسيوطي 1/253. وانظر ما مضى في: ارحمنا برحمتك. فهو مهم. وكتاب الصمت وآداب اللسان ص /419. شرح الزبيدي للإحياء 7/578. وانظر في حرف الجيم لفظ: جميعنا الله في مستقر رحمته. وفي حرف الصاد من المعجم: صباح الخير.
(3)
(اللهم ارحمنا برحمتك: الأذكار ص/ 330 - 331، وشرحها 7 /181.
المعجم: صباح الخير.
* اللهم ارزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم: (1)
قال النووي -رحمه الله تعالى -: (فصل: روى النحاس عن أبي بكر: المتقدم - يعني محمد بن يحيى - قال: لا يقل: اللهم أجرنا من النار، ولا يقل: اللهم ارزقنا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، فإنما يشفع لمن استوجب النار.
قلت: هذا خطأ فاحش، وجهالة بينه، ولولا خوف الاغترار بهذا الغلط وكونه قد ذكر في كتب مصنفة، لما تجاسرت على حكايته.... الخ) .
* اللهم أعتقني من النار: (2)
قال النووي -رحمه الله تعالى -، في بيان بعض أغاليط العلماء في كراهة بعض الألفاظ، من كتابه ((الأذكار)) : (ومن ذلك ما حكاه النحاس أيضاً عن القائل المتقدم ذكره أنه كره أن يقال: اللهم أعتقني من النار. قال: لأنه لا يعتق إلا من يطلب الثواب. قلت: وهذه الدعوى والاستدلال من أقبح الخطأ وأرذل الجهالة بأحكام الشرع، ولو ذهبت أتتبع الأحاديث الصحيحة المصرحة بإعتاق الله تعالى من شاء من خلقه، لطال الكتاب طولاً مملاً، وذلك كحديث: ((من أعتق رقبة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار
…
)) ) اهـ.
* اللهم إني أسألك يوجهك الكريم: (3)
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يسأل بوجه الله إلا الجنة)) . رواه أبو داود، وفي سنده: سليمان بن قرم. وقرر الشراح أنه لا
(1) (اللهم ارزقنا شفاعة النبي صلى لله عليه وسلم: انظر المرجعين قبله.
(2)
(اللهم أعتقني من النار: وانظر: مشكل الآثار للطحاوي 2/ 267 - 268. مهم. الأذكار ص /330، وشرح ابن علان للأذكار 7/177 مهم. الصمت وآداب اللسان لابن أبي الدنيا ص / 417 - 418، وشرح الإحياء للزبيدي 7 / 575.
(3)
(اللهم إني أسألك يوجهك الكريم: الصواعق المرسلة 2/ 352. تيسير العزيز الحميد ص/593 - 595. تهذيب سنن أبي داود 2/ 252 في كتاب الزكاة وفي كتاب الأدب منه.
يسأل بوجه الله إلا الجنة، أو ما هو وسيلة إليها.
تنبيه: في سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه
…
)) الحديث، وأخرجه النسائي.
وانظر في حرف الباء، لفظ: بوجه الله.
* اللهم تصدَّق علينا: (1)
قال الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله تعالى - في تقرير له: (بَعْضٌ يقول: الصدقة لا تسمى صدقة إلا ممن يريد عائدة، ولعل الأقوى الجواز،، والمسألة فيها خلاف. والأمر في هذا سهل، وفي النصوص كلمات ترادف الصدقة: اللهم أحسن إلينا بكذا، اللهم أفضل علينا بكذا) .
وهذا عندي فيه تفصيل على نوعين:
1.
الدعاء، كالفظ المذكور، فهذا يًترك؛ لأنه غير مأثور وللخلاف فيه.
2.
الإخبار، كما في الحديث:((صدقة تصدق الله بها عليكم)) ، فهذا لا ينبغي الخلاف في جوازه للنص به.
وقد خَطَّأَ النووى -رحمه الله تعالى - من قال بكراهة ذلك فقال: (حكى أبو جعفر النحاس في كتابه: شرح أسماء الله تعالى، عن بعض العلماء أنه كره أن يُقال: تصدق الله عليك، قال: لأن المتصدق يرجو الثواب.
قلت: هذا الحكم خطأ صريح وجهل قبيح، والاستدلال أشد فساداً. وقد ثبت في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال في قصر الصلاة:((صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته)) . وفي مصنف ابن أبي شيبة بسنده عن عمر بن عبد العزيز: يكره أن يقول: اللهم تصدق علي، ولكن ليقل: اللهم امنن علي اهـ.
وحديث مسلم المذكور ليس فيه دعاء، فليحرر. والله أعلم.
(1) (اللهم تصدَّق علينا: نيل الأوطار 3/ 227. فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله تعالى- 1/ 209. شرح ابن علان لأذكار النووي 7/ 177. تفسير القرطبي 9/ 255. الروح ص/ 263. الأذكار للنووي ص 329 - 330 مهم. مصنف ابن أبي شيبة 9/ 67. الفتاوى الحديثية / 133 - وانظر في حرف الصاد: صباح الخير.
* اللهم صل وسلم عليه:
بحث ابن حجر الهيتمي في جواب له مطول جداً في: ((الفتاوى الفقهية الكبرى)) 1/ 240 - 248) حكم من اكتفى في خطبة الجمعة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالمضمر دون المُظهر: بأن يقول: (اللهم صل على نبينا محمد وسلم) وقرر أنه لا وجه لمن استنكر ذلك، وأن عمل الناس عليه والسنة ماضية به. والله أعلم.
* اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه: (1)
شذت الشيعة بمنع الصلاة على الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن من الصحابة من فعل وفعل، بأن نافق، أو ارتد. وقد أشار إلى هذا عبد الله بن الصديق الغماري الحسني في: نهاية الآمال، واستحسنه، وأشاد بدقيق نظر الشيعة في هذا. ولعل حسنيته جرته إلى هذا المسلك المردي.
وقد علم في رسم الصحابي: أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به، ومات على ذلك. فخرج من نافق، أو ارتد، كما أنا إذا دعونا للمسلمين خرج منهم من كفر بعد إسلام، وإذا قلنا: أهل السنة، خرج: الرافضة، قبحهم الله.
والمسألة في حال إفراد الصحابة رضي الله عنهم بالصلاة، مبحوثة بسطاً في كتب أهل العلم، لاسيما كتب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أجلها:((جلاء الأفهام)) ، لكن على غير ذلك التعليل المروي عند الشيعة.
* اللهم كما حسَّنت خَلْقي فأحسن خُلُقي: (2)
وقد صحَّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء ولكن لم يثبت عنه تقييده
(1)(اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه: انظر فتاوى العز ابن عبد السلام ص/ 48 رقم 16. ومقدمة الجزء الرابع من ((السلسلة الضعيفة)) .
(2)
(اللهم كما حسَّنت خَلْقي فأحسن خُلُقي: فتاوى ابن رشد 1/535. إرواء الغليل رقم /74. الفتاوى الحديثية / 26- 127. تمام المنة ص / 149.
بالنظر في المرآة.
وسُئِل عنه ابن رشد فأنكر على من استنكر الدعاء، به لعموم أحاديث طلب الدعاء.
* اللهم هذا إقبال ليلك:
الحديث في هذا الذكر عند المغرب، رواه الترمذي وغيره، وهو ضعيف ففي سنده مجهول.
وهو دعاء لا محذور فيه، لكن توقيته تعبداً لا يصح فيه حديث.
* اللهم لقني حجتي: (1)
عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال: (لا يقولن أحدكم: اللهم لقني حجتي؛ فإن الكافر يلقن حجته، ولكن ليقل: اللهم لقني حجة الإيمان عند الممات) . رواه الطبراني في ((الأوسط)) . قال الهيتمي في ((المجمع)) : 2/325 فيه ابن لهيعة، وفيه كلام، وفيه: السكن بن أبي كريمة، ولم أعرفه.
* أُمُّ القرآن: (2)
قال ابن عبد البر - رحمه الله تعالى -:
(وكرهت طائفة أن يُقال لها - أي الفاتحة -: أم القرآن، وقالوا: فاتحة الكتاب، ولا وجه لما كرهوا من ذلك؛ لحديث أبي هريرة هذا، وما كان مثله، وفيه: أم القرآن) انتهى.
* أُم الكتاب: (3)
أسند ابن الضريس عن ابن سيرين - رحمه الله تعالى - (أنه كان يكره أن يقول: أم الكتاب. ويقول: قال الله تعالى {وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} . ولكن يقول: فاتحة الكتاب) انتهى.
وهذا لا وجه له؛ إذ قد ثبت في السنة تسميتها بأم الكتاب كما في الصحيحين وغيرهما. والمفسرون يشيرون إلى ذلك في أول تفسير ((سورة
(1) (اللهم لقني حجتي: شرح الإحياء 7/577.
(2)
(أُمُّ القرآن: التمهيد، لابن عبد البر 4/186. تفسير القرطبي 1/112. فتح الباري 8 / 156.
(3)
(أُم الكتاب: فضائل القرآن، لابن الضريس. فتح القدير للشوكاني.
الفاتحة)) .
* أمتع الله بحياتك:
يأتي في حرف الميم بلفظ: متع الله بحياتك.
* أمطرت السماء: (1)
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة في السماء: أقبل، وأدبر، ودخل، وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء، سُري عنه. رواه البخاري.
قال الحافظ: (فيه رد على من زعم أنه لا يقال: أمطرت السماء، إلا في العذاب، وأما الرحمة فيقال: مطرت) اهـ.
* الأمُة الأُمية: (2)
هذا وصف كاشف لحال أمة محمد صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله فيهم نبياً ورسولاً صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ} الآية [الجمعة: /2] ؛ إذا كانوا لا يقرأون، ولا يكتبون؛ ولهذا سماهم الله بالأُميين، وهذا على سبيل الإخبار وكشف صفة الحال التي كانوا عليها، لإظهار منة الله عليهم بأن بعث إليهم نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليعلمهم ويزكيهم ولهذا فمن فهم منْ وصْفِ هذه الأُمة بالأُمية: الذمّ أو الترغيب في الاستمرار على الأُمية فقد أخطأ الفهم وغفل عن نصوص الوحيين الشريفين الآمرة بالعلم والتعليم.
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمي فهي من أدِلَّةِ صدقه في رسالته وصحة نبوته صلى الله عليه وسلم لأنه أتى إلى الناس بهذا الكتاب المعجز، وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، فدل على أنه وحْيٌ من الله تعالى.
* الأُمة المحمدية: (3)
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث جاء فيه:
(1) (أمطرت السماء: فتح الباري 6/301، 8 /308.
(2)
(الأمُة الأُمية: فتاوى ابن باز: 7 / 139 - 140. مجلة البحوث الإسلامية: عدد / 45 لعام 1416 هـ. مقال بعنوان: ((الأمية في المنظور الإسلامي)) لمصطفى الصياصنة ص / 121 - 179.
(3)
(الأُمة المحمدية: الفتح الرباني: 6/226. فتح الباري 10 / 193 - 6 / 463. السير للذهبي 12 / 89. بذل الماعون لابن حجر ص / 126، 186، 214. الفوائد البهية ص / 247.
((يا أمة محمد....)) .
استنكر بعض أهل العلم هذه العبارة في مجلس؛ لأن هذه الأُمة تنسب إلى دينها: الإسلام، فيقال: الأُمة الإسلامية، أما المحمدية: أو الأُمة المحمدية، فلا يقال؛ لأن فيه تشبهاً بالنصارى لقولهم: المسيحية.
وهذا استنكار لا محل لع للحديث المذكور وهذا اللفظ قد وجدته في مواضع عند جماعات من العلماء - رحمهم الله تعالى -.
منهم: الحافظ الذهبي في رده على الرهبانية قال: ((قلت: الطريقة المثلى هي المحمدية....)) انتهى.
والحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى - إذ قال: (ومن رحمة الله بهذه الأُمة المحمدية أن يعجل لها العقوبة في الدنيا) اهـ.
وقوله: (وفيه: فضيلة الأُمة المحمدية) اهـ.
ونحوه في ((بذل الماعون)) وللزرقاني في ((شرح المواهب اللدنية)) : بحث خصائص الأُمة المحمدية.
ولابن القيم رسالة باسم: ((الرسالة الجلية في الطريقة المحمدية))
ومضى في المعجم، في حرف الميم: محمدية.
* إنّ الحمد لله نحمده
…
عُلِم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الراتب في خطب الجمعة، والعيدين، والحج، وغيرهما، استفتاح خُطبه بلفظ:((الحمدُ لله....)) بالبدء بلفظ: ((الحمدُ)) مرفوعاً، مع كثرة صيغها.
وهذا هو ما افتتح الله به القرآن العظيم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} بلفظ: ((الحمد)) على الرفع.
قال ابن منظور في: ((لسان العرب)) : (3/155) :
(قال الفراء: اجتمع القراء على رفع ((الحمد لله)) وهو الاختيار في العربية، ولأنها القراءة المأثورة) انتهى.
وعلى هذا درج أئمة الهدى في
خُطبهم، وفواتح دروسهم، ومؤلفاتهم، تأسياً بالقرآن العظيم، والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ولا يعرف البدء بلفظ: ((إن الحمد لله
…
)) إلا في خطبة الحاجة، في حديث ابن مسعود، في بعض رواياته، مع كلام في وصلها وانقطاعها، كما في:((نيل الأوطان)) : (3/ 300) .
ومع خلاف: هل هي خاصة بالنكاح، أم أمام كل حاجة؟
وعلى هذا الهدي الراتب، مضى الفقهاء في شروط خطبه الجمعة على أن من شروطها:((حمْد الله تعالى)) يتحصل مما تقدم: أن على من ولي أمر الخطابة، أن يحرص على الاقتداء والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه الراتب، فليبدء خطابته بلفظ:((الحمدُ لله)) لتصدق عليه البداءة به لفظاً ومعنى، وإن خطب حيناً بلفظ:((إنَّ الحمد لله....)) فله متمسك، لكن لا يتخذه ديدناً.
* أنا خليل النبي صلى الله عليه وسلم: (1)
ذكر الداودي أن هذا لا يجوز للصحابة رضي الله عنهم وناقشه الحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى -.
* إن الله يضل العباد: (2)
في ترجمة عبد الواحد بن زيد، المتوفى بعد سنة 150، قال الذهبي في ((السير)) :(وكان عبد الواحد لا يطلق: إن الله يضل العباد. تنزيهاً له. وهذه بدعة) اهـ.
* أنت شرعي: (3)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: - رحمه الله تعالى -: (وأما قول القائل: لمن أنكر عليه ((أنت شرعي)) فكلام صحيح؛ فإن أراد بذلك أن الشرع لا يتبعه أو لا يجب عليه اتباعه، وأنا خارج عن اتباعه، فلفظ الشرع قد صار له في عرف الناس ثلاث معان: الشرع المنزل، والشرع المؤول، والشرع المبدل) .
(1) (أنا خليل النبي صلى الله عليه وسلم: فتح البري 7/13، 23 - 24.
(2)
(إن الله يضل العباد: سير أعلام النبلاء 7/ 180.
(3)
(أنت شرعي: مجموع الفتاوى 11/50 - 507.
ثم بيَّنها بما يفيد: أن الشرع المنزل يجب التزامه، ومن لا يلتزمه، فيستتاب، فإن تاب وإلا قتل. وأن المؤول يسوغ التقليد فيه. ولا يجب الالتزام به. وأن المبدع لا يجوز اتباعه.
* أنعم الله بك عيناً: (1)
قال النووي:
(فصل: روينا في سنن أبي داود، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، أو غيره، عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً. وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك.
قال عبد الرزاق: قال معمر: يكره أن يقول الرجل: أنعم الله بك عيناً. ولا بأس أن يقول: أنعم الله عينك.
قلت: هكذا رواه أبو داود عن قتادة، وغيره، وعن مثل هذا الحديث، قال أهل العلم: لا يحكم له بالصحة؛ لأن قتادة ثقة، وغيره مجهول، وهو محتمل أن يكون عن المجهول، فلا يثبت به حكم شرعي. ولكن الاحتياط للإنسان اجتناب هذا اللفظ لاحتمال صحته، ولأن بعض العلماء يحتج بالمجهول، والله أعلم) . انتهى.
وقال المنذري بعده في ((تهذيب السنن)) (هذا منقطع، قتادة لم يسمع من عمران بن حصين) اهـ.
وفي شرح الأذكار لابن علان، قال:(قال ابن حجر الهيتمي: أخذ الكراهة من هذا عجيب، وإن قال بها معمر أحد رواته، وأما أنعم الله عينك، وأنعم الله صباحك، فلا كراهة فيها اتفاقاً) اهـ.
ثم وجدت في ترجمة عبد الرحمن ابن عبْدٍ الأزدي من ((الإصابة)) حديثاً آخر ذكره عن الدولابي في: ((الكنى)) بسنده عنه، وفيه: (فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أنعم صباحاً، فقال: ((ليس هذا
(1) (أنعم الله بك عيناً: الأذكار ص/314. شرحها لابن علان 7/106. تهذيب السنن 8/92. الإصابة 4/278، 330. الحيوان للجاحظ 1/ 339. فتح الباري 11 / 4. الفتاوى الحديثية ص /139. انظر في حرف النون: نعم الله بك عيناً.
سلام المؤمنين)) ، فقلت له: كيف يا رسول الله أُسلِّم؟ قال: ((إذا أتيت قوماً من المسلمين، قلت: السلام عليكم ورحمة الله
…
)) الحديث ونحوه في ترجمة: عبد الجبار بن عبد الحارث.
* أهريق الماء: (1)
مضى في لفظ: ((إتاوة)) من المعجم، ما ساقه الجاحظ ومنه:(وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يقل أحدكم أهريق الماء، ولكن يقول: أبول) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً، قال:((لا تقل: أهريق الماء ولكن قل: أبول)) قال الذهبي في الميزان: (والصواب أنه موقوف) انتهى.
وقال ابن خزيمة في صحيحه: باب كراهة تسمية البائل: مهريقاً للماء. وذكر بسنده حديث أُسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بال في الشعب ليلة المزدلفة، ولم يقل: إهراق الماء. اهـ.
وأصل حديث أُسامة في صحيح البخاري، في الوضوء، لكن ليس فيها قول: ولم يقل: إهراق الماء.
وفي مصنف ابن أبي شيبة، ذكر بأسانيده عن ابن عباس، وابن عمر، رضي الله عنهم، نحو ما تقدم عن أبي هريرة رضي الله عنه والله أعلم.
وقد جاء من حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: ((انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد إهراق الماء، فقلت السلام عليك يا رسول الله
…
)) الحديث. رواه الإمام أحمد. وذكره ابن كثير في فضائل سورة الفاتحة من ((تفسيره)) . وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قوله: ((فانطلق بلال فاهراق الماء)) الحديث. رواه الطبراني في الأوسط. وانظر ((المسند)) بتحقيق
(1) (أهريق الماء: الميزان 4/ 269. صحيح ابن خزيمة 1/36. صحيح البخاري: الوضوء باب /6، رقم / 35، وفي الحج باب / 93، وباب / 96. مصنف ابن أبي شيبة 1/172 - 173. ألف باللألباء 1/ 415. كنز العمال 3/ 660. الحيوان للجاحظ 1/ 338. شرح الإحياء 7/577. وانظر ما مضى بلفظ: إتاوة.
الشيخ أحمد شاكر: رقم / 2265، 2464 ففيها إطلاق هذا اللفظ، فتحرر الجواز، وفي الآثار المروية في النهي نظر. والله أعلم.
* إيمان: (1)
لا يظهر ما يمنع في تسمية المولود باسم: إيمان، ومثله: إحسان، وإسلام، لكن لا نعرفها في أسماء صدر هذه الأُمة وسلفها.
وتحمل التسمية بها على التفاؤل، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل، ومن قال: لا ينبغي التسمية بها حملها على التزكية لكنه غير ظاهر. والله أعلم.
(1) (إيمان: المجموع الثمين 1/ 123.