الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأماني ووجه التهاني» ، وهي المسماة بالشاطبية، والثاني:«طيبة النشر» ، لابن الجزري وهي المسماة بالطيبة، وجاء من طريق «الشاطبية» التوسُّط في المنفصل، وكذلك المتصل أي مده أربع حركات، وجاء من طريق «الطيبة» القصر والتوسط في المنفصل، مع التوسط في المتصل.
س98:
…
بعد أن عرفت جواز قصر المنفصل برواية حفص عن عاصم من طريق «طيبة النشر» لابن الجزري، فهل يصح لكل قارئ أن يقصر المنفصل اتباعاً لهذه الرواية؟ فصّل القول
.
ج98: إن من تلقى علم التجويد، بالأخذ الصحيح عن أهل الأداء وأفواه الشيوخ، له أن يقصر المنفصل ويوسِّطَ المتصل، لكن يلزمه التقيد عندها بكل ما جاء من طريق «الطيبة» من أحكام متعلقه برواية حفص في قصر المنفصل، وهي عديدة، سأذكر بعضها، وسأُلحِق في ختام إجابتي عن هذا السؤال المهم، قصيدةً رائية،
لفضيلة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنُّودي (36) ، نظمها - جزاه الله خيراً - مختصًا بها ما يلزم القارئَ من أحكام، عند اختياره قصر المنفصل لحفص من طريق «الطيبة» ؛ ومن ذلك:
1 -
وجوب الإتيان بالبسملة، في أول السورة، وكذلك في أجزائها.
2 -
ترك السكت في المواضع الأربعة:
…
[المطفّفِين: 14]{بَلْ رَانَ} [القِيَامَة: 27]{مَنْ رَاقٍ *} [يس: 52]{مَرْقَدِنَا هَذَا} [الكهف: 1]{لَهُ عِوَجًا} .
3 -
الاقتصار على وجه حذف الياء، مع إسكان النون، عند الوقف في [النَّمل: 36] {آتَانِيَ} .
4 -
القراءة بوجه السين فقط في [الطُّور: 37]{الْمُسْيطِرُونَ} .
5 -
وجوب إدغام الثاء بالذال في [الأعرَاف: 176]{يَلْهَثْ ذَلِكَ} .
…
وهكذا، لو أنك أردت قصر المنفصل، برواية حفصٍ من طريق «طيبة النشر» (37) ؛ فإن الأحكام
(36) سبقت ترجمة للشيخ بالهامش ذي الرقم (25) .
(37)
ما يجدر ذكرُه هنا: أن رواية حفصٍ من طريق «الطيبة» ، قد تضمَّنَتْها كتب عديدة، من أهمها:
- «المصباح» في القراءات العشر لأبي الكرم المبارك الشَّهْرَزُوري البغدادي.
- «الكامل» في القراءات العشر والأربع الزائدة عليها، لأبي القاسم يوسف الهُذَلي المغربي.
- «الروضة» ، لأبي إسماعيل موسى بن حسين المعدِّل، وهي المشتهرة بروضة المعدِّل أو الروضة الفيحاء، كما تجده في البيت الرابع من القصيدة المذكورة.
المترتبة على ذلك كثيرة، أترك لأخي القارئ استخراجها من هذه القصيدة الغرَّاء والمسماة «أبيات قصر المنفصل» ، لفضيلة الشيخ إبراهيم بن شحاته السمنُّودي جزاه الله خيراً:
لك الحمدُ يامولايَ في السرِّ والجهر
…
...
…
...
…
على نعمةِ القرآنِ يسَّرْتَ للذِّكْرِ
وظلَّ هُدىً للناسِ مِنْ كلِّ ظُلمةٍ
…
...
…
...
…
... دلائلُهُ غُرٌّ وساميةُ القَدْرِ
وصلَّيْتُ تعظيماً وسلَّمْتُ سَرْمداً
…
...
…
...
…
على المصطفى والآلِ مع صَحْبِهِ الزُّهْرِ
وبعدُ فهذا ما رواه مُعدِّلٌ
…
...
…
...
…
... بَرْوضَتِهِ الفيحاءَ مِنْ طيِّبِ النَّشْرِ
بإسنادِهِ عن حفصٍ الحَبْرِ مَنْ تلا
…
...
…
...
…
... على عاصمٍ وهو المُكَنىَّ أبا بَكْرِ
ففي البَدْءِ بالأجزاءِ ليس مخيَّراً
…
...
…
...
…
... لبسملةٍ بل للتبرُّكِ مُسْتَقْرِي
ومتَّصلاً وَسِّطْ وما انفصلَ اقْصُرَنْ
…
...
…
...
…
... ولا سكتَ قبلَ الهمزِ مِنْ طُرُقِ القَصْرِ
وما مَدَّ للتعظيمِ منها ولم يِجئْ
…
...
…
...
…
... بها وجهُ تكبيرٍ ولاغنةٌ تَسْرِي
وفي موضِعَيْءَالانَ ءالذَّكَرَيْنِ مَعْ
…
...
…
...
…
... ءَأللهُ أَبْدِلْهِا مع المدِّ ذي الوَفْرِ
وأشمِمْ بتأمنَّا ويلهثْ فأَدْغِمَنْ
…
...
…
...
…
... معَ اركبْ ونخلقُكُم أَتِمَّ ولا تُزْرِي
وبل رَّان مَن رَّاقٍ ومرقَدِنا كذا
…
...
…
...
…
... له عِوَجاً لا سَكْتَ في الأربعِ الغُرِّ
وبالقَصْرِ قُلْ في عَيْنِ شُورى ومريمٍ
…
...
…
...
…
... وفخِّمْ بفِرْقٍ وَهْوَ في آيةِ البَحْرِ
وآتانِ نملٍ فاحذفِ الياءَ واقفاً
…
...
…
...
…
... كذا الألفَ احذفْ من سلاسلَ في الدَّهْرِ
وبالسينِ لا بالصادِ قُلْ أَمْ هُمُ
…
...
…
...
…
... المُصَيْطِرونَ وبالوجهَيْن في فَردِهِ النُّكْرِ
وفي يبصُطُ الأُولى وفي الخلقِ بصطةً
…
...
…
...
…
... وَيَس نُوْنٍ ضَعْفَ رُوْمٍ كذا أَجْرِ
ولكنْ معَ الإظهارِ صادُ مصيطر
…
...
…
...
…
... وفي بصطةً سينٌ كذا يبصُطُ البِكْرُ
وفتحٌ لدى ضُعْفٍ عن الفيلِ واردٌ
…
...
…
...
…
وبالعكس عن زَرْعانَ والكلُّ عن عمرِو
وأُهدِي صلاتي في الختام مُسلِّماً
…
...
…
...
…
على خاتَمِ الرُّسْلِ الهُداةِ إلى البِرّ
وآلٍ وصَحْبٍ كلّما قال قائلٌ
…
...
…
...
…
... لك الحمدُ يامولايَ في السرّ والجهرِ
تمّت بحمد الله تعالى، وأبياتها تسعة عشر،
…
جزى الله ناظمها كل خير. س99:
…
ما المقصود بالتكبير في مصطلح علماء التجويد (38) ، فصّل ما تقول.
(38) يلحظ هنا أن التكبير لم يرد عن حفص من طريق الشاطبية، بل من طريق «الطيبة» لابن الجزري، وقد ذكرتُه خلافًا لما التزمته في الكتاب، وذلك بقصد مزيد نفعٍ للقارئ.
ج99: التكبير: هو قول القارئ: (الله أكبر)، والذي ذاع عند علماء القراءة أن يكون التكبير من غير زيادة تهليل:(لا إله إلا الله) قبله، ولا تحميد:(ولله الحمد) بعده، مع جواز الإتيان بهما عند البعض.
فإذا دنا القارئ من ختم القرآن، وذلك عند بلوغه آخر سورة (الضحى) ، فإنه يفصل بين السور بالتكبير، ثم يُتْبِعُه بالبسملة، وهكذا إلى أن يختم بسورة الناس، فإذا شاء الشروع بختم آخر، فإنه يكبِّر في آخر الناس ثم يشرع بالفاتحة، فإذا ختمها فلا يكبِّر قبل سورة البقرة، بل يبسمل فقط ويتابع القراءة إلى قوله تعالى:[البقرة: 5]{وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} . والحكمة في مشروعية التكبير هي تعظيم الله تعالى، والمبالغة في شكره، وإظهار ابتهاج القارئ بقرب ختم القرآن.
وقد جاء ذلك مُسلسَلاً بالرواية عن القرّاء المكيِّين، والمقصود بهم: الإمام عبد الله بن كثير من القراء السبعة، وعنه: أحمد البزِّي، ومحمد المكِّي الملقَّب بقُنْبُل، بل إن الإمام ابن الجزريِّ رحمه الله، قد ذكر وروده عن سائر القرّاء (39) .
وسبب ورود التكبير: أن الوحي لما تأخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم: قد ودّعه ربه وقلاه، ثم أنعم الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه سورة الضحى، فلما فرغ جبريل عليه السلام من قراءتها، كبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله على ما أولاه من نزول الوحي بعد انقطاعه، ثم أمر صلى الله عليه وسلم بالتكبير عند ختام كل سورة بعدها حتى يختم القارئ، والله أعلم.
وللتكبير عند أواخر سور الختم ثمانية أوجه، أقتصر على ذكر ثلاثة منها:
1 -
الوقف عند ختام السورة، ثم وصل التكبير بالبسملة بأول السورة التالية، هكذا:
(39) انظر: النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (2/306) .
.. [الشَّرح: 1]{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} .
2 -
الوقف عند التكبير، ثم وصل البسملة بأول السورة التالية، هكذا اللهُ أكبرْ / بِسْمِ اللهَِّ الرَّحمَْنِ الرَّحِيمِ [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} .
3 -
وصل الكُلِّ، أي آخر السورة بالتكبير بالبسملة بأول السورة التالية، هكذا:[البَيّنَة: 1]{لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ *} .
ولا بد للقارئ أن يتنبّه - في المثال الأخير ونحوه - إلى ترقيق اللام من لفظ الجلالة في عبارة (الله أكبر) عند قراءته بوصل التكبير بآخر السورة، وذلك لوقوع الكسر قبلها.
وبالإجمال فإن أوجه قراءة التكبير من حيث الوقف