المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب السادسفي نبذة يسيرة منعلم القراءات - معلم التجويد

[خالد الجريسي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديمفضيلة العلاّمة الشيخد. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

- ‌تقديمالمقرئ الشيخ أحمد بن خليل بن شاهين

- ‌تقديمفضيلة الدكتور عبد الله بن علي بصفر

- ‌مقدِّمة

- ‌الباب الأولتعريفُ القرآنوبيانُ بعض فضله وشرفِ أهله

- ‌معنى القرآن لغةً:

- ‌تعريف القرآن اصطلاحاً:

- ‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله:

- ‌الباب الثانيبيانُ الترتيلِ وهو:…(التلاوة بتجويد الأداء)

- ‌التعريف بمصطلحات وكلمات، يكثر تكرار ذِكْرها في هذا العلم

- ‌س1: عرّف القراءة

- ‌س2: ما هي أركان القراءة الصحيحة

- ‌س3:…وضِّح المراد بالركن الأول من الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س4:…وضِّح المراد بالركن الثاني للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س5:…وضِّح المراد بالركن الثالث للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س6:…عرّف الاستعاذة، واذكر صيغتها المختارة

- ‌س7:…هل تُمنع الزيادةُ في لفظ الاستعاذة

- ‌س8:…هل الاستعاذة من القرآن

- ‌س9:…عرّف البسملة

- ‌س10: اذكر حكم البسملة عند التلاوة

- ‌س11:…علِّل لمنع الإتيان بالبسملة في أول سورة التوبة {بَرَاءَةٌ}

- ‌س12: اذكر الوجوه الجائزة وصلاً - أي حال مواصلة القراءة - لحفص، عند آخر كلمة من سورة الأنفال، وأول سورة براءة

- ‌س13: إذا أردت قراءة القرآن، فكيف تبدأ بالاستعاذة والبسملة مع أول السورة

- ‌س14:…هل يجوز - عند الوصل بين سورتين - أن تصل آخر السورة بالبسملة، ثم تفصل البسملة عن أول السورة التالية

- ‌س15: هل البسملة آية من كل سورة "غير براءة

- ‌س16: ما المقصود بالألف المدّية، والواو المدّية، والياء المدّية

- ‌س17: ما المقصود بالأوزان الزمنية؟ مثِّل لما تقول

- ‌س18: ما المقصود بالغُنَّة؟ مثّل لما تقول

- ‌س19: هل هناك حروف تُلازِمها صفة الغنّة، ولا تنفكّ عنها

- ‌س20:…ما المقصود بقولهم - في كتب التجويد - مع الغنة بمقدار حركتين

- ‌س21:…ما المقصود بالابتداء

- ‌س22:…ثمة ابتداء قبيح، بَيِّنه، ومثِّل لما تقول

- ‌س23:…ما المقصود بمصطلح القصر؟ مع التمثيل له

- ‌س24:…عرّف المدّ اصطلاحاً، ثم مثّل لما تقول

- ‌س25:…دلَّ ما ذُكِر آنفًا على أن المد قسمان رئيسان، فما هما

- ‌س26:…ما المقصود بالمدّ الأصلي؟ مثِّل لما تقول

- ‌س27:…هناك ثلاثة أنواع للمدّ الطبيعي، اذكرها، ثم مثّل لكل منها

- ‌س28:…عرفتَ - فيما سبق - أن المدّ اصطلاحاً هو إطالة الصوت بحروف المدّ، أكثر من حركتين، فماذا يسمى هذا النوع من المدود

- ‌س29:…ما وجه تسميته بالمدّ الفرعي

- ‌س30:…ما هو السبب الذي ينشأ عنه المدّ الفرعي

- ‌س31:…لو أتى همز قبل حرف المدّ، فما المدّ المتفرع عن ذلك؟ اذكر مثالاً لما تقول، مع التوضيح

- ‌س32: عرفت أن الهمز لو جاء قبل حرف المدّ، فإن المدّ يسمى عندها: المدّ الفرعي البدل، فماذا لو جاء الهمز بعد حرف المدّ

- ‌س33:…ما هو المدّ المتصل؟ ولم سمّي بذلك؟ ومثّل له

- ‌س34:…هل يخيّر القارئ في المدّ المتصل بين أن يقصُر أو يمدّ

- ‌س35:…ما مقدار المدّ المتصل

- ‌س36…: من المدود الفرعية أيضاً، المدّ المنفصل، فما سبب تسميته بهذا الاسم؟ ثم مثّل لما تقول

- ‌س37:…ما حكم المدّ الفرعي المنفصل؟ وما مقدار مدّه

- ‌س38:…عرفت - أخي الكريم - الآن الأنواع الثلاثة من المدود الفرعية الناشئة عن وجود همز قبل حرف المدّ أو بعده، وهي: البدل والمتصل والمنفصل، فماذا لو أتى السبب الثاني للمدّ الفرعي - وهو السكون - بعد حرف المدّ

- ‌س39:…لِمَ سُمّي هذا المدّ الفرعي بالمدّ اللازم

- ‌س40:…قد يقع المدّ الفرعي اللازم في كلمة، مثّل لذلك مع التوضيح

- ‌س41:…كما أن المدّ الفرعي اللازم يقع في كلمة، فإنه يقع كذلك في حرفٍ، مثِّل لذلك، مع التوضيح

- ‌س42:…لو وقع السكون اللازم في حرف نوراني هجاؤه من حرفين فقط فهل نمدّه؟ مثّل لما تقول

- ‌س43:…لِمَ خصصنا هذه الحروف الثلاثة عشر من بين حروف الهجاء بالمدّ اللازم والمدّ الطبيعي حسب التفصيل السابق

- ‌س44: عرفت - فيما سبق - أن السكون الأصلي يتفرع عنه ما سمِّي بالمد اللازم بأنواعه، فما الحكم لو كان السكون بعد حرف المدّ طارئاً عند الوقف؟ وضح ذلك بالمثال

- ‌س45:…عرِّف صفة اللِّين، واذكر حرفي اللِّين. ثم وضح بذكر أمثلة

- ‌س46:…لو أتى بعد أحد حرفَيِ اللِّين سكون عَرَض لأجل الوقف، فما المدّ المتفرّع عن ذلك؟ فصّل ما تقول

- ‌س47:…ما المقصود بمدِّ التمكين؟ وضّح ما تقول بأمثلة

- ‌س48:…كيف تطبق في تلاوتك المتصل والمنفصل، من حيث مقدار إطالة الصوت بهما

- ‌س49:…تنقسم صفات الحروف إلى قسمين، اذكرهما

- ‌س50:…عرّف كلاً من قسمَيْ صفات الحروف، ومثّل لبعضها

- ‌س51…: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصّل القول، مع التمثيل

- ‌س52:…اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن مخارج الحروف

- ‌س53:…يقال في علم التجويد: حرفان متماثلان أو متقاربان أو متجانسان أو متباعدان، وضّح هذه المصطلحات، ثم مثّل لما تقول

- ‌س54:…ما المقصود بهمزة القطع؟ ولم سميت بذلك؟ وكيف تقرؤها بحسب رواية حفص؟ مثل لما تقول

- ‌س55:…عرّف همزة الوصل، ولم سميت بذلك؟ وكيف تبدأ بها في القراءة؟ مثّل لما تقول

- ‌س56:…اذكر فكرة مُيسَّرة عن أحكام اللامات في علم التجويد

- ‌س58…: بيّن ما يسمى بأحكام الراء، وذلك بتفصيل الأحوال التي ترقق فيها الراء، والأحوال التي تفخم فيها، والأحوال التي يجوز فيها الوجهان: التفخيم والترقيق، مع التمثيل لكلٍّ من ذلك

- ‌س59:…ما المقصود بباب الهاءات في علم أحكام التجويد

- ‌س60:…عرفت أن الهاءات أربعة أنواع، فما تعريف كلٍّ منها؟ مع التوضيح بمثال لما تقول

- ‌س61:…ما الأصل في تحريك هاء الضمير؟ هل هو الضمّ أو الكسر

- ‌س62:…متى تسمى هاء الضمير - أو هاء الكناية - بهاء الصلة

- ‌س63:…هل لهاء الصلة هذه حكم تجويدي خاص

- ‌س64:…ماذا يسمى مدّ هاء الصلة عند مدّه حركتين، وماذا يسمى عند مدّه أربعاً أو خمساً

- ‌س65:…ثمة كلمات احتوت على هاء الضمير، إلا أنها لم تُشبع، وذلك تبعاً لرواية حفص عن عاصم، اذكرها

- ‌س66:…ما المقصود بباب الياءات في علم أحكام التجويد

- ‌س67:…عرّف ياءات الإضافة، ومثّل لما تقول

- ‌س68:…كيف تُقرأ ياء الإضافة بالفتح، أم بالإسكان

- ‌س69:…عرّف ياءات الزوائد، ومثّل لما تقول

- ‌س70:…كيف قرأ حفص بروايته عن عاصم ياءات الزوائد

- ‌س71:…هل لحفص وجه آخر في قراءته الياء الزائدة في قوله تعالى: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} [النَّمل: 36]

- ‌س72:…اذكر الفرق بين ياءات الإضافة، وياءات الزوائد في علم التجويد

- ‌س73:…يعتبر باب معرفة الوقوف والابتداء من أهم أبواب علم الترتيل، فهلاّ ذكرت شيئاً من أهمية ذلك من أقوال السلف رحمهم الله

- ‌س74:…بيّن مهمات ما يحتاج إليه القارئ من أحكام الوقف والابتداء

- ‌س75:…عرّف الوقف لغةً، واصطلاحاً

- ‌س76:…هل يحظر الوقف على ما اتصل برسم المصحف

- ‌س77:…اذكر الرّاجح في حكم الوقف على فواصل الآيات

- ‌س78:…عرّف الوقف الاختياري، وبين أهميته

- ‌س79:…اذكر أنواع الوقف الجائز، من الوقف الاختياريّ

- ‌س80:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز التامّ، واذكر أقسامه ومثّل لما تقول

- ‌س81:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الكافي، ومثّل لما تقول

- ‌س82:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الحسن، ومثّل لما تقول

- ‌س83:…ما المذهب الراجح في الوقف الحسن عند رأس الآية من قوله تعالى: [المَاعون: 4] {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *}

- ‌س84:…عرفنا - فيما سبق - الوقف الاختياري، وأنواعه، وأمثلة كل منها، فهلاّ بينتَ لنا معنى الوقف القبيح، وأنواعه، ومثلتَ لكل منها

- ‌س85:…ما حكم الوقف على ما لا يؤدي معنىً، وعلى ما يؤدي معنىً غير صحيح

- ‌س86:…هل الكلام في جواز الوقف، وعدم جوازه، وقبحه ونحو ذلك محمول على الوقف الاختياريّ أم الاضطراريّ

- ‌س87:…اذكر ما تعرفه عن علامات الوقف المثبتة في المصحف الشريف وبيّن معنى كل منها

- ‌س88:…هل هناك علامات اصطلاحية أخرى للوقف أثبتت في المصحف الشريف

- ‌س89:…يتكلّف بعض القارئين الوقفَ عند مواضع يختارونها، متأوِّلين تمام المعنى المقصود، فما حكم ذلك؟ مع التمثيل لما تقول

- ‌س90:…عرّف السكت، وبيّن المواضع التي يقرأ فيها حفص بالسكت، من طريق الشاطبية

- ‌س91:…عرّف الابتداء، واذكر أنواعه، مع التمثيل لما تقول

- ‌س92:…ما حكم من توقف توقفاً غير جائز

- ‌س93:…من المعلوم أن الأصل عند الوقف هو إسكان

- ‌س94:…وضّح معنى كلٍّ من (الإشمام) و (الرَّوْم) ، ومثل لكل منهما

- ‌س95:…ما فائدة الرَّوْم والإشمام، مع أن الوقف بالإسكان هو الأصل

- ‌س96:…ثمة كلمات ينبغي للقارئ التنبّه عند قراءتها، يختبر بها أهل الأداء طلابهم لمعرفة إتقانهم ذلك، فهلاّ ذكرتَ لنا بعضًا منها، وبينتَ كيفية قراءتها

- ‌س97:…سبق أن عرفت أن في المدّ المنفصل - برواية حفص - وجهان: القصر والمدّ، فهلاّ فصلت ذلك

- ‌س98:…بعد أن عرفت جواز قصر المنفصل برواية حفص عن عاصم من طريق «طيبة النشر» لابن الجزري، فهل يصح لكل قارئ أن يقصر المنفصل اتباعاً لهذه الرواية؟ فصّل القول

- ‌س100: اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن علم الرسم في المصحف الإمام، مع التمثيل لما تقول

- ‌الباب الثالثفي بيانِ طريقٍ ميسَّرٍ لختمِالقرآن العظيم: حفظًا وتلاوةً

- ‌الباب الرابعفي فضائلِ بعضِ…الآيات والسُّوَر

- ‌الباب الخامسفي بيانِ مواضعِ السِّجْداتفي القرآن الكريم

- ‌الباب السادسفي نبذةٍ يسيرةٍ منعلم القِراءات

- ‌الباب السابعفرائدُ من فوائدَ لها…صلة بالقرآن

- ‌13- سُوَر القرآن أربعة أقسام:

- ‌الباب الثامنفي أحكامٍ متعلقةٍبإكرام المصحف

- ‌خاتمة:

- ‌ثبت المراجع

الفصل: ‌الباب السادسفي نبذة يسيرة منعلم القراءات

‌الباب السادس

في نبذةٍ يسيرةٍ من

علم القِراءات

ص: 197

اعلم - رحمني الله وإياك - أن هذا العلم هو من أشرف العلوم الشرعية، وقد ساد جهلٌ به حتى بين بعض طلبة العلم، حيث اعتبره بعضهم من متفرعات العلم لا من أصوله، أما عامة المسلمين، فإنهم يعتبرونه من مهام المتخصصين في العلم الشرعي، ولا شأن لهم به، بل ليس لدى كثير منهم أدنى فكرة عنه، لذا، فقد أحببت إيراد نبذة مُيسَّرة عن هذ العلم لتكون - إن شاء الله - قاسماً مشتركاً بين المسلمين بنية التعريف به، وتنبيه الناس على أهميته، وإطلاعهم على أهم أسسه، ولو من باب العلم بالشيء، حيث لا يجمل بالمسلم جهله التام بهذا العلم، وقد قسمت هذا الباب إلى مباحث عدة وهي:

-

التعريف بالأحرف السبعة، وبالقراءات السبعة، وبيان العلاقة بينهما.

-

التعريف بالقرّاء السبعة، والرواة عنهم.

ص: 199

-

التعريف بمعنى الأصول والفَرْش من القراءات السبعة.

-

التعريف بمرجعَيْ هذا العلم من المصنفات.

-

التعريف بطريق تعلم هذا العلم.

الأحرف السبعة:

لقد روي حديث نزول القرآن على سبعة أحرف، عن جمع كبير من الصحابة رضي الله عنهم، قاربوا واحداً وعشرين صحابياً منهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وابن مسعود، وابن عباس، وغيرهم، رضي الله عنهم أجمعين.

فمن ذلك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى حَرْفٍ فَرَاجَعْتُهُ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ فَيَزِيدُنِي حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ» (84) .

وهذا الحديث مرويٌّ في الصحيحين، إلا أن مسلماً زاد:«قال ابن شهاب: بلغني أن تلك السبعة في الأمر الذي يكون واحداً لا يختلف في حلال ولا حرام» . اهـ.

(84) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة صلوات الله عليهم، برقم (3219)، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب (بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه) ، برقم (819) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم.

ص: 200

ولدينا حديث في مسلم فيه قول جبريل للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا حَرْفٍ قَرَءُوا عَلَيْهِ فَقَدْ أَصَابُوا» (85) .

وقد ثبت أيضاً إقرار النبيِّ صلى الله عليه وسلم الصحابة منهم: عمر ابن الخطاب، وهشام بن حكيم، وأبيّ بن كعب، وعمرو بن العاص، وعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، رضي الله عنهم أجمعين، أقرَّهم عليه الصلاة والسلام كلٌّ كما قرأ.

ويمكن لك - أخي القارئ - أن تستدلَّ من مجموع هذه النصوص على ما يأتي:

1-

إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف، وهي الاختلاف في الألفاظ وأدائها، من حيث الأوجه التي قد يقع فيها التغاير والاختلاف.

2-

أن الحكمة في إنزاله كذلك هي التيسير على الأمّة.

3-

أن المراد بالسبعة، حقيقة العدد المعروف. [وذلك

(85) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب (بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه) ، برقم (821) ، عن أبيِّ ابن كعبٍ رضي الله عنه.

ص: 201

من أحاديث ثبتت في مراجعة النبيِّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بعدما أقرأه على حرف ثم على حرفين، وهكذا] .

4-

أن من قرأ بأيٍّ منها فقد أصاب.

5-

أنه ليس المراد بالأحرف السبعة أن كل كلمة في القرآن تقرأ على سبعة أوجه، بل المراد كون القرآن قد أنزل موسَّعاً فيه على القارئ، فمنه ما يقرأ على وجوه عدة، لا تخرج جميعها عن كونها سبعة. والله أعلم (86) .

إذاً، ما هو المذهب المختار في معنى الأحرف السبعة، بعدما تبيَّن لك علمُ ما ذُكِر آنفًا؟

المذهب المختار (87) ، والله أعلم، هو أن الأوجه التي قد يقع بها التغاير والاختلاف في الكلام، لا تخرج عن سبعة أوجهٍ، هي:

1-

اختلاف الأسماء [في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث] .

(86) انظر في هذا المبحث: الكلامَ النفيس للشيخ محمد الزرقاني، في كتابه «مناهل العرفان في علوم القرآن» (1/130) وما بعدها.

(87)

انظر مقدمة كتاب: الوافي في شرح الشاطبية، للشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله.

ص: 202

2-

اختلاف الأفعال [من ماضٍ ومضارع وأمر] .

3-

اختلاف وجوه الإعراب بين جزم، ورفع، ونصب، وجر.

4-

اختلاف بالنقص والزيادة.

5-

اختلاف بالتقديم والتأخير.

6-

اختلاف بالإبدال، أي جعل حرف مكان آخر.

7-

اختلاف باللهجات، كالفتح والإمالة، والإظهار والإدغام، والتسهيل والتحقيق، والتفخيم والترقيق

إلخ.

وإن المتأمل لجميع القراءات السبع وغيرها، يجدها لا تخرج عن هذه الاختلافات.

لذلك، فإن الصواب - والله أعلم - أن جميع القراءات السبع بل العشر، هي متضمَّنة في الأحرف السبعة التي نزل القرآن الكريم عليها، تيسيراً للأمة. وهذه القراءات جميعها موافقة للعَرْضة الأخيرة، وموافقة

ص: 203

لخطِّ مصحفٍ من مصاحف عثمانَ رضي الله عنه التي بعث بها إلى الأمصار؛ وذلك بعد أن أجمع الصحابة عليها، واطَّرحوا كلَّ ما خالَفَها.

أما القراءات السبع:

فهي ما نقله لنا أئمة القراءات من اختلاف في أداء ألفاظ القرآن الكريم، كما تلقَّوْها بالسند الموصول إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقد وصلت إلينا عن طريق الرواة عنهم تلقياً.

وهذه القراءات هي:

- قراءة الإمام عاصم الكوفي، وعنه: حفص وشعبة.

- قراءة الإمام نافع المدني، وعنه: قالون وورش.

- قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي، وعنه: البَزِّي وقُنْبُل.

- قراءة الإمام أبي عمرو البصري، وعنه: الدُّوري

ص: 204

والسُّوسي، الآخذان عن يحيى اليزيدي، عن الإمام أبي عمرو، رحم الله الجميع.

- قراءة الإمام عبد الله بن عامر الشامي، وعنه هشام وابن ذَكْوان.

- قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيَّات، وعنه خَلَف وخلاّد.

- قراءة الإمام علي الكِسائي، وعنه: الليث والدُّوري، وهو الدُّوري نفسه الذي روى عن الإمام أبي عمرو البصري - كما تقدم.

ولكل قارئ منهم أصول وفَرْش يتميز بها عن غيره من القراء السبعة.

وإذا شئت معرفة معنى الأصل والفَرْش.

فالأصل: هو قاعدة القراءة العامة التي تلقاها القارئ ويُقرئ بها، وهي أحكام كلية مطَّردة، مُتحقَّقة في جميع أفرادها.

ومثالها:

من أصول جميع القراء السبعة مثلاً: إدغام

ص: 205

التنوين والنون الساكنة المتطرفة في اللام والراء بلا غنة، نحو:{هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ} {ثَمَرَةٍ رِزْقًا} {وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ} {مِنْ رَبِّهِمْ} .

ومن أصول القارئَيْن:

الكسائي وعاصم، مثلاً، القراءةُ بإثبات البسملة بين كل سورتين، بينما من أصول القارئ حمزة، مثلاً، الوصلُ بين السورتين، بغير بسملة بينهما

، وهكذا.

أما الفَرْش: وهو المسمّى بفرش الحروف، وتكون كلماته متفرقه في السور، منثورة كاللآلىء فيها، وهي كلمات قرآنية بعينها، مختلف في أدائها بين القراء، لا على أنها داخلة في قاعدة كلية مطَّردة.

ومثال على الفَرْش:

قراءة ابن عامر الشامي، وعاصم وحمزة والكسائي، كلمة «يَخْدَعون» من قوله تعالى:[البَقَرَة: 9]{وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَاّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} . قرؤوها بفتح الياء والدال، بينما قرأ

ص: 206

غيرهم وهم نافع وابن كثير وأبو عمرو «وما يُخَادِعون» ، على المفاعلة: بالألف وبضم الياء وفتح الخاء، مع كسر الدال.

وهكذا، أرجو أن تكون أخي القارئ قد نلت حظاً من هذا العلم، فإن أردت المزيد فعليك بأشهر مصادر هذا العلم:

(1)

قصيدة «حِرْز الأماني ووجه التهاني» ، والمشتهرة بالمنظومة الشاطبية نسبة لناظمها: الإمام أبي القاسم بن فِيرُّهْ بن خلف بن أحمد الشاطبي الأندلسي رحمه الله، المولود في آخر سنة 538هـ بشاطبةَ من بلاد الأندلس، والمتوفَّى سنة 590 من الهجرة، في القاهرة.

(2)

«الدرة المضيّة في القراءات الثلاث المتممة للعشر» - أي الصغرى - للإمام الحافظ أبي الخير محمد بن الجزري المولود بدمشق الشام سنة 751 من الهجرة، والمتوفى سنة 833 هـ في شيراز، رحمه الله.

ص: 207

(3)

«طيبة النشر في القراءات العشر» - أي الكبرى - المشتهرة بالطيبة، وهي للإمام ابن الجزري، أيضًا.

وقد استقرّ التلقي عند أهل الأداء، من هذه المصادر المباركة.

وفقني الله وإياك لسلوك سبيل التلقي، وحُسن الأداء، وتوقير أهل القرآن، واللحاق بهم، آمين.

***

ص: 208