الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقديم
فضيلة الدكتور عبد الله بن علي بصفر
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعدُ، فقد طلب مني الأخ العزيز الشيخ / الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي - حفظه الله ورعاه - مراجعة كتاب [مُعَلِّمُ التَّجْوِيدِ] فأجبتُه إلى طلبه لِما أعرفه عن الأخ الفاضل من رغبة في طلب العلم الشرعيِّ ونشرِه بين الناس من غير مكاسبَ دنيوية، وهذه نعمة نسأل الله عز وجل أن يرزقنا جميعاً إياها، وقد قرأت هذه الرسالة المباركة، ورغم أن موضوعها من الموضوعات التي تكررت الكتابة فيها كثيراً إلا أنها في كل عصر بحاجة إلى من يعرِضها عَرْضاً يوافق روح ذلك العصر، وأزعم أن هذه الرسالة كانت جديدة في عرضها وتقسيمها، فهي إضافة إلى أنها على طريقة
السؤال والجواب فهي لم تَسِر على الأقسام نفسها التي كثر تردادها في كتب التجويد المعاصرة، وسترى ذلك واضحاً - أخي القارىء - في الحديث عن المخارج والصفات، وهي من المباحث المهمة جداً في هذا العصر حيث كثرت أخطاء النطق في الحروف، حتى رأينا من يَؤُمُّ الناسَ وهو يَلفِظ بحروف تشبه الحروف العربية ولكنها ليست هي، وقد أضاف المؤلِّف بحوثاً تمَّم بها علمَ التجويد؛ منها علم الوقف والابتداء، وهو من البحوث المهمة جداً التي لا يُحِسنها إلا القليلُ القليلُ من طلبة العلم، فضلاً عن عامة الناس.
وقد بدأ المؤلِّف - حفظه الله - هذه الرسالة ببحوث في تعريف القرآن الكريم وبيان فضله وشرف أهله وختمها ببحوث في بيان طريق مُيسَّر لختم القرآن الكريم حفظاً وتلاوة وفي فضائل بعض الآيات والسور وغير ذلك؛ مما أزاح الملل عن القارىء لمثل هذه الكتب المتخصِّصة في هذا الفنّ، وشحذ همم القُرَّاء لهذه الرسالة ليُقبِلوا على كتاب الله عز وجل برغبة
وحبٍّ وسعياً لتلك الدرجات العالية التي ينالها الماهر بالقرآن الكريم، وكأن هذه الرسالة تأخذ بيد المسلم ليبدأ الطريق في الصُّلْح مع القرآن الكريم حتى يتشرَّف بأن يكون من أهل الله عز وجل، وباختصار فإن هذه الرسالة لَبِنَةٌ في بناء (المَهَرة) الذين يجب أن تكرِّس جمعيات تحفيظ القرآن الكريم جهدها لإخراجهم والعناية بهم كما يُعتنى بالموهوبين في كل علم وفنّ.
أسأل الله تعالى أن يتقبَّل من الأخ الفاضل هذه الرسالة، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفع بها المسلمين في كل مكان، إنه سميع مجيب الدعوات.
والحمد لله ربِّ العالمين.
وصلَّى الله وسلَّم على سيِّدنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه.
د. عبد الله بن علي بصفر
الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم