المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله: - معلم التجويد

[خالد الجريسي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديمفضيلة العلاّمة الشيخد. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

- ‌تقديمالمقرئ الشيخ أحمد بن خليل بن شاهين

- ‌تقديمفضيلة الدكتور عبد الله بن علي بصفر

- ‌مقدِّمة

- ‌الباب الأولتعريفُ القرآنوبيانُ بعض فضله وشرفِ أهله

- ‌معنى القرآن لغةً:

- ‌تعريف القرآن اصطلاحاً:

- ‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله:

- ‌الباب الثانيبيانُ الترتيلِ وهو:…(التلاوة بتجويد الأداء)

- ‌التعريف بمصطلحات وكلمات، يكثر تكرار ذِكْرها في هذا العلم

- ‌س1: عرّف القراءة

- ‌س2: ما هي أركان القراءة الصحيحة

- ‌س3:…وضِّح المراد بالركن الأول من الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س4:…وضِّح المراد بالركن الثاني للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س5:…وضِّح المراد بالركن الثالث للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س6:…عرّف الاستعاذة، واذكر صيغتها المختارة

- ‌س7:…هل تُمنع الزيادةُ في لفظ الاستعاذة

- ‌س8:…هل الاستعاذة من القرآن

- ‌س9:…عرّف البسملة

- ‌س10: اذكر حكم البسملة عند التلاوة

- ‌س11:…علِّل لمنع الإتيان بالبسملة في أول سورة التوبة {بَرَاءَةٌ}

- ‌س12: اذكر الوجوه الجائزة وصلاً - أي حال مواصلة القراءة - لحفص، عند آخر كلمة من سورة الأنفال، وأول سورة براءة

- ‌س13: إذا أردت قراءة القرآن، فكيف تبدأ بالاستعاذة والبسملة مع أول السورة

- ‌س14:…هل يجوز - عند الوصل بين سورتين - أن تصل آخر السورة بالبسملة، ثم تفصل البسملة عن أول السورة التالية

- ‌س15: هل البسملة آية من كل سورة "غير براءة

- ‌س16: ما المقصود بالألف المدّية، والواو المدّية، والياء المدّية

- ‌س17: ما المقصود بالأوزان الزمنية؟ مثِّل لما تقول

- ‌س18: ما المقصود بالغُنَّة؟ مثّل لما تقول

- ‌س19: هل هناك حروف تُلازِمها صفة الغنّة، ولا تنفكّ عنها

- ‌س20:…ما المقصود بقولهم - في كتب التجويد - مع الغنة بمقدار حركتين

- ‌س21:…ما المقصود بالابتداء

- ‌س22:…ثمة ابتداء قبيح، بَيِّنه، ومثِّل لما تقول

- ‌س23:…ما المقصود بمصطلح القصر؟ مع التمثيل له

- ‌س24:…عرّف المدّ اصطلاحاً، ثم مثّل لما تقول

- ‌س25:…دلَّ ما ذُكِر آنفًا على أن المد قسمان رئيسان، فما هما

- ‌س26:…ما المقصود بالمدّ الأصلي؟ مثِّل لما تقول

- ‌س27:…هناك ثلاثة أنواع للمدّ الطبيعي، اذكرها، ثم مثّل لكل منها

- ‌س28:…عرفتَ - فيما سبق - أن المدّ اصطلاحاً هو إطالة الصوت بحروف المدّ، أكثر من حركتين، فماذا يسمى هذا النوع من المدود

- ‌س29:…ما وجه تسميته بالمدّ الفرعي

- ‌س30:…ما هو السبب الذي ينشأ عنه المدّ الفرعي

- ‌س31:…لو أتى همز قبل حرف المدّ، فما المدّ المتفرع عن ذلك؟ اذكر مثالاً لما تقول، مع التوضيح

- ‌س32: عرفت أن الهمز لو جاء قبل حرف المدّ، فإن المدّ يسمى عندها: المدّ الفرعي البدل، فماذا لو جاء الهمز بعد حرف المدّ

- ‌س33:…ما هو المدّ المتصل؟ ولم سمّي بذلك؟ ومثّل له

- ‌س34:…هل يخيّر القارئ في المدّ المتصل بين أن يقصُر أو يمدّ

- ‌س35:…ما مقدار المدّ المتصل

- ‌س36…: من المدود الفرعية أيضاً، المدّ المنفصل، فما سبب تسميته بهذا الاسم؟ ثم مثّل لما تقول

- ‌س37:…ما حكم المدّ الفرعي المنفصل؟ وما مقدار مدّه

- ‌س38:…عرفت - أخي الكريم - الآن الأنواع الثلاثة من المدود الفرعية الناشئة عن وجود همز قبل حرف المدّ أو بعده، وهي: البدل والمتصل والمنفصل، فماذا لو أتى السبب الثاني للمدّ الفرعي - وهو السكون - بعد حرف المدّ

- ‌س39:…لِمَ سُمّي هذا المدّ الفرعي بالمدّ اللازم

- ‌س40:…قد يقع المدّ الفرعي اللازم في كلمة، مثّل لذلك مع التوضيح

- ‌س41:…كما أن المدّ الفرعي اللازم يقع في كلمة، فإنه يقع كذلك في حرفٍ، مثِّل لذلك، مع التوضيح

- ‌س42:…لو وقع السكون اللازم في حرف نوراني هجاؤه من حرفين فقط فهل نمدّه؟ مثّل لما تقول

- ‌س43:…لِمَ خصصنا هذه الحروف الثلاثة عشر من بين حروف الهجاء بالمدّ اللازم والمدّ الطبيعي حسب التفصيل السابق

- ‌س44: عرفت - فيما سبق - أن السكون الأصلي يتفرع عنه ما سمِّي بالمد اللازم بأنواعه، فما الحكم لو كان السكون بعد حرف المدّ طارئاً عند الوقف؟ وضح ذلك بالمثال

- ‌س45:…عرِّف صفة اللِّين، واذكر حرفي اللِّين. ثم وضح بذكر أمثلة

- ‌س46:…لو أتى بعد أحد حرفَيِ اللِّين سكون عَرَض لأجل الوقف، فما المدّ المتفرّع عن ذلك؟ فصّل ما تقول

- ‌س47:…ما المقصود بمدِّ التمكين؟ وضّح ما تقول بأمثلة

- ‌س48:…كيف تطبق في تلاوتك المتصل والمنفصل، من حيث مقدار إطالة الصوت بهما

- ‌س49:…تنقسم صفات الحروف إلى قسمين، اذكرهما

- ‌س50:…عرّف كلاً من قسمَيْ صفات الحروف، ومثّل لبعضها

- ‌س51…: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصّل القول، مع التمثيل

- ‌س52:…اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن مخارج الحروف

- ‌س53:…يقال في علم التجويد: حرفان متماثلان أو متقاربان أو متجانسان أو متباعدان، وضّح هذه المصطلحات، ثم مثّل لما تقول

- ‌س54:…ما المقصود بهمزة القطع؟ ولم سميت بذلك؟ وكيف تقرؤها بحسب رواية حفص؟ مثل لما تقول

- ‌س55:…عرّف همزة الوصل، ولم سميت بذلك؟ وكيف تبدأ بها في القراءة؟ مثّل لما تقول

- ‌س56:…اذكر فكرة مُيسَّرة عن أحكام اللامات في علم التجويد

- ‌س58…: بيّن ما يسمى بأحكام الراء، وذلك بتفصيل الأحوال التي ترقق فيها الراء، والأحوال التي تفخم فيها، والأحوال التي يجوز فيها الوجهان: التفخيم والترقيق، مع التمثيل لكلٍّ من ذلك

- ‌س59:…ما المقصود بباب الهاءات في علم أحكام التجويد

- ‌س60:…عرفت أن الهاءات أربعة أنواع، فما تعريف كلٍّ منها؟ مع التوضيح بمثال لما تقول

- ‌س61:…ما الأصل في تحريك هاء الضمير؟ هل هو الضمّ أو الكسر

- ‌س62:…متى تسمى هاء الضمير - أو هاء الكناية - بهاء الصلة

- ‌س63:…هل لهاء الصلة هذه حكم تجويدي خاص

- ‌س64:…ماذا يسمى مدّ هاء الصلة عند مدّه حركتين، وماذا يسمى عند مدّه أربعاً أو خمساً

- ‌س65:…ثمة كلمات احتوت على هاء الضمير، إلا أنها لم تُشبع، وذلك تبعاً لرواية حفص عن عاصم، اذكرها

- ‌س66:…ما المقصود بباب الياءات في علم أحكام التجويد

- ‌س67:…عرّف ياءات الإضافة، ومثّل لما تقول

- ‌س68:…كيف تُقرأ ياء الإضافة بالفتح، أم بالإسكان

- ‌س69:…عرّف ياءات الزوائد، ومثّل لما تقول

- ‌س70:…كيف قرأ حفص بروايته عن عاصم ياءات الزوائد

- ‌س71:…هل لحفص وجه آخر في قراءته الياء الزائدة في قوله تعالى: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} [النَّمل: 36]

- ‌س72:…اذكر الفرق بين ياءات الإضافة، وياءات الزوائد في علم التجويد

- ‌س73:…يعتبر باب معرفة الوقوف والابتداء من أهم أبواب علم الترتيل، فهلاّ ذكرت شيئاً من أهمية ذلك من أقوال السلف رحمهم الله

- ‌س74:…بيّن مهمات ما يحتاج إليه القارئ من أحكام الوقف والابتداء

- ‌س75:…عرّف الوقف لغةً، واصطلاحاً

- ‌س76:…هل يحظر الوقف على ما اتصل برسم المصحف

- ‌س77:…اذكر الرّاجح في حكم الوقف على فواصل الآيات

- ‌س78:…عرّف الوقف الاختياري، وبين أهميته

- ‌س79:…اذكر أنواع الوقف الجائز، من الوقف الاختياريّ

- ‌س80:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز التامّ، واذكر أقسامه ومثّل لما تقول

- ‌س81:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الكافي، ومثّل لما تقول

- ‌س82:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الحسن، ومثّل لما تقول

- ‌س83:…ما المذهب الراجح في الوقف الحسن عند رأس الآية من قوله تعالى: [المَاعون: 4] {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *}

- ‌س84:…عرفنا - فيما سبق - الوقف الاختياري، وأنواعه، وأمثلة كل منها، فهلاّ بينتَ لنا معنى الوقف القبيح، وأنواعه، ومثلتَ لكل منها

- ‌س85:…ما حكم الوقف على ما لا يؤدي معنىً، وعلى ما يؤدي معنىً غير صحيح

- ‌س86:…هل الكلام في جواز الوقف، وعدم جوازه، وقبحه ونحو ذلك محمول على الوقف الاختياريّ أم الاضطراريّ

- ‌س87:…اذكر ما تعرفه عن علامات الوقف المثبتة في المصحف الشريف وبيّن معنى كل منها

- ‌س88:…هل هناك علامات اصطلاحية أخرى للوقف أثبتت في المصحف الشريف

- ‌س89:…يتكلّف بعض القارئين الوقفَ عند مواضع يختارونها، متأوِّلين تمام المعنى المقصود، فما حكم ذلك؟ مع التمثيل لما تقول

- ‌س90:…عرّف السكت، وبيّن المواضع التي يقرأ فيها حفص بالسكت، من طريق الشاطبية

- ‌س91:…عرّف الابتداء، واذكر أنواعه، مع التمثيل لما تقول

- ‌س92:…ما حكم من توقف توقفاً غير جائز

- ‌س93:…من المعلوم أن الأصل عند الوقف هو إسكان

- ‌س94:…وضّح معنى كلٍّ من (الإشمام) و (الرَّوْم) ، ومثل لكل منهما

- ‌س95:…ما فائدة الرَّوْم والإشمام، مع أن الوقف بالإسكان هو الأصل

- ‌س96:…ثمة كلمات ينبغي للقارئ التنبّه عند قراءتها، يختبر بها أهل الأداء طلابهم لمعرفة إتقانهم ذلك، فهلاّ ذكرتَ لنا بعضًا منها، وبينتَ كيفية قراءتها

- ‌س97:…سبق أن عرفت أن في المدّ المنفصل - برواية حفص - وجهان: القصر والمدّ، فهلاّ فصلت ذلك

- ‌س98:…بعد أن عرفت جواز قصر المنفصل برواية حفص عن عاصم من طريق «طيبة النشر» لابن الجزري، فهل يصح لكل قارئ أن يقصر المنفصل اتباعاً لهذه الرواية؟ فصّل القول

- ‌س100: اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن علم الرسم في المصحف الإمام، مع التمثيل لما تقول

- ‌الباب الثالثفي بيانِ طريقٍ ميسَّرٍ لختمِالقرآن العظيم: حفظًا وتلاوةً

- ‌الباب الرابعفي فضائلِ بعضِ…الآيات والسُّوَر

- ‌الباب الخامسفي بيانِ مواضعِ السِّجْداتفي القرآن الكريم

- ‌الباب السادسفي نبذةٍ يسيرةٍ منعلم القِراءات

- ‌الباب السابعفرائدُ من فوائدَ لها…صلة بالقرآن

- ‌13- سُوَر القرآن أربعة أقسام:

- ‌الباب الثامنفي أحكامٍ متعلقةٍبإكرام المصحف

- ‌خاتمة:

- ‌ثبت المراجع

الفصل: ‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله:

‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله:

إنه - والحق يقال - لا يمكن إحصاء فضل القرآن الكريم، ولو أُفرِدت لذلك المُطوَّلات، وفَنِيَتْ فيه الأعمار، وقد جمع شيئًا من ذلك جهابذة من العلماء: منهم ابن كثير رحمه الله في كتاب «فضائل القرآن» ، والنوويُّ رحمه الله في «التبيان في آداب حملة القرآن» ، وأبو القاسم الشاطبيُّ رحمه الله في مطلع قصيدته الفذَّة «حِرْز الأماني ووجهُ التهاني» المعروفة بالمنظومة الشاطبيَّة، وغيرهم ممن يضيق المقام عن إحصائهم، أقول: مع سَبْق هؤلاء الأعلام لذلك الفضل، إلا أني أحبُّ أن أذكر- مستعيناً بالله - نزراً يسيراً من فضائل القرآن العظيم وخصائصه:

-

القرآن كلام الله تعالى، وسبيل هدايته الخلق.

-

وهو ملاذ الدِّين الأعلى؛ يستند إليه الإسلام في عقائده وعباداته، وحِكَمه وأحكامه، وأخلاقه، وقَصصه ومواعظه.

-

وهو عماد لغة العرب الأسمى، تَدِين له العربيَّةُ في

ص: 21

بقائها وسلامتها، وتستمدُّ منه علومها.

-

وهو حُجَّة الله تعالى على الخلق، وحُجَّة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعجزته الخالدة، شاهداً بحقِّ رسالته، دالاًّ على صدق نبوَّته.

-

وهو كتاب الله الخاتم للوحي، المُنزَّل على قلب نبيٍّ هو خاتم النبيِّين صلى الله عليه وسلم (3) .

-

وهو معلِّم الإنسانية جمعاء، بإشارات لعلوم كونية كبرى، ومعارفَ ما زال علماء التجريب إلى يومنا هذا يحارون في دِقَّتها وسَبْقها، وكأن الكون كتابٌ مُشاهَد، والقرآن كتاب مقروء لحقائق هذا الكون.

-

وهو الكتاب الشفيع لأصحابه يوم القيامة، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ» (4) .

أما أهله شرَّفهم الله، فتكاد أيضاً فضائلهم أن لا تنحصر، وسأكتفي بإيراد بعضٍ منها:

-

أهل القرآن هم خير الأمة الإسلامية ومقدَّمُها.

(3) المرجع السابق (1/12) .

(4)

جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، برقم (804) ، عن أبي أمامةَ الباهلي رضي الله عنه.

ص: 22

.. قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» (5) .

-

وهم المتبوِّئون مرتبةَ الملائكة الكَتَبة، وأدناهم حائز على مضاعفة الأجر.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ» (6) .

-

وهم كالأُتْرُجَّة (7) ، رِيحها طيِّبٌ وطَعْمُها طيِّب، كما صحَّ وَصْفُهم بذلك في الحديث، قال عليه الصلاة والسلام: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ الأُْتْرُجَّةِ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ

» (8) الحديث.

-

وهم ممن جاز اغتباطهم المحمود في الخير.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا حَسَدَ إِلَاّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ» (9) .

(5) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب:«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . برقم (5027)، وأخرجه أيضاً بلفظ:«إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» برقم (5028) . وأبو داود؛ كتاب الوتر، باب: في ثواب قراءة القرآن، برقم (1452) . والترمذي، كتاب: فضائل القرآن، باب: ما جاء في تعليم القرآن، برقم (2907) . وبرقم (2908)، بلفظ: «خَيْرُكُمْ أَوْ أَفْضَلُكُمْ

» ؛ جميعُهم عن عثمانَ رضي الله عنه.

(6)

أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: تفسير سورة عبس، برقم (4937)، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، برقم (798) ، عنها أيضاً. واللفظ لمسلم.

(7)

الأُتْرُجَّة: ثمرة معروفة، يقال لها أيضاً: تُرُنْجَة، و «أُتْرُنْجَة» .

(8)

جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب فضائل القرآن، باب: فضل القرآن على سائر الكلام، برقم (5020) ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به)، باب: فضيلة حافظ القرآن. برقم (797) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم.

(9)

أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب اغتباط صاحب القرآن، برقم (5025)، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها (فضائل القرآن وما يتعلق به) . باب: فضل من يقوم بالقرآن ويُعلِّمه، برقم (815) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم.

ص: 23

-

وهم من يرفع الله منزلتهم في الآخرة حتى يُبلَّغوا منزلة آخرِ آيةٍ يقرؤونها.

قال صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ - يعني لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ - اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا» (10) .

-

وهم من تنزَّل السكينة عليهم، وتدنو الملائكة عند قراءتهم.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأُسَيْدِ بنِ حُضَيْرٍ رضي الله عنه: «اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ، اقْرَأْ يَا ابْنَ حُضَيْرٍ

(11) تِلْكَ الْمَلائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» (12) .

-

وهم المُقدَّمون للإمامة في الصلاة.

قال عليه الصلاة والسلام: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى

» (13) . الحديث.

-

وهم الواجب إكرامهم.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ: إِكْرَامَ ذِي

(10) أخرجه أبو داود، كتاب الصلاة (الوتر)، باب: كيف يُستحب الترتيل في القرآن، برقم (1464) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. والترمذي، كتاب ثواب القرآن، باب:«إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْبَيْتِ الْخَرِبِ..» برقم (2914)، عنه أيضاً. وقال: هذا حديث حسن صحيح. واللفظ المختار له.

(11)

أُسَيْد بنُ حُضيرٍ هو أبو عتيك رضي الله عنه، كما في رواية:«اِقْرَأْ أَبَا عَتِيك» ، عند ابن حبان (1716) والطبراني في الكبير (566) ، وغيرهما.

(12)

أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: نزول السَّكينة والملائكة عند قراءة القرآن، برقم (5018) عن أُسَيْد رضي الله عنه. ويشار هنا إلى أن البخاري بعد إخراجه الحديث بانقطاع السند بين محمد التيمي وأُسَيد رضي الله عنه، عاد فوصله في آخر الحديث بسماع ابن الهاد من عبد الله ابن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري، عن أُسَيد رضي الله عنه. فالتعويل فيه على الإسناد الموصول كما نبَّه على ذلك الحافظ رحمه الله في «الفتح» (8/681) ، والله أعلم.

(13)

جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب المساجد، باب: مَن أحقُّ بالإمامة؟، برقم (673) ، عن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ رضي الله عنه.

ص: 24

الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ» (14) .

-

وهم، أخيراً وليس آخراً، أهلُ الله وخاصَّتُه.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ» ، قيل: من هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ عليه الصلاة والسلام: «أَهْلُ الْقُرْآنِ: أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ» (15) .

شرَّف الله أهلَ القرآن وجعلني وإياك - أخي القارئ - ممن يُكرِمهم إجلالاً لمقامه تبارك وتعالى.

****

(14) أخرجه أبو داود، كتاب الأدب، باب في تنزيل الناس منازلهم، برقم (4843) ، عن أبي موسى رضي الله عنه. وفي سنده أبو كنانة القرشي - وهو مجهول - عن أبي موسى، وللحديث شواهد يتقوى بها. وقد حسَّنه الأئمة: النووي والعراقي وابنُ حجر رحمهم الله تعالى. انظر: «التبيان» للنووي بتحقيق الأستاذ الأرناؤوط ص (20) .

(15)

أخرجه أحمد في مسنده (3/127) ، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، برقم (12304) . وابن ماجه؛ كتاب: السُّنة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه؛ برقم (215) عنه أيضاً. والحديث حسَّنه العراقيُّ في تخريج الإحياء (1/280) . كما جوّده الألبانيُّ في «الضعيفة» (4/85) . وقال الذهبيُّ في «الميزان» (3/626) : إسناده صالح. ووافقه الحافظ في «اللسان» (5/254) .

ص: 25