المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌س51…: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصل القول، مع التمثيل - معلم التجويد

[خالد الجريسي]

فهرس الكتاب

- ‌تقديمفضيلة العلاّمة الشيخد. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

- ‌تقديمالمقرئ الشيخ أحمد بن خليل بن شاهين

- ‌تقديمفضيلة الدكتور عبد الله بن علي بصفر

- ‌مقدِّمة

- ‌الباب الأولتعريفُ القرآنوبيانُ بعض فضله وشرفِ أهله

- ‌معنى القرآن لغةً:

- ‌تعريف القرآن اصطلاحاً:

- ‌بيان بعض فضل القرآن وشرف أهله:

- ‌الباب الثانيبيانُ الترتيلِ وهو:…(التلاوة بتجويد الأداء)

- ‌التعريف بمصطلحات وكلمات، يكثر تكرار ذِكْرها في هذا العلم

- ‌س1: عرّف القراءة

- ‌س2: ما هي أركان القراءة الصحيحة

- ‌س3:…وضِّح المراد بالركن الأول من الأركان الثلاثة للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س4:…وضِّح المراد بالركن الثاني للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س5:…وضِّح المراد بالركن الثالث للقراءة الصحيحة، مع ضرب مثال لما تقول

- ‌س6:…عرّف الاستعاذة، واذكر صيغتها المختارة

- ‌س7:…هل تُمنع الزيادةُ في لفظ الاستعاذة

- ‌س8:…هل الاستعاذة من القرآن

- ‌س9:…عرّف البسملة

- ‌س10: اذكر حكم البسملة عند التلاوة

- ‌س11:…علِّل لمنع الإتيان بالبسملة في أول سورة التوبة {بَرَاءَةٌ}

- ‌س12: اذكر الوجوه الجائزة وصلاً - أي حال مواصلة القراءة - لحفص، عند آخر كلمة من سورة الأنفال، وأول سورة براءة

- ‌س13: إذا أردت قراءة القرآن، فكيف تبدأ بالاستعاذة والبسملة مع أول السورة

- ‌س14:…هل يجوز - عند الوصل بين سورتين - أن تصل آخر السورة بالبسملة، ثم تفصل البسملة عن أول السورة التالية

- ‌س15: هل البسملة آية من كل سورة "غير براءة

- ‌س16: ما المقصود بالألف المدّية، والواو المدّية، والياء المدّية

- ‌س17: ما المقصود بالأوزان الزمنية؟ مثِّل لما تقول

- ‌س18: ما المقصود بالغُنَّة؟ مثّل لما تقول

- ‌س19: هل هناك حروف تُلازِمها صفة الغنّة، ولا تنفكّ عنها

- ‌س20:…ما المقصود بقولهم - في كتب التجويد - مع الغنة بمقدار حركتين

- ‌س21:…ما المقصود بالابتداء

- ‌س22:…ثمة ابتداء قبيح، بَيِّنه، ومثِّل لما تقول

- ‌س23:…ما المقصود بمصطلح القصر؟ مع التمثيل له

- ‌س24:…عرّف المدّ اصطلاحاً، ثم مثّل لما تقول

- ‌س25:…دلَّ ما ذُكِر آنفًا على أن المد قسمان رئيسان، فما هما

- ‌س26:…ما المقصود بالمدّ الأصلي؟ مثِّل لما تقول

- ‌س27:…هناك ثلاثة أنواع للمدّ الطبيعي، اذكرها، ثم مثّل لكل منها

- ‌س28:…عرفتَ - فيما سبق - أن المدّ اصطلاحاً هو إطالة الصوت بحروف المدّ، أكثر من حركتين، فماذا يسمى هذا النوع من المدود

- ‌س29:…ما وجه تسميته بالمدّ الفرعي

- ‌س30:…ما هو السبب الذي ينشأ عنه المدّ الفرعي

- ‌س31:…لو أتى همز قبل حرف المدّ، فما المدّ المتفرع عن ذلك؟ اذكر مثالاً لما تقول، مع التوضيح

- ‌س32: عرفت أن الهمز لو جاء قبل حرف المدّ، فإن المدّ يسمى عندها: المدّ الفرعي البدل، فماذا لو جاء الهمز بعد حرف المدّ

- ‌س33:…ما هو المدّ المتصل؟ ولم سمّي بذلك؟ ومثّل له

- ‌س34:…هل يخيّر القارئ في المدّ المتصل بين أن يقصُر أو يمدّ

- ‌س35:…ما مقدار المدّ المتصل

- ‌س36…: من المدود الفرعية أيضاً، المدّ المنفصل، فما سبب تسميته بهذا الاسم؟ ثم مثّل لما تقول

- ‌س37:…ما حكم المدّ الفرعي المنفصل؟ وما مقدار مدّه

- ‌س38:…عرفت - أخي الكريم - الآن الأنواع الثلاثة من المدود الفرعية الناشئة عن وجود همز قبل حرف المدّ أو بعده، وهي: البدل والمتصل والمنفصل، فماذا لو أتى السبب الثاني للمدّ الفرعي - وهو السكون - بعد حرف المدّ

- ‌س39:…لِمَ سُمّي هذا المدّ الفرعي بالمدّ اللازم

- ‌س40:…قد يقع المدّ الفرعي اللازم في كلمة، مثّل لذلك مع التوضيح

- ‌س41:…كما أن المدّ الفرعي اللازم يقع في كلمة، فإنه يقع كذلك في حرفٍ، مثِّل لذلك، مع التوضيح

- ‌س42:…لو وقع السكون اللازم في حرف نوراني هجاؤه من حرفين فقط فهل نمدّه؟ مثّل لما تقول

- ‌س43:…لِمَ خصصنا هذه الحروف الثلاثة عشر من بين حروف الهجاء بالمدّ اللازم والمدّ الطبيعي حسب التفصيل السابق

- ‌س44: عرفت - فيما سبق - أن السكون الأصلي يتفرع عنه ما سمِّي بالمد اللازم بأنواعه، فما الحكم لو كان السكون بعد حرف المدّ طارئاً عند الوقف؟ وضح ذلك بالمثال

- ‌س45:…عرِّف صفة اللِّين، واذكر حرفي اللِّين. ثم وضح بذكر أمثلة

- ‌س46:…لو أتى بعد أحد حرفَيِ اللِّين سكون عَرَض لأجل الوقف، فما المدّ المتفرّع عن ذلك؟ فصّل ما تقول

- ‌س47:…ما المقصود بمدِّ التمكين؟ وضّح ما تقول بأمثلة

- ‌س48:…كيف تطبق في تلاوتك المتصل والمنفصل، من حيث مقدار إطالة الصوت بهما

- ‌س49:…تنقسم صفات الحروف إلى قسمين، اذكرهما

- ‌س50:…عرّف كلاً من قسمَيْ صفات الحروف، ومثّل لبعضها

- ‌س51…: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصّل القول، مع التمثيل

- ‌س52:…اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن مخارج الحروف

- ‌س53:…يقال في علم التجويد: حرفان متماثلان أو متقاربان أو متجانسان أو متباعدان، وضّح هذه المصطلحات، ثم مثّل لما تقول

- ‌س54:…ما المقصود بهمزة القطع؟ ولم سميت بذلك؟ وكيف تقرؤها بحسب رواية حفص؟ مثل لما تقول

- ‌س55:…عرّف همزة الوصل، ولم سميت بذلك؟ وكيف تبدأ بها في القراءة؟ مثّل لما تقول

- ‌س56:…اذكر فكرة مُيسَّرة عن أحكام اللامات في علم التجويد

- ‌س58…: بيّن ما يسمى بأحكام الراء، وذلك بتفصيل الأحوال التي ترقق فيها الراء، والأحوال التي تفخم فيها، والأحوال التي يجوز فيها الوجهان: التفخيم والترقيق، مع التمثيل لكلٍّ من ذلك

- ‌س59:…ما المقصود بباب الهاءات في علم أحكام التجويد

- ‌س60:…عرفت أن الهاءات أربعة أنواع، فما تعريف كلٍّ منها؟ مع التوضيح بمثال لما تقول

- ‌س61:…ما الأصل في تحريك هاء الضمير؟ هل هو الضمّ أو الكسر

- ‌س62:…متى تسمى هاء الضمير - أو هاء الكناية - بهاء الصلة

- ‌س63:…هل لهاء الصلة هذه حكم تجويدي خاص

- ‌س64:…ماذا يسمى مدّ هاء الصلة عند مدّه حركتين، وماذا يسمى عند مدّه أربعاً أو خمساً

- ‌س65:…ثمة كلمات احتوت على هاء الضمير، إلا أنها لم تُشبع، وذلك تبعاً لرواية حفص عن عاصم، اذكرها

- ‌س66:…ما المقصود بباب الياءات في علم أحكام التجويد

- ‌س67:…عرّف ياءات الإضافة، ومثّل لما تقول

- ‌س68:…كيف تُقرأ ياء الإضافة بالفتح، أم بالإسكان

- ‌س69:…عرّف ياءات الزوائد، ومثّل لما تقول

- ‌س70:…كيف قرأ حفص بروايته عن عاصم ياءات الزوائد

- ‌س71:…هل لحفص وجه آخر في قراءته الياء الزائدة في قوله تعالى: {فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ} [النَّمل: 36]

- ‌س72:…اذكر الفرق بين ياءات الإضافة، وياءات الزوائد في علم التجويد

- ‌س73:…يعتبر باب معرفة الوقوف والابتداء من أهم أبواب علم الترتيل، فهلاّ ذكرت شيئاً من أهمية ذلك من أقوال السلف رحمهم الله

- ‌س74:…بيّن مهمات ما يحتاج إليه القارئ من أحكام الوقف والابتداء

- ‌س75:…عرّف الوقف لغةً، واصطلاحاً

- ‌س76:…هل يحظر الوقف على ما اتصل برسم المصحف

- ‌س77:…اذكر الرّاجح في حكم الوقف على فواصل الآيات

- ‌س78:…عرّف الوقف الاختياري، وبين أهميته

- ‌س79:…اذكر أنواع الوقف الجائز، من الوقف الاختياريّ

- ‌س80:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز التامّ، واذكر أقسامه ومثّل لما تقول

- ‌س81:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الكافي، ومثّل لما تقول

- ‌س82:…عرّف الوقف الاختياريّ الجائز الحسن، ومثّل لما تقول

- ‌س83:…ما المذهب الراجح في الوقف الحسن عند رأس الآية من قوله تعالى: [المَاعون: 4] {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ *}

- ‌س84:…عرفنا - فيما سبق - الوقف الاختياري، وأنواعه، وأمثلة كل منها، فهلاّ بينتَ لنا معنى الوقف القبيح، وأنواعه، ومثلتَ لكل منها

- ‌س85:…ما حكم الوقف على ما لا يؤدي معنىً، وعلى ما يؤدي معنىً غير صحيح

- ‌س86:…هل الكلام في جواز الوقف، وعدم جوازه، وقبحه ونحو ذلك محمول على الوقف الاختياريّ أم الاضطراريّ

- ‌س87:…اذكر ما تعرفه عن علامات الوقف المثبتة في المصحف الشريف وبيّن معنى كل منها

- ‌س88:…هل هناك علامات اصطلاحية أخرى للوقف أثبتت في المصحف الشريف

- ‌س89:…يتكلّف بعض القارئين الوقفَ عند مواضع يختارونها، متأوِّلين تمام المعنى المقصود، فما حكم ذلك؟ مع التمثيل لما تقول

- ‌س90:…عرّف السكت، وبيّن المواضع التي يقرأ فيها حفص بالسكت، من طريق الشاطبية

- ‌س91:…عرّف الابتداء، واذكر أنواعه، مع التمثيل لما تقول

- ‌س92:…ما حكم من توقف توقفاً غير جائز

- ‌س93:…من المعلوم أن الأصل عند الوقف هو إسكان

- ‌س94:…وضّح معنى كلٍّ من (الإشمام) و (الرَّوْم) ، ومثل لكل منهما

- ‌س95:…ما فائدة الرَّوْم والإشمام، مع أن الوقف بالإسكان هو الأصل

- ‌س96:…ثمة كلمات ينبغي للقارئ التنبّه عند قراءتها، يختبر بها أهل الأداء طلابهم لمعرفة إتقانهم ذلك، فهلاّ ذكرتَ لنا بعضًا منها، وبينتَ كيفية قراءتها

- ‌س97:…سبق أن عرفت أن في المدّ المنفصل - برواية حفص - وجهان: القصر والمدّ، فهلاّ فصلت ذلك

- ‌س98:…بعد أن عرفت جواز قصر المنفصل برواية حفص عن عاصم من طريق «طيبة النشر» لابن الجزري، فهل يصح لكل قارئ أن يقصر المنفصل اتباعاً لهذه الرواية؟ فصّل القول

- ‌س100: اذكر فكرة مُيسَّرة موجزة عن علم الرسم في المصحف الإمام، مع التمثيل لما تقول

- ‌الباب الثالثفي بيانِ طريقٍ ميسَّرٍ لختمِالقرآن العظيم: حفظًا وتلاوةً

- ‌الباب الرابعفي فضائلِ بعضِ…الآيات والسُّوَر

- ‌الباب الخامسفي بيانِ مواضعِ السِّجْداتفي القرآن الكريم

- ‌الباب السادسفي نبذةٍ يسيرةٍ منعلم القِراءات

- ‌الباب السابعفرائدُ من فوائدَ لها…صلة بالقرآن

- ‌13- سُوَر القرآن أربعة أقسام:

- ‌الباب الثامنفي أحكامٍ متعلقةٍبإكرام المصحف

- ‌خاتمة:

- ‌ثبت المراجع

الفصل: ‌س51…: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصل القول، مع التمثيل

بعدها، فإنها تُظهر، فتُخرج من غير غنة ولا سكت ولا قلقلة ولا تشديد.

ومثاله:

[مَنْ ءامن - ينْأون / مِنْ هاد - ينْهون / مِنْ علم - ينْعق / مِنْ حكيم - ينْحتون / مِن غِلّ - فسينْغضون / مِنْ خير - والمنْخنقة]

إنك تلحظ هنا، أن صفة الغنة، وهي صفة ذاتية لازمة لحرف النون - وكذلك الميم - لم تؤثر على الحروف الستة [ء، هـ، ع، ح، غ، خ] فبقيت مظهرة.

‌س51

: أين يمكنك تصنيف المصطلحات، كثيرة الدوران في كتب علم التجويد، كالإظهار، والإخفاء، والإقلاب، والإدغام؟ فصّل القول، مع التمثيل

.

ج51: هذه المصطلحات جميعاً، هي داخلة - كما ذُكِر آنفًا - تحت الصفات العارضة للحروف، فالإظهار وهو، لغة: البيان. واصطلاحاً: إخراج

ص: 72

كل حرف من مخرجه بغير غنة. وهو يكون عند التقاء نون ساكنة أو تنوين بأحد الحروف الستة [ء، هـ، ع، ح، غ، خ] ولكون هذه الحروف تخرج من الحلق فقد سمي الحكم إظهاراً حلقياً، وقد مرَّ قريبًا بيان أمثلة لذلك.

كذلك لو التقت ميم ساكنة عند أي حرف من حروف الهجاء، ما عدا الميم والباء، فإن الحكم يسمى عندها: الإظهار الشفوي، لأن الميم من الحروف الشفوية. ومثاله:[الفَاتِحَة: 7]{عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} .

أما الإدغام فهو، لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحاً: التقاء حرف ساكن بمتحرك بحيث يصيران عند النطق بهما حرفاً واحداً مشدداً كالثاني، يرتفع اللسان عنده ارتفاعة واحدة. وهو من الصفات العارضة أيضًا، وهو يكون في حالين:

ص: 73

الأولى: عند التقاء نون ساكنة أو تنوين بأحد الحروف الستة المجموعة في قولك (يَرْمُلُون) . ويسمى إدغاماً بغنة عند حروف (ينمو) ، وإدغاماً بغير غنة عند حرفي اللام والراء. أي يجب إدخال النون الساكنة أو التنوين بأحد هذه الحروف الستة عند الالتقاء، والنطق بهما كالحرف الثاني مشدداً.

ومثاله

- مع النون الساكنة-: [البَقَرَة: 8]{مَنْ يَقُولُ} ، [الليْل: 19] {مِنْ نِعْمَةٍ} ، [النُّور: 33] {مِنْ مَالِ اللَّهِ} ، [الرّعد: 11] {مِنْ وَالٍ} ، ومثاله مع التنوين:[البَقَرَة: 19]{وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ} ، [الغَاشِيَة: 8] {يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ *} ، [الإنسَان: 19] {لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا} ، [البَقَرَة: 148] {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} .

يشار هنا إلى أن رواية حفص عن عاصم قد وردت بوجوب إظهار النون الساكنة عند التقائها بواو، وذلك في موضعين من القرآن الكريم، الأول في قوله تعالى:[يس: 1-2]{يس *وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ *} ،

ص: 74

وقوله سبحانه: [القَلَم: 1]{ن وَالْقَلَمِ} فيجب - عنده - القراءة بإظهار النون هكذا في الأولى: [ياسينْ والقرآن الحكيم]، وفي الثانية:[نونْ والقلم] .

ملحوظة: يُسمّى الإدغام بغنة، إدغاماً ناقصاً؛ وذلك لذهاب الحرف وهو النون الساكنة أو التنوين، وبقاء الصفة، وهي الغنة، بينما يسمى الإدغام بغير غنة، إدغاماً تاماً؛ وذلك لذهاب الحرف والصفة معًا.

فائدة:

ثمة مناسبة لطيفة بين كل من حروف الإدغام وحكمها؛ فمعنى الفعل (ينمو) يتضمن الزيادة، كما أن الغنة في معناها الزيادة أيضاً. أما حرفَيِ الإدغام بغير غنة اللام والراء، (رَلْ) أو (لِرْ) فمعنى فعل الأمر هنا: أسرعْ، كما أن في الإدغام بغير غنة معنى الإسراع في القراءة عند ملاقاة التنوين أو النون الساكنة حرفَ الإدغام بغير غنة.

ص: 75

تنبيه:

لو وقع أحد حروف الإدغام (يَرْمُلُون) بعد النون الساكنة في كلمة واحدة، وجب الإظهار، ويسمى عندئذ «الإظهار المطلق» ؛ لعدم تقييده بحلق أو شفة، وقد وقع هذا النوع في أربع كلمات من القرآن الكريم، وهي «الدنيا» حيثما وقعت. و «بنيان» في خمس مواضع، وهي قوله تعالى:

[التّوبَة: 109]{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ} .

[التّوبَة: 110] {لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَاّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ

} .

[الكهف: 21]{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ} .

[الصَّافات: 97]{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ *} .

[الصَّف: 4]{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ *} .

ص: 76

و «قنوان» من قوله تعالى: [الأنعَام: 99]{وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ} .

و «صنوان» من قوله تعالى: [الرّعد: 4] {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ

} .

فتقرأ هذه الكلمات كما هي: الدُّنْيَا - بُنْيَان - قِنْوَان - صِنْوَان. وذلك كي لا تلتبس بالمضاعف؛ فمثلاً قد يلتبس معنى صِنْوان - وهي: النخل التي يجمعها أصل واحد - بمعنى صِوّان وهو نوع من الأحجار، وهكذا قد يقع الالتباس في المعنى في باقي هذه الكلمات فيما لو أُدغِمت.

الحال الثانية للإدغام: يكون الإدغام أيضًا عند التقاء الميم الساكنة بميم بعدها، فيجب عندها إدخالها بها مع الغنة، ويسمى الحكم عندئذ إدغاماً شفوياً، ومثاله:[البَقَرَة: 29]{خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ} .

ص: 77

فائدة:

يسمى الإدغام الشفوي إدغام المتماثلين الصغير، وذلك لتمييزه عن إدغام المتماثلين الكبير الذي يجوز فيه إدغام الحرفين المتماثلين المتحركين، وذلك عند القارئ أبي عمرو البصري - وهو من القراء السبعة - بضوابطَ مشتهرةٍ عند أهل الأداء لا يَحْسُن تفصيلها في هذا المقام.

وأما الإقلاب

فهو لغة: تحويل الشيء عن وجهه، واصطلاحاً: جعل حرف مكان حرف آخر، مع مراعاة الغنة. ويكون عند التقاء نون ساكنة أو تنوين بحرف واحد هو الباء.

ومثاله:

[البَقَرَة: 33]{أَنْبِئْهُمْ} -[البَقَرَة: 27]{مِنْ بَعْدِ} -[آل عِمرَان: 119]{عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} .

وأما الإخفاء

فهو لغة: الستر، واصطلاحاً: عبارة عن النطق بحرفٍ ساكن عارٍ - أي - خالٍ عن التشديد، على صفةٍ بين الإظهار والإدغام، مع

ص: 78

بقاء الغنة في الحرف الأول وهو النون الساكنة أو التنوين. والضابط في ذلك أنك تنظر عند النون الساكنة والتنوين، فإن لم يأت بعده حرف من أحرف الإظهار الحلقي:[ء، هـ، ع، ح، غ، خ]، ولم يأت بعده أحد حروف الإدغام:(يَرْمُلُون) ، ولم يأت بعده حرف الإقلاب [الباء] ، فيكون الحكم عند ذلك إخفاءً حقيقياً، وحروفه خمسة عشر جمعها الإمام الجُمزوري في منظومته المسماة بالتحفة في أوائل كَلِم هذا البيت:

صِفْ ذَا ثَنَا كَمْ جَادَ شَخْصٌ قَدْ سَمَا

...

...

...

دُمْ طَيِّباً زِدْ فِي تُقَىً ضَعْ ظَالِما

هذا، ولو التقت الميم الساكنة بباءٍ بعدها وجب عندها إخفاء الميم، ويسمى إخفاءً شفويًا، ومثاله [غَافر: 16] {هُمْ بَارِزُونَ} .

مما ذكر آنفاً تبين لك - أخي القارئ - ما لدقة ملاحظة النون الساكنة والتنوين، والميم الساكنة، وما

ص: 79