الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الرابع
في فضائلِ بعضِ
…
الآيات والسُّوَر
قال الله تعالى: [الحِجر: 87]{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ *} ، وقال عز وجل:[فُصّلَت: 41-42]{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ *لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ *} ، وقال سبحانه:[الواقِعَة: 77-78]{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ *فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ *} .
نستدل من تلك الآيات الكريمة على عِظَم فضل القرآن الكريم بعامة، فكيف إذا اختُصَّت بعض آياته أو سوره بمزيد فضل، ولست أدعي في هذا المقام أني سأحصي جميع ما ورد في ذلك؛ فهذا الباب بحر خِضَمٌّ يزخر بالعلم، بَيْد أنه لا فُرْضة (56) له، بل لا يُدرك ساحلُه، لكني سأذكر ما يناسب الحال من ذلك. وسأجعله على قسمين:
…
الأول في فضل بعض الآيات.
…
والثاني في فضل بعض السور.
أما الآيات فأولها آية الكرسي لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ
(56) فُرْضة البحر: مَحَطُّ السُّفُن. انظر: مختار الصحاح للرازي ص (498) ، مادة (ف ر ض) . والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص (650) باب الضاد، فصل الفاء (الفَرْض) .
مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال:«يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قلت: [البَقَرَة: 255]{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} ، قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ:«وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ» (57) .
ثم الآيتان من آخر سورة البقرة، وهي قوله تعالى:[البَقَرَة: 285-286]{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ *لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ *} ، فقد ثبت فضلُهما من حديث أبي مسعودٍ البدريِّ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ
(57) أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (810) عن أبيِّ بن كعب رضي الله عنه.
آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (58) . وهي من الثلاثة التي أعطيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء، كما في الحديث: «لَمَّا أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم انْتُهِيَ بِهِ إِلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى
…
، وَأُعْطِيَ ثَلَاثَاَ: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا الْمُقْحِمَاتُ» (59) .
ومن الآيات ذوات الفضل قوله تعالى: [البَقَرَة: 201]{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} . «فقد كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» (60) .
ثم الآيات العشر من أول سورة الكهف، وعشر من آخرها كذلك، فهي عاصمة من فتنة الدجال.
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ» وفي رواية: «مِنْ آخِرِ سُورةِ الْكهْفِ» (61) .
(58) أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة، برقم (5009) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب فضل الفاتحة وخواتيم البقرة، برقم (807) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم.
(59)
أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى، برقم (173) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(60)
أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب ُ ص ض +،) * / 0 ِ برقم (4522) عن أنس رضي الله عنه. ومسلم، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الدعاء باللهم ُ،) * / 0 ِ، برقم (2690) عنه أيضاً. واللفظ للبخاري.
(61)
أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي، برقم (809) ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
-
…
أما الآية المنجِّية من الغمِّ، كما أنها سبيل للدعاء المستجاب، فهي قوله تعالى:[الأنبيَاء: 87]{لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} .
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ هُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: {لَا إِلهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلا اسْتَجَابَ لَهُ» (62) .
وأختم بالآية التي هي أحبُّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم من الدنيا جميعاً، [الفَتْح: 1-2] {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً *لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا *} .
فإنه لما نزلَتْ [الفَتْح: 1]{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً *} قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا» (63)
وأما فضائل بعض السور، فمما صح في ذلك:
-
…
فضل سورة الفاتحة، فقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ
(62) جزء من حديث أخرجه أحمد، في مسنده (1/170) من حديث أبي أسحاق سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
(63)
أخرجه مسلم، كتاب الجهاد والسِيَر، باب صلح الحديبية، برقم (1786) ، عن أنس رضي الله عنه.
تَعَالَى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ» (64) .
-
…
وفي فضلها قال مَلَك من السماء للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: «أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلا أُعْطِيتَهُ» (65) .
-
…
ومن فضلها أيضاً أنها رقية شرعية، وفي ذلك ثبتت قصة نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا قد رقَوا سيِّدَ حَيٍّ من أحياء العرب، كان قد لُدِغ، فشفي (66) .
ومن فُضْلَيَات السور: سورة البقرة، وقد مرّ آنفاً فضلُ خواتيمها، ويذكر أيضاً من فضلها: أنها سبب لدنوِّ الملائكة، وسبب لرؤية الملائكة، كما بَشَّر به الصادقُ المصدوق الصحابيَّ ابنَ حُضَير رضي الله عنه، حين قرأ بها «فأظلَّه مثل ظلة فيها أمثال المصابيح، وجالت فرسه، فأمره النبيُّ صلى الله عليه وسلم حين أخبره بذلك - أن يداوم
(64) أخرجه البخاري؛ كتاب: التفسير، باب: ما جاء في فاتحة الكتاب، برقم (4474) ، عن أبي سعيد ابن المعلّى رضي الله عنه.
(65)
أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، برقم (806) ، عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما.
(66)
معنى حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، برقم (2276)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) ، عنه أيضاً.
على قراءته القرآن، فقال: «اقْرَأْ يَا ابْن حُضَيْرٍ
…
تِلْكَ الْمَلَائِكَةُ دَنَتْ لِصَوْتِكَ، وَلَوْ قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَنْظُرُ النَّاسُ إِلَيْهَا لَا تَتَوَارَى مِنْهُمْ» (67) .
ويقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ وَلا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» (68) .
وقال عليه الصلاة والسلام: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ» (69) .
وكذلك يثبت الفضل لسورتَيِ البقرة وآل عمران معاً، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ؛ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا» (70) .
أما سورة الكهف، فبعد ثبوت فضل أول عشر منها، وآخر عشر منها، زادها النبيُّ صلى الله عليه وسلم إثباتَ فضلٍ بقوله
(67) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: نزول السَّكينة والملائكة عند قراءة القرآن، برقم (5018) عن أُسيد رضي الله عنه. ويشار هنا - ضرورة - إلى أن البخاري بعد إخراجه الحديث بانقطاع السند بين محمد التيمي وأسيد رضي الله عنه، عاد فوصله في آخر الحديث بسماع ابن الهاد من عبد الله بن خبَّاب عن أبي سعيد الخدري عن أسيد رضي الله عنه. فالتعويل فيه على الإسناد الموصول كما نبّه على ذلك الحافظ رحمه الله في «الفتح» . والله أعلم.
(68)
جزء من حديث أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: فضل قراءة القرآن وسورة البقرة، برقم (804)، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. ومعنى «البَطَلَةُ» : السَّحَرة. كما بيّنه معاوية بن سلام، (أحد رواة هذا الحديث) .
(69)
أخرجه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته، برقم (780) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(70)
جزء من حديث تقدم تخريجه آنفاً بالهامش ذي الرقم (64) . والغيايتان: ظُلتان سوداوان، كما في مسلم.
للرجل الذي نزلَتْ عليه ضَبَابةٌ - أو سحابةٌ - فغشِيَتْه عند قراءته لها: «اقْرَأْ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآنِ» (71) . وهي عصمة من الدجال كما سبق، قال عليه الصلاة والسلام:«فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمُ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ» (72) .
وأما سورتا ُ صلى الله عليه وسلم {ِ السجدة، والإنسان، فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهِمَا فِي صِلَاة الصُّبْحِ مِنْ يَوْم الجْمُعُةَ (73) .
وأما سورة الفتح، فبعد أن سمَّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم مطلعها آية، وأثبت فضلها، وقد مرّ ذلك، فقد أثبت فضل السورة بتمامها فقال صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ثُمَّ قَرَأَ قوله تعالى: [الفَتْح: 1]{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيناً *} (74) .
وأما سورة (ق) ، فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطب بها على المنبر في كل جمعة.
(71) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: نزول السكينة لقراءة القرآن، برقم (795)، عن البراء بن عازب رضي الله عنه. وهذا الرجل هو: أُسَيْدُ ابن الحُضَيْرِ (أبو عتيك) ، كما في تفسير ابن كثير ص (1039) . وقد تنزّلت الملائكة لتلاوته مرتين؛ الأولى لسورة البقرة والثانية لسورة الكهف، رضي الله عنه وأرضاه. وقد أفادني ذلك بخطّه فضيلة العلاّمة ابن جبرين عند مراجعته الكتاب، جزاه الله خيرًا.
(72)
جزء من حديث طويل، أخرجه مسلم؛ كتاب: الفتن، باب: ذكر الدجال وصفته وما معه، برقم (2937) عن النَّوَّاس بن سَمْعانَ رضي الله عنه.
(73)
أخرجه البخاري، كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الفجر من يوم الجمعة، برقم (891) عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومسلم؛ كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في يوم الجمعة، برقم (879) ، عنه أيضاً.
(74)
أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب: غزوة الحديبية، برقم (4177) ، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، رضي الله عنهما.
عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت:«مَا حَفِظْتُ (ق) إِلَاّ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَخْطُبُ بِهَا كُلَّ جُمُعَةٍ» (75) .
وأما سورتا الجمعة والمنافقون، «فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهِمَا فِي صَلَاةِ الْجُمُعَةِ» (76) .
ومن فضل سورة البيِّنة، يثبت الفضل أيضًا للصحابيِّ الجليل أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه، حيث قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم له:«إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأ عَلَيْكَ [البَيّنَة: 1] {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قال: وَسَمَّانِي؟! قَالَ: «نَعَم» فَبَكَى (77) .
وأما سورة الكوثر، ففيها العطاء من الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم:«أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر؟» فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيِه رَبِّي عز وجل عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُوَ حَوْضِي تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. آنِيَتُهُ عَدَدَ النُّجُومِ
…
» (78) الحديث.
(75) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم (873) ، عن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها.
(76)
أخرجه مسلم، كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة، برقم (877) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(77)
أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب سورة البيّنة، برقم (4959)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل، برقم (799) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري.
(78)
جزء من حديث أخرجه مسلم، كتاب الصلاة، باب: حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى «براءة» ، برقم (400) ، عن أنس رضي الله عنه.
وأما سورة (الكافرون) فهي براءة من الشرك، قال صلى الله عليه وسلم معلِّماً نوفل بن معاوية رضي الله عنه، أن يقول إذا أوى إلى فراشه:« [الكافِرون: 1] {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنْ الشِّرْكِ» (79) .
وأما سورة الإخلاص فهي تعدل ثلث القرآن، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعدما حشد الناس ليُسمِعهم ثلثَ القرآن، فلما احتشدوا قرأ:[الإخلاص: 1]{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} وقال: «إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» (80) .
وأما المُعوِّذتان: [الفَلَق: 1]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} [النَّاس: 1]{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ، فإنهما مع سورة الإخلاص تكفي من كل شيء، إذا قرئت ثلاثاً.
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن خُبيب رضي الله عنه: «قُلْ: ُ س ش ص ض ِ، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (81) .
(79) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول عند النوم، برقم (5055)، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في من يقرأ من القرآن عند المنام، برقم (3403) ، عن فروة بن نوفل، وعن نوفل أيضاً رضي الله عنهما. واللفظ لأبي داود.
(80)
أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين (فضائل القرآن)، باب: فضل قراءة ُ س ش ص ض ِ، برقم (812) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(81)
أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082)، عن عبد الله بن خُُبيب رضي الله عنه. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً.
وكذلك، فإن المعوِّذتين رقية شرعية للمريض. فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى - أي مَرِض - نفث على نفسه بالمُعوِّذات، ومسح عنه بيده، فلما اشتكى وَجَعَه الذي توفي فيه صلى الله عليه وسلم جعلت السيدة عائشة تنفث على نفسه صلى الله عليه وسلم بالمعوِّذات وتمسح بيد النبيِّ صلى الله عليه وسلم (82) .
(82) أخرجه البخاري؛ كتاب المغازي، باب: مرض النبيُّ صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4439)، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمُعوِّذات والنفث، برقم (2192) ، عنها أيضاً. واللفظ للبخاري.